هباس الصليّب

حمود الصهيبي · 17-03-2007, 16:59

هباس الصلّيب البقمي ...

ليت الركايب فوقهن مثل هباس
************** *** حتى يريض في وعدهن شويه

قد يكون هذا البيت مدخل للحديث عن الفارس الشهم هباس الصليب..
قد يكون كافي للتعريف بهذا الرجل الشجاع الشهم الوفي ليضرب به المثل فالوفاء بحق الخوي..
وهباس الصليّب هو هباس بن فائز بن دغيم الدهيمي البقمي.. فارس من أشهر فريّس قبيلة الدهمه. اتصف بجميع الصفات التي تميز من يتصف بها عن غيره.. فهو شجاع لايهاب الموت والمخاطر.. ذكي، فطن، شديد الإنتباه.. كريم. فقد كان ينحر الإبل في عصره كانت قلة الحاجه هي السمه البارزه له.. قوي الذاكره عندما يمر بالموقع أو (عد الماء) لا ينسى مكانه والطريف المؤدي إليه..
وفوق ذلك فقد كان يتقاسم ما يكسبه من غنائم في عصره مع رفقائه ولا يزيد عنهم لنفسه شيئاً..
كل هذه المواصفات وغيرها من علوم الرجال الغانمه كانت سبب لإلتفاف الكثير من الفريس والشجعان حوله ومرافقته في غزواته..
كان هباس على قول أهل البادية ( دليله ) يعرف كل الطرق والمواقع والعدود اللتي يمر عليها ولا يضيع طريقها حتى في ظلام الليل الأسود،، فقد كانوا أهل ابادية عند حلول المساء يغلقون ( الجواد ) والجواد هي الطرق أو المنافذ اللتي تسلكها الهجن في الجبال والأراضي الوعرة فكانوا يغلقونها في الليل وعند الصباح يجدون أن هباس قد جاء وفتح المنفذ وعبر بما كسبه من اب مع هذا المنفذ وكانوا يضعون الأحجار لكي يخفون ( الرس )، والرس هو العد الصغير القديم، لكي لا يتزودون منه الغزاه بالماء وفي الصباح يجدون هباس قد جاء في الليل وكشف عن الرس وأسقى ركايبه وأسقى مرافقيه.. لم يكن هباس من أمراء العشاير لكي يقوم بالعزل على رفاقه في غزواته كما كانوا يفعلون في وقتهم ولكنه كان فارس يتميز بالفطنة والدراية،، رافقه ذات مره في غزواته شيخين من أهل الأشده وكان الشيخ ( راعي الشداد ) يعزل الأبل اللي يريدها من الكسب فقال لهم هباس الطرق اثنين اختاروا طريق واتركوا لي طريق انا وربعي فرفضوا لانه كان يعرف الطرق والمنافذ وهم بالفعل كانوا شيوخ ولم يلحقهم شك في شيختهم فطلب منهم ان لا يعزلوا عليه هو وجماعته فوافقوا ان يكون هو الآمر الناهي في تلك الغزوه وبالفعل غزوا وكسبوا الابل وتم تقسيمها بينهم من دون عزل وهذا يدل على فطنة هباس فلو رافقهم بدون شروط لعزلوا عليه الابل اللتي يريدونها وبالحق في وقتهم...
ومما يدل على ذكائه وفطنته انه ذات مره كسب هو وقومه ابل وعندما اشتدت شمس الضحى أي تقريباً الساعه العاشره صباحا ايقن ان اهل الابل سيلحقون بهم فطلب من غزايته ان يواصلون ووقف ووضع مكان صلاه لعدد من المصلين اكثر من عدد رفاقه ليوهم اهل الابل ان هذا مكان صلاتهم الفجر والان الساعه العاشره أي انهم قد ابتعدوا وان عددهم كثير وبالفعل لحقوا بهم اهل الابل وهم خلف ستار عنهم وعندما رأو مكان الصلاه ايقنوا انهم قد ابتعدوا وأن عددهم كثير فعادوا ادراجهم...
وكان هباس الله يرحمه اثناء غزواته حريص كل الحرص على سلامة مرافقيه فاثناء الحيافه لا يغادرون مكان ( الوعيده ) وهو المكان اللذين يتفقون على الاجتماع فيه بعد كسب الابل لا يغادرونه بامر هباس إلا بعد اكتمال جميع مرافقيه أو يتأكد بالدليل القاطع أن الغائب مقتول ويقول لاثبات ذلك الشاعر ... ابن غضيا اللذي يلوم قايد احدى الغزوات ويدعى زيد بعد ان تأخر ابنه عنهم وعادوا ظناً منهم انه قتل وكان مصاب وقد قتل بعدهم يقول:
يا زيد ما عينت قطاع الارماس *** يا كيف من مثلك يخلي خويه!!
ليت الركايب فوقهن مثل هباس *** حتى يريّض في وعدهن شويه

وكان هباس من فطنته اذا كسب الابل من ديرة القوم لم يتوجه إلى ديرته مباشرةٍ بل كان يتوجه إلى وجهةٍ اخرى حتى يبتعد بالابل ثم يتوجه إلى وجهته الاساسية وذلك ليوهم اهل الابل وحتى لا يتوقعون انه هو من اخذ الابل..
وكانت بين الديار مسافات بعيده لا يوجد فيها ماء ولا كلاء ويسمونها ( خرايم ) وكان هباس يقطعها بقومه وقد قال:
حيسفي يا بكرتي عثو السنامي *** من خيار الهجن ياللي تعرفونه
كم قليبٍ طيرّت منه الحمامي *** تاصله لا حالت الخيفات دونه

ويقول الشاعر زياد ابن جريذي الرحماني البقمي متوجدٍ على جماعته عندما رحلوا للربيع وبقي هو في قريته ( العرقين )
يزوع قلبي اليا ما بعدّوا عني *** زوعة ركيب ( الصليّب ) عقب معياره
لازوعن طلعت الجوزاء وقفنّي *** ثم انكفن من ديار القوم لدياره ......

أما الكرم فكان هباس رحمة الله عليه كريماً ينحر الابل في زمن قلة الحاجة ووقت الجوع وكان مضيافاً، اتى ذات مره ومعه ضيوف وذبح لهم ذبيحه وكان في الصيف وفي شدة الحر بعد الظهر وقال لزوجته اوقدي النار فاخذت تتذمر وقالت انا متزوجه جزار كل يوم ذبخ وطبخ كنايه عن كثرة ذبائحه فقال لها يا بنت الحلال استريحي خلاص لا يرتفع صوتك خوفٍ من الفضيحه واستدعى احدى قريباته لتطبخ الغداء وبعد ان ذهبوا الضيوف ارسلها إلى بيت اهلها وتركها مدة من الزمن فارسلت له ابيات تقول فيها:
يا راكبٍ من عندنا فوق عرماس *** خطو اركياً من خيار الهجيني
اسلم وسلملي على الشيخ هباس *** تبشر لياجيته بكبش سميني
اما يكملّ لي مصاريف ولباس *** ولا طلاقي في ورقتي يجيني

فرد عليها:
يا مدمج الساقين لاباس لا باس *** تدوّري رزقك ورزقي يجيني
لو لا زعلك ضيوفنا واحشم الناس *** وعجزت اطمّن صوتك اللي يبيني
لا صبر على عجفاك لاجل اخو عباس *** اللي نهار الكون طلق اليميني

غزى هباس في يوم من الايام مع رفاقه وعندما وجدوا الابل قتلوا صاحبها فصاحت زوجته وقالت يا هباس قتلتوا زوجي وايتمتوا اطفالي فقال لها اخذي بعير تحملين اولادك عليه واخذي الغنم واذهبي إلى أهلك وهذا ان دل فأنما يدل على انهم رغم جهلهم وعنجهيتهم الا انهم كانو يحملون من الحميه والنخوه ما يجعلهم في المقدمه دائماً..
اصيب هباس بسلعه ( غز غزينه ) في رجله فقرروا قطعها من اسفل الركبه ولم تثنيه عن المغازي فقد كانت اشهر مغازيه بعد قطع رجله..
غزى ذات مره ولم يكن من قبيلته ( الدهمه ) برفقته الا رجل واحد هو ( علي الحداري ) اما بقية مرافقيه فقد كانو من غير قبيلته فارسل من ارسل يستطلع اخبار القوم والابل قبل الهجوم فلم يستطيعوا ان يأتوا بالعلم عن الابل واهلها.. وعادوا بعد ان طال انتظاره لهم وعندما قالو له يا هباس لم نستطع توجد على رجله المبتوره وعلى جماعته الدهمه فقال: (( لا وانا اخو هبسا .. لا واحلالاه يالدهمه.. لا واحلالاه يارجلي)) فقام علي الحداري لاشعوريا متوجهٍ إلى الابل واهلها فخاف هباس ان يكون قتله بهذا الوجد فارسل احد مرافقيه وهو درهوم البطي وقال الحقه يا درهوم تكفى الحقه لا يذبح نفسه.. وهذا دليل على حبه لمرافقيه وحرصه على سلامتهم..
كان هباس يعرف الذلول الاصيله من نظرته لها وكان ينشد في ذلول يقال لها عيده كانت مع احد جماعته ويقال انه منحها له ليغزوا عليها فقد انشد فيها::
يا علي حالي م الارجال بادي
**************** دوروّ لي فالركايب مثل عيده
حلوة المركوب والغارب سنادي
*************** *** منوة اللي ناوياً دارٍ بعيده
ماهواها الثلب فايام الهدادي
************* *** كود انا والكور وحبالٍ جويده
زينها يا علي لانادى المنادي
*********** *** لابدى السبّار واومي للوعيده

كانت مغازي هباس الصليب صعيبه ومسافاتها بعيده وتحوفها الكثير من المخاطر وتكشف له معادن الرجال فقد قال في قصيده له::

يا لله يا لله ياللي تكتب الاجلي
***************** اخلف تعبنا وخل النا ركايبنا
كم واحدٍ عند اهلنا نحسبه رجلي
*************** *** وعلى الركايب نعده مع مزاهبنا

فلم يسبق لهباس ان كسب الابل واستردوها اهلها منه فقد كان بالاضافه إلى الذكاء والفطنه والكرم والشجاعه محظوظٍ ودليل لايغوى الطرق حتى في ظلمة الليل يعرف المواقع والطرق والعدود حتى سمي هو وجماعته باسم (( ذيابة الغدرى )) وكان من حبه لمرافقيه يتقاسم ما يكسبه معه مرافقيه ولا يزيد عنهم بشئ.
يقول الشاعر محمد بن جرشان البقمي:
الطيب والله يا سعد طيب هباس
*****************يا عنك ما تستاهل القطع رجله
اللي ورد يوم ان الارياق يبّاس
*************** وذبح على غفله بعد ما نتهى اجله

رحم الله هباس الصليب فقد كان فارس جمع مواصفات الفروسية والشجاعه والكرم والدهاء والحكمه...

متعب الخامسي · 20-03-2007, 11:05

مدري وشلون ماشفت هالموضوع ..!

لي رجعه

ثامر الشعيفان · 22-03-2007, 20:19

حمود الصهيبي

والله يا حـمود إن متصفحاتك ممتعة دائماً
ومشاركاتك درر

فـ لا أخرج منك دون معلومة جديدة أو فـائدة

" هباس الصليّب "
وسيرةُ فارسٍ " ينتنومس به "
لم يسبق لي أن قرأتُ عنه بـ هذا الإسهاب

رحم الله هبّاس

لا عدمت هالتواجد المثري يا حمود

متعب الخامسي · 25-03-2007, 03:51

حمود الصهيبي أخ واستاذ أتعلم منه انا شخصياً الكثير من خلال مواضيعه وحديثه واخلاقه
لاعدمناك يا ابوبجاد وسلمت يمناك على هالموضوع واختيارك دليل ذوقك الراقي والرائع .

اعجبني ذكاء ودهاء الفارس العجيب والمدهش وكذلك طيبه في توزيع الغنائم .
انا اشده انه فارس بحق .

الله يرحم الفارس وجميع موتى المسلمين .

17-03-2007, 16:59	#1
حمود الصهيبي شـــاعر	هباس الصليّب هباس الصلّيب البقمي ... ليت الركايب فوقهن مثل هباس ************ * حتى يريض في وعدهن شويه قد يكون هذا البيت مدخل للحديث عن الفارس الشهم هباس الصليب.. قد يكون كافي للتعريف بهذا الرجل الشجاع الشهم الوفي ليضرب به المثل فالوفاء بحق الخوي.. وهباس الصليّب هو هباس بن فائز بن دغيم الدهيمي البقمي.. فارس من أشهر فريّس قبيلة الدهمه. اتصف بجميع الصفات التي تميز من يتصف بها عن غيره.. فهو شجاع لايهاب الموت والمخاطر.. ذكي، فطن، شديد الإنتباه.. كريم. فقد كان ينحر الإبل في عصره كانت قلة الحاجه هي السمه البارزه له.. قوي الذاكره عندما يمر بالموقع أو (عد الماء) لا ينسى مكانه والطريف المؤدي إليه.. وفوق ذلك فقد كان يتقاسم ما يكسبه من غنائم في عصره مع رفقائه ولا يزيد عنهم لنفسه شيئاً.. كل هذه المواصفات وغيرها من علوم الرجال الغانمه كانت سبب لإلتفاف الكثير من الفريس والشجعان حوله ومرافقته في غزواته.. كان هباس على قول أهل البادية ( دليله ) يعرف كل الطرق والمواقع والعدود اللتي يمر عليها ولا يضيع طريقها حتى في ظلام الليل الأسود،، فقد كانوا أهل ابادية عند حلول المساء يغلقون ( الجواد ) والجواد هي الطرق أو المنافذ اللتي تسلكها الهجن في الجبال والأراضي الوعرة فكانوا يغلقونها في الليل وعند الصباح يجدون أن هباس قد جاء وفتح المنفذ وعبر بما كسبه من اب مع هذا المنفذ وكانوا يضعون الأحجار لكي يخفون ( الرس )، والرس هو العد الصغير القديم، لكي لا يتزودون منه الغزاه بالماء وفي الصباح يجدون هباس قد جاء في الليل وكشف عن الرس وأسقى ركايبه وأسقى مرافقيه.. لم يكن هباس من أمراء العشاير لكي يقوم بالعزل على رفاقه في غزواته كما كانوا يفعلون في وقتهم ولكنه كان فارس يتميز بالفطنة والدراية،، رافقه ذات مره في غزواته شيخين من أهل الأشده وكان الشيخ ( راعي الشداد ) يعزل الأبل اللي يريدها من الكسب فقال لهم هباس الطرق اثنين اختاروا طريق واتركوا لي طريق انا وربعي فرفضوا لانه كان يعرف الطرق والمنافذ وهم بالفعل كانوا شيوخ ولم يلحقهم شك في شيختهم فطلب منهم ان لا يعزلوا عليه هو وجماعته فوافقوا ان يكون هو الآمر الناهي في تلك الغزوه وبالفعل غزوا وكسبوا الابل وتم تقسيمها بينهم من دون عزل وهذا يدل على فطنة هباس فلو رافقهم بدون شروط لعزلوا عليه الابل اللتي يريدونها وبالحق في وقتهم... ومما يدل على ذكائه وفطنته انه ذات مره كسب هو وقومه ابل وعندما اشتدت شمس الضحى أي تقريباً الساعه العاشره صباحا ايقن ان اهل الابل سيلحقون بهم فطلب من غزايته ان يواصلون ووقف ووضع مكان صلاه لعدد من المصلين اكثر من عدد رفاقه ليوهم اهل الابل ان هذا مكان صلاتهم الفجر والان الساعه العاشره أي انهم قد ابتعدوا وان عددهم كثير وبالفعل لحقوا بهم اهل الابل وهم خلف ستار عنهم وعندما رأو مكان الصلاه ايقنوا انهم قد ابتعدوا وأن عددهم كثير فعادوا ادراجهم... وكان هباس الله يرحمه اثناء غزواته حريص كل الحرص على سلامة مرافقيه فاثناء الحيافه لا يغادرون مكان ( الوعيده ) وهو المكان اللذين يتفقون على الاجتماع فيه بعد كسب الابل لا يغادرونه بامر هباس إلا بعد اكتمال جميع مرافقيه أو يتأكد بالدليل القاطع أن الغائب مقتول ويقول لاثبات ذلك الشاعر ... ابن غضيا اللذي يلوم قايد احدى الغزوات ويدعى زيد بعد ان تأخر ابنه عنهم وعادوا ظناً منهم انه قتل وكان مصاب وقد قتل بعدهم يقول: يا زيد ما عينت قطاع الارماس * يا كيف من مثلك يخلي خويه!! ليت الركايب فوقهن مثل هباس * حتى يريّض في وعدهن شويه وكان هباس من فطنته اذا كسب الابل من ديرة القوم لم يتوجه إلى ديرته مباشرةٍ بل كان يتوجه إلى وجهةٍ اخرى حتى يبتعد بالابل ثم يتوجه إلى وجهته الاساسية وذلك ليوهم اهل الابل وحتى لا يتوقعون انه هو من اخذ الابل.. وكانت بين الديار مسافات بعيده لا يوجد فيها ماء ولا كلاء ويسمونها ( خرايم ) وكان هباس يقطعها بقومه وقد قال: حيسفي يا بكرتي عثو السنامي * من خيار الهجن ياللي تعرفونه كم قليبٍ طيرّت منه الحمامي * تاصله لا حالت الخيفات دونه ويقول الشاعر زياد ابن جريذي الرحماني البقمي متوجدٍ على جماعته عندما رحلوا للربيع وبقي هو في قريته ( العرقين ) يزوع قلبي اليا ما بعدّوا عني * زوعة ركيب ( الصليّب ) عقب معياره لازوعن طلعت الجوزاء وقفنّي * ثم انكفن من ديار القوم لدياره ...... أما الكرم فكان هباس رحمة الله عليه كريماً ينحر الابل في زمن قلة الحاجة ووقت الجوع وكان مضيافاً، اتى ذات مره ومعه ضيوف وذبح لهم ذبيحه وكان في الصيف وفي شدة الحر بعد الظهر وقال لزوجته اوقدي النار فاخذت تتذمر وقالت انا متزوجه جزار كل يوم ذبخ وطبخ كنايه عن كثرة ذبائحه فقال لها يا بنت الحلال استريحي خلاص لا يرتفع صوتك خوفٍ من الفضيحه واستدعى احدى قريباته لتطبخ الغداء وبعد ان ذهبوا الضيوف ارسلها إلى بيت اهلها وتركها مدة من الزمن فارسلت له ابيات تقول فيها: يا راكبٍ من عندنا فوق عرماس * خطو اركياً من خيار الهجيني اسلم وسلملي على الشيخ هباس * تبشر لياجيته بكبش سميني اما يكملّ لي مصاريف ولباس * ولا طلاقي في ورقتي يجيني فرد عليها: يا مدمج الساقين لاباس لا باس * تدوّري رزقك ورزقي يجيني لو لا زعلك ضيوفنا واحشم الناس * وعجزت اطمّن صوتك اللي يبيني لا صبر على عجفاك لاجل اخو عباس * اللي نهار الكون طلق اليميني غزى هباس في يوم من الايام مع رفاقه وعندما وجدوا الابل قتلوا صاحبها فصاحت زوجته وقالت يا هباس قتلتوا زوجي وايتمتوا اطفالي فقال لها اخذي بعير تحملين اولادك عليه واخذي الغنم واذهبي إلى أهلك وهذا ان دل فأنما يدل على انهم رغم جهلهم وعنجهيتهم الا انهم كانو يحملون من الحميه والنخوه ما يجعلهم في المقدمه دائماً.. اصيب هباس بسلعه ( غز غزينه ) في رجله فقرروا قطعها من اسفل الركبه ولم تثنيه عن المغازي فقد كانت اشهر مغازيه بعد قطع رجله.. غزى ذات مره ولم يكن من قبيلته ( الدهمه ) برفقته الا رجل واحد هو ( علي الحداري ) اما بقية مرافقيه فقد كانو من غير قبيلته فارسل من ارسل يستطلع اخبار القوم والابل قبل الهجوم فلم يستطيعوا ان يأتوا بالعلم عن الابل واهلها.. وعادوا بعد ان طال انتظاره لهم وعندما قالو له يا هباس لم نستطع توجد على رجله المبتوره وعلى جماعته الدهمه فقال: (( لا وانا اخو هبسا .. لا واحلالاه يالدهمه.. لا واحلالاه يارجلي)) فقام علي الحداري لاشعوريا متوجهٍ إلى الابل واهلها فخاف هباس ان يكون قتله بهذا الوجد فارسل احد مرافقيه وهو درهوم البطي وقال الحقه يا درهوم تكفى الحقه لا يذبح نفسه.. وهذا دليل على حبه لمرافقيه وحرصه على سلامتهم.. كان هباس يعرف الذلول الاصيله من نظرته لها وكان ينشد في ذلول يقال لها عيده كانت مع احد جماعته ويقال انه منحها له ليغزوا عليها فقد انشد فيها:: يا علي حالي م الارجال بادي ************** دوروّ لي فالركايب مثل عيده حلوة المركوب والغارب سنادي *********** * منوة اللي ناوياً دارٍ بعيده ماهواها الثلب فايام الهدادي *********** * كود انا والكور وحبالٍ جويده زينها يا علي لانادى المنادي ********* * لابدى السبّار واومي للوعيده كانت مغازي هباس الصليب صعيبه ومسافاتها بعيده وتحوفها الكثير من المخاطر وتكشف له معادن الرجال فقد قال في قصيده له:: يا لله يا لله ياللي تكتب الاجلي *************** اخلف تعبنا وخل النا ركايبنا كم واحدٍ عند اهلنا نحسبه رجلي *********** * وعلى الركايب نعده مع مزاهبنا فلم يسبق لهباس ان كسب الابل واستردوها اهلها منه فقد كان بالاضافه إلى الذكاء والفطنه والكرم والشجاعه محظوظٍ ودليل لايغوى الطرق حتى في ظلمة الليل يعرف المواقع والطرق والعدود حتى سمي هو وجماعته باسم (( ذيابة الغدرى )) وكان من حبه لمرافقيه يتقاسم ما يكسبه معه مرافقيه ولا يزيد عنهم بشئ. يقول الشاعر محمد بن جرشان البقمي: الطيب والله يا سعد طيب هباس ***************يا عنك ما تستاهل القطع رجله اللي ورد يوم ان الارياق يبّاس ************* وذبح على غفله بعد ما نتهى اجله رحم الله هباس الصليب فقد كان فارس جمع مواصفات الفروسية والشجاعه والكرم والدهاء والحكمه... التوقيع: الشجرة اللي ما لنا تحتها فيّ / مقعاد مثلي في طرفها سماجه الصهيبي

20-03-2007, 11:05	#2
متعب الخامسي شــاعــر	رد : هباس الصليّب مدري وشلون ماشفت هالموضوع ..! لي رجعه

22-03-2007, 20:19	#3
ثامر الشعيفان شـــاعر	رد : هباس الصليّب حمود الصهيبي والله يا حـمود إن متصفحاتك ممتعة دائماً ومشاركاتك درر فـ لا أخرج منك دون معلومة جديدة أو فـائدة " هباس الصليّب " وسيرةُ فارسٍ " ينتنومس به " لم يسبق لي أن قرأتُ عنه بـ هذا الإسهاب رحم الله هبّاس لا عدمت هالتواجد المثري يا حمود التوقيع: "الحق صراط مستقيم، لا تحِد عنه طلبا للمدح لتغنم، ولا خوفا من الذم لتسلم، فالمدح والذم بلا معنى صوت والأصوات تسوق البهائم والمعاني تسوق العقول" الشيخ / عبدالعزيز الطريفي

25-03-2007, 03:51	#4
متعب الخامسي شــاعــر	رد : هباس الصليّب حمود الصهيبي أخ واستاذ أتعلم منه انا شخصياً الكثير من خلال مواضيعه وحديثه واخلاقه لاعدمناك يا ابوبجاد وسلمت يمناك على هالموضوع واختيارك دليل ذوقك الراقي والرائع . اعجبني ذكاء ودهاء الفارس العجيب والمدهش وكذلك طيبه في توزيع الغنائم . انا اشده انه فارس بحق . الله يرحم الفارس وجميع موتى المسلمين .

عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1