04-08-2004, 14:49
|
#1 |
|
الهــاجـس
|
دجىً شاتِ !
لكلا ليلاه و ليلي تضوعت مسكاً بريّا (القرنفل).قالوا أن لها شجرة يقطعها المحب على مسافة مئة عام .. تحسستها فوجدت لها من الطلع صنوف من السفرجل و التوت و الرمّان و العنب .حتى إذْ تسلقتها وجدتها شاهقة وراء السحاب .فأنام حتى إذا جنّ الليل جَنّ القلب و صاح الهوى يا "عاصيه"و أشتكى في دجىً شاتِ تحت سيقانها فافترشُ أوراقها الدمقس حتى إذا طلع النهار أكملت المسيرة من غُصنٍ لغصن .فهذا كله وردٌ و زهر و الثاني ينساب منه العسل شفاءٌ للنفس المحرجه و الرابع ينساب منه الماء زلال يتقطر في صفيحٍ من سندس و اللبن بارد يمُرُّ في رئتيك كنسمة الهواء و قد ازدانت عروقها بآيات الكتاب و "الله نور السماوات و الأرض "و الخامس في وكناته الطير ,حتى إذا اختصما الوليفان احتكما عند (هُدهد) عاشق فحكم على السالي و حكم للمتيّم و لمن أضنته الصبابة و شرده الانتظار و أخذ قلبه يتلظى السهام ,و يا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ أيقام الساعة موعدهُ (تالله كم أنا مولعٌ بالرفعِ و الرفعُ) ! و في أواخر الشجرة تدلى الأنواء كالؤلؤ بسعد السعود و سعد الذابح و الشوله و القلب و الأكليل و الطرفة و الهقعة و الرشاء و سعد الأخبيه . فنمن الآنسات و طمس على شخوصهن لترشدني روح الشجرة جادّة الهوى فأكتبُ عنها ما شاءت لا ما شئت و ما شئتُ غير الذي شاء الله ثم شاءت .. ساعة للغزل و ساعاتٍ للنوى ,حتى إذ اشتكيتُ (((غربة الغرام))) أسرعن الغواني و القيان و المحضيات بالمعازف ينشدن تحت الشجرة ما يحلو و يصفو من شعري لـ"سميّة" أن تسمع . فقلتُ : أتلك أنفاس الحبيب أم جنانُ ريحان نشر في الرياض طيب الرياحين مرّت سميَّة كوابل غيثٍ أسقى العلقم و أنبت الياسمين حتى إذ أشرقت سميَّة سجد القوم لربِّ العالمين و لسميّة أنواء و ملكٌ عظيم تفتن القلوب و تضرم النار في الأرواح البليده و النفوس الجائره و يلقى السعاة من العُشَّاق حتفهم في الطريق إلى مفاتنها ,يرددون ما شاء الله تبارك الله ,يحمل كل فارس مدجج بالسلاح تعاويذه الشعريه من "قفا نبك" و "هل غادر الشعراء" و "لخولة أطلالٌ "و "عفت الديار" و "ودع هريرة" فيستثار (الهاجس) و لكل شاعر هاجسه من الجن فهاجس "النابغة الذبياني"هو "هاذر" و هاجس "امرؤ القيس" كان يسمى (لافض بن لاحظ) الذي استحمقته عندما تلاحيا الخصمان امرؤ القيس و علقمه بن عَبَدَه التميمي فاحتكما عند الفاتنه"أم جندب"أيهما أشعر ؟!فقال "امرؤ القيس": خليلي مرا بي على أم جندب نقض لبانات الفؤاد المعذب حتى مر بقوله : فاللسوط الهوب و للساق درة و للزجر منه وقع أهوج منعب و أنشد "علقمه" قوله: ذهبت من الهجران في غير مذهب و لم يك حقاً كل هذا التجنب حتى انتهى إلى القول : فأدركن ثانياً من عنانه يمر كغيث رائح متحلب فقالت أم جندب لإمرؤ القيس :علقمة أشعر منك.فقال: و كيف ؟فقالت:لأنك زجرت فرسك و حركته بساقك و ضربته بسوطك و إنه أدرك الصيد ثانياً من عنان فرسه,فغضب امرؤ القيس و قال : ليس كما قلت و لكنك هويتيه فطلقها فتزوجها "علقمة" و بهذا لُقّب بـ "علقمة الفحل" .. فيناديك السفرجل المُحلى و المشمش و الكمثرى حتى إذا قضمت قضمة من الرمّان غار عليك التوت فذبل حتى تأكل منه ما أكلت من الرمّان . و في الغداة أستظل بظلها فتجتمع فوق رأسي الطير حتى إذا نعست الشمس في العشي قلن الفراشات حدثنا عن أحسن القصص ؟فقلتُ هي قصة يُوسُف عليه السلام ,فقرأتُ عليهن و وقصصتُ هذه الآيات الكريمه : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ33 قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ77 حتى وصلتُ الآيه : لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ . نهاية الجزء الأول |
|
|
|
04-08-2004, 21:06
|
#2 |
|
شـــاعرة
|
رد : دجىً شاتِ !
هنالك من يتدثر بالحب ولا يجد له التقدير وفي النهاية الحكم لصالح الأصدق الكاتب الرائع فهد العيسى مواضيع نعشقها تعبر بنا محيطات من المعرفه والأدب .. ننتظر الجزء الثاني بكل شوق ودي واحترامي |
|
|
|
|
05-08-2004, 03:22
|
#3 |
|
رد : دجىً شاتِ !
.  لي عوده .. |
|
|
|
|
05-08-2004, 09:03
|
#4 |
|
الهــاجـس
|
رد : دجىً شاتِ !
(نوارتنا) لا شيء يذكر فيما رويته محموماً يوم أمس سوى مداخلتك الكريمه في هذا اليوم .. فكوني كما أنتِ أختنا الكريمه ! (جازينا) سأنتظرك حتى إذ غابت شمسنا أشرق قمرك ... أخوك /فهد ساره / القلوب لا تخون لكنها تكل و تتعب ... هي منقوشة على صحن مرمر و أنا مصنوعٌ من مادة المرمر ... نتكسر ... نبقى شظايا و لا زلنا نجتمع شظايا .. لا يوجد في مخطوطتي هامش للخيانه لأني تركتُ هشاش الهوى يمضين ..و وقفتُ أمام تمثالِ الخصوبة دهراً بأكمله لأتأمل من أين أطلَّ علينا الحُسن .. ففي مخطوطتي لا يوجد موت ! بل الحب كل الحب ..... سأخونها لو توقفتُ عن ذكر محاسنها و ستخونني عندما لا تستمع لي ... لقد تركتُ العالم الهش منذو سنوات فلم يعد الهاجس ينبش في الوحل .. مشواري طويل نحو السماء طاهراً نقياً (بحب و بغير حب)أردد كلمات عزيزه حول الأخوّه و المحبه و الصداقه في الله فندوم و لأني خُلقت من ضلع أمي الأعوج  و هذا أجملُ ما فيّ :white: |
|
|
|
|
06-08-2004, 01:35
|
#5 |
|
شــاعــرة
|
رد : دجىً شاتِ !
فهـــد .. .. وكلمات كالورود نقف امامها دون تعليق هنـا اظن ان السكوت من ذهب  شكراً لرقي قلمك تحياتي |
|
|
|
|
06-08-2004, 10:30
|
#6 |
|
شـــاعرة
|
رد : دجىً شاتِ !
كاتبنا الرائع فهد العيسى قد لا نملك جواز دخول لوطن الجمال شكرا ً لهذا الكم الهائل من الحب كل الود |
|
|
|
|
06-08-2004, 14:27
|
#7 |
|
كاتب متمـــيز
|
رد : دجىً شاتِ !
شقيق الروح ونديمها .. حادي العيس .. ساعود لأعرج من السماء الدنيا إلى سماوات الإبداع العليا .. ما أحسنك.. قلت الفانيه أن تنجب أمثالك أيها الحادي .. دام الألق في حضرته .. أخوك ومحبك جم .. حامد البار .. |
|
|
|
|
06-08-2004, 18:52
|
#8 |
|
الـحـــرّاب
|
رد : دجىً شاتِ !
العزيز فهد.. بانتظار الجزء الثاني.. دمت بخير.. |
|
|
|
|
09-08-2004, 03:38
|
#9 | ||
|
|
رد : دجىً شاتِ !
فهد العيسى .. لحضورك دوماً رذاذ يسبق المطر .. كاتب نذر نفسه للكتابة المتميزه ذات نزعه قصصيه ..لمختلف آفاق المعرفه يحدها الأدب والشعر من جهاته الأربع .. نعود إلى الينابيع التي تدفقت هنا في هذا الموضوع .. إقتباس:
تلتفت للأصول ..وتقدّس التراث والتاريخ .. يطيب لي أن أسميك شاعر الطلل .. الشعر الذي يذكّرنا فيه الشاعر ديار الحبيبه وهو بعيد عنها غير مستقر في مكان ما أو .. حال .. يسترجع ماضي الأحبه بحلوها ومرارتها .. نهج يتبعه غالبية الشعراء مثل كعب بن زهير حين أستهل قصيده له بقوله .. بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيّم إثرها , لم يفد , مكبول وهاهو الشاعر ابو الطيب المتنبي مدعي النبوة هذا .. مستهلاً قصيدته بالوقوف على الأطلال
لك يامنازل في القلوب منازل = اقفرت أنت وهنّ منك أواهل
إقتباس:
لا تستحمقه و تلومه كثيراً ... برغم أن امرؤ القيس يعتبر شاعر المرأه بلا منازع ... الاّ أن له صولات وجولات في الغزل واللهو .. تزوج أمرؤ القيس بأكثر من أمرأه ولكن أشهرهن أم جندب الطائيه الذي تزوجها عندما هرب من المنذر بن ماء السماء .. أليست من قالت له لماّ أيقظته ذات صباح فلم يقم إلاّ متثاقلاً : إنك ثقيل الصُّدره , خفيف العُجزه , سريع الهراقه , بطيىء الإفاقه لا تقلق عليه فلم يصب بالأحباط تعددت أسماء المحبوبات المعشوقات في شعره حتى بات من العسير التعرّف إلى من كان منهنّ قريبه له ومنهن من تزوج بهّن وصرن نساؤه .. فهناك اسماء عديده استهل بأسمائهن في بعض قصائده , وبعضهن في ثنايا القصيده , ومن هؤلاء أم عمرو , وهي من اللاتي احبّهن الشاعر حباً قد يصل إلى حد الوله , وقد ظل هذا الحب ملازماً الشاعر حتى سن متأخره وقد ذكرها امرؤ القيس اكثر من مره .. ومن ابيات امرؤ القيس لأم عمرو حين ذكر حبّه لها وجعله أسير الشجن والسقم
وانهلت العين بدمـع تهمـ ر = بل أمّ عمرو لك شجو مضمر هي الجوى والسقم المقـدّر= يخفى بخافي حبّها ويظهـر فهد العيسى يبدوا أننا نستقر في وطن الدهشه والتي بسطت لنا أراضيها هنا في مواسم .. مواضيع هنا كفيله بسقاية العشب .. في كل مرة نقرأك فيها نعود محمّلين بسلال تتزاحم فيها أجمل الصور والتعابير المورقة .. دمت وطن للدهشه والتميز .. أطيب تحيه ... |
||
|
|
|
|
09-08-2004, 03:58
|
#10 |
|
رد : دجىً شاتِ !
.  . |
|
|
|
|
09-08-2004, 22:01
|
#11 |
|
الهــاجـس
|
رد : دجىً شاتِ !
و (ترنا) ذو الألحان العذبة المنفرده... تقول/ تقولين : السكوت من ذهب بل أنتم الذهب الخالص الذي يستنبط بالكد و الدأب و النصب .... طوبى ! |
|
|
|
|
09-08-2004, 22:07
|
#12 |
|
الهــاجـس
|
رد : دجىً شاتِ !
أختي الكريمه / نوره العجمي و الله أفرحُ كثيراً بمداخلتك ... و الشكر كل الشكر لهذا الكرم و الجود و طيب النفس الماثل في خُلق و أنامل ( نوَّارتنا ) و لا أملك سوى خالص و صادق الدعاء ... طوبى ! |
|
|
|
|
10-08-2004, 08:52
|
#13 |
|
الهــاجـس
|
رد : دجىً شاتِ !
صاحب الخلق الكريم (أخي حامد ) مثلك ينتشر كالضوء فينعكس هنا و هناك .. حتى إذا تعبت عيناي من السهر رأيتُ بعينيك .... دمتَ أنموذجاً للخير كله ... أخوك و محبك في الله / فهد .. |
|
|
|
|
10-08-2004, 08:54
|
#14 |
|
الهــاجـس
|
رد : دجىً شاتِ !
أخي محمد الحراب سأفعل فكن بالجوار دمتَ بكل الخير ...... شاكر مرورك ! |
|
|
|
|
10-08-2004, 09:07
|
#15 | |||
|
الهــاجـس
|
رد : دجىً شاتِ !
(جازينا) سلامُ الله عليكِ *** قراتُ ما نقشتم من درر و تمنيتُ لو أنكم أفردتم له موضوعاً مستقلاً لما يحملُ نصّكم من فائدة و جماليه و هذا ليس غريب عنكم فأنتم أهلُ الأدب و صحبه ... لا أخفيكم سراً بأني ضحكتُ كثيراً على تهكمكم في قولكم : إقتباس:
و عن قولكم في امرؤ القيس: إقتباس:
 و بعدين قالوا له أبوك قُتِل! قال :اليوم خمر و غدٌ أمر ..(ما يضيّع وقت لحاه الله) ..و ( لحد يخرب مزاجه )عند لعب البلوت مثل ما فعلت الضعيّفه الحقود (أم جندب) و شرشحته شرشحةً فصدقناها ! و أولاد الشيوخ ما يقومون الفجر :white: خصوصاً و هم في الجاهليه يعني مافي صلاة صبح.حتى أن امرؤ القيس كان يحارب و هو مواصل ما نام .كل هذا عشان ما يقوم بدري :white: ... عارفه علقمه كان (أسود) و فضلته على الملك الضليل نكاية فيه (إن كيدهن لعظيم) و فضّحت بالرجال!!! و في رواية بأنها ردحت له ردحاً باللهجة المصريه و قالت مقولتها الشهيره : إللي ما يشتري يتفرج !و وضعت يدها اليمنى على خاصرتها .و لكن امرؤ القيس (دقها) (دقّه) ,يعني (ذب عليها بالحكي) ,و قال: ( ليس كما قلت و لكنك هويتيه )! و كان بجانبها علقمه طوله متران و إحدى عشر سم ! حتى كاد امرؤ القيس أن يسجل له في منتخب كِنده لكرة السلّه ! و لكن امرؤ القيس ما همه و قال الله يهني سعيد بسعيده .و قيل أيضاً بأنه ذهب بعد هذه الحادثة ليرقم في شارع كِنده العام و شبّك مع أم عمرو !التي كانت تستقل بعيراً مضللاً ,ففتحت له شباك الهودج و قالت له بلهجة أهل الرياض القح : من أنت ولده ؟ بإسنادٍ صحيح و هذا في ذمة أخونا (البار) و الله أعلم  .فشكرتُ الله ثم شكرتكم على زرع الإبتسامة في محيانا ! و أنكم قد أثريتم موضوعنا المتواضع في مواطن عدة .. أمَّا الطلل و الأطلال فهذا حكمكم و أنا راضٍ بما تصفون و بما تجودون و تخلعون علينا من شرف الألقاب... أخيراً / سأتفيأ بظل (الجازي) فلا هجيرَ و لا تيهَ و لا ظمأ ... إقتباس:
دمتِ كبيرة شامخة بالإنسانيه و الأدب ... |
|||
|
|
|
 |
| عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|
|
