من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
ياهيني كحل بين الارماش (الكاتـب : نمرالعتيبي - - الوقت: 15:36 - التاريخ: 21-06-2024)           »          هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ضفاف الروح
تحديث هذه الصفحة صفحات منسية .!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-04-2012, 17:42   #1
يعرُب
 

صفحات منسية .!


بعثرت الأشياء كـ سيدة تحاول أن تستقبل العيد .
بين ملفاتي وجدت الكثير من الصفحات التي لم تكتمل ، وربما بعضها اكتمل ، لكني نسيته هناك بين تراكم الأشياء .

لا أعلم لماذا لم تجرني ذاكرتي نحوها ؟





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 17:44   #2
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!



-1-
حينما كانت نهاية قصاصتك بكلمة " ما نرجوه هو أن تدوم لنا " وكنت تقصدين تلك الموانئ التي تأملين أن ترسو فيها مراكبك ، بعد ما انتهيت من تلك العبارة وجدت نفسي أردد بصوت خافت ، سوف تدوم يا عزيزتي ، حتى وإن تعرضت لقصف ، بُغية منه تدميرها مثل ميناء بيرل هاربر عندما تم قصفه من قبل القوات اليابانية

وللعبارة معان جميلة بعيدة ، وتلك قد تغلغلت في جوفي ، حتى أقوم بتفسيرات عديدة لها ، وكلها تعطيك الأحقية في السيطرة على موانئ ترفض السفن الأخرى للقيام برسو كامل ، قد تكون محطة عابرة لبعضها من أجل التزود فقط ببعض الحاجيات ، لكنها تبقى لك كاملة يا سيدتي .




التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 17:46   #3
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!



-2-
لا تضع القلم حتى يجف حبره .

تتسول العهر بين ساقطات المدينة ، فلا تقتات إلا الفضلات ، رغم ذلك ما تزال تستجدي عهرا يخرجها من مأزق يحول بينها وبين عيشة كريمة .

بعدما نحت على الصخرة التي ترتفع قبر أمه عبارة " لم تخبرني من هو أبي فالعنوها " ترك المدينة ، في رحلة نحو ينابيع الجبال ، تغسله من رذيلة خطيئة ليل ، أجتمع فيه البؤس والشهوة ، قال فـ اقتادتني عجوز نحو أول ينبوع على طرف الجبل ، إلا أن صفاءه لم يكن بذلك الذي يمكن أن يغسل رذيلة جسد تشبّع بالرذيلة ، تركتني أتقدم نحو مصيري بين الصخور ، في كل مرة اصطدم بأحدها فأجدها أكثر صلابة من سابقتها ، دخلني اليأس أني ربما أخطأت الطريق .

من منّا لا يخطئ الطريق ؟

الحياة مليئة بالعذابات ، منها ما يصادف طريقنا ومنها ما نجري خلفه بلهفة فنقع ، وهنا يكون الاختلاف بيننا من حيث مواجهة المصائب والتعامل معها إما بمهنية بحتة وهي في العادة تتوقف على القدرات والإمكانيات ، وهذه غالبا ما تكون نتائجها مؤلمة إلا أنها قدر يرى صاحبه أن لابد منه ولا مفر ، لذلك هو على دراية كاملة بالنتائج ، وأحيانا نتعامل مع ما يواجهنا بعاطفة ، لذلك نجد أنفسنا واقعين في تراكمات مختلفة من المصائب ولا نعرف لها بداية لذلك لا نبحث عن النهايات .





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 17:50   #4
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!



-3-
كان هناك طائر لا يغرد فوق الشجرة ، بل كان يقف على طرف ضريح ، أخبرني جدي عنه ذات يوم أنه لرجل ، عمل بجهد لا لشيء ، غير أنه كان يرغب في أن يُشار إلى ضريحه بـ أن ذاك قبر أغني رجل بين الموتى .





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 17:51   #5
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!


-4-
كنت أنا ذلك الرجل الذي قطع يده من أسفل الركبة ، لا أعلم لماذا تكتم الكثير على هذا الخبر ، هل لأنه مفزع أم أنكم تعتقدون أن هذه أحد الخرافات التي يتداولها أهل القرية ؟ .


لم تكن أكثر من قرية صغيرة يفزعها البحر أغلب أيام السنة ، إلا أن أمنياته تتكسر على الصخور الممتدة على طول الشاطئ ، لم تكن علاقة أهل القرية بالبحر جيدة ، لذلك لم يمتهنوا الصيد بل كانوا يتسولون بين الرمال ، علهم يجدون بقعة ، يرمون فيها بعض الحبوب وينتظرون الحصاد .





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 17:53   #6
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!


-5-

12:29
هل تعرفين كيف يكون الملل ؟
إنه ذلك الشيء الذي يتسلل نحو داخلنا ، حتى تصبح ليس بها شيء ، فارغة ، نعم فارغة من فعل أي شيء أو قول أي شيء ، حينما نصل إلى مستوى النقطة الأعلى في الفراغ بداخلنا ، ويحيط بنا الفراغ ، نكون وقتها قد وصلنا إلى مرحلة الملل ، فهذا يعني أننا لا نملك حياة مثل الآخرين ، بمتقلباتها وصخبها ، إننا نعيش حالة المرحلة الواحدة ، وهكذا يتراكم الملل بشكل كبير حولنا حتى أننا نعجز أن نجد له أمكنه نضعه فيها .

العبث الكتابي مرحلة من مراحل ذلك الملل أنا أمارسها الآن ، لست على يقين بما سوف أقوله فقط أطلق أصابعي على الأحرف وهي تأتي بالكلمات ، ربما لا تكون مرتبة بالقدر الكافي إلا أنها تعني أني أتحدث عن ما أشعر به من ملل ، أو حالة من عدم المعرفة في خوض شيء معين أو قول شيء مركز ومحدد ، رغباتي كثيرة في هذه اللحظة لكنها مملة ، أيضا كنت أعتمد على الخوف في كل مرّة من الغد ، وهو ما يشتت الملل الذي يداهمني ، لكنه هذه المرّة مختلف خوفي أيضا يشعر بأنه أصبح في حالة ملل من تركيزه على داخلي يعبث فيه بتسارع نبضات قلبي .

قلبي ما لذي يمكن أن أخبرك به عن قلبي ، هو كسول حتى في نبضه هذه الأيام لا يمنحني نوع من الحياة سواء في حب أو كره أو أي شيء آخر غير أنه ينبض برتيبة مملة ، هو أيضا ساكن لملله .








التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 17:57   #7
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!


-6-
تقتليني حينما تحدثيني عنه ، في كل مرّة اشعر أنك تتعمدين بث هذه الحكايات في المكان الذي نجلس أنا وأنت فيه ، تستنشقين ذكراه وأنا أشهق موتي وأزفره ، ولا يأتيني الموت ، بل أتعذب بألم القهر ، هل جربت من قبل كيف تكون جراح القهر ، إنها لا تبرئ في كثير من الأحيان .






التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 17:59   #8
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!


-7-
حين مقارنتها مع بعض ، وجدت أن كل واحد منها لديه ما يميزه من القبح ، بحثت عن أسراري الجميلة ، فانا مقتنع بقدر ما فيه أسرار قبيحة ، إلا أننا سوف نجد في حياتنا شيء من الجمال نخفيه عن الأعين والآذان ، ربما خوفا من رياء أو حسد ، غير أن الصنف الثاني من الأسرار ، لا يوجد منه شيء في ذاكرتي ، والقبح يتّسع للكثير ، حتى أني عجزت عن تحديد أيهما أشد بشاعة ، لعل أسراري حكايات لا تسرد ، حتى في خلوة مع النفس ، لذلك سوف اسجنها ، لأنها مجموعة سجناء أشرار ، إن تركتهم قد أجد فيهم من يلاحقني في زمني الذي أعيشه أو حتى بعد مماتي .


لماذا أحب الجبن .. ؟



التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 18:01   #9
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!


-8-
ليس لي عزاء ..
ما أحوجني لها بعد فراق شعرت بمرارته ، منذ أن قدمت في ذلك المساء أبحث عنها فلم أجد سوى آثار أنها كانت هنا لزمن قليل مرّ ، في كثير من الأحيان وكما يقولون الصمت أبلغ من الكلام لكن صمتي غدا نوحي .





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 18:05   #10
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!

-9-
حكاية كتاب

لا يحمل بين طياته إلا صفحات بيضاء ، كانت تلك ذكرياتي ، التي دونتها خلال السنين التي عشت ، وأني عشت مثل أي شخصا عاش قبلي ، فقدته ذات يوم ، تقاذفته الأمواج ليستقر على صخرة بشاطئ ، تنتهي عنده حدود الكون ، هناك على الصخرة ، كانت الريح تقلب صفحاته ، الشمس يحجبها الغيم ، وقطرات الهتان تتساقط على الصفحة التي كنت اقرأ فيها ، رحلت بنظري نحو نورس غريق ، يصارع الموت ، كنت أنظر والحيلة تعتريني ، عدت بنظري نحو كتابي ، لكني وجدت مسافة بين الصفحة التي كنت اقرأها ، وتلك التي وقع نظري عليها في لحظتها ، في البدء تقول " كان هناك نورس غريق ، تركت مكاني على الصخرة نحو شجرة وانتزعت غصنا يابسا ، مددت بها نحو البحر أضرب به الموج ، حتى أبعدته عن الصغير " ، هنا التفت على المحيط ، أبحث عن شجرة غصنها يابس ، وعن نورس غريق ، وجدت من حولي فراغ الكون ، أخذت صفحات الكتاب المبللة أقلبها بسرعة ، عن حكاية نورس بين يدي حملته ، وعلى غصن كنت أضرب به موج البحر ، لم يكن هناك سوى صفحات بيضاء تتشابه مع الفراغ حولي ، ربما أن حكايتي تلك كانت في الصفحات التي مرّت وأنا أنظر للنورس ، بالتأكيد تحكي أني لم أترك مكاني ، وبالتأكيد تخبر أني شاهدته ، ومن الأكيد أنها تُخبر عن ضعفي في تلك اللحظة .

النوارس لا تموت ..
كانت قصة رجل يضرب بعصاه البحر مثل نبي الله موسى إلا أن البحر أيضا وقف ضده ولم ينقسم إلى نصفين في الأصل هو لم يحتاج إلى المرور للضفة الأخرى لأنه ليس بطريدة لأحد ، الرجل لم ينقذ النورس ، هو لا يتذكر ذلك لكني قرأت انه أنقذها في الرواية التي كانت بين يدي وأنا اقرأ فيها واقلب صفحاتها ، وحينما سألته ، هل أنقذت النوارس في حياتك ؟
قال إن تلك الحادثة بالذات أتذكر أني كنت خائف فيها من أصوات ارتطام الأمواج بالصخور ، كان الارتطام ينتج منه صوتا مفزعاً وكأن البحر يتربص بك أن تقترب منه ليلتهمك ، كنت جباناً وتركت النورس يواجه مصيره ، لكنني كنت البطل حينما تقرؤون الرواية ، لا اعلم لماذا وضعني المؤلف بتلك الصورة ، لماذا اظهر مني شجاعة على حساب الحقيقة ، لابد من وجود سر ، وعليك أن تكتشفه .

أمقت تصرفات المؤلف حينما يعبث بحياة الآخرين بالطريقة التي هو يريدها من خلال اغتصاب الأحداث وصنعها بإشكال تتناسب مع ذوقه وفكره وتصوراته .
ما لذي عليّ فعله حتى أصل لحقيقة ما فعله المؤلف في حكاية رجل لعب فيه بذكرياته ، وضعه على صخرة يقلب له كتابه ثم يجعل منه البطل ، أين ساجد لغز تلك الحكاية .

حينما عبرت عن تذمري الشديد للمؤلف ، اخذ الكتاب من يدي وقلب صفحاته بشكل سريع تساعده الرياح في ذلك ، كانت تهب من البحر حاملة معها نسيمه ، وهناك على الصخرة رجل قابع لن يتصرف بشيء في صفحاته البيضاء ، ما لم يكتبها بحبره الرجل الواقف بجواري يقلب كتابه ، ونورس في قفص ينتظر المشهد التالي .




التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 19:47   #11
شيخه المرضي
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ شيخه المرضي
 

رد : صفحات منسية .!

....... موسيقا ... وعزف ..{ فاق ..ما استوعبته ...

مبارك ..هذا الركن ..!

التوقيع:
{ فقطـ ..بحثٌ عمّا يستحق..{
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيخه المرضي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 21:49   #12
عائشة الثبيتي
قلم متميز
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عائشة الثبيتي
 

رد : صفحات منسية .!

شيء ما مختلف هنا
سكن شيء منه كلي
يعرب
هنا جمال مختلف
لربما لن أغادر

التوقيع:
أيا وَجَعَ الحنايا بعضَ رفقٍ= فقدْ أدميتَ ناصيةَ الحروفِ
نمى فوقَ الأنامِلِ منكَ جمٌّ= فَجاء الهمُّ منها كالنَّزيفِ
الشاعر / هاني درويش.
عائشة الثبيتي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 08-04-2012, 17:36   #13
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!

هيفايستين*


كثير من الحكايات انقضت ، وهي تشابه غيرها في مكان مختلف من هذا العالم ، غير أن شخصياتها تحمل أسماء لا تتشابه ، وربما أن الحدث وقع في زمن يختلف عن الأخر ، فمثلا هل تتذكر حكاية ابنة المزارع التي دهسها الجرار في لاباز أثناء النهار ، وهي تحدث لابنة مزارع آخر في وقت الغروب على ضفاف النيل ، قد تكون تلك ماريا والأخرى سعدة .


كل ما نحكيه انقضى ، هل تتذكر حكاية الفتاة التي قابلت صديقها على الجسر ووجدت أن طعم قُبلته فوق ذلك الجسر لها نفس مذاق قبلاته في حلمها المتكرر به ، الطعم متشابه في كل مكان ، يحمل اللذة ولكن شعورنا بشيء اسمه " اللذة " يختلف من شخص لآخر ، هل تستطيع أن تخبرني كيف وجدت الفتاة لذة أول قبلاتها تحت الدرج مع تلك التي تمتعت بمص شفتيها فوق السطح ؟

لا نستطيع وصف اللذة بمفهوم واحد للجميع ، حتى أننا قد نختلف في تعريفنا لمصطلح اللذة ، لكننا كشرقيين اعتقد أننا قد نجتمع في أمر واحد وهو أننا نفرط في إشباع حواسنا .

هكذا دائما أنا أشطح فأخرج عن الموضوع الذي نتحدث فيه ، هو تشتت يصيبني بين لحظة وأخرى ، قد يكون ذلك بسبب ارتطام أصابني حينما كنت صغيراً ، أيضا هذه حكاية انقضت ولعلي أسردها لك هنا للمرة العاشرة ، في كل مرة أحتاج إلى عذر لشرود يصيبني .

كيف نستطيع أن نحصل على حكايات لم تنقضي مازالت مستمرة ولكننا نعرف نهايتها ، أو تلك التي سوف تحصل بعد سنوات عدة ؟

لو تجنبنا فكرة علم الغيب والخوض فيه ، وأننا على محك الحكاية القادمة ، بتفاصيلها الدقيقة . مثلا قد أخبرك بهكذا مقطع من حكايتي ..

سوف أقف على الناصية أنتظر الباص الذي سوف يقلنا للملعب في جوهانسبرغ ، لمشاهدة المباراة النهائية بين الطليان والانجليز ، لكن الأمور لن تسير بهذا الشكل ، سوف يقفز علي رجل إفريقي لن أعرف الجهة التي هاجمني منها ، بسبب زحمة السواد وقتها ، ينزع ساعتي الجديدة التي سوف أحصل عليها كـ هدية من صديقتي ، ومعها سوف أفقد ثلاثة أصابع من يدي ، أنظر لها الآن ، هي كاملة عشرة لكنها سوف تكون سبعة ، ولن ينتهي الأمر هنا ، سوف تتوالى مصائبي بسبب ثلاثة أصابع فقدتها ومعها سوف أفقد حياتي كلها ، تصور أنهم في المطار سوف يقبضون عليّ ويحققون في فقدان تلك الأصابع ، هل تاجرت بها ؟ هل فقدتها في عمل إرهابي ، هل أنت أنت ؟ ، لا شيء يعطيهم جواباً أكيداً على أني أنا أنا حتى بعد إحضار سجل البصمات المحفوظ باسمي ويقارنون سبعة موجودة متشابه مع سبعة على الورق ، ويخرج تقريرهم أن لديه فرق في ثلاثة أصابع مفقودة ربما لا تتطابق مع تلك التي في الورق .

هذه حكاية لم تنقضي بعد ولم تحدث ، لكني استطيع أن أسرد لك حكايات كثيرة مشابهة له في المأساة ، لا تعتقد أني سوف أخمن على الواقع الذي نعيشه ، فابنك الصايع لن أبني عليه حكايات تؤدي به إلي سجن أو أن ابنك المطيع سوف يحصل على حياة مستقرة .

هناك حكايات موجودة ولم تحدث بعد ، لدى الكثير منّا القدرة على صياغتها بطريقة جيدة وسردها ، قد لا نعرف أين سوف تحدث لكنها بكل تأكيد سوف تحدث بلسان عربي أو أعجمي ، وهي تشبه تلك الحكايات الموجودة على صفحات التاريخ ، برغم أن ما هو مكتوب لم يحدث كله لكنه انبثق من جوف حكايات أخرى .

حينما يأتون بالتاريخ إلى بيتي وأنا أشاهد مقطع من معركة الاسكندر المقدوني في الهند وكيف يتصارخ رفاقه المنهزمون والمتأهبون للهرب " الملك سقط " فتأخذهم الحميّة نحو ملكهم للعودة من جديد لأرض المعركة من أجل حماية ملكهم ، في تلك اللحظات تبادر إلى ذهني حالنا مع ملوك العرب ، لو سقط أحدهم ؟.




التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 08-04-2012, 17:43   #14
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!


- 11 -

وأنا حائر بين نفسي والكلمة .
تتجه الساعة نحو العاشرة صباحاً بينها وبين الكمال خمس عشر دقيقة ، ولا أعلم هذه الأسطر سوف تنتهي قبل أن نصل لها أو أننا سوف نتجاوزها قبل أن ندرك النقطة في نهاية الحديث ؟

ما هو الحديث الذي لا يمكنك أن تهمس به ، وإذا أردت أن تخرجه ، حدثت به نفسك كأفضل الحلول ، ثم تلزمها بكتمان السر ، وعدم الخوص فيه كرّة أخرى ، ما الذي يشبه هذا الحديث الذي لن تستطيع أن تهمس به ، ولكنك تستطيع أن تحدث به نفسك ؟ هل هو حديث الشيطان الذي يوزك على فعل كل ما هو شيطاني أم هو شيء تعتقد أن التلفظ به لساناً حتى لو كان بشكل الهمس سوف يجعلك لست أنت ؟

الحقيقة أني بحثت عن حديث شيطاني يجعلني أخاف أن أتحدث به أو أن أهمس ، أو أني فقط أحدث نفسي به بدون أن أحرك لساني بالكلمات والحروف ، غير أني وجدت الشيطان كائن ضعيف مقابل الأحاديث التي أفكر فيها ، ولعل الحديث الذي يخيفني بتلك الصفات التي قلت عنها سابقاً ، لم أصل له إلى الآن ، لكني أتوقع أنه شيء يتعلق بـ الإله أو بالكون وأسراره أو الحديث عن الوالدين ، كثير منّا يعتقد أن الوالدين دائرة لا يمكن الاقتراب من محيطها حتى ولو كان ذلك بمجرد أسئلة عابرة أو استفهامات حول فكرة غبية .

- ما لذي يمكن أن أهمس به لنفسي عن والدي أو والدتي يجعلني أخاف وأتفل عشراً على يساري ؟

لعل البعض يتذكر السؤال الذي تحدثنا حوله منذ فترة وهو يدور حول ، هل كان لوالدتك عشيق في وجود والدك ؟ الكثير لم يتقبل مثل هذا السؤال وكأنه يقول لا مساس ، ولكن هل مثل هذا الحديث يشبه ذلك الحديث الذي سألنا حوله ، وأنه لا يمكن أن نهمس به ، فقط أشياء يمكن أن تدور داخل نفوسنا ، بعدها نتفل عشر مرات وأكثر في كل اتجاه ؟

لعلي أتحدث عن مديري ، بشكل مأساوي وزيادة ، حينما أُخبرُ زميلي أنه يخرج من العمل كي يمارس الجنس مع مدبرة منزلة كما يسميها ، أثناء غياب زوجته التي تقوم برسالتها في تربية الأجيال لغد مشرق ، العدل أمر جيد هي تربي الأجيال وهو يصنع الأجيال . أو أتحدث عن جارنا الجديد الذي ما إن يدخل منتصف الليل حتى أجده على السطح وبأعلى صوته يردد " يا حلوه حلواه " لا أعلم ما يكون ذلك الذي يا حلوه حلواه ، لكني أعتقد أنه اكتشف مؤخرا أين يضع ذكره بعد أن كان يجامع زوجته في أذنها ، لعل الأمر كذلك بحسب توقعي .

يمكننا أن نخوض في كثير من الأشياء التي تخص الآخرين ، لكننا عاجزين في كثير من الأحيان أن نخوض في دوائرنا الخاصة والتي نعتبرها شيء من المحرم أن نخوض فيه حتى بحديث الهمس ، برغم جمال الهمس في أذن صبية أن القمر يتحرك على إيقاعات مشيتها .

لا يمكنني الجزم بمعرفة الحديث الذي لا يمكنني أن أخوض فيه حتى همساً ، وربما استطيع أن أحدث نفسي على استحياء وبتحذيرات شديدة في عدم الخوض فيه مرة أخرى ، غير أني قادر بالجزم على أن الساعة تجاوزت العاشرة والنصف .





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 09-04-2012, 17:39   #15
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!

- 12 -

هل جربت يوماً أن تعيش أهبل ؟

حينما سألتني عن فلان ، قلت لو كنت أنثى ، وكان آخر رجال الأرض لن أعطيه فرصة أن يضع بطنه فوق بطني ، ذاك رجل مجنون ، وجنون الرجل آفة لكل شيء حوله ، لا يتوقف الضّرر عند حدود نفسه ، وفي محيط جسده ، بل أن شظاياه تنال المقربين منه ، نصحتها أكثر من مرة أن تختبر صدقه ، وصدق نواياه ، لكنّه الحب الذي يزيّن لها أفعاله وأقواله ، مسكينة هي الأنثى إذا أحبّت ، قدمت كل ما لديها بصدق وإخلاص ، بعكس الرجل الذي ما إن ينال كل شيء ، حتى يبحث عن كل شيء آخر .





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع