مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 25-07-2005, 09:49   #64
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : وســــاد الســـكون .. !!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نجــديه


من الأفق البعيد ..
رأى البحّارة يشيرون لها كـ حُلم و أمل صعب المنال ..
كانت أمرأة صعبة ..
كان يُدرك أنّ عبور المحيط أسهل من عبور قلبها ..



ولــ هذا لبس ثوب العفّه والنقاء .. والفضيله والوقار ..
وراح يتودد لها ..
حتى أفرغ كلّ مافي جعبته من وسائل التأثير والاستعطاف ..
فــ تسلل إلى قلبها رويداً رويداً بكل هدوء وسكينة ..




دُهش حين اعترفت له ذات يوم قائلة ..
انت الحب وما دونك عبث !
كانت تلك العبارة كافية لينعم بـ نشوة النصر على أقرانه ..
كان يبدو سعيداً .. عفوياً . .
تعلّقت به ..وهو نقيض لكل ماتعلّمته وآمنت به ..
فقد أستطاع أن يُلهب حواسها ويؤجج مشاعرها..ليس بــعذب وسحر الحديث وشغف العشق فحسب !!
بل أمتلك عقلها وروحها بالفضيله التي يتحلى بها ..


أهدى لها ذات يوم خاتماً جميلاً .. فتأملتُه كثيراً .. وكأنها تشاهد خاتماً لأّول مرّه ..!
وتساءلت بينها وبين قلبها ببراءة ..
لمَ أختار تلك الهدية دون سواها .. !؟
ربما لأنه دائري الشكل .. وليس له متنفس أو مخرج .. باب أوشرفه .. فأتخذه رمزاً ليحكم به قلبها ..
كانت قُبلة دافئة .. على جبين ذلك الخاتم عرفاناً لصاحبه..

لم يكن يعلم بأن تلك الروح لم تنتظر يوماً حدثاً .. كــ هذا .. لتتشبث به .. !
لعلّها صدرت الموافقه بتعيينه حاكماً على قلبها منذ زمن ..
وراحت تُقابل شروطة الحازمة في لين .. وتتلقى غضبة في ثبات ..
حتى أمسك في يده وثائق حياتها المكرّسة له .. وتلافيف كيانها كلّه بما فيها خرائط مشاعرها ..
مُعلنة له الولاء والطاعة ... لأجل مملكة الحب التي بُنيت بسواعدهما معاً ..
وعاشا تحت نبعه الذي يجري في شرايين الفؤاد لـ يضخ فيضاً من المشاعر والأحاسيس الصافيه ..

جهّزت أسطولاً .. وأعدّت له العدة والعتاد أمام من تشعر بمحاولة الأقتراب منهما ..
لا يغمض لها جفناً .. حتى يتقهقر من تعتبرهم أعداءٍ متربصيّن لهم ..
لم تكن تعلم أنّ قلبه الهش سيذوي في أول أختبار .. !!

وأنه في غفلة منها .. ســ يتوقف الحب والولّه .. لــ يجنح إلى عزلة بعيدٌ عنها وأنانيةٍ مقيتةٍ ..
باحثاً عن أشتعال جديد يدير رأسه ..علّه يجده في أمرأة أخرى ..
بدأ يغرق في اغوار كل عين تلتقي به .. وأخذ يتشدق بالمبادىء .. والحكمة ..
ويهمس لــ كل عابرة همسات الحب المعتاده .. ويغني لها ألحان الهوى والصدق والأخلاص .. !


لم يعتقد يوماً .. أن قائدة أساطيله التي وجد فيها من الوفاء الذي يفتقده الكثير من الرجال والتي ضمّها في حبائله ونصب شراكهُ حولها بإحكام .. أن تكتشف حيّله .. !!
في غفلةٍ منه لمحت مراكب ملوّنهٍ تتحرك بإتجاه الشاطىء نحوه ..
وأدركت فرحته ُ العارمة وهو يستبشر بيوم جديد يحفل بالعبث والخداع ..
كانت مجرد لحظات... كفيلة بنسيان حبّ حياته كلّه ..


لكن سرعان ماتحوّل هذا اللقاء .. إلى مشهد من عزاء .. ومضت تعزّي فيه قلبها وروحها ..
الذي أصبح يغلّي حمم / لهيب .. يستعر بين الأضلاع ..

يــ لفاجعةِ عينٌ ترى وقلب مكسورٍ ..!


بــ لهفةعارمة .. وبفضول كبير ..أخذت تراقبه عن كثب كل ليلة لــ تشعُر بوخز حاد ..
يُشعرها أنّ السكاكين تنغرس في ظهرها يوماً بعد يوم , وهي تحس بمرارة الخيبة والخذلان ..


وسرعان ما أضحت حياتها قطعة من جحيم .. تحوّلت إلى دياجير مَعتمة ..
تحيطها من كل جانب أصوات بكاء أشبة بنحيب الثكالى ..

لــ تكتشف أنها هي التي تبكي بحرارةٍ وحرقه وكأنّها تبكي عمرها كله... !

حل يوم المعركة ليبدوا أمامها بريئاً منتصراً .. لــ حبه ..!!
متزيناً بالفضيلة والعفّه والطهر الذي بنى أمجاد حُبه عليه !

لم يخدعها مظهره النبيل... !

ولم يعلم عن شفائها من فيض سحره ..

هُزم شر هزيمة.. وأقتيد مكبلاً بالأغلال ليخرج من قلبها إلى الأبد ..

لم تعد تنهمك في ثورة غضب جامح حين تراه من بعيد يلوّح كل مرة مستبشراً بصيد جديد ..

أصبحت تبتسم بمرارة ..

أعتادت ان تصبح نكبتها طبيعية لا تستحق عليه بكاءً أو رثاءً ..

وتتساءل في حدة ولهجة مريره مليئة بالألم على قلبها الذي خُذل ..؟

أي حُمق هذا الذي يجعل أمرأة قوية صامدة تُغلق باب قلبها في وجة كل الرجال لــ .. تصدّق هذا الرجل ؟!!!!!!!!!

لو أنها تستطيع أن تقهر الزمن فيمضي منها سنوات حُبه وكأنها لم تكن !؟
لو أنه يصبح حُلماً مرعباً لُتفيق منه !؟
وكيف تستطيع الغاء من ذاكرتها سنوات عمر ولحظات كانت تشعر أنها أجمل وأنقى ماوجدته من صدق يمكن الحصول عليه في هذه الدنيا..... !

حتى الذكريات أصبحت مشوّهة .. !!



لأنه لم يكن ألماً .. بل قتلاً ..

أصبحت رفات مليئة بالأسى ..

لن ينسى هو .. ولن تصفح عنه ..


ومرّ زمن آخر سقط من عليها العبء الذي أثقلها بلا هواده ..
السحب التي عمّت حياتها وتركتها تتخبط في ظلمة حالكة ..
قد بدا لها أن روحها تستقبل فجراً جديداً يحمل في طياته النور ..
بعد معاناة من لحظات / وربما أيام/ وربما سنين ..
أسرفت خلالها وهماً كبيراً .. بل عبثاً أكبر ..



النص .. بوصفه .. اللامنتمي ...


كنتُ دائما ما أقف من النصوص الالكترونية وقفة تختلف قليلا عن الوقوف أمام نص مطبوع ..حينما يتماهى التوثيق الطباعي مع البعد المكتباتي ، ويتماهى بالمقابل النص الالكتروني مع البعد الفضائي حيث الأفق الممتد والخروج من دائرة التصنيف العادية ...
ولهذا ندخل غالبا في نوبة من الحيرة والاضطراب حينما نحاول تصنيف نص الكتروني دون دلائل شكلية بارزة .. فإذا كانت الموسيقى والإيقاعات من ( الملامح الشكلية للشعر المتعارف عليه ) فإن النصوص المنثورة في المقابل تتداخل عبر الشبكة الالكترونية بين ( شعر النثر والمقالة والخاطرة والقصة ) بصورة يصعب معها التصنيف نتيجة تماهي السطور مع هذا الأفق الالكتروني الممتد وبالتالي تتمرّد غالبا على عملية التصنيف التقليدية ...
وساد السكون سرد اقترب من القصة .. وتقاطع مع الخاطرة وتشكّل في نهايته نصا ( أفقيا لامنتميا ) لكل هذا ... وكنتُ أول الأمر بالفعل أنوي اقتطاع ( محوره السردي ) أو مفتاح الحبكة المتمثل بهذه السطور :


أهدى لها ذات يوم خاتماً جميلاً .. فتأملتُه كثيراً .. وكأنها تشاهد خاتماً لأّول مرّه ..!
وتساءلت بينها وبين قلبها ببراءة ..
لمَ أختار تلك الهدية دون سواها .. !؟
ربما لأنه دائري الشكل .. وليس له متنفس أو مخرج .. باب أوشرفه .. فأتخذه رمزاً ليحكم به قلبها ..
كانت قُبلة دافئة .. على جبين ذلك الخاتم عرفاناً لصاحبه..


إن الاتكاء هنا على رمزية الانغلاق المتمثلة في ( الخاتم ) ذو البعد الدلالي في المفهوم العام ..حينما يكون ( خاتم الخطوبة ) أولا إيذانا بالارتباط أو الانغلاق العاطفي وأحادية الشعور وتأطيره لاسيما وقد اعتمد العرف على انتقاله من اليد اليمنى لليسرى في حالة اكتمال المشروع العاطفي بالزواج كدلالة رمزية ( متعارفة ) حينما يصر الأطباء على أن الجهة اليسرى محل القلب ويصرُّ الشعراء في المقابل على أن القلب ذاته هو المسؤول الأول عن العاطفة .. وبعيدًا عن كل ذلك كان توصيف الهدية بالخاتم بعدًا دلاليا والتفاتة ذكية من الكاتبة بغض النظر عن التصنيف النوعي للنص حين أخذ الطابع السردي العام متماهيا مع الأبعاد اللامنتمية للنص الالكتروني حينما يخضع لها بكل هوامشها التفاعلية العامة والناتجة عن النشر الالكتروني بصفة خاصة ...
وساد السكون .. نص ( لامنتمي ) تنظّمت فيه العملية السردية بشكل دلالي إيحائي كأبعاد كتابية لكاتبة متميزة ، جعلت من موضوع ( مكرر ) ومطروق كثيرا يتمثل في حالة الصدمة الأنثوية نتيجة الاحتكار الذكوري ذا أبعاد فنية تجديدية من خلال التنظيم الدلالي للغة التصويرية الإيحائية .. وليس أدل على هذا من رمزية الخاتم والأبعاد الدلالية النتائجية عنه ...


لا أحب الإسهاب كثيرا في استخلاص حالة الصدام النفسي الذي اتكأ عليها هذا النص السردي المنثور عبر الفضاء ليتّخذ هويته التصنيفية في ذهن القارئ وحده دون أن تؤطره الكاتبة بتعريف متوارث له قد يفقده أهميته الفنية حينما يتمرّد كثيرا على الخاطرة .. ويقترب من القصة لكنه لايخضع مطلقا لمكوناتها .. ومن الظلم فعلا أن نأسره في تصنيف نوعي
قد لايتمثّله كثيرا فيفقد بالتالي مكوناته الفنية ...



الفاضلة نجدية ...
لعلني هنا وإزاء هذا النص المتميز جدا والمتطور في أبعاده الدلالية على مستوى التناول الإبداعي الخاص قرأت قبله مداخلات ثرية لمجموعة من النصوص من قبلك .. لكنني قرأت فيه نصا جديرا فعلا بالتأمل والقراءة النوعية من خلال كنهه ( غير المنتمي ) ومصدر تميزه جاء من خلال القفز على المألوف في موضوع طرق كثيرا ، ولهذا جاء تناوله هنا من خلال الصور التركيبية الموحية متطورا وقافزا على المألوف ، وهو حتما واحد من إفرازات النشر الالكتروني التي أتوق لأن يقف أحد النقاد بها وقفة جادة حينما تجيء بهذا الثراء الموضوعي في مشروع نقدي بات ضروريا في ظل هذا التدافع الكبير للنشر الالكتروني ...
وفقك الله وسدد خطاك أختي الفاضلة ..




التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi




اخر تعديل كان بواسطة » إبراهيم الوافي في يوم » 25-07-2005 عند الساعة » 10:55.
إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس