من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة بُكاءَ يشَتهِي رَجل
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16-03-2007, 12:11   #1
حروف الحب
كاتب
 

بُكاءَ يشَتهِي رَجل

والوجد في الروح يقتلني, لولا أني رأيت أبواب المقابر مفتوحة بانتظار نعش جديد لهلك عني صبري.. الشمس تقبل الأفق فتتفجر وجنتاه احمرار من الخجل,وها هي تودع يوماً آخر برومانسية فاضحه,قبلات وورد منثور فوق خد الأفق.. وتختبئ خلف عباءة الليل كل ذات مُرهقة, من الوجد تعبه.. وذاتي تشبعت باصفرار الحزن الشاحب الذي ملني وأهلكتها بالنواح.. حدثني الوجد, حدثني الثرى أن كل من سكن القبر فهو مطمئن آمن يمسسه الهدوء.. فسره لي غروب الشمس من لا يذوق دفء التراب فلن يدرك السرور الكامن في المقابر, قال لي غروب الشمس ذات سكرة إن احمرار الشفق ما هو إلا دم فاسد يخرج من فرج الأيام العذراء دون أن تعي معنى الألم والدم! ولولا غروب الشمس لهلك ذاتي حُزناً.. وكل فجرا جديد تنتظره عذراء لفض بكارتها, وكل مساء يغطينا الليل بعباءته, ومنهم من ناح ومنهم من فض البكارة.. ولولا أبواب المقابر لما وجدنا منفذ للهروب من بغاء الحياة.. ولولا المقابر لاستحالة الحياة..
**
كنت أتلهف شوقا لرؤية ظهيرة عارية, شقراء فاتنة ساخنة,استرق النظر خلسة إليها وارسم تفاصيل جسدها ذو العروق والهضاب النافرة, وفي الليل تحت عباءته أتقلب فوق كثبانها الرملية الدافئة, واشعر بجسدي يرتعش وثمة انتصاب في خيالي يجعلني أتعمق لدفنه في جسد الظهيرة الجاف.. وهي تضحك لرؤية المراهق يخاف ارتعاشة جسده.. ولولا أني رأيت أبواب المقابر مفتوحة بانتظار نعش جديد, لمات الأمل بوجود راحة أخرى خلف تلك الأبواب المتهالكة.. كنت أراقب طيور الشتاء المهاجرة, أتساءل لم تأتي أسراباً أسرابا ؟ قلت ذات جواب أنها مطر الغيوم حتى ذقت المطر, وقلت في وقت لاحق أنها بنات الشتاء حتى رأيت عصاريه, وقررت ان أكون في قلب عصر الشتاء.. هكذا تركت أجساد الظهيرة وتبعت العصر بجماله وغنجه..وأي عصر؟ هي فقط عصاري الشتاء الفاتنة, فالظهيرة علمتـني أن الجفاف يبشر بالظمأ,وهذا يجعل كل عطشان يتبع بغاءها بلهثه.. حتى شاهدت العصر الجميل ذا الوجه السماوي وقطفات من قطن تضعه فوق رأسها فكانت ملهمتي, وأدركت أن بغاء الحياة يولد جمال استطيع أن أمسه مرات عديدة.. وانضم الجمال إلى رعشة الجسد تحت عباءة الليل.. كنت لسان لا يفقه حديث العصر, واحتجت لمعاجم اللغة ولسان العرب وكل دواوين الشعر من حبيب بثينة إلى صفحات مجلات الشعر الشعبي, ولم أدرك أن لساني لا يكفي العصر لأجعلها ملكا لي وليس لأحد سواي! برقها في العينين بان وصمت المطر تحت ضلوع الصدر ران, وأنا العابث تحت عباءة الليل معها تداخلت مشاعري في ذاتي مثل برودتها التي تمتزج بالرطوبة والمطر, ورغم عطشي الذي أسعى بين نهداها لأرويه تفجرت ينابيع من فمها فكانت تنطق ذات غير ذاتي, وحروف غير ما يعرفني بها النهار! فشعرت أن الحياة ما تزل تورث لأوقاتنا البغاء, صرت أهيم في الشوارع, اسب طيور الشتاء العائدة لأوطانها, فتبين لي جواب السؤال وأدركت أن الشتاء منفى قصير الأمد, وان دفء عصره ما هو إلا دفء الأماكن التي هجرناها منذ برهة وسرعان ما تزول وتمحى ذكرى وجودنا.. حتى المقابر تزدحم في العصاري! ومضى بعض الوقت من عمري يتأبط الحزن.. ولولا عباءة الليل لما عشت نهاري حرا..كنت ضائع, أهيم بين ظهيرة وعصر,بيدي ديوان شعر, وانتقل من منهج لآخر, وفكرة لرأي.. تأتي الضحكات لتضمني لحزبها وأخريات يسرقنني إليهن لأوقات ساخنة.. ضمني الليل تحت عباءته, وزارني البكاء الوقور ذو اللحية الكثة, تتخللها خيوط بيضاء, كأنما الشيب يدبي في رأس عذراء, كان البكاء يذهلني كل ليلة, يلقي الصمت في حجري وأنا أتلهف للمزيد, كان يشاهدني أتوشح الحزن,فلا يبالي,إلا من منشورات الضحك تلك القابعة بجانب وسادتي, يقبضها بغضب ويمزقها ويرميها سلة المهملات..
: لا تضحك, أنها الفتنه, كن معي أنا البكاء الوقور..

ارتمي بجسدي فوق سريري مثقلا بالأفكار المتداخلة, مابين رائحة البكاء ومنشورات الضحك وكتب النهار وصور الظهيرة ورسائل العصر, أتوشح يدي وأغمض عيناي واصرخ بهم, اتركوني..
**
إلهي, مالذي اشعر به, لا أفكار, لا أشعار,لا دفء ولا برد, سلاماً سلاما, وصمت, واطمئنان, حتى مطلع الفجر في ذاته المهيب, وهمساته, وصوته الذي يمزج صمت الليل وضجيج النهار.. الفجر! لون بهي, وجه طفولتي الضائع تحت الجراح, ويطل علي بخيط اسود رقيق يمتزج بخمرة, حدثت نفسي نهار ذلك اليوم كثيرا, وتساءلت أنى لها هذه الذات! ولم لا استطيع وصف هذا الشعور, فجري الجميل, أحقا أنت فجرا لم تشرق لأحد سواي؟؟ شغلت يومي, أسبوعي, وسني عمري الميتة من لدغ عقارب الساعة, كل هذا تجسد فجرا يشرق كل مرة شكلاً جديدا, ووجه كأنما وجه الواحات في الصحراء.. كنت أتوق لها, لصوتها, لعينيها, وكل فلسفتها التي جمعت أساطير الأولين وثلة من قصص المعاصرين.. سألتها
- أبنت من أنتي؟
أجابت
- السماء والأرض!

كتمت ضحكتي, ثم انفجرت ساخراً, ورحت احكي القصص الأسطورية عن حواء, وكيف ترى دائماً نفسها القمر بين الأرض والسماء, وأنا ربما أكون نجم آفل أو سينفجر ويتلاشى, حتى بهرني صمتها, فتركت سكوتي يجر خيبة لساني المعتوه, وأصبحت مثل مارد ضئيل مسجون في جرة مدفونة في عمق النهار.. بعد خيبة الأمل تلك, وجدت نفسي ألزم عباءة الليل, والبكاء ضيف ثقيل يطرق باب الروح, لم اعره اهتماماً حتى يرحل, كنت ارفع عباءة الليل بحذر واختلس النظر للشوارع والقرى البعيدة ومدينتي الكئيبة, ليس هناك من شيء يدل على أنها ستعود.. وثمة عيون أخرى تختلس النظر مثلي, ونشعر بخجل إذا التقت العيون الرائبة من سكرة هذا الوجد والانتظار.. تسائلت: هل تنتظرون أوطان لأرواحكم المغتربة في أجسادكم؟ أم إنكم منفى لأرواح لجأت إليكم هاربة! تأملت بهم والطرقات وأضواء الشوارع الباهتة, رفعت بصري إلى السماء شاهدت القمر, أتراها ابنة السماء وهي القمر بذاته! مالذي تعلمته أنا من الظهيرة يا فجري الغائب غير لهو الحديث والدندنة بآهات مجردة وتضاريس جسد جاف, وماذا أهداني عصر الشتاء غير الجمال ورفرفة النوارس, أتجمعين الصفتان البغاء والخيانة؟ أوهمت نفسي بالتعجرف, بل أنا متعجرف ثار على حاكم عادل, من اجل انه اقتص منه حق الفقراء, أنا أثور بلا سبب, ثورة ستقودني إلى لا شيء, فلست يا وجدي غيفارا ولست ناصرياً..

ها أنا ذا امشي بالثواني والدقائق والساعات, وما تنفك عقاربها من لدغي لتهلك خلايا أيام عمري, يوماً بعد الآخر يسقط, لولا بلسمها الشافي لمت في غيابها, لكنها تعود كل ليلة حرفاً جميلاً, حتى عاد فجري, وعدت مثل أسيرا عاد للوطن, وصرت تلميذ في مدرستها, تعلمني الحُب, كنت امرأة وكانت نزار, كنت الناي وكانت عازفة..

: الحب شي عظيم, أحساس متناقض, لكنه ضائع يبحث عن وطن!

وانا تلميذ شقي, اعبث هنا وهناك, ضائع في درس الحُب, غارقاً في لهو الحديث, وارسم وجه معلمتي فوق دفتر الشهوات..

ماهو الوطن معلمتي؟

: الوطن هو الحياة, الانتماء, الاستقرار, الوفاء, والإخلاص..

جمعت في جسدها البرودة والدفء, امتزج في عينيها الخمر والعسل,وشعرها ليل صحرواي مُغبر, ونام الشفق على خديها أو كأنما مشمش الشام, وشفتاها تغنى بها حليم مرسومة كالعنقود, واحترت ببشرتها فتارة اشعر أنها وردة بيضاء وأخرى كأنما الصحراء.. آنست روحي إليها, وانس قلبي لقلبها, وكنا تحت عباءة الليل تعلمني الحب, واعلمها الآهات, تقبلني فوق جبيني,واقبلها بين خدها والشفاه, تظمني كطفل,واروي عطشي بنهم, وإذا ما بخل نهد بالعطاء ألقمتني الآخر.. و إن غبنا قليلا كانت ترسل لي حمامة سلام تحمل غصن زيتون, وتكتب على أوراقه: أُحبك حُباً جما..

**

فتحت أبواب أسرارها على مصراعيها,وكنت انبش بداخل قلبها فلا أجد سواي, وارض خصبة بكر لم يمسسها حرث, وأمطار تهطل بغزارة, ونبض هيأ لي القلب, خلعت ثوبي الذي مزقه لعبي في الظهيرة ودنسه متكئ العصر, وبدأت احرث قلب فجري بنشوة فلاح أحسائي, زرعتني بقلبها, وغرست بعضي به, وبعض من فسائل آلامي وسقيته دمي المريض,لينبت غرسي وبذوري تحمل جيناتي, ثم لتهطل بعد ذلك أمطارها الغزيرة, حطت الطيور لتنبش بذوري, فوضعت فزاعة من دموعي.. كانت اعتني بحبي الذي ينبت رويدا رويدا في قلبها, واشجب أطراف فسائلي وأقيمها, وأشاهد براعم الورد تنمو, وصار من حقي امتلاك القلب البكر بعد إحياءه, ومن يتطاول ويغتصب قلبها على غفلة مني ويأكل من ثمار حبي ستصيبه جينات دمي, وتورث له الشقاء والمرض ولن ينجو من لعنتي أبدا..

أنا الغارق بلذة الحب والنظر واللقاء , والدفء , والحياة العذراء, وهي العاشقة المسروقة من زمن الخيانة والبغاء, وأنا الرجل المتعجرف الغيور, وهي المرأة, هي فقط امرأة, بكل حروف الأنثى, وكل شيء كان لي, وكلي كنت لها إلا من بعض صفات خبيثة تعلمتها من العصور السابقة, ومضت بنا الساعات دون لدغ العقارب فنصل الحب فينا يشفي من سمها القاتل.. والوجد في الروح ما ألذه, وشاهدت أبواب المقابر مقفلة, من يسكنه الحب لا يحتاج للمقابر.. وكنت انبش سني عمري من القبور وأبعثر نعوشها واضحك.. صرت دكتاتوريا في حكمي للمقابر, وبعثي سيطر على النعوش الثائرة, حتى الحياة خافت عقابي وتابت عن البغاء..

**

حُلم أسود حط على نافذتي في ليلة شتوية عاصفة, كنت أظنه يبتغي الدفء معي تحت عباءة الليل بعد أن صار دفء العافية ينبع من جسدي, غيره انه رسول سوء ونذير شؤم بلغني أن الفجر لم يعد ملكا لي! فزعت من نومي, وغاضبا بحثت عنه في ذلك الليل وأيقنت متأخر أنها أضغاث أحلام, غير إني اكتشفت في نهاري التالي وأنا هائم في الطرقات الأحلام وهي تتناوب على اغتصاب الحياة, حتى هي كانت تصرخ متمنعه وهي التي كنت أظنها تشتهي جسد الحُلم برغبة حارقه! واصلت هيامي وزاد ضياعي في شوارع المدينة, لم اكترث ذلك اليوم لاستغاثة الحياة ولا لفتنة الظهيرة, ولا لجمال العصر.. رأيت البكاء يقف على ناصية الطريق, تجاهلته ومضيت حتى رأيت الشمس من جديد تقبل الأفق بشهوة فاضحة,وعدت لأختبئ تحت عباءة الليل , ذات أخذت وشاح الحزن ليقيها البرد..

**
أخبرتك أن الحب في وطني مثل منفى, فإما أن يعيش غريبا أو يهلك دون الوطن!!
وأين وطن الحب؟

: قلبك

وأنا! أين وطني؟

نسمات تشرين تسللت تلامس جسدي لتصيبني بقشعريرة حزينة, وأنا أنام القرفصاء مختبئ تحت عباءة الليل, لم تعد الشوارع تغريني لأطوفها مشيا في ليالي تشرين الصحراوي, كنت أتألم في أعماقي من أثر ذلك الجرح في شريان قلبي, كانت تسترسل بالحديث عن تلك الطقوس المقدسة التي يمارسونها في قريتهم الجبلية, وتوارثهم لأساطير شتى..

: قلبي وروحي لك, جسدي للتراب..

أهذه أسطورة؟

: جسدي سيكون ببرودة الأموات أن مسه غيرك..

يمسه غيري؟ آه, لا تخبري المريض بيوم وفاته المحتمل, أو متى ستغادر روحكِ جسده! اتركيه يعيش ما تبقى من أيام غافل عن ذلك الذي ينتظره بشراسة, انه عدو أبواب القبور, سيعيش بك فجرا جديد.. سأزرع شجرة توت بجانب نافذتي, مثل تلك القصة سيرسم الأمل ورقة التوت الأخيرة على نافذتي, سأراقبها ولن تسقط, وهكذا سأعيش يوماً بعد يوم, فجراً بعد آخر..

**
مضت بعيدا عن الساحل, سارت في طريق طويل, عبرت صحراء شاسعة, كانت تشاهد الظهيرة في منتصف طريقها, وتلك الهضبات المغرية, ومر بها عصرا ارتقى بها ببطء لتصعد الجبال العارية, وشاهدت الشمس تغيب بوجه حزين فجبالها كانت حاجزا بينها والأفق الشهي, وأي عباءة سيرتدي ليلها ليواريها عن الأنظار؟ كل ذات برفقتها في هذا السفر البعيد تختلس النظر إليها, تنهد الليل وقطع جزء من جسده ورقع بها العباءة حتى يخفيها عن ذوات تنظر لها بشهوة, وغابت تحت عباءة الليل.. وانا بالقرب من البحر كنت اختلس النظر إلى هذا وذاك, دونما اهتمام بهم كنت أراقبهم وماذا يفعلون, ولم استطع ولن استطيع إحصاء أو معرفة ما يفعلون تحت عباءة الليل..

**

طرق الباب البكاء..

**

: كنت معك بعد تلك الظلمات الثلاث, كنت أعشقك في طفولتك, ثم ضعت مني في طرقات الحياة, حتى شاهدتك ذات ليلة تتوشح الحزن.. تبعتك كثيرا وراقبتك بحذر شديد, حتى اقتربت منك..

كنت أتحدث معه لاهي عن اقترابه البطيء من روحي,مددت يدي ونزعت شعرة بيضاء من لحيته الكثة وبدأت أخيط بها جرح قلبي.. مد جسده البارد بجانبي على السرير وتقابلنا حتى شعرت بشعيرات لحيته تلامس رمش عيني, سردت له الحكايا والقصص, وكيف أني أوقفت حربي وعدائي لعقارب الساعة وأبواب المقابر, نحن بحاجة للساعات حتى يموت الجزء الفاسد من أعمارنا بكل ما يحتويه من ذكرى, وبحاجة للقبور حتى نرتاح.. لماذا تقبلني وتضمني يا بكاء, ما بال أنفاسك تلفح فوق صدري, مالذي تفعله, أتشتهيني ام أنا أشتهيك.. وكنا نتقلب سويا ونتضاجع, واطياف أنفاسها تلهث فوقنا, حتى حرت بسؤال وماءه ينزلق رطبا دافئاً على خدي, أحقا تشتهي الرجال البكاء؟ أغمضت عيناي وما لبثت الأحلام هي الأخرى تتوالى على تقليب جسدي بشهوة, صمت المكان وكنت أرى سراب احسبه وجهها فمددت يدي له بظمأ شديد, ثم رأيت نعش تفوح منه رائحة الزعفران, ورأيتني ادخل باب مقبرة, كنت وحيدا إلا منها, كانت روحها تشيع روحي, وأربعة أحرف عرجاء تمسك كل منها بطرف النعش, وعندما بزغ الفجر افقت على صوت أنات أنثوية غنجه لم أعهدها! كنت أظن الدلال والغنج سمة من سمات العذراء! وان جسدها كما الأسطورة, في قُرى الجبال ميت تنعاه البغايا, وشممت رائحة الدم, فأيقنت أنها أسلمت جسدها دافئ,وبكارة فجري فضها شروق الشمس من أول ليلة غابت بها عني..


يا صاحبي
البكاء ليس إلا حالة من نكاح الروح بوجدها..

التوقيع: يا هودجَ الأرواح,, أعد إليّ روحي
حروف الحب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-03-2007, 17:57   #2
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : بُكاءَ يشَتهِي رَجل

حروف الحب

تشرفت بعودتك للكتابة مره اخرى مع ركب قافلة القاصّين المبدعين
لي عودة للحكاية


التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع