25-03-2011, 17:18 | #1 |
عضو شعبيات
|
رع ـشة خلخال ـي
" وُلِدَت فجر أحد أيام آذار، وهو شهر ميلاد جديد، شهر الدروس والعطايا والازدهار. يبدأ فيه الربيع رسول الحياة والخصوبة، حاملاً معه أحلام كل بذرة وجنين. إنها مرحلة جديدة لكل من يهوى الحياة ويشق طريقه نحو مولدٍ موعود، فتشحن البذور طاقاتها، وتمتص الدفء من حولها، لتنمو وتزهر خارج رحم الأرض الأم، ويحين قطافها حين الذروة والنضوج، تماماً كما حان لأفكارها أن تزهر بعد انتظار وكمون ". قرّة العَينْ |
25-03-2011, 23:51 | #2 |
عضو شعبيات
|
لفتة
" نصوصي نسماتٌ طليقة حُرة.. يتلقاها من يشاء، وكيفما يشاء، ولكن لا ينقلها ولا يتناقلها " قُرّة العَينْ اخر تعديل كان بواسطة » قرّة العَينْ في يوم » 26-03-2011 عند الساعة » 12:57. |
26-03-2011, 00:01 | #3 |
عضو شعبيات
|
جـنـون الـعـاشـقـين - الجزء 1
جنون العاشقين - الجزء 1 قاربت الساعة على إعلان وشك بزوغ الفجر بعد ليلٍ سرمدي طويل أبى أن يزيح ظلاله الحزينة من على عينيها. كانت مستلقية على فراشها، محاطةً بتلك الجدران الباهتة التي سجلت أحداثاً غير منسيّة، وتذكرّها دوماً بمدى جمال العاطفة التي استوطنت روحها وقلبها دون أدنى فرصة لتحررٍ محتمل. رغم البرد، قررت النهوض من فراشها. عقدت يديها على صدرها، وعلى مهل توجهت نحو الشرفة. أزاحت الستار جانباً برفق، وألقت نظرةً خجولة على الخارج حيث خيّم الصمت. تأملت بضع نجوم مبعثرة في السماء. إلتفتت يميناً حيث اتخذ طيرٌ من إحدى زوايا شرفتها مرقداً له، بدا غارقاً في نومٍ عميق، مستسلماً بعد نهارٍ حافل. تمنت حينها أن تحظى ببضع ساعات من النوم، يحررها من تسلط الظنون، ويخلصها من "وشوشة" الأفكار وصخبها. أسدلت الستار، ثم إستدارت حيث واجهت المرآة. تأملت تقاسيم وجهها، التي مُزجت بمثالية بين السحر العربي الأصيل والوهج الفارسي النادر، واستعادت ذكرى كلماتٍ ذات سحرٍ شكسبيري، قيلت لها على لسان فارسها العربي الذي أشاد في مناسبات عدة بأصولها الفارسية، وعبر مراراً عن تقديره وإعجابه بأول إمبراطورية عالمية، امتدت شرقاً وغرباً بفضل سواعد أجدادها الأولين. إنها تتفهم ميوله وانبهاره. فمثل هذه الحضارة، التي تعود الى مئات السنين قبل الميلاد، كانت ولا تزال موضع اعجاب بالنسبة للمثقفين والمطّلعين والمستشرقين بطبيعة الحال. ويدين العرب للفرس تحديداً في نواحٍ عديدة من الحياة كالعلوم والفن والأدب، فتتلمذوا الطب على يدي ابن سينا، وتعرّفوا على قواعد اللغة بفضل سيبويه، وتولعوا بقصائد الفردوسي. ويستمر الكرم الفارسي ليسبغ على العرب، هذه المرة، بأثمن موارده وأنفس جواهره، فكانت هذه الفتيّة الغرّاء التي، وبين يديها، تعلم هذا الرجل المبتدئ أصول الحب، وأدرك معها حقيقة العشق. فغالباً ما تغيب هذه الحقيقة عن رجال البادية لأن جزءاً كبيراً منهم ينظرون الى الحب كعلاقة عابرة، ومحرّمة، ولا ترتقي الى مستوى العواطف الصادقة، بل تبقى محصورة في مفهوم ضيق لا يتجاوز حدود الشهوة والغريزة الصرفة. وآخرون يفتقرون للثقة والإيمان بضرورة استمراريتها لأسباب تقليدية مترسبة في ثقافة العلاقات. لذلك، فإن إرشاده لأسمى المشاعر الانسانية وتوجيه مسار حياته نحو زخم الحب بعد ركود وجمود سيبقى سبباً وجيهاً لجعله مديناً لها طوال عمره. إن مزج الثقافة العربية بمخرجات الحضارة الفارسية وانجازاتها، كان له أبلغ الأثر بلا ريب. ولا أحد ينكر ذلك، وبالأخص هو! لأنه يدرك تماماً هذه الحقيقة، ويعيشها كل يوم كأهم واقع في حياته ولا غنى له عنه. فهذه الأنثى الغنية بالكمال والعذوبة هي جزء من سلسلة المكرمات والعطايا الفارسية. لذلك ليس غريباً على الإطلاق أن يعترف بأنها هبة لابد أن يقبلها ويصونها، ولا مجال لوقوع الأخطاء أو الإهمال. وهي بلا شك محظوظة به وممتنة لوجود هكذا رجل في حياتها، فهو انسيابي كقطرات الندى على بتلات الأقحوان في صباح يوم ربيعي صافٍ، لكنه أيضاً درع صلب وعنيد غير قابل للاختراق والتطويع. انه كما يريد ان يكون. يتخذ اسلوبه الخاص، ويفرض حضوره وشخصه بسلاسة وذكاء حاد دون أن يكون مثقلاً أو فارهاً. انه أنيق بلا تكلف، وبسيط بلا ابتذال. غالباً ما يفوح بأريج مزيج راقٍ من الأطياب الشرقية، الذي يجمع في تركيبته خلاصة المسك، وشذرات من الخزامى والكافور بإحساس مفعم بالرجولة. ان التوازن المتقن للنسب والمقادير المؤلفة لهذا العطر يعكس حتماً توجهه الدائم نحو الدقة والمثالية. يكتفي ببضع بصمات من العطر الساحر على عنقه ومعصميه كل صباح حتى تتشربه خلاياه فيتحول إلى نداء صارخ للاندفاع نحوه وتقبيله. أهداها ذات يوم قارورة من العطر ذاته مصنوعة من زجاج ليردام البلوري البديع، إسطوانية الشكل، ذات مظهر حريري يكشف عن المحتوى الذهبي شديد الصفاء. أحاطَ عنق القارورة بشريط من خيوط الذهب، تتوسطه ماسة متألقة في بريقها. كان التصميم الأنيق للقارورة مغرياً بحيث أعجبها بالقدر ذاته الذي افتتنت به بسحر العطر. لم يكن يهديها بإفراط، فلم يكن يريد تحويل الهدايا الى عادة تفقدها قيمتها ورونقها. كان حذقاً في انتقاء المناسبات واختيار الهدايا الفاخرة التي لا يكتفي بها كما يبتاعها، ولكن يضيف اليها لمساته الخاصة، ليضفي عليها طابعاً حميمياً وشخصيا. انه صاحب ذائقة متفردة انعكست كذلك وبشكل ملفت على قصائده التي لا تماثل قصائد أخرى. ليس محترفاً، فهو شاعر هاوٍ ولكن يحظى بملكة مميزة عكستها الأبيات الشعرية التي أهداها لها. لم يهديها قصيدة غزلية كاملة قط، فهو بالكاد يستوعب نموذجها الأنثوي الخصب بكل المعاني الجميلة التي لم يجد لها مرادفاً ولا مثيلاً، فكان عصياً أن يسترسل في وصف دقيق لها. إن انجذاب أحدهما نحو الآخر كان قدراً محتوماً وأمراً بديهيا،ً والتفاعل الحميم بينهما كان جلياً في شتى النواحي، فحينما يتبادلان أطراف الحديث، لا مفر لكليهما من الوقوع في سكرة الحب. فكل الحواس والأفكار منجذبة حينئذ نحو الآخر. صوته الرخيم يخوض رحلة طويلة معها ويعبر أجزاء جسدها دون استثناء حتى يتمكن منه تماماً. لكنه هو الآخر ليس ذا حصانة أو مناعة، فهو أيضاً يذوب في صوتها العذب، يرتعش مراراً على إثر ترديدها لـ"هلا" و"لبيه"، ويفيض نشوة حين سماع صوتها أوان استيقاظها صباحاً. فلصوتها طراوة الفطائر المحلاة، وانتعاش الفواكه الاستوائية، مغرية، لذيذة، وناضجة. هكذا هي في كل الأوقات. يبقى صوتها النقي المتفرد أعجوبة ينهار أمامها كرجل، وتحمله طوعاً الى حيث الجنان والمرتفعات التي لا يطالها البشر، مستغرباً كيف يمكن لمثل هذا الصوت اللطيف الآسر أن يصد تأثير جفاف الأجواء أو رداءة التكييف أو ساعات طوال من النوم! كأنما هذه الأنثى حورية على الأرض أُهديت شهداً سماوياً يمنحها هذه الخصلة الفريدة. إنها باختصار فيض من الإلهام والإبداع في كل تفاصيلها. فما من طائل ليقاوم فتنتها، فمقاومته لن تفضي الا لمزيد من التعلق في شباكها، وبشكل اضطراري ينصاع مستسلماً لها، مقتنعاً انها قدر لا مهرب منه ولا مفر. بل انه، على نحو ما، يميل الى الاستسلام لها. فذاته المتعالية بحاجة الى تهذيب من نوع خاص ولا ضير في قليل من المرونة إن كان من ضروريات استمرار العلاقة. تارة يصيغ أجمل العبارات في الثناء على جمالها الآثم، الخارج عن كل قانون، المتخطي لكل مألوف. هذا الجمال القاتل الذي أعياه وأهلكه وأسقطه مراراً قبالها مترنحاً ومهووساً يلتمس منها قليلاً من الرحمة وكثيراً من الحب. وتارة يكتفي بنظراتٍ ذكية لماحة يستدرج من خلالها أنوثتها ومفاتنها المترفة بشذى عطرٍ ألِف جسدها وانبثق من كل مسام من مساماته منذ الأزل، فيداعب بأنامله عنقها باحتراف العاشقين، وينتقل مراوغاً إياها الى وجنتيها، فشفتيها صعوداً الى شعرها. وتحين اللحظة الفارقة حين يحتضنها بشغف، فجسده الملتهب يتضور جوعاً، ويرغب بشدة جسدها المخملي، ولا يمكنه حين العناق إلا أن يتجرد من كل الذكريات والأفكار فلا يتبقى سوى الشعور الغامر بنعومة الحرير ودفء الزبدة وطراوتها. هذا الملمس المثير، الذي لا يستطيع له تفسيراً ولا وصفاً، يأخذه فيما وراء كل واقع وحقيقة، ويتجاوز به كل منطق. ولا يكتفي منها أبداً، فهي كما المقبلات الفاخرة الشهية، تزيده شهوةً ورغبة، وتجذبه إلى جسدها الذي بدوره يلتمس منه مزيداً من الحب الشرس البدائي، والرغبة السادية المستبدة. هكذا تريده، مسيطراً، حاداً، قادراً على تملك نسماتها، فلا يمضي شهيق أو زفير دون أن يعلن الاذعان تماماً لسلطته وإمرته، ولا يغفى لها جفن دون أن ينتهز هو هذه اللحظة في فرض حكمه وإثارتها من جديد. هكذا أغواها، وهكذا احتواها فملكها. إن ديمومة الجاذبية المطلقة بينهما تجعله متيقناً بأنها ليست مجرد نزوة عابرة قابلة للزوال في حياته، وليست حالة بسيطة على قدر من التواضع الذي يتيح له إدراكها والتعبير عنها. فلا يمكن أبداً اختزالها في تشبيهات لا ترتقي الى مستوى فتنتها وتميزها. سيبخسها حقها فعلاً لو وصفها كمنظر غروب يأسر الوجدان مثلاً، أو كقصيدة غزلية لشاعر متمكن تبهر السامعين، أو كعبير عطر قهقر خلجات النفس التي لم تجد بداً من الانصياع لأريجه. حتماً لا.. إنها ليست كذلك! ليست لحظية، ليست فانية. إنها امرأة أسطورية أزلية تشق طريقها بسلاسة لتقوده نحو الهيجان، وأحياناً كثيرة نحو الجنون، تكاد تعصف به، وتقلبه أيما منقلب على نحو يجعل من كل التعبيرات المجازية السابقة ساقطة وباطلة. ورغم ذلك يعشقها عشقاً تجاوز حدود الزمان والمكان، وكسر كل القوانين، وألغى المفاهيم كافة. عشقاً يجعل من المألوف والوارد اشتعال الخزف القاشاني! ومرور التيارات الكهربائية خلال قطعة من خشب الأبنوس العتيق! عشقاً يجعل من تفاحة نيوتن تحوم في الهواء! ويحوّل الأرض الى متوازي أضلاع أو أي شكل هندسي آخر! نعم، إنها أصعب من كل سؤال وأحجية، وأعمق من كل التفاصيل، وأكبر من كل المدركات الحسية الممكنة. هكذا أنثى، مفعمة بروح أرق الزيوت العطرية ومفرطة في نداوة حريرية آسرة .. فتاكة في جاذبيتها.. هكذا أنثى.. ملعونة.. ملعونة! محدثاً الفارس العربي نفسه.. أدرك هذه الحقيقة البغيضة، فأية لعنة حلت عليه بسببها؟ وأي عار يمكن أن يلحق به جراء عجزه عن تخليص ذاته من قيودها ومن سحرها المتطرف؟ الخزي كل الخزي لرجلٍ فضحت ضعفه أنثى! يُتبع.. |
26-03-2011, 00:09 | #4 |
عضو شعبيات
|
جـنـون العـاشـقـيـن - الجزء 2
جنون العاشقين - الجزء 2 في مثل هذه اللحظات المريرة من الاعترافات المكشوفة والإرادة المسلوبة تتسارع دقات قلبه معلنةً ميلاد ثورةٍ حتمية تتعدى كل الاحتمالات، وتؤجج مشاعره المتصاعدة بحرقة لم يعهدها من قبل. وإنها لخطيئة كبرى أن تتلاعب به هذه المذنبة دون أن يبادر برد صارم يثنيها عن التحرش السافر بعواطفه الجياشة. من الآن فصاعداً سينتهج نظام الطواغيت والجبابرة، وسيلقنها درساً تاريخياً حتى يحقق طموحه في القضاء عليها ليس بفارق النقاط ولكن بالضربة القاضية! لن يتردد خلال هذه الأثناء من المراجعات الذاتية، التي جعلت عقله يطفح بالأفكار الشيطانية، في التقدم نحوها ليسحقها ويهشمها بطبع قبلة كاسحة على شفتيها حتى يتشرب من رحيقها وأنفاسها عنوة.. سيطوقها بذراعيه ويعصرها بين يديه لينتزع منها اعترافاً بقوته آملاً أن يستعيد مجده. ولن يكترث للتبعات المحتملة لمثل هذه المغامرة الجريئة، ولن يفكر ولو لبرهة فيما ستؤول إليه الأمور بعد هذه اللحظات الفاصلة، لأنه لم يعد يعبأ لسلوك طريق العقل والحكمة، وسيضرب بعرض الحائط جميع موازين القوة والمبادئ المألوفة. سيحرر شوقه المتوحش، لينطلق إليها بلا رأفة، ولن يبالي بمدى الدمار والآلام التي قد يتسبب بها. أو ليست هي البادئة؟ أليست من أرسلت له أولى الإشارات التي تدعوه لها وتحرضه على المبادرة، متسترةً بخبث تحت غطاء البراءة والسذاجة؟ فلتتحمل عواقب تلك الأفعال الطائشة واللامسئولة. فلن ينخدع بعد اليوم بمكرها الذي تمرّسته بفن بالغ في المهارة، ولن يصغي لرفضها، ولن يعير تمنعها اهتماماً. وكم هو معذور هذا الرجل! فحبها مزق قلبه الى أشلاء، رغم ما يبديه من تعنت وتماسك مزيف، لكنها تدرك جيداً حقيقة حاله. انها فطنة بدرجة مذهلة لتكتشف خبايا نفسه، وتعرّي أفكاره ومشاعره، فينتهي به المطاف إلى أن يكون الطرف الخاسر في معادلة جائرة. لكن ليس بعد اليوم! فقد استفاق من غيبوبة المتيّم الذي جره هيامه نحو مصير المتخاذلين، وأدرك أن لا بد من قتل إرادتها ليحظى هو بالحياة. لا مزيد من التقاعس والتراخي أمام عبثها المتعمد واستهتارها. سيزعزع نفسها الآمنة الأبية، ويبتر أركان عزتها دون هوادة. سيجبرها على الانصياع والتمهل في اطلاق الأحكام، فهو ليس ضعيفاً أمامها وليس متهاوناً أبداً كما يتراءى لها. ستدرك في هذه اللحظات قيمة التروي، واحترام الرجولة، نعم احترام الرجولة وعدم الاسراف في الثقة والغرور. فلتتمعن في قدرات الرجل جلياً، لأنها مهما بلغت من سطوة وموهبة كأنثى، سيلوي ذراعها رجلاً نفد صبره بالقدر الكافي الذي سيعوضه عن حنقه وغيظه. فكم من مرة عمدت إثارته بدهاء، من خلال أحمر شفاه أو خط كحلٍ ترسمه بمهارة لا تتقنها سوى مشعوذة متمرسة؟ وكم من مرة أقبلت نحوه على حياء خادع واكتفت بالصمت، فلا تترك له خياراً سوى تأمل ثغرها المغري كثمرة العليق أواخر الصيف، تتآكله من الأعماق رغبة متمردة في قطفها بشفتيه دون تردد؟ ان الوعيد بالثأر هو أمر حتمي، والواقع انه سيلقن هذه الآثمة درساً سيستمر أثره على المدى البعيد. لن يقضي ما تبقى من الوقت في التفكير أو التخطيط للواقعة المترقبة. سينفذها دون ترتيب مسبق. فالأحداث المباغتة لها وقع أشد وأكبر. سيحرص على أن تتفاجئ وتتألم، ولن يهنأ حتى ترجوه بأن يعفو عنها ويغفر لها خطاياها. لكنه لن يفعل! وسيستمر مقتنعاً بضرورة تأديب هذه الأنثى المسرفة اللعوب. حاصرها في زاوية لا مناص منها وأغرقها بسيل من القبل. لم تتمكن من احتواء ثورته أو تهدئته. ليس بيدها حيلة بعد الآن، فقد خرج هذا الجواد الجامح عن سيطرتها وحسم الموقف لصالحه. إنه رجل ثائر، وملك فذ، وقائد شرس أعلن الحرب على جبروتها، وتخطى حدود مملكتها، فبلغ قصرها، واقتحم مهجعها بثقة وشموخ. إنه الآن هنا، حيث هي متربعة على عرشها، في بلاط لا يطأه سوى من تأذن له، محاطةً بجيوش من الغرور والمثالية التي ما لبثت أن انهزمت ورفعت الراية البيضاء إزاء تقدمه الجبار نحوها، عاكساً بانتصاره تعنتاً نازياً ودهاءً فرعونياً، ممزوجين بصلابة قياصرة بيزنطة. ورغم تعديه الفاضح والمستنكر فقد تملكتها رغبة غريبة لأن تكون في عهدة هذا الرجل أبد الدهر، مجرّدة، خاضعة لسلطته وإمرته. جذبها نحوه بعنجهية لا يألفها سوى رجل البادية، فشعرت يقيناً بأنها لن تصمد أمام إصراره وعزيمته، فمزيد من المقاومة يعني مزيد من الخذلان والخيبة، بالرغم من إن أنثى بمثل حماستها وعنفوانها لن تقبل بإذلال مفروض عليها بهمجية من قبل رجل متعالي ومتعجرف، لكنه الوحيد القادر على نزع خمارها، وكشف حُجبها، والولوج إلى ذاتها العذراء، من دون أن تقاوم إغرائه أو تضع حداً لغطرسته، فإما أن تتلوى بين يديه منكسرةً مهزومة وإما أن تثبت بوقار وأنفة في صراعها معه مهما كانت النتيجة، فهو بكل تأكيد حينما يقرر حسم المسائل فما من رادع له لأنه ببساطة رجل يقهر من تعبث بمشاعره ورجولته ويجعلها تقبل بولايته برضا أو على مضض. في حضرته يصبح كل نقيض مرادفا، وكل عدو صديقا ً، وكل ضد حليفا. إنه ببساطة يعيد صياغتها بأسلوب عباقرة الكتابة، ويمحيها ثم يرسمها بريشة أمهر الرسامين. هكذا عشقته، متفرداً ، متميزاً ، ثائرا ً، يقلب موازينها، فيحق الباطلَ ويبطل الحقَ، يؤخر المتقدمَ ويقدم المتأخرَ، ولا يلتزم بقوانين الحضارة الحديثة، بل يسلك نهجه الخاص، ويفرض قانونه المستوحى من عبق الصحاري، وروح البداوة، وأدبيات الأبطال. إنه مزيجٌ نادر من جنون العاشقين، وفلسفة المفكرين، ونفوذ الأباطرة. مع الدقائق الأولى لشروق الشمس، ودع الطير شرفتها. أفرد جناحيه وانطلق. ألقت نظرة أخيرة عليه، ثم توجهت نحو فراشها، وانزلقت تحت الأغطية فتلاشى شعورها بالبرد شيئا ً فشيئا، مثلما تلاشى شعورها بالعزلة والفراغ في أحضان فارسها الذي جمع بين تعنت الساديين ولين المحبين في ملحمة أسطورية بطلها فارس عربي استأثر بقلبها الذي خضع لأمره طوعاً وجبراً وأقر له بهيمنته وتأثيره، واختارت أن توليه أمرها لكونها على يقين بأنه الوحيد القادر على إسعادها بثنائية رائعة تقترن فيها رغبة التملك بسحر الحب لتبلغ كامرأة أقصى درجات الرضا والكمال. لقد التقت به بعد هجرات وأسفار متوالية، لكن تلك القافلة من الأشواق التي رفضت الاستقرار، استسلمت أخيراً لسطوة الرياح النجدية، فها هي تعلن نهاية رحلتها الطويلة لتستقر في أرض نجد، وتفرغ حمولتها من الأنفة والكبرياء في هذه البيداء وتستظل بعاطفة فارسها الذي أبهرها بحزمه وشموخه وتوجها حباً أزلياً. |
26-03-2011, 13:47 | #5 |
عضو شعبيات
|
صـبـاحـي الـيـوم
صباحي اليوم: أصبحت أحب الفتنة، وأبغض الحق! ’‘ ’‘ ’‘ ’‘ تذكير: قوله تعالى: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " قول المصطفى (ص): " أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وإن محمدٌ عبده ورسوله.. وأن الموت حق.." ’‘ حكمة اليوم: تمهل! ولا تطلق الأحكام جزافاً. ’‘ |
26-03-2011, 14:51 | #6 |
عضو شعبيات
|
إضــــاءة : المغامرات العاطفية
المغامرة العاطفية كقطعة من الجنة يسكنها قلبُ الرجل إلى حين وقوعه في خطيئة الانسياق للأنثى و" قطف التفاحة المحرّمة " فيُعاقب حتماً بالخيبة والحرمان ويلقى نفسه منبوذاً عالقاً خارج أبوابها.. ’ ‘ ما جدواها..؟ |
27-03-2011, 01:02 | #7 |
عضو شعبيات
|
جحيم أنثى
. . جحيم أنثى . . . . . أيتها الأنثى الشقية ألا تكفـين ؟ إنتشلتِه من جمود عالمه وسكون عواطفه عرّفـتـهِ على معاني الشوق وطقوس الغرام علـمتهِ حقيقة الأنوثة ودروس الهوى نسجتِ للأوهام رداءً مخملياً فاتناً وكسيتيه به غفلةً فأسرتِه بين ثنايا لطفك فارسة ماهرة أنتِ ومبارزة يسقط أمامك الفرسان بطلة أباحت دم ذلك العاشق التعيس تستهوين العبث بأنينه وآلامه تتلذذين برؤيته متعثراً بين طيات سحرك وجاذبيتك تنصتين لصرخته الثائرة في جوفه المستعر وتكتفين بابتسامةٍ مذنبةٍ لا مبالية يا لبهاء شفاهك وخبث مشاعرك! تكررين بكل مرة فصلاً جديداً لقصة ملتوية عن حبٍ مصيره الشتات تبدئين إغواءه بأناملكِ العابثة فتبدين له جنةً لا يقاوم فتنتها وينساق خلف أثرك المزيف وعطرك الخالد لكنه يبقى عالقاً وراء صمتكِ وإهمالك تائهاً متحيراً في متاهات روايتكِ الغرامية الآثمة مرتدياً ثوب الحداد الأزلي .. يكتم حنينه .. يأبى أن يعشق سواك أيتها الأنثى الشقية ألا تكفـين ؟ أم قطعتِ وعداً شيطانياً بدفعه في بحر ظلماتك؟ أم عاهدتِ ذاتك المتعالية بأن تسيّرينه على جمرات الحرمان ؟ كم انتِ نسخة مثالية للأسطورة ( ميديا ) تحذين حذوها وتسايرين شرّها فتمردك لا يُخمد وقسوتك تزداد لهيباً وصحوة فمتى ترحمين ؟ ومتى تكتفين ؟ كان جواداً جامحاً نشد روعة الحرية بين يديك لكنك قتلتهِ بلجام سطوتكِ وجبروتك قوية ٌ شامخة عاتية أعترف لكِ بذلك وأعترف .. أن غروركِ جحيمٌ لا يُطاق |
27-03-2011, 14:00 | #8 |
متنبي الشعر الشعبي
|
رد : رع ـشة خلخال ـي
الله الله ما اروعك ياقرّة العين |
28-03-2011, 23:20 | #9 |
عضو شعبيات
|
رد : رع ـشة خلخال ـي
محمد الدحيمي مع حفظ الألقاب أشكر لك إطرائك ومرورك الكريم سلمتَ ودمت .. |
10-04-2011, 21:20 | #10 |
عضو شعبيات
|
وكــــان حـلـمــــاً
( وكــان حـلـمــــاً ) بخُطى مثقلةٍ بالألم، وبنظراتٍ لم تخلو من الانكسار، غادرتْ المكانَ على عجل كي لا يلحظَ وجودَها. في تلك الليلةِ تحديداً لم تعد للحياةِ قيمة، ولم يعد الوجودُ ذا معنى، لم يتبقى لها سوى رفاتٍ من مشاعر خائبة وآهاتٍ تتلوى بين الحنايا. تبدو المسافةُ إلى حيث أوقفت السيارةَ أبديةً لا نهاية لها. لم تكترث لقساوة البرد التي جرحت نداوةَ وجنتيها، ولم تكترث لتلك الرياح المشاغبة التي بعثرت بإلحاح خصلات شعرها، فارتخت حول وجهها القمري كشلالاتٍ من خيوطٍ عسجدية. كانت ليلةً مُعتمة، باردة، تناثرت فيها دموعُها، وتبعثرت كما النجوم في الظلام، فحملتها النسائمُ بعيدا،ً وتوارت خلف ذلك الضباب الثقيل. اصطدمت بأحدِ المارة فصاحَ بوجهها حانقاً ، لكنها لم تأبه.. واستمرت تتقدم بخطواتٍ سريعة وبكثيرٍ من اللامبالاة.. خطواتِ امرأةٍ تائهة بين صدمةٍ وزحام. طوال الطريق استعادت ذكرياتٍ من الماضي القريب، فلم تعد تبصرُ أمامها سوى بقايا صُورٍ بالية لامرأةٍ وهبت قلبَها وروحها دون هوادة.. إمرأةٍ عشقت بجنون ذاكَ الرجل النرجسي وعاهدت نفسَها أن تصون حبَه رغم كل الظروف. تجاوزت الشارع بيأسٍ بالغ، وبلغتْ دكةَ الطريق حيث صعدت إلى سيارتها بهدوء، وسادت لحظةُ صمتٍ حينئذ.. صمتٍ صارعَ دوي صرخةٍ عاجزةٍ لروحٍ تستغيث ولا تستكين في أعماقها. لم تستطع أن تتحرر من هول الصدمة والخذلان، كانت الخيبةُ قاتلة والألمُ لا يُحتمَل.. فأجهشت بالبكاء. التفتتْ إلى المقعدِ المجاور حيث وضعتْ نهارَ اليوم العلبةَ الأرجوانية والوردةَ الحمراء.. هديتها له بمناسبة مرور عامٍ على حبهما. تأملتهما بفيضٍ من الحسرة والمرارة .. ودون تردد قامت بتمزيق البطاقةِ المرفقة حيث كتبتْ له " كـل عـامٍ وأنت حبـي". بعد حين.. مسحت الدموعَ بيدينِ ترتجفان، وتذكرت كيف كان ذات يومٍ يمسحها بأنامله، ويردد لها (أحبــكِ.. أحبــك) فتنسى حزنَها فوراً حين احتضان. ثم استدارت نحو المقهى الذي غادرته توّاً متأوهةً مخدوعة.. تترقبُ خروجَه منه لتراه مجدداً ولكن للمرةِ الأخيرة. مضت دقائقُ بغيضة ببطءٍ شديد، كانت كفيلةً لتشعلَ نيرانَ الغيرة والغضب في قلبها النازف. فجأةً.. لمحت ذلك الطيف .. ما أن خرجَ إلى النور حتى تيقنت أنه هو لا سواه.. حبيبُها.. يحملُ بيدٍ باقةً من التوليب الأحمر، ويده الأخرى محآطةٌ بتلك المرأة.. يقرّبها نحوه.. يضمها إليه بحرصٍ شديد ليحميها من البرد.. يتشاركان ذات المعطف.. ويغادران معاً مبتسمَين.. يتهامسان بلهفة، وعيناهما تتبادلان نظرات الوله والغرام. أطبقت جفنيها، وكتمت ونات الغدر والهزيمة بشجاعة، لكن دموعها أبت إلا أن تكشفَ عن مقدار الألم والفاجعة. كانت تلك اللحظات لا تتعدى خفقتي قلب بَيدَ إنها هوت بها سبعين خريفاً في جحيمٍ هالك. حبستْ أنفاسَها، ورجَت لهنيهة لو أن الأرضَ تنشقُ رأفةً.. فتختفي بها ولا تعود. تلاشت أحلامُها تحت ذلك المعطف اللعين وبين زهور التوليب المقيتة في تلك الباقة، ودُفِن حبُها في ليلةٍ غابَ عنها القمر بعد أن تجلّت الحقيقة التي فضحتْ زيفَ حبِه وكذبَ مشاعره. إن الباطلَ لا يدوم والأوهام مهما كانت حُلوة لا بد أن تُواجَه بالواقع. التقطت العلبةَ الأرجوانية كذلك الوردة .. تأملتهما بعينِ الأسى والحُرقة.. ورمت بهما خارجاً بهدوء. أمسكت المقود بيدين باردتين تتأهبُ للرحيل، وألقت نظرةً أخيرةً على هداياها.. كانت الريحُ تتلاعب وتعبث بها مثلما عبثَ هو بمشاعرها، وأوهمها بحبـه، ومثّل إخلاصه حتى سقط القناع فخان العهد وطعنها حيثُ النبض. جمَعت بقايا إرادتها.. ولملمت شتاتَ قلبها.. أدارت مفتاح السيارة، فودّعت ما كان حلمـاً.. ورحـلت. . . . ( ) . . . |
18-05-2011, 23:08 | #11 |
شــاعر
|
رد : رع ـشة خلخال ـي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرة العين لا أجاملك أبدا أنت كاتبة متميزة سعدت بالقراءة لك تحية تليق بهذا الحرف المتميز بكل احترام |
27-05-2011, 23:11 | #12 |
عضو شعبيات
|
رد : رع ـشة خلخال ـي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أقدّر لك حقاً لطف ثنائك ونقائه شهادةٌ أعتز بها.. فشكراً جزيلاً |
27-05-2011, 23:23 | #13 |
عضو شعبيات
|
رد : رع ـشة خلخال ـي
. . عند إطلآلةِ وجنتيك تتوق روحي لنشوة سحرك وتبحر شفآهي العذرآء تنشدُ مرسآك في عرسٍ أنْـدَلسّيٍ يحتفلُ بموكبِ الغرآم وسلطآنة عشقٍ في هودجٍ منقوش بثرآيآ هوآك فأين أنت ؟ في كل ثوآنِيَ عمري في كل فكرة خطوة ودمعة وبين ثنآيآ صدري فلآ ترحل! وإبقى لأبقى .. ويزهرُ حبك فوقَ رمآلٍ عطشى . . |
28-05-2011, 00:28 | #14 |
شــاعر
|
رد : رع ـشة خلخال ـي
إذا كانَ الرَّحيلُ يُشِبُّ شوقاً= وَيُزهرُ فوقَ ظامئة الرِّمالِ سأرحلُ كي أعودَ لعَبِ توقٍ=تشَكَّلَ عندَ من سكنتْ خيالي |
28-05-2011, 00:32 | #15 |
شــاعر
|
رد : رع ـشة خلخال ـي
بكل تقديري وإعجابي |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|