[كائن سردي]

توقعات برئاسة المحيش لمجلس إدارة أدبي الأحساء
الحرز مرشح قوي لمنصب النائب
توقعات برئاسة المحيش لمجلس إدارة أدبي الأحساء

الدمام - جريدة اليوم
هاني حجي – الرياض
لم تشكل استقالة رئيس نادي الأحساء الادبي مفاجأة للساحة الأدبية في المنطقة فقد كانت هناك محاولات في فترات سابقة لاستقالة الشيخ عبد الرحمن الملا إلا أنه تردد في الأوساط الأدبية أن الملا كان يواجه ضغوطا لاستمراره حتى تكتمل الفترة التأسيسية للنادي، ويتضح للمراقب لأدبي الأحساء وأداء اعضاء مجلس الإدارة في الفترة السابقة أن تشكيلة النادي كانت تحمل بذور الخلافات والأرضية غير المتصالحة من قبل الأعضاء مما دعا الكثير من ادباء المنطقة للتنبؤ بعدم استمرارها منذ اعلان التشكيلة الاولى وكانت التوقعات أن يسود الإنقسام بين التيار الحداثي والكلاسيكي المحافظ ، إلا ان المفاجأة التي ادهشت أدباء ومثقفي المنطقة أن الخلاف والترشيح تحول لمسار آخر ونجح التيار الادبي الكلاسيكي في شق صف الحداثيين بجذب الشاعر ابراهيم الحسين إلى صفهم وهو ماعكس حالة الضعف والقاعدة الهشة التي يقوم عليها تيار الأدب الحداثي في المنطقة لدرجة أن بعضهم صرح علنا بأن الواقع يختلف عن التنظير ولم يخف دهشته من موقف أحد اقطاب القصيدة الحداثية في الأحساء.

كما نجح التيار الكلاسيكي في تهميش تيار الحداثة ووضعهم في أماكن هامشية فتم تعيين محمد الحرز مسئولا عن جماعة السرد ، وجاسم الصحيح عن الشعر ، وجعفر عمران على جماعة التصوير الضوئي، ورغم توقع الكثير من الأدباء عدم قبول منظرين عن دور المثقف مثل الكاتب محمد الحرز بهذا الوضع، ومن ثم قدم استقالته، إلا أنهم اعلنوا استمراريتهم لتقديم مايستطيعون لخدمة الثقافة –حسب قولهم- وإن قدموا تنازلات عن مواقفهم –كما يرى البعض، وتستمر عجلة الخلافات في النادي وتتضح الرؤية حتى هذه المناصب لم تكن سوى شكلية وأن اقطاب الحداثة غير قادرين على اتخاذ قرارات مستقلة بإقامة حتى فعالية واحدة فاصطدموا بإيقاف عرض فيلم من قبل التيار الكلاسيكي بحجة أن فيه موسيقى في وقت كان جيرانهم في جمعية الثقافة والفنون يقيمون مسابقة للأفلام، ونادي الشرقية الأدبي يقيم مسابقة للفيلم السعودي برعاية وزير الثقافة والاعلام، وتستمر الخلافات ويقف أحد أعمدة الحداثة وأهم المنظرين لها في الأحساء الناقد والشاعر محمد الحرز امام اختيار حقيقي عندما رفض مجلس إدارة النادي إقامة أمسية لقراءة رواية( ثمن الشوكولاته) للأديبة بشائر محمد وهنا كان يتطلب الموقف اتخاذ قرار حازم يضع النقاط على الحروف من التيار الحداثي –كما طالبه الادباء- إلا أن رئيس جماعة السرد محمد الحرز لم يتخذ موقفا واضحا واكتفى بتحويل الخلافات من داخل النادي إلى الصحافة بكتابة مقال بطريقة غير مباشرة ورد عليه عضو النادي د. خالد الحليبي بمقال آخر وهو ماأظهر خلافات اعضاء النادي على السطح.

عندها تردد في الأوساط الأدبية في الأحساء نبأ استقالة الشيخ عبد الرحمن الملا إلا أنه تم نفي الخبر، ولم تنته عثرات أدبي الأحساء، حتى صدم أدباء الأحساء في آخر أمل وهو صدور أول عدد من مجلة المشقر والتي عبر أدباء المنطقة عن استيائهم لخروجها بهذا الشكل الضعيف إخراجيا وفنيا وإعلاميا، سادت الأوساط الادبية في الأحساء حالة من الإحباط لدرجة أن بعض الادباء طالبوا وزارة الثقافة والإعلام بالتدخل. وبعد ان قدم رئيس أدبي الأحساء استقالته طرحت (اليوم) على اعضاء النادي وأدباء المنطقة تساؤلات حول تصورهم للإدارة القادمة وعن استمرارية تيار الحداثة.

وحول الاستقالة يقول نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي د. نبيل المحيش سيكون الأمر متروكا لوزارة الثقافة والإعلام لتكليف من يدير النادي للمرحلة القادمة على أن تكون هناك انتخابات جديدة من نفس اعضاء مجلس الإدارة، وتوقع أن يكون ذلك بعد عيد الفطر بإشراف وكيل وزراة الثقافة والإعلام د. عبد العزيز السبيل ،أو يكون هناك ترشيح جديد من قبل الوزارة ويضيف: (لكن من خلال استقراء الأندية الأخرى التي اصبحت فيها استقالات لم يعين بديل من الوزارة مثل نادي الشرقية الأدبي ويبدو أنهم سيكملون الفترة بسبعة اشخاص وأتوقع أن لايتم تعيين عضو عاشر ). وقال د. ظافر الشهري: « لانستطيع الإفتاء بشأن تعيين الرئيس فالعملية ترجع لوكالة الوزارة للشئون الثقافية «. وتوقع ان يستمر د. نبيل في تسيير دفة أمور النادي فهو خبرة وموجود في النادي لكن الأمر يعود في النهاية للوزارة. مضيفا « قد يعاد الانتخاب ، من التسعة واحتمال أن يعين عضو عاشر ويعاد الانتخاب، وهناك احتمال أن يستمر نبيل المحيش في تسيير أمور النادي حتى تنتهي الفترة.»

واعتبر الأديب محمد بودي أن التشكيلة من الأساس توليفة غير متسقة، ووصف النادي بأنه «خليفة خلف خلاف» ، معتبرا أن النادي لن يتغير فيه شىء وأنه لن ينتظر من هذا النادي شيئا في ظل التشكيلة التي يصف اعضاءها بالشركاء المتشاكسين. وطالب بودي اعضاء النادي الآخرين باستقالاتهم إذا كانوا لايستطيعون تقديم شيىء متساءلا لماذا يستمر هؤلاء أمن اجل المكافأة، ويصف أن الذي يصل لهذا المستوى لايستحق أن يطلق عليه لقب مثقف، وقال: (ادعو كل مثقف مستقل بذاته أن لايرضى بهذا الحال ويقدم استقالته،والشيخ عبد الرحمن ا لملا رجل صريح وشجاع ، وكان من البداية يفترض أن لايقبل بالرئاسة بسبب بعده عن المكان) . ووجه بودي انتقادا لدور الأندية الأدبية وقال: (الأندية الأدبية خرجت عن دورها لخدمة الاديب وبدأت تتوجه للأفلام والتشكيل وهؤلاء لهم جمعياتهم الخاصة فنحن لانرى أديبا اصبح عضوا في مجلس غرفة التجارة أو في عضويات أخرى ولكن بدأ تحريف مؤسسات الأدباء لتأخذ اسماء متعددة ). وأكد أن استقالة الملا شجاعة، وقال: « اقدم العزاء للمثقفين في الاحساء على هذا النادي فالاحساء تستحق أكثر بتاريخها الثقافي والادبي، صمنا وفطرنا على ثومة».

وتوقع عضو مجلس النادي جعفر عمران أن يكون هناك انتخاب من الأعضاء التسعة وتوقع أ ن يكون نبيل المحيش مرشحا قويا والحرز نائبا. وحول عدم استقالتهم بسبب مواقعهم –كما يطرح البعض- قال: (نحن واقعون بين المطرقة والسندان بحكم التوجه الثقافي. هناك من يطالبنا بالعطاء والبقاء لأنهم يعولون علينا. وأضاف: «لم نصل لمرحلة الطريق المسدود فهناك تفاهم لتهدئة الأمور و لااعرف لماذا التشدد في طرح الافلام والاسباب لم تكن مقنعة من قبل بعض الأعضاء ، فالأفلام التي سنطرحها سيكون فيها رقابة وتناقش قضايا اجتماعية حتى وتبريرات الرفض لم تكن مقنعة، هناك من لايريد ثقافة الصورة ).

وأضاف: ( نحن لم نعترض على انشطة اللجان الاخرى فمن حقنا ان نطرح مانراه مناسبا بما يتناسب مع ثقافة المجتمع ، وأتوقع التغيير في بعض الأمور، بل هي أمنية ولدينا نفس للمواصلة وسنعيد التفاؤل من جديد وأتوقع أن يكون محمد الحرز نائبا ).

http://www.alyaum.com/issue/article....8&I=613855&G=1