من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة ..... نِشَارَة!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-04-2006, 04:08   #1
عبدالرحمن السعد
أديـب و شــاعــر
 

..... نِشَارَة!


للفَافَةِ التبْغِ وَهجٌ فَتيٌّ عَصِيٌّ عَلى الخُفُوْت، خَالِدٌ كَمَا شُعْلةِ "الأولمب". أَو كَمَا حُلْمِ طِفْلٍ ليْلَةَ العِيْد. في المَكَانِ تَوَقّدٌ يَشِي بِاخْتِلاف! كأنّمَا في الأرْجَاءِ طَعْمُ لِقَاءٍ حَميْم! أو مَذَاقُ فِرَاقٍ! أوْ شَيءٌ آخَر فِيْمَا بيَنْ. وَلِلْقَهْوَةِ مَذَاقٌ لا يَجِيءُ كُل مَرّة.
المقْعَدُ مُنْتَصِبٌ وغَيْرُ مُرِيْحٍ تمَامَاً، والمَكانُ هَادئٌ وغيْرُ مُزدَحِم، مِثْلَمَا المعَابِرِ في المنْتَصَف. التَفَتُّ جهَةَ المعْبَرِ ذَاته، فَلمَحْتُ، مِن بَعِيْد، رَجُلَ الأمْنِ يُحَدّق في أوْرَاقِ شَابَيْنِ وَصَلاَ لِلْتَوّ. ابْتَسَمْت، اعْتَرَاني لحظتَهَا بركَانُ ضَحِكٍ لمْ يَشَأ أن يَنتَهي.
- .. أنتَْ هُنَا! رَائِع! و..مُبْتَسِمٌ الليْلَة! كَيْفَ حَالكْ! أخْبَارٌ جَدِيْدَة؟
- أهْلاً بِكِ، ليسَ كثيْرَاً! كيفَ أنتِ؟
- كَالمعْتَاد. لَكنْ، لَحْظَة، نَعَم، تَبْدُو مُخْتَلفَاً! رُبّمَا كَانَ يَجْدُرُ بِكَ أنْ تَخْلقَ وَجْهَكَ هَكذَا مُنْذُ البدْءْ!
- عَلى رُسْلِكِ، منْ الأفْضَلِ أنْ أحَدّثَكِ أولاً عَمّا دَفَعَني إلى الضّحِكْ، رَجُلُ الأمْنِ اسْتَوقَفَني في المَدْخَل وتَفَحّصَ بَطاقَتي للمَرّةِ الأولى! فَاجَأني الأمْرُ، لكنّي وَجَدْتُهُ مُضْحَكاً. هَذَا كلّ شَيءْ.
- ألم أَقُلْ لَكْ؟ صَدّقْنِي، اللّيْلَة، أنْتَ تَبْدُو أصْغَرَ بِكَثِيْر!
- أقَلّ مِن وَاحِدٍ وَعِشْرِيْن؟ كُفّي عَن المُجَامَلَةِ هَذْهِ المَرّة، أرْجُوْكِ، ثُمّ، أليْسَ وَاضِحَاً أنّه جَدِيْدٌ وَمُرْتَبِكٌ؟
- صَحِيْح، هُوَ جَدِيْد، لَكِنّي لا أُجَامِلُكْ، لَيْسَ أنْت، لَيْسَ الآنْ، أنْتَ مُخْتَلِفٌ، هنَالِكَ حَيَاةٌ جَديْدةٌ فيك، ألَقٌ تَشي عَينَاكَ بِبَعْضِه، وثَمّةَ ألوَان بَهْجَة، شّيءٌ ما يَحْدُث تَعْرِفُهُ، وَسَأعْرِفَه! فَقَط، أبْقِ عَليْهِ مَليّاً، أوْ دَعْهُ يَسْكُنَك. في الأقَلْ، دَعْهُ وَشَأنَه. وكُنْ كَذَلِكَ دَائِمَاً!
- أنْتِ دَائِمَاً هَكَذَا، مُجَامِلةٌ ولَطيْفَةٌ مَعَ الجَمِيْع.
- ...ومَاذا سَتَشْرَب؟
- المزيْدُ منَ القَهْوَة... شُكرَاً
- أرَاكَ فِيْما بَعْد.
.........................................
بَقِيْتُ صَامِتَاً، دَلَفْتُ في بَهْوِ صَمْتٍ أَعِي، أخَذَني الصّمْتُ إلى كُلّ شَيء، ثُمّ، مَرّةً وَاحِدَةً، وَجَدْتُنِي في رَدْهَةِ تِيْهٍ قُبَالَةَ ذَاتي! خَاليّاً تَمَامَاً إلا مِنْ تَجَاويْفِ رَأسِي، رَأسِي وَفَضَاءٍ عَظِيْم!
كَأنّمَا رَاحَ السّقْفُ وأُشْرِعَ عُرْيُ المَكَان. ثُمّ، كَأنّمَا أفَقْتُ فُجَأةً إلى وَمْضَاتِ حُلْمٍ نَديّ، أو مَطالِعَ شَدْوٍ غَامِرَةٍ تقبضُ مقْوَدَ النِيّةِ وتَرْسِلَنِي نَحْوَ طَقْسٍ لا يُشْبِهُهُ شَيء.
كَانَ في رَأسِي سَحَابَاتُ مِدَادٍ حُبْلَى. كُنْتُ أرِيْدُ أنْ أَكْتُبَ قَصَيْدَةً ربّمَا، نَعَمْ، كُنْتُ في سَمَاءِ قَصَيْدَةٍ تُريدُ أنْ تُرْسِلَ مَاءَهَا في عَطَشِ خُلْوَتي.
(سَاعِدِيْ الحُلْمُ
فِي قَبْضَتَيّ الّذِي فِي الأمَامِ
اشْتَعَلْتُ
اشْتَعَلْتُ
المَدَى حفْنَةٌ منْ رَمَادْ)

