من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > الديوانية
تحديث هذه الصفحة ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-07-2009, 07:41   #1
سمـا خير
عضو متميز
 

~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

.
.
.
كتبتها في منتديات أخرى وبنفس المعرف ( سماخير )
.
.
ولإنني أحببتها سأجعلها هنا في الديوانية كمصافحة أولى منــي لهذا المنتدى الرائع ..
.
.
.
لكم كل الحـــب

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 07:43   #2
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
.
((إمرأة من زمــــــــــن الدولة السعودية الأولى ))
.
.
رواية تحكي عن قصة شخصية إمرأة تاريخية تعيش في زمننا الحاضر..
فعلى الرغم من أن التاريخ رجل خلد أسماء الرجال ! إلا أن الحياة إمرأة للأسف لن يخلـــــــــد فيها أحد !
.
.
بإختصار هي إمرأة ليست كسائر النساء..هل ممكن أن تجد اليوم إمرأة من زمن الدولة السعودية الأولى ؟؟
.
.
نعم لقد وجدتها ..وحدثتها ..وهذه هي قصتي معهـــــــــــــــا ..
.
.
قصة واقعية أقرب للخيـــــــــــــــــال !
--------------------------------------------------------
.
.
.
.
.
أتمنى لكم متابعة ممتعة ...
.
.
.
.
.
سماخيـــــــــــــــــــــــــر

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 07:46   #3
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
الفصـــل الأول
.
.
.


(({ واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق }))
.
.
.
.
الفج العميق ..ماهـــــــــــو؟
.
.
في تفسير الفج العميق وجدت في كتب التفسير أنه الوادي العميق البعيد ...
.
.
.
في رحلتي للحج كنت أفكر في تلك الرحلة الروحانية ...كيف يأتي اليها المسلمون ينجذبون وكأن هناك كتلة تجذب الجميع الجميـــــــع من من دعاهم الرحمن وكتبهم عنده يأتون من كل حدب وصوب وفج عميق لم أكن أعرف أن الفج العميق هذه المرة سيكون في نفس مدينتي (الرياض )!
.
.
الفج العميق هو في الرياض لكنه عميق وبعيد!ستقولون كيـــــف؟
لولا الحج لما أتت وحضرت وخرجت - تلك المرأة -
عندما حضرت لمجلسي ومكاني وهوفي الحقيقة نفس منامي في الحملة لم يكن هناك أحد بجانبي فأنا في بداية الصف والمرأة المفترض أن تجاورني لم تأتي بعد تعرفت على فتاتين أمامي كانتا من مدينة (الخرج ) تعارفنا وكنا متعبين لذلك خلدنا للنوم جميعاً ..
.
.
.
عندما أستيقظت وجدت المرأة ـ جارتي - قد حضرت لكنها متعبة .. كانت في نفس سني تقريباً تلبس لبس أخضر وتضع على رأسها حجاب أسود كانت تقرأ مع تعبها ...!
كنت أريد أن أتحدث معها لكن _ بنات الخرج _ دعوني لتناول القهوة معهم نسيت أن أخبركم بإننا أصبحنا صديقات فصداقة الحج تتكون بسرعة من غير أي مقدمات! ..
ونحن تناول القهوة قدمنا فنجان لتلك المرأة التي لا تتكلم كثيراً بل تقرأ ..تقرأ فحسب ..
.
.
أخذت الفنجان ومن ثم ذهبت لحقيبتها وفتحت (السحاب ) ووضعت الكتيب ورجعت بفنجانها وأخذت تمرة وكأنها الآن مستعدة للحديث ..
.
.
تحدثنا بشكل عام ..تعرفنا تعارف أولي كانت لي نظرة في الناس نادراً ماتخيب !ما أدهشني في تلك المرأة هو حبها لخدمة الآخرين ومن أول يوم عرفتها فيه أخذت -دلة القهوة ـ وقالت من يريد وأخذت - تصب - للجميع بحب وبروح طيبة قلما تجدها في نســـــــاء اليوم ..
.
.
.
في اليوم التالي أستيقظت في الصباح فوجدتها قد أحضرت القهوة والشاي والفطور لمجموعتنا وقالت لي هيــــــا تفضلي ..ذهبت لأغسل وجهي وأصلي وعندما أنهيت صلاتي قالت لي : توك تصلين الفجر ! ليش ؟؟ طيب ماتصلين الليل إنتِ؟
.
.
فقلت لها : كنت جداً متعبة لذلك - راحت علي نومة -
فقالت : وش رآيك أقومك كل يوم معي !
قلت : والله فكرة أجل الله يعينك علــــــــــــــــــــــــي !
.
.
عندما حان وقت النوم نام الجميع عدا إمــرأة كبيرة في السن وقورة جداً من أهل الجنوب كانت تدعي ..
بقيت أنا أرتب ملابسي والأخت جارتي تقرأ ثم تكلمنا معاً طوال الليل عن كل شيء ..
.
.
سألتني عن أطفالي فبكيت لا شعورياً لإني كنت أشتاق اليهم ..لقد ـجات ع الجرح مثل مايقولون -
.
.
فقالت : وأنا بعد عندي أطفال ..خليهم على الله ياشيخة..
.
.
أقتربت منـــــــــي وربتت على كتفي وهي تقول أنتِ في ضيافة الرحمن ونحن الآن في الثلث الأخير من الليل قومي صلي وأدعي لأولادك فهذا هو مايحتاجونه والله الدعــــــــــــاء ..
.
.
ثم قامت وذهبنا للمصلى ..كانت تصلي وتبكي ..
.
.
فبكيت معها ربمــــــــا لإننا كنا نصلي جماعة ! أو ربما لإننا نحج ! أو ربما لإنها عندما - جات على الجرح وجدته نازف ولا زال ينزف لشجنه بأولاد صغـــــــــارأكاد إذا ذكرتهم أذوب .. ..
.
.
.
http://www.*******.com/enshad/files/...qeed/Agibo.mp3


اخر تعديل كان بواسطة » سمـا خير في يوم » 26-07-2009 عند الساعة » 07:50.
سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 07:48   #4
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
**الفصل الثانـــــــي **
.
.
.
الــــــــــــدرعيـــــــــــــة ..

((عاصمة الدولة السعودية الأولى مدينة قديمة أثرية تاريخية هادئة انطلقت منها مسيرة الدولة مدينة صغيرة وادعة تطل على وادي حنيفة ..))
.
.
نعم كانت جـــارتي في (مجلس الحج ) من الدرعية ..
.
.
تحدثنا كثيراً ..تآلفنا بسرعة إنها إمرأة على سجيتها لم يغيرها الزمن ..ببساطة طيبة جداً
.
.
.
اسمها لطيفة وهــــي لطيفة بحق صدق من قال لكل إنسان من إسمة نصيب ..
عندما أستيقظت من نومي كنت أبحث عن نظاراتي ..يمين ويسار وأرفع الوسائد !
وأنا مشغولة بالبحث أسمع لطيفة وهي تقول : تفضلي ..تفضلي ..
ظننتها تريد تفضلي فنجان قهوة أو شاي فأنا لا أرى شيئاً !
قالت : أم محمد خذي عيونك ..وهي تضحك ..!
كانت تقصد نظاراتي ..أخذتها وأنا أقول لها أين وجدتيها ؟
.
.
قالت : لا يهم ..المهم أنكِ ترين الآن صح !
.
.
صباح الخير ..مارأيك نقوم نصلي الضحى ..ونفطر ..قالت لي !
قلت لهـــــا : أوكيــــــــة ! فأنا جائعة ..
.
.
أحضرت هذه المرة بيض مسلوق وخبز وكروسان وشاي بالحليب ..
أما هي فلم تحضر سوى كروسان وتمر وقهوة ..
.
.
قلت لها : تحبين التمـــــر إذن
قالت : لا نفطر في بيتنا إلا بالتمـــــــر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول بيت لاتمر فيه جياع أهله
.
.
فقلت لها : صدق صلى الله عليه وسلم
فقالت : بعدين حنا أهل الدرعية نحب التمر ولا عجب فديرتنا كلها مزارع ونخيل ..ألم تسمعي بمزرعة المغترة ؟
.
.
أم محمد ...سمعتي بمزرعة المغترة أسألك ..
فقلت لها : عفواً سرحت قليلاً عندما قلتِ الدرعية ..تذكرت مادة التاريخ والشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير المؤسس محمد بن سعود رحمهم الله جميعاً ..
قالت : هل تعرفينها إذن ؟
فقلت لها : أعرفها من نعومة أظفاري..تاريخنا وسيرافقنا طوال حياتنا ..
قالت : قضيت فيها سنوات كثيرة ..كانت أجمل أيام في حياتي ..أعشق ترابها ..على العموم سأحدثك عنها أكثر لإننا في اليوم الثامن وغداً يوم عرفة هذا اليوم الذي طالما إنتظرته ..
فقلت لها : يوم عرفة يأتينا كل سنة ..
قالت : نعم يأتينا هذا الزمان ولانكون في هذا المكان !نحن الآن حجاج ..لقد دعانا الله وحضرنا ملبين ..طائعين ..محبين ..فقراء شعث غبر ..
لا أريد أن أتكلم كثيراً
فقلت لها : لطيفة تصدقين ..أشعر أن لك حكاية !
فقالت : حكاية !
تداركت الأمر وبسرعة قلت لها : أنا أيضاً عندي حكاية أعتقد بإن أي شخص لديه قصة عن حياته وربما أكثر ..!
فقالت : نعـــــم نعم ..لكن لن أحكيها لكِ كاملة !
.
.
ولدت في الدرعية ..وكان والدي - رحمه الله - تاجر ..
أخواني الأكبر مني إثنان ..ومن ثم أنا ..
والدتي كانت قصة عشقي التي لن تنتهي أبداً !
أمي كانت كل حياتي كنت أرى العالم كله من خلالها ..تحدثني كثيراً فلم يكن في البيت إلا أنا وهي ..هي الآن في دار الحق
فقلت لها : عظم الله أجرك .. تذكري دائماً أن في الحياة أشياء كثيرة أسوء من الموت ..طيب ووالدك وأخوانك ؟
فقالت : والدي في عمله دائماً ...وإخواني في حياتهم لم يكونوا تزوجوا بعد !
تقول لطيفة : أنا وأمي كنا دائماً في البيت فلا أسواق ولا خروج من البيت أبداً !
إستغربت وعقبت على كلامها : أبداً أبداً
فعقبت هي على تعقيبتي : إلا في حالة واحدة عند المرض الشديد أو وقت ولادة أمي فقط !
فقلت لها : إحلفي ..!
فقالت : والله ..تستغربين صح لقد تعودت ..تربيت على المكوث والقرار في البيت حتى بعد ماتزوجت أحب بيتي لا أخرج منه قط !
تصدقين لولا الحج لما خرجت من بيتي !
قلت لها : سبحان الله إنه الفج العميق إذن ...والزيارات ..والتمشيات ...!
قالت : الزيارات نجتمع في إستراحة كل شهرين مرة ..كل عائلتنا ..وأهل زوجي نجتمع عند أخته الكبيرة مره كا ثلاثة شهور وقلما يزورنا أحد فكل في فلك يسبحون ..
لم أصدقها عندما قالت لا أخرج من بيتي ...! فمن في هذه الأيام لا يخرج ؟
الأسواق تعج بالنساء ..في كل الأواقات ..يلبسون أغلى الموديلات ...ويبحثون دائماً عن ماهو جديد.!
لكن صدقتها أخيراً ..من كلامها وتصرفاتها مع أنه في الحقيقة شيء لا يصدق !
.
.
.
تقول : كانت أمي ..تدعي دائماً أن يرزقها الله بأربعة أبناء ..لم أكن أعرف سر إصرار أمي على هذا الدعــــــــاء ..وكانت تطلب مني أن أدعوا لها بهذه الدعوة التي أحبتها وإعتادت عليها ..
.
.
.
والدي كان رجل حازم ..شخصيته قوية ..شيخ رزين أصيل وشهم لا يحب الكلام الكثير لا يخاطبني كثيراً وأعتقد أنه لايخاطب أمي كثيراً أيضاً ؟
أخبرتك والدي لايحب الكلام الكثير ...
أمي تخافه تحبه ..لو أن الرسول أمر النساء بالسجود للرجال لكانت أمي أول الساجدين ..
لو أقول لكِ أمي تقدس والدي تصدقين ؟
والدي بالنسبة لنا كالملك ..الشخص الذي لايخطأ ..رمز للخيــــــر ..يصدر التعليمات ونحن ننفذ ..
.
.
أخواني أكتسبوا هذه الصفة من والدي رحمه الله ..
وأمي رحمها الله أعطتهم نفس القدر وعاملتهم بنفس معاملتها لوالدي ...
.
.
كانت دائماً تقول ((الله يعافي الرجال))
.
.
لكن معاملتها لإخواني بهذه الطريقة جعلتهم يعاملونها برسمية أكثر ..فعندما تزوجوا إنعزلوا عنا كل واحد منهم ذهب في حياته مع زوجته وأولاده وبقيت أنا وأمي ..
.
.
قاطعتها قائلة : هل أنجبت أمك أربعة أولاد ؟؟
.
.

فقالت لي : سأخبرك ..لكن ليس الآن فغداً يوم عرفة ..!
.
.
ماذا تريدين ...نحن حجاج وفي كل مرة نقول سنسكت ..سندعوا !!
.
.
.
.
اللهم لا تؤاخذنا . سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك ..
.
.
قامت لطيفة مسرعة تريد أن تصلي الظهر ..وتركتني بكومة من الأسئلة !
كنت أستمتع لسردها ..لصدقها ..وفجأة توقفت !
.
.
.
.
وتوقف كل شيء ..ومن ثم قمت وتداركت نفسي وتذكرتها يوم قالت : غداً يوم عرفة سنولد من جديد إنه يوم ميلادي ..وحلم عمري ..
فقمت وعساني أحقق شي في حلم عمــــــــــــــري ..
.
.
.
يتبع

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 07:51   #5
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
.
**الفصل الثالـــــــــــث **
.
.
.
اليـــــــوم التاسع
آآه ووطأت قدمــــــــاي أرض عرفة ووقفت أعظم موقف في حياتي ..
.
.
كأني أسمع أحدهما يقول ..
((ماأشرفة من موقف ..وأرجـــاه ..لولا أني فيه ))
ويقول الآخــــــر :
ـ اللهم لاترد أهــل الموقف من أجـــــلي ـ
إنهمـــــــــا الجليلان ..
مطرف بن عبد الله ...وبكر المزني
.
.
هكذا كان إنكسارهم وفقرهم ..تقول صديقتي لطيفة إن أستطعتِ أن تكوني أفقر الحجاج وأذلهم لله فكوني يقول سهل بن سعد : ليس بين العبد وبين طريق ربه لأقرب اليه من الإفتقار ..
.
.
ليلة عرفة كنا نتحدث عن شريط للشيخ إبراهيم الدويش إسمه ..عرفات عبروعبرات ..
.
.
إنفقنا أن لا نتحدث في عرفات ..وإذا تقابلنا ..لانتكلم لإن عرفات ليست كمنى ..ففي منى هناك متسع من الوقت لكن وقت عرفات لابد من إغتنام كل جزء من الثانية ..
.
.
وجائت ساعة الصفر ..الكل سعيد حتى الشمس سعيدة لإنها تشرق في خير يوم ..الجميع منشغل النساء في الحملة كخلية نحل ..متأهبين ومستعدين للإنطلاقه ... كانت الرهبة والرغبة والشوق تظهر على الجميع ..وكأننا ذاهبون الى يوم الحشر ..
إتجهت الباصات الى عرفات الله ..الجميع الجميـــــع من كل حدب وصوب وكأن القوة المغناطيسة الإيمانية تجذب قلوب المؤمنين قوة كبيرة تلك التي تستطيع ان تجذب من أضيق مكان حتى من الفج العميق !..
أحسست أن الكرة الأرضية تميل جهة عرفات ..
وصلنا المخيم ..وصلينا الظهروالعصر قصراً وجمعاتقديم بأذان وإقامتين ..ومن ثم إستمعنا الى خطبة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من مسجد نمرة ..كانت هناك مكبرات في كل مكان تنقل لنا الخطبة مباشرة ..
صوت الشيخ ..وبحته ..إنفعاله ..حكمته كلها تعودت عليها منذ صغري ..تعودنا على صوت الشيخ ..ربطناه بالحج بمسجد نمرة بعرفات..
لله درك أيها الشيخ الواعظ إن فضل الله عليك عظيما وإحسانه عميما فالمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يستمعون اليك فضل وأي فضل بيض الله وجهك و زادك الله من فضله ورفع قدرك ويسر أمرك وأطال عمرك وجعل صوتك يصدح في أرجاء عرفات كل سنة أزمنة مديدة ..
.
.
أنتهت الخطبة ..رأيت صديقاتي بنات الخرج ..ومعظم نســاء الحملة ..كنت أبحث عن لطيفة لإنها خير صاحب في هذا اليوم لكني لم أجدها ذهبت الى مكان (البوفية ) مع علمي أنها لاتحب الأكل كثيراً لكني قلت في نفسي ربما أجدها !
الأكيد أنها أخذت لنفسها مكان منزو بعيد عن الناس ..إنها لاتريد أن تضيع جزء من الثانية ..كما قالت ..
كنت أحدق ..وأحدق لم أرى سوى أيدي ترتفع في السمـــاء ...عبرات تسكب ..أعين باكيـــة ..وأخرى شاكرة ..كلهم خوف ورجــا حب وحيـــاء
.
.
الدنيـــــا ومالدنيا لا تساوي شيئاً ..فاليوم يوم الآخرة ..!
الوقوف هنا بالدعـاء ليس كأي مكان ..الخشوع هنا بلغ أعلى درجاته .. حتى الإيمان تشم رائحته ..تشعر كأنك بين يدي رحمة الله ..أنشغلت بالدعاء مثلهم .. أنخرطت بالبوح ..بالطلب ..تذكرت والدي ووالدتي ..وزوجي .وأبنائي وكل من له حق علي..وكل من طلب مني وحملني أمانة الدعاء ..حتى عيناي لم تعد تحدق في أحد أعمتها الدموع التي ينزلها الله في قلوب المؤمنين ..لتغسل قلوبهم ..
قدمت إعتذار ..فنحن جميعاً مدينون بإعتذار ..إبداء ..الندم ..والتوبة الصادقة ..الجميع مستعد منذو سنوات وأنا أنتظر هذا الموقف ..نفسي التي كانت تلح علي أن أحضر هنا ماعدت أعرفها ! أصبحت عميقة جداً وبعيدة عني الآن ..كانت تركض أمامي وشريط ذكرياتي وحياتي ومستقلبي كله يعرض علي كل المشاكل والمصائب التي مرت علي وجدت حلول كثيرة لها إنها الآن بين يدي الله أما أنا فأصبحت مشلولة عاجزة إلا عن الدعاء كل الأبواب مفتوحة أمامي فجأة ..كل الممرات ..كل شيء مسخر .. ياه إنه سحر لا بل حقيقة ..
.
.
فالله عزوجل بعظمته وكبرياءه يهبط الى السماء الدنيا ليرى ضيوفه وينظر اليهم بحب ورحمة ويقول لهم ((..لوكانت ذنوبكم كعدد الرمل أوكقطر المطر أوكزبد البحرلغفرتها ..أفيضواعبــــــــــادي مغفورالكم ولمن شفعتم له ...))
.
.
أما الشيطان فهاهو مهزوم فاشل..مدحور وكأنه يقدم إستقالته ويعلن إعتزالة !
ألم أخبركم أنه موقف عظيم ..
لن تستشعروا ما أقول لكم إلا في حالة وحده إذا كنتم قد جربتم هذا الموقف ..
يكفي أن أرواحنافي هذا المواقف يباهي الله بهاملائكته ..
الناس كحبات العقد المنظوم ..يجلسون بنظام ..ومع غروب الشمس إنفرط هذا العقد ..
دفع الجميع الى مزدلفة إنها المشعر الحرام ..
رأيت منظر الحجاج وهم يلبسون الأحرام الأبيض الناصع وكأنهم حبات البرد تساقطت من السماء ...أو كحبات اللؤلؤ كبيرة وصغيرة وثريات الكريستال اللامع ..قبل يوم عرفة لم أكن أرى هذا المعان ؟؟ أترى يوم عرفه جلاهم وصقلهم ...ربما ..
.
.
الآن نفرة الحجيج أفضنا من عرفة الى مزدلفة وبتنا في مزدلفة ...
.
.
يوم ليس كأي يوم ..مع كل هذا التعب والإجهاد نشعر بلذة ..براحة فالروح إذا أخذت دوائها أرتاح الجسد ولو كان منهك ..!
.
.
.


والى أن رجعنا الى الحملة لم أشاهـــــــد لطيفه ؟
.
.
.
ترى أين ذهبت ؟
.
.
.
.
.
.
ألم يشاهدها أحد منكم أيها الربع ؟؟
-------------------------------------------
.
.
.
.


((ليس شيء أكرم على الله عزوجل من الدعــــاء))
.
.
((الغازي في سبيل الله ..والحاج والمعتمر ..وفد الله ,دعاهم فأجابوه,وسألوه فأعطاهم ))
.
.
أبو القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
http://www.alnawader.net/athan/talbeyah.ram[/align]


اخر تعديل كان بواسطة » سمـا خير في يوم » 26-07-2009 عند الساعة » 08:21.
سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 07:57   #6
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

.
.
.
***((الفصل الرابع ))***
.
.
.
.
..هــــاقد أشرقت شمس العيـــــــــــــــــد..
الذي أعرف أن في يوم عيد الأضحى المبارك نذبح الأضاحي بعد صلاة الحج ونلبس ونعايد الأهل ..
والذي أعرف أيضاً أن يوم التاسع نكون صياماً فنستشعر عيد الفطر في عيد الأضحى ..
لكن في الحج رأيت الوجه الآخر عرفت مالم أعرفه عن تلك الأيام ..فالحاج يعيش أشياء أخرى أحداث كثيرة آوامر ربانية لا يعلم أحياناً حتى الحكمة من مشروعيتها ربما تكون أحاجي ..وهذا هو الأسلام هو الأستسلام ..فنحن مستسلمين منقادين ذليلين ضعفاء ونطبق أحكام آلهية لانعلم ماتخفي لنا من قرة أعين ..
لكننا في كل مرة نستشعر بإن هناك أرطال زالت عن الأنفس ..
الحقيقة أن يوم عرفة هو يوم (الذروة) كما سميته ..مثل قمة جبل إيفرست أعلى نقطة في العالم ألم يعلمو أن أعلى قمة هي جبل عرفات! لكنها أعلى قمة في يوم مخصوص لإننا بعد غروب شمس هذا اليوم حين نصل الى تلك القمة نرجع مرة أخرى الى السفح ..نسيت أن أخبركم بإنني زرت قمة عرفات ولم أزور قمة جبال إيفرست والإختلاف أنك قمة جبل إيفرست تصل الى مرحلة التجمد وقمة جبل عرفات تشعر بالدفء والراحة والأمان ..
اليوم هو العاشرهــويوم الحج الاكبر ...يوم النحـــر ..صفحة بيضاء بجديدة ..عمر جديد ..هو نفسه عيد الأضحى الذي أعيشة كل سنه لكن بروح إيمانية أكثر أشعر بإني تغيرت حتى شكلي تغير !
لو طلب من الحجاج أن يفتحــوا سيرتهم الذاتية لوجدوها بيضاء نفس بياض صفحة ميلادهم ! ..أشعر بإنني أمسك كتابي باليمين يداي ترتجفان ! أقلب الصفحات أجدها فارغة حتى تلك اللحظة ..لكن اليوم لابد أنها إمتلئت ..!
تسائلت الآن وأنا أكتب تلك الأسطر من أين كانت البداية ...! وماهو الموضوع الأول؟ولماذا؟ ماذا كتب فيها بعد الحج ؟خــــير ؟ شــــــر؟بماذا ستختم ؟
ليتها تختم بحجة ...لكي أرجع لأرى البياض ..
الحج ..كأنه منظف مفرمت ..يعمل كالديليت لكل السيئات ..أعتقد بإن الجميع يحتاجة ..الحمد لله أن شرع لنا الحج وجعله ركن من أركان الإسلام ..
.
.
التقطنا الجمار ..كنت أتسائل أيضاً هل سيكفي هذا الحصى لكل هاؤلاء البشر ؟ لا أدري لماذا أشعر بإنني أمتلك توكيلاً بالنيابة عن كل حاج ..! قاتل الله ((اللقافة ))
.
.
ذهبنا الى جمرة العقبة والحمد لله رجمنا الشيطان مثل مايقال ...!
الكل متحمس ..يرمي ببسالة فهذا هو الشيطان الذي أخرج أبواي من الجنة !
ثأر قديم بيني وبينك تباً لك أيها اللعين ..
اليوم سأصب جامات الغضب عليك سأنال منك !
.
.
إنه حجر .. أراد الله أن يجعل رجمنا معنوياً ..جعل هذا الحجر الأبكم رمز !
ألم أخبركم أن الحج سر من أسرار الله ..
لكن والحق يقال بعد رمي الجمار تذوقنا حلاوة النصر ..المجد ..العظمة ..
.
.
.
.
من ثم قصرنا ..وتحللنا من الإحرام ..رجعنا الى مخيم منى ..دخلت دورة المياة وأنا في قمة التعب ..أخذت (شاور) ورجعت الى منامي ..وهو نفسه مقعدي ومكان تسريحي لشعري وكل شيء ..
وأنا منهمكة في تجفيف شعري أسمع إحداهن تقول لي (كـــــل عام وإنتِ بخير ) ...(تقبل الله )
.
.
رفعت رأسي وكان شعري مبتل كأنه غيمة ممطرة !
فإذا بها (لطيفة ) يووووووه ..
.
.
لاإرادياً وضعت الفرشاة أرضاً وجلست أحدثها ..بادرتها أولاً أين كنتِ البارحة ؟
.
.
فقالت : كنت في عرفة ..
فقلت لها : لا ياشيخـــــــــــه !
.
.
فقالت :والله ..وأخذنا نحكي عن يوم عرفه وعن الجمار وحجمها أخبرتني لطيفة أن الحملة تضع حاوية كبيرة تحوي أكياس صغيرة جداً يوجد بداخلها جمار فلا حاجة لجمع الحصيات فهي متوفرة ..
.
.
تكلمنا عن جمرة العقبة ..وعن الدعاء بعدها ..كنت أقص لها الشكل الهندسي الرائع الذي سهل عملية الرمي فالحجاج لايعودون من نفس الطريق بل كل من يرمي يذهب الى مكان آخر فلا زحمة ولا فوضى مثل السابق ..
قاطعتني لطيفة وقالت لي : أم محمد سبحان الله شعرك لونه أشقر !
.
.
قلت لها : إيه فينا عرق ..! لطيفة من صدقك !
.
.
قالت : ليش ؟ خايفة من العين !
.
.
قلت لها : لأ هذي صبغة ! معقولة يكون لون شعري كذا !!!
.
.
قالت : صبغة مثل الحنه يعني ...تحطينها لنفسك !
.
.
قلت لها : لطيفة هذي صبغة سويتها في مشغل ..
.
.
قالت : مشغل أعوذ بالله أعوذ بالله..لا لا مستحيل أنا أروح مشاغل !
.
.
قلت لها : ليش ؟ لماذا ؟ وراه ؟
.
.
قالت : أتقِ الله المشاغل فيهــا وفيها ... يكفي إنهم ممكن يصورونك ..أصلاً زوجي مستحيل يسمح لي أدخل أماكن مشبوهة ..!
.
.
قلت لها : عموماً هذي قناعات ..ومباديء وأفكار ..أنا أستغرب من وجهة نطرك تماماً لإننا ياعزيزتي في القرن الواحد والعشرين ..لم تعد تقنعنا هذه الأفكار !
.
.
قالت : نفسي أصبغ مثل هذا اللون ..!تصدقين شفت بنات وحريم كثير شعورهم ألوانها غريبة أشقر وأحمر وحتى بنفسجي وكنت أحسب شعورهم كذا خلقتها ..!
.
.
قلت لها : ؟ ياعمري العالم تغير ..وما ألوم الحريم ..لإن رجالهم الآن أصبحو يشاهدون الدشوش ..والغواني ..
قاطعتني : لايكون عندكم دش ؟؟؟؟
.
.
قلت لها : لطيفة شعري جف وأنا كنت مخططة أروح أستشورة وأرجع !
.
.
قالت : يوووووة جايبة معك إستشوار ...ترى حنا في حج !
.
.
رفعت خصلات شعري وذهبت للممر الذي فيه ( أفياش ) كهرب ..وهناك تجمع البنات الذين يجففون شعورهم ..
.
.
رجعت ووجدت لطيفة تفكر لم يعجبها الوضع لكنني كنت متأكدة أنها سترى الأسوء ! ...قلت لها يالله نتعشى ؟
.
.
قالت : لأ أبروح دورة المياة بتوضأ أول ..قلت يالله مشينا ..
.
.
عندما دخلنا دورة المياة وجدنا إمرأتان معاهم حقيبة صغيرة فتحوها أمامنا فإذا بها منظفات ..ومراهم ...أقطان صغيرة ..
.
.
عرفنا من حوارهم أنهم يستخدمون كريمات من عيادات تجميلية ...!
.
.
خرجنا ولطيفة تتسائل : كيف لهم أن يحضورأدواتهم التجميلية حتى للحج ؟؟!!
.
.
قلت لها : لطوف ...الزمن تغير ..كل شيء تغير إنفتاح كبير تم في السنوات الأخيرة ..أنتِ لا تخرجين لذلك لا تستطيعين أن تحكمي ..!
.
.
وصلنا لمكان البوفية أكثر البنات (الصغار) يرتدين البنطال ..والكبار يلبسون الجلابية ..
علقت أيضاً لطيفة على لبس البنطال وقالت :حرام والله ..
فقلت لها : البلوزة طويلة جداً
.
.
فقالت : بعد تبينهم يقصرونها !
.
.
فقلت لها : لأ لأ لم أقل كذلك...لطيفة يالله نرجع نكمل كلامنا في مجلسنا ..
فأنتِ قطعتِ لي بوعد أن تكملي قصتك ..هيـــــــــا لنذهب ..
.
.
.
ذهبنا وأنا ألمح في عينا لطيفة ألف تساؤل ..لم أعد أستغرب تساؤلاتها فهي لم ترى الإختلاف والتغير الكبير الذي حصل في المجتمع ...! أشعر بإن لطيفة تعيش زمان مضى وذهب وولى ولن يعود إنه الزمن الجميل مثل مايقولون يوم كانوا الناس على نياتهم ..
.
.
.
يتبع

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 07:59   #7
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
.
*** الفصل الخامس***
.
.
.
رجعنا الى أيام الدرعية القديمــة ...ورجع شريط الذاكرة الى الوراء ..
.
.
تقول لطيفة : أخي الكبير كان يقوم بكل شيء ..لكنه لا يتكلم كثيراً ينفذ آوامر والدي ..وكان مؤدب بشكل لاتتصورينه ..وحتى أخي الثاني ..
.
.
كنت أعامل أخواني ووالدي برسمية مثل ما أخبرتك سابقاً ...وهم كذلك ..!
.
.
لكن عوضت هذا بعلاقتي بوالدتي كنت أنظف وأطبخ وأشعر بالسعادة عندما أخدم أمي ..مع أنني كنت في سن صغيرة جداً ..علمتني أمي كل شيء كانت تفرش السجادة وتقول : يالله يمة تعالي بنصلي وأوقف أصلي مع أمي وأشم في جلال الصلاة ريحة حنتها ريحة ديرمتها ..حتى عطرها المميز ..
كتلة من الطيبة المتحركة ..
سألتها : هل تحقق دعاء والدتكِ؟
.
.
فقالت : أي دعاء أها ..تقصدين الأربع أولاد ؟
.
.
قلت لها : نعم ..
.
.
قالت : نعم الحمد لله أنجبت أمي من بعدي ولدين فارق السن بيني وبينهم كبير نسبياً ..أصغر أخواني الآن عمرة خمس وعشرين سنه بيني وبينه عشر سنوات ..
.
.
الكبار تزوجوا ...وأبتعدوا ..وأمي إنشغلت بتربية الصغار ..أخبرتك فارق سني كبير بين الكبار والصغار ..
.
.
أما أنا فتقدم لخطبتي شاب من قبيلة ليست من الدرعية أصلاً لكنه كان ملتزم ومحافظ على دينه ..تربى يتيماً فوالداه توفيا في حادث أليم وتولت أخته تربيته ..
.
.
في البداية والدي رفض وأخواني كذلك كونه ليس منهم ..لكن أمي أصرت وهذه أول مره ـ تمشي أمي كلامها ـ هذا لإنها تعرف أخته جيداً ..قالت أمي حتى لو لم يكن يمتلك الكثير من المال !
فالرجال هم من يصنع المال ..ولا يصنع المال الرجال ..!
.
.
تزوجت هذا الرجل وسكنت في شقة صغيرة فزوجي - على قد حالة - لكنه غمرني بطيبته كان مسالم جداً ...أنجبت منه ولدين وبنت ..وكان أب حنون ولايزال ..نظرت الي وقالت : يمكن لإنه تربى يتيم ؟
.
.
فقلت لها غريبة مع أنهم يقولون فاقد الشي لايعطية !!
.
.
وهو فقد الحنان ..أقصد حنان الأم والأب كذلك !
.
.
فقالت : بل فاقد الشيء يعطية ..ويعطية ..لإنه فقده ولايريد أولاده يفقدوه ..!
.
.
.
عشت مع هذا الرجل أجمل أيام عمري ...أحسست بإني أسعد إمرأة في العالم ..في ذاك البيت الصغيرليس الموهم أن تعيشي في بيت كبير مزخرف حتى تشعري بالسعادة !
قاطعتها قائلة : عزيزتي لطوف الطيبون للطيبات ..
.
.
.
تقول لطيفة : لم أكن أخرج من البيت إلا لزيارة والدتي مرة في الشهر !
.
.
لإني سكنت في غرب الرياض وبيتي أصبح بعيداً عن الدرعية ..لذلك قلما أزور والدتي .
.
.
.
.
لكن والدتي تعبت ..وأصابها مرض عضال ..
.
.
جننت عندما علمت بمرض أمي لعلمي أن أمي لا أحد لا سوى رب العالمين..
فإخواني تزوجوا جميعاً وتركوها جميعاً ..الأول تزوج بنت العم والثاني تزوج (سورية ) والثالث تزوج (مغربية ) والأخير تزوج بنت بعيدة أصلاً عن عائلتنا وفي كل مرة أخواني يختارون زوجاتهم ..
.
.
ظلت أمي على فراش المرض شهور ..وعندما تدهورت حالتها إستأذنت زوجي وأذن لي أن أجلس عند أمي قبلت رأسه لإنه أذن لي ..
.
.
كانت أمي مثل الطير الجريح أو الطفل الصغير لا تستطيع عمل أي شيء عاجزة تماماً هجم عليها المرض وأنشب أظفارة ..غير أنها لازالت تمتلك أعذب لسان على وجه الأرض ..!
.
.
لازالت هذه الروح تدعي ..وتشعر وتحس ..مؤمنة بقضاء الله راضية مطمئنة لقد تعلمت منها الصبر ..
.
.
وهذا ماكان يعذبني ..أمي لا تريد أن تشعر أنها عبأ علي ؟ لا تريد أن تحمل أحد همها اييييه يالنفس الأبية ..حتى آخر لحظة في حياتها لا تستسلم أمي عن عزة نفسها ..
.
.
والدي ذهب وتزوج هو الآخر وأنا بقيت عند أقدام أمي أغسلها ..وأطبخ لها ..أعتني بملابسها بدوائها بكل شيء ..فعلاقة الحب التي كانت تربطنا أصبحت اليوم أكبر وأشد وأقوى فالحبيبة مريضة ! المرأة التي ضحت وعاشت وقاتلت من أجلي ومن أجل سعادتي تحتاجني الآن ...!
.
.
ماذا عساني أن أفعل تركت زوجي ..وألاودي أحضرتهم معي ..كانو يأنسون وحدة الوالدة ...
.
.
كنت أضع يدي وأقرأ عليها ..ومن ثم أنفث ..
وأشعر بإن هذا يروق لها ..لذلك أمكث طوال الليل واضعة يدي على جبهتها وأقرأ ..
.
.
في يوم من الأيام قالت لي وأنا واضعة يدي على رأسها: لطيفة يابنيتي الله يسعدتس دنيا وآخره أرجعي مع رجلتس ..
.
.
تقول لطيفة : ليش يمة أفا تعبتِ مني لايكون عيالي صجوك ؟
.
.
قالت : لا لا بس بعد تاركه رجلتس بالحاله ..أخوانك يجون ماهم بيقصرون ..
قلت لها : إلا يمه أخواني مقصرين وينهم لهم أيام والي يجي منهم يقعد دقيقتين يسلم ويشرب فنجان قهوة ويروح !أخواني وجاتهم ....
فقاطعتني قائلة : ما أبي شي من أحد الي بيجي حياه الله والي بيروح الله يحفظه وإنتِ يابنيتي روحي مع رجلتس لاتقعدين ..
.
.
تقول لطيفة قلت لأمي : يمه ما أقول كذا لإني تعبت ولا أتشكى يمة هذولا أولادتس بعد يمه مو إنتِ كنتِ تقعدين تدعين إن ربي يرزقتس أربع أولاد ؟
.
.
قالت : إيه وقرب يتحقق دعائي ؟؟
.
.
قلت لها : شلون يمه ؟
.
.
قالت : يوم إني مرضت وتعبت ما أبي أحد يشيل ويحط من تحتي إلا بنيتي ولا أبي أحد يكشفني ويغسلني إلا بنيتي ..ما أبي حريم أخوانك ..يمه هذولا بنات الناس مهما كان ..!
.
.
قلت لها : والعيال الأربع وش فايدتهم يمه لازم تهاوشينهم ؟
.
.
.
قالت : تمنيتهم أربع عشان إذا مت ماحد يحمل نعشي ويدخلني قبري إلا عيالي الأربع ...عيالي ..
.
.
.
أنفجرت لطيفة في البكاء لم تكن تبكي كانت تنوح ...
تأثرنا جميعاً ساد الصمت في مجلس منى تساقطت دموعنا ولم نستطع حتى أن نخفف عنها لا أنا ولا هيفاء كذلك آآآآآآآآآه تحرك شيء ما في قلوبنا ..ترى ماهو الشيء الذي جعلنا نبكي بحرقة ؟
.
.
.
أهو صدق لطيفة ؟ أم صدق والدتها ..
.
.
في الحقيقة لم أكن أعرف !
.
.
.
سوى أنني في كل مرة أحب هذه المرأة أكثر من قبل
.
.
.

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 08:01   #8
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
.
*** الفصل السادس ***
.
.
.
...ولازالت تظلل سماء مِنى ... أيام التشريق ..
.
.
هناك في ركن بعيد كانت تنام إمرأة أو بالأحرى هي لا تنام !
كنت أراقبها وأسترق النظـــر إليها ..تتقلب طوال الليل يبدو أنها تعاني من مشاكل وإضطرابات في النوم مثل الكثيرين !
الليلة تفاجأت ببكائها كأنها تتألم ...! أخبرت لطيفة وذهبنا لتلك المرأة وسألنها ؟
.
.
عرفنا أنها أم ( مرضع ) تجمع الحليب في صدرها وتكتل وأصبح كالصخور آه أشعر بألم في صدري عندما تحدثت المرأة ..
تقول : كنت أصارع الآلآم وأتصبر وأصبر عليها لكن ..اليوم وأنا أرمي الجمار كان أمامي حاج أفريقي عملاق ومن غير قصد منه ضربني في صدري وصحت من شدة الألم ...
.
.
رجعت هنا ولازال الألم ...!
.
.
ذهبنا الى طبيبة الحملة وجائت على وجه السرعة وقالت : الضغط منخفض !
.
.
بسرعة عزيزتي للعيادة سنقوم بشفط الحليب ..وسنعطيك (حبوب ) تساعد على منع التحجر ..و(حبوب ) أخرى تساعدك على النوم وعلى تخطي مرحلة الألم ..
ثم سألتها الطبيبة : لماذا لم تراجعي طبيبة نساء وولادة قبل أن تأتي للحملة ؟؟؟؟
.
.
فقالت ظننت بإنني سأتحمل تلك الآلآم ...!
.
.
أستغرب من بعض النساء...لماذا تتتحمل الألم طالما يتواجد العلاج البديل ..الا ..ألم ؟
.
.
هناك نساء أيضاً حوامل ؟؟ كيف تستطيع الحامل وهي في مرحلة (ضعف ) و(وهن على وهن ) ..أن تواصل حجها دون متاعب ؟
أوليس الحج جهاد المرأة ؟ هل تستطيع الحامل أن تجاهد ؟؟؟
.
.
لابد من الإهتمام بالحالة الصحية شاهدت الكثير من النساء الواتي يعانين من أرتفاع الضغط أو أرتفاع ضغط الدم وهن يحملن أدويتهن ....وهذا مهم جداً ...
.
.
إذا عرفنا أن الحج مرة واحدة في العمر فلابد أن نخطط له نوفر لأنفسنا وسائل الراحة ..خصوصاً الصحة الجسمية لإن الحج عبادة ( جسمية ) تتطلب قوة ونشاط وصبر ..
.
.
.
بعد مرور ساعات وجدنا المرأة في البوفية أصبحت تأكل وتشرب بعدما توقف الألم ..شكرتنا ..وتحدثنا معها عن ولدها الرضيع ثم ذهبنا الى المصلى ...
.
.
بعد الصلاة قالت لي لطيفة كلام كثير ..كثير بشأن والدتها ...قالت وقالت وقالت ولم أكن أصدق الكثير من كلامها !لإني لم أرى مثل تلك النماذج في حياتي !
أشعر بإن المرأة التي أمامي إنما هي أسطورة !
.
.
تقول لطيفة : والدتي رحمها الله ولدت في الدرعية ..وعاشت ..وتزوجت ..وأنجبت في الدرعية ..ثم بعد ذلك دفنت في الدرعية ..
لم تكن تخرج الى أي مكان ولم تسافر الى أي مدينة أخرى عدا مكة والمدينة فقط !
.
.
توفيت وهي زاهدة في الدنيا ومافيها ..لا تطلب ولا ترجوا إلا ماعند الله ..
.
.
.
حدثتني كثيراً عن والدتها ...وعندما ذهبت للنوم أخذت أفكر في لطيفة ووالدتها وأقول في نفسي :
.
.
في مجتمعنا شخصيات تستحق أن نكتب عنها أن نسلط الضوء عليها ولو من بعيد من قال أن الزهد والبكاء و(الحب الآلهي ) حكراً على بشر الحافي ورابعة العدوية ! فعندنا شخصيات والله ثم والله فيها الخير الكثير الكثير
هناك نساء في مجتمعنا يضرب بهن المثل في الدين والورع لكن هيهات هيهات أن يعرف عنهن شيئاً فهن يولدن ويعشن ويمتن ولايعرف عنهن شيئاً موصد قبلهن ألف باب وباب ..
مثل شخصية والدة لطيفة شخصية منقطعة عن الدنيا مقبلة على الآخرة ترى أن الدنيا ممر أو شجرة تستظل تحت ظلها فقط ..
.
.
لطيفة أيضاً مثل آخر فتلك الفتاة من تلك المرأة يكفي تشابه الجينات الوراثية والتربية أيضاً ..!
.
.
.
.
فكرت أيضاً في حياتها مع زوجها ..لم أحدثكم عنها ولكن حتماً سأخبركم بها لإنها قصة عجيبة وغريبة أخرى من قصص لطيفة
.
.
.

وكانت مفاجآت أخرى لم تكن بالحسبان ..أي زوجة مثلك يالطيفة ..
.
.
لله درك ..
.
.
يتبع

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 08:03   #9
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
***الفصل السابع ***
.
.
.
~~~حمـــــــــــام الحرم ~~~~
.
.
أتجهنا الى الحرم لنطوف طواف الحج أو هو طواف الإفاضة ..في الحج الحرم يختلف !
.
.
حمام الحرم يتوسع.. ويوسع للحجاج المكان فلا تكاد ترآه ..كأنه يقول : تفضلوا البيت بيتكم مطهر للطائفين ..!
.
.
ولنا مع الحمام قصص ...فنوح عليه السلام بعد الطوفان والأمواج العالية أرسل بحمامة لترى هل جف الماء فجآت الحمامة البيضاء وهي تحمل غصن الزيتون أي أن هناك عند جبل الجودي حيث الحياة ..
.
.
فالحمام يرمز للحياة .. ..
.
.
وماحمام الغار الذي ربض في عشه لحماية الحبيب إلا رمز ..للأمان ..
.
.
حمام الحرم يوحي لي بنفس بالحياة ...الحب ..المعايشة ...والأمان وكيف لايكون الحرم مليء بالحمام ومن دخلة كان آمنـــــــا؟
.
.
عندما تدخل الحرم وتنظر للبيت مفصلاً ليس جملة ..تنظرللحجر الأسود وتتخيل قصته والركن ..والملتزم ..زمزم ...تعيش ومشاعرك في المشاعر..
.
.
تتخيل ذكريات وتاريخ أمة بل هي خير أمة أخرجت للناس ..
.
.
طفنا في الأعلى وكأننا في مسار كوكب زحل لا أحد يحيد أو يميل الكل يسير في دوائر العرض والكل يدعو الله أن يتقبل كيف لأ وأبونا إبراهيم بعدما وضع القواعد قال: ربنا تقبل منا ..إنه يخشى من عدم القبول فكيف بنا نحن ؟؟
.
.
الحرم يتسع للملايين إنه الإعجاز ! من يرتبهم من يحفظهم من يجعلهم كالجسد الواحد ؟ إنه المضيف لهم رب البيت العتيق ..
.
.
.
.
رجعنا الى الحملة ...وجدت لطيفة قد إنتهت من الطواف ..كانت تجلس مع البنات وتستمع وتصب القهوة ..
.
.
عندما أتيت للمجلس جلست على فراشي ووضعت يدي على رأسي وأنا مجهدة ...قالت لي هيفاء : تقبل الله منك ياحجه ..
فقلت : منا ومنكم منا ومنكم ..
.
.
فقالت لطيفةوكانت تحدث الجميع : عندما حجزنا في هذه الحملة دعا زوجي لي ثلاث دعوات :
.
.
الأولى : أن يتقبل الله حجنا ..
.
.
والثانية : أن ييسره لنا ..
.
.
والثالثة : أن يسخر الله لي إمرأة صالحة تصحبني في هذه الرحلة ..
.
.
تصدقون زوجي كان يحسب حساب إختلاطي في النساء ! يخاف علي !
.
.
فقلت لها وأنا لازلت متكأة : لا ألومة فأنت إمرأة مختلفة ..
.
.
أعجبتني دعوات زوجتك ..وأتوقع أنها دعوات مستجابة فيما عدا الثالثة !
.
.
ضحكت لطيفة وقالت : عندما أنهيت طواف الحج قبلت رأس زوجي لإنه حججني ...
.
.
فقلت لها : معي حق إذن عندما قلت لكِ لا ألومه ..!
.
.
فقالت لطيفة : عندما توفي والدي ورثت مال وعقار ..ووكلت زوجي عليه..وبعد فترة طلبت من زوجي أن يشتري بالمال بيت كبير فنحن نسكن في شقة بالإيجار صغيرة جداً ..
.
.
رفض زوجي وقال : سأشتري البيت بمالي فأخبرته أن مالي وماله واحد وحلفت أن يأخذ كل المال ويضعه بإسمه ويشتري البيت بإسمه وبطلب مني ..
.
.
وبعد جهد جهيد وافق زوجي ..وأشترى البيت والحمد لله إنتقلنا الى بيت كبير وكأنه قصر ..لم أكن أعرف ماذا فعل زوجي بالمال الباقي لم أكن أعرف إن كان هناك باقِ أصلاً
.
.
عندما حجز زوجي في الحملة ذهبنا الى المحكمة ولم أكن أعرف السبب !
.
.
لقد وثق زوجي كل شيء ..وكتب البيت بإسمي وأعلمني ماذا فعل بالباقي وحتى العقار بنى الأرض وأجر..وأنا لا أعلم ولم أكن أريد أن أعرف ..عندما وكلته على كل شيء كنت أعرف أين وضعت مالي ...
.
.
قال لي زوجي : نحن ذاهبون للحج ..سفر ومفارقة ..ولاندري ماذا سيحصل لنا ؟ لذلك وثقت كل شي حلالك وحقك مكتوب كله بإسمك ووالله مآأخذت ولا ريال إلا بعلمك ..!
.
.
.
قلت لها : سبحان الله زوجك مثلك ..!
.
.
.
تقول لطيفة : كنت رافضة تماماً ..أريد كل شيء بإسمة لكنه أبى ..
.
.
.
.
.
فقلت لها : لكن الله لا يستحي من الحق ..!
.
.
قالت : نعم نعم ..هو قال لي ذلك ..
.......
ونحن نتحدث جائت إمرأة تخبرنا أنهم يقيمون محاضرة في مجلس رقم 15 ..فذهب معظم البنات وبقيت أنا ولطيفة ..
.
.
أكملت لطيفة وكانت تتحدث عن أولادها تقول لطيفة : عندما خرجنا نريد الحج الأولاد متماسكين أما أثير فبكت ـ لين قالت بــــــــــــــــــس ـ
.
.
سألتها لطيفة : أمانه بالإمانه : هل تريدين أثير تصبح مثلك ؟
.
.
فقالت : كيف يعني ....؟ أكيد أتمنى تصبح مثلي !
.
.
فقلت لها : تزعلين مني لو أتكلم معك بصراحة !!
.
.
قالت : لا لا خوذي راحتك !!
قلت لها : تريدين أن تصبح أثير لاتخرج لأي مكان ولا تعرف أي شيء يدور حولها في العالم الخارجي !مثلك تماماً ..حسناً لكنها خلقت في زمان غير زمانك !
.
.
فقالت : أنا أعرف مايدور حولي أتابع التلفاز ..وأقرأ الصحف ..
.
.
قلت لها :عزيزتي قرأت كثيراً في علم النفس وعلم الإجتماع وأصبح لدي مقدرة في تحليل تصرفات الناس وإستشفاف ماخلفها..وأرى أنك لاتزالين حبيسة البيت أنت في خندق! لا تعرفين الكثير عن المجتمع !بالرغم من أنك تتمتعين بشخصية جميلة وعفوية وصادقة غير أنك لطيفه ...أممممممممم ألا ترين بإنك غير إجتماعية؟؟؟
.
.
نظرت لطيفة بإستغراب وعلى وجهها أكبر علامة إستفهام رأيتها في حياتي !!.
.
.
ومن ثم سألتها : دعيني أشرح لك ..أخوانك لماذا تزوجوا من جنسيات مختلفة ؟؟
.
.
فقالت : لا أعلم ..هم يريدون ذلك ..وهذا نصيبهم !
.
.
.
فقلت لها : صحيح نصيبهم لكنه أيضاً من صنع أيديهم ..لطيفة هم تزوجوا خارج العائلة لإنهم يريدون إمرأة مختلفة ..ربما قوية ..ربما متعلمة مثل زوجة أخيك الدكتورة في الجامعة ..يريدون زوجات متكلمات ..
.
.
.
لطيفة بإختصار!! أنت تحتاجين لإصدقاء !تبقين كثيراً لوحدك عائلتكم ليس بها شبكة أصدقاء أوشلة بنات ! أنتِ لاتذهبين للزيارت العائلية ...للأفراح وهذه التجمعات وجدت أصلاً للتعارف وتبادل الخبرات والمعلومات !
أنت لا تشاركين في نشاطات إجتماعية ..سواء في عمل أو مدرسة ...
تجلسين في بيتك طوال الوقت يفوتك مواسم التعارف ويفوتك الكثير !
.
.
ردت علي لطيفة بكل ثقه : يفوتني عـــــادي بكيفي وبإختياري .أنا لا أريد تلك الحياة التي تتحدثين عنها أريد أن أبقى فاشلة أجتماعياً..أريد بيتي وأولادي وزوجي فقط ..
.
.
ولأول مرة أرى لطيفة وهي منزعجة !
.
.
.
.
.
.
سبحان الله أنا لا أستطيع أن أقنعها وهي لن تقنعني ..
.
.
.
أستمر الحوار ولكن ..دون جدوى !
.
.
.
.
يتبع

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 08:04   #10
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
***الفصــــــــل الثامن***
.
.
((قهـــــوة الحـــــج ))
ربما يحتاج البعض للقهوة كي تشعرهم بالنشاط أو زيادة التيقظ ..وقد يشربها بعض الحجاج كي يواصلوا ويقوموا بإداء مراسم الحج بقوة وكفاءة ..
.
.

.
.
.
سولي الكيف وارهولي من الدله000البن الاشقر يداوي الراس فنجاله

كيف الينا نحرقه بناار ونزله0000ولي انقطع لو وراى صنعاء عنيناله


مجلسنا في قلب منى ..بالقرب من ممر الكبش ..رائحة القهوة تملء المكان ..
وكعادة النســـــــاء يطلبن القهوة كثيراً لدرجة أن الحملة كانت تضع سخانات خاصة للقهوة التركية والشاي ..وتوفر أيضاً (ترامس ) القهوة السعودية في غرفة خاصة لايوجد بها سوى التمر والقهوة ومن أرادت أن تشرب قهوة تذهب وتحضرها بنفسها ..
في مجلسنا إختلف الأمر فقد إعتدنا أن تقوم (لطيفة ) بصب القهوة نساعدها جميعاً في ذلك بالرغم أن هذا ليس بمطلوب منها أساساً ..!
.
.
كنت أرى لطيفة في هذا اليوم مجهده تماماً ..ربما تكون تأثرت بكلامي !لالا اليوم هي ليست على مايرام أصيبت بتلبك ..أو تسمم !
كانت ( أم سعيد ) تحضر معها خلطة شعبية طغت عليها رائحة الزنجبيل الحار النفاث وطلبت مني أن أحضر كأس به ماء مغلي فقط وضعت ملقعة كبيرة من هذه الخلطة ووضعت ملعقة عسل بعد ذلك شربتها لطيفة وكأنها أصبحت أفضل ..
.
.
.
ذهبت وأحضرت (ترمس القهوة ) وبضع فناجين ..جلست بجانب أم (سعيد)ولطيفة

كانت معنا في نفس المجلس معلمة كبيرة في السن كنت أحسبها أحيلت للتقاعد ! كانت غاضبة ناقمة شاكية ..لم يعجبني سلوكها أبداً ...لا أعلم لماذا يصبحن المعلمات في سن معين بهذه السلوكيات ؟ هل التعليم أخذ من أعصابهن ومن أعمارهن ومن عقولهن الكثير !

لم أتعرض لها لإني كنت أسمعها تسخر من الأخريات ...ومن أسوء ماعملت أنها أحضرت ورقة وقلم وقالت : كل واحدة منكن تكتب مساويء الحملة وتنتقد وتشتكي وسأوصل هذة الورقة الى أكبر مسئول ..!
عندما وصلت الورقة إلي رفضت أن أكتب أي شي ...!
وقلت لها : نحن لازلنا في أيام الحج ..! وأنا بصراحة لم أرى منهم إلا كل خير ..سأكتب إيجابياتهم ..
قاطعتني قائلة : لا ..نحن دفعنا مبلغ وقدره ..ولم نجد الخدمة التي كنا نطلبها !
فقلت لها : نحن في حج ولسنا في نزهة عزيزتي لارفث ولافسوق ولاجدال في الحج ...تريدين خدمة عشر نجوم ! عجباً كل شيء موجود !وكل شيء نظيف ...!
كنت أكلمها وأنا غاضبة من تصرفها مع ذلك كنت أشرب القهوة كأن كل شي عادي !!..!
ردت علي وقالت : ماشاء الله لاتريدين أن تكتبي ولا (تصبون لنا قهوة بعد !!!!)
.
.
فقلت لها : القهوة موجوده أمامك ..إذا أردتِ حياك الله أجلسي بجانبنا وإبشري
.
.
قالت : !..تعودنا تصب لنا لطيفة ..بسرعة أبي قهوة ـ بإسلوب أمر لم أستسيغة أبداً خلت بإننا أصغر طالباتها أو ربما ( الفراشات )!!
.
.
جلست مكاني لم أتحرك أما لطيفة فقامت بخطى متثاقلة تريد أن تصب قهوة لتلك المعلمة ...!
فقلت بصوت عالِ : لطيفة متعبة جداً اليوم ...لا تستطيع فعل شيء !لن أخفيكم بإني كنت خائفة أن تقوم لطيفة ! وكنت أدعي أن تجلس لطيفة ولا تتحرك !
نظرت لطيفة الي وكلها ألم وطيبة تلك الطيفة ..فأشرت إليها بلااااااااا وكأني عيني تقول لها أرجوك بس هذه المره ..
.
.
ثم نظرت للجميع وقلت : القهوة موجودة في كل مكان ...وأعتقد النظام في الحملة -"Help Yourself"-
.
.
كل وحدة تخدم نفسها ..ولو سمحتوا لاحد يحرج لطيفة ويتعبها ويحملها فوق طاقتها ...جزاها الله خير كل الأيام الي راحت كانت ماتقصر ..
.
.
.
ومن ثم أخذت الترمس كله ...ووضعته عند (المعلمة) وذهبت ..!
.
.
.
بهت الجميع لهذا التصرف ..! وراحوا يتأملون وجوه بعضهم البعض أعتقد بإن الكل أحس بالخجل فمن غير المعقول أن يحملوا هذه الإنسانة فوق طاقتها ..!!
عم الصمت أرجاء المكان ..أما أنا فذهبت الى صالة (المسابقات) وكنت أشارك في حل بعض الأسئلة الثقافية ..
.
.
ومن ثم حضرت لطيفة وكانت تضع غطاء على رأسها وتتلحف بلحافها ..جلست بجانبي في حين إنتهت المسابقات وكانت الداعية تتكلم عن البنات وتربيتهن ..تكلمت عن أموركثيرة تحدث في المدارس ..
.
.
من بين تلك الأمور تكلمت عن ( الشذوذ) وقالت بإن هناك فئة قليلة ولله الحمد من البنات يعانين ..وقالت بإن الظاهرة ستأخذ بالإنتشار إذا لم ننتبه لبناتنا ..وكذلك الأولاد..
ومن ثم نصحتنا الداعية أن نعلم بناتنا ..نربيهن ..نوعيهن ...
قاطعتها لطيفة وهي تقول : إسسسستغفر الله العظيم - بصوت عال !
أم محمد تسمعين وش تقول ؟؟ مابقى إلا أعلم بنتي قلة الحيا !
.
.
.
نظرت إليها وقلت لها : مارأيك أن نذهب (لمجلسنا )
.
.
وبالفعل ذهبنا تحدثنا عن هذا الموضوع كثيراً وبعد جدال ..
قالت لطيفة : ياربي وش هالبلاوي ؟.؟؟ وش صاير في الناس ؟؟ لا يكون من الأكل ؟؟
.
.
قلت لها : لطوف ضروري تعلمين بنتك ..
.
.
قالت : أموت ولا أفتح معها موضوع مثل هذا واخزياه كيف بس كيييييييييف ؟؟ ...
.
.
قلت لها : هذا مرض ...وإذا لم تعرف بنتك هذه الأشياء منكِ فستعرفها من شخص آخر وربما يحرف لها المعاني أيضاً ! وستجديها في يوم من الأيام ( بوية ) مثل مايقولون !
.
.
قالت فزعة : بسم الله عليها الله لا يقوله الله لا يقوله ..وكأنها تقول بالطريقة المصرية الشربرا وبعيييييييييييييد ..
قلت لها :لطوف إسمعي زماننا هذا زمن يجب فيه أن (توعي ) إبنك وبنتك تعلميهم كل شيء ..
فقالت : بس هذا شررار ونار !
.
.
فقلت لها : إيه شر لكن عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ..ومن لا يعلم ..ربما يقع فيه ..
.
.
.
.
كانت لطيفة في إستغراب تام ..بل في ذهول تام ....تفكر كيف ستخبر أبنائها ..!
بل أنا من يفكر ؟؟هل تستطيع لطيفة أن تتكلم في أمور كتلك ؟؟
.
.
تركتها وجلست أقرأ سورة الكهف لإن اليوم هو الجمعة ....ولا شعورياً أستسلمت لنومة (عظيمة )وعندما خيم الليل كنت أحس بيد لطيفة توقظني كانت تقول : أم محمد يالله الصلاة الصلاة ترى هذي آخر ليلة ختامها مسك إن شاء الله...
.
.
هي قالت ختامها مسك وكأنها غرست سهم بقلبي !..قمت وأنا يغالبني النعاس :حاضر ..أعتدلت في جلستي ..
.
.
نظرت في لطيفة وقلت لها : آسفة على فضاضتي بالإمس معكِ ..اليوم رأيتك في المنام كأنكِ زعلانة مني ؟؟
.
.
فقالت : لالا مازعلت أبد ربما تكون تلك المعلمة ..هي التي زعلت !
أم محمد ليش ماخليتني أصب لها قهوة ؟ كنت بقوم بس يوم شفت الموضوع فيه شد شوي جلست ..ولو إنك ماقمتي أعطيتيها الترمس كان قمت ...
.
.
قلت للطيفة : أنا لم (أغلط ) ولم أخطيء ...
للأسف البعض يتصور أن الناس خدم ..بعض الناس (ماينعطون وجه ) ..!
.
.
أسلوب (المعلمة) كان أسلوب غير حضاري البته ...!ربما لو أنها كانت أكثر لباقة وأدب لكنت أنا من أسقيتها القهوة بيدي ..بعدين إنتِ لطيفة مريضة ..
قالت لطيفة : نعم لكن الإجـــــــر من عند الله وأنا أحتسبها سقاية حاج ...
.
.
فقلت لها : سقاية حاج ...لكن فيها الكثير من الإهانة ...لطيفة أنتِ طيبة بالمره ..لاتعرفين الناس لا تحتكين بهم ..أنا أقول لا تخطأين في أحد وفي نفس الوقت - عز نفسك يالعزيز تلقاها ...!
.
.
أشعر بإن لطيفة لم تقتنع بكلامي ...نظراتها إلي تتهمني بإني قاسية وظلمت تلك المرأة مع أني والله العلي العظيم لم أخطأ بكلمة عليها ...
ظل تأنيب الضمير يراود لطيفة !
.
.
.
ذهبنا للمصلى ..وبعد الإنتهاء من الصلاة قالت لي لطيفة : تقولين بإن ربي لم يستجيب دعوة زوجي الثالثة ..
.
.
سألتها بكلمة : الثالثة ؟
.
.
قالت : بإن تصحبني إمرأة صالحة ؟...
.
.
تبسمت في وجهها وقلت لها : أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة !
وأكره من تجارته المعاصي ولو أنا سواء في البضاعة !
.
.
.
.
.
.
.
.
ثم أذن الفجر ..وكان اليوم الأخير الذي سنبقى فيه في منى ..
.
.
.
.
.
آخر أذآن نسمعة في منى ..ويارب مايكون الأخير ..
.
.
اللهم إنا نسألك العود ..ثم ..العـــــــــــود ...ثم العـــــــــــــــــــــود

.
.
.

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 08:06   #11
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
.
*** الفصــل التاسع ***
.
.
{‏فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه‏}
.
.
نعم كنا نحن (المتعجلين )...وأختنا لطيفة ممن تأخر ..
.
.
.
فالمتعجــل يبيت ليلتين هما الحادي عشر ..والثاني عشر ..
.
.
والمتأخر يبيت ثلاث ليال ..
.
.
.
في صباح هذا اليوم شعرت بمرارة في لساني كتلك التي ترافق المرضى !
.
.
أشعر بإني قلقة لا أدري لماذا ؟ هل جربتم شعور من سيستلم شهادته ...!
.
.
سبحان الله نفس الشعور !
.
.
كانت لطيفة تحدثني وأنا شاردة الذهن ..أفكر كيف سأترك هذا المكان ..لقد ألفته أحببته عشت فيه أيام بل أجمل أيام في حياتي ..وعاش هو فيني ولازال يعيش حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها القصة !
.
.
كنت أقول في نفسي سأطلب من زوجي أن نمكث هنا أيام أخرى !
.
.
قالت لطيفة وهي تقطع حبل أفكاري : أم محمد أم محمد إنتم اليوم مسافرين ؟؟؟
.
.
لم أتكلم ولم أنطق بحرف حركت رأسي لها فقط بنعم ..
.
.
قالت : يوووه كيف مرت هالأيام بسرعة ! ..
.
.
كنت أتمنى أن تسكت لطيفة وأن لا تتكلم عن ( الوداع ) لإني لا أحبه والمعروف أن الشيء الذي لانحبه لا نتكلم فيه وأحياناً ننكره ولا نعترف به في الحقيقه أنالا أريد أن أبكي !لو الآن !
.
.
كنت أبحث عن نظارتي ..وكالعادة وجدتها لطيفة ..
.
.
قالت لي كلام كثير ..ومن ضمن ماقالت : أم محمد داومي على صلاة الليل ترى أجرها عظيم ..هل تعلمين أن هناك عملين أجرهما على الله ..
فقلت لها : أعرف ..الصوم ..وماذا؟
.
.
فقالت : قيام الليل ..فقلت لها والله ؟
.
.
أخذت تتحدث عن فضل قيام الليل ..ثم سكتت قليلاً وقالت سأخبرك بسر لكن أمانه أمانه لا أريد الأخريات هنا يعرفونه !
.
.
نظرت اليها بإهتمام أكثر وأعطيتها أذني وعيني وكل جوارحي لأعرف هذا السر ؟؟
.
.
فقالت : أنا أصلي الليل مع والدتي ...حتى ..حتى ...حتى
.
.
صرخت فيها : حتى ماذا ..........؟
.
.
فقالت : حتى وأنا في العذر الشرعي !
.
.
سألتها بصوت منخفض هذه المره : كيييييييييييييييف ؟
.
.
.
قالت : في نفس توقيتي ..وهو قبيل الفجر ..أتوضأ وأفرش سجادتي وأجلس مستقبلة القلبة وأدعو الله حتى يأذن الفجر ..
.
.
فقلت لها : والله ؟ لطيفة فيه إمرأة بالعالم كذا ....!! طيب يجوز !!
.
.
قالت لطيفة : ..أنا تعودت كذا ما أقدر ..لازم أدعي ربي لازم يكون هناك إتصال ولو كان عندي عذر !
.
.
.
فقلت لها سبحان الله في كل يوم أكتشف عنك سر جديد !
.
.
قالت لطيفة : صدق .طيب هذه المرة سأخبرك بسر لا أدري هل ستصدقينه أم لأ ..
.
.
.
تعجبت ونظرت إليها نظراتي الإستغرابية المعتاده ....!!!!!
.
.
.
قالت لطيفة : هل تصدقينني إذا قلت لك بإن هناك شخص يوقظني لصلاة اليل ؟؟
.
.
.
.
نعم في توقيتي المعتاد لقيام الليل أحلم بإن هناك شخص يناديني بإسمي فأقوم وأصلي !!!
.
.
هذا الشخص الى يومك هذا لا أعرفه ؟؟ هل هو إنسان ؟ ملاك ؟ جن ؟
.
.
فقلت لها : خيال ..حلم
.
.
فقالت : لا ورب الكعبة الشريفة وأنا في هذا المكان الطاهر لا أكذب وماينبغي لي أجرح حجتي ..!
.
.
.
هذه المرة لم أصدق ولم أسمح لنفسي بالتصديق أصلاً !
.
.
فقلت للطيفة ما رأيك أخبر بنات الخرج وصديقتنا هيفاء ؟؟!!
.
.
لم أكن أختبر صدقها من كذبها ..كنت فقط أريد أختبر عقليتاهم ..!
.
.
فقات لطيفة : أخبريهم ..أمامي ..
.
.
فناديتهم ..وأخبرتهم ..وهم ينظرون ألي وكأن على رؤسهم الطير !
.
.
.
قالت هيفاء : بسم الله الرحمن الرحيم لطيفة .هذي جني تعوذي بالله من إبليس بس لا تخوفيننا ؟
لطيفة ربما تكونين من أولياء الله الصالحين يامولاتنا ؟
.
.
قالت وفاء : طيب لطيفة سؤال ؟ هل هذا الشي مدري الشخص مدري الحلم أو النداء يقومك حتى هنا في منى ؟؟
.
.
قالت لطيفة : أعتقد إني لو كنت في المريخ بيكون ملازم لي ..هو يوقظني في الثلث الأخير من الليل وله زمان....!
.
.
بعد تفكير ونظر في شخصية المرأة ..صدقت !
.
.
العجب أنها كانت في كل ليلة تأتي إلي وتوقظني لصلاة الليل...!
.
.
أتصل زوج لطيفة عليها ..كان جوالها من أقدم الأنواع لا أدري هل هو الرهيب أم العنيد أبو شاشة خضراء على قولة هيفاء !
.
.
سألتها لطيفة مارح تغيرين جوالك ؟
.
.
قالت : ليه يشتغل ..وأصلاً ما أستخدمه أبد ..بس عشان الأتصال بيني وبين زوجي !
.
.
قالت هيفاء : سبحان الله نفس جوال سواقنا !
.
.
ردت علينا لطيفة : أنا أستخدم الجوال كوسيلة للإتصال وليس كغاية !
.
.
قالت هيفاء : حسبي الله على نوكيا كل شوي مطلعين موديل وحنا موقانعنا شي !
.
.
تصدقين لطوف حتى شغالتنا جوالها أرهب من جوالك هههههههه
شكله لعبة متأكدة إنه يشتغل !يختي الناس يبون الحين بلوتوثات وكاميرا ديجتل ومدري كم ميقابايت ..!
.
.

نظرت لطيفة في هيفاء وقالت : هذي قناعات ..هو جوال ولا كاميرا ! لاحد يصورني ولا أبي صور أحد ...يالله عن إذنكم زوجي ينتظرني وقامت لترمي الجمار وتركتنا ونحن لازلنا نفكر بالجوال أبو شاشه خضرا!..
.
.
.
.
.
ذهبت لطيفة وأخذت أرتب أغراضي تأهباً للعودة ..
.
.
.
بعد مرور ساعة رأيت إمرأتان تسألان في مجلسنا ...عن من لا أدري ؟؟!!
.
.
.
أقتربتا الى منام لطيفة وسألوني هل تعرفين لطيفة بنت فلان الفلاني ؟
.
.
فخبرتهم ..نعم نعم ...هنا مكانها ؟
.
.
ماذا تريدون منها ؟هل أخبرها بشيء ؟
.
.
فقالوا : لأ لكننا سمعنا أنها تحج معنا وأردنا أن نسلم عليها ..
.
.
فقلت : إذن تعرفونها ؟
.
.
قالتا : نعم نعم بنت فلان الفلاني ..ومن لا يعرف لطيفة التي برت بوالدتها ورافقتها كظلها حتى توفاها الله ..!
.
.
الكل يعرف لطيفة ...فوالدها وجدها من رجال الملك عبد العزيز رحمة الله عليه ..
.
.
نحن نعرفهم جيداً ونسمع كثيراً عن لطيفة بنت فلان لكننا لم نراها ..نريد أن نتعرف عليها ..
.
.
هل ستتأخر ؟
.
.
فقلت لهم : لا أعلم ..إذا أردتم الإنتظار أو تذهبوا ثم تعودو في وقت لاحق ..
.
.
فقررتا الذهاب ...
.
.
جلست أفكر في كل كلمة قالتها لطيفة ..لقد كانت تصدق معي إنها إمرأة بالفطرة ..وكأن الله بعث هاتان السيدتان كي يشهدوا للطيفة ..
.
.
.
.
أتصل زوجي وقال لي هيـــا سنذهب للحرم ..نطوف طواف الوداع ...
.
.
وأنا أنتظر لطيفة ..لم تأتي أريد أن أسلم عليها ...أريد أن أودعها !
.
.
.
سلمت على بنات المجلس ..ورتبت منامي ...وأنا أنظر اليه !
.
.
أتخيل نفسي نائمة فيه ؟ والآن سأغادر المجلس بل المخيم بل منى بل مكة كلها ..!
.
.
.
أقول في نفسي الآن ستأتي لطيفة ...آآآه تأخرت !
.
.
وزوجي يتصل : بسرعة أنا عند البوابة هيــــــا ..لا نريد أن نتأخر على الرحلة !
.
.
.
لإن موعدنا مع الحملة كان في مطار الملك عبد العزيز بجدة ..
.
.
.
.
نظرت للساعة ..! إنتظرت ولكن دون جدوى ..
.
.
خرجت بخطى متثاقلة .. كنت أتمنى أن أرى لطيفة أن أسلم عليها فقط ..!
.
.
.
خرجت وأنا كلي حزن ..العجب بإني لم أذرف ولا دمعة حتى الآن !
.
.
لبست (العباية ) ومددت ذراع الحقيبة وأخذت أسحبها والجميع يقول حللينا ,انا أقول حللوني إنتم ..وأنا لازلت أبتسم ...الغريب بإنني أبتسم ..
.
.
خرجت من المجلس ...كنت أمر بمجلس تلو الآخر ..أفكر كيف سأغادر
؟؟الى الآن لم أستسغ الفكرة مع أنني أنفذها!!!!!!!
.
.
كنت أمشي في دهليز طويل ضيق يوصلني الى مجلس وبعده بوابة الخروج ..
.
.
وأنا أمشي كنت أقابل وجوه كثيرة .. بعضهم المغادر مثلي ومنهم من يشرب القهوة ومنهم من يصلي ..
.
.
.
وفجأة رأيت لطيفة قادمة من البوابة ...عندما كشفت وجهها ...
.
.
قلت : لطيفة الحمد لله كنت أدعي أشوفك ..
.
.
نظرت للحقيبة ..ومن ثم قالت : إذن ستتركينا ؟
.
.
كأني أصبحت خرساء بكماء صماء عمياء ..
.
.
.
.
.
سلمت عليها ..وكأنها ضغطت على الكبس فأنفجرت عيناي بالدموع !
.
.
.
.
.
.
وخرجت لزوجي وأنا أبكي وكل مكان مشيت فيه بمنى كنت أبكي حتى وصلت الحرم والدموع لم تنقطع


.
.
.
لا أدري ...لماذا كل هذه الدموع ..
.
.
لكن عرفت في النهاية ياصاحبي بإن هذا فيض الحنين ..
.
.
.
--------------------------
؛؛منذ أسلمت تعلمت في إسبوعي الحج مالم أتعلمه في أربعين سنة؛؛
.
.
.

مالكوم إكس
.

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 08:17   #12
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
.
.
.
.
.
.
.
.
*** الفصــل العاشر***.
.
ياكعبة بحماك قد آن الآوان ..
وأمام ركنك أطلق الدمع العنان ..
وملائك الرحمن ..تهتف والمكان
والطائفون ودمعهم وكذا الزمان ..
ياكعبة لمت شتات المسلمين
نفخت بهم روحاً من الروح الأمين
طافت بها روحي فعانقت اليقين
وسمعت صوت الحق بالحق المبين
يا أمة تاهت على على درب السنين ..
إن الحياة بدون دينٍ لن تكون
.
.
((طواف الوداع ))



عندما تخرج من منى وتشعر بإنك مودعاً هذه المره ينتابك إحساس غريب ! ترى جسر الجمرات وتبحلق فيه وتتأمل وتنظر كأنك تريد عينك تشبع من النظر !
إنك الآن تتجه الى بيت الله الحرام لتؤدي آخر مناسك الحج والعمرة ( طواف الوداع )
.
.
ستتذكرذكريات حزينة سعيدة ومؤلمة في نفس الوقت ..هي كثيرة لكن سأذكر لكم ..بعضها وأكثر ماتعلقنا به نحن منذو الصغر بذكرك طواف الوداع ستتذكر تلقائياً عام الفيل ..حلف الفضول ..يوم ذي قار ..الهجرة ..سقيفة بني ساعدة ...الطائف ..فتح مكة ..الهجرة ...حجة الوداع .. خطبة الوداع ..نظرة الوداع ..
بالله عليكم ألم تنزل دموعكم الآن ؟ إذن كيف بكم إذا كنتم في الحرم ؟؟وأمام الكعبة ؟
حتماً ستتخيل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..إنك تقوم بماقام به هـــو تشعر بإنه يعنيك وبإنك تعنيه ..!
.
.
فبعد حجة الوداع بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن الكريم ..(واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون))
.
.
ستتذكرون أيضاً آخر دعواته وهو يحتضر ..هل تعرفون ماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم؟؟؟
نظر لمسلمين آخر نظراته ..نظر لهم بحب بفخر وإعتزازونصر ..لقد أدى رسالته بإخلاص وحب وإستماته كان يريد أن تصل رسالة الإسلام الخالده لكل البشرحتى قال الله له : ( ليس عليك هداهم )
.
نظر لإصحابة وهو يقول لهم بحب وأبوة:
""حفظكم الله نصركم الله أيدكم الله حفظكم الله...
والعجيب أن آخر كلمة قالها قبل أن ينزل من المنبر هي :
أقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتى الى يوم القيامة ...
.
.
عليك الصلاة والسلام ياسيدي ..
وهانحن نطوف في البيت العتيق ..لإننا نتبعك أحسست وأنا أطوف في الأعلى بإنه أمامي وأنا أتبعه أمشي وراءه ..وكأني به ينظر للحجاج والمعتمرين بحب وهو يقول كما كان يقول لإصحابه وبنفس النظرات الحانية ..""أيدكم الله نصركم الله حفظكم الله ..""
.
.
حتماً سترجع الفضل لأصحاب الفضل لذلك ستتذكر (محمد) صلى الله عليه وسلم ..
هذا الذي إسمه في الأرواح محفور وإبصار أمه لا بغت كيف الإبصار ..
.
.
للحفظ
.
.
كنت أسمعهم يقولون أن للجدار آذان وأنا في مكة إكتشفت أن للجبال وللحجر وللشجر آذان أيضاً ليس آذان فقط بل وألسنة أيضاً وشعور ..
كأني بتلك الجبال تلبي إنها خاشعة تماماً ..نظام وإعجاز آلهي محكم ..
أنت أيها الإنسان ألا تغار من تلك الجمادات ؟
.
.
حتى النجم والشجر يسجدان وأنت ؟
.
.
إن في رحلة الحج تذكرة لأولي الألباب ..فيها تبصرة وغسل لدرن القلوب شحن للأرواح إرتباط وثيق بالله ..إرتباط برسوله صلى الله عليه وسلم ..
.
.
أصعب موقف مر علي هو موقف مفارقة البيت ..لإنك بطواف الوداع ستختم حجتك ويجب أن تغادر مكة ويكون طوافك هذا آخر عهدك بالبيت ..
.
.
.
المسلمون هنا ..يحسنون الظن بالله وفي نفس الوقت يخافون من عدم القبول ..!
.
.
وأنا أقول إيمامناً ويقيناً بإنه غفور رحيم كريم ولن يخيب رجاء ضيوفه ..
.
.
خرجنا متجهين الى بوابة الملك فهد..خرجنا وجلست على الرصيف فيما كان زوجي يبحث عن سيارة لتنقلنا الى جده ..
من قال أن الحج تجمع إسلامي ؟
إن كان يقصد في الحرم فهو صادق أما في منى وعرفات ومزدلفة فكل حجاج في حملتهم حملة الحجاج من السعودية ..حملة الحجاج من مصر ..من إيران ..من كينيا ..
كل جنسية في مخيمهم ولا يسمح لأي شخص من جنسية أخرى أن يدخل المخيم !
لكن عند الحرم ألوف الناس لغات مختلفات وجنسيات متعددة وألسنة شتى لا رابط لها سوى ((لا إله إلا الله محمد رسول الله ))
البعض باع كل مايملك وجاء ليحج ..والبعض أمضى عمره يحلم بإن يزور هذا المكان
الحمد لله الذي أعطاهم وكفلهم في هذا البيت العتيق ..
جلست على الرصيف وجلست بجانبي سيدة من قرية من قرى مورتانيا ...كانت تتكلم بلغة عربية صعبة بالنسبة لي ..
هي ترتدي جلباب أبيض اللون تلفه على رأسها وعلى خصرها بطريقتهم الخاصة ..
إستغربت من إهتمامها لهذا الثوب !
كانت تخاف عليه أن يتسخ !
قلت لها : تقبل الله حجك ياجحة ..
تبسمت وقالت : وحجكم ..
وبعد حوار طويل معها عرفت بإنهم في قريتهم يأخذون ملابس بيضاء يغسلونها بماء زمزم وهم بمنى ومن ثم إذا رجعو الى ديارهم يحتفظون بتلك الملابس البيضاء لتكون كفنهم ..فيكون كفنهم هو نفس إحرامهم ..!
.
.
أصبت بقشعريره عندما قالت كفن !
.
.
سبحان الله هذا من حبهم وتعظيمهم لشعائر الله ..
.
.
.
جاء زوجي وأخبرني بإنه وجد سيارة وبسرعة إتجهنا الى مطار الملك عبد العزيز بجدة وغادرنا الرياض وأنا أحمل في قلبي حنين وشوق ولهفة ودعاء لحجة أخرى ..
.
.
.
.
ولكن من يعلم هل سأقابل إمراة من الدولة السعودية الأولى في كل حجة ؟؟
.
.
.
.
الله أعلم
.
.
.
تمت

.
.


سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 08:23   #13
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~


.
.
.
أما والذي حج المحبون بيته
ولبــوا له عند المهل وأحرمــو
.
.
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً
لعزة من تعنوا الوجوه وتسلـــــم
.
.
دعاهم فلبــوه رضا ومحبة
فلمــا دعاهم كان أقرب منهم
.
.
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة
ولم يثنهم لذاتهم والتنعــــــــــــــــم
.
.
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي
كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
.
.
ويدنوا به الجبار جل جلاله
يباهي بهم أملاكه فهو أكــــرم
.
.
يقول عبادي قد أتوني محبة
وأني بهم بر أجود وأرحــــم
.
.
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهـــم
وأعطيتهم ما أملوه وأنعــــــم
.
.
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي
به يغفر الله الذنوي ويرحـــــــــم
.
.
.
-----------------
توقيع
.
.
ابن القيم الجوزية

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-07-2009, 15:04   #14
غاده بنت تركي
متميزة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ غاده بنت تركي
 

12 رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

البيضاء لتكون كفنهم ..فيكون كفنهم هو نفس إحرامهم ..!


ما اروعك
اخذتني للبعيد بهذا الجمال الشفاف البسيط
كل الشكر لما اهديتنا هنا يا سما الطهر

تقديري ...

التوقيع: .
غاده بنت تركي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 30-07-2009, 01:12   #15
سمـا خير
عضو متميز
 

رد : ~~~ إمرأة من زمـــن الدولة السعودية الأولى ~~~

^
^

الكفن الأبيض والأحرام الأبيض عندهم وجهان لعملة واحده ..
.
.

المتميزة غاده بنت تركي ..
أشكرك على إطرائك ..ردك ..وتميزك ..

سمـا خير غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع