من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > الديوانية > شخصيات
تحديث هذه الصفحة تُــرَاث.!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-12-2006, 10:02   #1
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

تُــرَاث.!




.

في الموسوعة العربية العالمية الكثير من المواد الأدبية الزاخرة, والكثير من الأسفار التي تحمل العلوم بمختلف ألوانها وأنواعها. هنا سأحاول جمع أكبر قدرٍ ممكنٍ من التراث الأدبي بشكلٍ موسع وشامل إن شاء الله, فقد رأيت ـ من قبل ـ عرضًا جميلاً لا يخلو من المتعة والجمال, فأحببت أن أتوشح التشبه بالكرام, وأزيد وأنقّح وأختار, حتى يكون الموضوع محط أنظار الجميع (زوّارًا وأعضاءً ), وتكون الفائدة تتبع كلّ تواجد وقراءة, وتكبر مع كل متابعة.

*
مودة.



.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 10:27   #2
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!




.


رقصة المزمار الشعبية من التراث الشعبي في المملكة العربية السعودية.


التراث الشعبي:

التراث الشعبي أو الفولكلور عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية.
والتراث الشعبي قديم قدم الإنسان. وتحتوي المُدَوَّنَات المخطوطة التي تركها الناس قديمًا على أمثلة للتراث الشعبي. وعندما طور الناس نظام الكتابة، بدأوا في تسجيل أو تدوين القصص الشعبية. ليس من الضروري أن يكون التراث الشعبي مدونًا أو مكتوبًا، إذ إن كثيرًا منه قد تناقله الناس شفهيًا من شخص لآخر. وحتى في يومنا هذا، فإن بعض الشعوب ليست لها لغة مكتوبة، ولكن لديها الأغاني الشعبية والأساطير والخرافات وعناصر التراث الشعبي الأخرى. وفي بعض الأحيان ينتقل التراث الشعبي عن طريق المحاكاة والتقليد. ولقرون عديدة، تعلَّم الأطفال الألعاب مثل القفز، ولعب البِلْيَة (كرة زجاجيّة أو رخاميّة صغيرة يلعب بها الأطفال) وذلك عن طريق مشاهدة ومحاكاة وتقليد صغار الأطفال الآخرين.
وعندما يهاجر الناس من بلد لآخَر فإنهم يأخذون معهم التراث الشعبي الخاص بهم، ويقومون بتكييفه مع بيئاتهم ومحيطهم الجديد، ومن القرن السادس عشر الميلادي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، على سبيل المثال، تم ترحيل الآلاف من غربي إفريقيا إلى النصف الغربي من الكرة الأرضية حيث استُعبدوا.
تحتوي الحكايات الشعبية لغربي إفريقيا على قصص حول عنكبوت ماكر يسمى أنانسي، وعلى مر السنين واصل الناس سرد الحكايات عن أنانسي، ومع ذلك فقد تغيرت القصص حول العنكبوت بصورة تدريجية لتعكس الحياة في العالم الجديد، واليوم أصبح الأنانسي رمزاً شعبياً محبوبًا في التراث الشعبي الإفريقي أو الزنجي في كل من غربي إفريقيا والمنطقة الكاريبية.


ظهور التراث الشعبي:

اعتقد العلماء الغربيون في القرن التاسع عشر الميلادي أن التراث الشعبي في أزمنة غابرة كان مشتركًا بين كل أفراد المجتمع. كما كان معظم الناس آنذاك يعيشون في المجتمعات الريفية. وعبر القرون، انتقل عديد من الناس إلى المدن وبدأوا تدريجيًا يفقدون الاتصال بما سموه بالتقاليد الشعبية الأصيلة. ووفقًا لما ذكره علماء القرن التاسع عشر، فقد حُفظت تلك التقاليد بوساطة (الشعب)، أي الفلاحين غير المتعلمين الذين لم يتغير أسلوب حياتهم لمئات السنين إلا قليلاً.
كان من بين علماء التراث الشعبي الرئيسيين، الأخوان الألمانيان جَاكُوبْ وفيلْهلْم جِريم. ففي الفترة مابين 1807م إلى 1814م، قام الأخوان بجمع الحكايات الشعبيّة من القرويين الذين عاشوا قرب مدينة كَاسُل في ألمانيا. واعتقد الأخوان أنهما بجمع هذه الحكايات فإنهما يحفظان موروثات كل الألمان على مدى الزمن. وأصبحت الحكايات التي جمعاها مشهورة بحكايات جريم الخرافية للأخوين جريم.
ولكن صورًا من تلك الحكايات وجدت في أماكن أخرى من أوروبا، والشرق الأدنى، وآسيا. واليوم، يعرِّف العلماء، الشعب بمعناه الخاص بأنه مجموعة من الناس تشترك في عامل تواصل مشترك واحد على الأقل. هذا العامل ربما يكون الجغرافيا، كما في التراث الشعبي لمنطقة جبال الأوزاك في الولايات المتحدة، أو الدين كما في التراث الشعبي الإسلامي، أو المهنة كما في التراث الشعبي لرعاة البقر، أو الخلفية العرقية كما في التراث الشعبي الأيرلندي. َيعتقد بعض العلماء أن مصطلح الشعب يمكن إطلاقه حتى على الأسرة وذلك لأن العديد من الأسر لها تقاليدها الخاصة بها.


خصائص التراث الشعبي:

يمكن أن يكون التراث الشعبي قصيرًا وبسيطًا أو طويلاً ومعقدًا. من النماذج الشهيرة للتراث الشعبي الأمثال السائرة المختصرة مثل "الزمن يمضي أو يطير" أو "المال يتحدث" ومن ناحية أخرى نجد المسرحيَّات الشعبيَّة الإندونيسية تبدأ عند مغيب الشمس وتنتهي في الفجر.
من الصعوبة بمكان اصطناع التراث الشعبي، ولاشك أن الأغاني والقصص والمواد الأخرى التي صارت تراثًا شعبيًا، هي بالطبع أفكار وتأملات مختلف الأفراد. غير أن أولئك الأفرادكانوا قد ملكوا قدرات فنية مكنتهم من إبداع فكرة أو أسلوب راقٍ للآخرين عبر السنين.
يدوم التراث الشعبي فقط إذا احتفظ بذلك الإغراء، إذ الناس لايسردون قصصًا ولا يتقيدون بعادات لا معنى لها بالنسبة لهم. وهذا هو السبب في مواصلة الناس تداول التراث الشعبي نفسه بصورة مكررة.
ولكي يُعَدَّ التراث الشعبي تراثًا أصيلاً يجب أن يكون للشيء أو الفقرة المعنية صورتان على الأقل، كما يجب أن تكون قد وجدت في أكثر من فترة واحدة ومكان واحد. على سبيل المثال ميَّز العلماء أكثر من 1,000 رواية مختلفة لقصة سندريلا. وتطورت تلك النصوص عبر مئات السنين في العديد من البلدان، منها الصين، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا.
غالبًا ما تحدث التغييرات في التراث الشعبي عندما تنتقل القصة من شخص لآخر. وهذه التغييرات التي تسمّى التباينات تعد من أقوى الدلائل على أن الموضوع تراث شعبي حقيقي. وتظهر التباينات غالبًا في كل من كلمات وموسيقى الأغاني الشعبيَّة. وربما تستخدم نفس كلمات الأغنية الشعبيِّة مع ألحان مختلفة، أو توضع كلمات مختلفة على نفس اللحن.


أنواع التراث الشعبي:

الأساطير/
قصص خيالية توضح كيفية وصول العالم والبشرية إلى شكلها الحالي. وتختلف الأساطير عن معظم أنواع القصص الشعبية في أنها، أي الأساطير، لاتحدث في حياة الناس الذين ينشئونها.
تتناول بعض الأساطير نشأة الأرض. في بعض تلك القصص نجد آلهة تخلق الأرض، وفي أخرى تنشأ الأرض عن الطُْوفان. ويدور عدد من الأساطير حول خلق الجنس البشري ومصدره أو منشأ الموت.



من التراث الشعبي في المغرب المزمار البلدي.

الحكايات الشعبية/
حكايات خرافية حول الحيوانات أو الإنسان. لا تحدد معظم تلك الحكايات زمانًا أو مكانًا لحدوث ما تصفه غير أنها تبدأ وتنتهي بطريقة معينة.على سبيل المثال، يبدأ الكثير من الحكايات الشعبية بعبارة "في يوم من الأيام" وتنتهي بعبارة "وكلهم عاشوا بعد ذلك في سعادة أبدية".
والقصص على ألسنة الحيوانات هي من أكثر أنواع الحكايات الشعبية رواجًا بين الناس، وترمي عادة إلى تعلي الناس السلوك الحسن والأخلاق الفاضلة. فإحدى هذه الحكايات، على سبيل المثال، تصف لنا سباقًا بين سلحفاة وأرنب وحشيَّة، وبرغم أن السلحفاة حيوان بطيء جدًا فقد كسبت السباق، لأن الأرنب توقَّفت بحماقة وغباء لتنام. هذه القصة تعطي درسًا، بأن من يعمل بعزيمة وإصرار يمكنه أن يأتي في الطليعة ويسبق من هو أسرع منه أو يتقدم عليه.
في مجموعة من الحكايات الشعبيَّة، يغادر البطل وطنه بحثًا عن هدف معين، ويمكن أن يكون رجلاً أو امرأة. وبعد العديد من المغامرات يكسب جائزة أو شريك حياة. وفي أغلب الأحوال يكون هذا الشريك أميرًا أو أميرة.
أحد الأنواع الرائجة من الحكايات الشعبية تشتمل على شخصية المحتال أو المخادع. وكل ثقافة لها رمزها الخاص لهذا المخادع. وتكون معظم هذه الشخصيات المخادعة عبارة عن حيوانات تعمل مثلما يعمل الإنسان.
في إفريقيا تحتوي رموز الخداع على السلحفاة والأرنب، والعنكبوت أنانسي. كما أن أكثر الرموز المعروفة لتلك الشخصية في التراث الشعبي الهندي في أمريكا الشمالية يتمثل في الذئب الصغير.

القصص البطولية/
مثل الأساطير، قصص تُسرد وكأنها وقائع حقيقية غير أن الحوادث فيها، تحدث على مسرح من الحياة الواقعية وليست من وراء الطبيعة وفي وقت قريب نسبيًا.
يتحدث بعض هذه القصص عن الكائنات البشرية التي تلاقي المخلوقات الخارقة للعادة، مثل الجن، والأشباح، والعفاريت، والسحرة. ويرتبط كثير منها بشخصيات مشهورة فارقت الحياة، وأخرى تخبر عن الشخصيات المقدسة والقيادات الدينيّة، وبعض القصص تبين كيف يَصْنَع بعض الناس المعجزات.
وينتهي الحَدَثْ في الأساطير والحكايات الشعبية بنتيجة القصة ونهايتها. ولكن الحدث في العديد من القصص البطولية لايكتمل بنهاية القصة. مثلاً الكنز المخفي ربما تنتهي قصته بأن الكنز لم يوجد حتى الآن. وحكاية البيت المسكون بالأشباح توحي بأن البيت مايزال مسكونًا بالأشباح.
ويتحدث بعضها عن وحش لوخ نس في أسكتلندا وعن الإنسان الجليدي الكريه الشكل، وهو إنسان ذو شعر يغطي كل جسمه يسكن في جبال الهملايا. يعتقد بعض الناس أن هذه المخلوقات موجودة فعلا، وتقوم الحملات من وقت لآخر بمحاولة العثور عليها.



رقصة التحطيب من التراث الشعبي في صعيد مصر.

الأغاني الشعبيّة/
لكل نشاط إنساني أغنية شعبية تقريبًا. بعضها يرتبط بالعمل. على سبيل المثال، يغني البحارة عند إيقاف سفنهم أو جرها إلى الموقف أهازيج مختلفة. وبعض الأغنيات الشعبية ترتبط بمناسبات مثل الميلاد، والطفولة، والغزل، والزواج، والموت. ويغني الأب والأم لهدهدة الطفل حتى ينام. كما يؤدي الأطفال أغاني تقليدية جزءًا من لعبهم ولهوهم، وتُغنى بعض الأغاني في حفلات الزفاف وفي المآتم عند بعض الشعوب.
ترتبط بعض الأغاني الشعبية بالأنشطة الموسميّة، مثل الزراعة والحصاد. وبعضها يُغنّى في أعياد دينية معينة. كما أنّ بعض الأغاني الشعبية تُمَجد مآثر الأبطال الأسْطُوريين والحقيقيين. غير أن الناس يغنون الكثير من الأغاني الشعبيّة للترويح عن أنفسهم.


المعتقدات الخرافية والعادات:

السمة الغالبة لهذا العنصر من التراث الشعبي أنه مؤشر للمرحلة الحضارية التي يعيش فيها معتنقوها. على سبيل المثال تحتوي العديد من الثقافات على عادة بدائية لحماية الطفل المنتظر، تسمّى كُوفَيْد. وبناءً على هذه العادة تتظاهر الزوجات بأنهن على وشك الولادة، فيمتنعن عن أنواع معينة من الأطعمة يعتقدن أنها مضرة للطفل المتوقع. وربما يتفادين العمل أيضًا لأن مثل هذا النشاط يمكن أنْ يؤذي الطفل القادم.
وهناك عادة زواج تسمى شاريفاري وهو لَفظ موسيقي يقصد منه الإغاظة والمرح بدلاً من الغناء، وتنتشر بصورة واسعة في مجتمعات أوروبية مختلفة. في ليلة الزفاف، يقوم أصدقاء العريس والعروس بعزف الألحان بالضرب على القدور والمقلاة خارج غرفة نوم الزوجين. والرغبة في تفادي شاريفاري هي التي أدت إلى عادة قيام الزوجين بشهر العسل بعد الزفاف مباشرة.
يؤمن قليل من الناس بأنّ عددا كبيرًا من المعتقدات الخرافيّة والعادات، تساعد على التحكم في المستقبل أو التنبؤ به. وربما تقيم المجتمعات العاملة في حقل صيد الأسماك احتفالات كبيرة، تعد لتأكيد نجاح الصيد بصورة جيدة. كما أن العديد من الناس يحاولون التنبؤ بأحداث المستقبل بتحليل العلاقات بين النجوم والكواكب السيارة.
العطلات. مناسبات خاصة تحتفل بها مجموعة من الناس، وتحتوي جميعها تقريباً على بعض عناصر التراث الشعبي.



رقصة الغزاوي في المملكة العربية السعودية.

التراث الشعبي والفنون:

أسهم التراث الشعبي إسهامًا عظيما في الفنون في العالم. فتحولت الكثير من القصص والأغاني الشعبية إلى أعمال فنية جميلة. وأوحى التراث الشعبي أيضاً بالآثار الفنية الرائعة في الأدب والموسيقى والرسم والنحت. واستخدم كثير من الشعراء والأدباء عددًا من الحكايات الشعبية في أعمالهم. كما اعتمد وليم شِكْسِبير، مثلاً، في الحِبْكَة الدرامية للعديد من رواياته، على الحكايات الشعبية. وتشتمل هذه المسرحيَّات على الملك لير ؛ تاجر البُنْدُقِيَّة ؛ ترويض المرأة السَّليطة.
لقد جذبت بعض القصص البطولية والأساطير الفنانين والملحنين والكتاب عبر القرون.وأسهم التراث الشعبي العربي في ذلك بنصيب الأسد. فالقصص التي حواها كتابا ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة كانت الأساس لعدد مما عُدَّ من أروع الأعمال الأدبية في التراث الإنساني.
نشأت موسيقى الجاز من الموسيقى الشعبيّة للزنوج الجنوبيين في الولايات الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية. كما قام الملحنون الكلاسيكيون بتضمين أعمالهم ألحانًا شعبية. على سبيل المثال، استخدم الملحن التشيكي أنتونين دَفُورَاكٌْ الأناشيد الدينيّة الزنجية في تأليف سيمفونيته المشهورة من العالم الجديد. كما استخدم الملحن النمساوي موزارت فولفغانغ أماديوس لحن المع المع أيها النجم الصغير أساسًا لعمله الذي كتبه في عام 1778م.


التراث الشعبي والمجتمع:


يعكس التراث الشعبي أفكار المجتمع واتجاهاته. على سبيل المثال، يعكس الكثير من التراث الشعبي كيفية تقدير المجتمع لدورَ كلٍ من الرجل والمرأة في واقع الحياة. في كثير من نماذج التراث الشعبي الغربي، تعتبر المرأة غير مُعِينة وغير مبدعة. ولا شك أن مجتمعًا يحتوي على مثل هذا التراث الشعبي يمنح الرجال تفوقًا مطلقًا على النساء، وقد ظهر هذا المفهوم في مثل يقول: "الخادمة الصافرة والدجاجة الصائحة لا تليقان بالرجال". ووفقًا لهذا المثل، فإن الفتاة التي تصفِّر كالصبي، والدجاجة التي تصيح كالديك كلتاهما غير طبيعي. يُوحي المثل بأنه لا يجوز للمرأة أن تحاول القيام بأعمال ترتبط تقليديًا بالرجال.
وتدعو عادة زواجٍ شائعة في الغرب العريس أن يحمل عروسه فوق عتبة بيتهما. وتفترض هذه العادة أنّ المرأة ضعيفة، ويجب أن يحملها الرجل القوي وَيَعبُر بها عبر مدخل البيت، وبالتالي عبر الحياة كلها. وفي العديد من حكايات الجن الشعبية، يُقبض على المرأة بوساطة نَذْل أو وَغْد وتنتظر بهدوء حتى يحضر رجل بطل ينقذها.



.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 10:32   #3
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.

الأدب:
تعبيرٌ راق عن المشاعر والأفكار والآراء والخبرة الإنسانية. وهو في معناه العام يشمل كل ما كُتب عن التجارب الإنسانية عامة، ويشمل أيضًا الكتابات المختلفة من معلقات العرب وملاحم الإغريق وما سجله المصريون القدماء، وكذلك روايات نجيب محفوظ، ومغامرات ماركو بولو، ومسرحيات وليم شكسبير، ومقامات الحريري ورحلات ابن بطوطة والكتب الهزلية والسير الذاتية وما إلى ذلك.
أما الأدب بمعناه الضيق، فله أنماطه المختلفة. فقد تقرأ أدبًا كُتب بلغة ما، مثل الأدب الفرنسي . وقد ندرس كتابات تتناول شعبًا، مثل أدب الهنود الأمريكيين . وقد نتحدث في كثير من الأحيان عن أدب حقبة معينة من الزمن، مثل أدب القرن التاسع عشر الميلادي مثلاً، هذا ويمكن أن نشير إلى أدب يتناول موضوعًا معينًا مثل أدب الرحلات، أو قصص الخيال العلمي أو أدب المقاومة.
فالأدب هو أحد الفنون الجميلة، أو ما يمكن أن يشار إليه بالكتابة الجميلة. وإننا لنميز بين الأدب والكتب الهزلية تمامًا، كما نميز بين لعبة كرة القدم التي يمارسها لاعبون محترفون وأخرى لا تعدو أن تكون لعبة في الكرة يمارسها اللاعبون في حديقة المنزل أو في فناء الدار. وحين نصف قطعة مكتوبة بأنها أدب فإننا نمتدحها بإطلاق هذا الوصف عليها.
يُقسّم الأدب إلى نمطين رئيسيين: الأدب الخيالي والأدب غير الخيالي. فالأدب الخيالي يعني الكتابة التي يبتدعها الفنان من مُخيِّلته. وقد يُضمِّن المؤلفون كتاباتهم حقائق تتناول أشخاصًا أو أحداثًا حقيقية، غير أنهم يمزجون هذه الحقائق بوضعيات خيالية. وجدير بالذكر أن معظم الأدب الخيالي هو كتابات سردية شأن الروايات والقصص القصيرة، كما يشمل ذلك الكتابات المسرحية والشعر أيضًا. أما الأدب غير الخيالي فهو الكتابات التي تقدم حقائق تتناول مواضيع تدور حول الحياة الواقعية. وتشمل الأنماط الرئيسية للأدب غير الخيالي المقالة والتاريخ والتراجم والسير واليوميات.

الاستمتاع بالأدب:
لماذا نقرأ الأدب. نقرأ الأدب عادة لأسباب عديدة تتبدل بتقدم العمر أو بتغير اهتماماتنا، وربما كان السبب الأساسي الذي يدفعنا للقراءة هو المتعة، فنحن نقرأ أساسًا لأننا نستمتع بالقراءة.
وتأخذ القراءة التي تستهدف المتعة أشكالاً متنوعة. فقد يكون الهدف منها تمضية أوقات الفراغ، أو الهروب من الجدران التي تحيط بنا من كل جانب.
فالقراءة بمثابة طائرة تطير بنا بعيدًا عن دواخلنا لتحملنا إلى عوالم أناس آخرين.
نقرأ في كثير من الأحيان؛ لاكتساب المزيد من المعلومات والمعرفة. فقد يُمتعنا أن نتعرف على الحياة في جبال الألب السويسرية، أو على حوض نهر المسيسيبي، كما أننا ربما نجد حلولاً ممكنة لمشكلاتنا حين نلتقي بأناس في الكتب يواجهون مشكلات تشابه تلك التي نعاني منها. ومن الممكن لنا أن نفهم عن طريق الأدب أوضاعًا قد لاندرك كنهها في بعض الأحيان حين تواجهنا في حياتنا العادية.
وقد نقرأ ببساطة لأننا نستمتع بقراءة الكلمات المنظومة، فربما نستمتع بقراءة مقاطع لا معنى لها، كما يحب الأطفال سماع الأناشيد المنظومة وهم لا يفهمون معنى كلماتها في الواقع.
سبيل القراءة المبدعة. ليس هنالك عمل أدبي له حكمته أو جماله في حد ذاته، وأعظم قصيدة أنشئت منذ عرف الإنسان الشعر، لا تعدو أن تكون مجرد رقعة كُتب عليها كلام مطبوع، إلى أن يتفاعل القراء معها. ولكي تصبح الكتابة أدبًا، لا بد لها من قارئ. والقارئ يساعد على إبداع الأدب بتفاعله مع أفكار الكاتب وعواطفه ومعتقداته.
والقارئ المبدع، هو ذلك الذي يراعي ما يريد الكاتب أن يقوله، و كيف يعبر عما يريد أن يقول. فالقراء المبدعون إنما يضيفون خبراتهم الخاصة في الحياة ولغتهم إلى الخبرات التي يعرضها الكاتب على صفحة الورق المطبوعة. وهم يقيسون مدى الصدق في موقف الكاتب بناءً على ما يحملونه هم أنفسهم من أفكار عن الحقيقة الصادقة. والقراءة المبدعة هي التي تحقق أعمق استمتاع بالأدب.
الحكم على الأدب. القراءة نشاط شخصي، إذ لا توجد أحكام نهائية يمكن من خلالها الحكم على قطعة مكتوبة. ويتدخل الذوق أو الطريقة السائدة في وقت ما لتؤثِّر في الأحكام النقدية المتعلقة بالعمل الأدبي. فقد يبدو عمل ما عملاً مأساوياً لدى جيل معين من القراء، ثم ما يلبث أن يُعَدَّ عملاً هزلياً لدى الجيل الذي يليه. وقد تتصدر بعض الكتب لوائح أعلى الكتب مبيعًا بين عشية وضحاها، إلا أن شعبيتها هذه لا تعني بالضرورة أنها أعمال عظيمة. وتحتفظ كتب أخرى بأهميتها لأسباب لا تمت للأدب بصلة. ويقرأ الكثيرون من الطلاب مثلاً ثلاثية نجيب محفوظ أو رواية وإسلاماه لعلي أحمد باكثير لأسباب تتعلق بالأمور التاريخية بشكل رئيسي.
غير أن النقاد والقراء يتفقون على كتابات معينة يَعُدُّونها تقليدية فذة أو أدبًا من الطراز الأعلى. نشرت الآلاف من القصص مثلاً، عن محبين شبان، وقف ذووهم في وجه علاقاتهم العاطفية، غير أن معظم هذه الكتابات طواها النسيان بسرعة. أما مسرحية شكسبير روميو وجُولِييت فقد ظلت باقية على مدى فترة يزيد طولها عن 300 سنة. وهي تُعدّ قصة تقليدية (كلاسيكية) تعبر أصدق تعبير عن الحب لدى الشباب، وكذا أشعار مجنون ليلى أو قيس لبنى أو عنتر وعبلة في الأدب العربي.
كان شكسبير فنانًا ذا موهبة، استخدم في مسرحيته كلمات وعبارات مفعمة بالمعاني. إلا أن الأهم من ذلك هو أن شكسبير أعطى روميو وجولييت قيمًا إنسانية واسعة لا تحدها حدود، ولا يحصرها مكان محدد أو زمان معين. وشخصيات المسرحية أناس حقيقيون يواجهون مشاكل حقيقية. وهم يعبّرون عن مشاعر يمكن للناس أن يشعروا بها في أي مكان وفي أي زمان. ولنفس الأسباب، فإن كتابات روائية مثل جين أوستن مثلاً، تعني الشيء الكثير للقراء المبدعين من أي جيل. فرواياتها: إيما؛ الكبرياء؛ التحامل إنما تعبر عن حقائق موغلة في القدم، وتظهر المهارات الكتابية للمؤلفة. وقد تظل مثل هذه الروايات أثيرة لدى قراء القرن الحادي والعشرين الميلادي كما كانت محببة لقراء القرن التاسع عشر الميلادي.
وكل قارئ هو ناقد، وحتى لو قلنا: إنه ليس لدينا رأي حول كتاب معين، فإننا إنما نصدر بذلك حكمًا عليه، وإن كان هذا الحكم ضعيفًا وغير مبني على الكثير من إمعان الفكر. فقدرتنا على إصدار أحكام ذكية على الأعمال الأدبية إنما تنمو وتنضج بتوسع قراءاتنا، ومهاراتنا النقدية، شأن عضلاتنا التي تنمو وتشتد بالاستعمال.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 10:36   #4
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!




.

عناصر الأدب:
يشمل كل عمل أدبي تقريبًا عناصر أربعة: 1- الشخصيات 2- الحبكة 3- الموضوع 4-الأسلوب. ويحاول كل كاتب جيد أن يوازن بين هذه العناصر لكي يتمكن من إيجاد عمل فني موحّد.

الشخصيات/
قد ينحو الكتّاب نحو وصف الأحداث أو الأفكار، إلاّ أن عليهم أن يصفوا كذلك الشخصيات ـ أي الأشخاص أو الأشياء ـ التي تؤثر فيها تلك الأفعال والأفكار. وتمثل الشخصيات نقطة الارتكاز الأساسية في الكثير من الروايات والمسرحيات، وكذلك في السير الغيرية والسير الذاتية، وحتى القصيدة فهي إنما تهتم بالشخصيات، والراوي أو الشاعر هو في الغالب الشخصية الرئيسية في القصة والقصيدة. وعلى الكتّاب أن يعرفوا شخصياتهم حق المعرفة وبعمق، وأن تكون لديهم صورة واضحة عن شكل كل شخصية من هذه الشخصيات وطريقة حديثها وأفكارها.
الدوافع تعني الأسباب التي تدفع الشخصيات إلى القيام بأعمال معينة. وعلى الكتّاب أن يتأكدوا من أن الدوافع التي تحرك شخصياتهم إنما هي دوافع واضحة ومنطقية. فالشخصيات في الأعمال الأدبية، كما هي في واقع الحياة، هي التي تقرر الأحداث. فمن الصعب على رؤوف علوان بطل رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ، وعلي بطل رواية ردَّ قلبي ليوسف السباعي، على سبيل المثال، أن يتبادلا مواقعهما. فلو حل رؤوف محل علي لتغيّرت رواية اللص والكلاب، ومثل ذلك رواية ردَّ قلبي .
مسرح الأحداث المكان الذي تحدث فيه قصة تلك الشخصيات. فالشخصيات الأدبية، شأنها شأن الأشخاص الذين يقرأون قصصهم تلك، لا يوجدون في الفراغ، بل إنهم يتصرفون بحكم علاقاتهم المتبادلة وبحكم ردود أفعالهم بعضهم إزاء بعض. وهم أيضًا يتجاوبون مع العالم الذي يعيشون ضمن نطاقه. ومسرح الأحداث هو أحد سبل إظهار طبيعة الناس. فلو أن زينب بطلة رواية زينب والعرش لفتحي غانم عاشت في نفس البيئة والظروف التي عاشت فيها الفلاحة بطلة رواية الحرام ليوسف إدريس، لاختلفت طريقة الاستجابة والتصرف إزاء المحيط الذي تعيش فيه كل منهما.

الحبكة/
أو ما يسمى عقدة القصة ، تروي ما يحدث لشخصيات القصة، وتبنى حول سلسة من الأحداث التي تجري خلال فترة معينة من الزمن. وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد قوانين معينة لترتيب الطريقة التي تقدَّم بها تلك الأحداث.
وللحبكة الموحدة بداية ووسط ونهاية، أي أن الكاتب يقودنا من موقع ما (شخصية تواجه مشكلة معينة) عبر مسار ما (الشخصية وهي تواجه تلك المشكلة) إلى موقع آخر (الشخصية وهي تتغلب على، أو تغلبها تلك المشكلة). أما بالتعبير الأدبي فيمكننا القول: إن القصة تبدأ بعرض جوانب القصة، ويتلو ذلك تصاعد الحدث، ثم وصوله إلى الذروة وحل عقدة الحدث أو النتيجة النهائية. والكشف هو سرد لخلفية القصة ووضعيتها. أما تصاعد الحدث فهو يبنى على أساس المادة المطروحة وهو الذي يولد عناصر التشويق، أو ما يمكن أن يوصف بأنه رغبة القارئ في معرفة ما سيتلو من أحداث. أما الذروة فهي قمة مواضع الإثارة والتشويق، بينما يمثل حل عقدة الحدث نهاية القصة.

الموضوع/
هو الفكرة الأساسية أو الرئيسية التي يُعبر عنها عمل أدبي ما. وهو يتطور بالتفاعل بين شخصيات القصة وحبكتها. وقد ينحو الموضوع نحو تحذير القارئ بأن عليه أن ينتهج سبيلاً أفضل أو مساراً آخر في حياته. وقد يعلن أن الحياة مجدية أو غير مجدية.
ويجاهد الكتّاب ذوو الأصالة لإنتاج أعمال تعبِّر تعبيراً صادقًا عن المشاعر أو العواطف الصادقة. وهم يتجنبون العاطفية التي تعني المبالغة في الأحاسيس، والكاتب ذو المشاعر الصادقة لا يحرص على إملاء وجهة نظره على القارئ. والقصة الجيدة هي تلك التي تقود القارئ إلى الاستنتاج الذي يريده الكاتب.

الأسلوب/
هو الطريقة التي يستخدم الكاتب بها الكلمات في صياغة الأدب. إنه تتابع الكلمات واحدة بعد الأخرى وتتابع الفقرات بعضها وراء بعض. وتجدر الإشارة إلى أننا قلما نستمتع بشخصيات القصة، أو حبكتها دون أن يكون أسلوب الكاتب نفسه ممتعًا أيضًا. فالطريقة التي يكتب بها الكتّاب هي جزء مما يريدون قوله. ومنذ الكلمة الأولى إلى الكلمة الأخيرة، يجب على الكاتب أن يحل المشكلات المتعلقة بالأسلوب، بالإجابة عن أسئلة مثل: ما نمط الكلمات التي سأستخدمها؟، وكيف سأقدم التفاصيل؟، وهل ستكون الفقرات طويلة أو قصيرة؟.
وجهة نظر الكاتب هي الطريقة التي يعرض بها قصته وهي جزء آخر من وجوه الأسلوب. وقد يلجأ الكاتب لرواية القصة بصيغة المتكلم (أنا) وكأن الرَّاوي هو شخصية رئيسة أو ثانوية في القصة. وقد يلجأ الكاتب إلى التحدث بصيغة الغائب (هو) أو (هي) حيث يعزل الرَّاوي نفسه عن الشخصيات ليتولى وصف الحدث. وفي صيغة الغائب ذات وجهة النظر (المحدودة) يصف الكاتب الأحداث كما قد تراها وتسمعها شخصية واحدة فقط. أما في صيغة الغائب (الموجود في كل مكان) أو العارف بكل شيء فإن الكاتب يروي ما يدور في ذهن شخصيات عديدة وما تحس به كل واحدة من هذه الشخصيات من مشاعر.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 10:40   #5
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!




.

أساليب المعالجة الأدبية:
كلمة معالجة تعني هنا سبيل الاتصال، وهي في الأدب تعني النهج الذي ينتهجه الكتّاب لإيصال ما يريدون التعبير عنه إلى القراء. ويمكن للكاتب أن يلجأ إلى واحد من أربعة أساليب من المعالجة وهي: 1- الشرح 2- المناقشة 3- الوصف 4- السرد. وهدف الكاتب هو الذي يحدد نمط المعالجة الذي يريد انتهاجه.

الشرح/
هو الإجابة عن سؤال واقعي أو متخيَّل، وهو نهج الكاتب في عرض الوقائع، أو تفسير ماهية شيء ما، وكيفية قيام هذا الشيء بمهمته، أو مدى أهميته.

المناقشة/
هي التي تحاول إقناع القارئ بموقف ما، أو دفعه لمشاركة الكاتب في وجهة نظره. وقد يحاول الكاتب تغيير وجهة نظر القارئ باللجوء إلى حجج تخاطب العقل والعاطفة، أو كليهما معًا.

الوصف/
يُستخدم الوصف لما يريد الكاتب من القارئ أن يراه. ويلجأ الكتّاب إلى الوصف حين يريدون الكتابة عن مظهر شخص ما، أو شيء ما كتفاحة أو بناء مثلاً. ويخاطب الكاتب عن طريق الوصف حواس اللمس والذوق والشم و السمع لدى القارئ، وينجح الكاتب في إبداء مهارته في الوصف، إذا أحس القارئ بماهية الموضوع الموصوف.

السرد/
هو رواية الحدث، أو مايقع من أحداث. فهو يروي للقارئ ما يحدث. وإذا كنا نعتبر الوصف صورة، فإن السرد هو بمثابة صورة متحركة.

وقد يلجأ الكاتب أو الشاعر إلى أنماط الخطاب الأربعة هذه في قطعة أدبية واحدة. فمثلاً مسرحية مصرع كليوباترا لأحمد شوقي أو حتى معلقة امرئ القيس، أو قصائد البحتري أو الشاعر الحديث محمود حسن إسماعيل أو رواية دعاء الكروان لطه حسين أو السلطان الحائر لتوفيق الحكيم، كل هذا قد يستخدم فيه الكاتب أو الشاعر أنماط الخطاب الأربعة السابقة.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 10:51   #6
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.

أنواع الأدب:

الرواية/
عملٌ قصصي طويل يروي الأحداث التي تقع في حياة أناس واقعيين أو مُتَخَيَّلين. وتعكس معظم الروايات منظور الكاتب إزاء الحياة.وهناك أنماط كثيرة من الروايات التي تعالج أنواعًا مختلفة من المواضيع. فرواية بوليانا العاطفية لإليانور بورتر، تصف فتاة شابة ترى دائمًا الجانب المشرق من الحياة. أما رواية يقظة فينيجان النفسية لجيمس جويس فهي تبرز الحياة الحالمة لصاحب فندق أيرلندي. وتصف رواية قنديل أم هاشم ليحيى حقي ورواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح الصلة بين الشرق والغرب.
والرواية نوع جديد متطوّر من الأنماط الأدبية التي كانت سائدة من قبل. فالكثير من سمات الرواية مستمدة من الملحمة التي هي قصيدة سردية تتناول شخصية بطولية.
كما استقت الرواية سمات أخرى من الأقاصيص الخيالية، مثل قصص مغامرات الملوك والفرسان.
هذا وقد تأثرت الرواية إلى حد كبير ومهم في تطورها بقصص المشردين الأسبانية، التي سادت في القرن السادس عشر الميلادي. وكانت قصص المشردين تصف الأحداث التي تقع لمتشرد، وهو بطل حاذق، وإن كان مخادعًا في طريقة حياته. كما تطورت الرواية من الشخصيات التي سادت في القرن السابع عشر الميلادي وهي كتابات كانت تصور نماذج من شخصيات مألوفة.

القصة القصيرة/
عمل قصصي يركز على جزئية مفردة. ونظرًا لقصرها، فإن الشخصيات والمواقف في القصة القصيرة أقل عدداً وتعقيدًا مما هي في الرواية. وقد يتراوح طول القصة القصيرة بين تلك الأقصوصة التي يتراوح عدد كلماتها بين 1,000 و 1,500 كلمة، وبين القصة التي يتراوح عدد كلماتها بين 12,000 و 30,000 كلمة. وللقصة القصيرة سمات كثيرة مماثلة لسمات القصيدة القصصية، وهي قصة تأخذ قالبًا شعريًا. كما أنها قريبة من الأقاصيص الشعبية ، التي تُروى شفويًا من جيل إلى جيل. كما أنّ الكثير من خصائص القصة القصيرة مستوحاة من أشكال أدبية أقدم، كان الهدف منها إعطاء العبر، ويشمل ذلك الحكايات الخرافية التي ترْوى على لسان الحيوان والحكاية الرمزية ذات المغزى الديني أو الأخلاقي.
المسرحية. وهي تمثيلية قصصية تُكْتَب لكي تقدمها مجموعة من الممثلين على خشبة المسرح، وتحوي في العادة توجيهات مسرحية تحدد مظهر الشخصيات وتصرفاتها. وتأخذ المسرحية شكل الحوار أو الحديث المتبادل بين شخصيتين أو أكثر. والشكلان الرئيسيان للمسرحية هما المأساة والملهاة .

المأساة/
هي مسرحية جادة تنتهي بكارثة. وقد أرسى أرسطو المبادئ الأساسية للمأساة في كتابه فن الشعر ، وقال: إن الهدف من المأساة هو إثارة الشعور بالشفقة أو الجزع إزاء أبطال المسرحية لدى جمهور المشاهدين. وبطل أي مأساة إغريقية قديمة هو شخص عظيم يتعرض لمعاناة قاسية بسبب غلطة مأساوية أو خطأ في الحكم على الأمور. وقد اتّسع معنى المأساة فيما بعد ليشمل قصة أي شخص يُبتلى بمحنة.

الملهاة/
مسرحية خفيفة مسلّية (كوميديا) ذات نهاية سعيدة. وتصرفات الشخصيات في الملهاة تستهدف تسلية المشاهد أكثر من إثارة انزعاجه. كما أنّ للملهاة أشكالاً متعددة منها الملهاة الخفيفة أو الملهاة المتدنية التي تتسم بالخشونة والعنف والتي تلجأ لاستخدام المواقف الساخرة أو الأفعال الصاخبة. ومنها الملهاة الرفيعة التي تُبنى سخريتها على الحوار الحاذق الذكي. أما الملهاة الهجائية فهي تسخر من الجوانب التي تتسم بالغباء في أقوال الناس وأفعالهم. أما ملهاة السلوك فهي تسخر من العادات الاجتماعية في حقبة ما. أما الملهاة الجادة فهي تتناول مواقف جادة تنتهي نهاية سعيدة.

الشعر/
يقوم في الأصل على وزن وقافية. ويستخدم الشعراء الوزن حين ينظمون الكلمات في نمط يتّبع قواعد الوزن الشعري. ويستخدمون القافية كذلك لدى ترديد الأصوات في داخل أبيات الشعر أو في نهاياتها. أما القطعة التي لا تحوي نمطًا معينًا من أنماط الوزن الشعري أو القافية فهي تُكتب تبعًا لأسلوب الشعر الحر.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك أنماطًا ثلاثة من الشعر هي: الشعر الغنائي، والملحمي، والدرامي.

الشعر الغنائي/
تكون القصيدة الغنائية في هذا النمط قصيرة وشبيهة بالأغنية. وهي تركز على أفكار ومشاعر الشاعر أو المتحدث. ويمكن معالجة القصيدة الغنائية إما من زاوية موضوعها أو شكلها. فحين نصف قصيدة ما بأنها مرثية ، وهي التي ترثي الموتى، فإننا إنما نشير إلى موضوعها. أما حينما نتحدث عن السوناتة وهي قصيدة تتألف من أربعة عشر بيتًا وتلتزم قافية محددة، فإننا نتحدث عن الشكل.

الشعر الملحمي/
هو الذي يروي قصة. والملحمة (القصيدة البطولية) تصف أفعال بطل ملكي مثل المحارب الطروادي إينياس ، أما القصيدة الغنائية وهي قصة قصيرة في قالب شعري فهي ذات نغمة عادية إلى حد كبير.

الشعر الدرامي/
يروي قصة من خلال حديث أبطال القصيدة، شأنه في ذلك شأن المسرحية. وتسمى القصيدة ذات المتحدث الواحد في اللغات الأوروبية المونولوج المسرحي أما مسرحية الحجرة، فهي مسرحية في قالب شعري تكتب لتقرأ لا لتمثَّل على المسرح.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:03   #7
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.


الأدب الشعبيّ:
الأدب الشعبي فنُّ القول الذي تنتجه جماعة شعبية. يتناقله أبناؤها بوصفه ذخيرة مشتركة مشاعة بينهم. وهو أحد فنون التعبيرات الفنية الشعبية التي هي، بدورها، فرع من التراث أو المأثورات الشعبية.

حدود المصطلح:
لا يصبح القول أدبًا إلا إذا صيغ صياغة فنية؛ أي حكَّمت هذا القول معايير فنية، وكان له ضوابط في التركيب، واتخذ شكلاً تقره الذائقة الجمالية المشتركة بين أبناء الجماعات الشعبية الذين يتناقلونه.
ولا يكتسب الأدب صفة الشعبية، إلا إذا كان صادرًا عن جماعة شعبية معينة، بمعنى أن يكون هذا الأدب منتميًا إلى الذخيرة الإبداعية المحفوظة لجماعة شعبية، وأن تكون هذه الجماعة هي التي تتداول إبداعاته، ويتناقله أبناؤها باعتباره ملكًا مشاعًا بينهم، ويتبنونه ويحافظون عليه بوصفه معبرًا عن قيمهم ومثلهم ورؤاهم المشتركة.

مقوّمات الأدب الشعبي:
الجماعية/
المقوم الأساس للأدب الشعبي هو كونه جمعيًا. فكون هذا الأدب صادرًا عن الجماعة الشعبية يؤثر في طبيعته وتركيبه وخصائصه المميزة. وجماعية الأدب الشعبي تباين فردية الإنتاج الأدبي الذي يؤلفه أفراد يعبرون عن ذواتهم ورؤاهم الخاصة، حتى وإن تناولوا موضوعات ذات طابع اجتماعي، وسواء ألفوا باللغة الفصحى أم باللهجة العامية.
وجماعية الأدب الشعبي لا تعني أن نشوء أي نص من نصوصه يتم بوساطة كل أبناء الجماعة الشعبية مجتمعين. فالصورة الأولى من أي نص تظهر ـ عادة ـ بمبادرة من أحد أبناء الجماعة الشعبية الموهوبين. ولكن هذه الصورة الأولى من النص، عندما تلقى قبولاً ويتداولها سائر أبناء الجماعة الشعبية، تمر بعمليات متوالية من التعديل، بالحذف والإضافة والصقل. وهي تنتقل من راوٍ إلى آخر، ومن فئة إلى فئة، ومن جيل إلى جيل، ومن مكان إلى مكان. ولا ترجع عمليات التعديل إلى آلية النسيان أو ضعف الذاكرة البشرية عن الحفظ التام للنصوص، بقدر ما ترجع إلى فاعلية الذائقة الجماعية، وأثر القيم المشتركة ودور المصالح والرؤى الجماعية التي لاتنفك تحدث آثارها على الصورة الأولى للنصوص. ونتيجة لهذا، تتحول الصور الأولى للنصوص إلى صور جيدة مغايرة، تمثلت الوجدان الشعبي وتشربت قيم الجماعة ورؤاها. وهذه النتيجة هي أحد أسباب احتفاء باحثي الأدب الشعبي بالصور المتغيرة والروايات المتعددة للنصوص نفسها، وانشغالهم بها عن البحث عن الصورة الأولى أو النص الأم، اللهم إلا بقصد الكشف عن البعد التاريخي للنص. كما كانت هذه النتيجة أحد أسباب اختلاف نظرتهم إلى دور المؤلف، سواء كان معلومًا أو مجهولاً، وانشغالهم بدور الراوي والجمهور المشارك في أداء النص.

الشفهية/
تتم عمليات إنشاء نصوص الأدب الشعبي وروايتها وحفظها بالطريق الشفهي، دون اعتماد على التدوين والكتابة في معظم الحالات التقليدية. والمشافهة، بالنسبة للأدب الشعبي، ليست مجرد وسيلة لتناقل النصوص، ولا هي مجرد قناة تمر منها النصوص وتعبر، بل هي عامل مؤثر في تكوين النصوص وصياغتها، تسمها بميسمها. ومن ثم برزت من بين الخصائص الأسلوبية لنصوص الأدب الشعبي خصائص بعينها تتوافق مع شفهيتها؛ مثل شيوع التكرار، والميل إلى تحوير الكلمات واللعب بها، والاستقلال النسبي لوحدات هيكلها البنائي، واعتماد منطق التصوير الفني فيها على التراوح بين الإلماح والتفصيل، والارتكاز على الإشارات المختزلة سواء إلى التصورات المرجعية أو إلى المظاهر الواقعية.
ونتيجة لبروز السمة الشفهية للأدب الشعبي، وظهورها الواضح على سطح تداوله وروايته، ظن بعض الدارسين المعاصرين أن الشفهية هي مقوم الأدب الشعبي الوحيد، أو على الأقل المقوم الأساس، لذا آثروا استخدام الأدب الشفهي وفضلوه على مصطلح الأدب الشعبي، مؤكدين تمايزه عن الأدب المكتوب.
وعلى كل حال، وسواء اتفقنا بالكامل أو جزئيًا مع هذا الرأي أو لم نتفق، يبقى لهذا الاتجاه ميزة تأكيده على أن أدبية الأدب لا تنتج عن كونه مكتوبًا أو شفهيًا، وإنما تنتج عن فنِّيته، وأن شفهية نصوص الأدب الشعبي لا تنتقص من أدبيتها.

العراقة/
لا يصبح النص الأدبي الشعبي شعبيًا بالمعنى الدقيق، إلا إذا تبنته الجماعة الشعبية. ولن يتأتى هذا التبني إلا بعد أن يتم تقبل النص وتداوله. وخلال ذلك، يتم تعديله وصقله وفق تقاليد الجماعة الشعبية وذائقتها ورؤاها. وهذه العمليات تحتاج إلى قدر من الزمن إلى أن يستوي (ينضج) النص متفاعلاً مع معايير الجماعة وقيمها. وبسبب هذا، اشترط دارسو الأدب الشعبي مرور زمن مناسب على تداول النص، وتواتر أدائه، لكي يطمئنوا إلى تمام سيرورته، ويتثبتوا من تبني الجماعة الشعبية له.
ولأن المأثور الشعبي ـ بما فيه نصوص الأدب الشعبي ـ هو ديوان الجماعة الشعبية، وهو سجل منجزاتها الثقافية وحصيلة خبرتها ومعارفها، فإن مكوناته تحفل بأصداء ما اكتنزته الذاكرة الجمعية، وما بقي ساريًا من حصيلة هذه الخبرة المتراكمة، وما ظل متصل الحضور من منجزاتها. ومن هنا نفهم السبب في وفرة ما تحمله نصوص الأدب الشعبي من إشارات إلى الرصيد الثقافي للجماعة، فضلاً عن وفرة العناصر والمكونات التي تستمر في الوجود وتواصل حضورها عبر الزمن.
إن إدراكنا لدور البعد الزمني وفاعلية الذاكرة الجمعية في صياغة نصوص الأدب الشعبي يجعلنا نفهم طبيعة هذه النصوص فهمًا أرشد وما يسمها من عراقة. ولعل أولى نتائج هذا الإدراك تغيير تلك النظرة التي استمرت طويلاً تنظر إلى نصوص الأدب الشعبي على أنها بقايا أثرية من عهود سالفة، أو على أنها تنتمي وحسب، إلى عالم الأولين الذي مضى وانقضى. بينما نحن نعرف الآن أن نصوص الأدب الشعبي المنقولة عن رواية شفوية هي نتاج زمن روايتها، مهما كان في هذه النصوص من طبائع الزمن السابق أو ملامح لعروق مدها التواصل الثقافي مع العهود الماضية. فمهما كان في نصوص الأدب الشعبي من أصداء للخبرة الجمعية الماضية، فإن الصوت الجلي الموجود فيها هو صوت الخبرة الجمعية الحاضرة.

الامتزاج/
لا تُنْتَج مكونات المأثور الشعبي، ومن بينها نصوص الأدب الشعبي، ولا تُؤَدَّى كنشاط مستقل أو كفاعلية مقصودة لذاتها، كما هو معهود في مجالات الثقافة الرسمية وفنونها وآدابها، وإنما يتم إنتاج مكونات المأثور الشعبي وأداؤها في أثناء ممارسة أبناء المجتمع الشعبي لمشاغل معاشهم ووقائع حياتهم. ومهما تمايزت جوانب من مكونات المأثور الشعبي، فإنها تظل وجهًا من وجوه العمل في حياة الجماعة الشعبية، ومظهرًا من مظاهر تحقيقها لوجودها. وفي العادة، لا تظهر مكونات المأثور الشعبي إلا متداخلة مع ممارسة من ممارسات الحياة الجماعية وممتزجة بها.
هذا الامتزاج لا ينطبق على تداخل مكونات المأثور الشعبي مع مناشط حياة الجماعة الشعبية فحسب، بل إنه يمتد إلى التداخل بين مكونات المأثور الشعبي نفسها، وإلى امتزاج أداء مظاهرها بصورة متزامنة. ومن الشواهد الواضحة على هذا امتزاج أداء الشعر وتزامنه مع الإيقاع الموسيقي والغناء، ومع التعبير التشكيلي بالتزين بزينة مخصوصة، ومع التعبير الحركي، وذلك عند أداء رقصة تقليدية. وترتبط الرقصة، بدورها، بسياق احتفالي أو مناسبة شعائرية جماعية، لها وظيفتها في حياة الجماعة الشعبية.
كما أن الامتزاج لا يحدث فقط بين مكونات المأثور الشعبي والممارسات الجماعية، ولا يتم بين فروع المأثور الشعبي فحسب، وإنما يجري الامتزاج أيضًا داخل كل فرع من هذه الفروع بين أنواعها وأجناسها. والشاهد على ذلك ما يجري من امتزاج في فرع الأدب الشعبي نفسه، بين أنواعه وأشكاله وعناصره. ومثال ذلك ما يتم من دخول الشعر في بعض أشكال السرد القصصي، وتحرك مقاطع شعرية بين غناء العمل والرثاء والغزل رغم تباعد المجالات.
وإدراك أثر خصوصية الامتزاج المتراكب في مكونات المأثور الشعبي، هو ما يدفع إلى التنبيه إلى مبدأ منهجي ينبغي مراعاته عند التعامل مع نصوص الأدب الشعبي. ويقوم هذا المبدأ على التعامل مع أي نص أدبي شعبي باعتباره جزءًا متكاملاً مع سياقه الأدائي، لا يجوز انتزاعه ولا التعامل معه كنص لغوي وحسب، ولا ينبغي النظر إليه كظاهرة أدبية معزولة ذات وجود مستقل.

تصنيف الأدب الشعبي:
تمتاز نصوص الأدب الشعبي بالوفرة الهائلة، الأمر الذي يجعل التعامل معها وتفهم خصائصها صعبًا، دون القيام بتقسيمها إلى فروع وتصنيفها في أنواع فنية. وقد قام دارسو الأدب الشعبي بجهد متواصل لإتمام هذه العملية التصنيفية وفق أسس منهجية مراعين خصائص نصوص الأدب الشعبي وسماتها المشتركة. وإذا تركنا التصنيفات التخصصية التي يأخذ بها الباحثون المتخصصون، ووقفنا عند أيسر هذه التصنيفات وأكثرها شيوعًا، سنجد أن عامل امتزاج الظواهر الشعبية، بين مقومات الأدب الشعبي، يظهر على السطح مهيمنًا على تفريع التصنيف وتحديد الأنواع والأشكال؛ إذ يرتكز محور عملية التصنيف على السياق الذي يُؤَدَّى فيه كل نوع، ويدور حول المناسبة التي يُروى فيها. وهو ما يتضح من التصنيف الشائع التالي:
الأنواع الشعرية. وهي تشمل: 1- أغاني العمل. وهي الأغاني المرتبطة بأنواع العمل ومراحله المختلفة. 2- أغاني البيت. وهي ما يتم ترديده عند هدهدة الأطفال أو تنويمهم أو ملاعبتهم. 3- أغاني الصبية. وهي الأغاني المصاحبة لألعاب الصبية وتجمعاتهم. 4- أغاني الأعراس، وتؤدّى في أثناء مراحل العرس وإجراءاته المختلفة. 5- أغاني السمر. وهي الأغاني المصاحبة للتعبير الحركي وتبادل المسامرة. 6- أشعار السمر، ويتم ترديدها خلال مجالس السمر، مثل القصائد البدوية وأشعار القبائل. 7- الشعر القصصي المُغنّى، ويُروى في تجمعات المناسبات، وخاصة الدينية منها. 8- أشعار السير الشعبية، ويتم ترديدها في جلسات الاستماع، سواء في رواياتها النثرية أو في صياغاتها الشعرية.

الأنواع النثرية. وهي تشمل: 1- قصص البيوت والأسرة، وتُروى للسمر البيتي وتنويم الصغار، مثل السبحونة ونحوها. 2- قصص مجالس السمر، وتتواتر في مجالس الكبار بوصفها تاريخًا أو أمثولة للاعتبار أو القياس. 3- السيرة الشعبية، وترتبط روايتها بمجالس مخصوصة ومناسبات محددة. 4- النوادر الشعبية. 5- الألغاز الشعبية. 6- الأمثال الشعبية.
ومن الواضح أن الأنواع الثلاثة الأخيرة لا تُؤدَّى على انفراد، وإنما تؤدى في تجمعات لتقوم بوظائف بعينها يتوقعها المشاركون.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:13   #8
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.

نبذة تاريخية:
باكورة الآداب/
ربما كان السومريُّون الذين عاشوا فيما يعرف بالعراق الآن، هم أقدم من كتب الأدب. ويقدِّر العلماء أن السومريين كتبوا قطعًا أدبية بسيطة منذ حوالي 5,500 سنة. وبحلول نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، كانوا يكتبون أدبًا.
كما أنتجت شعوب أخرى من الشعوب القديمة في الشرق الأوسط أنواعًا من الأدب، من هؤلاء الآشوريون والكنعانيون والبابليون والمصريون والعبرانيون. وتشمل كتاباتهم القصص التي تُروى على لسان الحيوانات، والملاحم والكتابات التاريخية، والتراتيل وأغاني الحب، والأساطير، والمقالات الفلسفية. ويعد بعض العلماء العهد القديم أو التوراة عملاً متميزًا من أوائل الأعمال الأدبية.
وأما الصينيون والهنود والفرس فقد أبدعوا أعمالاً أدبية متميزة. وقد أثرت بعض كتاباتهم في الأدب الغربي الذي تتناوله هذه المقالة. فالكثير من حكايات أيسوب إنما هي في الأصل مستقاة من مصادر شرقية.
الأدب القديم/
تطورت في اليونان فيما بين 900 - 300ق.م حضارة قديمة قلما شهد التاريخ لها مثيلاً. وتُسمَّى الحقبة الأولى من الأدب اليوناني العصر الملحمي . وقد بلغت ذروتها بأشعار نسبت لهوميروس، الذي ربما كان قد عاش في القرن الثامن ق.م. وتُظهر ملحمتا هوميروس السرديتَّان الطويلتان وهما الإلياذة والأوديسة ، الأسلوب الموسيقي لدى الشاعر ومهارته في تقديم شخصيات فاعلة.
أما الشعراء الرئيسيون في عصر الشعر الغنائي (فيما بين عامي 800 و 475ق.م) فهم يشملون الشاعرة سافو التي تغنت بالحب، وبندار الذي تغنت مدائحه بالانتصارات اليونانية
ولقد ازدهر النثر والشعر خلال العصر الأثيني (حوالي 475-300ق.م) ووصلت المسرحيات إلى قمتها بمآسي إيسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدس وملاهي أريسطوفانيس. وقد كتب هيرودوت، أبو التاريخ عن الحروب الفارسية، بينما عالج ثيوسيديديس التاريخ بوصفه علْمًا في سرده لتاريخ الحرب البيلوبونيزية. وربما كان أفلاطون وأرسطو من أهم الكتاب اليونانيين فيما خلّفاه من أثر في الحضارة الغربية.
أما ثيوقراط فقد ابتدع الشعر الرعوي الذي يصور الحياة في الريف، ووضع أسس الكثير من السمات التي ميزت الحقبة الإسكندرانية (حوالي 300 - 146ق.م). وقد بدأت الحقبة الإغريقية ـ الرومانية (146ق.م - 529م) بعد فتح الرومان لبلاد اليونان، وكان أهم ما أنتجته حياة بلوتارك ومجموعات شعرية سميت المقتطفات الأدبية الإغريقية .
قلّد الفاتحون الرومان الأساليب الأدبية الإغريقية. وقد وضع كل من تيطس بلوتس وتيرنس أكبر كتّاب الملهاة اللاتينية، مسرحياتهما على أسس المسرحيات الإغريقية. أما أشهر الشعراء الرومان، وهو فيرجيل فقد كتب ملحمته الوطنية الإنيادة على الأسس نفسها التي كُتبت بها الإلياذة والأوديسة، أما أوفيد فقد أعاد رواية الأساطير اليونانية في مجموعته المسوخ ، وهي مجموعة من 250 قصة.
تأليف خطب وكتابات شيشرون ويوليوس قيصر فيما بين الستينيات والأربعينيات قبل الميلاد، وهذان يعكسان في كتاباتهما الحضارة الرومانية بوضوح أكبر مما تعكسه المسرحيات والأشعار التي كتبت في الفترة نفسها. أما أشهر أعمال شيشرون فهي فيليبكس ،وهي سلسلة من الخطب التي هاجم فيها عدوه السياسي مارك أنطوني. أما يوليوس قيصر فأكثر ما يُذكر له هو أنه مؤلف التعليقات على الحرب الغالية.

العصور الوسطى الأوروبية/
امتدت منذ حوالي القرن الخامس الميلادي واستمرت حتى القرن الخامس عشر الميلادي، فبعد سقوط روما في أيدي القوط في القرن الخامس الميلادي، طوى النسيان معظم الأشعار والمسرحيات اليونانية والرومانية، وذلك لسنوات عديدة. وقد جلبت المجموعات التي غزت الإمبراطورية الرومانية آثارها التقليدية الخاصة معها، وأصبح الشعر الملحمي أسلوبًا مهمًا لتسجيل الأساطير التي كانت الأجيال تتناقلها شفهيًا لمئات السنين. وظهرت الملحمة الأنجلو-سكسونية المسمّاة بيوولف في حوالي عام 700م انظر: بيوولف. أما أغنية رولان الفرنسية فقد كُتبت حوالي عام 1100م، بينما كُتبت أغاني النبلونغ حوالي عام 1200م.
كما سُجلت كثير من القصص البطولية الإسكندنافية، وهي قصص ملحمية طويلة خلال القرن الثالث عشر الميلادي.
ازدادت أهمية القصص التي تتحدث عن المغامرات والخيال الجامح وغراميات الفرسان، فيما بين القرن العاشر والثالث عشر الميلاديين. وعكست تلك القصص الخيالية أنظمة الإقطاع والفرسان التي سيطرت على أوروبا.
أما القصص السلتية للملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة فقد راجت في بريطانيا.
كما ظهرت قصص مشابهة في فرنسا وأسبانيا وإيطاليا.
ازدادت أهمية الشعر الغنائي خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وألف المغنون الجوالون أغاني في الحب لتسلية النبلاء وسيداتهم. وأطلق عليهم اسم التروبادور والتروفير في فرنسا ومينيسينجر في ألمانيا.
وفي القرن الرابع عشر الميلادي أوحى الفكر الديني للكاتب دانتي بالكوميديا الإلهية وهي واحدة من أشهر الأشعار التي عرفها التاريخ. وتحرر دانتي من الالتزام التقليدي بضرورة تقيد المثقفين بالكتابة باللغة اللاتينية فقط، إذ كتب قصيدته بالإيطالية. ولا تنبع أهمية الكوميديا الإلهية من أهميتها هي في حد ذاتها فقط، بل لأنها أول عمل أدبي جاد كُتب بلغة أوروبية حديثة.
سيطرت عبقرية جفري تشوسر على الأدب الإنجليزي في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، حيث كان يكنّى في كثير من الأحيان بأبي الشعر الإنجليزي . ولقد ساعد في أعمال مثل حكايات كانتربري على إرساء قواعد اللغة الإنجليزية كما نعرفها الآن.

عصر النهضة الأوروبية/
كان عصر النهضة الأوروبية ميلادًا جديدًا لكل المعارف. وقد بدأ في إيطاليا حوالي القرن الرابع عشر الميلادي، وانتشر في كل أوروبا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. وقد اكتشف العلماء الأعمال الإغريقية والرومانية المهمة. واهتم الفلاسفة بطبيعة المعرفة الإنسانية واستخدم الكُتَّاب أشكالاً أدبية جديدة ليُعبِّروا عن حيوية الفترات الزمنية المختلفة.
ومن أوائل الكتاب الإيطاليين الذين درسوا الأدب القديم بترارك وجُـيُوفانِّي بوكاتشيو. وقد أجاد بترارك فن السوناتة الذي أصبح هو الشكل الشعري المفضل لاحقًا في كل أوروبا. واشتُهِر يوكاتشيو بعمله المسمَّى ديكاميرون وهو مجموعة مكونة من مائة قصة. وقد نتج عن الشغف الشديد بالمعرفة في فرنسا ظهور مقالات مايكل مونتاني وأساطير فرانسوا رابيليه.
ولم يصل عصر النهضة إلى إنجلترا إلا في القرن السادس عشر الميلادي. غير أنه أنتج أكثر الأدب إبداعًا في اللغة الإنجليزية لدى وصوله إليها. فقد عالج فرانسيس بيكون كل أنماط المعرفة في موضوعاته. أما كريستوفر مارلو فقد وسّع استعماله للشعر المرسل ، ذي الأبيات التي لاتلتزم بالقافية، وذلك في مثل مسرحية التاريخ المأساوي للدكتور فاوست . كما كتب الدكتور جونسون شعرًا ممتازًا ومسرحيات كوميدية. أما وليم شكسبير فقد توّج منجزات ذلك العصر بمسرحياته وأشعاره الغنائية.
استمتع الأدب الأسباني بعصره الذهبي في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. وقد جرَّب ميغيل دي سيرفانتس سافيدرا، أشهر كتّاب أسبانيا مهاراته في مختلف أنماط الأدب. ويعدّ الكثير من الكتّاب روايته دون كيشوت التي كتبت في أوائل القرن السابع عشر الميلادي من أعظم الروايات العالمية.
عصر العقل/
اكتسبت الأعمال التقليدية (الكلاسيكية) اليونانية والرومانية أهمية في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. كما وضع الفنانون والكتّاب والعلماء أعمالهم على نسق من سبقوهم من القدماء، حيث حاولوا الالتزام بقيود الفن الكلاسيكي (التقليدي) مع التمسك بالوضوح والبساطة في التعبير.
وقد رفض الكلاسيكيون الجدد سلطة التقاليد الدينية التي تحكَّمت في المجتمع منذ القرون الوسطى. وتمسكوا بالاعتقاد بأن الخضوع للعقل (التفكير المنظم) سيشد عرى المجتمع. وعبر كتاب مثل توماس هوبس و جون لوك والسير إسحق نيوتن عن روح عصر العقل. فقد أكَّدوا على أهمية التفكير المنطقي وأرسوا قواعد العلم الحديث.
أما في إنجلترا فقد أثرت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1642م في الأدب. فقد أنتج كل من الفرسان الذين دافعوا عن البرلمان نثرًا وشعرًا يعبران عن وجهتي نظر الطرفين. وكان أعظم شعراء البيوريتانيين هو جون ميلتون ، وإن كان شعره لا يمثل في الواقع عصر العقل، بل إنه وصُف وبحق، بأنه آخر كتّاب عصر النهضة. أما كتابات جون درايدن و جوناثان سويفت وجوزيف أديسون وألكسندر بوب، فهي تعبر بصورة أوضح عن إنسان العقل أو المنطق.
وصل الأدب الكلاسيكي الفرنسي قمة قدرته على التعبير في القرن السابع عشر الميلادي وذلك في مجال المسرحية. وتشمل الأعمال المتميزة في هذا المجال مآسي بيير كورني وجان بابتيست راسين. والمسرحيات الكوميدية لموليير. أما فولتير فقد كتب مسرحيات وقصائد وقصصًا متألقة.
الرومانسية/
نشأت كرد فعل ضد عصر العقل (الكلاسيكيَّة)، حيث سيطرت على الأدب الأوروبي خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وحتى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي. كما كانت لها أصداء مهمة في الولايات المتحدة. وقد ركز الخياليون الرومانسيون على امتداح الغرائز الطبيعية لبني البشر وكتبوا عن عواطفهم وأحاسيسهم الخاصة
عبّر جان جاك روسو في فرنسا عن روح التمرد ضد عالم الكلاسيكية الحديث أكثر من أي كاتب آخر. فقد استنكر شرور الحضارة وأثنى على الحياة البشرية الفطرية حيث وصفها بأنها أرفع أنواع الحياة الاجتماعية، كما ركّز على أهمية الفرد. وقد تبنى هذه الأفكار الفلاسفة السياسيون والكتاب والقادة الاجتماعيون في جميع أنحاء أوروبا، الذين دافعوا عن قضايا الناس العاديين بعد أن ألهمتهم أفكار جان جاك روسو. أما الشاعر الإسكتلندي روبرت بيرنز فقد غدا أشهر وأحب المفكرين في أدنبرة وأكثرهم شعبية، لا لأنه كتب عن الناس العاديين بل لأنه ينتمي هو نفسه للطبقات الدنيا.
عبرت أشعار الرومانسيين عن إيمانهم بوحدة وجمال وفضيلة الكون. وقد تغنت الأشعار الغنائية لجوهان فلفجانج جوتة في ألمانيا وألفونس دو لا مارتين من فرنسا ووليم ووردزورث في إنجلترا بغرائب الطبيعة.
أما في الولايات المتحدة فقد كتب وليم كلن برايانت قصائد رقيقة عن الطبيعة. إلا أن إحساسًا قاتمًا من الحزن كان يرافق في كثير من الأحيان تمجيد الرومانسيين للعالم. وتمتلئ أشعار فرانسوا شاتوبريان واللورد بايرون بالتعبير عن عدم الرضى عن العالم الواقعي مقارنة بالعالم الذي يتخيله الكاتب.
ألف الكثيرون من كتاب النثر أيضًا أعمالاً مهمة خلال المرحلة الرومانسية. وقد ازدهرت الرواية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي بظهور كتّاب مثل جورج ساند وفيكتور هوجو في فرنسا والسير وولتر سكوت في أسكتلندا. كما جمع الأخوان جريم قصصًا قديمة وأقاصيص عن الحيوانات وأصبحت مجموعتهما قصص الأخوان جريم مشهورة في كل العالم. كما كتب الكاتب الأميركي إدجار ألان بو قصصًا مرعبة عن الأشباح.
الواقعية/
جاء النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي برد فعل معاكس ضد الرومانسية. فقد تحولت مجموعة جديدة من الكتّاب الذين سُمّوا بالواقعيين ضد المشاعر المبالغ فيها، والتي أكد أمرها الرومانسيون، وأصبح الصدق والدقة في تصوير الحقيقة هما هدف الواقعيين، وكانت الرواية والمسرحية أفضل وسائل التعبير عن ذلك.
ويشمل أعظم كتاب الرواية الواقعية سْتِنْدال، وأونوريه بلزاك وجوستاف فلوبير في فرنسا، وكذلك إيفان تورجنيف وفيودور دوستويفسكي وليو تولستوي في روسيا. أما في إنجلترا فقد امتزجت الواقعية بالرومانسية في كتابات تشارلز ديكنز في حين قاد إميل زولا في فرنسا التيار الطبيعي في الأدب حيث أبرزت كتاباته أحط الجوانب في المجتمع. وقد تعامل الطبيعيون والواقعيون مع شخصياتهم وكأنها عينات في مختبر. كما سار على الطريق نفسه، كُتَّاب مسرحيون مثل هنريك إبسن في النرويج وأوجست ستريندبيرج في السويد وجورج برناردشو في إنجلترا.
أمَّا في الولايات المتحدة فقد مزج وولت ويتمان بين الواقعية والرومانسية في شعره. وأصبح وليم دين هاولز، الذي ظل رئيسًا للتحرير لمدة طويلة في مجلة هاربرز، الناطق باسم الواقعية والأصول والديمقراطية في الأدب الأمريكي. كما عكست روايات مارك توين وهنري جيمس وستيفن كرين الحركة الواقعية.

القرن العشرون/
وسع الكتاب القصصيون وكتّاب المسرح والشعر من مفاهيم الواقعية والطبيعية والرمزية والانطباعية والرومانسية خلال القرن العشرين الميلادي. وأخذ الكتّاب يلجأون للمزيد من التجريب في الشكل والبراعة الفنية في الروايات والقصص والمسرحيات والقصائد.
وفي أوائل القرن العشرين الميلادي أخذ الأدب يعبر في كثير من الأحيان عن التفاؤل والمثل المحافظة للعصر الفكتوري، وهي الحقبة التي امتدت من ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي وحتى بداية القرن العشرين الميلادي. إلا أن عددًا كبيرًا من الكتاب بدأوا يتمردون على تقاليد وقيود المجتمع الفكتوري. وقد ساهمت دراسات العقل الباطن التي قام بها الطبيب النمساوي سيجموند فرويد في إحداث هذا التحول في المواقف، كما كان للدَّمار الذي أحدثته الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م) أثره، فقد كان سببًا آخر لهذا التحول.
كتب مؤلفو العشرينيات من القرن العشرين الميلادي عن شخصيات ساخطة لا جذور لها. ومن بين هؤلاء الكتاب الذين أُطلق عليهم اسم الجيل الضائع إرنست همنجواي وأف. سكوت فيتزجيرالد في الولايات المتحدة. أما الركود الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي فقد أدى إلى أدب يحتج على ما سمّاه الكتاب بالظروف الاجتماعية الجائرة. وفي منتصف القرن العشرين الميلادي نالت كتابات مؤلفين يابانيين وأمريكيين جنوبيين إعجابًا عالميًا.

الفن القصصي/
تمثل كتابات روائيين مثل جيمس جويس الأيرلندي ودي إتش لورنس وفرجينيا وولف الإنجليزيين التيارات الأدبية لأوائل القرن العشرين الميلادي. فقد أحدثت رواية يوليسيز لجيمس جويس ثورة في البراعة الفنية للقصة الحديثة. كما كتب هنري ميلر في الولايات المتحدة بصراحة عن الجنس في كتابه مدار السرطان وفي أعماله الأخرى. وقد شجع نشر رواياته، الكتاب الذين جاءوا بعده على معالجة مواضيع مثيرة للجدل.
تراجعت القصة القصيرة خلال فترة أواسط القرن العشرين الميلادي نظرًا لأن العديد من المجلات التي كانت تكرس نفسها لنشر القصص، قد توقفت عن الصدور، أو تحولت لنشر كتابات غير قصصية. وقد ساعد عدد من المجلات التي يرعاها أفراد أو كليات وجامعات على إبقاء القصة القصيرة على قيد الحياة. وكان من أبرز كتاب القصة القصيرة في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي الكاتب البولندي المولد إسحق باشيفر سنجر وخورخي لويس بورخيس من الأرجنتين.

المسرح/
أنتج المسرح الأيرلندي الذي أُسِّس في عام 1902م أعمالاً لعدد كبير من الكتاب المسرحيين المتميزين مثل شون أوكايسي وجون ميلينجتون سينج ووليم بتلر ييتس، في حين كان جورج برناردشو أهم شخصية في المسرح الإنجليزي في أوائل القرن العشرين الميلادي. وفي إيطاليا كان لويجي بيرانديللو الكاتب المسرحي الأساسي في تلك الحقبة. كما تأثر المسرح الحديث بإبسن في النرويج وأنطون تشيكوف في روسيا وجيرهارد هاوبتمان في ألمانيا وكاريل كابيك في تشيكوسلوفاكيا.
أما في الولايات المتحدة فإن الأعمال التجريبية للكاتب جون أونيل في مجال المسرح أثرت على كُتَّاب مسرحيين مثل ماكسويل أندرسون وآرثر ميلر وتنيسي وليمز، كما ظفر المسرح الفرنسي بجماهيرية كبيرة في مسرحيات صمويل بيكيت وجين جيرودو وجان أنوي. أما الآن فإن من بين أهم كتاب المسرح هارولد بنتر وتوم ستوبارد وديفيد ستوري وبيتر شافر في إنجلترا وإداورد إلبي في الولايات المتحدة.
الشعر/
كان هناك ثلاثة شعراء في القرن التاسع عشر الميلادي تركوا أكبر الأثر على الشعر في القرن العشرين الميلادي. وهؤلاء هم جيرارد مانلي هوبكنز في بريطانيا، وإميلي ديكنسون ووالت ويتمان في الولايات المتحدة. وقد أثرت لغة هوبكنز المكثفة والمركزة على الكثير من الشعراء الذين تلوه. أما إميلي ديكنسون فقد تفحصت التفاصيل الدقيقة لمعيشتها المنزلية المعزولة في أبيات ومقاطع شعرية تبدو في ظاهرها بسيطة وسهلة، في حين رفض ويتمان أساليب الشعر المتعارف عليها متبنيًا إبداعًا مفعمًا بالحيوية ومتحررًا من القافية.
أثَّـر ويتمان بشكل خاص في العديد من الشعراء المُحْدَثين، بما في ذلك وليم كارلوس وليمز وألن جينزبيرج ولورنس فيرلنغيتي من الولايات المتحدة. ومن الشعراء المهمين في القرن العشرين الميلادي تي إس إليوت، ودبليو إتش أودين من إنجلترا، وسانت جون بيرس من فرنسا، وتيودور روتكه وريتشارد ويلبر وروبرت لوويل من الولايات المتحدة. وقد كان لروبرت لوويل تأثير كبير في شعراء الاعتراف الذين كانوا يكتبون بأسلوب صريح يتحدثون به عن حياتهم الخاصة.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:22   #9
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.

المعارضة الأدبية:
المعارضة الأدبية أسلوب أدبي يطلق على التقليد الساخر لأحد الأعمال الأدبية الخاصة بأحد المؤلفين. فيقوم كاتب بكتابة معارضة ساخرة لعمل أديب آخر عن طريق المبالغة في أسلوب ذلك الأديب أو في طريقة معالجته لموضوع البحث. وعرف الأدب العربي نوعًا آخر من المعارضات هو المعارضات الشعرية التي ازدهرت في العصور المتأخرة رغم أنها كانت معروفة منذ العصر الجاهلي. انظر: الشعر.
يختار الكاتب القائم بوضع المعارضة الساخرة أديبًا معروفًا ذا أسلوب متميز بحيث يستطيع القارئ التعرف من خلال هذه المعارضة على الأديب المقصود دون عناء. وكان السير ماكس بيربوم (1872 - 1956م) أحد الخبراء الذين اكتسبوا شهرة في هذا المجال. وقد دون معارضته الساخرة للروائي هنري جيمس في كتابه المسمَّى كريسماس جارلاند (1912م)،كما فعل نفس الشيء مع آخرين.
ولا تقتصر المعارضة الناجحة على إمكانية التعرف على الكاتب الأصلي فحسب وإنما تتعداها إلى إثبات مهارة الأديب القائم بكتابة المعارضة. ورغم احتواء المعارضة على النقد فإنها تنطوي أيضًا على نوع من التقدير لذلك المؤلف. وباختيار كاتب معين فإن القائم بكتابة المعارضة يؤكد على أصالة الموضوع المبحوث عنه وعلى شهرته.
بدأ العديد من الروائيين الإنجليز حياتهم كُتَّاب معارضة ساخرة بمن فيهم جين أوستن وهنري فيلدينج ووليم ميكبيس تاكاري. ويأتي بيتر دو فريس على رأس كتّاب المعارضة الساخرة الأمريكيين في منتصف القرن العشرين، إذ تحتوي جميع رواياته تقريبًا على مقاطع من معارضة ساخرة لأعمال المؤلفين الآخرين. ومن بين المجموعات التي تبحث عن المعارضة يوجد كتاب المعارضة مختارات أدبية من تشوسر إلى بيربوم وما بعده (1960م) لمؤلفه دوايت ماكدونالد.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:23   #10
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!




.

النثــر:
النثر لغة الكلام والكتابة العاديين. وهو أيضًا أحد شكلي التعبير الأدبي الرئيسيين. فالخطابات والصحف، ومقالات المجلات تكتب نثرًا. وكذلك سِيَر حياة الناس، والرسائل، والتاريخ، والقصص وأكثر المسرحيات. لاتلتزم أكثرية النثر بوزن متواتر.كما أن النثر يخلو من القافية، وهو ما يتميز به كثير من النظم الشعري وغالبًا ما يستخدم كُتّاب النثر أدوات شعرية كالجناس والطباق. وينظم بعض الكتّاب نثرًا بالغ التناغم،وفي كثير من الأحيان لايستطيع القاريء أن يميز تمييزًا واضحًا بين النثر، والشعر.
عرف العرب النثر في جميع عصورهم وعني به كبار كُتابهم وأدبائهم، وكانوا يهدفون من ورائه إلى التأثير في نفوس السّامعين والقُرّاء، ومن هنا كان اهتمامهم بالصياغة وجمال الأسلوب.
لم تصل إلينا وثائق تثبت أن العرب عرفوا في الجاهلية الرسائل الأدبية، كما عرفوا الشعر وأبدعوا فيه، وبالرغم من عدم وجود تلك الوثائق، فمن الأرجح أنه كانت للجاهليين ألوان مختلفة من النثر، كالقصص والأمثال والخطابة، فقد شُغف العرب بالقصص وساعدتهم على ذلك أوقات فراغهم الطويلة، وكثيرًا ما كانوا يجتمعون في الليالي للأنس والسمر وقص القصص، وكان معظم تلك القصص يدور حول أيام العرب وحروبهم وما وقع فيها من بطولات وانتصارات. وقد نُسبت للجاهليين كثير من الأمثال.
وهي أقرب إلى تصوير حياتهم وفلسفتهم، والأمثال تُحافظ طويلاً على صورتها، بحكم إيجازها، وكثرة دورانها على الألسن، وترتبط كثير من أمثالهم بالأساطير والقصص، وقد عد الجاحظ من حكماء العرب: أكثم بن صيفي ولبيد بن ربيعة وعامر بن الظَّرب. أمّا الخطابة، فقد وجدت الظُروف التي تؤدي إلى ازدهارها، فهناك الحرية وكثرة الخصومات والمنازعات بين القبائل.
كان النثر في الجاهلية يسيرًا، وكذلك كان شأنه في العصر الأمويّ، أمّا في العصر العباسي، فقد تطوَّر النثر تطورًا كبيرًا. فعندما تدفقت ثقافات اليونان والفرس والهند، كان على العربية أن تستوعب كلَّ ذلك، وتُعبِّر عنه، كما قام علماء العربية بوضع العلوم الشَّرعيِّة واللغوية، وتمكن النثر العربي من حمل العلوم والفلسفة والآداب، في يسر وسلاسة. وقد أدَّى ذلك إلى تطور النثر في ألفاظه وصوره وتراكيبه ومصطلحاته وأساليبه وأفكاره، وظهرت جملة من أعلام الكُتّاب على رأسهم: ابن المُقفَّع، وسهل ابن هارون وابن الزيات، والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم.
نهض النثر العربي في العصر الحديث، وتنوَّعت فنونه واتجاهاته ومدارسه، فقد اتصلت العربية بثقافات أمم عدَّة، وهي ثقافات غنية ومتنوِّعة، وكان عليها أن تُلاحق عصر انفجار العلوم والمعرفة، وتُحسن حمله والتعبير عنه، وقد كان ذلك، فازدهرت أشكال من النثر قديمة، وجدَّت ألوان منه حديثة، وتعدَّدت مدارس النثر وصوره، فكان هناك النثر العلمي بالإضافة إلى النثر الأدبي، وزاد الاهتمام بالقصة في شكلها الحديث، وعرف النثر عالم الرواية والمسرحية.
وممّا يدلُّ على ازدهار النثر في هذا العصر، بروز جيل من كبار الكتّاب، في سائر الأقطار العربية، من أمثال: محمد المويلحي؛ المنفلوطي؛ الشيخ محمد عبده؛ طه حسين؛ العقّاد؛ توفيق الحكيم؛ المازنيّ؛ الزيّات؛ نجيب محفوظ؛ مارون عبود؛ حمد الجاسر؛ يحيى حقيّ؛ مصطفى كامل؛ ميخائيل نعيمة؛ جبران خليل جبران؛ الطيب صالح؛ محمد زيدان؛ يوسف إدريس؛ أمين نخلة؛ محمد كرد علي،؛وغيرهم كثيرون.
ذلك أمر النثر في العربية، أمّا في اللغة الإنجليزية فقد تباينت أساليبه من البسيط إلى المعقد، وقد تجادل الكتاب ونقاد الأدب مئات السنين حول ماهية الأسلوب النثري الأمثل. مثلا فرانسيس بيكون، وهو مؤلف إنجليزي عاش أوائل القرن السابع عشر الميلادي، كان يفضل الكتابة بأسلوب بسيط واضح مباشر. وكتب في جمل قصيرة مع قليل من النعوت. أما السير توماس براون، وهو مؤلف إنجليزي عاش في منتصف سنوات القرن السابع عشر الميلادي، فقد كان يفضل اللجوء إلى أسلوب فخم أكثر أناقة في نثره، وقد كتب في جمل أنيقة متناغمة تقع موقع الشعر لدى القارئ.
جمعت نسخة الملك جيمس للإنجيل التي نشرت عام 1611م سمات معينة لأسلوبي النثر كليهما. وأعجب القراء أيما إعجاب بأسلوبه الرشيق والطبيعي في الوقت نفسه. ومنذ أن طبعت نسخة الملك جيمس للإنجيل، أصبح لها وحدها الأثر الواضح على الكتابة النثرية الإنجليزية.
وخلال سنوات القرن العشرين أخذ كثير من كتاب النثر يميلون إلى الأسلوب السريع الواضح، وحاولوا تقليد إيقاع، ومفردات الكلام العادي. من بين أمثلة هذا الأسلوب الروايات، والقصص القصيرة التي كتبها إرنست همنجواي، وهو مؤلف أمريكي.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:30   #11
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.

النقــد:
النـقـد التمييز، مأخوذ من نقد الدراهم وهو فحصها لبيان زائفها من جيدها. ووظيفته تحليل الأعمال الفنية والأدبية والحكم عليها. ويحاول النقد تفسير هذه الأعمال، وتقويمها، والبحث في المبادئ التي يمكن من خلالها فهمها، بالإضافة إلى سعيه لتحقيق مستويات عالية بين الفنانين من أجل تشجيع تذوق الفن، كما يساعد أيضًا على جعل المجتمع على صلة بقيمة الأعمال الفنية الماضية والحاضرة. يؤدي النقد دورًا مهمًا في جميع أشكال الفن. وهذه المقالة تركز على أنواع النقد الأدبي.

أنواع النقد الأدبي:
يمكن تقسيم النقد إلى أربعة أنواع رئيسية. وتختلف هذه الأنواع تبعا للجوانب الفنية التي يريد الناقد التركيز عليها. فالنقد الشكلي يبحث في أشكال الأعمال الفنية وبنيتها. كما يمكنه المقارنة بين أحد هذه الأعمال وأعمال أخرى من الفئة ذاتها، كما هي الحال في المسرحيات المأساوية أو السوناتية الأخرى. وقد يكون النقد الشكلي أحيانًا ذاتيا ـ بمعنى أنه يهدف إلى النظر إلى كل عمل فني بشكل مستقل في حد ذاته. أما النقد البلاغي فيحلل الوسائل التي تجعل العمل الفني يؤثر في الجمهور. فهو يركز اهتمامه على الأسلوب ومبادئ علم النفس العامة. وينظر النقد التعبيري إلى الأعمال الفنية، كما لو كانت تعبر عن أفكار الفنان أو مشاعره؛ فهو يبحث في خلفية الفنان ودوافعه سواء الواعية منها أم غير الواعية. كذلك ينظر النقد التقليدي، نقد المحاكاة إلى الفن على أنه محاكاة للعالم. لذلك فهو يحلل الطرق التي يتبعها الفنانون لكي يظهروا الواقع وأفكارهم حول هذا الواقع.
ومن الممكن الجمع بين صنوف النقد الأربعة هذه؛ فمثلاً: من الممكن لناقد يهتم بالشكل أن يدرس كيف يؤثر هذا الشكل في الجمهور.

تاريخ النقد الأدبي:
عرف النقد الأدبي في معظم الثقافات الإنسانية، إن لم يكن كلها. فإذا كانت تلك الثقافات عرفت الأدب سواء كان شعرًا أم قصا أم تمثيلا في مراحل مبكرة فإن من الطبيعي أن يفرز ذلك آراء نقدية حول ما يقدمه المبدعون. وقد حفظ التاريخ أراء نقدية قديمة تعود للحضارة الفرعونية مثلاً حول الأنواع الأدبية التي عرفتها تلك الحضارة وبعض المسائل المتصلة بدور الكاتب وما إليه على النحو الذي ما زال مسجلا على برديات فرعونية قديمة.
النقد اليوناني/
كان لليونانيين دور بارز في تطوير فكر نقدي ما يزال مؤثرًا حتى اليوم بفضل تفاعل المفكرين والنقاد العرب المسلمين معه قبل قرون وانتقال ذلك من ثم إلى الحضارة الأوروبية المعاصرة. فقد كان للفيلسوف اليوناني أفلاطون دور بارز في تطوير النقد الأدبي من خلال نظريته في المحاكاة التي حملها كتابه الجمهورية والتي بمقتضاها رأى أن الشعراء ذوو تأثير سلبي على النظام السياسي والاجتماعي الذي دعا إليه في كتابه فاضطر إلى استبعادهم من ذلك النظام. وقد طور أرسطو، تلميذ أفلاطون، نظرية المحاكاة ولكن في الاتجاه المعاكس حيث دافع عن الشعر الملحمي والمسرحية المأساوية. يقول أرسطو في كتابه فن الشعر إن الشعر محاكاة تثقيفية لا للأشياء ولكن للأفعال، ويعد كتابه أكثر الأعمال النقدية تأثيرًا في العصور القديمة، وما زال حتى الآن ذا أهمية كبيرة.
النقد الهندي/
في الهند ترافقت الكتابات النقدية الأولى مع ظهور أشعار الفيداس الدينية التي كتبت في الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر إلى القرن الخامس قبل الميلاد. غير أن تطور نظرية نقدية واضحة في الهند لم يحدث حتى القرن الرابع قبل الميلاد، وهو الفترة التي تعود إليها كتابات اليونانيين كأفلاطون وأرسطو. تلك النظرية جاءت مخالفة لما لدى اليونانيين من حيث هي تدمج الأدب بالدين والحياة اليومية ولا تؤسس لفلسفة نقدية مستقلة. بل إن الهنود في تلك الفترة ذهبوا إلى أبعد من اليونانيين حيث اعتبروا الشاعر مؤسسا للقيم الاجتماعية والأخلاقية. غير أنهم التقوا مع أرسطو في نقدهم المسرحي حين اعتبروا المسرح مصدرًا للتطهير العاطفي. يتضح ذلك فيما أسموه "علم المسرح" (ناتياساسترا) في القرن الثاني الميلادي. وفي القرن الثامن تطور تيار شكلي/ معنوي تحت مسمى "راسادهافاني" اختصر ما قبله وأسس لما بعده في النقد الهندي. وفي القرن السادس عشر تعرضت الهند للتأثير الإسلامي القادم من بلاد فارس فدخلت أشكال شعرية فارسية وانتهى المسرح الهندي القديم. ثم ما لبث التأثير الإسلامي أن تراجع تحت ضغط المؤثرات النقدية الغربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، المؤثرات التي تكثفت بظهور أدب هندي مكتوب باللغة الإنجليزية. غير أنه في الوقت الذي سعى فيه بعض النقاد الهنود المحدثين إلى تبني مفاهيم نقدية غربية أكد آخرون على أهمية العودة إلى الموروث الهندي القديم كما فعل الناقد نار اسيمهاياه في تأسيسه لمدرسة "دفانيالوكا" في جامعة ميسور بجنوب الهند.
النقد الصيني/
في الثقافة الصينية يعود أول أثر نقدي بارز حول الشعر إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي على يد تشاو باي، وفي الفترات المتعاقبة استمر النقد في التطور مرتبطا بالشعر وبالأنواع الأدبية الأخرى من ناحية وبالفلسفات الدينية والكونفوشيوسية من ناحية أخرى. وفي القرن الثالث عشر أكد الناقد يان يو على أن ممارسة الشعر وسيلة لتطوير الذات وتبنى دعوة اتباعية تمثلت بدعوة الشعراء إلى الإفادة من فترات معينة من التراث الصيني القديم. وفي القرن السابع عشر وصل النقد الروائي والمسرحي إلى مرحلة متطورة على يد نقاد مثل فنج مينجلونج في القصة ولي يو في المسرح وجنج شنجتان. غير أن هذا النوع من النقد تراجع في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ليعود من جديد في القرن العشرين ضمن تطورات نقدية أخرى جاءت في سياق التفاعل مع المؤثرات الغربية الوافدة. ويعتبر لو شن في أوائل القرن العشرين من أكثر الكتاب أثرًا في تطور النقد الصيني، كما أن الثورة الشيوعية بقيادة ما وتسي تونج أحدثت تحولاً عميقا في الأدب والنقد الصيني ما يزال أثره مستمرًا حتى اليوم.
النقد العربي/
تعود الآراء النقدية الأولى في الحضارة العربية الإسلامية إلى العصر الجاهلي حين كانت تعقد أسواق العرب ويتبارى الشعراء فيقوم أحدهم، كما فعل النابغة الذبياني، بالتحكيم. وبمجيء الإسلام اتخذ الشعر موقعًا محددًا في خدمة الدعوة حين شجع الرسول ³ حسان بن ثابت على محاربة الكفار بشعره، وجاء القرآن الكريم ليضع قيمة عليا للشعراء المؤمنين في مقابل غيرهم. وعلى الرغم من مجيء مؤثرات أخرى لتلعب دورًا في تطوير الرؤية النقدية العربية في العصور التالية فإن الأسس الإسلامية ظلت قوية التأثير.
في القرن الثامن الميلادي دخلت الثقافة العربية عصر التدوين وجاءت عناصر أجنبيةعدة منها الفارسي والبيزنطي واليوناني والهندي فدخلت إثر ذلك مفاهيم جديدة وتغيرت مفاهيم موجودة. فجاء مفهوم "الأدب" بمعنى "الثقافة" أو "العلوم الإنسانية"، وجاء مفهوم "الكاتب" مميزًا عن "الشاعر". ومع هذه التطورات تحول النقد الأدبي إلى كيان مستقل بعودة الدارسين كابن سلام الجمحي إلى الشعر الجاهلي والإسلامي وتصنيف الشعراء في طبقات، ودراسة الخليل بن أحمد للعروض، فحدد أغراض الشعر العربي وفنونه. وفي القرن التاسع أخذت المؤثرات الفلسفية من خلال المعتزلة تتضح وكان على النقد أن يتفاعل معها مثلما يتفاعل مع التطورات الشعرية ذات العناصر الأجنبية كما عند أبي نواس ثم أبي تمام. فاشتعلت معارك القديم والجديد والصنعة والطبع، وكان لابد من مراجعة بعض الأسس النقدية/ البلاغية السابقة.
شغلت تلك القضايا نقاد القرنين العاشر والحادي عشر مثل ابن طباطبا وابن رشيق ثم عبد القاهر الجرجاني الذي تعد نظريته في "النظم" تتويجًا للتوجه الشكلاني الذي نلمح أسسه عند الجاحظ من قبل. وفي تلك الفترة لعب الفلاسفة المسلمون مثل الفارابي وابن سيناء وابن رشد دورًا كبيرًا في تطوير النظرية النقدية عبر مفاهيم فلسفية مستقاة من مصادر يونانية أرسطية كمفاهيم التخيل والمحاكاة التي استثمرها ناقد كبير في القرن الثالث عشر هو حازم القرطاجني في كتابه منهاج البلغاء وسراج الأدباء الذي أكد فيه على عدد من المفاهيم منها التخييل الذي عده مهمة الشعر وذلك باستثارة الصور في ذهن المستمع على نحو يستثير الدهشة.
في الفترة من القرن الثالث عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين لا نجد نقدًا أدبيًا عربيًا مميزًا. وكان من عوامل التغير التي أدت إلى انتعاش النقد الأدبي في بدايات الفترة الحديثة، ضمن عوامل النهضة الأخرى كالتعليم وغيره، دخول المؤثرات الغربية من خلال أعمال المستشرقين ومن خلال التفاعل مع المدارس الأدبية الغربية، كما نجد لدى طه حسين ومدرسة الديوان والمهجريين وغيرهم. فقد تبنى طه حسين رؤية استشراقية للموروث العربي الإسلامي وتبنى العقاد في مدرسة الديوان توجهًا نفسانيًا في دراسة شعر ابن الرومي ودخلت التيارات الاجتماعية من خلال نقاد مثل سلامة موسى. وفي منتصف القرن العشرين لعب نقاد مثل: محمود شاكر ومحمد مندور ومارون عبود أدوارًا مهمة في تطوير الحركة النقدية، ليعقبهم في الوقت الحاضر عدد أكبر من النقاد جاء نتيجة تطور النقد الأدبي داخل الدراسة الجامعية. وعلى الرغم من سعي بعض النقاد إلى تطوير رؤية أصيلة للنقد، كما نجد لدى شكري عياد، فقد ظل التيار المهيمن معتمدًا على تيارات النقد الغربي كما نجد في التيارات الشكلانية والماركسية والبنيوية والنفسية وغيرها التي تتضح في أعمال نقاد مثل محمود أمين العالم وعز الدين إسماعيل وكمال أبو ديب ومحمد برادة وعبدالعزيز المقالح.
النقد الغربي/
التيارات النقدية الغربية المشار إليها هنا تركت أثرًا بعيدًا في تطور النقد الحديث في مختلف الثقافات التي احتكت بها وبحكم الهيمنة الحضارية الغربية على العالم المعاصر. غير أن تلك التيارات تعود بدورها إلى جذور متعددة أبرزها الجذور اليونانية/ الرومانية المعروفة بالكلاسيكية. فقد بدأ النقد الأوروبي متفاعلاً مع المقولات الأفلاطونية والأرسطية وغيرها ثم تطور حسب تطور الثقافة الأوروبية ومستجدات الإبداع الأدبي. فظهر الصراع بين القديم والجديد في فترة مبكرة ثم هيمن النموذج الكلاسيكي على القرن الثامن عشر الميلادي إلى أن جاء النقد الرومانسي عند الألمانيين جوته وشليجل، والإنجليزي كوليردج وهازلت وغيرهم ليحل محل ماسبقه، وليمهد لنقد القرن التاسع عشر في عدد من البلدان الأوروبية، كما نجد لدى ماثيو آرنولد في إنجلترا الذي أكد على أهمية العلاقة بين الفن والمجتمع وسانت بوف في فرنسا الذي ركز على السيرة الذاتية.
أما في القرن العشرين الميلادي فقد تشعبت اتجاهات النقد الأدبي بين الشكلانية التي هيمنت في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن عند الشكلانيين الروس في روسيا وبعض دول أوروبا الشرقية كما عند شكلوفسكي، والماركسية التي تطورت على يد نقاد مثل الهنغاري لوكاتش والروماني لوسيان جولدمان، والنفسية التي أفادت من تنظيرات فرويد ويونج، إلى غير ذلك من تطورات عرف بها نقاد مثل تي إس إليوت وآي أي رتشاردز في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وميخائيل باختين في روسيا ونورثروب فراي في كندا ورولان بارت في فرنسا. وقد لعب علم اللغة الحديث كما طوره السويسري فرديناند دي سوسير دورًا هامًا في التأثير على الشكلانية والبنيوية. وفي الثمانينيات والتسعينيات هيمنت تيارات عرفت بتيارات "ما بعد البنيوية" مثل النقد النسوي والتقويضي (التفكيكي) وما بعد الاستقلالي والتاريخاني الحديث.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:34   #12
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.

الجنيّات في الأدب:
الجنِّيّة مخلوق خيالي يظهر في الآداب الشعبية. وتستخدم الجنيات القوى السحرية التي تمتلكها في أفعال الخير والشر، وبالرغم من أنها دائمًا تساعد في أفعال الخير إلا أنها أحيانًا تسلك مسالك شريرة وبقسوة شديدة.
توجد عدة أنواع من الجنيّـات، وتعيش كل واحدة منها في منطقة معينة. فمثلاً، تعيش الجنيات المسميات بروني وبوكا وبكسي في إنجلترا، وجوبلن في فرنسا، وكوبولد ونيكس في ألمانيا، وإلبف وترول في الدول الإسكندينافية. وعلى الرغم من أن كلمة جنية تدل بصفة عامة على شخصيات كثيرة في التراث الشعبي لأوروبا الغربية إلا أن هذه المخلوقات الخيالية ـ الجنيات ـ توجد في معظم أنحاء العالم.
فمثلاً يحتوي التراث الشعبي لجزر هاواي على مجموعة من الحكايات عن الأقزام الذين يعملون بالليل. ويعرف هؤلاء الأقزام بالممنيهون. أما التراث الشعبي الياباني، فيتضمن حكايات عن عفريت الماء، ويعرف بـاسم الكابا وتوجد لدى بعض الناس القدرة على رؤية الجنيات، بل ومعرفة الأماكن التي يعشن بها، بالرغم من أنها مخلوقات غير مرئية للإنس. وفي بعض الأحيان، يمكن للشخص رؤيتها عندما يدخل فيما يعرف بالحلقات الجنية، وهي حلقات توجد في الحقول والمراعي، حيث الخضرة الداكنة، وتستمتع الجنيات بالرقص في تلك الحلقات.
تظهر الجنيات في نوعين من الروايات التي يحكيها الناس، وهما الأساطير وقصص الجنيَّات الخيالية.
وتروي الأساطير على أنها حقيقة، أما القصص فتروي على أنها خيالية، وتظهر الجنيات في قليل من القصص، وفي كثير من الأساطير. وقد اكتسبت كثير من المعتقدات وقصص الجنيات شعبية كبيرة منذ مئات السنين. فمثلاً يعتقد معظم الأطفال أن الرمال (سندمان) يأتي كل ليلة ويُوْقِع النعاس في أعينهم بذرِّ الرمال فيها. وهنالك جنية الأسنان حيث تهب الأطفال الأسنان بدلاً من الأسنان التي فقدوها. وتضع السن البديلة تحت المخدة أو في كأس الماء مع بعض النقود وذلك عندما يكون الطفل نائمًا. وتختطف جنية شريرة تعرف بالغول الأولاد والبنات الذين يخرجون من بيوتهم دون علم آبائهم. أما الغول الوحش، المسمى أيضًا الجنية الشريرة، فيختطف الأطفال المشاغبين.
ولا أحد يعلم متى بدأ الاعتقاد بالجنيات، ولكن بعض الروايات ترى أن الجنيات كانت ملائكة طُردت من السماء لارتكابها بعض الآثام، فيما ترى الروايات الأخرى أن الجنيات كانت أرواح الموتى.
الجنيات في الأدب. كتب المؤلفون العديد من القصص والمسرحيات والروايات عن الجنيات منذ مئات السنين، وقد استخدم الكاتب المسرحي الإنجليزي وليم شكسبير الجنيات شخصيات رئيسية في مسرحيته الكوميدية الهزلية حلم ليلة صيف. وتحتوي هذه المسرحية على شخصية الملك أوبرون والملكة تيتانا، وهما شخصيتان معروفتان في قصص الجان، وعلى الجنية الشريرة، بوك. وقد يكون شكسبير قد استلهم الشخصية الأخيرة من أي من شخصيات الجان المختلفة من التراث الشعبي الإنجليزي مثل بوكا الأيرلندية، بوكا الويلزية، روبن الخلوق الإنجليزية.
تعد شخصية الجنية التي تدعى أريل أهم شخصية في مسرحية العاصفة لشكسبير. وقد كتب شكسبير وصفًا رائعًا للملكة ماب في مسرحيته التراجيدية روميو وجوليت.
نشر الكاتب الفرنسي شارل بيرول عام 1679م مجموعة من قصص التراث الشعبي باسم قصص الإوزة الأم وقد تضمنت المجموعة بعض القصص التي لاتزال شهرتها ذائعة الصيت. وفي إحدى هذه القصص الأسطورية استطاعت الجنية الطيبة لسندريللا أن تحول القرعة إلى عربة، والفئران إلى خيول، ثم أعادتهم مرة أخرى إلى ماكانوا عليه أصلاً. ويحكى في قصة أسطورية أخرى بأن جنية شريرة قضت بالموت على الأميرة النائمة. غير أن جنية طيبة أخرى تتدخل وتحيل الموت إلى نوم طبيعي هادئ، وعندئذ يقوم أمير وسيم بإيقاظ الفتاة بلمسها على خدها. وكانت هذه القصة أساسًا لرقص مسرحي روسي (باليه) ألف موسيقاه بيتر تشايكوفيسكي وأنتج عام 1890م.
وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، نشر الكاتبان الأخوان جاكوب وولهلم جريم من ألمانيا مجموعة قصص باسم حكايات جريم عن الجن، ولم يتطرق الكاتبان لموضوع الجنيات إلا في بعض القصص القليلة، وتحدثنا إحدى القصص المسماة رمبل إستلتسكن عن جنية تحول القصب إلى ذهب.
اعتمد بعض الكتاب على القصص التي صنعوها بأنفسهم عن الجنيات، منهم الكاتب الهولندي هانزكريستيان أندرسن، الذي كتب مجموعة مجلدات تحوي قصصـًا من عام 1835م وحتى وفاته عام 1875م. وفي روايته المسماة بيتي الصغير، أتت الشخصية الأساسية في القصة من زهرة سحرية.
أما الكاتب الإيطالي كارلو كولودي فقد كتب للأطفال روايته المشهورة بينو شيوا في عام 1833م. وتتضمن الرواية شخصيات من الجن. وتضم مسرحية الطفل بيتر بان التي كتبها الكاتب المسرحي الإنجليزي ج. م باري عام 1904م عددًا من الجنيات بما في ذلك الشخصية الرئيسية في المسرحية تنكر بيل.
وتعرض الكاتب الإنجليزي جيه. آر. آر تولكين في أعماله لكثير من الجنيات وبعض المخلوقات الخيالية. وتشمل مؤلفاته رواية هوبيت التي كتبت عام 1937م، ورواية ملك الحلقات، المؤلفة من ثلاثة مجلدات في الفترة من (1954 - 1955م)، ويصف الكاتب في روايته هوبيت بعض أجناس الجنيات التي تتميز بالحكمة والعقلانية، وتعيش في أرض بها حياة أبدية.

.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:37   #13
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!




.

قصص الخيال:
قصص الخيال حكايات يبتدعها خيال المؤلف، قد تكون نثرًا أو نظمًا. والروايات والقصص القصيرة هي من أشهر أشكال قصص الخيال رواجًا. وتوجد أشكال أخرى لقصص الخيال مثل الدراما و القصائد القصصية (قصائد تَروِي حكاية). وقصص الخيال تختلف عن القصص غير الخيالية، مثل قصص السيرة الذاتية أو القصص التاريخية، وغيرها من أنواع القصص غير الخيالية التي تستمد مادتها كلية من الواقع.
سمات قصص الخيال/
جميع قصص الخيال تحتوي على عناصر خيالية، إما كليًا أو جزئيًا، وهذه العناصر تشمل الشخصيات والأوضاع المحيطة. وفي بعض قصص الخيال تكون العناصر الخيالية واضحة مثل: مغامرات أليس في بلاد العجائب (1865م) للكاتب الإنجليزي لويس كارول، وهي تحتوي على شخصيات وحوادث بعيدة عن الواقع بشكل كبير متأثرة بألف ليلة وليلة العربية. ومع ذلك ليس من الضروري أن تختلف قصص الخيال كثيرًا عن الواقع، إذ إن كثيرًا من نماذج قصص الخيال تمثل شخصيات قريبة من الواقع، وتَصِف أوضاعًا واقعية. وبعض القصص ترتكز على شخصيات وحوادث حقيقية. فمثلاً صار غزو نابليون لروسيا عام 1812م الخلفية التي بُنيت عليها قصة الحرب والسلام (1869م)، التي كتبها الروائي الروسي ليو تولستوي.وتُدمج عادة العناصر الواقعية في قصص الخيال مع الأوضاع والشخصيات والحوادث الخيالية.
والغرض الرئيسي لمعظم قصص الخيال هو التسلية، إلا أن هناك بعض الأعمال الجادة من قصص الخيال التي تَحفِز العقل وتدعو إلى التفكير عن طريق إيجاد الشخصيات، ووضعها في مواقف محددة، وتأسيس وجهات النظر. ويقوم مؤلفو قصص الخيال الجادة بتوضيح الأحكام المميِّزة بين الأشياء، وهذه الأحكام تتناول المسائل الأخلاقية والفلسفية والنفسية والاجتماعية، وهي أيضًا قد تتعلق بطبيعة قصص الخيال كأن يعمد المؤلف إلى إثارة تساؤل القارئ عن الكيفية التي ينبغي أن تقدم بها هذه القصص.
نبذة تاريخية/
رواية القصة قديمة قِدم الإنسانية. يُعتَقَد أن شعوب ما قَبل التاريخ، تداولوا فيما بينهم الأساطير والخرافات، وتوارثوها جيلاً بعد جيل، من خلال الرواية الشفهية والرسوم. ومنذ ظهور الكتابة قبل نحو 5000 سنة ظهرت قصص الخيال في أشكال متنوعة كثيرة، إلا أن الذي ساد منها خلال العصور المختلفة هو أشكال عامة معينة.
وأكثر أشكال قصص الخيال رواجًا في العصور القديمة هو الملحمة الشعرية أو الحكاية الخرافية. والملاحم الشعرية قصائد قصصية طويلة، تدور موضوعاتها حول الأبطال أو الآلهة. وهناك اثنتان منها تُعتبران من أشهر الملاحم هما الإلياذة والأوديسة، ويعتقد أنهما من تأليف الشاعر اليوناني هومر منذ القرن الثامن قبل الميلاد.
أما الحكايات الخرافية فهي حكايات قصيرة ذات مغزًى. ومن أشهرها قصص الحيوانات المنسوبة إلى العبد اليوناني يعسوب، الذي عاش تقريبًا في حوالي 600ق.م.
ومنذ بداية القرن الثاني عشر وحتى القرن الخامس عشر الميلاديين، خلال القرون الوسطى، أصبح الطابع الرومانسي هو الشكل المسيطر لقصص الخيال. ومعظم قصص العصور الوسطى الرومانسية تدور موضوعاتها حول مغامرات الفرسان أو إحدى شخصيات البلاط الأخرى. وكثير من هذه القصص تتضمن شخصيات وحوداث خارقة للطبيعة.
ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي، أصبحت الأشكال الرئيسية لقصص الخيال هي الرواية والقصة القصيرة والمسرحية. وفي بعض الكتابات الحديثة، تخلّى المؤلفون عن الأساليب التقليدية المتبعة في كتابة القصة، مثل الحبكة المصنوعة والشخصيات المحدَّدة المعالم. مثلاً، روايات الروائي الفرنسي آلن روب جرييه، يظهر فيها وصف الحوادث والأشياء بشكل دقيق كما هي محسوسة أو مرئية، من خلال شخصيات الرواية نفسها، وهذا النوع من الكتابات يتعمد جعل القارئ واقعًا في حالة خلط بين الواقع والخيال.


.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:39   #14
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!




.

قصص الخيال العلمي:

قصص الخيال العلمي نوع شائع في الأدب الخيالي. تشتمل موضوعاته الأساسية على الترحال عبر الفضاء وعبر الزمن وعلى الاكتشافات والاختراعات العجيبة. معظم قصص الخيال العلمي الحديثة قد يحدث في المستقبل. غير أن بعضه يحدث في الماضي أو حتى في يومنا الحاضر، ويوضع بعضه في عالم آخر. وعلى عكس الأدب ذي الخيال الجامح الذي يعالج ما هو غير ممكن، نرى أن قصص الخيال العلمي تصف أحداثًا يمكن أن تحدث فعلاً بناء على نظريات مقبولة أو ممكنة. وتعطي بعض القصص تفسيرات علمية مفصّلة وبعضها الآخر يدفع بالقارئ إلى مكان أو زمان غريب فحسب.
البدايات/
تعود بدايات فن قصص الخيال العلمي إلى أساطير ما قبل التاريخ وقصص الرحلات والمغامرات الوهمية. وفي القرن الثاني الميلادي حوّل الكاتب اليوناني لوسيان الساموساتي هذه المغامرات إلى فن قصص الخيال العلمي. وعلى سبيل المثال يصف في مؤلفيه إيكارومينبوس والتاريخ الصحيح رحلات إلى القمر.
شهد القرن السابع عشر الميلادي ميلاد هذا الفن، فقد كتب فرانسيس بيكون الذي يُدعى أحيانًا بأبي العلم الحديث، كتابه أطلنتس الجديدة (1627م) ويستخدم هذا العمل موضوع رحلة عجيبة ليصف مجتمعًا مبنيًا على العلم التجريبي، كما يصف العجائب العملية التي يمكن للعلم أن يوجدها. ووصف الفلكي الألماني كيبلر يوهانز رحلة إلى القمر في مؤلُّف له بعنوان سومنيوم، نُشر عام 1634م بعد وفاته، فكان هذا الكتاب أول قصة علمية خيالية تُسَّرد بدقة علمية. وفي القرن السابع عشر الميلادي ظهر أيضًا أول فن قصصي علمي خيالي حدّد المستقبل زمنًا لأحداثه عندما كتب فرانسيس شينل قصة أوليكَس (1644م)، وألف جاك جوتان إبيجون، قصة في القرن الآتي (1659م).
تطور فن قصص الخيال العلمي في القرن الثامن عشر الميلادي لينتج رحلات جليفر (1726م) بقلم جوناثان سويفت وقصه لودفيج هولبيرج رحلة نلز كليم إلى العالم السفلي (1741م) وهما عملان سابقان لرواية جول فيرن رحلة إلى قلب الكرة الارضية. وكانت قصة فولتير مايكروميجاس (1752م) أول قصة لزائرين من كواكب أخرى.
وأدت الثورة الصناعية إلى ثورة اجتماعية، وخلّفت صعوبات لكثير من الناس. وقد أثرت هذه العوامل على الرواية القوطية التي جسَّدت الرعب والعنف وقوى ما وراء الطبيعة. وكانت رواية ماري شيللي فرانكنشتين (1818م) القصة العلمية الخيالية الرئيسية في هذا المجال وطوّر إدجار ألان بو، وناثانيل هووثورن القصة العلمية الخيالية القصيرة.
وصل فن قصص الخيال العلمي إلى شكله الحديث المتميز في حوالي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، في أعمال فيرن وإتش.جي. ولز. وكان فيرن أول كاتب يتخصص في هذا الفن، إذ جعل الجمهور يرى فيها فرعًا مميزًا من الأدب.
القرن العشرون/
تأكد الجدل الاجتماعي والسياسي الذي ظهر في الكثير من فن قصص الخيال العلمي المبكر بشكل أكبر في القرن العشرين. وقد حدّد عمل يوجن زامياتن بعنوان نحن (1924م) الذي كُتِبَ خلال الحرب الأهلية الروسية، شكلاً أدبيًا عرف باسم مضاد اليوطوبيا. يصور الفن القصصي اليوطوبي عوالم مثالية ولكن الفن القصصي المضاد لليوطوبيا يصور هذه العوالم على أنها كوابيس. ومن الأمثلة الشهيرة على هذا الفن القصصي رواية ألدوس هكسلي بعنوان العالم الجديد الشجاع (1932م)، ورواية جورج أورويل بعنوان عام 1984 (1949م). وردًا على الفن القصصي المضاد لليوطوبيا كتب إيفان يفرموف روايته اليوطوبية أنروميدا (1956م).
تنبأ فن قصص الخيال العلمي بالعجائب التقنية والعلمية لعصري الذرة والفضاء. ووضع كاريل كابك كلمة روبوت لأول مرّة في مسرحية آر. يو. آر (1921م) وناقش القنبلة الذرية في روايته كراكاتيت (1924م) وكتب أولاف ستابلدون روايتي قصص علمي وهما: آخر وأول الرجال (1931م)، و صانع النجوم (1937م).
وبدأ فن قصص الخيال العلمي يلقى الاهتمام والتشجيع الكبيرين منذ العشرينيات من القرن العشرين الميلادي في روسيا. ففي عام 1928م امتدحه المؤلف الروسي مكسيم جوركي.
في الولايات المتحدة أدت المجلات المسماة بلبس دورًا رئيسيًا في تطوير هذا الفن، فقد أسس هوجو جيرنز باك أول مجلة باسم قصص مدهشة (1926م)، وفي عام 1930م كان أول شخص استعمل مصطلح قصص الخيال العلمي، وكانت مجلات البلبس، الأولى تركّز على العجائب العلمية ولكنها اتجهت باضطراد لاهتمامات اجتماعية رئيسية. وقد ساهم اسحق أزيموف وهو أحد أكثر كتاب قصص الخيال العلمي شعبية، في الكتابة لهذه المجلات قبل أن ينشر كتابه الأول حصاة في السماء (1950م).
وازداد عدد قراء هذا القصص بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م، ونمت شعبيته عندما أظهرت التطورات في الطاقة النووية واكتشاف الفضاء أن أغلب مضامين القصص العلمية الخيالية أكثر واقعية مما تصوّر بعض الناس.
وتضاءل دور المجلات التي تنشر قصص الخيال العلمي خلال الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين بينما ازدادت أهمية الكتب باطِّراد. إِذ نُشِرَت روايات عن الفن بغلاف مقوى للمرة الأولى عام 1950م، وازداد عدد المنشور منها باطّراد. وفي بداية الستينيات من القرن العشرين الميلادي حدث ازدياد كبير في قصص الخيال العلمي المنشورة في كتب ذات أغلفة ورقية. وظهرت في التلفاز برامج جدية منها في عدد من البلاد. وكان برنامج ِستَار تِرك من أشهرها. وقد ظهر هذا البرنامج للمرة الأولى على التلفاز الأمريكي عام 1966م حتى عام 1969م ولكنه نال أعظم شعبية له عندما عُرض للمرة الثانية في السبعينيات ثم في الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي.
قصص الخيال العلمي اليوم. في عام 1977م سجل الفيلم العلمي حروب النجوم نجاحًا كبيرًا، كما حقق رقمًا قياسيًا في عائداته. وأعقب هذا الفيلم، فيلمان مكمّلان له أحدهما بعنوان الإمبراطورية ترد الضربة (1980م)؛ عودة الجدي (1983م). جذبت أفلام القصص العلمي المرعبة مثل: الغريب (1979م) جماهير غفيرة من المشاهدين. ويحكي فيلم ساكن الأرض الإضافي قصة ساحرة عن مخلوق ضائع جذاب من عالم آخر، يصادفه أطفال، وقد أُنتجت خمسة أفلام بنيت على فيلم ستار ترك أي رحلة النجوم.
وفي منتصف السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، عاد الاهتمام من جديد بالفن القصصي العلمي المنشور في المجلات. ففي عام 1977م، بدأت في الظهور أول مجلة جديدة للقصص العلمي منذ عام 1950م، وهو العام الذي صدرت فيه مجلة إسحق أزيموف للفن القصصي العلمي. وفي عام 1978م أصبحت أُمني أول مجلة علميه تنشر القصص العلمي بانتظام. وفي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين حاز عدد من كتاب القصص العلمي شعبية في أوساط القراء العاديين، ومن أشهر هؤلاء الكتاب يأتي فرانك هربرت، وروبرت هاينلاين، وأرثر سي كلارك، وإِبرسولا لوجوين.
أصبح الفن القصصي العلمي ذا شعبية كبيرة في روسيا واليابان خلال أواسط القرن العشرين وأواخره. ونال بعض الكتاب ومن بينهم الأخوين أركدي وبوريس ستراجاتكي في روسياوساكيو كوماتسو في اليابان شهرة عالمية، وعُرِف ستانيسلو ليم من بولندا بأنه كاتب قصص علمي خيالي رئيسي منذ الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي.


.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-12-2006, 11:45   #15
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : تُــرَاث.!



.

التأليف:

مهنة تستميل عددًا من الناس أكبر من أي مجال آخر من مجالات الفنون؛ فالتأليف يقدم لأصحابه مكافآت شخصية متنوعة، ويمكِّن الناس من التعبير عن أنفسهم ومن تسلية الآخرين وإخبارهم والتأثير عليهم. ولايحتاج الكاتب أو المؤلف إلا أدوات قليلة (ورق وآلة كاتبة أو منسق نصوص حاسوبي وأقلام رصاص) وقد يحصل على الشهرة والثروة. ولكن معظم المؤلفين يصرفون مئات الساعات في تحسين مهاراتهم وتهذيبها قبل أن يستطيعوا بيع أي مؤلف من مؤلفاتهم.
هناك نوعان من الكتَّاب أو المؤلفين: موظفون ومستقلون ، فالكتاب الموظفون كتّاب محترفون يعملون مقابل راتب. والكثيرون منهم يكسبون عيشهم بوصفهم مراسلين صحفيين أو محرري أعمدة. وهناك آخرون يعملون كُتّابًا تقنيين يعبرون عن الأفكار المعقدة للمهندسين والعلماء بكلمات يفهمها القارئ غير المتخصص. وهناك موظفون كثيرون يحضّرون الوثائق للوكالات العامة، وآخرون يعملون محرّرين لناشري الكتب أو للمجلات أو الصحف.
وليس لكُتّاب المجال الحرّ أي وظيفة، وهم لا يحصلون على راتب، بل يتلقون أجرًا نظير أن يشتري الناشر إنتاجهم. والكُتاب الأحرار هم الذين يكتبون معظم الكتب ـ الروائي منها وغير الروائي ـ والمسرحيات بأنواعها والقصائد والقصص القصيرة بالإضافة إلى الكثير من مقالات المجلات والصحف. وهناك العديد من الكتاب الموظفين الذين ينتجون مادة للبيع بالإضافة إلى عملهم النظامي.
يناقش المقال التالي الأنماط الرئيسية للكتابة الحرة ويبين كيف يتم تقديم الأعمال للنشر.
الإعداد لمهنة التأليف/
ينبغي على الشخص الذي يريد أن يكون كاتبـًا أو مؤلفًا أن يكرّس بعض وقته للتأليف كل يوم، إذ يتطلب تعلم كيفية التعبير عن الأفكار بوضوح وفعالية الكثير من المران. فالكثير من الكَُّتاب ذوي الخبرة يزيدون من مهاراتهم ويطورون مادة جديدة في صحيفة خاصة. ويمكن للصحيفة أن تكون مصدرًا للمعلومات والملاحظات والأفكار.
وعلى الكُتَّاب المبتدئين أن يدرسوا أيضـًا الأنواع العديدة من الكتابة التي تصادفهم كل يوم. فكل نوع من الكتابة، مثل بنود الأنباء والكتب المدرسية أو كتب الطبخ والكتيبات التي تعلّم إصلاح الأعطال والمقالات والقصص القصيرة والروايات والمسرحيات، له طريقة خاصة للتنظيم وعرض المواد. ويستطيع المبتدئ الذي يحلل بعناية كيف تعالج الموضوعات المختلفة من الكتابة أن يطوّر مسلكًا مرِنًا للكتابة.
يكتب المؤلفون الناجحون في موضوعات يعرفونها ويفهمونها. يجمعون المعلومات من الخبرة والملاحظة والقراءة والمقابلات ؛ ويكتبون مادتهم أولاً بشكل تحضيري غير مصقول، ثم يراجعون ذلك ويصقلونه. ويقضي بعض المؤلفين أسابيع أو أشهرًا ليكتبوا مقالاً أو قصيدة أو قصة قصيرة. ويساعد المحررون على مراجعة العمل، وقد يطلب المبتدئون من خبير الإشارة إلى المشكلات، واقتراح التعديلات التي تتعلق بالقواعد أو الأسلوب أو التنظيم إلى غير ذلك من عناصر الكتابة.
وتعطي المدارس والكليات فرصًا تعليمية عديدة للمؤلفين الصغار، ويتعلم معظم التلاميذ بعض نواحي الإنشاء والأدب في مقررات اللغة، وربما يدرسون أيضًا مقررات في الكتابة الإبداعية أو الصحافة كي يزيدوا من إمكاناتهم الكتابية. ويعمل طلاب عديدون في المجلات الأدبية والصحف والكتب السنوية، التي تنشر في مدارسهم أو كلياتهم. وقد يكتب هؤلاء الشباب القصص ويحررون المقالات ويحصلون على غير ذلك من خبرة كتابية قيمة.
يستطيع المبتدئون أن يحصلوا على الخبرة والاعتراف بهم عن طريق دخول مسابقات كتابية متنوعة. وترعى المنظمات المدنية في معظم المجتمعات منافسات في كتابة المقالات في موضوعات متنوعة. وقد يحصل المتبارون الذين يعبرون عن آرائهم بأسلوب واضح مقنع على جائزة، وتظهر صورهم في الصحف المحلية. وتعطي مثل هذه المكافآت المبتدئ الثقة وتشجعه على الاستمرار في الكتابة. وهناك أيضـًا العديد من المجلات المعروفة التي تقدم جوائز مالية للمؤلفين الشباب الواعدين، أو تنشر لهم أعمالهم.
أسواق التأليف الحر لغير الكتَّاب الموظفين. تشمل ناشري الكتب والمجلات والصحف. وهناك مرجع في بعض البلاد يسمى الكتاب السنوي للكاتب والفنان، يدرج قائمة بأسماء المجلات المتعددة وعناوينها وحاجاتها التحريرية وسياساتها والناشرين والأسواق الأدبية الأخرى.
ترحب بعض المجلات بالمادة الكتابية الحرة. ويرسل العديد من المحررين نسخة مجانية من مجلاتهم وقائمة بالخطوط العامة للتحرير لأي شخص يطلبها. وتستطيع هذه المواد أن تساعد الكتّاب الأحرار في أن يقرروا إن كان مضمون عملهم وأسلوبه يروق للقراء أم لا.
ويستأجر بعض الكتاب وكيلاً أدبيـًا ليجد سوقـًا لأعمالهم. يقرأ الوكيل مخطوط الموكِّل، ويقترح وسائل لتحسينها، وبعد ذلك يحاول الوكيل بيع المخطوط للناشر. وإذا بيع المخطوط يتلقى الوكيل أجرًا مقابل الخدمات المهنية يتراوح بين 10 و15% من دخل المؤلِّف من تلك القطعة من الكتابة في العالم الغربي. أما في العالم العربي فتتراوح النسبة في كثير من الأحيان بين 25-30%. انظر : الكتابة العربية.
الكتابات غير القصصية/
تقع في المرتبة الأولى بوصفها أكبر سوق لأصحاب المجال الحرّ من الكتاب، إذ يشتري ناشرو الكتب غير القصصية حوالي عشرة أمثال ما يشترونه من مخطوطات الروايات. وفي معظم المجلات يزيد عدد المقالات غير القصصية المنشورة على عدد دواوين الشعر والقصص القصيرة. ويتراوح حجم المقالات غير القصصية بين مئات قليلة من الكلمات وقطعة بحجم الكتاب. ويمكن نشر المقالات الطويلة على حلقات في عدة أعداد للمجلة.
وتقبل عدة أنواع من وسائل النشر أعمالاً غير قصصية من الكتاب الأحرار. وتحتوي المجلات ذات الطابع العام مقالات حول موضوعات شائعة ودارجة يستجيب لها جمهور عريض من القراء. وتستقطب مثل هذه المجلات كتّابـًا محترفين عديدين. ويشترك قراء المنشورات المتخصصة في مجال اهتمام عام مثل هواية من الهوايات أو نظرة سياسية أو موضوع تقني متخصص أو عضوية في منظمة مهنية، وينجح كثير من المبتدئين في بيع المقالات لهذه المجلات التي تجذب عددًا قليلاً نسبيـًا من الكتاب المشهورين.
وعلى الكتاب أن يختاروا موضوعـًا يرغِّب القراء في زيادة معرفتهم به، ثم يستطيعوا اختيار الشكل (نوع العرض) الأفضل لموضوعهم والمجلة المعنيَّة. وعلى الكاتب أن يستعمل مصادر موثوقة كي تكون معلومات المقال دقيقة.
يختلف المبلغ المدفوع ثمنـًا لمادة غير قصصية اختلافـًا بينـًا. وفي العادة تعرض وسائل النشر المتخصصة ذات القراء الأقل عددًا نسبيـًا مدفوعات أقل من المجلات ذات الاهتمام العام، والشريحة العريضة من القراء. ويمكن الاتفاق على أن يكون الدفع مبلغـًا ثابتـًا مقابل المقال، أو أجرًا يعتمد على عدد الكلمات المكتوبة. فقد جرت العادة أن يدفع ناشرو الكتب للمؤلفين نسبة تتراوح بين 10 و15% من ثمن الكتاب لكل نسخة تباع.
القصص/
يشمل ما يبيعه الكتاب القصص القصيرة ذات الأنواع المتعددة وقصص المغامرات، والاعتراف، وقصص الألغاز والرومانسيات وقصص الخيال العلمي، وتتركز أسواق هذه القصص في المنشورات العديدة ذات الاهتمام العام ومجلات القصص والمجلات الأدبية.
وعلى الكاتب الذي يود بيع روايته أن يدرس فهارس وكتب الناشرين المتنوعين، فهذه المواد تساعد الكاتب على أن يقرر أي الناشرين هو الأفضل لشراء نوع معين من العمل الأدبي. ويقدم بعض الكتاب مخطوطهم كاملاً إلى الناشر. ويستجيب معظم المحررين خلال مدة شهرين. ويفضل كتاب آخرون أن يقدموا الفصول الأولى من الرواية إضافة إلى ملخص قصير (في صفحة أو صفحتين) لحبكة الرواية. وتكون استجابة المحرر حسب هذا الأسلوب خلال فترة شهر تقريبـًا.
الشعر/
يعتبر أحد أكثر أنماط الكتابة تحديـًا وأقلها عائدًًا ماليًا. فالشاعر الذي تظهر أعماله في مجلة أدبية قد ينال التكريم ومعرفة القراء به، ولكن المجلات الكبرى ذات الاهتمام العام لاتدفع سوى القليل جدًا ثمنـًا للشعر.
ويقتصر دفع بعض المجلات للشعراء على مجرد إعطائهم نسخـًا من الإصدار الذي تظهر فيه قصائدهم. وتنشر المجلات الأدبية والشعرية قدرًا أكبر من الشعر بالمقارنة بالمنشورات الأخرى. وتنشر بعض الصحف اليومية والمجلات الدينية وصحف النقابات الشعر أيضـًا. وعلى الشاعر أن يدرس عدة إصدارات من المجلات الشعرية ليقرر الطول المفضَّل والأسلوب والمادة المناسبتين لكل مطبوعة.
تأليف النصوص/
قد ينجم عن كتابة النصوص للمسرحيات أو الأفلام أو التلفاز مكافآت مادية كبيرة. والتنافس على هذا المجال شديد جدًا ينجح فيه القليل من المؤلفين ؛ إذ يقوم المؤلفون ذوو الأقدام الراسخة بكتابة معظم المسرحيات التي يعرضها المسرح التجاري. ويوجد لدى بعض المسارح الإقليمية أو الثانوية برامج خاصة لتشجيع عمل المسرحيين الشباب الموهوبين. إلا أن معظم المبتدئين ينجحون في عرض أعمالهم على مسارح المدرسة أو المجتمع.
يدفع المنتجون المحترفون والهواة للكاتب نسبة مئوية من مجموع عائدات المسرحية مقابل النص. والشائع أن يكون المبلغ بين 5-10% من العائدات. وهناك أشكال أخرى من الدفع، مثل شراء حقوق العرض أو الدفع مقابل كل عرض بمفرده.
ويكتب المؤلفون المستقلون الكثير من نصوص مسرحيات السينما والتلفاز. وعلى هؤلاء الكتاب أن يستأجروا وكيلاً لبيع هذه المواد، لأنه يندر أن يتعامل منتجو الأفلام السينمائية والتلفازية مع المؤلف مباشرة. ويعتمد حجم المبلغ على شهرة الكاتب ونوع النص.
أدب الأطفال/
يتضمن قصص المغامرات والألغاز والمواد التي تتعلق بالتراث الشعبي والطبيعة والعلم ومشاهير الناس. ويشتري العديد من مجلات الأطفال أيضـًا الألغاز والأحجيات. ولا يزيد طول القصص والمقالات المنشورة في مجلات الأطفال عادة عن 1,500 كلمة. وتفضل معظم دور النشر التي تتخصص في كتب الأطفال أن تتسلَّم المخطوطات كاملة.
إعداد المخطوط وتقديمه/
يجب طبع جميع المخطوطات بشكل أنيق على ورق أبيض جيد الصنف مقاس 22 × 28سم. وعلى الطابع أن تكون أسطره مضاعفة المسافة، وأن يترك هامشـًا عرضه 3,2 سم في أعلى الورقة وأسفلها وجوانبها. ويجب وضع رقم الصفحة في وسط الهامش العلوي. ويوضع اسم المؤلف وعنوانه في الزاوية اليسرى أو اليمنى من أعلى صفحة العنوان. وينبغي أن يثبت العنوان واسم المؤلف بالشكل الذي يريد أن يظهر به في المقال أو الكتاب المنشور في حوالي منتصف الصفحة.
ويمكن للمؤلف أن يضمِّن أوراقه رسالة شرح تصف باختصار مؤهلاته التي أهلته لأن يكتب عن الموضوع. ويفضل بعض المحررين أن يرسل الكاتب الحر مختصرًا يلخص فيه المخطوط قبل تقديم العمل كاملاً. وعلى الكاتب أن يضمّن أوراقه دائمـًا مغلفـًا قد ألصقت عليه الطوابع وعليه عنوان المؤلف، كي يستعمله المحرر لإعادة المخطوط.


.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 
أدوات الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع