[ثامر الشعيفان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

أسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات في أي أرضٍ كنتم وتحت أي سماء أعضاءاً و زواراً

لا شك بأن أي مجتمعٍ يخضع للتباين في تاريخ تطوره في شتى المجالات فنلحظ تصاعداً وتطوراً في مسيرة التقدم تدريجياً بل أن حتى الشرائع السماوية هي الأخرى تمر بالمرحلية " هذه السنة الكونية التي جعلها الله تعالي في الأرض لتوازن مسيرة التقدم البشري " فكلما جاءت رسالةٌ سماويةً منزلة نسخت بعضاً من أحكام وقوانين الشريعة السابقة إلى ختام الرسائل السماوية التي جاءت بها الشريعة المحمدية المتكاملة.

وفي النظر بعينٍ دارسةٍ حول تاريخ الأمم السابقة سنجدُ حضاراتٍ سادت وإزدهرت وعاشت حالةً من الرقي المادي والإزدهار دون الأخذ بالقانون السماوي فما إن تصل قمة الهرم حتى تنهار وتخر ولا يبقى منها إلا أطلالاً للذكرى وما إن تسقط حتى تحل محلها حضارةٌ إيمانية تصل إلى الرقي الروحي والمادي ومن ثم تتسلل إليها عوامل الإنحراف والفساد لتنخر في ذلك الكيان حتى تسلبه هيبته وقوته لينهار الكيان، وعند النظر لتاريخنا الإسلامي فإننا نجد خير مثالٍ على ذلك في المجتمع الذي أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أن المجتمع وصل إلى قمة الهرم الحضاري في الأخلاق والمفاهيم التي سنّها الإسلام لتحوّل مجتمعاً همجياً يعبد الأصنام ويوؤد البنات الرجل فيهم يتزوج عشرة نساء وأكثر والمرأةُ فيهم لاحق لها ولا رأي إلى مجتمعٍ أصبح مثالاً فريداً في العالم أجمع ولم يكن لهم ذلك لو أنهم تركوا محمداً صلى الله عليه وسلم وما أتى به !! .

أرسل الله رسوله بالهدى والدين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم أوحى له بتعاليم الإسلام وأحكام الشريعة الإسلامية ولم يكن ذلك دفعةً واحدة بل إن الأحكام كانت تأتي على حسب الحال فتربى جيل الصحابة الكرام رضوان ربي عليهم تربيةً سماوية على يد معلم البشرية فحازوا فضل الصحبة وفضل العلم فكانوا " خير القرون ".

لقد حاول الفلاسفة والحكماء عبر مر العصور وضع دستورٍ صالحٍ للحكم وأنظمةٍ تُطبق على عامةِ الناس فلم ينجح منها شيءٌ رغم الإجتهاد ، ونحن الآن في موضعٍ نُحسدُ عليه إذ أن أنظمتنا وأحكامنا وقوانيننا وُضعت ممن هو أعلم بالنفوس وأدرى بخفايا الصدور
وضعها الذي خلق السماوات والأرض والجبال والكون كله وخلق الإنسان
وهذا من العدل الذي يبعث في النفس الإطمئنان وذلك أن الشريعة الإسلامية لم تُوضع من قِبَل " رجلٍ مجتهدٍ " وما محمدٌ صلى الله عليه وسلم إلا رسولاً من عند الله قال تعالى : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى )) فكان الحلالُ بيّنٌ والحرامُ بيّن.


فاصلٌ إعلامي :
بالأمس كنا نرى شجباً وإستنكاراً وحرقاً للأعلام وسحباً للسفراء العرب ومقاطعة ً لكل من كانت له علاقةٌ بمحاولة النيل من جناب الرسول الشريف صلى الله عليه وسلم بالرسوم الكاريكاتيرية

السؤال هو:
هل الدعوة إلى عزل الدين عن الحياة أو التحرر من أخلاقيات الإسلام وركنها في محراب الصلاة فقط تقل وقاحةً عن تلك الرسوم ؟!
هل محاولة النيل بالأقلام والكيبوردات من مظاهر الدين الإسلامي وإن كانت كلاماً في ظاهره جميل وفي بطنه السُّم يقل وقاحةً عن تلك الرسوم ؟!
هل الإعتراض على بعض أحكام الإسلام وإتهامها بأنها تقيد المرأة وتسلبها حقوقها يقل وقاحةً عن تلك الرسوم ؟!

لعل البعض الصابر منكم وصل إلى هذه النقطة وهو يسأل عن علاقةِ ما أكتبُ بعنوان ما كتبت ؟
والحقيقة هي أننا بالأمس كنا نحتفي بشاعرين من شعراء شعبيات " ابراهيم الوافي / منتهى القريش " في موضوعٍ للغالي حسن آل مسفر ولقد كانت الأمور بخيرٍ حتى قرأت إقتباس الأخت " شروق محمد اليوسف " لمقال الكاتبة " نوال اليوسف حول تلك الأمسية " إليكم نص المقال مقتبساً :

الدمام –(سعوديات نت خاص"تغطية نوال اليوسف)-عندما تكون في حضرة الشعر والإبداع تشكيل وموسيقى لا تملك إلا أن تكون مبهور،ذلك لأن حضور الشاعر الوافي المتخصص في اللغة ،إضافة إلى حضور الشاعرة منتهى قريش المفعمة بالعاطفة الملاصقة للواقع والمتوهجة من رحم المعاناة يمنحان المتلقي تذوق من نوع خاص على الرغم من اختلاف التجربتين ،ونوعية الشعر ..حيث اجتمع الشعر بشقيه في تناغم عجيب وغريب الشعر العامي والشعر الفصيح في أمسية تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة الشرقية من مساحة الوطن الحبيب السعودية ..هذا التمازج العجيب خلق نوعا من التآلف الغير مسبوق بين لغتي الشعر الفصيح والعامي..حيث خرج متلقي و متذوقي الشعر بعد الأمسية بشعور جديد يعلن عن توافق اللغة الشعرية للشاعرين وتعبيرها عن واقع فعلي نعشيه في واقعنا الاجتماعي..و متخيل تتمناه المرأة المثقلة بالهموم والمشاعر الإنسانية النبيلة..حيث لا توجد مساحة لممارسة الحب بين الأنثى والذكر في الوطن المحافظ الذي يعد الحب جريمة وفعل محرم يعاقب عليه الفاعل بالإعدام..وكأن الحب حالة أو شعور غير طبيعي يجب إلا يعيشه الإنسان المسلم إلا من خلال إطاره الحلال.


لا أتهم أحداً بالعلمنة حتى لا يفهم ذلك من سياق الكلام وإنما كانت رسالةً مني إلى كل كاتبٍ وصاحب قلمٍ في الصحافةِ كان أو على النت أو ناشراً لمطبوعاتٍ أو مسئولاً عنها أن يراعي الله فيما يكتب وأن يتذكر أنه سيقف يوماً من الأيام ليسئل عما كتب ... فالقلم إن لم تُرشَدُه فكرةٌ إسلامية كان وبالاً على صاحبه.



آسف على الإطالة

[تأبط شعرا]

أهلا ً يا ثامر ...
المسأله تعدّت العلمنه بـ كثير !


(( وكأن الحب حالة أو شعور غير طبيعي يجب إلا يعيشه الإنسان المسلم إلا من خلال إطاره الحلال ))

حاولت أن أجد مخرجا ً لـ هذه الجمله أو تفسيرا ً آخر لها !
لا أنا ولا المجتمع ولا كائنا ً من كان بـ إستطاعته إدّعاء المثاليّه في الرغبات والسّلوك !
فـ المدينه الفاضله لا توجد إلاّ في مخيّلة " أفلاطون " و " إبن خلدون " فقط !

والمسلم وإن أتى المعاصي وأرتكب المنكرات فـ له رب ٌ غفور رحيم
لكن أن تصل به الصفاقه للمجاهره بـ رغباته المريضه فهذه والله قمّة الوقاحه ..
وكفى !

[نورة العجمي]

قرات العباره منذ الامس وتحفظت عليها
لي عوده

[إبراهيم الوافي]

مساؤك عطرٌ وحضور أنيق ياثامر ...
مازلت أحتفظ بمحياك البشوش في محفظة ذاكرتي .. أخا من عطايا الشعر .. و هبات المطر ..
وأقدّر كثيرا غيرتك .. وحميتك على مبادئنا وعقيدتنا ، لكنني أميل إلى ضعف لغة نوال اليوسف ..لا إلى ضعف هذا الجانب الاعتقادي في تركيبتها النفسية ..حينما أحب أن أحسنَ الظن دائما بمن هم حولي ...
فالمنطق والمألوف أن لايتبنى واحدٌ من أبناء هذه الجزيرة العربية المباركة مثل هذا المبدأ النفسي .. لولا خيانة العبارة .. فنحن بكل ماجبلنا عليه ، كما أشار صديقنا تأبط شعرا لانجاهر بالمعصية ، مهما بالغنا في ارتكابها ، ويكاد يكون مبدأً إنسانيًّا عاما حتى في المجتمعات الأخرى ... لكننا نؤمن في هذا العصر المنفتح ( نفسيا ) أن ثمة فرق جوهري بين الشعور بالحب وممارسته ، ولعل العبارة التي وردت في تقرير الصحفية ( نوال اليوسف ) ، إنما قصدت الإفصاح عن حالة الحب الإنسانية قبل الزواج ( وهو ماقصدته ) بمفهوم الحلال كشعور إنساني فطري .. قد يتجاوز حتى الزواج ويظل شعورًا نفسيّا طبيعيا وخارج عن سيطرتنا عليه في حين تظل عملية ممارسته داخل إطار المبادئ الدينية والعادات والتقاليد ، أصدقكم العبارة بما جاءت عليه ( مقزّزة ، واستفزازية جدا ) .. لكنني لا أحب أن أحمّلها معناها المباشر الذي جاءت عليه ...
هوامش ..قد تهم البعض :
1) لايعتبر وقوفي هنا دفاعًا عن الصحفيّة نوال اليوسف .. بل إنه من الوضح جدا من تقريرها أنني أكتب شعرا محافظًا لايعجبها
2) ناقلة المادة أختي النبيلة شروق محمد يوسف .. لاتربطها بالصحفيَّة أو الصحيفة أية علاقة من أي نوع ، بل إن المادة المنقولة وصلتني كرابط على بريدي فأرسلته لأختي شروق مديرة منتديات المعاصر .. وطلبت منها نشره في المعاصر وشقيقه شعبيات ...

مودتي لكم جميعا

[نورة العجمي]

حيث لا توجد مساحة لممارسة الحب بين الأنثى والذكر في الوطن المحافظ الذي يعد الحب جريمة وفعل محرم

من رأيي هذا الاقتباس اكثر قسوة وبشاعه في الوصف الذي آلمنا ان يصدر من صحفيه يفترض انها سعوديه
وان لم تكون سعودية , الاجدر انها احترمت الدين والمشاعر والمبادىء التي تتربى عليها عقولنا وضمائرنا واخلاقنا
لاسيما انها اشارت وركزت على الأفعال وليست احاسيس

شكرا لثامر على غيرتك ولنصرتك للحق

[بنت شمّر]

حيث لا توجد مساحة لممارسة الحب بين الأنثى والذكر في الوطن المحافظ الذي يعد الحب جريمة وفعل محرم يعاقب عليه الفاعل بالإعدام..وكأن الحب حالة أو شعور غير طبيعي يجب إلا يعيشه الإنسان المسلم إلا من خلال إطاره الحلال.

من هي نوال اليوسف ؟


لايمكن لهذا الفكر ان يكون في صحافتنا .. حتى اكثر العلمانيين جرأه لايمكن ان يتجرأ هكذا


رسالةً مني إلى كل كاتبٍ وصاحب قلمٍ في الصحافةِ كان أو على النت أو ناشراً لمطبوعاتٍ أو مسئولاً عنها أن يراعي الله فيما يكتب وأن يتذكر أنه سيقف يوماً من الأيام ليسئل عما كتب ... فالقلم إن لم تُرشَدُه فكرةٌ إسلامية كان وبالاً على صاحبه.

شكرا اخوي ثاااامر

[منتهى القريش]

السلام عليكم جميعا

اخواني اخواتي... قبل ان نوجه اي تهمة لشخص ما علينا ان نفترض حسن النية فلربما كما تفضل الأخ الوافي كان خطأ في التعبير من قبل الأخت نوال اليوسف ... وللعلم لست هنا في موقف الدفاع فأنا لأول مره اقابل الاخت نوال في الامسية وكانت في منتهى الحشمة والذوق ولا أعتقد انها تقصد شيئا مما ذهب اليه تفكيرك أخي ثامر (والله أعلم) ولكني احب دائما ان استبق حسن النية قبل الحكم على الآخرين ...

مودتي للجميع

[ثامر الشعيفان]

مساءٌ كـ أنه أنتم

بدايةً أحببت أن أُعيد إيضاح نقطة وهي أني هنا لست لتوجيه الإتهام لـ أحدٍ بعينه فـ أنا " ما أعرف نوال بسلامتها " وإنما أنا هنا للنصيحة وللوقوف أمام تلك العبارة وما تعكسه من أفكار ولنحسن النية ولنقل ما قد يُفهمُ منها وهي لا تحتمل إلا تفسيرين حسب ما أرى :

1 -إما ضعفٌ في لغة نوال اليوسف أو فشلٌ في إيصال فكرة مع حسن النية وإن كانت حسن النية وحدها لا تبرئ أحداً من خطأه، فالخطأ خطأ بحسن نية أو بدونها.

2-أن تكون الكاتبة بالفعل تحمل فكراً يدعو إلى ممارسة الحب بلا قيودٍ ولا حدود وهذا ما لا نقبل بالكتابة عنه أو نشره " وإن كنت تدري فـ المصيبة أعظمُ " !!

كان يجب على الكاتبة مراعاة مشاعر القرّاء وإحترامهم والأخذ بعين الإعتبار أن متصفحي " شعبيات " من مختلف الفئات والأعماروفي العموم يجب أن ننظر للمادة الأدبية قبل طرحها من جهات مختلفة كما يجب علينا التأكد من سلامتها وقابليتها للطرح فإما خيراً أو الصمت .



أخي الغالي " تأبط شعراً " فكرٌ أقف معه كثيراً فـ لرأيك صدى واسع في الأفق
وكما قال بعض الإخوة ناصحين " لنفترض حسن النية في الكاتبة " ولنترك الخوض في الشخص لـ نخوض في النص
هي أخطأت خطأً فادحاً إستوجب التوضيح .
المجتمع لا يخلو من الخطّائين وخيرهم من تاب وإستغفر ، كما أنه يحوي على عقولٍ مريضةٍ وأفكارٍ مُسَمَمةٍ ومُسَمِمةٍ كـ تلك التي تنادي بجور أحكام الإسلام وأنه ليس من العدل أن تطبق أحكام ما قبل 1426 على " حريم 2006 !! "
كفانا الله من شرورهم وهداهم إلى الحق وجزاك الله خيراً على حسن تفاعلك