[غيـاض]

أهتم الناس قديماً في المجالس الشعبية , نظراً لأنها واجهة البيت ومكان أستقبال الضيوف وكانوا قديما يطلقون
مسمى القهوة على المجلس,, لان القهوة كانت تعد وتجهز في هذا المكان , ولا زال هذا المسمى سائدا
الى وقت قريب في بعض القرى والبلدان .

حضيت المجالس الشعبية بطابع الكرم وحسن الضيافة .. على الرغم من بساطة البناء والهندسة المعمارية
المستخدمة في بيوت الطين القديمة , ولم يكن الاهتمام بالشكلية فقط بل كان الاهتمام بالصفات الحسنة
والاخلاق الرفيعة وراحة الضيف وحسن الحوار ومبادلة الاخبار .

حيث يقول الشاعر والفارس راكان بن فلاح ال حثلين في ذلك :
يامحلا الفنجال مع سيحة البال ... في مجلساً مافيه نفساً ثقيلـه


ويقول الشاعر محمد بن شلاح المطيري يرحمه الله :
إمل الوجار وخلوا الباب مفتوح ... خوف المسير يستحي لاينادي



وتقول العرب : الكرم فضلية والبخل رذيلة
ويطابقه تماما المثل الانكليزي :
Generosity is virtue , and misery is vice





ويتكون المجلس الشعبي القديم من :

الوجار : (المكان الذي تشب فيه النار) كي تعد فيه القهوة والشاي وعادة الرجال هم الذين يتولون مهمة عمل القهوة للضيوف
عين الوجار : هو مركز الوجار
الكمار :الذي يوضع فيه الدلال والأباريق والتمر الذي يقدم للضيوف بالاضافة لوجودأبواب صغيرة يوضع بها الهيل
والسكر والشاي والبخور والزعفران ونحوه
المِقيعِد : تصغير مقعد اوهو المكان الذي يجلس فيه الذي يعمل القهوة
بيت الحطب : مخزن الحطب وعادة يكون خلف الجالس في المِقيعِد
جذلة : القطعة من الحطب
مهفة : تعمل من الخوص حيث يسف وتخاط على عصا ولها مقبض وبتحريكها يمنه ويسرى تعطي هوء قوياً
السماوة : وهي فتحة ٌ في (السقف) سميت بالسماوه لأنه يرى منها السماء لها عدة وظائف
منها : التهويه والأضاءه وكذلك المساعده على اخراج الدخان ... وغيرها
منفاخ : يتكون من طبقتين من الخشب والالواح وبينهما جلد وفتحة في اللوح السفلي يسمح بدخول الهواء
عند رفع اللوح العلوي وعليه غطاء من الجلد يمنع خروج الهواء وفي مقدمته ماسورة تسمح بخروج الهواء
الى النار لتوليعها
لقمة : وهي التي يوضع فيها القهوة لتغلي على النار
الزل : بعد غلي القهوة في اللقمة تترك قليلاً ثم تصب في دلة الزل التي يكون فيها الهيل ثم توضع
على النار لتغلي مرة واحدة ويصب منها للضيوف



وهذه فتحات تكون في المجلس الشعبي القديم لوضع السراج بداخلها وذلك لغرض الاضاءة



وهذه ايضا فتحة جانبية تساعد على تهوية المكان

والعرب يخشون ايضاً صكت الباب من بعد صاحبه الذي كان يفتحه للضيوف وقد جسد الشعراء هذه الحاله في
العديد من قصائد الفخر وحب اكرام الضيف يقول الشاعر:إبراهيم المزيد
ياعزتي للبـاب مـن صكتلـه ... من عقب ما تركز علي النصايب
من عقب يـوم النشامـا تدلـه ... خلوه مجناب سـواة الخرايـب
الباب يشكي عقب عـزه وذلـه ... ياباب لاتشكي وأنا عنك غايـب

ويقول الشاعر خلف أبو زويد
ترى الخوي والضيف والثالث الجار ... مثل العمل مابيـن فـرض وسنـا



كذلك يقول الشاعر : سليمان بن شريم ينصح ابنه :
واعرف ترى ما لك من الضيف مشروك .... لـولاه يطلـب حاجتـه فيـك ماجـاك
وقم للرجـال ان ريعـوا لـك وحبـوك .... واحشم خويك واكرمـه عنـد ملفـاك



ويقول الامير الشاعر محمد الاحمد السديري حول هذا الموضوع :
الاجواد عز الجار والضيف سلمهم ... والانـذال بعيـون العزيـز قـذاه



على رغم ما مرت عليه الجزيرة العربية من أحداث وسنين عجاف لا يتصورها الا من أدرك واقعها , ألا ان الكرم
صفة أتسمت على جميع الاهالي , توارثها الخلف عن السلف واوصى بها الجد الحفداء,لدرجة ان البعض لا يمكلك
سوى زاده وزاد أهل بيته,ورحم الله من مات منهم وختم بالصالحات الأحياء منهم .

وهنا صورة للمقال وقد نشر في مجلة المختلف في عددها 193 السنة التاسعة عشر - أغسطس 2007
والشكر لاستاذي القدير : ابراهيم الخالدي لاتاحة الفرصة لي ... فجزاه الله خير الجزاء ...

[خبروها بالغلا]

غيــاض لاهنــت

على المعلومــات المفيده

التي أستفدنا منهـا الكثر

عن تراثنا القديم