من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة مناورة!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-12-2007, 15:41   #1
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

مناورة!



.

يقتله الهجوم, لا يحب لغة المباغتة وفجائية اللحظة, يخشى أن يقول ما يجول في نفسه من قرائن وأدلة, تبزّ الشمس ظهورًا ووضوحًا. يخشى ولا يدري لماذا؟
ضابط القسم يعرف إمكانيات فواز جيدًا, قلّ أن يخطئ في كشف شبهات القضايا التي تعجز عنها أجهزة المباحث, لكنه يرفض الإيمان بتجليّاته المريبة, ويحبّ أن يتكتّم على قضاياه بخصوصيّةٍ تامّة. يقول بعض الجنود: لا يمكن أن يكون هذا الرجل آدميًا خالصًا, هناك نفرٌ من الجنّ يعيشون بداخله, ويتبادلون معه حديث القرين للقرين!
قبل أيام, تواترت سرقات مريبة في الحيّ المجاور للمخفر, أربعة منازل متقاربة خلال أسبوع, ولا دليل بيّن ولا أثر ملموس, سوى بعض ما يردده المتضررين من هول الفاجعة, على شاكلة: يحمل سكينًا حادًا بطول الذراع, لونه أسودٌ متفجر السواد, لا يرتدي شيئًا البتة, اللهمّ إلا من الزيت الذي يتقاطر من أنحاء جسمه؛ لتسهيل عميلة الانفلات والهرب والمقاومة عند الحاجة.. كبُرت القضية وشبّت عن الطوق, والضابط في حيرةٍ بعضها فوق بعض.
الانكفاء إلى الداخل, والإنصات إلى أعماق الروح, عملٌ يكتنفه الكثير من التعب المريح, إذ يسبر المتأمل أغوار النفس بكل ما تحمله من تناقضات, تمامًا كممارسة فنّ اليوجا بطريقة الوحدة والتكامل والسيطرة على الذات من أجل استعادة السلام والطمأنينة الداخلية, على حدّ زعم حكماء الهند. في كلّ مرةٍ من مرّات خلوته الصوفية, يفكر كيف يقول لها: أنا أعرف من أنتِ جيدًا؟ وأن كلّ المرايا والأقنعة كانت تمرّ بموافقة قلبية, يعلم طهر غايتها التي لا تريد سوى الحفاظ على سلّة البيض! كان يفكر كيف يصف لها نبوءاته التي تهوّل منها أصدقاءه والمقربين إليه, وكيف أنّه يستطيع أن يكشف كلّ الطرق التي تؤدي إلى العاصمة روما!, ولكن كيف؟, وهو لا يملك عفريت سليمان عليه السلام!
تَذْكُر بعض أساطير البدو: أن السارق إذا كان على طهارةٍ ووضوء, لا يستطيع أحدٌ تلمّس قرينه أبدًا. قالها فواز يمازح صديقه الضابط, الذي بدا ملفوفًا في قَتَام مغبّر, جرّاء تعب البحث والاستقصاء دون نتيجة. وتابع ضاحكًا: لابد أن تعلم أن هناك قضايا تمانع الحلول وتناورها بمهارة حتى تستحيل طريدة تعبٍ وهمّ. وكلّ ما عليك فعله, أن تتركها لغير القانون؛ إن كنت تؤمن بالحياة خارج القانون!, البشر عدالتهم ناقصة ـ على كل حال ـ, والتفكير والقلق الذي تعيشه الآن, لن ينضو ملامح الجريمة التي سرقت راحتك, وأوصلت ليلك بالنهار. صدقني.. إنّ أكثر ما يمكن أن يسهل العمل ويحقق استجلاء الغوامض, أن تتأمل بدخائل قلبك, وتدع الوقت حتى يكون, وهو كائنٌ إن شاء الله.
العاطفة لا تعرف صغيرًا ولا كبيرًا, ولا تفرق بين لقاء الملوك والصعاليك, إذا تمّ التسليم بقدر الصمت الدائم, على أحاديث النفس, ماتت خواطر كثيرة, وأصبحت العلاقة أشبه بمسرحيةٍ مفتوحة العرض مكرورة.. تتبدّل الأدوار فيها لشخصيةٍ مونودراميّة واحدةٍ, لا يعرفها ـ حقّ المعرفة ـ إلا من بيده زمام إسدال الستار, وتوقيت إنهاء العرض. في غمرة التفكير الذي ذهب به كلّ مذهب, جاءته رسالةً مسجية من صديقه الضابط, يقول: لقد تمّ التعرّف على السارق, إذا أردت معرفة المفاجأة, تكلّم!
.


اخر تعديل كان بواسطة » فوزي المطرفي في يوم » 06-12-2007 عند الساعة » 15:48.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 06-01-2008, 10:21   #2
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : مناورة!


سرد ممتع
شكرا لامتاعي


عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 04:32   #3
عَـروب التميمي
كاتبه
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عَـروب التميمي
 

رد : مناورة!



أحببت الواقعية المفعم بها النص هنا
متعة هي القراءة لـ فوزي المطرفي
كل الشكر على إشراكنا المتعة


التوقيع:
. . . نبض حلم ‘‘
عَـروب التميمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 20-01-2008, 13:19   #4
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : مناورة!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عنود مشاهدة المشاركة

سرد ممتع
شكرا لامتاعي

أهلاً عنود:
سرّني أمر الامتاع كثيرًا

*

تحيّة.


التوقيع:
ما أشدَّ فِطام الكبير!
مالك بن دينار


:
:
الموقع الشخصيّ

.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 20-01-2008, 13:23   #5
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : مناورة!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عَـروب التميمي مشاهدة المشاركة


أحببت الواقعية المفعم بها النص هنا
متعة هي القراءة لـ فوزي المطرفي
كل الشكر على إشراكنا المتعة

القديرة عروب:
نعم, هي الواقعية, حين تفيض وتنسكب!

*

شكرًا, وألف.


فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع