[عبدالواحد اليحيائي]

.
يا أماء الله اتقين الله، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..
وأنتم معشر الرجال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..
ومن مات غاشا لرعيته لم يرح رائحة الجنة..
.
.
- تغطي.. هذا (شرع) كلام الله، ما جبت شي من عندي...

ثم حاصره شعور ممض بأنه لم يأمرها بـ(تغطي) لأن الشرع أمره أو أمرها بذلك، الشرع أمرهما بأشياء كثيرة فلم لا يتذكر منها إلا (تغطي) هذه؟! يعلم أنها عادات البادية المفروضة على الحاضرة حين أسلم البدو وشاء لهم الله أن يصبحوا مشايخ ومفتين وعلماء. إذن لم أمرها بأن تتغطى؟ يخشى أن يراها أصدقاؤه الذين يحدثهم دائما: شوفوا من تكشف وجهها في الاسواق والمقاهي ووسط الاجانب ستكشف أشياء أخرى لاحقا. وحين كانت ترفض تغطية وجهها محتجة بحرارة الطقس أو لعدم وجود ما يستدعي الغطاء كان يتحاشى المشي بجانبها.

في النزهات العائلية كان يختار أبعد الأماكن، بعيدا عن الناس، وعن الألعاب، وعن كل وسائل الترفيه، في المطاعم الفخمة كان يجلس إلى أقصى الطاولات، لا ينبغي أن يراها أحد أو يسمعها حين تتكلم، وأيضا يوصي النادلين بتغطية المكان من كل الجهات المفتوحة، بالطبع هي لا تستطيع أن تأكل وهي (متغطية) ولكنه أيضا لن يسمح لأحد من أصدقائه أن يراها وهي (فاتشة) أثناء مروره صدفة، ربما يعتقد صديقه أنها صديقته، وربما يسأله لاحقا: من الحلوة اللي كانت معك، أيش كشفت لك غير وجهها؟.. هو سؤال لا يرغب في سماعه، إذن لـ(تتغطى).

حين قالت له أمه ذات مساء وهي غاضبة من زوجته: زوجتك تمشي في الأسواق وما (تتغطى)، أجابها بهدوء لم تتوقعه: أنا من سمح لها بذلك، لا أرى وجوب تغطية الوجه، ثم لا أرى أن ذلك مما ينبغي أن يشغلك كأم. حين عاد إلى البيت صرخ في وجه زوجته: كم مرة قلت لك لا تكشفين وجهك في السوق، فضحتينا، ما عندك نقاب؟ اشتري لك بدل واحد ألف، أيش يضرك إذا لبستي النقاب؟

ذات مرة قال لها محاولا الابتسام: غطي وجهك لا يغازلونك.. وضحك رغما عنه حين أجابته: وهالحين بيتركون كل هل مدهونات بالبودرة والمكياج اللي لابسات البنطلونات الضيقة ومطلعات صدورهم وبيغازلوني؟! لم يتشدد، وشغل نفسه بمشاهدة الـ(مطلعات صدورهن) قبل أن يجيب: كل محجوب مرغوب، أجابته بقسوة: كلٍ يشوف الناس بعين طبعه.

صمت منجذبا لما حوله، مندلقا على صدور الأخريات ومنشغلا بأحجام مؤخراتهن، شاعرا بأهميته الدينية والاجتماعية لأن زوجته (تتغطى) وليست كزوجات الآخرين وبناتهم: فاجرات.
.

[نوف الثنيان]

.

أجدت في وصف الرجل المحافظ الملتزم والصارم في بيته ..
وتشخيص نمط الرجولة العربية المحافظة.. بكل تناقضاتها ..
تجده يعيش حياة أخرى ممثلاً مبادىء مختلفة خارج نطاق ذلك الالتزام ..
سواء مع أصدقائه .. أو في سفره بعيداً عن أسرته ..

خطر لي موقف وأنا أقرأ " تقوى " تحدثت به صديقة قريبه..
أنه حينما تذهب للتسوق مع زوجها .. لابد أن تترك مسافه بينها وبينه مترين على الأقل تكون خلفه.. حتى لايشاهده أحد من أصدقائه أو يقال أن زوجته مسيطره عليه .. في حال إذا كانوا في دولة أجنبيه .. الوضع يختلف تماماً يداً بيد في كل مكان ..
ندرك تماماً أنه قطعا لا يريد أن يعكر صفو مجتمعه الذكوري الذي تربى وتعود عليه ..
ومن هنا يمكن القياس على عدة مواقف من هذا المنطلق من التفكير ..

أستاذ عبدالواحد ..
تحية وتقدير ..

.

[محمد مدران اليامى]

شكرا عبدالواحد .....ولكن ما أثارني هو جزئيه من كلام اختي نجديه:

أنه حينما تذهب للتسوق مع زوجها .. لابد أن تترك مسافه بينها وبينه مترين على الأقل تكون خلفه.. حتى لايشاهده أحد من أصدقائه أو يقال أن زوجته مسيطره عليه .. في حال إذا كانوا في دولة أجنبيه .. الوضع يختلف تماماً يداً بيد في كل مكان

...عجب العجاب......يستحي ويخجل من (((شرفه))) ومن المفروض ان تكون بجانبه قربا بقرب ولا تبرح منه شبر.فهي الزوجه والشرف..ويميطها عنه خوفا من كلام الجهله ..وليفتح بابا أخر عليها وعليه من كلام الجهله فى الجانب الاخر..فعلا الناس اجناس...

[يعرُب]

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالواحد اليحيائي

.


صمت منجذبا لما حوله، مندلقا على صدور الأخريات ومنشغلا بأحجام مؤخراتهن، شاعرا بأهميته الدينية والاجتماعية لأن زوجته (تتغطى) وليست كزوجات الآخرين وبناتهم: فاجرات..

الفاضل عبد الواحد

هل الاماكن تفرض علينا اللغة التي نتحدث بها ؟؟

ام هو نفاق ادبي نمارسة في بعض الاحيان ؟؟

اعتقد انك فهمت ما اقصد مقارنة بين هنا وهناك



تحياتي لجمال قلمك




يعرُب

[عبدالواحد اليحيائي]

.
.
مرحبا يعرب..

بالتأكيد أعرف ما قصدت إليه..
واقعا نشر النص هنا بعد أسبوع تقريبا من نشره هناك..
في هذه الفترة كتب الزملاء هناك الكثير من الملاحظات منها طلب إحدى الاخوات ضمنا أن لو خففت من وقع الالفاظ..
وهناك تغييرات أخرى في كتابتي للنص هنا لو دققت في النص.

أشكرك دائما.
.
.

[نجـود]

عبدالواحد اليحيائي
دائمن تختصر قضايا المجتمع بسطور.. تجسد كل زواياها
هنا
بـ تقوى .. وصفت حال الرجل النجدي .. بعبقريه
ممته قراءتك
إعجاااااااااااااابي