من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة دعوة..
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-11-2005, 16:22   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

دعوة..

.
.
تستعيد جماعة السّرد نشاطاتها بعد التوقف الذي رافقَ العشر الأواخر من رمضان وأجازة العيد؛ برامجها الأسبوعيّة التي تتم كلّ يوم سبت بدءاً من الأسبوع القادم, بعد الجلستين التحضيريّتين السابقتين.

وقد أعدّت جماعة السّرد حالياً جدولاً لجلسات واستضافات تواكب كلّ جديد على الساحة الثقافيّة المحلّية والعربيّة والعالميّة, وستقدّم -بمشيئة الله- برامج ونقاشات في كلّ ما يتعلّق بالقصّة والرواية, الفنّ السردي بشكلٍ عام, علماً أنَّ باب العضويّة مفتوح, والدعوات لحضور الجلسات والنشاطات, دائماً, دعوات عامّة لـ الرجال فقط, حالياً.


السبت القادم
3 ديسمبر 2005 الموافق 1 ذوالقعدة 1426
الساعة الثامنة مساءً
النادي الأدبي بمدينة الرياض


وكاستمراريّةٍ للتنويعِ في تسليط الضوء بين النتاج [المطبوع] والآخر المنشور على صفحات [الإنترنت], سيكون البرنامج قراءة لـ رواية [غُبار] لكاتبها "محمد الحميد" التي نُشرت في "منتدى جسد الثقافة", وسيُقدّم الورقة الرئيسيّة القاصّ "منصور العتيق" بالإضافةِ إلى أوراق وتعليقات ورؤى أخرى من بعض أعضاء الجماعة, وسيفتح المجال للتعليقات بشكلٍ عام لكلّ الحضور.



للوصول إلى "غُبار" أنقر على هذا الرابط:

http://fm.jsad.net/showthread.php?t=64368

وبانتظاركم.

.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 06-12-2005, 15:24   #2
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : دعوة..

.
كتب محمد الحميد:

في الصندوق، لا يمكن أن تكون أكداس الأحذية، وبقايا الأقلام، وأزارير الكيبورد المعطوبة، وأنابيب المعجون وشعرات الفرشاة المتساقطة، كلها لا يمكن أن تكون كافية لأن يدرك أحدنا ما يجري في الخارج، الأقدام كثيراً ما يسمع خطوها، الأصوات أيضاً يمكن أن تُمَيَّز، مع هذا فلا زال الخارج ذو التباسات، وذو ضبابية غير مُدرَكة أبداً، مع كل هذا فالإصرار على المكث في ذات الصندوق يعتبر كارثة، مالم تأتي سكين حاذقة، وتبدأ بشق الجزء العلوي من الصنوق، ليبدأ الضوء بالتخلل جيداً في الكائنات المهملة في الداخل، ومن ثم تأتي نتيجة تماهي الداخل مع الخارج...
ماحدث اليوم هو ذات السكين التي كنت أنتظرها طويلاً لأجل شق الجزء العلوي من النص، والدخول مباشرة إلى العمق الماورائي للتفسير النصي، كتبت كثيراً، وفكرت أكثر، ومازلت وسأظل أفكر بما قيل، النقد هو سؤال متسلسل، وهذا التسلسل هو الباعث الحقيقي لأي خطوة قادمة، اليوم استفدت كما لم أستفد من قبل، قرأت القارئ بعمق، وتلمست المناطق التي يمكن الدخول منها، والمناطق التي تظل صامدة...
شكراً كلمة غبية، لأن ما حصل هو بناء حياة جديدة، هي بذرة لحيوات أخرى تنتظر....

منصور العتيق: أقسم أنها حياة، حياة يا صديقي، وستظل دائماً حياة أنت سادنها.
أستاذي عبدالواحد اليحيائي: لم أزل محشوراً بين الشخوص.
أستاذي ناصر الحزيمي: أرعبني التناسخ، أرعبني كثيراً.
أستاذي بدر السماري: غيابك ليس سوى حس مجرد، لكن الشعور كاف لكل ماكتب وما لم يكتب، لم تزل دائباً في التحريض، والتعليم.
سعيد الأحمد: لأنك تكره كلمة الأستذة، فسأكتفي بكلمة ملعون التي تحبها، أسئلتك تحرض عقلاً مستقلاً.
خالد الصامطي: تنفخ الروح للإحياء دائماً، يبدوا الدَين كبيراً هذه المرة يا صديقي.
الدكتور محمد الدغيشم: دائماً، دائماً، دائماً، انت هناك تقف بيعداً لتقول استمروا.
عبدالواحد الأنصاري: المرة والنصف تبدو كبير، كبيرة لحد الصراخ بالعرفان.
خالد المكرمي،رادف، فهد الرويتع، بدر الراشد، هاني الحجي، والذين لم أعرف أسمائهم، ستظل ذكرى، ذكرى يستحيل النسيان أخذها.


شكراً لكل من مد ظله هنا، أو مسح بعينيه هذا الغبار.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 06-12-2005, 15:29   #3
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : دعوة..

.
.
.
كتب سبنسر:

نُشرت التغطية في جريدة الاقتصاديّة, عدد اليوم, الثلاثاء 6 ديسمبر.

إنَّ الحلّ الوحيد الذي ابتكرهُ المُزراع النجديّ لحمايةِ ثمارهِ من "غبار" الصحراء, هو الزراعة, بكلّ بساطة, يدافعُ عن الزرع بالزرع, فقد أحاطَ مزرعتهُ بنوعٍ من الأشجارِ الطويلة غدت غربالاً للهواء, تعْلقُ بهِ أيّ نيةِ عبورٍ أخرى لغيرِ الريح. لكنَّ أعضاء «جماعة السَّرد» بنادي الرياض الأدبي, لم يحيطوا خيمتهم بزرعٍ أو غرابيل, ولم يبتكروا فزّاعة أتربةٍ أو حروف! كلّ ما فعلوه ليلةَ السبتِ الفائت أنهم أنصتوا للغةِ الـ«غبار», وتمنّوا أنهم فعلوا ذلك من قبل, فقد طرحَ قضيّتهُ وأثمرت على إثرِ ذلكَ إلى قضايا عديدة, استمتع الحضور, وأتاهم الهدهدُ بنبإ الرواية السعوديّة مستقبلاً, وكيفَ ستبدوا بعد زمنٍ قصير على يدِ جيلٍ قادمٍ بقوّة. ليلتها تصالحَ الكُلّ مع الـ«غبار» وتصالح هو بدورهِ مع منتقديه, وأمسى صوتُ الريحِ خلفيّةً موسيقيّةً عُزفت في الخيمة, تخللتها قراءاتٌ ونقاشاتٌ تُسهمُ على المدى القريب والبعيد في رّقي المشهد الثقافي.

هذا ماحدثَ في أوّلِ جلسةٍ بعد العيد لجماعةِ السّرد بنادي الرياض الأدبي, حيثُ خُصصت الجلسة لنقاش ونقد رواية «غبار» لكاتبها الشّاب «محمّد الحميد», هذهِ الرواية التي نُشرت على صفحات إلكترونيّة, وبالتحديد في «منتديات جسد الثقافة», جرى ذلك كمواصلة الجماعة بالتنويع في تسليط الضوء على النتاج السردّي المطبوع والآخر المنشور على صفحات إلكترونيّة, في سبيل دفع الأقلام الجميلة المتوارية على الظهور لما تملكهُ من موهبة. بدءاً, افتتحَ الجلسة سكرتير الجماعة القاصّ «سعيد الأحمد» بدونِ مقدّماتٍ كلاسيكيّةٍ –كما قال- وبدون إطالة, رحّب بالضيف –الحميد- وبصاحب الورقة الرئيسيّة في الجلسة القاصّ «منصور العتيق», وبعدها انتقل الحديث إلى العتيق, وقبل أن يقرأ ورقته, أكّد على أنّ قراءتهُ ليست نقديّةً, بل هي مُجرّد رؤية انطباعيّة عن رواية غبار ثم بدأ:

(سوف أقوم بوضع قراءة منصور هنا, إلى الآن لم تصلني في الإيميل, قراءتهُ نشرت أيضاً بالجريدة)

بعد ذلك أتى دوري في قراءةٍ متواضعة, التي تُمثّل مقتطفات وحديث غير متخصص عن رواية «غبار», وكان نصّها:
(عندما نشرَ محمد "غبار", تجربته الروائيّة الأولى, في الإنترنت, كان يعتبر فعلهُ ذاك كالتخلص من بقايا طعام, من همّ, من شيءٍ لا يرغبُ في استمراريّة تواجدهِ لديه, وانتمائهِ له. قال وهو يفعل ذلك: [عكس أقبية المطابع، عكس المربعات الكرتونية في الـ DHL وجوارب التوزيع، عكس شقق النقاد غير المفروشة، عكس عقارب الاندفاع الأول للأعمال، عكس نظرية الأصدقاء في التخلّص، عكس التلعثم الظاهر في آخر خطوةٍ من تقديم الذات، عكس كل شيء، أقذف بالعمل السردي الأول هنا، من نافذةٍ بعيدةٍ ودون أي امتعاضٍ من صوت ارتطامه... باتجاه النسيان فقط.], لكنني عندما قرأتُ العمل, قلتُ في نفسي ولهُ, ولازلتُ أقول: [سمعتُ صوتَ الارتطام, كانَ صوتاً قوياً لا يشبهُ أبداً عملاً أولاً لكاتبٍ ما. كان صوتاً عكسَ الكلام الذي تظنّ أنت أنكَ ستقذف به, عكسَ وقعِ النقدِ الذي تعتقد, عكسَ رؤيتنا للأشياء الأولى التي عادةً ما تكونُ بسيطة, كانَ صوتاً ينبئ بحمولةٍ ثقيلة, أبداً لن تعبر طريقَ النسيان بسهولةٍ يا صديقي, لتعرف هذا جيّداً!]
- قلتُ لمحمد رأيي بشكلٍ مفصّل في السابق, وجوار نصّ الروايةِ هناك قلتُ رأياً مقتضباً, وسأقولُ ذلك مرّةً أخرى بشكلٍ مختصر, ولكن خلال ذلك سأتحدّثُ عن أشياء أخرى, عن استعراضات الكاتب في الرواية, عن فردهِ التلقائي لعضلاتهِ الصرفيّة واللغويّة بشكلٍ عام وإن شابها بعض ما نسيهُ أو تجاهله, لأنهُ قذفَ بالرواية كما قال, قذفها دونُ تدقيقٍ أو مراجعة, سأتحدّث عن خيالهِ المفرط دهشةً, وسأرفق مع ما أقولهُ اقتباسات استدلاليّة من الفصل الأول والثاني, وأعدكم ألاّ أطيل.

- [افسحوا لي الآن.. في أي مكان.. في حقائبكم الجلدية، في جيوب معاطفكم، في شقوق الكراسي، في الدائرة المفتوحة من الرقم 9 أسفل بطاقاتكم الثبوتية..لا يهم، المهم أن أستريح الآن فقط..] أن تقرأ المقطع السابق, في بدايةِ روايةٍ ما, فأنتَ حتماً لن تتمكن من التوقّف, ستفسحُ المجال لإكمالِ القراءة بنهم, ستفسح المجال لهذا القادم, الذي يريدُ مكاناً حتّى لو كانَ في الدائرة الصغيرة من الرقم تسعة, الذي يقول أنكَ ربما تجدهُ في بطاقةِ الهويّة! هذا الكلام كلام مجنانين والله, والقارئ الجيد, لا يبحثُ أبداً سوى عن الجنون, القارئ الجيّد هو مجنونٌ أيضاً, فقد تشبّع بالعقلانيّة المباشرة, يحتاجُ فقط إلى مثلِ هذا الكلام, كي يوازنَ ردّة الفعل بداخلهِ تجاهَ ما يقرأ, ويفسح المجال لـ مجنونٍ آخر يلتحقُ بركبِ المجانين السابقين أمثال [غرنوي] مجنون زوسكيند, و[أوسكار] مجنون غراس, و[الدون جوزيه] مجنون ساراماغو, و[درويش] مجنون خال, و[أوخيّد] مجنون الكوني, يفسح المجال الآن, لهذا القادم الذي كلّ ما يريدُه أن يستريح فقط.

- [بين رائحة القهوة ورائحة سجادة أمي، ما بين راحتي اليمنى وقدرتي على لمس الفقرة الثانية من عمودي الفقري] مقطعٌ من الفصل الثاني, على لسانِ النادل, أحد مجانين الحميد, عندما نقرأ كلاماً كهذا, بالتشبيهات اللامسبوقة, اللامكرورة, التشبيهات التي تأتي بتلقائيّة, فإنّ عنصر الرّغبة بمواصلة القراءة, الذي يحفّز على اكتسابِ أكبر كمٍّ من الإمتاع المتتالي بين جُمل الرواية, يستمرّ بالتخلّق تلقائياً, بدون مسافات طويلة, تماماً كما يقول الكاتب [المسافات لا تعد مشكلةً في هذا العالم، كل مكان هو أقرب للآخر إذا اصطفيتَ له وسيلة نقلٍ كافيةٍ لمثلِ هذا الوصول] ووسيلة النقل التي اصطفاها الحميد في هذهِ الرواية كانتَ بُراقاً, أو برقاً ربما, لكنه وكما قلتُ لهُ سابقاً لم يستخدم هذهِ الوسيلة للتنقل بين الفصول, للربطِ بينها, وهذا فقط هو مكان الخلل الأكبر في الرواية. في هذا الفصل باختصار, ثمةُ فلسفةٍ سهلة, ممتعة, تمكّن الحميد من تطعيم السطورِ بها, ما يدلّ على شمول قراءتهِ واطلاعه, وفي هذا الفصل كانَ النادلُ يصفُ ويتحدّث عن همهِ, ذكرياته, عن علاقتهِ بالأشياء, عن علاقةِ الأشياء والأجسام ببعضها, في مكانٍ ليسَ بهِ أيّ احتمالٍ [للمرض أو لالتواء الكاحل، أو لتمزقٍ في أربطةِ الركبةِ إثر سقوطِ آلةِ القهوة عليها] كما قال, مكانٍ يجبُ به [أن تكون مستعداً لأن تبدو كحصانِ سباقٍ وأنت في أشد حالات ضعفك، إن لم تبدو كفراشةٍ تنتقل من طاولةٍ نحو أخرى, وإلا فإن المكان لا يحتمل جوامدَ أكثر من هذه القطع التي تملأ فضاء المقهى]. هذا ما أردتُ الإشارة إليه بشكلٍ سريع, فالكاتب يملكُ قدرةً لا يمكنُ الاستخفاف بها, يستطيعُ أن يجعل من الجملة الخبريّة أو الإنشائيّة العاديّة, جملةً تفتحُ أفقاً خيالياً ومدىً يتصوّره القارئ بداخلِ كلّ فصلٍ على حدة, ما يجعلُهُ حبيساً للفكرة, للخبر الذي ربما لن يكونَ ممتعاً في قراءتهِ لو أتى بأسلوبٍ مُغاير.

- أخيراً, لقد تمكّن الكاتب من تشكيلِ فكرةٍ جديدة, مُبتكرة, أجادَ في توصيفها وتضمينها هذا المحتوى المدهش من التساؤلات والمنولوجات الفلسفيّة والفكريّة, ففي كلّ فصل هنالك فكرة مستقلّة, بطلٌ مستقلّ, مجنونٌ آخر, هنالك, فتاة, نادل, قطّ مشرّد, وشجرةٌ تحكي قصّةَ عذاباتٍ مضت في طريقِ تحوّلها إلى كرسيٍ مركونٍ بأحد المقاهي, هنالك أشياء وجمادات تحوّلت إلى بشر, وبشر يعيشونَ كجمادات, وآخرونُ يخلقون حياةً مستقلّةً للجمادِ وللبشر. محمد في "غبار" جرّب, وتوغّل في السّرد, جرى قلمهُ في مضمارِ هذا الصنف الكتابي, بعد أن جرت عينهُ قراءةً, كل هذا يجعلني أجزم بأنَّه سيخرجُ بعملٍ سرديٍّ فيما بعد إضافةً إلى غبار يغيّر مجرى الأفكار التقليديّة البالية, عملٍ سيكونُ نتاجاً لقلمٍ خبير, عايشَ ردودَ فعلِ تجربته. حينها سيتضح سبب قولي في البداية: إنّ هذا العمل من الاستحالةِ أن يعبر باتجاهِ النسيان.)

بعد ذلك جاء دور القاص الأستاذ «عبدالواحد اليحيائي», حيثُ أتت مداخلتهُ على شكل نقاط, أثارت العديد من النقاشات, ونستطيع القول أنَّه مع مداخلته النقديّة العميقة والمرتجلة, أخذت الجلسة الطابع الحِواري, فقد تحدّث اليحيائي عن خمس نقاط, على النحو التالي:

1- بعض الأخطاء اللغويّة النحويّة والإملائيّة وتركيب الجُمل. فهو يؤكد على ضرورة أن يكون الممتهن للكتابة مُلمّاً بقواعدها, وجرت مداخلات عديدة على هذهِ النقطة, فالقاص «خالد المكرمي» يقول بضرورة الإلمام باللغة, ولكن الوقوع في الخطأ لا يُلغي المتن الجميل للنّص, فإذا وقع الكاتب سهواً أو جهلاً في خطأ ما, فهذا لا يسوّغ لنا رفض النّص, أو تجاهل جماليّته إذا ما حواها, أما سعيد الاحمد فيقول أنهُ يوافقهم بمسألة التّدخل النّقدي الإملائي أو النحوي, لكنهُ لا يرى عيباً في أن يُقدّم الكاتب نتاجهُ قبل نشرهِ إلى مُدققٍ لغوي, وكان يخالف اليحيائي برأيهِ في قضيّة التدّخل النّقدي في تركيب الجُمل بداخل النّص, فهو يقول أنّ هذا قد يُخلّ بقصد الكاتب, وقد يقودُ إلى تشويهٍ في الفكرة الأصليّة التي أراد الكاتب إيصالها.

2- تحدّث اليحيائي عمّا أسماه «الأوابد», وعن كثرتها في النّص, لكنّهُ يتساءل عن قيمتها, ويقول أنَّ بعضها كانَ جميلاً ومفهوماً, مثل قول الحميد في أحد فصول الرواية على لسان النادل [الباب ليسَ ما يدخلهُ النّاس, الباب ما ينسونهُ من أيادٍ تطرقُ الذاكرة] لكن بعضها الآخر أتى غامضاً مثل قوله [الاستهزاء نوعٌ من وفاء الآدميّ للببغاء]. أوضح الأحمد أنَّ الأوابد هي ذاتها بالانجليزيّة «Quotes» أي الاقتباسات, وأردف اليحيائي أن أحلام مستغانمي انتهجت هذا الاسلوب في رواياتها, وكثر النقاش والاستدلال حول هذه النقطة.

3- العلاقة بين الإنسان والأشياء, وأطلاق الاسم لغير العاقل, فيما أتى الانسان بلا اسم, فمثلاً كان اسم الكرسيّ: أدهم, والقطّة: ميمون, لكنَّ النادل كانَ بلا اسم. وتطرّق اليحيائي بعد أن طال الحديث حول النقطة السابقة, إلى ظهور سطوة «الأب» في الفواصل التي وضعها الكاتب بين الفصول, والتي عُنونت بمسمّى «بذرِ الرّيح», كما ظهر ذلك في بعض الفصول, الأول مثلاً, عندما تحدّثت الفتاة عن أبيها, ثم أتى النادل في فصلٍ آخر ليورد أباه وهو يستعيد ذكرياته, وحتّى عندما كان الحديثُ عن الزوج حلّ محلّها الأب وذلك في [هنا أبٌ يضعُ دم قلبهِ ليطمئنّ على زوجتهِ التي تركها قبل أن تضع ابنهُ البكر] فيرى اليحيائي أنَّه كان من الأفضل استخدام كلمة «زوج» بدلاً من أب.

4- تساءل عن أهميّة المقاطع المعنونة ببذر الريح بين الفصول, وأنهُ كانَ بالامكان جمعها وإضافتها كفصلٍ منفرد, حيثُ أنها لا تربطُ بين الفصل والآخر, في حين ترتبطُ هذهِ المقاطع ببعضها من ناحيةٍ أخرى.

5- أخيراً, أشار إلى التقمّص في الرواية, والحديث على لسان القطّ, والكرسيّ, ثمّ انعطف اليحيائي نحو الفلسفة التي استخدمها الكاتب على لسان كلّ الشخصيات, ويقول اليحيائي أن الحميد لم يُشر إلى أنَّ النادل كانَ قارئاً جيداً, كي يُبرر الحكمة التي يتمتّع بها في تحليلهِ للأشياء من حوله, وأقوالهِ كالأوابد التي تمّ الإشارة إليها, وتصرّفاته مثل جمعهِ لقصاصات الورق وكتابتهِ عليها جُملاً شعريّة أو فلسفيّة لا يملك القارئ حيالها سوى الإنبهار, وفي الوقت نفسه يقف –القارئ- ليتساءل عن مرجعيّة النادل الذي يحمل كلّ هذا الكمّ المعرفي دون إشارةٍ إلى ذلك. وفي هذهِ النقطة تقريباً استمرّ النقاش وأدلى أغلبُ الحضور بما لديهم, القاص «مشعل العبدلي» يوجّه سؤالهُ لليحيائي:كيف تنفي عن الناس البسطاء الفلسفة! لهم فلسفاتهم التي يرونها عميقة. يجيبه اليحيائي: لا تأخذ كلامي على أنه نفي لفلسفاتهم, أنا أقول:القارئ يبحث عن إشارة لمصدر أو المسبب لفلسفة النادل في الرواية, كأن يكونَ قارئاً أو صاحب شهادة. الأحمد يقول أنهُ ليسَ بالضرورة أن يُشير الكاتب إلى ثقافة النادل, لأنّ الواقع يحمل نماذج من البسطاء ولهم فلسفتهم أو حتّى المتعلّمين, ومثّل بموقفٍ مع العامل [البستاني] الذي [ما يفكّ الخطّ] على حدّ تعبيره, والذي قال يوماً في حديثٍ عابرٍ مع الأحمد: [الشجرة, مثل الحرمة, لابدّ تراعيها وتهتمّ فيها, وتنتبه لها, لو مدّت جذورها يمكن توصل للجيران] , وهنا ابتسم الجميع, وأضاف الفنّان التشكيلي «راضي جودة» وقال أنَّه سواء في دول الخليج, أو حتّى في مصر, ثمّة عمالةٍ تحمل شهادات عليا في تخصصات مختلفة, واستدّل بنادلٍ مصريّ اكتشفَ أنّ مؤهلهُ باكالريوس فلسفة, ومن جانبٍ آخر وافق البعض انتقاد اليحيائي, ثم أضاف الكاتب الأستاذ «ناصر الحزيمي» حديثاً مفصّلاً ومفيداً حول هذهِ النقطة خاتماً النقاش حولها. ثم أكمل بدورهِ –الحزيمي- مُعبّراً عن رأيهِ برواية «غُبار», حيثُ قال أنه استمتعَ بقراءتها, وقد رأى أنها رواية تُقرأ كفلسفةٍ لتناسخِ الأرواح, وأنّ الحميد لو أعادَ كتابتها بتكثيف نقاط ضعفها والتركيز أكثر على نقاط قوتها, لخرج بعملٍ روائيٍّ عن التناسخ غير مسبوق في الرواية السعوديّة وربما حتّى العربيّة على حدّ علمه, وأنَّ العمل سيكونُ أكثر إمتاعاً وتميّزاً, وهذا لا ينفي المتعة التي لمسها الحزيمي عند قراءتهِ للعمل كما قال.

أما الدكتور محمد الدغيشم, فيقول أنّ الرواية كانت مليئة بكمّ رمزي كبير, وأنه قرأها مرّتين ليتمكّن من ربطِ الفكرة و إحكام فِهمها, ويعتقد الدكتور في مداخلتهِ القصيرة والتي قال عنها أنها رؤية قارئ, أنّ الرواية موجّهه إلى النّخبة. بعد ذلك تكلّم القاصّ «خالد المكرمي» عن النشر في الإنترنت, ومما قالهُ إنّ النشر الإلكتروني يجعل النصوص أكثر عرضةً للنّقدِ اللامُبرر, أضاف الحزيمي موافقاً ما جاء بهِ المكرمي ومضيفاً إن الأسماء المستعارة تتيح للكاتب التهجّم حتّى على أحد أصدقائهِ إذا ما كانَ لا يستطيع قول ذلك باسمهِ الصريح, لكن سعيد الأحمد يرى أنَّ عكس ذلك يتمّ في الصُحف السعوديّة, فثمة تطبيل غير مطقي وغير مُبرر أيضاً يتمّ بواسطة أسماء صريحة في الصفحات الثقافيّة, وقال أنَّ العمليّة: خلق توازن, وبالعكس فالقارئ في الإنترنت يستطيع تمييز النّقد الصحيح من غيره الذي هدفه التجريح أو التهجّم, المهم أنَّ الإنترنت وسيلة يستطيع فيها الشخص قول ما يريد سواء بالاسم الصريح أو بمستعار ويبقى الحُكم للقارئ.

بعد ذلك جاد القاصّ «عبدالواحد الأنصاري» بمداخلةٍ مقتضبة, بيّنَ فيها وجهة نظرهِ عن غبار, فتحدّث عن الإيجابيات والسلبيات بشكلٍ سريع, ومن السلبيات أشار إلى الأخطاء التركيبيّة مثل الإكثار من كلمة [مُجرّد] والخلط بين دلالتها ودلالة كلمة [فقط] وكلمة [ليسَ إلاّ], وقال أنَّ لكلِّ واحدةٍ من هذهِ الكلمات والتراكيب ثمّة استخدامٍ ودلالةٍ مُحددة, ومن الإيجابيات التي تحدّث عنها, قال أن الكاتب أجاد وتميّز في استخدامهِ لضمير المتكلّم مع كافّةِ الشّخصيات في الرواية, وتمكّن من التنقّل بين الحاضر واسترجاع الماضي بطريقةٍ سلسه ومُحكمة, وأنّ الرواية بشكلٍ عام كانت مختلفة ومُغايرة, وأضاف أنه رأى «محمد الحميد» روائياً أكثر من كونهِ قاصاً, وتنبأ أنهُ سيتركُ بصمةً في الساحة بالمستقبل القريب. أخيراً استمع الجميع لحديث كاتب «غبار» محمّد الحميد, حيثُ شكرَ الجميع, وقبل ذلك شكرَ صديقهُ الذي من المفترض أن يكونَ أوّل الحضور, إذا ماكانَ متواجداً, لكّن سفرهُ للدراسة خارج المملكة حالت دونَ تواجده, صديقهُ القاصّ «أحمد البشري» الذي ساندهُ منذُ بدايةِ كتابتهِ للرواية, قال بعدم رؤيتهِ أنّ من حقّهِ الحديث أو الشرح والتبرير, وأنَّ لكلِّ قارئٍ رؤيته التي يحترمها ويهتم بها, ثم قال كلاماً لـ «أمبرتو إيكو» تحدّث فيهِ عن الكاتب الذي يكتبُ على مقعدٍ وثير, الكاتب الذي يكتبُ بلسانهِ وفكرهِ, دون التعايش مع ما يكتب عنه خارج حجرته, وأردفَ محمد أنَّ هذا هو ما وقع فيه عند كتابتهِ لغبار, وأكمل حديث إيكو عن القرّاء وأنواعهم, وأنتهى بأن شكرَ مُجدداً كلّ من حضروا, ومن أدلوا بآرائهم, وملاحظاتهم, وقال أنهُ حتماً استفادَ من كلّ ما قيل, وسعِدَ به..
.
.


اخر تعديل كان بواسطة » عبدالواحد اليحيائي في يوم » 06-12-2005 عند الساعة » 15:35.
عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع