25-08-2004, 15:46 | #1 |
|
وسقطت .. التفاحة !!
[ 1 ــ 3 ] \ \ \ قد لا ندرك أننا لا نتمتع بأخلاق نظهر فيها للآخر قليلا من الاحترام ولو بقدر بسيط .. نشعر أن سلوكنا هذا هو أمر طبيعي ويجب على الآخرين تقبله بطريقة وأخرى .. لأنه لا يمكن لنا تغيره في الوقت الذي نطالبهم بتغير بعض المدركات عندهم حتى يستطيعوا تقبلنا بالشكل الذي نحن نفرضه عليهم .. الوقوف في نفس النقطة وعدم التحرك منها إلى نقاط أخرى اعتقادا منّا أنها هي الموقع الصحيح لرؤية سفن النجاة القادمة لتلك الجزيرة المهجورة ومطالبتنا للآخرين التحرك من نقاطهم والوقف على تلك النقطة التي نحن فيها أيضا هو أمر يدعونا إلى مراجعة حقيقة لموقع تلك النقطة ومراجعة حقيقية لزاوية الرؤيا التي نراقب منها القادم من الشرق لو حاولنا النظر من النقاط الأخرى ربما اكتشفنا أن لديهم زوايا أفضل من التي نحن عليها لكن الاعتقاد السابق يجعلنا دائما نتجاهل الخوض في بعض التجارب التي لو قمنا بها لن يضيرنا ذلك شيئا فقد تمكنا تلك التجربة من الحصول على اكتشافات جديدة نجهلها من قبل ويزداد الأمر سوءا حينما نصل إلى نتيجة لا جدال فيها أن الزوايا الرؤيا الأخرى كلها غير صالحة ولا يمكن فيها الحصول على قدر كافي من المشاهد لأفق أوسع .. لو انتابنا قليل من القلق أو الشعور أن هناك منطقة لم تغطيها زاوية الرؤيا عندنا وربما تأتي منها السفينة وترسو بدون أن نرى قدومها ونشاهده .. يتجه الجميع نحوها من اجل النجاة والخروج من هنا .. ونحن ما نزال نراقب تلك المنطقة من تلك النقطة التي اعتقدنا أنها هي النقطة الوحيدة الصحيحة عندها يمكن لذلك الشعور بالقلق يحركنا قليلا إلى الرغبة في المشاهدة من نقاط أخرى كنا نرفضها من قبل لست مجبرا أن تنظر معي من زاوية معينه لكي ترى الجمال الذي أشاهده في لوحة لفنان سواء كان مشهورا أم رجلا عاديا لا يعرفه احد ولكن السوء في الأمر أن تنكر وجود لوحة مرسومة في الأصل حتى تنظر لها .. ربما لا نتفق على الجمال وربما نختلف في وجود القبح ولكن يجب أن نتفق على وجود تلك اللوحة المعلقة على الحائط في معرض قد نتفق أنا وأنت انه سخيف مثل صاحبه الذي أيضا نشترك أنا وأنت هنا على وجوده ولكن المشكلة تكمن في إنكار وجود اللوحة التي لا أطالبك بإبراز صور الجمال أو القبح فيها ولكن كل ما أريده هو إكمال الصورة التي توجب وجود معرض ورسام ومن الضروري وجود لوحة قد لا تناسبك ولكنها تناسب آخرين ويرون فيها إبداع لذلك الرسام الذي اتفقنا أنا وأنت على سخافته ربما وجدت نفسي لا اهتم كثيرا لتلك التفاحة الساقطة من أعلى الشجرة إلى الأرض فقط سألتقطها وأبدا بأكلها قد أقول أن نيوتن كان سخيفا حينما نظر وتأمل ذلك السقوط والبحث في أسبابه ورجع وهو حامل تلك التفاحة بيده ليتركها أيام وأيام على طاولته وهو ينظر لها حتى فسدت عليه واكلها الدود وفي حلبة السباق يشتد تصفيقك وتشجيعك لي ويزداد قبل الأمتار الأخيرة من خط النهاية عندها اشعر بالطمأنينة أنني سوف اصل بأمان وهذا يدخل في نفسي قليلا من التكاسل .. فيدركني الآخرون عندها أكون في مرحلة من الصعب فيها الحصول على نشاطي السابق في الخطوات الأخيرة لأنها غير كافيه .. هل تعلم انك سبب خسارتي ؟؟ أحيان تكون مضطرا أن تغمض عيناك من اجل تحسس أبعاد أشياء لم تكن تعرفها من خلال النظر لها فقط معرفتك بها تمت عن طريق تحديد أبعاد وشكل معين لتلك الأشياء بالنظر لها عن بعد قد لا تعرفها أبدا عندها .. يتوجب عليك إغماض عينك وتحسسها .. حتى تتمكن من معرفتها ونعود إلى نقاط البداية يجب أن تتجول في جميع النقاط حتى تعرف كيف ينظر الآخر وحتى تدرك جميع زوايا الرؤيا الممكنة كما يجب عليك أن تعترف بوجود الصورة المعلقة على الحائط حتى لو كانت سيئة في نظرك لا تصدق نيوتن فهو كاذب لقد كان يسرق التفاح في الليلة السابقة لسقوط التفاحة ورجع إلى هناك لأنه اكتشف أن هناك تفاحة واحده لم يسرقها / / / وسقطت التفاحة ^ ^ يعرُب |
25-08-2004, 15:51 | #2 |
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
[ 2 ــ 3 ] \ \ \ كل إنسان له طريقته في الوصول إلى قمة الجبل وملامسة السحاب وربما أيضا تجاوز ما خلف السحاب والتحليق في الفضاء مع الطيور الجارحة ثم اختيار قمما عالية للسكن فيها وهذا لا يعني أن أكون طيرا للحصول على تلك المميزات فالطيران بروحي والتحليق ربما أجد فيه متعة أكثر من المشي على الأرض ومخالطة بني البشر الذين بدوا يتمادون في حب ألذات وزاد على ذلك هو أن يفرض علينا الآخر التحليق بأجنحة ذات مواصفات هو يريد أن تكون بتلك الهيئة والصفة التي وضعها وبالشروط والقوانين والمعادلات اللازمة للطيران ولكن .. هل ممكن أن تطير بنا ونحن لا نريد ذلك ؟؟ هل هي أصلا مجهزة للطيران بهذه الصفة والكيفية ؟؟ هل أعطاها لنا لكي نطير بها أم لكي يوهمنا أنها صالحة للطيران من غير أن نجربها؟؟ هي قوانينه التي سنها ومعادلاته التي وضعها من اجل طيران صحيح في نظره واعتقاده مما يزيد الأمر صعوبة علينا هو انه يحاول أن يلزمنا بتلك النظريات والقوانين التي سنها من اجل الحصول على طيران سليم من الصعب أن تلزمني بان أكون في حالة توافق مع نظراتك التي تعتقد انه ليس عليك الهبوط درجات من السلم الطويل الذي أنت فيه لكي تشاهدني بما أنا أريدك أن تشاهدني عليه دائما تريديني بالنظرة التي تتوافق مع نظرة وضعتها لي وشكل ربما لا يتناسب مع ما أنا عليه من هيئة أو تكوين .. هل خيبت ظنك ؟؟ هذا ما تعتقده لأنك لا تريد أن تتقبلني بما أنا عليه في الأصل ووفق ما كنت أنا عليه بدون وضع رتوش وبدون وضع مساحات جديدة تم إدخالها على شخصيتي التي أنا عليها تجهد نفسك كثيرا وتحاول كثيرا للحصول على تلك الصورة التي رسمتها لشخصيتي وفق مفاهيمك التي نشأت عليها أنت وليس أنا . تعتقد أنها صحيحة وغيرك ربما يرى فيها خلل لكن هل أنت ملزم بنظرته لمفاهيمك وقيمك التي تراها من ثوابت الأمور لديك ولا تسمح لا احد أن يسفهها أو يخوض فيها من اجل التغيير هي خطوط حمراء وضعتها لنفسك معتقدا أنها كذلك وهناك أيضا الآخر الذي وضع دوائر حمراء حول نفسه لا يحق لا احد أن يتجاوزها .. الكل بدا له صحية نظراته ومعتقداته هل يحق لك تجاوز تلك الدوائر وهل يحق لغيرك تجاوز خطوطك ؟؟ البقاء هناك وعدم التحرك نحو الآخر والآخرين نحوك اعتقد انه مأساة حقيقة إذا ما لزمنا أماكننا وتقوقعنا فيها من اجل اعتقادات يمكن أن نغيرها وقناعات ربما نقتنع بغيرها ونجده أفضل وليس ذلك شرطا ، ولكن أهم ما في الأمر هو التقدم والتأخر وعملية المد والجزر التي ربما نستفيد منها مستقبلا في تغيير وتقبل ما قد يكون أفضل ومرة أخرى ليس شرطا هل تخشى الخوض في التجربة الأولى ؟؟ لم أكن أبدا أخشى هذا الأمر وكنت أحب أن أبدا على غيري فأخوض التجربة الأولى عنهم ربما لثقتي أن لدي القدرة على التراجع مهما استمريت في تلك التجربة وانغمست فيها ووجدت متعتي بها ، أتراجع وبدون ندم او سابق إنذار فقط حينما أجد نفسي قد أكملتها عندها أكون ملزما أمام نفسي بالتراجع لأني بدأت وأنا مقرر أن أتراجع .. هناك من يخشى أن يخوض تجربته الأولى خوفا من الإدمان معتقدا انه ربما ليس باستطاعته التراجع عن شيء بدا به ووجد متعة حقيقة ربما هو لا يرغب في التنازل عن شيء اكتشفه ووجد فيها ما فيه من لذة وشيء جديد لم يكن يعرفه من قبل وبهذا الاكتشاف أصبح من حقه مواصلة الطريق في هذا الأمر .. ربما لديه القدرة ولكن هذه القدرة تفقد قدرتها أمام ما وجده وربما أن قدرته تفوق ذلك وهو يستطيع لكن هو لا يرغب في أن يتراجع ما هو مفهوم المتعة لدي كل شخص ؟؟ خروجك من المسجد بعد صلاة الفجر اعتقد انه متعة هذه فقط لمن لا يفهم مفهوم المتعة لدي [ يعرُب ] تميل بنا الرياح أحيانا نحو منعطفات خطرة يصعب فيها قيادة المركبة بطريقة سهلة وسلسة نحتاج إلى اخذ الحيطة والحذر ومواصلة السير .. هل سنجد من يتوقف إلى أن تزول تلك الرياح ؟؟ أكيد نعم فاختلاف تفكيرنا يجعل من البعض التوقف في مكان امن إلى أن تزول تلك الغمة ثم مواصلة السير بطمأنينة ويسر هنا نجد ذلك الشخص قد يتقن انه سوف يصل إلى نهاية الطريق بخلاف الآخر الذي ربما انحرفت به المركبة وهوى في قاع الوادي العظيم .. وكل شيء بيد الله هل مات ؟؟ ربما حزنت كثيرا لموته وأيضا للسيارة التي كان يركبها، يتجاوز سعرها المئة وخمسون ألف دولار بينما صاحب السيارة ذات الخمسة ألاف ريال أوصلت صاحبها إلى بيته هل الثقة المفرطة في أدواتنا تجعلنا نخسر الكثير ونفقد الكثير ؟؟ والفقدان والخسارة هما شيئان مختلفان من وجهة نظري ربما هناك من يعتقد أنهما شيء واحد .. اختلاف وجهات نظر لا تلزم احد الأطراف بالآخر كنت في موضوع سابق قد ذكرت أن رؤية الأفق قد لا نتحصل عليها بشكل تام وإننا نحتاج من يساعدنا على تلك النظرة ونقول هنا أن النظرة مكتملة الصورة في مشاهدتنا للآخر ولكن هل هو ملزم أن يرانا بصورة نحن نفرضها عليه وهل هو أيضا مطالب بصورة يجب أن نشاهدها به هنا فرضنا عليه الشكل والإطار الذي يجب أن يكون عليه وفق إرادتنا وان خالف ذلك فهو .. مذنب \ \ \ قد أجد أن وجود الشخص الرابع في برنامج كلام نواعم ليس من النواعم لا من قريب ولا من بعيد بخلاف غيري الذي يعتقد أن ذلك الشخص هو جزء مهم من ذلك البرنامج كما اعتقد أن تلك الفتاة التي ترغب في غسيل صحون لا ينتهي لان الفيري .. [ بنكهة الفراولة ] كــاذبــة \ \ \ وسقطت التفاحة يعرُب |
25-08-2004, 17:02 | #3 |
الهــاجـس
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
سأعود يا صاحِ إليك و إلى صاحبة الفيري و نيوتن إن شئت .فكلامك يطربني ! لأنك متطلب و لكنك لا تسأل ... يعرب أيها الحكيم : أتعبت القلب و لكنك أبهجته ! أخوك / فهد ! |
25-08-2004, 17:45 | #4 |
شـــاعــر
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
. . الاخ العزيز يعرب بانتظار 3/3 فقد بدأ لعاب قلمي يسيل . أجدت والله في اختيار السلوك موضوعا . واحسنت في تصوير النقاط التي تود مناقشتها . ولا زلت انتظر . |
26-08-2004, 08:58 | #5 |
شـــاعرة
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
صباحك ورد المتميز _ يعرُب أسعدنا حضورك بيننا مرة أخرى نفتقد ردودك وتواصلك لي عوده بعد القراءه كل الود والورد |
07-12-2004, 13:03 | #6 |
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
مرحبا فهد .. تغيبك اصبح اكثر من حضوري ايها العاشق سعيد الغامدي اشكرك اخي على متابعتك رغم تاخري في الرد ارجوا المعذرة اما التفاحة 3/3 اعتقد انها لاتناسب سياسة المنتدى هنا نورة العجمي تحياتي لك سيدتي الشكر للجميع يعرُب |
07-12-2004, 17:01 | #7 |
شـــاعرة
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
قد لا ندرك أننا لا نتمتع بأخلاق نظهر فيها للآخر قليلا من الاحترام ولو بقدر بسيط .. نشعر أن سلوكنا هذا هو أمر طبيعي ويجب على الآخرين تقبله بطريقة وأخرى .. لأنه لا يمكن لنا تغيره في الوقت الذي نطالبهم بتغير بعض المدركات عندهم حتى يستطيعوا تقبلنا بالشكل الذي نحن نفرضه عليهم .. موضوع تأخرنا عليه كثيراً في الرد وهذا تقصير منّا تجاه موضوع رائع النقطه التي أشرت إليها في أول موضوعك اعتقد هي الوجه الآخر للوقاحه والتي يعتبرها البعض بأنها صراحه ربما اكتشفنا أن لديهم زوايا أفضل من التي نحن عليها لكن الاعتقاد السابق يجعلنا دائما نتجاهل الخوض في بعض التجارب التي لو قمنا بها لن يضيرنا ذلك شيئا فقد تمكنا تلك التجربة من الحصول على اكتشافات جديدة نجهلها من قبل ويزداد الأمر سوءا حينما نصل إلى نتيجة لا جدال فيها أن الزوايا الرؤيا الأخرى كلها غير صالحة ولا يمكن فيها الحصول على قدر كافي من المشاهد لأفق أوسع .. وهذي هي مكابرة النفس بعينها في الأعتراف بحقيقة لاخيار لنا فيها الكاتب المتميز يعُرب فلسفه رائعه لا تتصور كم نحن سعيدين بتواصلك معنا أبق معنا دائماً هنا ربما لي عوده أخرى كل الود |
08-12-2004, 09:09 | #8 |
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
يعُرب .. أسعد الله أوقاتك بكل خير .. قلم لايختلف على تميّزه أحد .. ! لي عوده بعد القراءة المركّزه .. أطيب تحية .. |
08-12-2004, 14:18 | #9 |
أطــلال
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
الرائع المتميز يعرب : أتعلم حينما انتهيت من القراءة وكنت لا لا اود ذلك التقطت انفاسي لانني احسست بأن لابد ان استغل ذاك الوقت في قراءة هذه النص الرائع .. شعرت بان جميع حواسي منصتة لا املك اي ملكة تمكنني من مجاراتك في رد كهذا او حتى ايفاء نصك حقه من التعليق لكن لنتذكر دائماً قوله تعالى :(خلق الانسان هلوعاً، اذا مسه الخير منوعاً، واذا مسه الشر جزوعاً)هكذا نحن بنو آدم .. قد تأتينا لحظات نعاتب فيها انفسنا لكنها اقل القليل من الوقت الذي كان يجب ان نستغله بدل ان نتتبع اخطاء غيرنا في تطوير ذواتنا والرقي بتفكيرنا يعرب كل الشكر لك على هذا الموضوع المتميز والنقاش المتزن دمت بذات الفكر والرقي اختك .. نداء |
31-03-2005, 16:14 | #10 |
|
رد : وسقطت .. التفاحة !!
تحية عطرة .. في أحيان كثيرة يستفزّني قلمك للتفكير والرد .. والقلم المحرِّض والمستفز هو –بلا شك – قلم مبدع .. لتسمح لي إذن بهذه المداخلة .. .. هل تعلم لماذا يا صديقي ؟ لأن الكثير منا يظن أنه يعرف ( الحقيقة الموضوعية ) .. وهو ما يشير إليه الفيلسوف " كانت " : إننا لا نستطيع أن نمتلك اليقين حول العالم (بذاته ) .. ما نستطيعه هو فقط معرفة كيف هو العالم بالنسبة ( للأنا ) .. وفي هذا تمييز واضح بين الشيء (بذاته ) .. والشيء (بالنسبة للأنا ) .. وكما يقول تشومسكي : " الخريطة ليست هي الواقع " لكل منا خريطته .. .. و عدساته التي يرى العالم من خلالها .. وعدسات العقل تلك تنقل لنا (صورة ) عن العالم ... قد يعتريها التشويه في كثير من الأحيان .. تلك الصور الذهنية قد تأتي من خلال بعض المرشِّحات العقلية مثل : طريقة التربية .. المعتقدات .. القيم .. تأثير الأقارب والأصدقاء ... درجة التعليم هناك صورة حقيقية للعالم ..وهناك صورة (نعتقد ) أنها حقيقية في (أذهاننا ).. هذه الخرائط الذهنية هي التي تجعل بعض الناس يجادلون ويصرون على أن الأبيض أسود .. و هذا يفسر اختلاف رؤية الناس حول نفس الحدث .. ( نصف الكأس المملوء .. مقابل نصف الكأس الفارغ ) بل إن وجهة ( النظر ) الشخصية لنفس الحدث قد تختلف بوجود بعض المؤثرات : يقول الرافعي : " ما أصدق ما قالوه : إن المرئي في الرائي .. مرضت مدة في المصيف ، فانقلبت الطبيعة العروس التي كانت تتزين كل يومٍ إلى طبيعة عجوز تذهب كل يوم إلى الطبيب .. " عبارتك هذه ذكرتني بكتاب صدر مؤخراً بعنوان : ( أنا لست مجنوناً .. إنما أنا لستُ أنت ) في عملية التواصل البشري .. يكون من الأجدى محاولة التعرف على الخرائط الذهنية للبشر .. بدلاً من الإصرار على التمسك بخريطتك الشخصية .. إن من أهم عوامل النجاح في إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين .. أن تتقبل الناس –في البداية – كما هم لا كما تريد أنت ثقافة الخوف من المحاولة تسيطر على اتخاذ القرار الحاسم لدى الكثير من الناس يقول ويليام شكسبير : " إن شكوكنا خوَّانة لنا ، فهي تفقدنا الخير الذي يمكننا أن نحظى به من خلال خوفنا من المحاولة " فتاة تعيش في الظلمة والسكون .. بعد أن أغلق المرض عينيها وأذنيها حتى أصبحت عمياء.. صماء.. بكماء وهي لمّا تكمل السنة الأولى من حياتها .. تقول عن معلمتها سوليفان جون ماسي : (إنها أعادت لها حريتها المقيدة ) ..!! أنصتت جيداً -تلك المرأة المعجزة ( هيلين كيلر )- إلى صوتها الداخلي ... فأسمعت الدنيا بأسرها تلك العبارة الساحرة : ( الحياة إما مغامرة جريئة .. أو لا شيء ) !! قد يكون الفشل هو الطريق الوحيد للنجاح .. فأكثر الناس نجاحاً هم أكثرهم أخطاءً يقول فولر في هذا السياق : " كل ما تعلمته البشرية إنما كان نتيجة للتجربة والخطأ ، لقد تعلم البشر من خلال الخطأ وحده " ولذلك قيل : " لا يوجد إخفاق .. إنما تراكم خبرات " و الخوف من الفشل يؤدي في كثير من الأحيان إلى الفشل .. يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " الناس من خوف الخوف في خوف " كان سقراط في معيّة بعض تلاميذه عندما توقف فجأة أمام أحد الحوانيت التي كان تعرض بضاعة متنوعة .. فصرخ قائلاً : " كم من الأشياء التي لا أحتاجها ! " أحد هؤلاء التلاميذ حفظ هذا الدرس جيداً وكان يُدعى (انتيستانس ) والذي أسس فيما بعد ما سُميّ بـ الفلسفة الكلبيّة .. تبنّى هذه الأفكار تلميذه (ديوجين ) الذي أصبح أشهر الفلاسفة الكلبيين .... وُيروى أنه كان يعيش في برميل ولا يملك إلا معطفاً وعصاه .. وكيساً يحمل فيه الخبز .. في أحد الأيام ، بينما كان (يستمتع ) -كما أراد لنفسه- بحرارة الشمس ..جاءه الأسكندر الكبير زائراً وسأله .. وسأله هل تحتاج إلى شيء؟ أجابه ديوجين : أجل أن تزيح جانباً كي لا تحجب عني الشمس " مفهوم المتعة (ارتبط) عنده بمثل هذه الطريقة في العيش ..! تلميذ آخر لسقراط يدعى اريستيبوس كان يرى : أن هدف الحياة هو تحصيل أكبر قدر ممكن من المتعة ويتمثل ذلك في مقولته : " إن الخير المطلق هو المتعة .. والشر المطلق هو الألم " وكان يدعو في فلسفته إلى تجنب كل أنواع الألم .. والتي تطورت فيما بعد _عن طريق أبيقور- إلى ما سُمي بـ الفلسفة الأبيقورية .. والتي كانت تشير باستمرار إلى خطر( العوارض الجانبية ) للمتعة المؤقتة .. وكانت تدعو إلى أن يقيم الإنسان موازنة بين إشباع رغبة آنية .. و إمكانية رغبة أكثر ديمومة .. وفي تراثنا الإسلامي الرائع دعوات مماثلة .. يقول ابن القيم –رحمه الله – في كتابه (الفوائد ) : " وخاصية العقل تحصيل أعظم المنفعتين بتفويت أدناهما واحتمال أصغر الألمين لدفع أعلاهما " إن بعض علماء النفس –اليوم – يرون أن : ما يدفع الإنسان لأي فعل هو إما : تحصيل متعة أو تجنب ألم .. وهو ماذكره الماوردي في كتابه (أدب الدنيا و الدين ) : ( وأعلم أن لكل مطلوب باعثاً.. والباعث على المطلوب شيئان : رغبة ورهبة ) هناك قاعدة تقول : " يكسب دائماً من يتمتع بمرونة أكثر " وهي مرونة في التفكير .. والسلوك .. والتعامل .. و مرونة في الإجراءات للوصول إلى الأهداف المنشودة .. تأمّلْ السيل وهو يدور حول كومة كبيرة من التراب لكي ينتصر عليها ..! إن المرونة لا تعني التخلي عن الثوابت، بل هي قد تشمل تغييراً في ( التكتيك ) للوصول في نهاية المطاف إلى الهدف الاستراتيجي .. دمت يا صديقي بهذا الفكر المتّقد كل الود والورد ،،، البدر |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|