من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة أيام مع الأفغان .!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-05-2012, 16:07   #1
يعرُب
 

أيام مع الأفغان .!



1

زمن من حياتي ..

لمصلحة من كان قتالنا ؟
هكذا سالت نفسي مراراً

وهكذا اعتقدت أنها في العقد الثلاثين سمراء البشرة تعامل ركاب الخطوط الكويتية بجلافة وتذمر ، كنت المسافر الوحيد العربي بين مجموعة من العجم على طائرة عربية .
جلست أمامي في المقعد المخصص للمضيفات وقبل أن تسألني ابتسمت
هل أنت عربي ؟
أشرت براسي أن نعم
استطردت بسؤال عن أحوال الطقس في مدينتي ، حاولت قطع ذلك الاستطراد بكلمة رطوبة مزعجة ، بعدها دخلنا في صمت عميق ، نراقب الظلام من خلال نوافذ لا نعلم على ماذا تُطل .

هبطنا في مطار الكويت ، في الكويت العاصمة ، ساعات من الانتظار حتى نواصل رحلتنا نحو كراتشي ، كنت وقتها عازم على دراسة الطيران هناك ، لا أتذكر من نصحني بذلك ، أو لعلي كنت أحسبها مادياً ، فهناك المعيشة أرخص بكثير من مكان آخر .

أول مرة أخرج فيها من جدة ، وقتها كنت في نهايات الـ18 سنة لا أعرف متعة السفر ، حفّظني صديق لي جملة واحدة " كيتنا روبية " ، أسال بها صاحب التاكسي ثم التزم الصمت حتى أوحي له أني أجيد لغتهم ،وكانت تعني كم السعر ، وبلغة الإشارة تفاهمنا على السعر أخبرته عن الحي الذي أريده " كولشن اقبال " منطقة يسكن بها عرب ، يدرسون في جامعة تدرس علوم الدين .

كانت وجهتي هناك ، وبعد بحث ليس بالطويل وصلنا إلى المكان الذي كنت أنشده , فيلا صغيرة متوسطة العمر يسكنها مجموعة من الطلبة العرب من جنسيات مختلفة , حصلت على استقبال جيد ، فيه بعض الشوق لبلاد العرب ورائحة الجزيرة

بدايات الغربة تحيط بي من أول الساعات وأنا مازلت احمل رائحة الوداع على جسدي ، خوف وليس للنوم مسلك نحو جفوني ، نومي سرقته الغربة من عيوني المرهقة ، إثر رحلة غريبة وتجربة جديدة في حياتي، تركت لنفسي حرية البحث عن ما يزيل التعب والإرهاق ، وجمدت عقلي من كل تفكير ، أراقب الأجساد من حولي وهي تتقلب بصمت وتأمل في ذلك المشهد عل نفسي تختار أن تحصل على ذلك، أجساد لا يربطني بها أي شيء سوى أنها تحمل دماء عربية حتى أني أشاهدها أول مرة وهي في موتتها الصغيرة ملامح ليس لها أي تعبيرات


هل ستختلف حينما تترك رُاقدها هذا ؟






التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 20-05-2012, 16:18   #2
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!



2

أول مساء أعيشه بعيداً عن الديار ، بين طلبة عرب من جنسيات مختلفة أكثر شخص راق لي مدرس لغة عربية من الصومال ، على قدر كبير من الأخلاق ، درّس فترة في العراق ، يقول أكثر سؤال مرّ عليه هناك أين تقع الصومال ؟ يقول مللت من الجواب الحقيقي فقربت لهم المسافة أنها تقع خلف الكويت ، وهناك سؤال آخر أكثر غربة ، هل في الصومال سيارات كنت أخبرهم فقط سيارة الرئيس الصومالي وسيارة السفير العراقي ، رجل مثله تشتاق لملاقاته ، لا أتذكر اسمه ولا حتى شكله ، سنين طويلة قهرت فيها كل ذاكرة نملكها،

وهناك اثنين من الشباب الأردنيين كان أحدهم المسئول عن المكان ، له ترجع كل الأمور وآخر من سوريا ، تعب علينا ذات مرة وأطلق صيحة أنه لا يستطيع الصبر أكثر ، فقرر بعدها أن يتزوج جنّية ، وسعى في الأمر سألته بعد ذلك ماذا حصل ؟ قال شروطهم صعبة يريدون أن أشترك معهم في حرب ضد قبيلة أخرى من الجن من أجل أن أحصل على جنية منهم .

عشت أيام هناك وكانت أول جمعة تمر علي أخذت المصحف وذهبت لحديقة المنزل ، اقرأ سورة الكهف والشوق يقتلني لأهلي ، شعرت بضعفي وقتها .

مرت الأيام وبدأت أتأقلم على الجو وخرجت من عزلتي ، عشت حياتي التي أنا فيها هناك ، أجمل شيء التجول ومشاهدة المتضادات في نفس المكان والزمان ، فقر وغني وجوع وشبع وخيمة وقصر ومرض وصحة .. كل شيء متجاور هناك .

بعد زيارة الـ p i a أخبروني أن أول دورة سوف تبدأ بعد ثلاثة أشهر مدة طويلة أين وكيف أقضيها تركتها للأيام هي من تقرر .

الشباب في السكن شبه محافظ ، وقتها لم أكن أعرف التصنيفات ، فيما بعد عرفت أنهم مجموعة من الأخوان ، وأيضا فهمت أن من دلني عليهم ، كان يعرف أنني ربما أنحرف لو سكنت بمفردي ، وكأنه عارف بما في داخلي من رغبة في الانحراف ، الفتاة الباكستانية مخيفة بعد الولادة تختفي تقاسيم جسدها بعد أول مولود هكذا شاهدت النساء هناك .

حاصرتنا الانتخابات وقتها ، وحظر التجول كان يقتلنا فقط نخرج لشراء المستلزمات ومن ثم نعود ونمكث في المنزل بملل ، لا نعمل شيء سوى الحديث عن الزواج والرغبة في ذلك ، انتهت الأزمة بفوز بوتو في الانتخابات وعدنا نمارس حياتنا من جديد .

بجوارنا الجامعة وفيها الطلبة من العرب والعجم تعرفت على واحد تبليغي كنت اذهب في المساء أتعشى معه ، تقريبا كل ليلة لم يحدثني عن الخروج بشكل مفصل وحينما بدا يصف لي الخيمة التي تصعد في السماء على اثر ذكرهم ، أخبرته أن عقلي يرفض مثل هذا الشيء فغضب مني ، بعدها لم يجد لذة في صحبتي برغم أني كنت أنا دائماً من يدفع .

في تلك الأيام كان مقر سكننا محطة لمجموعة من الشباب العرب العائدين من جبهات القتال أحدهم ترك لي سديري والكوفية الأفغانية ، بعدها اقترح واحد منهم على أن اذهب هناك فالمدة المتبقية على الدورة طويلة وسوف أمل الجلسة هنا ، فكرت تلك الليلة في كلامه جيداً وفي الصباح وبعد الإفطار وقفت بين الشباب وأخبرتهم بقراري واني راحل إلى الجبهة .

حدث أمر غريب وهو بعد قراري وجدت أن هناك من يدعوني لطعام الغداء في منزله ، كان أحد الأساتذة في الجامعة وهو سوري ، كنت قد التقيت به عدة مرات في صلاة الجمعة وفي جلسات في الجامعة ، أخذني إلي منزلة واحد من الشباب معنا في السكن ، حدثني بحديث مطول عن الجهاد وسد نفسي حينما أخبرني أنه ربما تبتر يدي أو ساقي أو أفقد عيني أو أي جزء من جسدي وأصبح رجل عاجز ، لم أعرف ما هي مقاصده من ذلك في وقتها ولكن بعد مدة زمنية وأنا أستذكر كل الأحداث عرفت الكثير من الأمور ووضعت لها التفسيرات . أكلت طعامه ولم أفهم كثير من وراء كلامه .

وقررت أن اذهب للجبهة








التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 20-05-2012, 22:43   #3
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!



3

دخل المغرب علينا
ونحن خارج المنزل عدت للبيت وجدت اثنين من الضيوف يتحدثون بعنجهية لم أعرفهم فقط كان حديثهم عن ياسر عرفات ( رحمة الله عليه )

قدمت بعض الاحتجاجات ، لم أتوقع ردة فعلهم كانت عنيفة وبدا هيجانه وكأني مسست رمز من رموز الأمة ، أخبرتهم انه زعيمهم ولم أعتبره يوما أنا كذلك ، ستكون له انبطاحات مستقبلية ، تركونا والغضب قد سيطر عليهم

أخذني الشاب الأردني وحدثني على انفراد ، هل تعرف من يكونون ، قلت لا .. قال هولاء من فتح ، ولا اعتقد أن الأمور سوف تسير بشكل جيد معك هنا في كراتشي ، يجب أن ترحل الليلة إلى بيشاور طلب من الشاب السوري صاحب الجنّية أن نخرج باكرا للمطار ونلحق بطائرة الفجر .

ذهبنا وفي الطريق اكتشفت أن هناك رفقة معي ، لم أشاهدها في المنزل كان شاب اسمر ضخم الجثة من مكة ، مررنا عليه واتجهنا نحو المطار أيضا هو متجه إلى بيشاور ، لم اعرفه من قبل ولم أشاهده في البيت .

أثناء الرحلة حدث أمر وهو أن السيدة التي أمامي ، قامت للحمام وهي تحمل خلفها بقعة دم كبيرة ، كنت اسأل نفسي ألا تعلم الأنثى متى تكون دورتها ؟ أم أن السيدة لديها حالة خوف من ركوب الطائرات سبب لها تلك الأزمة .

وصلنا وكان هناك أحدهم في استقبالنا ، وهو شيء لم أتوقعه ، وما زاد من حيرتي أن ذلك المستقبل هو مسئول بيت المجاهدين الخاص بـ جميل الرحمن رحمة الله عليه .

وجميل الرحمن هو أحد القادة الميدانيين في جبهات القتال وهو سلفي المذهب وكان دعمه يأتي من السلفيين في السعودية ، له مواقف ضد الشركيات والبدع فيما كان الطرف الآخر يتساهل معها ، يقولون نحن في حالة حرب ، وإصلاح العقيدة ليس وقته الآن .



أول يوم في بيشاور







التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 20-05-2012, 22:50   #4
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!



4

البرد مختلف في بيشاور
مدينة مليئة بالضجيج فقط تشعر أن كل شيء حولك يتحرك في عجل بصوت مرتفع ومزعج ، لا أتذكر الكثير من ملامح تلك المدينة ، غير الأصوات وبعض الطرق التي توجد بها قنوات تصريف مكشوفة ، هكذا هو تصميمها ، لم اكتشف الفكرة من وراء ذلك إلى الآن .

ركبنا في الركشا وهي عربة بثلاث عجلات من السهل أن تنقلب في أي وقت كما هو الحال في تعديله لوضعه بسرعة ، تشم رائحة الديزل هناك فـ معظم السيارات تستخدمه ، هو أوفر اقتصاديا من حيث الكلفة

بعدما وصلنا إلى المنزل أول عمل قمنا به هو أن توجهنا لغرفة الملابس حيث توجد كميات كبيرة وتشكيلة فريدة من الملابس الصوفية والقطنية الحامية من برودة بيشاور المزعجة ، لم أوفق في الاختيار ، شعرت أن ما اخترته جعلني كسول وثقيل الحركة أكثر مما كنت عليه مع برودة تجعلك ترغب في النوم فقط والأكل

ما إن خلصنا حتى توجهنا لصالة كبيرة مخصصة للطعام الذي تكون من قشطة سائلة تأتيهم كل صباح بتجدد مع مربى وخبز أفغاني على شكل مستطيلات وكوب حليب ساخن ، لذيذة تلك القشطة لم اعرفها منذ تلكالأيام .

اعتقد أن مسئول البيت كان يراقبني بدون ما اشعر بذلك لأنه بعد الإفطار نادني لمكتبه وطلب مني إجراء مكالمة دولية لـ أهلي ربما كان يريد أن يراقب ردة فعلي ، خُيل له أنني سوف أبكي أو ربما اطلب منه العودة إلى أحضان والدتي .

وضعت السماعة بعدها ونظرت له هل هي مجانية أجاب بكل تأكيد ، قلت أتمنى أن احصل على المزيد من الأشياء المجانية ، ثم توجهت نحو الباب ، وقبل أن اخرج ناداني .. أبا يحيى ! التفتت له وقلت إلى المعسكر
( أبو يحيى ) هذه كانت كنيتي هناك .

دخل الليل بعد أن قضينا النهار مع العصر في الحديقة المزروعة بحشائش خضراء رائحتها تملأ المكان نتجاذب أطراف الحديث مع شباب عائدون من الجبهات وهم يخبرونا عن مغامراتهم التي تجعلك تتشوق للذهاب هناك بسرعة ، وننتقل بالحديث عن الانتخابات وعن موقف الشباب من فوز بوتو وكيف حال الوضع بعد تسلمها للسلطة .

الأماكن كلها مليئة لا يوجد مكان لنا نحن الضيوف ننام فيه حتى تدبر أمرنا بغرفة نصفها تحوي أغراضاً خاصة بالمنزل لكنها تحمل كثير من الدفء .

لم استطع النوم مع المكاوي في نفس الغرفة ، كنت خائفاً بشكل مزعج وساوس تأخذني بعيدا وتعود بي ، كلما تذكرتها بعد حين اضحك كثير وأعذر نفسي .. أفكار شاب تربى على قوانين منزلية تحمل الكثير من التشدد في اختيار الرفاق والأصحاب .

سامرت نفسي على أصوات طلقات الرصاص طوال الليل ، عرفت في الصبح أنها مظاهر تعبير عن فرح بفوز بوتو

وظهر الصبح ..
وها نحن نتجهز نحو المعسكر



التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 21-05-2012, 01:15   #5
هناء محمد
شـاعرة
 

رد : أيام مع الأفغان .!

أكمل يارعاك الله فنحن متشوقون للمزيد من حكاياك المميزة
دمت برعاية الله

هناء محمد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-05-2012, 12:53   #6
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!




5

جلسة بعد إفطار ..

حينما نشعر بأن الشمس قد بدأت تنشر حرارتها ، تكون لنا رغبة في التجول في طرقات المدينة ، ممتعة في يوم شتوي بارد مع وجود للشمس .
تركت صالة الطعام وفي الممر الذي يفصلها عن بقية الغرف تصادمت مع صديقي في الثانوية ابودجانة ، هكذا كان اسمه هناك ثلاث سنوات تلازمنا فيها خلال الثانوية وهنا نحن الآن نلتقي في بلد بعيد عن الديار ، لم يتوقع كل منّا أن يكون قدرنا أن نلتقي هنا بدون سابق موعد أوخيار أو حتى مجرد تفكير في ذلك .

الشوق يقتلنا لأيام مضت تحدثنا وتحدثنا وبين الأحاديث نجدد العناق ، سألني ما هي مشاريعك ؟ أخبرته بعد ساعات سوف ننطلق إلى المعسكر .. ضحكة مكر أعرفها من تلك الأيام ترتسم على ملامحه .. سألته ما بك ؟ واني لأعرف أن خلف هذه الضحكات الشيء الكثير .. قال نعم هل تبحث عن مغامرة صغيرة وقصيرة ؟ ، لن نتأخر كلها أيام ونعود ، وصدقني لن يرحل المعسكر والجبهة كلها سوف تنتظرك ، حتى أن الشتاء يقتل الحركة داخل الجبهات ، ولا يوجد بها ما يجعلك تستعجل فالحال فيها هذه الأيام يختلف عن حرارة العمليات في الصيف .

أنا معك ولكن إلى أين ؟؟
لاهور يا عزيزي ، ففيها بنات سلفيات كثير ، نتزوج ونشعر بدفء الثقوب ، كما تعلم قد لا نرجع من الجبهة ونحن لم نتذوق طعم تلك الثقوب في الدنيا حتى نستطيع عمل مقارنة بما في الجنّة ، في هذه اللحظات تمكنت منّي الدنيا ، ورغبت فيها أكثر منأي وقت مضى .

ذهبت لمسئول المنزل وأخبرته أني راحل إلى رولبندي لمقابلة خالي فهناك اجتماع للتبليغيين وودي أشوف خالي الذي لم أراه منذ فترات طويلة وهي فرصة لأنه يعيش في الإمارات غير البلد الذي أنا أسكن فيه ، اخبرني أنني صاحب القرار دائماً .

انطلقنا نحو لاهور وبدينا رحلة البحث عن زوجة أنا وصاحبي ، لا نعرف من الزواج إلا ما يفعله بالليل أغلب الأزواج ، وبحث عن ثقوب تحمل الدفء ، هكذا هي نظرتنا للزواج . وبعد بحث مطول بين الإناث لم يرق لي شيء اعتقدت أني سوف أحصل عليه من فتاة، أخبرت صديقي أن ما نقوم به مشروع فاشل ، والسّمار يحيط بكل الأشياء حتى أجساد الإناث هناك في لاهور .

أشرت عليه أن نقوم بجولة إلى رولبندي نشاهد ما يفعله التبليغيون , قابلت خالي هناك الذي مرت فترة طويلة على آخر لقاء لنا ، طلب منّي أن اخرج معهم وأنها فرصة لتغبير أقدامي في سبيل الله .. أجبته يا خال بينكم وبين ساحات القتال كيلومترات فقط وتغبّرون أقدامكم هنا وتعتقدون أن هذا جهاداً ، جئت فقط أشوفك ولازم امشي الآن ..

تركنا المكان وعدنا إلى بيشاور مرة أخرى بعد أن قضينا تقريبا ثلاثة أيام من البحث عن زوجة ،
على الحال الذي رحلت كان كل شيء على ما هوعليه بسبب الأمطار فقد شلت الحركة في المنطقة التي نريد الذهاب لها وغالبية الطرق مقطوعة بسبب المياه.






التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-05-2012, 12:57   #7
يعرُب
 

رد : أيام مع الأفغان .!




6

رحلة نحو المعسكر ..
افترقت أنا وصاحبي في بيت الضيافة الخاص بجميل الرحمن رحمة الله عليه ، وتواعدنا على لقاء بعد جولة في جبال الهند كوش .

سرنا في مجموعة مكونة من خمسة أشخاص أنا ومصري ومساعده أيضا مصري آخر ورفيقي من كراتشي المكاوي وشخص ثالث أتذكر اسمه كان " أيوب " بورمي من مواليد المدينة وعاش فيها ، ولعل السبب في تذكري اسمه اننا حينما تفرقنا في الجبهات وصلتني اخبار ان جزء من رأسه أصابته النار بقوة في احد العمليات للمجاهدين على " البوسطات " الأفغانية

والبوسطات .. هي عبارة عن مواقع يتحصن فيها جنود الحكومة وتتخذ مواقع إستراتيجية تمنع تقدم المجاهدين نحو المدن ، وتنتشر بكثرة حول المدن الكبيرة مثل كابل وجلال آباد

سرنا ونسمات الهواء البارد تداعب الصبح ، طرق خضراء مليئة بالناس ومراكز القبائل تنتشر على طول الطريق ، الكل يأخذ رسوم مرور على المنطقة التي هو فيها وعادة تكون قليلة جدا يتم دفعها برضى ودون أي تذمر لذلك لا توجد مشاكل كبيرة على الطرقات بين القبائل ، البقر والجاموس من الحيوانات التي تكثر مشاهدتها على طول الطريق أيضا ، تشعر بالبساطة في كل شيء وأنت تمشي بين الجبال والأودية ، وفي كل مرة اسأل متى نصل ؟

لم اشعر بخروجنا من الحدود فلا حواجز ولا مناطق للجوازات أو حتى تمايز للقبائل هنا توقفنا في طرف جبل لا يوحي لك من أول مرة انه طويل وشاق طلوعه همة وعزيمة تجتاحني استطيع بها اختراق هذا الجبل ، وما هي إلا أول ساعة وبعدها تنهار كل القوى ونحن في بدايات الجبل ، خدعني منظره لكن الخوض بداخله يجعل الأمر مختلف ، قوة الشباب لا تنفع مع الصعود لابد من تدريب وممارسة لذلك ، وأنا افتقدها في هذه اللحظات

بدأت الملابس الداخلية مع اللبس الباكستاني الواسع تضايقني وتلتف حول رجلي مع الصعود في كل مرة اعدل الوضع إلا أن الحالة تعود في كل مرة اشد من سابقتها مع تعب وإرهاق وتذمر من هذا الصعود تمنيت أني بقيت في بيشاور التسلية هناك متوفرة والرائحة دائمة ، قررت ان اختلي بنفسي خلف صخرة وأتخلص منه ، طبعا السروال الداخلي فقط .
فعلتها بدون تردد برغم وجود نصيحة قد استمعت لها في كراتشي من احد الشباب أن لبس تلك الملابس الخاصة بهم بدون ملابس داخليه يصيب الرجل ترهل في الأعضاء بخاصة " الكعال "

واصلنا السير نحو القمة وفي كل مرة يقول لنا المرشد بقي القليل ربع ساعة أو النصف ، حتى وصلنا مرحلة الإسناد من الخلف بالأيدي او العصي لا فائدة من مواصلة السير بدون أن نصل ولن نصل هذا ما كان يسيطر علينا من شعور

حتى وصلنا ..
لم يكن المكان أكثر من غرفة صغيرة تجاورها اصغر ورجل يحمي المكان وبمسافات قصيرة توجد بعد المنصّات لمضادات الطيران ولا اعتقد أنها تستخدم في نظري وقتها.. أنها لن تسقط أكثر من بعض الطيور المارة في زمن الارتفاعات الشاهقة للطيارات اعتقد أن اسمه " الشلكا " مقذوفاته شوي كبيرة ، استقبلنا " علي باي " وهو الرجل الحارس لذلك المكان والذي يقوم بخدمتنا والترجمة لنا مع بقية الأفغان في تلك المنطقة ، هذا هو المعسكر .

المصري ومساعده وأنا وصاحبي فقط خمسة سوف يتوجه ثلاثة للجبهة ويعود البقية ، هكذا علمت بالأمر بعدها .. فالإمكانيات ضعيفة جدا عند جميل الرحمن ماديا وعسكريا ، وهكذا توضحت لي الأمور فيما بعد وأدركت الخطأ الذي وقعت فيه

استراحة من رحلة طويلة نحو قمة جبل الآن نحن عليها نستمد القوة منه والشعور بالانتصار عليه هو تحت أقدامنا ونحن نعبث فوقه بما نريد

جلسة استراحة فيها نراقب الشمس وهي تختفي خلف الجبال البعيدة ومعها لحظات صمت تصيب الجميع والرياح باردة .. وفي البعيد البياض يكسو جبال الهند كوش وفي الأسفل أشجار تنتظر ذوبان الجليد

غدا يبدأ أول يوم في التدريب
نطق بها المسؤول وتركنا الأماكن نحو غرفة نبحث فيها عن الدفء .







التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 23-05-2012, 09:38   #8
منتهى القريش
شاعـرة
 

رد : أيام مع الأفغان .!

يعرب

أنا هنا .. منصتة ومستمتعة ..
ليس هناك أجمل من أحاديثك الشيقة ..

تابع ..

التوقيع:
منتهى القريش غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع