من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
ياهيني كحل بين الارماش (الكاتـب : نمرالعتيبي - - الوقت: 15:36 - التاريخ: 21-06-2024)           »          هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > الديوانية > شخصيات
تحديث هذه الصفحة من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-06-2008, 11:40   #1
نايف الجنيدي
شاعر
 

من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعود لشعبيات بعد غياب ألزمتني به الظروف الصحية العائلية والتي هي في طور الزوال بإذن الله , وهذا تواجدي الأول هنا في هذا القسم , راجياً من الله أن يكون موفقاً بينكم .

هذه قصيدة أعجبتني وهي من وجهة نظري أجمل قصائد الرثاء في الشعر الفصيح لسبب أنها مرتجلة من الشاعر لحظة رؤيته للموقف الذي استدعاها . وقصتها:

أنه في عصر دولة البويهيين كان هناك وزيرا للسلطان البويهي وكانت كنيته (( ابن مقلة )) وكان ابن مقلة محبوبا من العامة لكثرة بذله وعطاءه لهم من أمواله الخاصة حتى قيل كأن العامة أبناءه , مما أشعل نار الحقد والكراهية في نفس السلطان البويهي , فقام بتدبير مكيدة للإيقاع به ونجح في ذلك وكان عقاب تلك المكيدة هو الصلب فصلبه على جذع شجرة ومنع الشعراء من أن يرثونه بقصائد أو أن يبكونه العامة وقام السلطان بإشعال النار حول ابن مقلة ليلا كي لا يقترب منه أحد ووضع عنده حراس ليردوا من حاول الاقتراب منه وكان الناس يرونه من بعيد ويبكونه.
وكان الشاعر أبي الحسن الأنباري خارج بغداد أثناء هذه الحادثة ولم يعلم بها , وكان من أعز أصدقاء ابن مقلة - الوزير المصلوب – فكانت تربطهم علاقة صداقة متينة , فعندما دخل بغداد ووجد الوزير مصلوب بكى بكاءً شديداً وتوجه إليه مباشرة رغم منع السلطان من الاقتراب منه ووقف تحته وأنشد ( ولكم أن تتخيلوا جمال التصوير في الأبيات ) :



علـوٌّ في الحــيــاة وفـي المــمــات = لحقٌ أنت إحــدى المعــجزات
كأن النــاس حـولـك حـيـن قـامــوا = وفـود نِــداك أيــام الـــصلات
كــأنــك قــائـم فـيـهــم خـطـيــبـــاً = وكــلــهـــم قـــيـــام للـصــلاة
مــددت يــديــك نـــحوهم احـتـفاءً = كـمـدهـما إلــيـهـم بـالـهـبــات
ولما ضاق بطــن الأرض عن أن = يـضـم عــلاك مــن بعد الوفـاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا = عــن الأكـفـان ثـوب السـافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى = بــحــراسٍ وحــفــاظٍ ثـــقــات
وتــوقد حـولك الـنـيـران لـيـــلاً = كــذلـك كـنـت أيــام الــحـيـــاة
ركـــبــت مــطيــة من قـبـل زيد = عــلاها في السـنين الماضيات
وتــلــك قــضــيــة فـيـها تـــأسٍ = تــبـاعــد عــنــك تـعـيـير العداة
ولم أرى قبل جذعك قط جذعــاً = تـمـكـن مـن عنـاق المـكرمات
أسأت إلى الـــنوائب فاسـتثارت = فأنـت قـتـيـل ثــأر الـنـائـبــات
وصـيـر دهـرك الإحـسـان فـيه = إلـيــنا مـن عـظيـم الـسيـئـــات
وكــنــت لـمـعـشـر ســعــد فلما = مـضـيت تـفـرقوا بالـمـنحسات
غـلـيـل بـاطـن لـك فـي فـؤادي = يــخــفـف بالـدمـوع الـجاريات
ولـو أنـي قـــدرت عــلـى قـيام = بـفرضـك والـحقـوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي = وبـحـت بـها خـلاف الـنائـحات
ولـكـني أصـبّـر عـنـك نـفـسـي = مـخـافـة أن أعـد مـن الـجـنـــاة
ومـالـك تـربـةٌ فـأقـول تُـسـقـى = لأنـك نـصـب هـطل الهاطلات
عـلـيـك تحـية الـرحـمـن تـترى = بـرحـمـات غــوادٍ رائـحــــات






وكان نصيب الشاعر بعد هذه القصيدة أن غضب عليه السلطان لعصيانه وقيامه برثاء ابن مقلة , فأمر بفيلة كانت عنده وأحضر الشاعر وقيّد وأمر بأن تقوم الفيلة بالسير على الشاعر حتى مات.
ويذكر عن السلطان أنه وبعد زمن طويل قال أنه تمنى لو كان هو المصلوب وهذه القصيدة قيلت فيه لشدة إعجابه بها ولانتشارها بين الناس ولشجاعة شاعرها ومدى حبه لذلك الوزير .



..

نايف الجنيدي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 29-06-2008, 20:00   #2
بـندر العبدالكريم
شاعر
 

نايف الجنيدي : مرحبا بعودتك , أسأل الله لمرضاكم الشفاء العاجل





من قصيدة من درر شعر الرثاء
قالها ابن الرومي " الذي ضمّ إلى دقة الروم في التصوّر
قوة العرب في التصوير " يرثي بها أوسط بنيه " محمد "
وفيها من عجيب الوصف مافاق الحُسن , ومن اللوعة ماتنفطر له القلوب

" أحبها كثيراً وأحببت أن أشاركك بها المكان
ولك الود من قبل ومن بعد " :


بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
..... فـ جودا فقد أودى نظيركما عندي

بُنيّ الذي أهدته كفّاي للثرى
..... فيا عزة المهدى ويا حسرة المهدي

توخى حمام الموت أوسط صبيتي
..... فـ لله كيف اختـار واسطة العقد

طواه الردى عني فأضحى مزاره
..... بعيدا على قرب , قريبا على بعد

لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها
..... وأخلفت الآمال مـاكان من وعـد

لقد قل بين المهد واللحد لبثه
..... فلم ينس عهد المهد إذ ضم في اللحد

ألح عليه النزف حتى أحاله
..... إلى صفرة الجادي عن حمرة الورد

وظل على الأيدي تساقط نفسه
..... ويذوي كما يذوي القضيب من الرند

فـ يالك من نفس تساقط أنفسا
.... تساقـط در من نظام بلا عـقـد

عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له
..... ولو أنه أقسى من الحجر الصلد

بودي أني كنت قد مت قبله
..... وأن المنايا دونه صمدت صمدي

ولكن ربي شاء غير مشيئتي
..... وللرب إمضاء المشيئة لا العبد

وأولادنا مثـل الجـوارح أيـها
..... فقدناه كان الفاجع البين الفقد

لـكـل مكان لا يـسـد اختلاله
..... مكان أخيه في جزوع ولا جلد

هل العين بعد السمع تكفي مكانه
..... أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي

لعمري لـقـد حالت بي الحال بعده
..... فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي

ثـكـلت سروري كله إذ ثـكـلته
..... وأصبحت في لذات عيشي أخا زهد

أريحـانة العينين والأنف والحشا
..... ألا ليت شعري هل تغيرت عن عهدي

سـ أسقيك ماء العين ما أسعدت به
..... وإن كانت السقيا من الدمع لا تجدي

أعيني : جودا لي فقد جدت للثرى
..... بـ أنفس مما تـسألان من الـرفـد

أعيني : إن لا تسعـداني ألمكـمـا
..... وإن تسعداني اليوم تستوجبا حمدي

عذرتـكـما لو تشغلان عن البكـا
..... بنوم وما نوم الشجي أخي الجهد

أقرة عيني : قد أطلـت بكـاءها
..... وغادرتها أقذى من الأعين الرمد

أقرة عيني : لو فدى الحي ميتا
..... فديتك بالحوباء أول من يفدي

كأني ما استمتعت منك بنظرة
..... ولا قبلة أحلى مذاقا من الشهد

كأني ما استمتعت منك بضمة
..... ولا شمة في ملعب لك أو مهد

ألام لـما أبدي عليك من الأسى
..... وإني لأخفي منه أضعاف ما أبدي

محمد : ما شيء توهم سلـوة
..... لـ قلبي إلا زاد قلبي من الوجد

أرى أخويك الباقـيـيـن فـ إنما
..... يكونان للأحزان أورى من الزند

إذا لعبا في ملعب لك لذّعا
..... فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد

فما فيهما لي سلوة بل حزازة
..... يهيجانها دوني وأشقى بها وحدي

وأنت وإن أفردت في دار وحشة
..... فإني بدار الأنس في وحشة الفرد

أود إذا ما الموت أوفد معشرا
..... إلى عسكر الأموات أني من الوفد

ومن كان يستهدي حبيبا هدية
..... فطيف خيال منك في النوم أستهدي

عليك سلام الله مني تحية
..... ومن كل غيث صادق البرق والرعد


التوقيع:

كتب الوصيّه :
عشرون أُغنيةً لـ عينيها , وللرمل البقيّه *

بـندر العبدالكريم غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 21-07-2008, 04:26   #3
ريما العلي
اِمْرَأةٌ لا يُكَرِّرُهَا القَدَرْ !
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ ريما العلي
 

فـ ليتك لو بقيت لضعف حالي ..



في فنّ الرثاء من الصدق مايرفعه على غيره من الأدب ..
ويكفيه سموّاً أن لاغاية تُبتغى من وراءه، إلا ما ندر !
،
أحببت أن أشارككم هنا أوجع أبيات في الرثاء لازمتني -عمراً لايستهان به من الفقد-من قصيدة للشاعر العبّاسي بهاء الدين زهير في ابنه الّذي فقده في زهرة العمر !




فيا مَنْ غابَ عنّي وَهوَ رُوحي = وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عنّي = أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً = وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عنّي = وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا = وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً = فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ = دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَا
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي = ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي = وكانَ الناسُ كلّهمُ فداكا
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني = أفتشُ في مكانكَ لا أراكا
وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ = شمائلكَ المليحة َ أو حلاكا
خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري = وليسَ يزالُ مختوماً هناكا
لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا = وما استوفيتَ حظك من صباكا
فوا أسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى = ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا
وما لي أدّعي أني وفيٌّ = ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً = وَحقّ هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا
ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ = ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا
أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً = وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى
فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً = متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا
جزاكَ اللهُ عنّي كلّ خيرٍ = وَأعْلَمُ أنّهُ عنّي جَزَاكَا
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني = حملتُ ولوْ على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ = فحسبكَ من دموعي ما سقاكا
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ منّي = يرفّ مع النسيمِ على ذراكا


كلّ الشكر يازميل ..


التوقيع:
ضرورة الكتابة عنك ،
هربٌ من حماقة الكتابة إليك !
.


اخر تعديل كان بواسطة » ريما العلي في يوم » 21-07-2008 عند الساعة » 04:34.
ريما العلي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 21-07-2008, 22:48   #4
ثامر الشعيفان
شـــاعر
 

رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي

يرى الباحثون في الأدب بأنَّ أعذب الشعر أكذبه ، وهذا منهج الرومان
أما عندَ العرب فـ أعذبه أصدقه ، ولا أصدق من المراثي .

فـ هذا العالم والشاعر / محمد بن الحسين بن موسى الملقب بـ " الشريف الرضي "
يقول في رثاء والدته :

أبكيك لو نقع الغليل بكائي
.............. وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي
وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً
.............. لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي
طوراً تكاثرني الدموع وتارة
.............. آوي الى اكرومتي وحيائي
كم عبرة موهتها باناملي
.............. وسترتها متجملاً بردائي
ابدي التجلد للعدو ولو درى
............... بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي
ما كنت اذخر في فداك رغيبة
............... لو كان يرجع ميت بفداءِ
فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي
............... ونسيت فيك تعززي وإبائي
وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ
............... مما عراني من جوى البرحاءِ
كم زفرة ضعفت فصارت انة
............... تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ
لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَة ٍ
............... مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي
وجرى الزمان على عوائد كيده
............... في قلب آمالي وعكس رجائي
قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا
............... مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي
وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة ٍ
............... صعب فكيف تفرق القرباءِ
في كل مظلم ازمة أو ضيقة
................ يَبْدُو لهَا أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ
ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى
................ ما يذخر الآباء للابناءِ
قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَها
................ يومي وتشفق ان تكون ورائي
آوي الى برد الظلال كأنني
................ لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ



لي عوداتٌ إن شاء الله

التوقيع:


"الحق صراط مستقيم، لا تحِد عنه طلبا للمدح لتغنم، ولا خوفا من الذم لتسلم، فالمدح والذم بلا معنى صوت والأصوات تسوق البهائم والمعاني تسوق العقول"

الشيخ / عبدالعزيز الطريفي
ثامر الشعيفان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 23-07-2008, 11:44   #5
محمد بن حليلان
شـــاعـر
 

رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي

شكرا نايف على هذا الموضوع..

أما أنا فأجمل ما قرأت وحفظت في الرثاء
هو رثاء الزير سالم (المهلهل) ابو ليلى عندما أغتيل أخاه كليبا (وائل) وقال....

كليب لا خير في الدنيا ومن فيها=إذ أنت خلّيتها فيمن يخلّيها
كليب أيّ فتى عزٍّ ومكرمة=تحت السقائف إذ يعلوك سافيها
نعى النّعاة كليبًا لي فقلت لهم‏:=‏ مالت بنا الأرض أو زالت رواسيها
الحزم والعزم كانا من صنيعته=ما كل آلائه يا قوم أحصيها
القائد الخيل تردي في أعنّتها=رهودًا إذا الخيل لجّت في تعاديها
من خيل تغلب ما تلقى أسنّتها=إلاّ وقد خضبوها من أعاديها
يهزهزون من الخطّيّ مدمجة=صمًا أنابيبها زرقًا عواليها
ليت السماء على من تحتها وقعت=وانشقّت الأرض فانجابت بمن فيها

التوقيع:
Under Construction


Mohdhel@hotmail.com
لمراسلتي Direct
محمد بن حليلان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 24-07-2008, 02:00   #6
ثامر الشعيفان
شـــاعر
 

رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي



وهذه من أبلغ ما قرأت في الرثاء وهي لأبي الحسن التهامي يرثي فيها ابنه الذي مات وهو لم يكمل الـ 14 عاماً بعد يقول :


حكم المنية في البرية جار
............. ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبراً
............. حتى يرى خيراً من الأخيار
طبعت على كدر وانت ترومها
............. صفواً من الاقذار والاكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها
............. متطلب في الماء جذوة نار
والعيش نوم والمنية يقظة
............. والمرء بينهما خيال ساري
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت
.............. منقادة بازمة المقدار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما
.............. أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا
............... إن تسترد فإنهن عوار
فالدهر يشرق إن سقى ويغص ان
................ هنى ويهدم ما بنى ببوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالماً
................ خلق الزمان عداوة الأحرار
يا كوكباً ما كان أقصر عمره
................ وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يبتدر
................ بدراً ولك يمهل لوقت شرار
عجل الخسوف عليه قبل اوانه
................ فغطاه قبل مظنة الابدار
فكأن قلبي قبره وكأنه
................ في طيه سر من الأسرار
ان يحتقر صغر فرب مفخم
................ يبدو ضئيل الشخص للنظار
إن الكواكب في علو محلها
............... لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا انقضى
............... بعض الفتى فالكل في الأدبار
أبكيه ثم أقول معتذراً له
................ وفقت حيث تركت الام دار
جاورت أعدائي وجاور ربه
................ شتان بين جواره وجواري
ولقد جريت كما جريت لغاية
................ فبلغتها وأبوك في المضمار
فإذا نطقت فأنت أول منطقي
................ وإذا سكت فأنت في اضماري
لو كنت تمنع خاض دونك فتية
................ منا بحار عوامل وشفار
قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها
................ سحباً مزورة على اقمار
وترى سيوف الدار عين كأنها
................ خلج تمد بها اكف بحار
من كل من جعل الظبي انصاره
................ وكرمن فاستغنى عن الانصار
واذا هو اعتقل القناة حسبتها
................. صلا تأبطه هزبر ضاري
يزادد هما كلما ازددنا غنى
................. والفقر كل الفقر في الاكثار
اني لارحم حاسدي لحرِّ ما
................ ضمنت صُدُورِهُمُ من الاوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم
................ في جنة وقلوبهم في نار

قيل أن التهامي رُئيَ بعد موتِهِ في المنام فـ سُئل أن " ما صنع الله بك ؟ "
قال : أدخلني الجنّة
قيل : فيما ؟
قال : في قولي " جاورت أعدائي وجاور ربّه ... شتان بين جواره وجواري "

اللهم ارزقنا الجنّة

التوقيع:


"الحق صراط مستقيم، لا تحِد عنه طلبا للمدح لتغنم، ولا خوفا من الذم لتسلم، فالمدح والذم بلا معنى صوت والأصوات تسوق البهائم والمعاني تسوق العقول"

الشيخ / عبدالعزيز الطريفي

اخر تعديل كان بواسطة » ثامر الشعيفان في يوم » 24-07-2008 عند الساعة » 19:36.
ثامر الشعيفان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 24-07-2008, 20:40   #7
ثامر الشعيفان
شـــاعر
 

رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي

كتب نزار قباني قصائد عدّة في رثاء الرئيس جمال عبدالناصر وهو شاعرٌ مُجيدٌ غيّرَ أنّه بالغ كثيراً وتجاوز ، وهذه إحدى مراثيه المؤثرة حذفت منها ما رأيّته غير مناسب ، يقول :

زمانك بستـــان وروضـك أخضـــــر =وذكراك عـصفور من القـــلب ينقــر
دخلت عـــلى تاريخــــنا ذات ليــــــلة =فرائحـــــــة التـــــاريخ مسك وعنبر
تأخرت عن وعـــــد الهوى يا حبيبنا =وما كنت عن وعـــــــد الهوى تتأخر
سهدنا وفكرنــــــــا وشاخت دموعنا =وشابت لياليــــــــــنا وما كنت تحضر
تعاودني ذكـــــــــراك كل عشيــــــــة =ويورق فكــــــري حين فيــــــك أفكــر
وتأبى جــــــراحي أن تضم شفـــاهها =كأن جــــراح الحـــــب لا تتخــثـــــر
أحبك لا تفسيــــر عنــدي لصبــــوتي =أفسر مــــــاذا ؟ والهــــوى لا يفسر
تأخـــرت يا أغلــى الرجال فليــــلنا =طــويلٌ وأضـــــواء القنـــاديل تسهر
تأخرت فالساعـــــــات تأكــل نفسها =وأيامنـــــا في بعضهـــــــــا تتعـــثر
تضيق قبـــــــــور الميتين بمن بها =وفي كل يوم أنت في القبـــــــر تكبر
تأخرت عنا فالجيـــــــــــــاد حزينة =وسيفك من أشـواقــــــــه كاد يكفر
حصانك في سينـــــاء يشرب دمعــه =ويا لعذاب الخيــــــــــــــل إذ تتذكـــر
نســـــاء فلسطين تكحــــلن بالأسى =وفي بيت لحـــــم قاصرات وقصـــر
وليمون يافــــــا يابس في حقــــوله =وهل شجر في قبضـــــة الظلم يزهر
رفيق صــــــلاح الدين هل لك عـودة =فإن جيوش الروم تنهى وتــــــــــأمر
رفاقك في الأغوار شــــدوا سروجهم =وجنـــدك في حطين صــــــلوا وكبروا
تغني بك الدنيــــــــــــا كأنك طــارق =على بركات الله يرسو ويبــــــــحر
تنــــــاديك من شـــوق مـــــآذن مكة =وتبكيــــك بـــــدر يا حبيبي وخيــــــبر
تعال إلينا فالمــــــروءات أطـــــرقت =وموطن آبــــــائي زجــــــاج مكســـر
هزمنا وما زلنــــــا شتـــــــــات قبائل =تعيش على الحقد الدفين وتثــــــــــأر
يحاصرنا كالموت ألف خليفــــــــــــــة =ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر
أبا خالد أشكــــــــــو إليــــك مواجعي =ومثلي له عـــــــــــذر ومثـــــلك يعذر
أنا شجر الأحـــــــــــزان أنزف دائما =وفي الثلج والأنواء أعطــــــي وأثمر
......................................... =جميعا ومن بوابة المــــــوت أعبر
وأترك خلفي ناقتي وعبــــــــــاءتي =وأمشي أنا في رقبة الشمس خنجر
وأصرخ يا أرض الخرافات احبلي = ......................................

التوقيع:


"الحق صراط مستقيم، لا تحِد عنه طلبا للمدح لتغنم، ولا خوفا من الذم لتسلم، فالمدح والذم بلا معنى صوت والأصوات تسوق البهائم والمعاني تسوق العقول"

الشيخ / عبدالعزيز الطريفي
ثامر الشعيفان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 24-07-2008, 20:56   #8
ثامر الشعيفان
شـــاعر
 

رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي

فوزي المطرفي ذائقةٌ لا أملُّ قرائتها

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فوزي المطرفي مشاهدة المشاركة



.

لعل في الاستشهاد بأكثر من قصة مرثية, غاية التأثير والتأثر. لذلك أنقل لكم ما يحرك أقاصي الفؤاد.!
هاشم الرفاعي:
الشاعر الشيهد هاشم الرفاعي شاعر من مصر شارك في الكفاح ضد الإنجليز وعملائهم من الطواغيت وقصيدته "رسالة في ليلة التنفيذ" تصف مشاعره قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه والذي تم سنة 1949م وعمره لم يتجاوز 25 سنة، ليمضي في الخالدين.



أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني
والحبلُ والجلادُ ينتظراني

هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ
مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ

لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها
وأُحِسُّ أنَّ ظـلامَها أكفاني

سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في
هـذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني

الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ
والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني

وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي
في بِضْـعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ

والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ
دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني

قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ
إلاَّ أخيراً لـذَّةَ الإيمـانِ

والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ
عَبَثَتْ بِهِـنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ

مـا بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها
يرنو إليَّ بمقلتيْ شيــطانِ

مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ
وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ

أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ
ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني

هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي
لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ

لكنَّهُ إِنْ نـامَ عَنِّي لَحظةً
ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ

فلَـرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً
لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني

أوْ عادَ-مَنْ يدري- إلى أولادِهِ
يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني

وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها
معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ

قَدْ طـالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً
في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ

فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً
ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ

نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو
كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني

وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي
بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟

أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى
مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟

ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما
غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟

هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً
ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ

وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِـهِ
سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ

وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ
مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني

وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ
شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ

هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ
بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ

وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ
أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ ِللطُّغْيانِ

أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ
سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ

وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ
قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني

دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ
وَدَمُ الشَّـهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ

حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا
لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ

ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا
بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ

إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى
أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ

وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ
سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّـوفانِ

فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً
أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ

أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي
أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟

أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا
مُتآمِراً أَمْ هَـادِمَ الأَوْثـانِ؟

كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي
كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني

لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً
غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني

أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا
إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ

فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي
يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني

أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى
وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ

وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ
يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ

وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَـرَّةً
تَجْـري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ

وَأتـى يَدُقُّ- كما تَعَوَّدَ- بابَنا
سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ

وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً
في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ

لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما
صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ

نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً
وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ

أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى
بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ

أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً
في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ

إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ
قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ

فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا
قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ

وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى
تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ

وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها
أَلَمَاً تُوارِيهِ عَـنِ الجِيرانِ

فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني
لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ

مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها
وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ

أَبُنَيَّ: إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً
لم يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ

فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ
بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني

كـانَتْ لهـا أُمْنِيَةً رَيَّـانَةً
يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني

وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ
سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ

هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي
بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ

لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ
بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ

فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي
مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ

وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ
قُدْسِيَّةِ الأَحْـكامِ والمِيزانِ

*


.

التوقيع:


"الحق صراط مستقيم، لا تحِد عنه طلبا للمدح لتغنم، ولا خوفا من الذم لتسلم، فالمدح والذم بلا معنى صوت والأصوات تسوق البهائم والمعاني تسوق العقول"

الشيخ / عبدالعزيز الطريفي
ثامر الشعيفان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 20-01-2010, 00:37   #9
بندر التركي
عضو شعبيات
 

رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي

على قافلة المراثي أتيتكم : )


إن من أشهر المراثي التي مرت على الأدب المعاصر هي قصيدة [ ما أصعب الكلام ] للشاعر الثائر المتمرد / أحمد مطر ,وقد كتبها بعد اغتيال صديق النضال ورفيق التمرد / ناجي العلي , بحكم قراءتي البسيطة لم أقرأ في الرثاء قصيدة مشابهه أو قريبة لقصيدة أحمد مطر أعتقد أنها درة أو عين تفجرت شاعرية بعد مصيبته في زميله فعلاً ما أصعب الكلام وأنا أكتب مقدمة لها أترككم معها.




ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ
يا معشرَ الخطباء والشعراءِ
شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم
في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ
وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه
أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ
وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ
لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ
وعواطفٍ يغـدو على أعتابها
مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ
وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ
للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ
شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا
أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي
عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا
تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ
عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ
إن لم تكن مكتوبةً بدمائي
عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، وناجي آخر الأحياء !
***
"ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ
من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ
للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا
والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ
مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم
ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ
أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ !
إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ
متعددُ اللهجات والأزياءِ
للشرطة الخصيان، أو للشرطة
الثوار، أو للشرطة الأدباءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ
المعلنين من القصورِ قصورَنا
واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً
ليست سوى خطأ من الأخطاءِ
رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ
حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ
لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى
ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ
فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ
لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ
تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها
وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ
لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي
ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ
ونعتك من قبل الممات، وأغلقت
بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ
وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها
صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي
ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها
بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ
ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ
مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟
ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى
وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟
ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ
حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟
وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا
لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟
وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟
لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً
إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ
ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً
ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ
ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا
ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ !
***
القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ
يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ
هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ
والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ
لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ
وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء
ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ
بحبال صوت جلالةِ الأمراء
ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ
ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ
ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ
على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ
ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا
ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ !
ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ
الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ
ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي
أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ
ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً
من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" !
ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي
ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ
وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ
لكنَها ضاقتْ على الآراءِ
ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى
بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ !
الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما
نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ
***
ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري
وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي
لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى
وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ
لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ
ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي
ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى
روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي
أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ
ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ
برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي
وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ
وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً
حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ
سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ
والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ
وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً
لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي
وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي
وأصمُّهم في غابة الأصداءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم
زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم
قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ
وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم
مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ
وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل
واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ
سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم
وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ
وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي
وليستروا عوراتهم بردائي
وليطلقِ المستكبرون كلابَهم
وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ
لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ
لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ !
***
أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما
أهجو بذكر الحاكمين هجائي
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟
أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً:
دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟
أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو
أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟
أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ:
"حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
كينونتي: شكراً على إلغائي ؟
الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري
فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ
وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ
وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء !
إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى
ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟
إنْ لم يكونوا خائنين فكيف
ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟
عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ
للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ
عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ
مِنْ غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ
عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى
وُهِبتْ لهُ طاقيةُ الإخفاءِ
عشرون عاماً والسجون مدارسٌ
منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ
عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ
إلا من الأغراض والأهواءِ
فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ
مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ
واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ
لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ
عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ
مع اختلاف اللونِ والأسماءِ
تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ
تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ
سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا
كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ
وإذا بما قد عاد من أسلابنا
رملٌ تناثر في ثرى سيناء !
وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى
وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ
وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً
ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ
ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا
حتى ولو بالصمت والإيماءِ
ونخافُ من أولادِنا ونسائنا
ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ
ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ
مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ
موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا
قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ !

بندر التركي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع