من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة حَـكَـايـا
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28-09-2006, 22:11   #1
تراثٌ وشخصيات
 

حَـكَـايـا



.
"نشأ الإنسان ميالا بطبعه إلى حكاية ما يقع له, وما حكايات الجدات والأمهات والعجائز ببعيدة عن مداركنا, فقد كنّ يحكين لنا ونحن أطفال صغار للتسلية أو للتنويم أو للإلهاء, وكانت الواحدة منهن ينفد معينها, وكلن إزاء إلحاح الصغار تبدأ تتزيد وتخترع, وتلوك لسانها بما حلالها أن تقوله",
الحكايات.. وجدت مذ وجد الإنسان, وسارت معه في تاريخه الطويل جدًا, منبئة ومحدّثة عن حياة الآباء والأجداد. لذلك فكّرنا أن نجمع في هذا الموضوع من صيد الزمن قصة عريقة وحكاية عابرة, بشكلٍ يوميّ, وبتاريخٍ وزمنٍ مفتوح, .. نحضر المجالس, ونرتشف من قهوة العرب الأقحاح القصص والأيام الخوالي, وأخبار ماقد تضمّنته الكتب عبر ذاكرة الزمن المتراخي والبعيد, مما يجعل هذا من الموضوع وكأنه إحياء سيرة الحكواتي الذي كان صوته يعلن ميلاد سهرة جديدة, تجعل القلوب معلقة به والأنظار مصغية إليه.

*

نتمنى للجميع طيب القراءة والفائدة.

تراثٌ وشخصيات غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 28-09-2006, 22:21   #2
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة




موضوع جميل وفكرة رائعة .. نحتاجها جداً في رمضان ..
حين يحلو السمر .. و نتجاذب أحاديث الماضي عبر ذاكرة الزمن ..


يسعدني أن أكون أول المشاركين ..



قصه أعجبتني رواها حويد المرشدي في جريدة عكاظ ..


كان محيا بن رباح العتيبي رجلاً قتر عليه الدهر رزقه وضيق عليه الحال ورغم ذلك كان مشهوراًبالكرم معروفاً بالجود .. ومن ابتلاء الدهر عليه أنه تزوج بأمرأه لديها المال لكنها تفتقد الخلق الكريم وتمتلىء نفسها بالشح , وكانت كلما حل عليهم ضيوف وأراد محيا ان يكرمهم بذبح إحدى الماعز التي تمتلكها زوجته ثارت عليه وارتفع صوتها وقالت له بعضاً من خشن الكلام حتى يسمع الضيوف ويقع محيا في الحرج .

وذات يوم نزل عليه ضيوف أعزاء لهم في نفسه شأن وخشي أن يتكرر على مسامعهم مايحدث مع غيرهم , فاحتال على زوجته وناداها قائلاً ( أذهبي إلى والدك فاطلبي منه شاة نذبحها لضيوفنا بدلاً من الماعز التي ( تثغي ) أي يسمع صوتها عند الذبح فيسمعها ضيوفها , وسوف أعوضه عنها في القريب العاجل أن شاء الله .

وعندما وصلت الزوجه إلى والدها الذي هو في نفس الوقت عم محيا , ويبعد عن منزله حوالي عشرة كيلوات , حكت له ماكان من أمر محيا وأبلغته مطلبه .., وكان رجلاً ذكياً لماحاً إذ أدرك بفطرته وذكائه مايقصده محيا .., إذ أنه كان يعني أن زوجته هي التي سيعلو صوتها عند الذبح وليست الماعز .., ووقف على ماتسببه ابنته من حرج دائم فقال لها : أبقي هنا وسوف يتدبر محيا نفسه ..
ثم أرسل الى محيا يطلب تطليقه ابنته التي هي زوجة محيا .., وعزم عمه أن يزوّجه أخت لها استحوذت على قدر كبير من الجمال والعقل .. والخلق الرفيع , وكان يمنع الخطاب عنها , حتى يجد من يأنس فيه الرجوله , ولم يجد أمامه أفضل من محيا , وهذا ماكان من أمر الرجل .. أما أما محيا فقد طلق زوجته وعند نهاية العده تزوج من أختها .
وأراد أن يشكر عمه

فأنشد هذه الأبيات ..


[poet font="Tahoma,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الله خلقني واعتنى بي عن الضيق=والفقر عن سلم العرب ماحداني

ماقط مني راح ضيفي على الريق=ولا شان وجهي يوم شان الزماني

والله رماني في خيار المطاليق=اللي عطيته عنز وهو عطاني

عطاني اللي به كثير الذهب سيق=بنت الشيوخ اللي تعز العواني

الله موفقها على الخير توفيق=لاغبت عن بيتي عليها الف اماني


[/poet]



.

التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 28-09-2006, 22:53   #3
نورة العجمي
شـــاعرة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نورة العجمي
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة




شكراً منتدى تراث وشخصيات
شكراً لمن أشار بالفكرة الجميلة
شكراً لمشرف هذا المنتدى العامر بالأصاله والتاريخ الجميل



هذه القصة جرت أحداثها في بداية القرن الثالث عشر الهجري
فتاة كان لها ابن عم عاشا معا في بيت واحد منذ عهد الطفولة
وعندما كبرا فصار ابن العم فتاً وأصبحت هي فتاة في زهرة شبابها ما كان من أبويهما إلا أن عقدا القران لهما بعد أن لمسا الرغبة عند كل منهما بالاقتران بصاحبه ، وكان موسم الحج على الأبواب فأجلا الزواج إلى ما بعد الحج

وعندما عزم الفتى على الحج ليكون الزواج مقرونا بهذه الشعيرة المباركة
ذهب الفتى مع ركب الحجاج على أكوار مطاياهم وقدر الله عليه فمات بعد أداء فريضة الحج ...

وعاد الحجاج وعندما اقتربوا من البلد وهم يعرفون مقدار حب خطيبته له ، فلم يريدوا أن يواجهوها بالخبر دفعة واحدة خشية على حياتها أو أن تصاب بأذى

ولذلك انقسموا إلى مجموعتين وبين وصول المجموعة الأولى والثانية حوالي ساعة وجعلوا مطيته مع المجموعة الثانية

حتى إذا وصلت المجموعة الأولى أخبروها أن خطيبها مع المجموعة الثانية مما قد يخفف وقع الصدمة عليها

لكن إحساسها كان أقوى من تصورهم وأدق من حساباتهم ، فعندما قيل لها إن خطيبك مع المجموعة الثانية

وقع الخبرعليها وقعا مؤلما وتوقعت أن به أمرا فلو كان على قيد الحياة لجاء مع المجموعة الأولى وذلك للاشتياق الذي تعرفه فيه ،

وكان عندها نسوة يطحن الحب على الرحى فقالت لإحداهن :دعيني أطحن عنك وجلست على الرحى ورفعت صوتها بهذه الأبيات التي تعبر بها عن مكنون صدرها :

عسى حرم ربي من الوبل يسقيه
.......................يرفع عنه ما يكرهون العبـادي

حيث إن زمل صويحبي بركن فيه
.....................مرحوم ياللي له هوينا الحـدادي

من أولن ما هو ببالي ولا أطريه
......................واليوم ما له في ضميري ملادي

ثم سقطت على الأرض مغمي عليها فأسرعت النسوة برشها بالماء البارد حتى أفاقت ،

وجلست في مكانها حتى جاءت المجموعة الثانية ورأت مطية خطيبها.

ليس عليها أحد فتحققت من موته فجثت على مركب الرحى مرة ثانية ورفعت صوتها بالأبيات التالية :



عـلـم لـفـى عـن مـغـزل الـعـيـن شـنـاع
................نـقـض عـلـي الـلـي بـقـى مـن جـروحـي

حـلـلـت يـا زيـن الـحـلايــا والأطـبــاع
................حـلـن يـخـفـف عـنـك يــا روح روحــي

لـو هـو مـع الـحـيـيـن يـشـرى ويـنـبـاع
................لا أسـوق بــه مـالــي وأفــادي بـروحــي

مـار إنـهـم حـطـوه فـي صـحـصـح الـقـاع
................وحـطـوا عـلـى قـبـره رســوم تـلـوحــي


ثم سقطت على الأرض للمرة الأخيرة وصعدت روحها إلى بارئها مع كلمات آخر بيت فرحمهما الله جميعا وأموات المسلمين




التوقيع: https://www.instagram.com/p/_VLOGDoF...en-by=noouf_mt
انستجرام كاتبتنا
نوف الثنيان (@noouf_mt) • Instagram photos and videos



noouf_mt


نوف الثنيان
قاصّة / كاتبة ..الكتابة سفر الذات منها إليها لايرافقها إلاّ من يؤمن بها ويُدرك أن للنبض-هُنا-حُبّا وغصوناً تعرّش سلاما www.twitter.com/Noouf_M
نورة العجمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 29-09-2006, 05:58   #4
تراثٌ وشخصيات
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة

(1)

..قتيل الحب..

قال الثوري حدثني جبلة بن الأسود قال : خرجت في طلب إبل لي ضلت ، فما زلت في طلبها إلى أن أظلم الظلام وخفيت

الطريق فسرت أطوف وأطلب الجادة فلا أجدهما فبينما أنا كذلك إذ سمعت صوتاً حسناً بعيداً وبكاء شديداً فشجاني

حتى كدت أسقط عن فرسي ، فقلت لأطلبن الصوت ولو تلفت نفسي فما زلت أقرب إليه إلى أن هبطت وادياً

فإذا راعٍ قد ضم غنماً له إلى شجرة وهو ينشد ويترنم

وكنت إذا ما جئت سعدى أزورهـا
...................... أرى الأرض تطوي لي ويدنو بعيدها
من الحفرات البيـض ود جليسهـا
.......................إذا ما انقضت أحدوثـة لو تعيدهـا

قال، فدنوت منه وسلمت عليه فرد السلام وقال: من الرجل؟ فقلت: منقطع به الممالك أتاك يستجير بك ويستعينك،

قال: مرحباً وأهلاً انزل على الرحب والسعة فعندي وطاء وطئ وطعام غير بطيء فنزلت فنزع شملته وبسطها تحتي

ثم أتاني بتمر وزبد ولبن وخبز ثم قال: اعذرني في هذا الوقت فقلت والله إن هذا لخير كثير

فمال إلى فرسي فربطه وسقاه وعلفه فلما أكلت توضأت وصليت واتكأت فإني لبين النائم واليقظان إذ سمعت حس شيء
وإذا بجارية قد أقبلت من كبد الوادي فضحت الشمس حسناً فوثب قائماً إليها وما زال يقبل الأرض حتى وصل إليها

وجعلا يتحادثان فقلت هذا رجل عربي ولعلها حرمة له، فتناومت وما بي نوم فما زالا في أحسن حديث ولذة مع شكوى

وزفرات إلا أنهما لا يهم أحدهما لصاحبه بقبيح فلما طلع الفجر عانقها وتنفسا الصعداء وبكى وبكت

ثم قال لها: يا ابنة العم سألتك بالله لا تبطئي عني كما أبطأت الليلة، قالت: يا ابن العم أما علمت أني أنتظر الواشين

والرقباء حتى يناموا ثم ودعته وسارت وكل واحد منهما يلتفت نحو الآخر ويبكي،

فبكيت رحمة لهما وقلت في نفسي والله لا أنصرف حتى استضيفه الليلة وأنظر ما يكون من أمرهما

فلما أصبحنا قلت له: جعلني الله فداءك الأعمال بخواتيمها وقد نالني أمس تعب شديد فأحب الراحة عندك اليوم،

فقال: على الرحب والسعة لو أقمت عندي بقية عمرك ما وجدتني إلا كما تحب ثم عمد إلى شاة فذبحها

وقام إلى نار فأججها وشواها وقدمها إلي فأكلت وأكل معي إلا أنه أكل أكل من لا يريد الأكل،

فلم أزل معه نهاري ذلك ولم أر أشفق منه على غنمه ولا ألين جانباً ولا أحلى كلاماً إلا أنه كالولهان ولم أعلمه بشيء

مما رأيت فلما أقبل الليل وطأت وطائي فصليت وأعلمته أني أريد الهجوع لما مر بي من التعب بالأمس،

فقال لي: نم هنيئاً، فأظهرت النوم ولم أنم فأقام ينتظرها إلى هنيهة من الليل فأبطأت عليه فلما حان وقت مجيئها قلق قلقاً

شديداً وزاد عليه الأمر فبكى ثم جاء نحوي فحركني فأوهمته أني كنت نائماً فقال: يا أخي،

هل رأيت الجارية التي كانت تتعهدني وجاءتني البارحة، قلت: قد رأيتها،

قال: فتلك ابنة عمي وأعز الناس علي وإني لها محب ولها عاشق وهي أيضاً محبة لي أكثر من محبتي لها،

وقد منعني أبوها من تزويجها لي لفقري وفاقتي وتكبر علي فصرت راعياً بسببها فكانت تزورني في كل ليلة وقد حان

وقتها الذي تأتي فيه واشتغل قلبي وتحدثني نفسي أن الأسد قد افترسها ثم أنشد يقول :

ما بال مية لا تأتـي كعادتهـا
...................... أعاقها طرب أم صدها شغـل
نفسي فداؤك قد أهللت بي سقماً
....................تكاد من حرة الأعضاء تنفصل

قال : ثم انطلق عني ساعة فغاب وأتى بشيء فطرحه بين يدي فإذا هي الجارية قد قتلها الأسد وأكل أعضاءها وشوه

خلقتها ثم أخذ السيف وانطلق فأبطأ هنيهة وأتى ومعه رأس الأسد فطرحه ثم أنشد يقول :

ألا أيهـا الليـث المـدل بنفسـه
........................ هلكت لقد جريت حقاً لك الشـرا
وخلفتني فرداً وقد كنـت آنسـاً
.........................وقد عادت الأيام من بعدها غبرا

ثم قال : بالله يا أخي إلا ما قبلت ما أقول لك فإني أعلم أن المنية قد حضرت لا محالة فإذا أنا مت فخذ عباءتي هذه فكفني

فيها وضم هذا الجسد الذي بقي منها معي، وادفناني في قبر واحد وخذ شويهاتي هذه وجعل يشير إليها فسوف تأتيك امرأة

عجوز هي والدتي فاعطها عصاي هذه وثيابي وشويهاتي وقل لها مات ولدك كمداً بالحب فإنها تموت عند ذلك فادفنها إلى

جانب قبرنا وعلى الدنيا مني السلام، قال: فوالله ما كان إلا قليل حتى صاح ووضع يده على صدره ومات لساعته،

فقلت: والله لأصنعن له ما أوصاني به فغسلته وكفنته في عباءته وصليت عليه ودفنته ودفنت باقي جسدها إلى جانبه

وبت تلك الليلة باكياً حزيناً فلما كان الصباح أقبلت امرأة عجوز وهي كالولهانة فقالت لي : هل رأيت شاباً يرعى غنماً فقلت

لها : نعم، وجعلت أتلطف بها ثم حدثتها بحديثه وما كان من خبره فأخذت تصيح وتبكي وأنا ألاطفها إلى أن أقبل الليل

وما زالت تبكي بحرقة إلى أن مضى من الليل برهة فقصدت نحوها فإذا هي مكبة على وجهها وليس لها نفس يصعد ولا

جارحة تتحرك فحركتها فإذا هي ميتة فغسلتها وصليت عليها ودفنتها إلى جانب قبر ولدها وبت الليلة الرابعة فلما كان

الفجر قمت فشددت فرسي وجمعت الغنم وسقتها فإذا أنا بصوت هاتف يقول :

كنا على ظهرها والدهر يجمعنا
..................... والشمل مجتمع والدار والوطن
فمزق الدهر بالتفريـق ألفتنـا
....................وصار يجمعنا في بطنها الكفن


قال : فأخذت الغنم ومضيت إلى الحي لبني عمهم فأعطيتهم الغنم وذكرت لهم القصة فبكى عليهم أهل الحي بكاء شديداً ثم مضيت إلى أهلي وأنا متعجب مما رأيت في طريقي ..!

...

تراثٌ وشخصيات غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 01-10-2006, 22:03   #5
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة





الشاعر صنيدح الهاراني
شاعر من ابرز الشعراء ولكن أغلب شعره ضاع .. اخواله المرازيق من قبيلة البقوم وعاش معهم في اطراف جبل حضن فتره من الزمن ثم رحل عائداً الى جماعته وفي طريق عودته لاحظ على ابنه تصرفات غريبه وسأله عن سبب ذلك فأخبره ابنه أنه عشق فتاة من جيرانهم وعاد هو وابنه بعد فتره ليخطب له تلك الفتاة ولكنهما وجدا أن الفتاة قد تزوجت وفرح به خواله وهم لايعلمون غرضه وأخذوه عزائم ولكنه هرب في الظلام عن بقية عزائمهم وقال هذه الأبيات :

يافاطري روحي بنا الله يعافيك
.... روحي بنا عن دار الاجناب روحي

القابله يابعد عنهم مماســـيك
..... لو هم حسايف والهم الرب يوحي

وأيضاً لك الله يقطعون التهاليك
.... ياليت معهم كل مرزق شموحي

لولا الروابع وهقتني ماوديــك
.... مالي بحضن ولا تنوشه شبوحي



التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 03-10-2006, 06:48   #6
تراثٌ وشخصيات
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة



.. قصة عواء الذيب ..


هذه الحكاية مجهولة الأبطال , وذلك نظراً لمضي وقت طويل عليها أو لأن أبطالها ليسوا من المشهورين كالأمراء والفرسان والذين يحرص على أسمائهم قبل حكايتهم . . .

يقول الراوي كان هناك رجل بالبادية متزوج من امرأة ليست من قبيلته , بل كان من فيبله أخرى مجاورة لقبيلته . .

. ومرت عليه فترة سنه هو وزوجته يعيشان بأحسن حال . . .

وقد اختلفت القبيلتان وحصل بينهما نزاع وكان زوجها طرفاً فيه . . .

وكان اخوتها من الجهة المقابلة أطرافاً بهذا النزاع واشتدت الأزمة بين طرفي النزاع مما حدا بإخوان الزوجة أن يأخذوها ليلاً من بيت زوجها نكالاً له . . .
وهي لم تكن راضية بفراقها لزوجها وكذلك زوجها الذي كان يحبها حباً كبيراً أيضاً . . .

ومرت فترة طويلة بعض الشيء على فراق الزوجين والكل منهم كان يريد الآخر ولكن النزاع الحاصل حال بينهما
ضاقت الأرض بالزوج , فهو يريد زوجته ولا سبيل لوصوله إليها , ففكر بطريقة . .

. أن أسل إليها إحدى عجائز القبيلة تبلغها برغبته بلقائها . . . ورسم لها خطه للقاء . . .

وبالفعل ذهبت العجوز للزوجة وأبلغتها بذلك فرحبت الزوجة بالفكرة ولما كانت الليلة الموعودة

حيث كان الوعد بينهما بعد غياب القمر جاء الزوج للمكان المتفق عليه وكمن بحيث لا يراه أحد . . .
ثم أخذ بالعواء كعواء الذيب ثلاث مرات متتابعة . . .

عرفته الزوجة حيث كانت تعلم بالخطة سلفاً وذهبت إليه وجلسا بعد طول الفراق يشكو كل منها حاله للآخر بعد الفراق حتى إذا ما جاء الفجر افترقا وعاد كل منهما لقبيلته مضى على هذا اللقاء فترة أشهر . . .

ويقسم الله سبحانه أن تحمل المرأة من زوجها كنتيجة لذلك اللقاء . . .

ويكبر بطنها فيراه أخوها ويهددها بالقتل فمن أين لها بهذا الحمل وقد فارقت وزجها منذ فترة طويلة ولم تكن حاملاً ؟؟؟
فأعلمت شقيقها بحقيقة ما حصل بينهما وبين زوجها ووصفت له المكان وأعلمته بكل ما جرى ..

.فقال الأخ سأذهب أنا لزوجك وأتأكد من حقيقة ما حصل فإن لم يكن صحيحاً فليس لك عندي غير السيف
ولم تكن القبيلتان على وفاق فكيف يذهب . .

فكر الأخ واهتدى إلى طريقة . . . فلما جن الليل تنكر وذهب إلى قبيلة زوج أخته ودخل مجلسه وجلس ولم يعرفه أحد . . .

ولما سكت المجلس تناول الربابة وأخذ يغني عليها :

يا ذيـب يللـي تالـي الليـل عويـت
........................ ثلاث عوياتـن على سـاق وصـلاب

سايلـك بالله عقبـها ويـش سويـت
......................... يوم الثـريا راوسـت القمـر غـاب

وغنى هذه الأبيات على الربابة ثم توقف ووضع الربابة مكانها وعاد إلى مكانه . . .

فعرف الزوج أن هذا أخو زوجته وفهم أن زوجته حامل كعادة البدوي سرعة اللمح وشدة الذكاء . . .
فتقدم وتناول الربابة وأجاب

أنا أشهـد إني عقـب جوعي تعشيـت
...................... وأخـذت شاة الذيب من بين الاطنـاب

على النقـا وإلا الـردى ما تهقويـت
....................وادو حلالـي يـا عريبيـن الأنسـاب


فلما فرغ الزوج من أبياته فهم الأخ أن أخته كانت روايتها صحيحة وانسحب بدون كلام . . .

وفي الصباح أعادوا له زوجته ..
والحمد الله عاشو في ثبات وسبات وخلفو صبيان وبنات (( هذا استنتاجي مهوب كلام الراوي ))

تراثٌ وشخصيات غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 09-10-2006, 23:35   #7
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة



.
كان الشيخ الأديب طه حسين طالبًا بالجامعة المصرية القديمة, حين كانت متشرفة برياسة حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد رحمه الله. وتقرر إرساله في بعثة إلى أوربة, فأراد حضرة صاحب العظمة السلطان حسين رحمه الله أن يكرمه بعطفه ورعايته, فاستقبله في قصره استقبالاً كريمًا, وحباه هدية قيمة المغزى والمعنى.
وكان من خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف, خطيبٌ فصيح متكلمٌ مقتدر, وهو الشيخ/ محمد المهدي خطيب مسجد عزبان. وكان السلطان حين رحمه الله مواظباً على صلاة الجمعة, في حفلٍ فخمٍ جليل يحضره العلماء والوزراء والكبراء.
فصلّى الجمعة يومًا ما, بالمسجد القريب من قصر عابدين العامر. وندبت وزارة الأوقاف ذاكَ الخطيب لذلك اليوم. وأراد الخطيب أن يمدح عظمة السلطان, وأن ينوه بما أكرم ( الشيخ طه حسين ), وحق له أن يفعل. ولكن خانته فصاحته, وغلبه حبّ التغالي في المدح, فزلّ زلة لم تقم له قائمة من بعدها. إذ قال أثناء خطبته:" جاءه الأعمى, فما عبس في وجهه وما تولّى"!
وكان من شهود هذه الصلاة والدي الشيخ/ محمّد شاكر, وكيل الأزهر سابقًا رحمه الله. فقام بعد الصلاة يعلن الناس في المسجد أن صلاتهم باطلة, وأمرهم أن يعيدوا صلاة الظهر, فأعادوها.
ذلك بأن الخطيب كفر بما شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضًا لا تصريحًا. لأن الله سبحانه عتب على رسوله صلى الله عليه وسلم حين جاءه ابنُ أم مكتوم الأعمى, وهو يحدث صناديد قريش يعوهم إلى الإسلام, فأعرض عن الأعمى قليلاً حتى يفرغ من حديثه, فأنزل الله عتاب رسوله في سورة كريمة. ثمّ جاء هذا الخطيب الأحمق الجاهل, يريد أن يتملق عظمة السلطان رحمه الله, وهو عن تملقه غنيّ والحمد لله. فمدحه بما يوهم للسامع أنه يريد إظهار منقبة لعظمته, بالقياس إلى ما عاتب الله عليه رسوله. وأستغفر الله من حكاية هذا. فكان صنع الخطيب المسكين تعريضًا برسول الله صلى الله عليه وسلم, لا يرضى به مسلم, وفي مقدمة من ينكره السلطان نفسه.
ثمّ ذهب الوالد رحمه الله فورًا إلى قصر عابدين العامر وقابل محمود شكري باشا رحمه الله, وهو له صديق حميم, وكان رئيس الديوان إذ ذاك. وطلب منه أن يرفع الأمر إلى عظمة السلطان, وأن يبلغه حكم الشرع في هذا بوجوب إعادة الصلاة التي بطلت بكفر الخطيب.
ولم يتردد شكري باشا في قبول ما حُمّل من الأمانة, وأعتقد أن عظمة السلطان لم يتردد في قبول حكم الشرع بإعادة الصلاة.
وكاد الأمر أن يقف عند هذا الحد, لأن قوانينكم هذه التي تدينون بها لا تحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفه السفهاء ولا من حمق الحمقى والأدعياء.
ثمّ دخل فيه دخلاء السوء, ممّن يحرصون أشد الحرص ـ فيما زعموا ـ على حقوق الأفراد, ويغلون أشد الغلوّ في هضم العلماء وهدمهم, حتى يشغلوهم بأنفسهم عن نصر دينهم والذبّ عن حوضه. وكان ذلك الخطيب متصلاً ببعض المستشارين الكبار, اتصال التبع بالمتبوع, يؤدي لهم كثيرًا من الخدمات. فأشاروا عليه بأن يرفع دعوى جنحة مباشرة على أبي, لأنه سبّه سبًا علنيًا في المسجد وفي ديوان السلطان. وأشفق من لم يعلم أن ينال أبي من ذلك السوء. وثار البلد,وكثر اللغط, ووقف رجال كرام من رجال القضاء الأهلي في ذلك مواقف مشرّفة, بين مسلم وقبطيّ كانوا يدًا واحدة في الذبّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإنكار أي مساس ولو من بعيد بمقامه الكريم.
ولم يعبأ والدي رحمه الله بقضية الخطيب, ولا بمن وراءه من الكبار. بل وكل عنه صديقه الأستاذ الكبير/ محمّد بك أبو شادي, وكان موقف أ[ي في القضية أنه لن يحتكم في حكم الشرع في جريمة هذا المجرم إلى علماء الأزهر, لأن حكم المساس برسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تعريضًا معروف للدهماء, ولا ينكره جاهل أو متعنت أو غبي. وإنما نقطة البحث الصحيحة فيها عربية لغوية صرفة: آلذي صدر من الرجل الجاني المدعي أنه مجني عليه تعريض بالمقام الكريم مقام الرسولَ الأعظم, بدلالة اللغة والاستعمال أم ليس بتعريض؟ ولا يحتاج الفصل في هذا إلى علماء الأزهر, خشية أن يظن بهم ما هم برءاء منه من العصبية. بل هي نقطة عربية لغوية, يكفي فيها رأي بعض المستشرقين الإفرنج, ممّن لا يظن بهم العصبية لرسول الله صلى الله عليه وسلم, بل هم مظنة الضدّ من ذلك.!
فكان تصميم الوالد رحمه الله وعزمه, على أنه إذا وصلت القضية إلى المحكمة, وعُرضت, أن يطلب ندب خبراء مستشرقين؛ ليحددوا بخبرتهم في لغة العرب دلالة كلام الخطيب من الوجهة العربية: أهو تعريض أم لا؟؟؟ ثمّ يكون الفصل القضائي طبقًا لما يقرره الخبراء.
ثمّ دخلت الحكومة في الأمر, خشية ما يكون من وراء هذه القضية من أحداث وأخطار. وطوى بساطها قبل أن ينظرها القضاء.
ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا, قبل أن يجزيه جزاءه في الأُخرى. فأقسم بالله: لقد رأيته بعيني رأسي, بعد بضع سنين,وبعد أن كان متعاليًا منتفخًا, مستعزًا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء, رأيته مهينًا ذليلاً, خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة, يتلقى نعال المصلين يحفظها, في ذلة وصغار. حتى لقد خجلت أن يراني, وأنا أعرفه وهو يعرفني, لا شفقةً عليه, فما كان موضعًا للشفقة, ولا شماتةً فيه, فالرجل النبيل يسمو على الشماتة, ولكن لما رأيت من عبرة وموعظة.!

*

من كتاب: كلمة الحق, للعلاّمة الشيخ/ أحمد محمّد شاكر( إمام أهل الحديث في عصره رحمه الله ).
.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 10-10-2006, 00:37   #8
تركي
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة

تراثٌ وشخصيات
شكراً لكم
فكره رائده في هذا القسم المحبب الى نفسي
تقبلو مني هذه المشاركة

يحكى أن بنت عقاب العواجي العنزي وتدعى ( غزيّـه ) فقدت أهلها
ولجأت إلى عمّها , وكان له ابن احبته , فسافر في طلب الرزق مع صاحب
له يدعى ( عيد ) فتغيبا مدّة تقارب ثلاث سنوات ثم رجع صاحبة
( عيد ) وكان في الحي رجل يرغب الزواج من هذه الفتاة لكنه يعلم انها
لن تقبله لحبها لابن عمّها فقابل عيداً وقال له : لك عندي جمل ان
أشعت ان ابن عم غزية قد توفي .. لعلها تتزوجني بعد ان تيأس منه
فلبى عيد طلبه و اشاع أن صاحبة ابن عم ( غزيه ) قد مات فلما
سمعت بالخبر أنشدت تقول :
تعزّزوا للّـي عشيـرهْ تنـوّى
..............يم الشمال وحط ( حوران ) دونه
أقفى وخـلاّ لـه يتيـمٍ يلـوّى
.................وليةْ عمـام ٍ ليتهـم يرحمونـه
فات الربيع وعشب الأجراد لوى
...................واخانة الطرشـان مايذكرونـه
ياعيد اسالك بالولي كيف سوى ؟
..................هو ميّت ٍ والاّ هلـه يرتجونـه

فأجابها عيد :
يا بنت شوقك خابره ويش سوّى
..................بالموس قصّوا لك قصايب قرونه
اتلى الخبر به يوم قبرة يسـوى
................وخام ٍ جديـد بينهـم يذرعونـه
وعلمي بروّاي العرب يوم روّى
.................بايسر ( نوى ) علمى بهم يدفنونه
لما سمعت غزيه شعر عيد ماتت حزنا على ابن عمها
ولما عاد ابن عمها واخبر بما فعله عيد من اشاعته خبر موته وعلم بوفاة غزيه بسببه
حزن عليها , وقتل عيد جزاء عمله
وكانت بآخر ابياتها يوضح وفائهامع هذا الحب اخلاص تضحية
وجميع هذه الكلمات واكثر تجتمع داخل هذه الشاعره

تركي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 10-10-2006, 20:49   #9
تراثٌ وشخصيات
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة




.

تفاصيل القصة المشهورة لـ "زبنة رشيد".!

(3)

رشيد عالي الكيلاني ( 1892 - 1965) رمز من رموز الوطنية العراقية, سياسي عراقي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات أثناء العهد الملكي في العراق حيث كان رئيسا للوزراء في الأعوام 1933, 1940, 1941 .اشتهر الكيلاني لمناصرته لدول المحور أثناء الحرب العالمية الثانية تميز بمناهضته للانجليز ودعوته لتحقيق الوحدة العربية.

الساعة تعود بنا لأكثر من نصف قرن من الزمان:
بغداد 3 أبريل 1941:
ـ الجيش العراقي ينتفض على الوصي عبد الإله الغارق حتى أذنيه في موالاة بريطانيا.
ـ ضباط الجيش ينصّبون رشيد عالي الكيلاني رئيس الوزارة السابق والزعيم السياسي المعروف رئيسا لحكومة الدفاع الوطني.
ـ الوصي وابن أخته الملك الطفل فيصل الثاني يفرّان إلى البصرة.
ـ القوات البريطانية تتحرك من جهة الأردن وتزحف نحو بغداد.
ـ رشيد الكيلاني يهرب إلى تركيا ولا يحلّ شهر نوفمبر حتى يصل إلى ألمانيا النازية حيث الملجأ الآمن لكل مطاردة من قبل البريطانيين.

زبنة رشيد:
تمرّ السنوات, وتلقى ألمانيا هزيمتها الشهيرة, وينتحر هتلر, وتدخل قوات الحلفاء برلين فتضيق الأرض بما رحبت على الكيلاني, ولا يجد مهربًا سوى "أبوتركي" البدويّ الشهم الذي لا تفتر نخوته, ولم يغيّر السلطان شيئًا من أخلاقه العربية الأصيلة.
وهكذا يتخفى رشيد مع مجموعة من السوريين,ويصل إلى الرياض بينما الملك عبد العزيز خارجها, ويطلب "الدخالة" التي لم يكن لها من ردّ لدى الملك سوى الترحيب والوعد بالأمن والعزّة.
المراسلات:
بدأ الملك عبد العزيز بالتراسل مع الوصيّ على العرش العراقي/ عبد الإله بن علي لإنقاذ دخيله من حكم بالإعدام ينتظره في العراق, وفي الرسالة الأولى يقول:
إن المصائب تبتلي الإنسان دون اختبار منه, وقد حدث عند خروج أخيكم من الرياض, أن قدم علينا وفد ادّعوا أنهم سوريون, وبعد ذلك تبيّن أن أحد رجال الوفد رشيد عالي. وبما أن المذكور لجأ بين محارمكم وعبلاتكم, يرجو أن تشفع له عند سموّكم بالعفو. ولهذا فإن أخاكم يرجو عفوكم عنه وشموله بمكارمكم, وهذه من الشيم التي تقتضيها الروح الدينية العربية".
ولكن الوصي عبد الإله لم يكن لينسى أن رشيدًا هو الذي زعزع عرشه قبل سنوات قليلة, فردّ على الملك عبد العزيز ردًا مواربًا حيث قال:" إن من أعظم المزايا التي تعجبني في جلالتكم أخذ المفسدين بالقوة, فكيف بمن أراد أن يفسد كيان القومية العربية والاستقلال العربي اللذين سعى بيتانا في إحيائمها السعي الكبير".
ويتعلل عبد الإله في بقية الرسالة بميثاق الأمم المتحدة فيما يختص بإيواء مجرمي الحرب, وحكم القضاء العراقي على رشيد.
وتدور الرسائل بين الرياض وبغداد بمنطقين مختلفين:
منطق العربي الشهم الذي ابتلي بدخيل يريد خلاصه. ومنطق الشاب الناقم الذي يتحجج بالقوانين الدولية.
الملك عبد العزيز يقول في الرسالة الثانية:" ما وجه أخيكم عند العالم في رجلٍ ضرب البر والبحر,وصار في وسط محارمكم أن يخرجه منهم ويضحّي به؟!
لا شكّ أن هذا أمر عظيم, فماذا تكون العين التي أنظر بها للناس أو الشرف الذي أرجو علوّه؟
لا شك سيلحق عارها بآخر رجل من عائلتنا.!!" ويزداد تعنت الوصي مؤكدًا أنّ:
أولاً: العفو عن الرجل خارج مقدرنا.
ثانيًا: إطلاق سراحه ليضرب الطريق الذي يريده, هو نقض صريح للمادة الثالثة من معاهدة تسليم المجرمين المنعقدة بين مملكتينا".
وتستمر المخاطبات بين الملك عبد العزيز والوصي عبد الإله والأمور تدور في حلقة مفرغة, فينهي الملك عبد العزيز بردٍ حاسم:" علمنا أن الحكومة العراقية قامت فعلاً بتقديم طلب التسليم إلى حكومتنا,وحكومتنا قد أجابت الحكومة العراقية الصديقة بما تراه بهذا الشأن".
وهكذا هدأت الأمور بعد أن علم عبد الإله أن عبد العزيز لن يسلم "دخيله", ولا مجال لمناقشة "أبو تركي" في ثوابته ومبادئه التي نشأ عليها وتشرّبها من أسلافه وورّثها لأبنائه من بعده.
ونجا الكيلاني و"زبن" ..!

.

تراثٌ وشخصيات غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 10-10-2006, 22:12   #10
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة



كان ضمن رجال الملك عبد العزيزجلال الفرم الذين ساهموا في فتوحات جنوب المملكه ويقول
بعد ان عادوا من فتح نجران وهم في طريقهم الى الرياض مروا بوادي الدواسر وكان عددهم كثير جداً
فوزعوا انفسهم على بيوت حيث كان كل اهل عشر ركايب ضيوفا عند صاحب بيت
فقام اهل الوادي بإكرامهم غايه الاكرام وقطعوا عذوق النخيل لهم ولهجنهم لان الارض مجدبه من النبات
والهجن قد بلغ بها الهزال والجوع مبلغه
وبقوا في ضيافه اهل الوادي عده ايام وهم في احسن حال حتى استردت ركابهم احوالها وتجدد نشاطها
ومن الاكرام الذي وجدوه عند اهل الوادي ايضاً ان اهل الوادي بدلوا القريه القديمه بقريه جديده
والمزهب وهو وعاء زاد المسافرالقديم التالف بمزهب جديد وملأوه بالزاد والقهوه البريه والهيل
وعندما رحلوا عن وادي الدواسر قال الشاعر جلال هذه الابيات :


يااهل النضا اللي عليهن كيف
***************** اللي مواركهـن جـدادي
اثنوا على مكرمين الضيف
*************** على ((الدواسر)) هل الوادي
عسى الحيا في ليال الصيف
**************** يمطر علـى دار الاجـوادي
دواسـر ماتبـي تعـريـف
*************** بالمرجـلـه فعلـهـم زادي

وهذه القصة تدل على كرم الدواسر
انتظر نوره تجيب قصة عن العجمان


التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 11-10-2006, 22:14   #11
تراثٌ وشخصيات
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة



.
(4)

أعوذ بعدلك يا أمير المؤمنين من جور مروان
ذكر أنّ معاوية بن أبي سفيان جلس ذات يومٍ بمجلسٍ كان له بدمشق على قارعة الطّريق، وكان المجلس مفتّح الجوانب لدخول النّسيم، فبينما هو على فراشه وأهل مملكته بين يديه، إذ نظر إلى رجلٍ يمشي نحوه وهو يسرع في مشيته راجلاً حافياً، وكان ذلك اليوم شديد الحرّ، فتأمّله معاوية ثمّ قال لجلسائه: لم يخلق الله ممّن أحتاج إلى نفسه في مثل هذا اليوم. ثمّ قال: يا غلام سر إليه واكشف عن حاله وقصّته فوالله لئن كان فقيراً لأغنينّه، ولئن كان شاكياً لأنصفنّه، ولئن كان مظلوماً لأنصرنّه، ولئن كان غنياً لأفقرنّه. فخرج إليه الرسول متلقياً فسلّم عليه فردّ عليه السّلام. ثمّ قال له: ممّن الرّجل؟ قال: سيّدي أنا رجلٌ أعرابيٌّ من بني عذرة، أقبلت إلى أمير المؤمنين مشتكياً إليه بظلامةٍ نزلت بي من بعض عمّاله. فقال
له الرّسول: أصبحت يا أعرابي؟ ثمّ سار به حتّى وقف بين يديه فسلّم عليه بالخلافة ثمّ أنشأ يقول:
معاوي يا ذا العلم والحلم والفضل
ويا ذا النّدى والجود والنّابل الجزل
أتيتك لمّا ضاق في الأرض مذهبي
فيا غيث لا تقطع رجائي من العدل
وجد لي بإنصافٍ من الجّائر الذي
شواني شيّاً كان أيسره قتلي
سباني سعدى وانبرى لخصومتي
وجار ولم يعدل، وأغصبني أهلي
قصدت لأرجو نفعه فأثابني
بسجنٍ وأنواع العذاب مع الكبل
وهمّ بقتلي غير أن منيّتي
تأبّت، ولم أستكمل الرّزق من أجلي
أغثني جزاك الله عنّي جنّةً
فقد طار من وجدٍ بسعدى لها عقلي

فلمّا فرغ من شعره قال له معاوية: يا إعرابي إنّي أراك تشتكي عاملاً من عمّالنا ولم تسمعه لنا! قال: أصلح الله أمير المؤمنين، وهو والله ابن عمّك مروان بن الحكم عامل المدينة. قال معاوية: وما قصّتك معه يا أعرابي. قال: أصلح الله الأمير، كانت لي بنت عمٍّ خطبتها إلى أبيها فزوّجني منها. وكنت كلفاً بها لما كانت فيه من كمال جمالها وعقلها والقرابة. فبقيت معها يا أمير المؤمنين، في أصلح حالٍ وأنعم بالٍ، مسروراً زماناً، قرير العين. وكانت لي صرمةً من إبلٍ وشويهات، فكنت أعولها ونفسي بها. فدارت عليها أقضية الله وحوادث الدّهر، فوقع فيها داءٌ فذهبت بقدرة الله. فبقيت لا أملك شيئاً، وصرت مهيناً مفكّراً، قد ذهب عقلي، وساءت حالي، وصرت ثقلاً على وجه الأرض. فلمّا بلغ ذلك أباها حال بيني
وبينها، وأنكرني، وجحدني، وطردني، ودفعها عنّي. فلم أدر لنفسي بحيلةٍ ولا نصرةٍ. فأتيت إلى عاملك مروان بن الحكم مشتكياً بعمّي، فبعث إليه، فلمّا وقف بين يديه، قال له مروان: يا أيّها الرّجل لم حلت بين ابن أخيك وزوجته؟ قال: أصلح الله الأمير، ليس له عندي زوجة ولا زوجته من ابنتي قط. قلت أنا: أصلح الله الأمير، أنا راضٍ بالجّارية، فإن
رأى الأمير أن يبعث إليها ويسمع منها ما تقول؟ فبعث إليها فأتت الجّارية مسرعةً، فلمّا وقفت بين يديه ونظر إليها وإلى حسنها وقعت منه موقع الإعجاب والاستحسان، فصار لي، يا أمير المؤمنين خصماً وانتهرني، وأمر بي إلى السّجن. فبقيت كأني خررت من السّماء في مكانٍ سحيقٍ، ثمّ قال لأبي بعدي: هل لك أن تزوّجها منّي، وأنقدك ألف دينارٍ، وأزيدك
أنت عشرة آلاف درهمٍ تنتفع بها، وأنا أضمن طلاقها؟ قال له أبوها: إن أنت فعلت ذلك زوّجتها منك.
فلمّا كان من الغد بعث إليّ، فلمّا أدخلت عليه نظر إليّ كالأسد الغضبان، فقال لي: يا أعرابي طلّق سعدى. قلت: لا أفعل. فأمر بضربي ثم ردّني إلى السّجن، فلمّا كان في اليوم الثّاني قال: عليّ بالأعرابي. فلمّا وقفت بين يديه، قال: طلّق سعدى. فقلت: لا أفعل. فسلّط عليّ يا أمير المؤمنين خدّامه فضربوني ضرباً لا يقدر أحدٌ على وصفه، ثمّ أمر بي إلى السّجن؛ فلمّا كان في اليوم الثّالث قال: عليّ بالإعرابي، فلمّا وقفت بين يديه قال: عليّ بالسّيف والنّطع وأحضر السيّاف، ثمّ قال: يا أعرابي، وجلالة ربّي، وكرامة والدي، لئن لم تطلّق سعدى لأفرّقنّ بين جسدك وموضع لسانك. فخشيت على نفسي القتل فطلّقتها طلقةً واحدةً على طلاق السّنّة، ثمّ أمر بي إلى السّجن فحبسني فيه حتّى تمّت عدّتها ثمّ تزوّجها، فبنى بها، ثمّ أطلقني. فأتيتك مستغيثاً قد رجوت عدلك وإنصافك، فارحمني يا أمير المؤمنين. فوالله يا أمير المؤمنين لقد أجهدني الأرق، وأذابني القلق، وبقيت في حبّها بلا عقلٍ، ثمّ انتحب حتىّ كادت نفسه تفيض. ثمّ أنشأ يقول:
في القلب منّي نارٌ
والنّار فيه الدّمار
والجّسم منّي سقيمٌ
فيه الطّبيب يحار
والعين تهطل دمعاً
فدمعها مدرار
حملت منه عظيماً
فما عليه اصطبار
فليس ليلي ليلٌ
ولا نهاري نهار
فارحم كئيباً حزيناً
فؤاده مستطار
اردد عليّ سعادي
يثيبك الجبّار

ثمّ خرّ مغشيّاً عليه بين يدي أمير المؤمنين كأنّه قد صعق به قال: وكان في ذلك الوقت معاوية متكّئاً، فلمّا نظر إليه قد خرّ بين يديه قام ثمّ جلس، وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. اعتدى والله مروان بن الحكم ضراراً في حدود الدّين، وإحساراً في حرم المسلمين: ثمّ قال: والله يا أعرابي لقد أتيتني بحديثٍ ما سمعت بمثله. ثمّ قال: يا غلام عليّ بداوةٍ وقرطاسٍ فكتب إلى مروان: أمّا بعد، فإنّه بلغني عنك أنّك اعتديت على رعيّتك في بعض حدود الدّين، وانتهكت حرمةً لرجلٍ من المسلمين. وإنّما ينبغي لمن كان والياً على كورةٍ أو إقليمٍ أن يغضّ بصره وشهواته، ويزجر نفسه عن لذّاته. وإنّما الوالي كالرّاعي لغنمةٍ، فإذا رفق به بقيت معه، وإذا كان لها ذئباً فمن يحوطها بعده. ثمّ كتب بهذه الأبيات:
ولّيت، ويحك أمراً لست تحكمه
فاستغفر الله من فعل امرئٍ زاني
قد كنت عندي ذا عقلٍ وذا أدبٍ
مع القراطيس تمثالاً وفرقان
حتّى أتانا الفتى العذريّ منتحباً
يشكو إلينا ببثٍّ ثمّ أحزان
أعطي الإله يميناً لا أكفّرها
حقّاً وأبرأ من ديني ودياني
إن أنت خالفتني فيما كتبت به
لأجعلنّك لحماً بين عقباني
طلّق سعاد وعجّلها مجهّزةً
مع الكميت، ومع نصر بن ذبيان
فما سمعت كما بلّغت في بشرٍ
ولا كفعلك حقاً فعل إنسان
فاختر لنفسك إمّا أن تجود بها
أو أن تلاقي المنايا بين أكفان

ثمّ ختم الكتاب. وقال: عليّ بنصر بن ذبيان والكميت صاحبيّ البريد. فلمّا وقفا بين يده قال: اخرجا بهذا الكتاب إلى مروان بن الحكم ولا تضعاه إلاّّ بيده. قال فخرجا بالكتاب حتّى وردا به عليه، فسلّما ثمّ ناولاه الكتاب. فجعل مروان يقرأه ويردّده، ثمّ قام ودخل على سعدى وهو باكٍ، فلمّا نظرت إليه قالت له: سيّدي ما الذي يبكيك؟ قال كتاب أمير المؤمنين، ورد عليّ في أمرك يأمرني فيه أن أطلّقك وأجهّزك وأبعث بك إليه. وكنت أودّ أن يتركني معك حولين ثمّ يقتلني، فكان ذلك أحبّ إليّ. فطلّقها وجهّزها ثمّ كتب إلى معاوية بهذه الأبيات:
لا تعجلنّ أمير المؤمنين فقد
أوفي بنذرك في رفقٍ وإحسان
وما ركبت حراماً حين أعجبني
فكيف أدعى باسم الخائن الزاني
أعذر فإنّك لو أبصرتها لجرت
منك الأماقي على أمثال إنسان
فسوف يأتيك شمسٌ لا يعادلها
عند الخليفة إنسٌ لا ولا جان
لولا الخليفة ما طلّقتها أبداً
حتّى أضمّنّ في لحدٍ وأكفان
على سعادٍ سلامٌ من فتىً قلقٍ
حتّى خلّفته بأوصابٍ وأحزان

ثمّ دفعه إليهما، ودفع الجّارية على الصّفة التي حدّث له. فلمّا وردا على معاوية فكّ كتابه وقرأ أبياته ثمّ قال: والله لقد أحسن في هذه الأبيات، ولقد أساء إلى نفسه. ثمّ أمر بالجّارية فأدخلت إليه، فإذا بجاريةٍ رعبوبةٍ لا تبقي لناظرها عقلاً من حسنها وكمالها. فعجب معاوية من حسنها ثمّ تحوّل إلى جلسائه وقال: والله إنّ هذه الجّارية لكاملة الخلق فلئن كملت لها النّعمة مع حسن الصّفة، لقد كملت النّعمة لمالكها. فاستنطقها، فإذا هي أفصح نساء العرب. ثمّ قال: عليّ بالأعرابي.
فلمّا وقف بين يديه، قال له معاوية: هل لك عنها من سلوٍ، وأعوّضك عنها ثلاث جوارٍ أبكارٍ مع كلّ جاريةٍ منهنٍ ألف درهمٍ، على كلّ واحدةٍ منهنّ عشر خلعٍ من الخزّ والدّيباج والحرير والكتّان، وأجري عليك وعليهنّ ما يجري على المسلمين، وأجعل لك ولهنّ حظاً من الصّلات والنّفقات؟ فلما أتمّ معاوية كلامه غشي على الأعرابيّ وشهق شهقةً ظنّ معاوية أنّه قد مات منها. فلّما أفاق قال له معاوية: ما بالك يا أعرابي؟ قال: شرّ بالٍ، وأسوأ حالٍ، أعوذ بعد لك يا أمير المؤمنين من جور مروان. ثمّ أنشأ يقول:
لا تجعلني هداك الله من ملكٍ
كالمستجير من الرّمضاء بالنّار
أردد سعاد على حرّان مكتئبٍ
يمسي ويصبح في همٍّ وتذكار
قد شفّته قلقٌ ما مثله قلقٌ
وأسعر القلب منه أيّ إسعار
والله والله لا أنسى محبّتها
حتّى أغيّب في قبري وأحجاري
كيف السّلوّ وقد هام الفؤاد بها
فإن فعلت فإني غير كفّار
فأجمل بفضلك وافعل فعل ذي كرمٍ
لا فعل غيرك، فعل اللؤم والعار

ثمّ قال: والله يا أمير المؤمنين لو أعطيتني كلّ ما احتوته الخلافة ما رضيت به دون سعدى. ولقد صدق مجنون بني عامر حيث يقول:
أبى القلب إلاّ حبّ ليل وبغّضت
إليّ نساءٌ ما لهن ذنوب
وما هي إلاّ أن أراها فجاءةً
فأبهت حتّى لا أكاد أجيب

فلمّا فرغ من شعره، قال له معاوية: يا أعرابي؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: إنك مقرٌّ عندنا أنّك قد طلّقتها، وقد بانت منك ومن مروان، ولكن نخيّرها بيننا. قال: ذاك إليك، يا أمير المؤمنين. فتحوّل معاوية نحوها ثمّ قال لها: يا سعدى أيّنا أحبّ إليك: أمير المؤمنين في عزّه وشرفه وقصوره، أو مروان في غصبه واعتدائه، أو هذا الأعرابي في جوعه وأطماره؟ فأشارت الجّارية نحو ابن عمّها الأعرابي، ثمّ أنشأت تقول:
هذا وإن كان في جوعٍ وأطمار
أعزّ عندي من أهلي ومن جاري
وصاحب التّاج أو مروان عامله
وكلّ ذي درهمٍ منهم ودينار

ثمّ قالت: لست، والله، يا أمير المؤمنين لحدثان الزمان بخاذلته، ولقد كانت لي معه صحبة جميلة، وأنا أحقّ من صبر معه على السّرّاء والضّرّاء، وعلى الشّدّة والرّخاء، وعلى العافية والبلاء، وعلى القسم الذي كتب الله لي معه. فعجب معاوية ومن معه من جلسائه منعقلها وكمالها ومروءتها وأمر لها بعشرة آلاف درهمٍ وألحقها في صدقات بيت المسلمين.
.


اخر تعديل كان بواسطة » تراثٌ وشخصيات في يوم » 11-10-2006 عند الساعة » 22:28.
تراثٌ وشخصيات غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 12-10-2006, 20:31   #12
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة


بما أن التراث يجمع كل الشخصيات التي عرفناها عبرالتاريخ ..
هنالك شخصيات عشت معهما فتره من الزمن بقصصهم ورسائلهم .. وهما جبران خليل جبران وميّ زيادة ..
تلخيص بل مختصر تلك العلاقة تستحق أضافتها إلى حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة ..

بدأ حب جبران خليل جبران ومي زياده .. عن طريق الفكر والنشر .. في اوائل القرن العشرين ..

بعد أن اصاب كل منهما شهرة واسعة..

كانت مي معجبة بمقالات جبران وأفكاره .. فبدأت بمراسلته عقب أطلاعها على قصته " الأجنحه المتكسره "

التي نشرها في المهجر عام 1912 .. فكتبت له تعرب عن اعجابها بفكره وأسلوبه .. وتناقشه في ارائة بالزواج وقيوده .. والحب وأطواره ..

كانت الرسائل متقطعه في البداية .. الى أن أخذت تزداد حين توثقت العلاقة بينهما ..

واصبحت لهجته .. تتدرج من التحفظ إلى التبسط والتودد .. ومن الأعجاب .. إلى الصداقة الحميمة .. والتي تحولت الى حب عاصف .. في 1913 برغم حدوث سلسلة من الخلافات .. تحول عسل القلب إلى مرارة ..


كان يرى فيها طفولته واحلامه ومؤلفاته ومشاريعه الأدبيه .. وميوله وذكرياته .. وارائه في الأدب والروح والفن والفلسفه ..

وبرغم كل هذا .. لم يلتق جبران ومي .. ولو مره واحده !!

وكان من الممكن أن يحدث لقاء يؤدي إلى زواج يتوج هذا الحب .. وكان اللقاء ممكن أن يحدث في مصر أو لبنان .. أو امريكا .. ولكن جبران لم يحرّك ساكناً برغم تعبيره عن هذه الرغبة ..

علماً بأن مي .. زارت اوربا اكثر من مره خلال فترة هذا الحب .. ولكن يبدو أنه على تحرر مي فكرياً .. لكنها حريصه كل الحرص على سمعتها في المجتمع أن تخدش .. فلم تسعى هي للقاءه ..

دامت تلك العاطفه بينهما زهاء عشرين عاماً

توفي جبران قبل ميّ بعشر سنوات .. فتره كافيه أن تلتفت لحياتها مع العقاد الذي أحبها حباً صادقاً لولا اخلاصها لحب جبران ..

ربما يكو ن أهل مي وبعض المقربين منها قد أطلعوا على صلتها بجبران في حياتها ومنهم العقاد ,ولكن كانت حريصه على اخفائها عن الناس , وأبقتها سراً دفيناً في نفسها حتى ذلك اليوم الذي فجعت بموته عام 1931م , فبعد انقضاء شهر على وفاته اعترفت ميّ لقرائها بوجود مراسله طويله بينها وبين جبران وذلك في مقاله (جبران خليل جبران يصف نفسه في رسائله) ضمتها فقرات قصيره من رسائله اليها , وعبرت عن حزنها العميق عليه مصّوره غربتها وغربته في الوجود بعبارات موجعه قالت فيها

"حسناً فعلت بأن رحلت ! فاذا كان لديك كلمه أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقفّها , وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى..."


التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 13-10-2006, 00:19   #13
نوف الثنيان
النجدية
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نوف الثنيان
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة



ولاده بنت المستكفي وابن زيدون .. عاشا في قرطبه .. في القرن الحادي عشر ميلادي ..

كانا أشهر العشاق في تاريخ الأدب العربي الأندلسي ..


عرفت ولاده ابن زيدون في فترة توليه منصب وزير في قرطبة ..وكان شاباً دون الثلاثين .. دعا اصدقاؤءه الى ندوتها فأستقبلته أحس استقبال .. ووضعته في الصداره .. لما كان من علو شأن في الأدب وفي السياسه . .

كان رجلاً حلو الحديث .. شجاعاً متدفق الحيويه .. فأعجبت به ولاده اعجاباً كبيراً ..

اما هو فقد وجد فيها .. جمال صارخ .. وتجسيداً للأدب الرفيع والفن الأصيل ..فأحبها حباً جماً ..

اما ولاّده فتحول إعجابها إلى ميل شديد مالبث أن تحول حباً كبيراً ..

حتى أصبح الشاعران العاشقان .. حديث الناس .. مما جلب لهما الألم والمتاعب .. فقد زاد هذا الحب من خصومة ابن زيدون .. وفي ومقدمتهم الوزير .. ابو عامر ابن عبدوي .. وابن عبدالله ابن القلاس ..

برغم حرص العاشقين على تكتم حبهما .. ويبدوا لنا جلياً واضحاً في قول ابن زيدون ..

اصونكِ من لحظات الظنونِ ...... وُأعليكِ من خطرات الفِكَر

وأَحذر من لحظات ِ الرقيبِ ...... وقد يُستدامُ الهوى بالحذرْ


أحب " ابن زيدون " " ولاده " بنت الخليفه المستكفي حباً ملك عليه مشاعره وعواطفه ..

وقد بادلته حباً بحب .. وسعدا بهذا الحب حينا من الدهر ثم كانت بينهما جفوة أذاقته مرارة الياًس والحرمان ..

ومن أروع قصائده في هذه المرحله " نونيته المشهوره " التي تصوّر شجونه وحنينه ولحهفته .. وسعادته المفقوده ..

وشقاءه وتعاسته إذ يقول فيها ..


أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
...... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتُم وبنا فما ابتلت جوانحنا
...... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرنا
....يقضي علينا الأسى , لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا , فغدت
..... سوداً , وكانت بكم بيضاً لَيالينا

وللقصيدة تتمه طويله ..
.
.
.
.
.

أوقع خصوم ابن زيدون وحسّاده بينه وبين ولاّده من جهة وبين حاكم قرطبه من جهة ثانيه , وتمكنوا من اتهامه بالأختلاس زوراً وبهتاناً مما أدّى إلى زجّه بالسجن .. حيث ذاق الواناً من الظلم .. والعذاب عبّر عنها في قصائدة الأنسانية ..

.
.

متصفح يغري بالعودة مراراً وتكراراً للمتابعة وربما الإضافة ..
شكراً لـ منتدى تراثٌ وشخصيات .. ورمضان كريم ..


التوقيع:
نوف الثنيان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 13-10-2006, 22:37   #14
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة

شيبان بن قويد
من الشخصيات التي لها باع في الشجاعه والمعرفه هو الشخص الذي فقد بصره في أوأخر عمره والذي أصيب بالبرص هو الفارس الشجاع المولود في 1313هـ تقريبا وهو الذي أنضم مع الملك عبدالعزيز ملبياً دعوته حين دعاه وهو الذي شارك في أكثر من فتح ومنها فتح الجنوب والطائف وغيرها .
هو شيبان بن قويد الدوسري من فخذ المساعره من صهيب من آل زايد ولد شيبان كما ذكرت في عام 1313هـ تقريباً في وقتا كانت الحروب مشتعله بين عمامه وأخواله ولقد كان أسمه عند ولادته بمترك ( بادي ) ولكن لخلقة وفروسيته أصر على كتابة اسمه بشيبان وهذا لانه يفتخر بأسم شيبان ولقد كان ابرصا ولكن البرص لم يعيقه من أكتساب الشجاعه مع أفراد قبيلته وخصوصا بعد ان عاش وحيداً بعد وفاة أبيه وأخيه علوش .
ولقد كانت أولى بطولاته والتي أثبت فيها بظهور فارساً جديد في القبيلة هو شيبان حيث قام هو ومن معه من أبناء قبيلته بغزو احدى القبائل المجاورة والتي كانت الغلبة لهم وغنم شيبان الكثير من الغنائم وبعد ورجوعهم الى الديار ذهب بهذه الغنائم الى عمته التي كانت تنزل من شأنه فأهداها أياها فقالت : ( الولد والقعود يخلفون العهود )
فقال هذه الابيات :

قصيـدة قلتهـا منظومـةٍ لـيـه
..............قولٍ مليحٍ علـى أولهـا وتاليهـا
المرجله ما تجي بيـعٍ ومشريـه
.............يكون من يضرب الداني وقاصيها
المرجله من على الجـدان مبنيـه
.............فعلٍ ووجودٍ وعاصم شورهم فيها
غير الثلاثه تـرا الباقيـن كوليـه
.................سركالي الناس قاصـرةٍ يمانيهـا
اللي يتعمل وهي من أصل جديـه
.................الله يعيبـه عليهـا ولا يخليـهـا
ورث الجده وبوه تسيـر عاديـه
..................وهومحل لهـا ويصيـر راعيهـا
الله يعينه عليهـا فـي المعسريـه
..............الظو تاكل حطبها اللـي يواليهـا
بيتٍ تجي فيه يظهر فيـه ماريـه
.....................اللـي لهلهـا مزينهـا مبانيـهـا
من جن عنده تجي لتباعته خيـه
...................قليب بدوٍ وتورد فـي مظاميهـا
يقبل على بيته ويقفـون رجليـه
................كنهم سباعٍ علـى رسٍ بيسقيهـا
لاجا المسير لقـى هيـلٍ وبريـه
...............معها صحنها قدوعٍ لـه يباريهـا
ون جات هجنٍ من الفرجه خلاويه
...............ثم نوخت عنده يرحـب يعشيهـا
هذي سلوم العرب ياللي لكم نيـه
......................لاشبها نشمـي يفطـن القافيهـا
وإذا تملـل يعرضهـا الشريطيـه
......................ياخذ ثمنها يبيع أو يشتـري فيهـا
الزين ما يرفع الرجـال عاريـهم
.........................ثل الفزازة اليا من ينتظر فيهـا
لاشفت مبناه وبلـه قلـت ماليـه
......................علامة الماء وهـي بـلا ثلاليهـا
سراب قاعٍ إذا جيتـه تبـي ريـه
..................يقفي بعيدٍ على الحزمان ماشيهـا
الديك يذن على طربوشتـه ذيـه
..................يدري بوقت الصلاة ولا يصليهـا
من غاضته ذا القصيده جعله الحيه
...................يصلي على محمد من كان يوحيها
أحب منها صلاة العيـد مرضيـه
................صلاة وسط يرغب ربنـا فيهـا

ولقد كان شيبان كثير الولع بالابل وكان يحبها حبا ملحوظ ويقال أنه في ذات يوم مر عليه راع تمر وقال له وقال له ماتبعيني شيئا من الابل فرد عليه شيبان بالرفض وقال هذه القصيده :

الهجن ما هي بلك يا البايع الشاري
الهجن للي يروس العلـم ويجيبـه
حرم عليها الخبل والشايب الهاري
يكود من قالت الماضي تجاريبـه
يا زين دعوامها او فيه مدهالـي
مع فضفض خالي جر العواذيبـه
اخذ الفرايس عليها دايما ضـاري
وان هجين الحرب جيناها مشاهيبه
كم ليلة بت انا في ظهرها ساري
لاعود اللاش يبغي حرمة اصحيبه

وكذلك في أحد الايام تأخرت أحدى الذلل من أبله وقدر أن تضيع فأرسل أبنه يدور عنها بعد أن كسبها في أحدى غزواته ومرت على الغدير لتشرب وتأخرت هذه الذلول من الابل فأرسل أبنه الذي أخذ مايقارب اليومين وهو يبحث عنها الى ان وجدها وعاد بها فبشروا شيبان بعودة أبنه والناقه معه فقال هذه القصيدة التي نورد منها بعض الابيات :

يامرحبا جاتنا (الظالع ) وراعيها
.............بالغايب اللي لفانا عند مظنونـه
يحلب لبنها لمنهو مشفـي فيهـا
...............للضيف والارفيق جا بما عونـه
كسب لنا من العدو ماني بشاريها
...............يوم الردى ما يشوف القوم بعيونه
لا ما التوينا على البال ما نخليها
.................عسر فككها يكود أحد يصيبونـه


ولقد أنضم الفارس شيبان بن قويد رحمه الله الى جيش الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه , فشارك في فتح الطائف ومكه وحصار جدة ولقد ارسل الملك عبدالعزيز بعد فتره رساله من الملك عبدالعزيز يطلب منه الانضمام الى الجيش ولبى شيبان هذه الدعوه هو ومن معه من القبيلة , وشارك بفاطره التي لاحظ عليها التعب والهزل قبل الحرب وتذكر فعلها سابقا فقال هذه القصيدة :

لي فاطر نيهـا فيـة الشحـم واري............ركابهـا لا بغافـج يـنـوي بــه
سرنا عليها سمين وانكفـت عـارى.............في لازم الحاكم اللي جـت مناديـه
كم ليل غدرا عليها فالخـلا سـاري...............لاخلف اللاش يبغي حرمة صحيبـه
كم وردت منهل عقب العرب صاري................عـاف جنابـه ويبـاس مغاريبـه
يا زينها لا عفـا داهومهـا الـذاري................مع مربـع خالـي جـر العواذيبـه
معنا من الكشف صنعت كافر الناري.................تشلا المظابير ما تبـرا مضاريبـه

وفي أحدى قصائده يقول أيضا :

إنا هل الهجن لا من شاننا شانـي............اللي نسوق النظا لا جت مواجبهـا
عاداتنا من على العصر ابن بدراني..............لا من ركبنا عليها ما نروف بهـا
سقنا الركايب وجينا المركز الثاني..............وصلت بنا الطور تومي في جنايبها
نعشي الطير هو والذيب سرحانـي.................وما زاد منهـا تعشاهـا ثعالبهـا
كله لعيناك يا سحـاب الاردانـي..................اللي تحط المزعفر فـي ذوايبهـا
كم نشر قوم علية نجـر الاكوانـي.................لامن خذينا ابلهم غصب نروح بها
يكون من هو يجينا يأخـذ العانـي.................هـذاك لا وافقـت ابلـة نجنبهـا
لا من لحقنا الطلب منـا بذلانـي...................زكم سباق من خيار القوم نعطبهـا
الادمسعر إلا مـن ثـار دخانـي........................هذا طريح وذيك تعـض غاربهـا

وفي يوماً من الايام طلب منه أحد الاشخاص ان يترك الابل وتربيتها وأن يستقر في البيت ويضعون له التلفزيون والراديو فقال :
انا هل الهجـن ماحنـا باهـل رادي............ولا باهـل تلفـزون ننتظـر فيهـا
انا هل الحرب يوم الجيـش ينقـادي..............نبغى جهـاد الكفـر بالقتـل نبغيهـا
النار شبت ونـار الحـرب وقـادي................وانـا علـى جالهـا وانـا نبغيهـا
لامن ركزنا الوعد في يوم ميعـادي...................جاتك طـرار ترافـا يـوم داعيهـا
من فوق حيل عليها غـازي عـادي....................ندرس عليهـا السبـب والله يقديهـا
لا من ظهرنا على البل قمت أنا انادي.....................يا هل المراجل ترانا اليـوم بنفيهـا
غرنا عليهم وجا يـوم بـه طـرادي.....................ورحنا بهم والجنب وافراسهـم فيهـا
كم طاح من ضربهم من ميت غادي.........................على ثر البـل تخلـي جثتـة فيهـا
الضبع يشبع ومادي الذيـب جـلادي...........................على الجنايز وحـط المرجلـة فيهـا
نقسم على القوم ضمد أوهي فـرادي..........................على النشامى وقسمـي وافـي فيهـا


ولقد توفي شيبان في أواخر الثمانينات بعد أن فقد بصره ولقد تفرغ للعلم وحفظ القرآن رحمه الله .

منقول

التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .

اخر تعديل كان بواسطة » عنود في يوم » 13-10-2006 عند الساعة » 22:41.
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 15-10-2006, 08:19   #15
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : حَـكَـايـا رمَـضَـانِـيِّة




.
قيل أن ليلى الأخيلية قدمت على الحجاج بن يوسف وعنده وجوه أصحابه وأشرافهم إذ أقبلت جارية فأشارت إلى الحجاج وأشار إليها بيده، فذهبت فما تلبث أن جاءت امرأة من أجل النساء وأكمله وأتمه خلفاً وأحسنه محاورة، فلما دنت منه سلمت عليه وقالت: أتأذن أيها الأمير? قال: نعم. فأنشأت تقول:
أحجَّاج إن اللَّهَ أعطاكَ غايةً
يقصر عنْها منْ أرادَ مداها
أحجَّاج لا يفْللْ سِلاحك إنَّما
المنايا بكف اللَّه حيث يراها

حتى أتت على آخرها.
فقال الحجاج لمن عنده: أتدرون من هذه? قالوا: ما نعرفها ولكنا ما رأينا قط امرأة أطلق لساناً منها، ولا أجمل وجهاً، ولا أحسن لفظاً فمن هي أصلح الله الأمير?? قال: هذه ليلى الأخيلية صاحبة توبة بن الحمير العقيلي التي يقول فيها:
فلو أنَّ ليلى الأخيلية سـلـمَـت
عليّ وفوقي تـرْبَةٌ وصَـفـائحُ
لَسَلمْتُ تسليم البـشـاشَةِ أو زَقـا
إليها صدىً من جانبِ القبر صائحُ

ثم قال: يا ليلى أنشدينا بعض ما قال توبة فيك، فأنشدته:
نأتْكَ بليلى دارها لا تـزورهـا
وشطَّتٌ نواها واستمرَّ مريرها
وكنت إذا ما زرْت ليلى تَبَرْقَعَت
فقد رابني منها الغداة سُفورها

حتى فرغت من القصيدة.
فقال لها: يا ليلى وماذا رابه من سفورك? قالت: اصلح الله الأمير! لم يرني قط إلا متبرقعة فأرسل إلي رسولاً إنه ملم بنا، وفطن الحي لرسوله، فأخذوا له واستعدوا وكمنوا، ففطنت لذلك من أمرهم، فلما رأى ذلك أنكره، فلم يزد على أن سلم وانصرف. فقال الحجاج لله درك يا ليلى فهل كان بينكما ريبة قط? قالت: لا والذي"أسأله أن يصلحك" إلا أنه مرة قال قولاً، فأضنه أنه خضع لبعض الأمر فقلت:
وذي حاجةٍ قلنا له لا تبح بها
فليس إليها ما حييت سبـيل
لنا صاحبٌ لا ينبغي أن نخونه
وأنت لأخرى صاحبٌ وخليل

فما كلمني بعد ذلك بشيء حتى فرق بيني وبينه الموت.
.

فوزي المطرفي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع