21-01-2006, 13:18 | #1 |
كــاتـب
|
أب..
. . غافلته وحملت مجموعة من الملصقات الصغيرة: صور لفراشات، عصافير، فاكهه، أشكال غريبة، حروف ملونة.. ووضعتها أمام البائع وهما يهمان بالخروج.. تخيلها ملتصقة على الجدران .. على المناضد ..على الكراسي .. على الأسِرّة.. لا…لا، لن يسمح بذلك.. لن يشتري شيئا من هذا.. وبجفاء أمرها أن تعيد الملصقات إلى مكانها وعاد معها. حثها على شراء الوان، دفتر مزخرف، مجلة أطفال، كرة مطاطية، لكن دون جدوى، لم تتخل عن فكرة شراء الملصقات الصغيرة، توسلت وأكدت أنها لن تلصقها إلا على دفترها الصغير، رفض، بل ستفعلين كما فعلت في المرات الماضية. تذكر أحاديث زوجته عن الدلال الزائد، ودارت في ذهنه مجموعة من نظريات التربية الحديثة التي تؤكد صحة موقفه، أعاد عرضه بشراء اشياء اخرى، رفضت، لم تكن تريد إلا الملصقات.. إذن تحول الموضوع إلى عناد، فليكن، هو أيضا عنيد، لن يشتري. اركبها السيارة متصنعا الغضب، وقال كلمات تأنيب لم تفهمها، ظلت صامته طوال الطريق، واجمة، لم يبالِ.. حين وصلا كانت نائمة، انحنى ليحملها.. لمح على وجنتيها بقايا دموع، وضعها على سريرها بهدوء، وقبلها كما يفعل كل مساء، قص على زوجته باسما ما حدث، صوّبت تصرفه، وحين أشار إلى حزن الطفلة قالت: دلع بنات، لا تهتم. بقي صامتا، لم يعلق على شيء، لكنه بدأ يهتم.. عاد بعد ساعة إلى غرفة الصغيرة، تأمل وجهها الضئيل، بدا له غاضبا، متسائلا، شعر برغبة في تقبيلها وفعل، التاع، دمعت عيناه، ندم، ليتها لم تنم، إذن لاسترضاها، حاول أن ينام، لم يستطع، حاصره الهم، أزعجه الأرق، شعر بالضيق، للحظات كره زوجته وحديثها عن الدلال الزائد، لعن كل نظريات التربية الحديثة، نام، استيقظ مبكرا، مازالت نائمة. نقل امتعاضه إلى عمله، لم يرفع ورقه، لم يصدر قرارا، وبقي واجما، بعد ساعات اتصل بالمنزل، كلمته الصغيرة، كانت هادئة، فرحة بحديثه ، سعيدة بملاطفته، نسيت الموضوع، واستقبلت يوما جديدا، اطمئن، غمرته السكينة واجتاحته نشوة فرح. في المساء اشتريا كل ما طلبت من ملصقات، لم يسألها أين ستلصقها. . . |
21-01-2006, 18:54 | #2 |
شـــاعرة
|
رد : أب..
كم أحببت وعطفت على هذه الصغيرة سأعود للتعليق خالص الود |
22-01-2006, 03:20 | #3 |
|
رد : أب..
. موقف من واقع يحدث كثيراً تمت صياغتها في أطار قصة جميلة بأسلوب سلس و مباشر .. أهتزت مشاعرنا لــ حزن الأبنة الصغيرة وأستحوذت على كل عواطفنا .. إذ .. مافائدة نظريات التربية الحديثة إذا لم تجلب السعادة معها والفرحة لشخص ما .. فـ كيف إذن بـ طفل برىء ؟.. التي قطعاً سينعكس تأثيرها على من حوله .. لا شك تنفسنا الصعداء مع تأنيب الأب لـ نفسه وقراره الصائب .. شكراً أستاذ عبدالواحد .. أستمعت جداً بالقراءة .. أطيب تحية .. . |
22-01-2006, 05:25 | #4 |
بقـايا حُلـم
|
رد : أب..
أستاذي اليحيائي واقعية القصة سبب رئيسي لجذبنا نحوها أفسد متعتي لمحتي على وجنتيها بقايا دموع وأفرحني حين عاد و اشترى كل ما طلبت من ملصقات ياآلهي اتخيل وهي سعيدة بها لا تحتاج إلى ثناء أستاذي عبدالواحد أشكرك جداً على أسعادنا |
22-01-2006, 14:03 | #5 |
أطــلال
|
رد : أب..
لذلك أحب أن أبقى طفلة الشعور هي كذلك .. تبكي بسرعة وتنسى بوقت أسرع الأخ الكريم عبدالواحد اليحيائي قصة ممتعة و جميلة |
23-01-2006, 15:43 | #6 |
الطــربة
|
رد : أب..
عبدالواحد اليحيائي لوتدري كثير ايش منحتنا قصتك ذي من مشاعر والله اغلى شي بدنيا الاب.. قصه ولا اروعه منها... بس دايمن احس انها اختطفت مني قبل أن أحس بالأكتفاء ليش القصه القصيره... ماتصير صفحتين على الأكثر اعجااااااااااااااااااااابي |
25-01-2006, 05:59 | #7 | |
المنتهي قبل البداية...!!
|
إقتباس:
. . مصطلح التربية الحديثة مجرد افترضيات على ورق لا تهتم ببكاء او تذمر او تضايق الطفل منها وتعتبرها مجرد ( دلع ) يمارسه الطفل لكي نلبي له ما يريد وقد ندخل معه في معترك غير متكافئ لنفرض على هذا الطفل المسكين ما يقولة اصحاب هذه الفرضيات... . . . استاذي / عبد الواحد اليحيائي... شكرا... . . . تحياتي لك |
|
25-01-2006, 19:33 | #8 |
النجدية
|
رد : أب..
أكثر ما يميز هذه القصة هو السلاسة .. وأختزال العديد من العبارات لتصور مشهد يركّز على مشاعر الأب .. عشنا أجواء القصة وكأنها تحدث بالفعل أمامنا حنان الأب .. حزم الأم .. ألحاح / حزن الطفلة .. ربما لأنها مرتبطة بالواقع بـ شكل كبير .. أعتقد هنا أن الكاتب أراد بالعنوان أن يركّز على مشاعر الأب لأنها بالفعل أحياناً تطغى على مشاعر الأم بـ مراحل .. وإن نظريات التربية الحديثة لا تساوي شيء أمام فرحة طفل .. وأيضاً الموقف نفسة لا يتطلب هذا الحزم لو تعاملنا معه بشيء من المرونة .. شكراً .. تحياتي لك .. |
29-01-2006, 14:08 | #9 |
|
رد : أب..
. هل نلغي جميع النظريات والفرضيات المتعلقة بالتربية الحديثة من اجل حكاية واحده ؟؟ قدر السيد عبد الواحد على تحريك العاطفة بالاتجاه الذي هو يريده تحسب له وأما انسياق القارئ نحو عاطفة تم توجيهها من قبل الكاتب تحسب ضده .. وهكذا الأمر من حيث قدر الكاتب على التأثير وقدرة المتلقي على استيعاب الموضوع بقدرة عالية من الثقافة وقدرته على النظر له من زوايا مختلفة جميلة هي الحكاية .. والأجمل أن الكاتب تمكن من خلال أسلوبها وعبارتها أن يكون له تأثير على نفسية القارئ ننساق هنا خلف العاطفة ونوقف عمل العقل دمعات طفلة تتدحرج على خديها سيطرت على الموقف بشكل ألغى دور العقل في التفكير ما بين مصلحة ومفسدة هنا يحدد تلك المصالح والمفاسد هو الأب .. هو اعلم بحاله وحال ابنته ولكن هل هي مقياس لنا في أحوالنا ؟؟ وهل لنا الحق في رمي نظريات التربية الحديثة في مكب النفايات لأنها لا تتناسب مع الوضع القائم في هذه القصة .. ؟؟ اعتقد أن القصص والحكايات لا يعتد بها كدلائل وشواهد على قوانين حياتنا اليومية لأنها تختلف بحسب المكان والزمان والظروف والبيئة التي تقع فيها فأحوال الناس ليست متماثلة وأيضا قدراتهم تختلف .. شكرا .. يعرُب |
30-01-2006, 23:30 | #10 |
خيال وزوايا معبد
|
رد : أب..
مرحى: قصه متكامله مستوفيه لفن القصه من كافة جوانبها كما اتصور استطاع الكاتب ان يرقى بنا ويهبط بين مونولوجات ابطالها الداخليه كيفما شاء حتى المنتهى روح القصه تسلل الى ذائقتي حتى اعلنت الرضى وحب متابعة هذا القلم وذاك الفكر |
07-02-2006, 13:16 | #11 |
كــاتـب
|
رد : أب..
. . مافائدة نظريات التربية الحديثة إذا لم تجلب السعادة معها.. الأخت الجازي: لعلها مثل نظريات النقد الحديث حين لا يهتم بها المبدع.. . . |
07-02-2006, 13:18 | #12 |
كــاتـب
|
رد : أب..
. . وأفرحني حين عاد و اشترى كل ما طلبت من ملصقات ياآلهي اتخيل وهي سعيدة بها الأخت عنود.. فيك طفوله.. احتفظي بها دائما إن أردت سعادة خالدة. . . |
07-02-2006, 13:20 | #13 |
كــاتـب
|
رد : أب..
. . لذلك أحب أن أبقى طفلة الشعور.. الأخت نداء.. ابقي كذلك.. هو حب في مكانه الصحيح. . . |
07-02-2006, 13:24 | #14 |
كــاتـب
|
رد : أب..
. . لوتدري كثير ايش منحتنا قصتك ذي من مشاعر والله اغلى شي بدنيا الاب.. يغلب على الأب أن يكون صديق بناته.. ويغلب على الام أن تكون مستشارتهن.. والعكس صحيح غالبا بالنسبة للأولاد... قصه ولا اروعه منها... بس دايمن احس انها اختطفت مني قبل أن أحس بالأكتفاء ليش القصه القصيره... ماتصير صفحتين على الأكثر.. لأنها قصة (قصيرة).. لكن الأمر نسبي ولا علاقة له بعدد الصفحات.. بعض القصص القصيرة يتجاوز العشر أو العشرين صفحة طولا.. شكرا أخت نجود على حضورك.. . . |
21-02-2006, 08:14 | #15 |
شـــاعــره
|
رد : أب..
تعتقد انه بالامكان وضع قوانين في التربية / من صنع الوالدين ؟؟ بعيداً عن النظريات الموجوده في الكتب والتي لاتعمل بها الاسرة فقط مجرد شعارات لااكثر فأن طبقها البعض / اسقطها الباقيين واحيان منهم المثقفيين في حين ان التربية شركة والديه لاتختص بالام دون الاب اخي الفاضل / عبدالواحد شعرت وانا اقرأ / بحنين الى تلك الطفولة وتذكرت والدي رحمة الله عليه وكم تمنيت ان تعود تلك الايام ولو للحظة واحده لك من الشكر مايفوق حدود الامتنان دمت بهذا الاشراق اختك / المهرة |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|