من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
ياهيني كحل بين الارماش (الكاتـب : نمرالعتيبي - - الوقت: 15:36 - التاريخ: 21-06-2024)           »          هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > الديوانية > شخصيات
تحديث هذه الصفحة سكّان في بحر من رمال (تقرير)
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-04-2008, 03:19   #1
بدر الزياد
كاتب وصحفي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ بدر الزياد
 

سكّان في بحر من رمال (تقرير)

سكان في بحر الرمال




• ظروف معيشية صعبة وينعمون برغد العيش!!
• سعيدون بحياتهم بعيدا عن الفضائيات والعالم الرقمي.
• هَجَر المدينة لأن جيرانه لم يلبوا دعوته .
• العادات: هي دستورهم ويعاب من يخالفه .
• المدنية مدعاة للتخلي عن العادات والتقاليد!! .
• يجهلون "الانترنت"! والمرعى الخصب أكبر همومهم .



تقرير – بدر الزيّاد - حائل

بعيدا عن برجي الفيصلية والمملكة اهم معالم العاصمة السعودية الرياض وبمنأى عن نافورة الملك فهد والكورنيش البحري احد اهم معالم مدينة جدة ودون اكتراث بمصافي النفط في المنطقة الشرقية ودون ادنى اهتمام بالاحداث الساخنة التي يشهدها العالم خلال هذه الفتره بعيدا عن كل ذلك و في صحراء مترامية الأطراف أو كما قالت عنها الرحالة الانجليزية الليدي آن بلنت في وصفها لها (بحراً من الرمال) , بيوت من الشعر لا تبعد عن بعضها كثيرا , وقطعان من الماشية من غنم وإبل هي بإختصار حياة البدو الذين يعيشون في صحراء النفود الكبير الواقعه في شمال المملكة في منطقة حائل بين دائرتي عرض 25 و 26 شمالا وبين خطي طول 38 و 42 شرقا , وتبلغ مساحة هذه الصحراء 40,000 كم2 ووسط هذا البحر من الرمال يعيش مجموعة من البدو الرحل الذين لازالوا يعتمدون إعتمادا كليا على مصدر دخل وحيد هو (الماشية والابل) , هؤلاء البدو يعيشون بإستقلال تام عن حياة المدنية المترفه ويشعرون بأنهم يعيشون في (رفاهية ورغد عيش) كما يقول أحدهم وهو بعكس ما ينظر إليه من عاش حياة المدينة وتربى فيها .... ومن خلال هذا التحقيق نستطلع بعض من حياتهم اليومية وما يدور في فلك حياة أبناء البادية هؤلاء.



أمام أحد بيوت الشعر كانت مجموعة من سيارات الجيب ذات الدفع الرباعي , وقفت وزميلي أمام ذلك البيت الكبير فخرج لنا شاب في العقد الثالث من عمرهـ يرحب بنا , فنزلنا ودخلنا إلى بيت الشعر وإذا بالنار مشتعلة وحولها عدد من الرجال الذي رحبوا بنا كثيرا وأجلسونا وهم يرددون التراحيب كما هي عادتهم في استقبال ضيوفهم , وبعدما انتهينا من القهوة صبوا لنا الشاي وبدأوا يكملون حديثهم الذي بدأوهـ ربما قبل قدومنا عليهم وكانوا يتحدثون عن الإبل وعن سباقات الإبل فقال أحدهم متسائلا : كيف لو أنا عشنا في الوقت الذي كانت الإبل هي وسيلة النقل الوحيدهـ؟ ترى كيف سنتحمل ذلك؟ فرد عليهم أحدهم بتعجب قائلا أنه تعب اليوم لأنه سار على بعيرهـ لمسافة قد تتجاوز الخمس والعشرون كيلا بقليل!!
وكانوا يعزون سبب ذلك لما يعيشونه من (رغد العيش) وزيادة الخير والنعمة في هذا الوقت ( حسب قولهم) , وكانت أحاديثهم تدور في محور همومهم اليوميه من إعلاف إبلهم وأغنامهم وجلب الماء لها , وفي أثناء الحديث وصل ثلاثة من الرجال على إبلهم التي سيشاركون بها في أحد العروض الشعبية في مدينة حائل التي تبعد عنهم ما يربوا على الثمانين كيلو تقريبا فخرجت لأصور لحظة وصولهم وأثناء ( تنويخهم ) سقط أحدهم من بعيرهـ ولكنه لم يتأذى فضحكـ عليه أصحابه وبدأوا يداعبونه ويمازحونه باستغراب سقوطه , فقال أنه مشى مسافة طويلة وأنه تعب من المشي , وكان معي أحد أبناء البادية والذي يعرف هؤلاء الجماعة فقال مازحا إن هذا صديقي وهو صحفي وسينشر صورتكـ أثناء السقوط , فرد البدوي متبسما قائلا: لأ , لن يفعلها . فقال لهم صاحبي أن هناك طريقة تنشر الصورة في جميع أنحاء العالم خلال ثواني فقط وتسمى ( الانترنت) فزادهم ذلك إستغرابا!! كيف ذلك؟ وبدأت وصاحبي نتحدث عن الانترنت وهم ينظرون إلينا بذهول وقد أعجبني فيهم أنهم لم يقاطعوا الحديث ولم يكذّبوا أو يقللوا مما لا يعرفونه , وهو بالطبع أمر غريب بالنسبة لهم حيث أنهم يعيشون في الصحراء وبعيدا عن كل وسائل التطور والاتصالات بل عن الخدمات عموما كالماء والكهرباء وغيرهـ , فهم يعتمدون إعتمادا كاملا في مصادر دخلهم على الإبل والماشية وتربيتها والتجارة بها دون أن يخوضوا في صخب الحياة وعالم التقنية والاتصالات الرقمية , ولكن بعض منهم ممن يسكنون في مناطق يصل ايها بث الهاتف المحمول يستخدمون تلك الهواتف فقط , وأما أجهزة المراسلة اللاسلكية فهي متوفرة لدى أغلبهم , وهذه الأجهزة هي التي غالبا ما يستخدمها هواة القنص لتحديد مواقع زملائهم , وبالنسبة للبدو فهي تعتبر هي وسيلة الإعلام الرائجة والمتصدرة في عالمهم فهم يستخدمونها للسؤال عن ما يفقدونه من حلالهم وإبلهم وكذلك يستخدمونها للسمر والمؤانسة فيما بينهم , حيث أنها مقسمة عندهم كتقسيم القنوات الفضائية , فهناك تردد معين للألغاز وتردد اخر للشعر وتردد عام وهكذا وتسمى هذه الترددات (قنوات) , ووصل بهم الحال الا أن بعضهم يسهرون إلى وقت متأخر على هذهـ الأجهزة وخصوصا الشباب , لما يجدون فيها من تسلية ومتعة.
ومما يلفت النظر في حياتهم أن لدى كل بيت شعر خزانات صغيرة للبنزين لأنهم قليلا ما يدخلون للمدن أو القرى إلا لحاجة ملحة كجلب الوقود أو بعض الطعام لأهليهم , ويقول عامر الشمري

أحد من يترددون على هذهـ الصحراء أن هؤلاء البدو يضعون خزانات صغيرة إحتياطية من البنزين لمن يمر بهم أو من يحتاج للبزين في صحراء النفود المترامية الأطراف كأبناء المدن من هواة الرحلات البرية أو القنص والذين تكثر رحلاتهم البرية إلى صحراء النفود خلال موسم الأمطار والربيع , وهم كرماء مع كل من يأتيهم سواء بغرض النزهة أو القنص أو غيرهـ , وكذلك يفرحون حين يأتي إليهم الضيوف , وقد رأيت ذلك حيث تشعر عندهم بأنك انت صاحب البيت ولست بغريب وكأن لسان حالهم يقول: (نحن الضيوف وأنت رب المنزل).

ولكن ما يفتقد له هؤلاء البدو هو التعليم فهم طيلة فصول السنة يتنقولون في هذه الصحراء دون قرار, وحين يكون المرعى بالقرب من هجرة أو قرية فإنهم يسجلون أبناءهـم في المدرسة لمدة وجود الكلأ والمرعى الخصب وبعد أن تتبدل الأرض يرحلون إلى مكان اخر قاطعين على هؤلاء الأطفال دراستهم وتعليمهم دون إكتراث , و يشتكي بعض المدرسين في هذهـ الهجر النائية من هذهـ الطريقة , حيث أن الأباء يحرمون أبنائهم نعمة التعلم بلا أدنى شعور بأهميته وتأثيرهـ في مستقبل أبنائهم , ويذكر بعض المدرسين أن هناكـ من أبناء البدو من هو ذكي جدا ولكن لا يكمل تعليمه حيث أن المدارس النائية فقط هي إلى المرحلة الإبتدائية , وأما المتوسطة فتكون في قرية بعيدهـ وأقرب ماتكون للقرى حيث يتعذر الأهل ببعد المسافة ويرجعون بأبنائهم إلى الصحراء ورعي الإبل مرة أخرى , مهملين لمواهب وكوادر ستكون فذة لو وجدت من يهتم بها ويرعاها فقط.
وأما من كتب له الرحيل من هذا العالم إلى عالم القرية والمدينة فإنه يصعب عليه التعايش والتأقلم في حياة المدنية , ولا يجد له مكانا سواء العمل بحراسة مدرسة أو فراش في مسجد لأنه لا يملك أي رصيد من التعليم أو التثقيف ...
ويروي عبدالرحمن الشمشول قصة عن رجل سكن المدينة وترك إبله وغنمه بعد إقناع شقيقه له بأن يجلب لها راعيا يرعاها ويستقر هو في المدينة , فاستجاب لأخيه واستقر في منزل مجاور له , وبعد صلاة الفجر قال لجماعة المسجد الذي يصلي فيه: (تقهووا). أي يدعوهم للقهوة في منزله , ولكن لم يجبه أحد حيث جلس إلى أن أشرقت الشمس , فقال له أخوهـ : أن الناس في المدينة لا يعرفون هذه العادة ولن يأتيك أحد . ولكن الرجل لم يصدق وقال: ربما لم يسمعوني! فلقد كان صوتي منخفضا. وفي اليوم التالي كرر دعوته وذهب لمنزله على أمل أن يجتمع عنده جيرانه كعادته في حياة الصحراء وفي بيت الشعر , ولكن! تكرر الشيء نفسه ولم يأتيه أحد . وحين عرف وأيقن أنهم كذلك رحل عائدا إلى صحراءهـ مع إبله وغنمه ولا يزال يعيش هناك.

وعن برنامجهم اليومي يقو ل لافي الشلاقي الذي عاش فترة من طفولته في هذهـ الصحراء قبل أن يستقر الان في أحد القرى التابعة للمنطقة يقول أن يوم البدوي يبدأ قبل صلاة الفجر بنصف ساعة تقريبا حيث يستيقظ البدوي ويوقد نارهـ ليبدا بتجهيز القهوة العربية التي هي اول ما يبدأون بها يومهم وبعد ان ينتهي من إحتساء قهوته يأذن لصلاة الفجر ويوقظ أهله والذي عادة ما يكون المتأخر منهم هو من يدرك الصلاة في وقتها وبعدها يتناولون وجبة الافطار واللتي عبارة عن خبز يسمى (الرغفان) مع السمن الطبيعي ثم يبدأون بمتابعة حلالهم من إبل وغنم ومنهم من يذهب إلى ليجلب الماء لمن يكونون بعيدين عن الجيان وهي (جمع جو وهو المكان المستوي الذي به آبار ماء) مرة لما يحتاجونه هم ومرة أخرى لغنمهم أو إبلهم , وهذا يتوقف على وقتهم حيث ان الصيف تحتاج فيه الغنم والابل لكثير من الماء أما مع بداية الخريف فيقل شرب الغنم للماء , وبعد ان ينتهي من جلب الماء يتجه بعضهم لمتابعة الابل والغنم والوقوف على حالها حيث ان بعضهم الان أصبح يعتمد الرعاة بدل من رعيها بنفسه عكس ما كان في السابق , ومن ثم يتجه إلى زيارة البدو من حوله حيث يجتمعون ويناقشون امور إبلهم وأغنامهم وهي هموم محدودة وتتركز حول حياتهم الخاصة دون الانشغال بضجيج وصخب الحياة والعالم المتلاطم من حولهم .
ورغم بعدهم عن المدن الرئيسة وصعوبة الطريق الى تلك الأماكن النائية الا أنهم يستخدمون الثلاجات التي تعمل بالغاز ولكنها عادة ما تكون صغيرة الحجم ويستخدمونها لتبريد المشروبات الغازية و العصيرات وأحيانا لتخزين اللحم ولكن لمدة قصيرة تصل في أقصاها إلى ثلاثة أيام ..


وعادة يهرب البدو الرحل عن تطورات المدنية الحديثة ومتطلباتها اليومية، لعدم الارتباط بمصروفات مادية يوميه قد تثقل كاهلهم وكذلك للارتياح النفسي الذي يجده البدوي في الترحال ببيت الشعر الذي ينقله من مكان لاخر بلا قيود مساحة مترية تفرضها عليه طبيعة المسكن في المدن ..
أما في الليل فيتبادل البدو الرحل أطراف الحديث والسمر على ضوء القمر حتى الساعة العاشرة ليلا، وغالبا لاتخرج احاديثهم عن الغد وعن مستقبل مرعى ماشيتهم، وكيفية الانتقال إلى مكان آخر في الصحراء عندما يأتي الشتاء، وعلى ذلك في كل صباح ومساء.

ويرى بعض البدو الرّحل ان حياة البداوة لاتضاهيها أي حياة نظرا للحرية التي يتمتع بها البدوي بعيدا عن قيود الحضارة والمدنية الحديثة واضاف:أنني أسمع أن الحياة المدنية دخلت في تفاصيل معقدة، ومطالبات مادية ما عاد الإنسان ليستوعبها، وكذلك طرق المعيشة والتغيرات الاجتماعية التي أفرزتها المدنية الحديثة، أنا هنا في البادية بعيدا عن كل ذلك، صافي الذهن غير مرتبط بمديونات لأي أحد، اتصالي بالحياة المدنية من خلال أبنائي الذين كنت مصرا على أن يواصلوا دراستهم (في أحد القرى) ولكن مع حفاظهم على بداوتهم وعاداتنا وتقاليدنا.


هذا التقرير نُشر في وقتٍ سابق في صحيفة الحوار الأسبوعية

التوقيع:


حقيقة لو وعاها الجاهلون لما تنافسوا في معانيها ولا احتربوا/

ماقيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب ,,
بدر الزياد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 21-04-2008, 01:25   #2
محمد السهلي
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ محمد السهلي
 

رد : سكّان في بحر من رمال (تقرير)

أحسنت يابدر صحفي رائع ومجتهد
تقرير متميز في سكان البادية
كل الشكر والتقدير

التوقيع:
ويش عذرنا من كتاب الله ياغزه
.......................لاصار في موتكم /انجاز/واعجازي
وعلى شعار الوفا/ والدين/ والعزه
......................تسعين مليون باكي / مابهم غازي

للشاعر : سليمان الشدوي
محمد السهلي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 23-04-2008, 06:37   #3
بدر الزياد
كاتب وصحفي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ بدر الزياد
 

رد : سكّان في بحر من رمال (تقرير)

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد السهلي مشاهدة المشاركة
أحسنت يابدر صحفي رائع ومجتهد
تقرير متميز في سكان البادية
كل الشكر والتقدير
وشكرا لحضوركـ هنا يا محمد

أسعدني تواجدكـ

دمت بخير ..

التوقيع:


حقيقة لو وعاها الجاهلون لما تنافسوا في معانيها ولا احتربوا/

ماقيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب ,,
بدر الزياد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع