[إبراهيم الوافي]

صبر ساعة ..!

شعر / نجدية

تضيق و أضيق من ضيقك و من ضيقي‎
..................‎بين القضا والرجا‎ ‎و النفس جزّاعه‏‎
لو في يدي‎ .. ‎كان ما ضاق‎ ‎المخاليقي‎
................‎وإلا تُشـوفَ الولايف .. دُوم‎ ‎مِلتاعه‎
الله يجيب ‎الفرج .. مع يَبسة‎ ‎الريقي‎
..................‎والأرض مسرح وكلّن يلبس قناعه‎
أحدٍ يعدّ ‎الحقايق .. دون تحقيقي
................... ‏‎ ‎مايرتجي من مدايح ناس سمّاعه
وأحدٍ على كلمته ... لازم‎ ‎مواثيقي
...................‎يَكتِب و يَختِم و يَبصِم كَامل ذراعه‎
دام انت‎ ‎طيب .. و حنا لك‎ ‎مشافيقي‎
..................فالآمر هيّن .. بدنيا كلها .. باعه
يفداك عمري و قلبي مع‏‎ ‎معاليقي‎
.................‎والضيق مثل‎ ‎الشجاعه في صبر ساعه

ماقرأتُ هذه الـ (نجدية ) إلا وكانت الأرض مرآة السماء .. والكتابة جديلة الضوء التي تبدأ بالفكرة وتنتهي باللغة ...
هذا نص توافرت له مواطن الإبداع بدءا برؤياه وانتهاء بلغته .. هكذا جاء بعفوية شاعرة مفطورة على التناغم .. بين الرؤيا الإنسانية .. واللغة الحاملة لها ، فجاءت بمفردات ذات جزالة وعمق .. تكشف ملامحها لنا بوضوح قافية الصدر في الأبيات حينما اعتمدت على صوت ( القاف ) ذو البعد الصوتي العميق نتيجة مخرجه صوتيا .. مع محطّة الاسترخاء الصوتي المتمثلة بقافية العجز حيث ( العين المفتوحة والتاء الساكنة حد الهاء ) ..!
وهذه الإحاطة الشاملة بهوامش النص لايمكن إغفالها مطلقا حينما يكون الشعر بصوت ( نجدية ) وهي التي اعتدنا منها الرزانة في الكتابة .. والعمق في التحليل .. والإحاطة الدائمة بما تبدي الألسن وما تخفي السطور ...

يبدأ النص بتوحيد الحالة الشعورية .. توطئة للتنظير حولها .. وهو أسلوب إقناعي متطور في الشعر حينما يجيء سنة في الحياة .. فرصد الحالة لايمكن أن يجيء مقنعا مالم تتوحد الظروف هكذا ( تضيق وأضيق ) ثم يجيء الناتج واحدا ( من ضيقك ومن ضيقي ) .. وهو بعد استشرافي .. ابتعد في النص عن التخييل واقترب كثيرا من ملامسة الواقع بصورة تقريرية تعميقا للغاية منه .. وتنغيمًا للحالة الشجنية التي تبدّى عليها الموقف ..حينما لايحتمل الواقع التخييل ولا يعالج الموقف إلا بمباشرته ومواجهته .. وهذا ما جاء عليه الاستهلال في النص ..هكذا :
تضيق و أضيق من ضيقك و من ضيقي‎
..................‎بين القضا والرجا‎ ‎و النفس جزّاعه‏‎
لو في يدي‎ .. ‎كان ما ضاق‎ ‎المخاليقي‎
................‎وإلا تُشـوفَ الولايف .. دُوم‎ ‎مِلتاعه‎
والحقيقة أن التقريرية فيه اعتمدت على روح تجلّى عمقها ورؤياها للحياة بمباشرة الواقع والاستسلام له .. مع رسم صورة خلفية لما يمكن أن يكون عليه استشرافا .. عن طريق استخدام مفتاح لغوي ( لو ) وهو كما يعرفه اللغويون ( حرف امتناع لامتناع ) .. وهو كما أشرت مرآة أخرى ينعكس عليها الواقع حينما نضع الحلم والأمنيات كضفةٍ أخرى مقابلة للموقف المعني بالنص ...
والحقيقة أنني أكره دائما مباشرة النصوص ( معجميا ) بتشريح معانيها ، حينما يعنينا فيها الرؤيا الحياتية عامة .. لكن أختنا النبيلة هنا في ( صبر ساعة ) اعتمدت بشكل مباشر على اللغة المعجمية الموحية .. حيث انتقت لرؤياها لغة جزلة عميقة متماهية مع طبيعة النص وأفقه النفسي العام .. مع ضرورة التأكيد على مايسمى بخصوصية الدلالة للمفردة فيه .. فلوأخذنا مفردة ( الولايف ) كنموذج في البيت الثاني مع الصفة الحالية التي جاءت بها لها ( ملتاعة ) لتلمسنا قدرة المفردة الموحية على التعبير الخاص .. فالمعنى العام لمفردة ( الولايف ) يعني التلازم والتلاصق الدائم .. ووصفها بـ ( ملتاعة ) تأكيد على حدث لاإرادي داهمهم ، وهو ما استهدفته الشاعرة في البيت المذكور بدون مباشرة لفظية ..معتمدة في ذلك على الدلالات الخاصة للمفردة .. ويتتابع هذا الملمح التكاملي بين الرؤيا الإبداعية ووسيلة إيصالها ( اللغة ) في الأبيات المتبقية في محطات متعددة من مثل قولها :
أحدٍ يعدّ ‎الحقايق .. دون تحقيقي
................... ‏‎ ‎مايرتجي من مدايح ناس سمّاعه
وأحدٍ على كلمته ... لازم‎ ‎مواثيقي
...................‎يَكتِب و يَختِم و يَبصِم كَامل ذراعه‎ ..
فالتنويع في الوصف هنا اعتمد على التكامل اللغوي الرؤيوي المدهش ( الحقائق .. دون تحقيق ) ( الكلمة .. بتوثيق ) .. وذلك بالاكتفاء بـ ( الحقائق ) بذاتها .. واستعانة ( الكلمة ) بالتوثيق ومثل هذا البعد اللغوي واحد من أهم ملامح النص فنيا ..

والحقيقة أن مثل هذا النص قد يبدو للبعض مباشرا وذا طابع تقليدي وعائظي .. أو موقفي اعتمد في نكهته على الحكمة والتجريب الحياتي .. لكنني بالفعل رأيت فيها تكاملا مثيرا بين الرؤيا الإبداعية .. واللغة الناقلة لها .. وهذا تحديدًا واحدًا من أهم مسوغات وجوده هنا .. إضافة لرغبتي الكبيرة في تأطير المنهج الكتابي لدى أختنا الفاضلة نجدية .. حينما تجيء دائما برؤيا عميقة ورزانة ..تقف لها السطور احتراما وتقديرا ...

مودتي للجميع

[الجازي]

.

صبر ساعة .. / نجــدية
اللغة العربية هبة الشعر لأنه سر فصاحتها وبلاغتها التعبيرية ..
وهنا المفردات ليست مجرد رموز اعتباطية ..
بل أبيات متينة تتحد مع بعضها لـ تشكل منظومة من الهموم والضيق والصدق والحكمة ..
و تمتلىء عمق ومعاني تتسم بالجزالة المعهودة من شاعرتنا نجــدية .. ..
وهنا نجد خاصية اخرى تميز الكتابة الشعرية
من هنا ندرك إن بعض الشاعرات لا يكتفين باستغلال ملكتهم اللغوية وموهبتهم الشعرية
لاجل اللهو والتجمّل بل يستثمرونها للتنفيس عن مشاعرهم ..والكشف عن بياضهم ..
ووتمكنهم من مزاحمة المبدعين في قصائدهم ..



الوافي جداً بــ الشعر والإبداع
إبراهيم الوافي ..

كان هذا ردي على قصيدة صبر ساعة ..
حفظت من أبياتها الكثير .. لــ روعة الإحساس والبعد الإنساني الذي نجده في مضمونها
مع الحكمة الواضحة التي تتسم بها شاعرتنا في الأبيات ... مع جزالة القصيده .. فــ هي مشبعة جداً للذائقة ..

لا عجب هذا ( التشخيص ) من شاعر أثرى مواسم بــ الكثير من الشعر والنثر والدراسات النقديه المتميزة ..
بــ قدر إعجابي بالقصيدة .. بقدر إعجابي بــ هذه القراءة الرائعة والمتميزة جدا
من ناقد .. / شاعر نثق به .. والتي تستحقها لا شك الشاعرة نجــدية .. ..


أطيب التحايا لكم

.

[عبدالرحمن السعد]

هنا الكثير من الدهشة، ومن "أوّل المرّات".
لذلك، تبدونَ ساحرينَ، مثلَ غابةِ ياسمين.

لا تغضبْ على صديقكَ الكسول يا "إبراهيم"
جدْ لهُ عذراً ليحسنكَ الهتافْ
ليُبلغكَ الذي يسم الشّغافْ
تلوتُكَ مرّةً أولى هنا سلطان قراءِ القصيد.
تشدو بقافيةِ الضياءِ، تصوغها صوباً تُريدْ.
....
ينهضُ الشاعرُ فيكَ إلى حيثُ أنتَ، فترسلهُ نحواً يصطفي الشعرَ والشعراء.
يروحُ بكَ، في عمقِ الشعرِ، في تلافيفهِ، في جوفهِ، فتحسنُ الإصغاءَ مرةً، تتقنُ الإصغاءَ ألفَ مرّةٍ، ثمّ تنبسُ بحفيدِ لسانْ، وقبل بأجملِ بنتِ شفة.
..
يهبنا الشاعرُ فيكَ سرّ القصيدة.
يضيء لبعضنا كلنا.
يتيحُ لمن يعتريهِ الشرودُ صباحاً حريّاً بصحو.
..
ولمَ لا يهطلُ الضوءُ على الذُرى!
يلثمُ القصائدَ بيتاً بيتا.
إيقاعاً فأخيهْ.
فيصطفي فراشة حكمةٍ وأساطير.
لنعرفَ كيف تجيء اللغة
وكيفَ تُصاغُ الحقيقة في الأدمغة
.... صدّقني أيها النابتَ في خصبِ القصيدة:
((....دام انت‎ ‎طيب .. و حنا لك‎ ‎مشافيقي‎
.......فالآمر هيّن .. بدنيا كلها .. باعه
قرأتُ التوقيعَ مرّاتٍ ووعدتُ رأسي بالبحثِ والقراءةِ مرّاتٍ،
فوهبتني اللحظةَ حفلةَ الأجوبة.))

عذراً لقصوري، هوَ ما جاءَ اللحظة.

دمتَ يا إبراهيم التفرّد.
دامَت شاعرة الذرى
دامَت مواسمُ الإبداع
دمتم جميعاً في الطيبِ كله.

[عنود]

الشاعر إبراهيم الوافي
عندما نجد دراسة جديدة نثق أن بشائر الخير أتت لنستولي من غنائمها
تجعل من يقرأ يغرد مع قراءتك للأبيات
اجمل الكلام مانكتبه بلغة مهذبة وحروف راقية وخلفية أدبيه لايستهان بها
وللقراءة كذلك آفـــاق أكثر سمقاً وعمقاً معك



نجــدية بكل شفافيتها التي عهدناها قوية وعذبة بأحاسيسها
تكتبنا لنكون نحن جزء من الحب المتزن والحنان الفاضح والأقرار بما جاء فيها من الحكمة
وتجعلنا اكثر يقيناً بما نريد
زيدي ألقا و حضورا بالكتابة و لنا الحق في انتظارنورك
للشكر نجدية ِوللإعجاب نجدية
كوني بخير يا صاحبة الحرف البهي

[نورة العجمي]

صباحكم طهر

كل مرة أترقب هطول مطر جديد
فيأتينا بغزارة أكبر
جاءنا هذه المرة الوافي بحضور مرتب
مربك للآخر برؤيا عميقة نقف له احتراما وإعجابا


صبر ساعة
سافرت حروفنا بكلِّ ألوانها نحو المعاني
أحياناً تمطر القصيدة حزناً لتروي المشاعر فترتوي إبداعاً
لتنثرها وروداً تنشر طيبها طهر وحِكم وعطاء وإنكار للذات من أجل الآخر
هذه القصيدة بكل مافيها جميلة جداً حد التعب

شكراً الوافي بحضورك الهادىء الصاخب

[تركي]

ليتني شاعر وجدير بقراءة إبراهيم
هي الأرواح الشفافة التي تمتلك التقييم
وشاعر وناقد أكاديمي نطرح بها ثقتنا كلها
أبحرنا في قراءتك على مراكب من الدهشة
شكراً للقصيدة وشكراً لنجدية

[نوف الثنيان]

ضياء القصيد / الوافي ..
تحضُر في أوج تألقك .. لـ تُلجمنا البهجة / الدهشة عن القدرة لـ تسجيل رد الشكر والإمتنان ..

للوافي ولكل من شرفوني بـ وردوهم / ردودهم ..

إلى أن أجد مايليق ..

[الجازي]

.

وقفة أحترام للناقد ..

وتحية تقدير للشعر هنا ..

وهنيئاً لنا هذا التواجد ..

.

[نوف الثنيان]

إبراهيم الوافي ..
سيد الحضور الأجمل ..
صباحك سكينة ..

حين تتقد نيران الفكر ويتم أختيارك لـ قصيدة
كأني بها تبتسم لنور الفجر.. وننتشي معها لبزوغ الشمس ..
لـ يكتمل ضياءها ..من طاقة مفكرة واعية ومدركة لتناقضات النفس البشرية ..
فالقلب مجمع تناقضات الحياة وجدلياتها التي لا تهدأ ..
وهنا _ الناقد _ ينتقل بها من مرحلة الأنفعال الجارف ..إلى مرتبة الحكم العقلاني ..
لتتضح الأمور وينقشع الضباب فـ يستطيع أن يحل المعادلات الصعبة ..

أنحني مستجيرة بـ ماء الأبجدية _ لعلي _ أجد ما يروي ظمأ الأمتنان وأجني من حروفها ماينصفك ..


أعتني بك لأجلنا
ود بحجم السماء ..

[ثامر الشعيفان]

نصٌ رائع .. لـ أحد أكثر الأقلام جمالاً وتجليّاً وإبداعاً
شاعرتنا " نجدية "

صبر ساعة
سيبقى في قلب ذاكرة شعبيات شاهداً على جمال هذا القلم

صبر ساعة
وجراحةٌ مقطعية .. يسلط فيها أديبنا إبراهيم الوافي مشرط النقد
على جسد الشعر بـ حرفة !!

إسلوب رائع وقدوةٌ تُحتذى في النقد البنّاء
تُبهرني دائماً يا إبراهيم

[هتاف الروح]

قراءة واعية .. لنص راقي


دام هذا الوعي


تحياتي لشخصك الكريم

[إبراهيم الوافي]

الأحبة جميعا هنا


أولا .. علينا فعلا أن نمتن كثيرا لأختنا النبيلة ..نجدية .. حين جمعتنا في هذا المتصفح على طاولة شعر أثير ومميز ، فالشكر والتقدير لها على إبداعها وروعتها التي اجتمعنا عليها ...
وثانيا .. لاأضيف جديدًا حين أشير دائما إلى أنني لاأكون هنا إلا بحسن ظنكم بأخيكم دائما .. وأننا ماضون ـ بإذن الله ـ بتسلق بعضنا البعض حتى نبلغ السماء ...
شكرا للشاعرة أولا وأخيرا وشكرا كثيرا كثيرا لكل من حضر هنا ..

أخوكم