.........................................
قُلْتُ لرَأسِيَ ولمنَدِيْلِ الوَرَقِ المحْتَفِل بالأسْوَدِ إنّهُ لَيْسَ المَكَانُ، وَلَيْسَ الوَقْتُ، وَلَيْسَ الّذِي كَانَ يَشْتَبّ في رَحِمِ السّحَابَةِ أوّل المَسَاء!
كُنْتُ أحَدّقُ فِيْمَا يَتَرَاقَصُ وَالضَوْءَ الأزْرَقَ في الزّاويَةِ البَعِيْدَةِ، وفي أدْخِنَةٍ تَفِرّ صَوْبَ كوّةٍ تَعتَلي الأَلوَان، حِينَ وَخَزَني فَحِيْحُ الدّاخِلُ المُكْتَظّ، فَإذَا بي أَهُزُّ إليّ بِقَضِيْبَينِ مِنْ فُوْلاذٍ قَاتِمٍ يَسْنِدَانِ امْتَدَادَ نَافذَةٍ ضَيّقَةٍ تتوَسّطُ الجِدَار، وأَرْمِي بِحَدَقَتيّ عبْرَ تَجَاويْفَ لاحَدّ لَهَا.
الوجُوْهُ، الأشياءُ، الأسْماءُ، والغِلافُ الأصْفَرُ ذَاتَهُ، ثُمّ وَجْهُ صَدِيْقِي وَيَدُهُ تَعْبَثُ بِقَلَمٍ أسوَدٍ جَمِيْلٍ، وَبِشَعْرِ وَجْهِه، كَانَ يَضْحَكُ، أو يَبْتَسِم، لَكنّمَا كَانَ هُنَاكَ، في آخِرِ الروَايَةِ، مُلْتَصِقَاً في الغِلافِ الأَخِيْر، تَمَامَاً، في مُنْتَصَفِ الغِلاَفِ الأصْفََرِ الأَخِيْر.
.........................................
بَلّلْتُ جَفَافَ فَمِي بِقَطْرَاتٍ عَذْبَةٍ وَمُهَادِنَة، كَانَ الماءُ مِثْلَ كُلِّ مَرّةٍ، مُثَلّجَاً، فَأَيْقَظَ شَيْئَاً مِنْ ذَاكِرَتِي وَأَزَاحَ بَعْضَ غُبَارِ صَدْرِي فَاشْتَهِيْتُ أنْ أَفِرّ منْ ذَلِكَ المَاثِلَ في الوَقْتِ، ذَلِكَ الرّوَاحَ، الغُدُوَّ، الجُنُوْنَ، نَزّ الوِحْدَةِ فَلَمْ أَسْتَطِعْ!
** أَُكْتُبُ رِسَالةً لَهْ، سَوْفَ يَكْتُبُ هُوَ أَيْضَاً، وَيَحْتَفِلُ صُنْدُوْقُ البَرِيْدِ مَرّةً ثَانِيَةً وَأَقْرَأ، رُبّمَا أَقْرَأُ قِصّةً جَمِيْلَةً مُدْهِشَةً أُخْرَى، أوْ أكُوْنُ سَعِيْدَاً أَكْثَرَ وَتَأخُذُني رِوَايَةٌ جَدِيْدَة.
** وَلِمَاذَا كَانَت الرّوَايَةُ هُنَا، فِي الوَقْتِ ذَاتهْ؟ وَلأيّةِ حَدَقَةٍ اكْتَسَتْ بِالأَصْفََر؟
** كَانَ رِدَاءً مَسَائِيّاً لَيْسَ إلا! لَمْ يُعْلِنْ أَحَدٌ وَقْتَ الحَفْلَةِ بَعْدْ!
** سَوْفَ تَرُوْحُ بَعْدَهَا في دَبِيْبِ غَضَبْ، أنْتَ لَمْ تَكْتُبْ رِسَالةً وَاحِدَةً لائِقَةً لحَبِيْبَتِكْ!
.. تِلْكَ الجَفْوَة، حِيْنَ عَاتَبَتْ جَفَافَكَ، رُحْتَ في هَذَيَانِكَ ذَاتَه، دَلَفْتَ في شَتَاتِكَ، ثُمّ حّاوَلتَ أنْ تَعُوْدَ إلى فَيْئِهَا، قُلْتَ لَهَا-حَتّى- أنّكَ في قَصَيْدَتِهَا:
(خَلِّ عَنْكَ القَصَائِدَ، كُنْ مَعِي، بُرْهَةً أخْرَى، مِثْلَمَا أنْتَ، و.. أكْتُبْ!
صَوْتُكَ حَزِيْنْ، رِسَالَتُكَ الوَحِيْدَةُ مُحْزِنَةٌ وَمُوْحِشَة!
لَكنّمَا لا تَزَالُ تَفِي، ولا تَزَالُ تَفِيءْ.
.. أَكْتُبْ، أرْجُوْكْ،
.. "أُحِبّكْ")

.........................................
[أَنْجُو من نشَارَةِ الكابُوسِ التي كَانَت تَتَسَاقَطُ منْ نَجْمَةٍ تَهَدّمَ مَسَارُهَا..] (1)
- مَا نَجَوْتُ يا صَدِيْقِي، مُكْتَسٍ بِالنِّشَارَةِ، مُكْتَسٍ تَمَامَاً، لَكنّمَا هِيَ مُلوّنَةٌ الليْلَةَ، وَغَلِيْظَةٌ كَمَا يَلِيْقُ بِكِسَاءٍ منْ حُلْم!
مَدَدْتُ بِسَاطَ وِحْدَتِي القَدِيمَ في هَدْأَةِ النّأيِ وَأَخْرَسْتُ دَوِيّ خَفْقِ الوَجَعِ الأوّلَ، وشِئْتُ أنْ يَلُوْكنِي إعْصَارٌ لا أَعِي وِجْهَتَه!
.........................................
إيْهِ يا لَوْنَ القَصِيْدَة
كَانَتْ زَمِيْلَةُ الوَقْتِ مَرّةً تَشْتَبِكُ والوَرَق، تَقْرَأ كثِيْرَاً، تَكْتُبُ كثِيْرَاً، وتَسْألُ كثِيْرَاً
- لِمَاذَا يَرُوْحُ قَلَمُكَ في العَبَث فَجْأةً؟ هَذا جَمِيْل، لكنْ، لا أعْرِفُ أيّ شَيءٍ وَخَزَ يَدَكَ فَرُحْتَ في مثْلِ هَذَهِ التَعَرّجَاتِ والعتْمة! آهاا، لحْظَة! هَذِهِ أحْرُفُكُم! جَمِيْل، أَنْتَ، بالتّأكيْدْ، تَحْتَاجُ إلى كُلّ الوَقْتِ لِتَرْسَمَ خَطّاً كَهَذا! لا بَأسْ.
- أتَعْلَمِيْن! تَجْتَاحُنِي أحْيَانَاً سَطْوَةُ هَذِهِ الأحْرُفُ، وأمْضِي في الجنُوْنِ والسّحْرِ كأَنّني لا أُريْدُ سِوَى أنْ تَحْتَقِنَ الأورَاقُ حَتى الغِلافِ الأَخِيْر، كم سَأبْتَهِجُ لَحْظَتَهَا، وَرُبّمَا سَأَدْعُوْكِ إلى عَشَاءٍ لائِق.
- فَهِمْت! مُمْتِعٌ ومُفِيْدٌ أنْ تُبْقِي ذَاتَكَ إلى عِشْقٍ ما، أُحِبّ هَذَا.
.........................................
إيْهِ يا لَوْنَ القَصِيْدَة..
- في المَرّةِ القَادِمَة لنْ تَكُوْنَ بِحَاجَةٍ إلى مِثْلِ هَذَا العَنَاء، وَسَتَتَجَاوَزُ قَلَقَ الوقوْفِ والانْتِظَار.
- أيّةُ مَرّةٍ قَادِمَة! ومَتى؟ بَعْدَ سَنَة!
- سَوْفَ تَعُوْدْ، وبَعْدَ سَنَة سَوْفَ تَكُوْنُ مَصْحُوْبَاً! لَدَيْكَ أصْدِقَاءُ هُنَا، تَذَكّرْ ذَلكْ دَائِمَاً.
* كَانَتْ كَفّهُ دَافِئَةٌ وَصَلْبَةُ وتُشْعِرُ بِثِقَةٍ وألْفَةٍ لاحُدوْدَ لهمَا، مِثْلَ أنْ يَسْنِدَكَ ذِرَاعٌ صَدِيْقٌ إثْرَ عَثْرَةٍ في جَلِيْدٍ زَلِق، أو قَبْلَ احتِمَالِ سُقُوْطٍ دَامٍ، أوْ ذَاتَ هُوّةٍ مُوْجِعَةٍ تَتَوَثّب!
* لَمْ أَقْرَأ جَريْدَةَ اليَوْم، لَمْ أنْصِتْ إلى نَشْرَةِ المَسَاء، ولَمْ أتَبَيّنْ حَالَ الطَرِيْق! وَفَاتَ أوَانُ أنْ أتَحَقّقَ مِنْ "مَزاجِ" ريْحِ آخِرَ اللّيْل.
لا يَهُم! سَأنْطَلِقُ أوّلَ الصّبَاح. يُمْكِنُني، هَذِهِ المَرّةَ، أنْ أسْبَقَ دَقَائِقَ أسْتَاذَتي وأَمْنَحَهَا سَبَبَاً آخَرَ لِمُكَافَأتي بِابْتِسَامَةٍ سَخِيّةٍ، وَرُبّمَا بِعَبَقِ قَهْوَةٍ سَاحِرٍ وَحَدِيْثٍٍ مُوْرِقٍ يَلِِيْقُ بِزَهْوي، وبأنَاقَةِ الأوْرَاقِ المكْتَنِزَةَ بِتَعَبي، المحْتَفِلَةَ بِتَفَاصِيْلِ حُلْمِي، وَرِيْدَ سَاعِدِي، وشُعْلَةَ أمَامٍ أرَى.
أيّةُ أنْوَاءٍ كنْتُ أسْلِمُ عَبَثَهَا اسْتِقَامةَ أزْمِنَتي! أيّ هَاجِسٍ كانَ يَسُوقُني صَوْبَ اكْتِرَاثٍ بِنِيّةِ الطّقْس؟ ثُمّ، مَتّى كَانَ الطّقْسُ، هُنَا، وفي هَذَا الشِتَاءِ الرّتيْبِ، مُهَادِنَاً أو قَابِلاً لِخَيَارَاتِ تَعَامُلٍ عَدَا المُوَاجَهَةِ أو.. الإنْحِدَارِ في شَرَكِ الدّفء؟! كُنْتُ أعِيْدُ تَوْزيْعَ فَوَاصِلَ الصفَحَاتِ وأقَارِبُ بَيْنَ الألوَانِ وَمُحْتَوَى الكَلِمَات، كُنْتُ في غِبْطَةِ شُرُوْقٍ صَبِيٍّ لِيَوْمٍ لَيْسَ كالأيّامِ المُحْتَشِدَة في رُكَامِ التّوَارِيْخِ، جُمُوْد التَقْاويْمِ، وَعَشْوَائيّةِ تسْميَاتِ خَطْوِ الوَقْت!
.........................................
في غَمْرَةِ شُرُوْدٍ حَافِلٍ بالأسَاطِيْرِ والبَهْجَةِ، دَنَتْ بغْتَةٌ مُطَوّقَةٌ بِمَا تَوَزّعَ في المَكَانِ مِنْ اللاجَدْوَى، بَلَغَ وَعْيِي أوّلُ الصّوْتْ: (... بَعْدَ قَليْل، تَقْرِيْرُ الطّقْس) في البدْءِ ارْتَسَمَتْ قَسَمَاتُ ابْتِسَامَةٍ سَاخِرَة، ثَم نَفَذَتْ ضِحْكَةُ هَادِئَةٌ، وَتَرْنِيْمَةُ لاتَلْوِي عَلَى شَيءْ.
(...هَبيْ تَوْقَ رُوْحِيَ ريْحَ صَـبَا
هَبِيْ لَهَبِيْ المَطْرْ.
...كُنْتُ اصْطَفَيْتُ الغَيْمَ ذَا تَعَبٍ
وَإذْ مَا طَالَ بِي تَعَبِي انْشَطَرْ!)

كُنْتُ أتمْتِمُ عنْدَ كُلّ اسْتِفَاقَةٍ، إنّهُ إنّمَا "صَـبَـاً"
"صَبَـاً"
"صَبَـا"
(ريْحٌ شَماَليّةٌ غَرْبِيّة مِثْلَ مَسَارٍ بَعيْدٍ عَارٍ!) كَمّمْتُ بَقِيّةَ الصّوْتِ وَمَضَيْتُ في بُرُوْدَةِ الزّفيْرِ الأَخِيْر.
بَعَدَ عُقُودٍ من أَرَقٍ وقَوَافِلَ هَجْسٍ، خَرَجْت. كَانَتْ مُقَدّمَةُ سَيّارَتي كَأنما تُحَاوِل النّفَاذَ مِنْ أكْدَاسِ ثَلْجِ البَارِحَة، جَليْدُ الزّجَاجُ الخَلفِيّ كانَ عَصِيّاً عَلَى حَدّ الآلةِ المُشَاكِسَة، وَعَلَى إصْرَارِ يَدِي التي كانَ يَقْتَاتُهَا صَقِيْعُ الصّبَاح. لَكنّمَا أكْمَلْتُ رَسْمَ دَائِرَةٍ صَقِيْلَةٍ بِلَوْنِ الزّجَاجِ وبِاتّسَاعِ أحْرُفِ (آتٍ)

__________________________________________________ _________
عبدالرحمن السعد (الولايات المتحدة،، 31/12/92، 1/1/1993)
(1) سَطْرٌ من (هي المغَارَة، أنا القَاتِل) قصة قصيرة للمبدع الأستاذ سعد عبدالله الدوسري.
** (حَظِيَ النَصّ الأصْلُ بِمُرَاجَعَةٍ لم تَخْل مِنْ عَبَثٍ أقَلّ ممّا يَليْقُ بأعوَامٍ في حَجْزٍ منفرد!)

التوقيع:
يَا امْرَأةْ
بَيْنَنَا قَدَحٌ صَامِتٌ
كَيْفَ أَعْبُرُ هَذَا الفَضَاءَ السَّحِيْقَ
لِكَي أَمْلأَهْ
محمّد الثبَيتِي
عبدالرحمن السعد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 15-04-2006, 17:58   #2
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : ..... نِشَارَة!

.

هنا لم أستطع أن اغفل شاعرية عبدالرحمن السعد ..
لغة الشعرتفرض حضورها .. والزخم الفكري في صياغة ملفته بجمالياتها
حتى أني انصرف إليها وحدها وأنفصل عن النص لأقرأها كـ جمل بلاغية رائعة ..
أدركت فعلياً على قدرانفعال الكاتب بنصه.. على قدر أنفعال القارىء مع الكاتب والنص ..

هل يكفي أن أقول رائع !
لاأظن .. ولكن !
سـ أسجل إعجابي هنا ولعله يفي ..


.

التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-04-2006, 15:00   #3
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : ..... نِشَارَة!

.
.
سمعت قبل قليل من الصديق الشاعر ابراهيم الوافي تعبير: شعرنة القصة..
لعل هذا النص مثل حي على ما كان يعنيه..

نص ممتع حين قرأته..
ولعله سيكون أكثر إمتاعا لو سمعته..
أنت تكتب بموسيقى عذبه..
هكذا دوما..

تحياتي لك.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 17-04-2006, 14:22   #4
نوف الثنيان
النجدية
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نوف الثنيان
 

رد : ..... نِشَارَة!



نص يميّزه الوصف بـ لغة شاعرية غير متكلفة .. عبر مفردات مكثفة ومختزلة ..
ولم يطغى لدرجة أختفاء الخيط السردي الذي يربط تتبع / تتابع الحدث ..
بل تمت صياغته بشكل فني وأسلوب شيّق يزيد من متعة القراءة ..
والتي أصبحت اتجاهاً فنياً في الكتابة القصصية في الآونه الأخيرة ..
وأيضاً هي ميزة لا يتقنها الكثيرين ..

عبدالرحمن السعد ..
ثمه من ينتظر نصوصك بشكل حقيقي ..
كن بالجوار دوماً ..
تحياتي وتقديري .


التوقيع:
نوف الثنيان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 19-04-2006, 00:25   #5
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : ..... نِشَارَة!


ما يستوقفني في قصصك اللغة والفكرة وفتح آقاق للسرد
يتضح فيها تأثير الروح الشعرية التي تتلبس الشاعر عبدالرحمن السعد
انحناءة إعجابي لا تغني عن صمتي أمام هذا الابداع

التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 21-04-2006, 02:54   #6
عبدالرحمن السعد
أديـب و شــاعــر
 

تلويحةُ ودٍّ أولى

صحبة الضوء:

سيدتي الجازي
أستاذي عبدالواحد اليحيائي
سيدتي نجدية
سيدتي عنود
في غمارِ ضوءٍ تهبون
وصوبَ إيابٍ يليق.
..
ودٌّ خالص.
..

التوقيع:
يَا امْرَأةْ
بَيْنَنَا قَدَحٌ صَامِتٌ
كَيْفَ أَعْبُرُ هَذَا الفَضَاءَ السَّحِيْقَ
لِكَي أَمْلأَهْ
محمّد الثبَيتِي
عبدالرحمن السعد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 10-05-2006, 03:20   #7
عبدالرحمن السعد
أديـب و شــاعــر
 

رد : ..... نِشَارَة!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجازي
.

هنا لم أستطع أن اغفل شاعرية عبدالرحمن السعد ..
لغة الشعرتفرض حضورها .. والزخم الفكري في صياغة ملفته بجمالياتها
حتى أني انصرف إليها وحدها وأنفصل عن النص لأقرأها كـ جمل بلاغية رائعة ..
أدركت فعلياً على قدرانفعال الكاتب بنصه.. على قدر أنفعال القارىء مع الكاتب والنص ..

هل يكفي أن أقول رائع !
لاأظن .. ولكن !
سـ أسجل إعجابي هنا ولعله يفي ..


.
سيدتي الجازي
كم يوماً مضى منذُ كتبتِ سيدتي؟
15-04-2006 16:58
هل تصدقين أنّي لم أتخيّل كوني أقصّرُ إلى هذا الحدّ!
يمضي الوقتُ كما صوتِ هبوطِ إصبعٍ على حرفٍ في لوحة المفاتيح اللحظة، حرفٌ ويوم!
نصٌّ وسنة! هل سأغدو كذلك؟
جدي عذراً سيدتي، ولا تبخلي عليهِ بحسنِ ظنّ.
..
"نشارة" نصٌّ مضى أوانهُ ولم يمضِ نبضه.
(النصّ، الوقت) فيهِ، سيدتي، ما فيهِ من فعلٍ وتفاعلٍ وانفعالٍ، يليق بالحدٍّ الأدنى من جنونٍ والأعلى من عقل. كانَ لا بد من صحو، وكان الصحوّ كلّه غير كافياً.
بقيتُ في وحدةٍ وتحدٍّ يلوكانِ كلّ بهجةٍ في الوقت.
..
ربما كانَ الشعرُ هناك مجرد هروبٍ من نمطيةِ الحكاية، سماجةِ الوقتِ وكلّ ثانيةٍ تلي، حتى اكتمال حلم. حتى مطارِ الرياض، ونخلة تنثر سعفها لامتدادِ نحولٍ تعي، ولاحتقانِ عينٍ ويقظة دمٍ تهفو إلى جذرِ خلود.
..
يكفي.
وأكثر.
..
دمتِ سيدتي
..

عبدالرحمن السعد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع