18-02-2006, 09:59 | #46 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . وأنا حديث تجربة بالأدب .. إلا أنه لفت نظري ملاحظة دائما ً ما أراها تتكرر من المثقفين الحقيقيين أو من من إنغمسوا بالقراءة بشكل عام ... وهي بالقصائد النبطية بشكل خاص .. فعندما نقرأ قصيده نبطيه لمثقف أو قارئ منغمس في عالم الأدب الفصيح نجد أنه يستخدم ( مفردات ) جديده على ( الشعر النبطي ) رغم أنها دارجه باللغة الفصيحة .. مما يخلق حاجز سميك بين المتلقي العادي محب الشعر النبطي .. وبين هذا الشاعر !! فهل هي إختلافات جبرية على كل من يقرأ !؟ الاستاذ عبدالله.. الوضع الطبيعي أن تتفصح العامية لا أن (تتعمم) الفصحى.. انتشار التعليم في السنوات الأخيرة، وظهور الشعراء (الشعبيون) الاكثر ثقافة واطلاعا على الأداب العربية والغربية ساهم بشكل كبير في تفصيح العامية وتحولها - وإن بصورة بطيئة - إلى الفصحى، أضف إلى ذلك رغبة الكثير من هؤلاء الشعراء في أن (يُغنى) ما يقدمونه من شعر عبر ما أسموه الشعر الشعبي الغنائي، وبالتالي ضرورة أن يحوي هذا الشعر ما يفهمه الشعبيون في كل مكان (من الخليج الى المحيط) من كلمات فصيحة، وأيضا الرغبة في الانتشار عبر الكتاب والشريط والشبكة أخيرا مكانا وزمانا ساهم في تفصيح العامية الشعرية. هل خلق ذلك حاجزا بين المتلقي العادي وبين الشعر النبطي ؟!! ربما.. لكن أليس على المتلقي العامي أن يرتقي بلغته وذوقه هو الآخر حتى يستطيع أن يفهم ما يقال..؟.. الا يحوي الشعر النبطي هو الآخر مسؤولية توعية القارئ عبر الرقي بذوقه وفكره ولغته ؟!! ألم يتطور الشعر النبطي عبر التاريخ في لغته (لهجته) عبر اكتساب المزيد من المصطلحات المعاصرة يوما بعد يوم ؟!! أحسبه كذلك.. وأحسبكم أنت وبقية الزملاء من الشعراء الشعبيين الكبار هنا تفقهون ذلك أكثر مني.. لكن يبقى أن على الشاعر النبطي - كما هو دور الشاعر عموما - أن يسعى إلى الرقي بذوق الناس وعقولهم ضمن كلمته وموهبته وقدرته على التأقلم مع متغيرات الفكر والثقافة من حوله. . |
20-02-2006, 15:58 | #47 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . _ ماهو مدى الحريه في منظور عبدالواحد اليحيائي الكاتب / الإنسان ..؟ وما حجم المسؤوليه المترتبه على ذلك ..؟ وكيف ترىإمكانية تحويلها من فكر إلى واقع ملموس من خلال مجتمعنا المعاصر ..؟ الاخ بندر: الحرية مسؤولية.. وهي مقبولة ما لم تتحول إلى فوضى وتعدٍ على حرية أخرى متاحة لكائن آخر.. السرقة فوضى حتى وإن زعم السارق أنه يتصرف بحرية.. وكل اعتداء فوضى وإن قال المعتدون أنهم أحرار.. والقواعد - كما تعلم - غير القيود.. القاعدة تجعلنا أجمل.. والقيد يحول الجمال إلى قبح.. القاعدة مسؤولية.. والكبت قيد بلا وجه حق.. وكل ما لا اعتداء فيه على النفس أو الآخر حرية.. وكل قيد من شأنه أن ينظم الحريات في المجتمع يشكل قاعدة جديدة. تحويل هذه الحرية المسؤولية إلى عقول الناس ووجدانهم يتطلب ... الممارسة. ممارسة الحرية المسؤولة وتصويب المخطئ والسعي إلى الرقي بالمصيب كفيل بتعليم الناس (المجتمع) يوما بعد يوم الوعي بالحرية المسؤولة بعيدا عن الفوضى والاعتداء. _ يدور الحديث كثيراً عن وجود أزمه في الشعر والأدب المعاصر , وبينما يلقي الشعراء والأدباء باللائمه على ذوق المتلقي , نجد أن كثيراً من القراء يدفعون بضعف النتاج , وكذا ببعد مايكتب عن الواقع , والإتجاه إلى الرمزيه المتكلفه وجعلها هدفاً في الكتابه , أسباباً للإنصراف .. المدار كله يا سيدي على ثقافة المرسل والمتلقي معا.. لا توجد ازمة حين يكون الاثنان على قدر من الوعي.. وتوجد الأزمة حين يختل أحد طرفي المعادلة: المرسل، المتلقي.. الطرف الاوسط: الشعر، النثر، الموسيقى، التصوير، النحت، التشكيل... الخ. كلها تبع لثقافة الاثنين بين موهبة الاول وقدرته، ووعي الثاني وفهمه. . . شكرا بندر.. دوما الحديث معك ممتع ونافع.. . |
21-02-2006, 10:33 | #48 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . أزمة الكتاب العربي ، من حيث ندرة قراءته ماذا تقترح لعلاجها ؟ من المسؤول عن هذه الأزمة ؟ الأخت نجديه: أخشى أن القراءة في عالمنا العربي نوع من الترفيه لا يستطيعه كل أحد.. مواطننا العربي - في الغالب - مشغول بهمه اليومي: قوته وقوت عياله.. وهو إذ ينشغل بذلك يعاني أيضا في حريته.. ثم هو يرى حال من يقرأون بين العرب ليجد أنهم ليسوا الأفضل حالا وإن صفقنا لأحادهم هنا وهناك. حين يتاح للمواطن العربي قدرا أكبر من الرفاهية يبعده قليلا عن اللهاث اليومي وراء لقمته.. وحين نكفل له قدرا أكبر من الحرية التي تتيح له أن يقرأ ما يناسبه هو كمواطن لا ما نوصي له به كرقيب ودوله.. وحين يتحول المثقف إلى قدوه تستحق أن يعمل عامة الناس للوصول إليها.. حين ذلك سيعمل الجميع ليكونوا أكثر وعيا وأكثر ثقافة عبر القراءة وغيرها من مصادر الحصول على المعرفة. هل العزوف عن القراءة أرتبط ذهنياً بأسلوب الحشو والتلقين الأجباري من خلال الأسلوب التعليمي، فـ تحولت لحاله نفسية منفره للكتاب ؟ هو كذلك بالتأكيد، وخصوصا في المناهج أو المعارف التي تحتاج إلى فهم أكثر من حاجتها إلى حفظ، كالرياضيات والعلوم التطبيقية بشتى أنواعها بــر أيك من نلوم هنا الطفل أو الأهل أو المدرسه أو المسؤليين عن التعليم في ذلك ؟ نلومهم كلهم.. وقبل ذلك نلوم أنفسنا حين لا نقرأ.. ونلوم أنفسنا مرة أخرى حين لا نجعل ابناءنا يقرؤون.. وحين لا نشعل في أنفسهم الجذوة المقدسة التي تشعرهم أنهم أكثر نقصا كلما كانوا أقل ثقافة وخلقا. ومن أين تبدأ عملية الأهتمام و تقدير الكُتّاب و الكتاب والمكتبات .. والثقافة والأدب ..؟ تبدأ بنا كأفراد حين نساهم عبر انشطتنا الثقافية الخاصة.. ثم تشارك الدولة عبر تشجيع نشر الكتب وافتتاح المكتبات والاهتمام بالكتاب والمثقفين ورعايتهم والقيام بكل ما يلزم لوصول رسالتهم للعالم، وفي الغالب رسالة المثقف هي رسالة وطنه، أو يجب أن تتحد مع رسالة وطنه باتجاه العالم كله. وكيف يكون التوجه للقراءه مع شيء من الأمتاع في البداية لتشجيع اكتساب تلك العاده المفيده ؟ والله اختي نجديه، أنا كنت أقرأ سوبرمان والوطواط وطرزان وأنا صغير، ثم تطورت إلى قراءة السير الشعبية: عنترة وسيف بن ذي يزن وملحقاتها، ثم تشجعت أكثر عبر المكتبة في المدرسة الابتدائية.. المعنى هنا أن علينا أن نبدأ بما يحب الصغير قراءته، وأخذه إلى المكتبات ليختار هو ما يرغب فيه، مع بعض التوجيه المناسب لعمره.. ثم ثقي بأنه سيواصل بنفسه. نتهم دوماً بأننا أمة لاتقرأ .. بـ رأيك متى نكون شعب قارىء ..؟ سنكون شعبا قارئا.. حين نقرأ.. وسنكون كذلك إذا استشعرنا الخطر، وإذا علمنا أن الفرق بين الشعب القارئ والشعب غير القارئ هو كالفرق بين الانسان والقرد. وأن هذا الفارق يزداد بتسارع أكثر مع مرور الأيام. من ملاحظاتي أن الكاتب اليحيائي يركّز في نقده على فن القصة القصيرة يحبّذ النهاية المفتوحه التي تحفّز القارىء للتفكير والتخمين .. مع أن هنالك نصوص مباشرة تكون كالسهم الحاد يعيش القارىء ويتفاعل معها.. أحبذ ذلك، لكن لا أطلبه، ولا أراه ضروره مضطردة في كل عمل قصصي.. أحيانا أشعر أن على الكاتب أن يلتفت إلى جمهور قرائه: كيف يفهمه هذا الجمهور، وكيف يستطيع هو أن يؤثر فيه.. وهذه بالمناسبة نظرة لا ترضي كثير من النقاد، هم لا يحبون الشاعر الذي يكتب الشعر ليغنيه المطرب، أو يكتب الرواية ليحقق مبدءاً حكوميا أو فكرة آيديولوجية، ويؤمنون بأن يتفرغ الفن للفن ذاته. لكني أرى أن الفنون تتنوع في أساليبها دون أن يلغي بعضها بعضا، نهتم بالفن بلا شك، لكن لا يجب أن يغفل التأثير بالوسيلة الأكثر فعالية. يقول اليحيائي: ( ليس من مهام الأديب أو الفنان عموما أن يقدم حلولا لمشكلات المجتمع..إن فعل فذلك حسن وجميل، وإن لم يفعل فلا نستطيع أن نلزمه بذلك لأن الحل قد يكون خارج طاقته وامكاناته) بمعنى أن كاتبنا الرائع لايرفض ذلك لو وجد مثل هذا الكاتب او القاص الذي يقدم الحل في سياق القصه أو الموضوع ؟ كيف يتعارض ذلك ميلك للنهاية المفتوحه التي تحرض الأسئلة ؟ أتمنى أن يحدثنا الكاتب / القاص عبدالواحد اليحيائي عن وجهة النظر تلك .. ؟ الاسئلة شاغل عظيم.. والفنان يطرح اسئلة ليجيب عليها الجميع.. وقد تحوي بعض الإجابات على حلول. من مهام الفنان: القاص، الشاعر، الموسيقى.. أن يحملنا مسؤولية ما، ونحن بلا شك نتعامل مع هذه المسؤولية التي ألقاها الفنان على عاتقنا بقدر رغبتنا أولا في أحداث التغيير المناسب نحو الأفضل، وأيضا بقدر قدرتنا على احداث التغيير المطلوب. الفنان حين يطرح الاسئلة هو محرض.. والنهاية المغلقة تقدم سؤالا واحد.. وقد لا تفعل.. لكن النهاية المفتوحة تقدم مجموعة من الاسئلة.. وإذن مجموعة من المحرضات.. أشكرك.. وسعيد جدا بالحوار معك. . . |
21-02-2006, 14:59 | #49 |
شاعر
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
وتخصصي على فكره ليس الأدب أو التاريخ أو الفلسفة.. تخصصي هو إدارة أعمال ومالية ونادرا ما أقرأ في هذين التخصصين حاليا بحكم الممارسة اليومية. لفت انتباهي ماذكرته ياسيدي .. وأخذني إلى قول الدكتور الشاعر إبراهيم ناجي في حديثه عن حياته وتجربته : ماأظلم القدر, فقد شاء ان اكون طبيباً وليس في الطب من حرج , وإنما الحرج أن يكون الخيال مركباً في طبيعة الإنسان , فإذا بالقدر يواجهه بالواقع ويصدمه . وانما الحرج ان يكون الشعر مركباً في طبيعة انسان - فإذا بالقدر يضعه فوق ألسنة الماده , ويزجه في الدائرة التي لا شعر فيها ولا خيال . وانما الحرج أن تكون طبيعته ان ينصت إلى أنات الروح , فيأخذه القدر الى حيث ينصت الى انات الجسد , وشتان بين هذه وتلك .... برأيك .. كيف السبيل الامثل إلى التأثر بالحياة وأحداثها وحكم القدر مع عدم إضرار ذلك بروح الشاعر وخياله وقدرته على التأمل ..؟ كل الشكروالتقديروالإحترام .. اخر تعديل كان بواسطة » بـندر العبدالكريم في يوم » 21-02-2006 عند الساعة » 15:08. |
21-02-2006, 16:03 | #50 |
المنتهي قبل البداية...!!
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
آثرت الصمت لاستمتع بهذا الحوار الذي يعطر أجوائه الأستاذ/ عبد الواحد اليحيائي. وكنت أتطلع أن يطرح احد الأعضاء تساؤلا يشابه ما أريد طرحه لأنني لا أحب تضيق الأماكن فقط لمجرد الحضور. أستاذي الكريم تعلم أن جهاز الرقابة في بلد الكاتب هو عدوه الأول لان هذا الرقيب بيده منع مؤلفات الكاتب من الولوج لبلده وبتالي تعيش هذه المؤلفات الغربة والانسلاخ شيئا فشيئا من الهوية الوطنية. وهناك بالغربة يتم الاحتفاء بهذه المؤلفات لأنها تستحق ذلك بالفعل أما في بلد الكاتب فيتم قذف هذه المؤلفات بكثير من التهم منها الفسوق – التمرد – التحريض على المعصية – وغيرها من التهم. ويرتكز الرقيب دائما في منع المؤلفات على قائمة تحتوي على الكلمات التي في حال ورودها في هذه المؤلفات يتم المنع. فمثلا حين توجد كلمة ( قبلتها ، قبلتني ) يتم المنع ويقذف هذه الكاتب بكل قبيح وحين توجد كلمة ( ضربتها ، ضربتني ) أو ( قتلتها ، قتلتني ) للأسف يتم الرخيص لها بتداول في البلد. انظر لرؤية هذا الرقيب الذي يحرض على العنف والقتل ويحرم الحب ( الحب الذي ادعوا إليه هو المنتهي بالزواج وفق الشريعة الإسلامية ) برائك أيهما أحق أن يشيع بين الناس؟ّ! ثم هل للكاتب أن يضع اعتبارا لما تدعوا إليه الرقابة أثناء كتابة مؤلفا ما؟!! . . . الجازي... شكرا من القلب على هذه الاستضافة للأستاذ / عبد الواحد اليحيائي... . . . تحياتي للجميع |
22-02-2006, 14:15 | #51 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . كيف يقرأ اليحيائي قصص غيره بنظرة الناقد الذي يلتقط الجمال أم بنظرة الناقد الذي يركّز في أماكن الخلل أم بنظرة القارىء العادي إلى أن يجد شيئاً يستفزه يدفعه للإشادة أو النقد اللاذع ؟ أقرأها بحس القارئ الباحث عن متعة فنية.. بعد ذلك قد أراها جميلة وقد لا أفعل.. حين اراها جميلة اسأل نفسي لم هي كذلك؟!! وإن كانت أقل جمالا أتساءل أين الخلل ؟!! في كل قارئ ناقد فني يعتمد على ذائقته وثقافته وتجاربه.. ثم تتفاوت قدرة هذا الناقد في ذواتنا موهبة ومقدرة.. لكني أسعى دائما كي لا يفسد الناقد في حسي متعة القارئ.. وأحيانا لا أنجح.. من باب التشجيع والثقة برأيك سمّي أقلام في مواسم وقافلة الحكايا تتنبأ لها بالتفوق والنجاح؟ كلهم موهبون بنسب متفاوته.. لكن التفوق والبروز غير مرتبط بالموهبة فقط.. بل هو مقيد بالمثابرة والعمل على صقل الذات والتجريب المتواصل والصبر.. كان برناردشو يقول: الشهرة 1% موهبة، والباقي مثابرة وعمل وكفاح. نحن شعب نميل لتبسيط الأشياء في كل شي, ماسر الشغف بكتب الفلسفه القديمه وقراءة الفكر الفلسفي المعاصر؟ يدخل في تبسيط الأشياء الرغبة في تحليلها إلى عواملها الأولية.. وهذا دور تقوم به الفلسفة القديمة أو المعاصرة.. اليس البحث عن الحكمة هو أصل الفلسفة ؟!! فلم لا ينشغل بالفلسفة قوم مدح قرآنهم الحكمة والحكماء، وأثنى نبيهم عليه الصلاة والسلام على الانسان عاقلا ومفكرا. هل الكتابة النسائيه لدينا هي كتابة تقليديه لا تخرج عن إطار العاطفة الأنثويه البحته التي تعتمد على اللغه أكثر من الفكرة؟ لا يوجد كتابة انثوية وكتابة ذكورية إلا إن شئنا الحديث عن الأشياء كما تفكر بها أنثى والأشياء كما يفكر بها رجل.. لكن الاصل أن الهم الإنساني واحد وقد يعبر عنه رجل أو تعبر عنه أنثى ثم نحكم على جمال الوصف الإنساني لا بمقدار مطابقته للواقع بل بمقدار احساس الانسان به ذكرا كان أو أنثى. الانسان عموما مقيد بعقله وعاطفته وقدرته على التعبير.. والغالب على الرجل غلبة العقل على العاطفة، والغالب على المرأة غلبة العاطفة على العقل.. ولا أرى أن في هذه الغلبة ما يغض من شأن الملكة الفنية بين المرأة والرجل. لكن قد يستنوق الجمل، وتفحل الناقة، وأحيانا يستحسن ذلك من الطرفين، لكن ليس دائما. يقال عن اليحيائي أنه لا يتقبل النقد و متعصب في أراءة أثناء حواراته في المواضيع أو النصوص التي تخصه وتخص غيره من الأعضاء ماصحة هذه الإشاعه ؟ ليس دائما.. أصلا أنا أكره التعصب وأحادية الرأي، وأرى أننا يجب أن ننظر إلى كثير من الأمور من زوايا مختلفة. لكني أثق بما أكتب أحيانا.. لكن لا بأس بأن يقال لي أخطأت هنا.. لكني سأطلب من القائل حجته وسأشكره إن فعل، وسأوضح له خطأه الثقافي بالحجة كما أراها وأؤمن بها إن استطعت. ولي عودة للأستئناف.. بانتظار شاعرتنا الانيقة دائما.. . . |
26-02-2006, 14:10 | #52 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . فمن هو المثقف ؟ والمفترض إلى أين ينتمي ؟ وهل هذا حال المثقفين فعلياً من وجهة نظرك ؟ وماتقييمك للوسط الثقافي لدينا ؟ وما هو الأولى لدى المثقف الحقيقي قضاياه هو أم قضايا المجتمع خاصة ؟ الرمح أو الحربة المعدة للقتال هو أصل الكلمة، وكثيرا ما وردت بهذا المعنى في شعر الجاهليين والاسلاميين الأول:
فَظَلنا نَكُرُّ المَشرَفِيَّةَ فيهِمُ=وَخُرصانَ لَدنِ السَمهَرِيِّ المُثَقَّفِ
والسمهري المثقف هو الرمح المعد بعناية: جمالا وقوة وصنعة.وكان الآخذ من كل فن بطرف هو تعريف المثقف عند الناثرين القدماء وكثيرا ما قرأت لهم مستشهدين قول عدي بن الرقاع العاملي:
وَقَصيدَةٍ قَد بِتُّ أَجمَعُ بَينَها=حَتّى أُقَوِّمَ مَيلَها وَسِنادَها وقد جاء في أساس البلاغة للزمخشري:نَظَرَ المُثَقِّفِ في كُقوبِ قَناتِهِ=حَتّى يُقيمَ ثِقافُهُ مُنآدَها ثقف القناة، وعض بها الثقاف. وطلبناه فثقفناه في مكان كذا أي أدركناه. وثقفت العلم أو الصناعة في أوحى مدة: إذا أسرعت أخذه. وغلام ثقف لقف، وثقف لقف، وقد ثقف ثقافة. وثاقفه مثاقفة لاعبه بالسلاح وهي محاولى إصابة الغرة في المسايفة ونحوها. وفلان من أهل المثاقفة، وهو مثاقف: حسن الثقافة بالسيف بالكسر. ولقد تثاقفوا فكان فلان أثقفهم. وخل ثقيف وثقّيف. وفي كتاب العين: ثقيف، وقد ثقف ثقافة. ومن المجاز: أدبه وثقفه. ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئاً. هل تهذبت وتثقفت إلاّ على يدك. إذن المثقف هو الماهر في فن معين وهنا تخصص قد يتعارض مع المفهوم الأول: أي العلم بشيء من كل شيء، ولعل لاختلاف الزمن وتوسع العلوم وتحولها إلى التخصص يميل بنا إلى الأخذ بالمعنى الثاني: هناك مثقف أديب، وهناك مؤرخ، وهناك سياسي، وهناك مثقف في العلوم التطبيقية.. الخ، لكن كلما كان المثقف في تخصص ما أكثر اطلاعا على علوم وفنون أخرى كان أكثر وعيا وثقافة وقدرة على الفهم والتحليل وتلك بعض مهام المثقف في مجتمعه بلا شك. وهذا المثقف ينتمي إلى نفسه وبيئته التي خرج منها، وعاش فيها، وتأثر بمؤثراتها.... والمثقفون كذلك واقعا، إذ لا يمكن للإنسان أن يخرج عن من حدود بيئته ومؤثراتها، لكن هناك فارق بين مثقف يحسن الاستجابة لموثرات هذه البيئة والتعامل معها وتطويرها بموهبته وفنه لما يرغبه هو لهذه البيئة والمجتمع، وذاك العاجز عن تحوير مجتمعه لقدارته هو وأحلامه وآماله، وبالتالي هناك من يؤثر ويتأثر، وهناك من لا يؤثر ويتأثر، قيمة المثقف في مجتمعه تتحدد بقدرته على التأثير، وهو لن يؤثر حتى يكون ما جاء به دافعا من حوله للاستجابه له ومعه. المجتمع الثقافي (واقصد هنا الفكري والأدبي) لدينا حي.. لكنه مقيد. هو مقيد بالدين والمجتمع والوضع السياسي والثقافة السائدة.. وقليلون هم الذين استطاعوا الخروج من هذه البوتقة. ولا اقصد بالخروج هنا أن يأتي المثقف بدين جديد، أو يدمر القواعد العامة باسم الحرية.. لكن أقصد أن يعي المثقف أن المعايير الدينية والاخلاقية والسياسية ليست هي المعيار الأوحد أو حتى المعيار الصحيح لقياس مدى الابداع في عمل أدبي أو فني عموما، وأن يعي تماما أن قضايا المجتمع هي قضاياه ما دام فردا في هذا المجتمع، يتأثر ويؤثر فيه، ويتعاطى ويعطي معه ومن خلاله. لماذا يتعرض الكتّاب والشعراء لحاله من الأكتئاب اكثر من غيرهم هم ومن المبدعين بنسبة أعلى من الناس العاديين إذا اعتبروا فئة خاصة كما تدل عليه سيرة المبدعين ؟ فهل لكثرة التفكير او التوتر او القلق سبب في ذلك ؟ او ماهو السبب برأيك ؟ لأنهم الأكثر احساسا.. ولأن غالب ما يسمعونه وما يرونه محبط في مقابل نظرتهم وبحثهم عن الكمال المطلق في الانسان بل في الكون كله. ماهو رأيك في القصص والروايات التي تساعد على إكتساب حصيلة لغوية ترتقي بأسلوب الكاتب؟ أذكر لنا عدد من الروايات تحبّذ قراءتها للأستفاده منها ؟ حين كنا صغارا.. كان المدرسون ينصحوننا باعمال لمنفلوطي وجبران، ولا أشك في جودتها للناشئة. ثم على حسب سن القارئ وقدرته نختار له ما يناسبه.. شخصيا: قرأت محفوظ كله، ومحمود تيمور، وساره للعقاد، والمعذبون في الارض وشجرة البؤس لطه حسين.. ومن الجدد احب قراءة أدب الرواية المقدم من امريكا اللاتينية، ماركيز، كويليهو، جوسا، والقصص القصيرة التي يكتبها زكريا تامر، وأيضا ما يكتبه اصدقائي هنا في المملكة: محمد علوان، عبدالواحد الانصاري، صلاح القرشي، حنان العوين، هناء حجازي.. وآخرون. لكن اكتساب الحصيلة اللغوية وتطويرها لا يكون الا بقراءة الروائيين الفحول والمترجمين الفحول: كقراءة الادب الروسي مع ترجمة سامي الدروبي، والادب اللاتيني بترجمة مترجمي دار المدى مثلا.. . . شكرا أخت نوره. . . |
26-02-2006, 14:36 | #53 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . يقال (اذ الشعر لم يهززك عند سماعه فليس جديراً بأن يقال له شعر ويقول الجاحظ ( يصنع الشعر البليغ في القلوب صنع الغيث في التربة الكريمة ) وفي هذا العصر تقول غادة السمان ( الشاعرية لا تكمن في شكل الكلمة وانما في مضمونها ، في الرعشة التي يبعثها المعنى ) وهو ما تتفق معها عليه الشاعره الأمريكية اميلي ديكنسون عندما سئلت عن ماهية الشعر فقالت : (عندما تقرأ نصاً فتصيبك تلك الرعشة ، فأعرف انك تقرأ شعراً ) بدايةً مع من تتفق ؟ وماتعريف الشعر عند اليحيائي ..؟ الأخت الجازي: أتفق معهم جميعا.. على أن نتذكر أن الشعر لن يبعث فينا الرعشة، ولن يخلق فينا صنع الغيث في التربة الكريمة، إلا إن كان كما قال الجاحظ (شعرا بليغا) بمعنى أننا إنما تأثرنا وارتعشنا لأننا نسمع جمالا، ولن يستوفي جماله حتى يستوفي قواعد الفن وأصوله. والشعر عندي هو التعبير الانساني الموسيقي الموحي.. هو تعبير انساني يختلف عن تعبير الالات الموسيقية.. وهو موسيقي يختلف عن الكلام العادي.. وهو موح بما يختزله من صور وأخيله مبدعة. هل تعتقد ان ممارسة الكتابه الأدبية التي تتسم بالجرأة والوضوح في تناولها يمكن ان تثمر مواهب أدبية مستقبلا وعن أسماء مبدعة في فضائنا الثقافي كون ذلك غير مألوف وغير تقليدي ؟ تتسم بالجرأة في أي مجال؟!! أنتظر اجابتك؟.. الشعر , القصة , المقال , القصص المترجمة , القصص القصيره .. / الروايات لعموم الأدباء أيهم أقرب لك في قراءتها وكتابتها ؟ ولماذا ؟ كقارئ: الشعر لأنه يختزل الكثير في البيت الواحد أو البيتين.. ثم القصة القصيرة لأنها تغني باللمحة السريعة عن الشرح الطويل.. في الرواية كنت ومازلت احب ديستوفسكي والادب الروسي عموما.. في الرواية الروسية عموما وعند ديستوفسكي خصوصا مجال واسع لدارسة النفس الانسانية.. وأنا احب هذا. ككاتب: افضل كتابة المقالة القصيرة لسهولتها وبعدها عن قواعد القصة القصيرة او القصيدة.. بمعنى أني أكون أكثر حرية بعيدا عن مطالب الفن الجميل. سقف الكفاية رواية أدبية بصياغة شعرية رفعت سقف كفايتنا وأشبعت ذائقتنا كجمل أدبيه رائعة جداً في قوالب صور مدهشة .. عبدالواحد اليحيائي كـ قارىء نوعي .. ويملك حس نقدي كبير من خلال خبرته ومطالعاته .. كيف تقيّم هذا العمل لمحمد حسن علوان ؟ مع الأخذ بالأعتبار علمنا بأختلاف النقاد حولها برغم نجاحها الساحق بين معظم قرائها .. ؟ هي فنيا كتبت بطريقة مختلفة عن المألوف في الرواية السعودية بلا شك.. ومحمد علوان شاعر أيضا كما تعلمين ولعل لذلك أثره الكبير على الطريقة التي كتبت بها الرواية.. يعيب الرواية الاسهاب الطويل في بعض المواضع.. وأيضا جهل بطل الرواية ثقافيا.. فنيا: هي جيدة.. ومحمد يعرف رأيي هذا. شكراًعلى سعة صدرك في الإجابة بإسهاب على كل التساؤلات في هذه المقابلة .. عفوا.. . . |
26-02-2006, 14:52 | #54 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . بما اني مهتمه بكتابة وقراءة القصص القصيره , كيف تنظر إلى أسلوب السهل الممتنع الذي يعالج أفكاراً بسيطة بأساليب فنية عالية في فن القصه القصيره أو القصه القصيره جدا ؟ أرى أنه هو الافضل.. لكن كيف نجعله سهلا ممتنعا؟.. هذا هو السؤال الأهم. اختصار العبارة، التركيز في الفكرة، التجديد في اللغة، براعة التصوير، القدرة على استحضار أخيلة موحية... الخ. لماذا نحمّل الأدب دلالات تؤدي إلى تمييز أو تفوق أدب المرأة على أدب الرجل أو العكس؟ ما فهمت سؤالك.. ليتك توضحين لي الدلالات التي تقصدين.. مالفرق بين القصة الحداثية و القصة التقليدية ؟ القصة التقليدية: بداية وعقدة ونهاية.. وهي في الغالب تكتب باسلوب واضح.. القصة الحداثية (بالمعنى الذي اعتقد أنك تقصدينه): كلام غامض لا يفهمه القارئ، ثم يوهم نفسه أنه فهم، حتى يقتنع أنه مثقف.. الاخت عنود: بانتظار قصصك القادمة. . . |
27-02-2006, 14:09 | #55 | |
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
إقتباس:
أستاذ عبدالواحد .. أنا أقصد بعض الكتّاب والكاتبات وليس عامة .. والقائمة تتسع للكثيرين .. ولكن إذا سننظر للكتّاب او الشعراء الكبار على سبيل المثال نزار قباني بالرغم إعجابي به في عدة نصوص شعريه .. بنظري هو أكثر من أذى المرأة وجردها من عقلها بالتركيز على سطحيتها وبأنها مجرد جسد وعلى إيحاءت مقززة وأحياناً مباشرة في قصائده ..لا يمكنني الخوض فيها .. .. والغريب أنهم يطلقون عليه شاعر المرأه وهو من همشّها برأيي , كما أنه تعرض للسياسه والحكام لمجرد الأثاره فقط والشتم لمجرد الشتم ..أما الدين فحدث ولا حرج أرفض أسلوبه الذي نراه أحياناً منكراً ملحداً .. هذا ماقصدته في سؤالي .. شكراً للأهتمام .. |
|
27-02-2006, 20:21 | #56 |
بقـايا حُلـم
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
مرحبا أستاذي سأوضح الدلالات في شرح طويل لماذا نحمّل الأدب دلالات تؤدي إلى تمييز أو تفوق أدب المرأة على أدب الرجل أو العكس؟ يعني أنه بعض النقاد يجب ان يتجه التركيز على مكامن الابداع في النص ولا يقسم البعض للابداع حسب جنس قائله الى ابداع الرجل وابداع المرأة أي لانفرّق بين نتاج الرجل والمرأة , يقولون أن الكاتبه الأديبه في السعودية مثلاً زهرة تنبت من وسط الأرض المحترقة لأن التميز لدى القلم النسائي محدود في اسماء معدودة , فلماذا لا يجدون التشجيع بدلاً من تصنيف الأدب بين الرجل والمرأه لأظهار الفروقات الفرديه حتى في الكتابة وهذا يؤدي إلى تحطيمه لا إلى تشجيعها ؟ أما القصص فأنا أحاول تقديم الأفضل والأفضل دائماً ولي مشاركة قريباً في قافلة الحكايا اتمنى أن تروق لك دمت بسعاده |
28-02-2006, 00:32 | #57 |
شاعر
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
الأستاذ العزيز : عبدالواحد اليحيائي فكر لا يختلف عليه اثنان وقلم يختلف عليه اثنان ربما لطريقة الوصول بصدق وان كنت ارى ذلك حق في التعبير وحُسن في الأدب بشكل عام وما جعلني استلذ بذلك حقيقه اني تتبع بعض ردودك هنا ووجدتك لا ترد حتى تفهم ما المقصود وهذه ايجابيه قليل ما نراها فكثير ما ترى كُتاب يعجن الرد و يخبزه ويخرج والقارئ او من يبحث عن اجابه يجد نفسه عائد بخفي حنين ! هنا اراني اقرأك اكثر و ان كنت من قبل ذلك بعلو جميل . سؤالي ؟ اين رفاق درب القصص في اكثر من ملتقى عاصرته ان كان عن طريق الندوات او طريق النت .. من منتدى تشرف عليه مباشره واعني بذلك منتدى القصه في شعبيات ! يعلم الله اني اتوق للقراءه الأكثر وانت تعلم ان التصفيق بيد واحده قد يؤخر عملية التقدم نوعاً ما .؟ سؤالي ايضاً ؟ هل تغلّف بعض القصص السياسيه بدراما انسانيه والمباشره محيطه بك دوماً .. سؤالي الأخير هل احبك كشخص و كقلم رائع ؟ وسوف اجيبك عليه نعم .. وانت اخ اعتز به ! لم اتأخر عن حضورك يا اديب جاهلاً بأدبك وانما الوقت بعيد عنّك تقديري واحترامي |
28-02-2006, 09:52 | #58 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . طيب.. لنعد إلى الاسئلة على الاسئلة.. أنا أقصد بعض الكتّاب والكاتبات وليس عامة .. والقائمة تتسع للكثيرين .. ولكن إذا سننظر للكتّاب او الشعراء الكبار على سبيل المثال نزار قباني بالرغم إعجابي به في عدة نصوص شعريه .. بنظري هو أكثر من أذى المرأة وجردها من عقلها بالتركيز على سطحيتها وبأنها مجرد جسد وعلى إيحاءت مقززة وأحياناً مباشرة في قصائده ..لا يمكنني الخوض فيها .. .. والغريب أنهم يطلقون عليه شاعر المرأه وهو من همشّها برأيي , كما أنه تعرض للسياسه والحكام لمجرد الأثاره فقط والشتم لمجرد الشتم ..أما الدين فحدث ولا حرج أرفض أسلوبه الذي نراه أحياناً منكراً ملحداً .. هذا ماقصدته في سؤالي .. الأخت الأديبة الجازي: أنت لا ترفضين اسلوبه، بل ترفضين موضوعه، وإن شئنا الدقة اسلوبه في كتابة موضوعه.. وواقعا فإن اخلال شاعر كبير مثل نزار، أو مثقف كبير مثل طه حسين، أو مفكر من وزن زكي نجيب محمود أو روائي على مستوى نجيب محفوظ ببعض ما نؤمن نحن أنه صائب لا يلغي موهبته وقدرته وتأثيره، وأعلم أنك لا تقصدين ذلك لكنها كلمة لمن يقرأ حوارنا هذا معا. وكنت سألتك عن الجرأة بمعنى: هل كنت تقصدين الجرأة الفنية أو الجرأة الأخلاقية؟ ولعلك تتفقين معي أن الجرأة الفنية بمعنى أن يطور الفنان أدواته واساليبه وصوره وأخيلته هي إنجاز مطلوب بل يرتقي الفن والفنان بقدر ما ينجزه في هذا المجال بغض النظر عن تذوق المتلقين لهذا الإنجاز من عدمه. الجرأة الاخلاقية...!! جاء في القرآن الكريم (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها).. وجاء (وهمت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه).. وقضاء الوطر في الآية الأولى يشير إلى ممارسة جنسية مكنية.. جاءت لإصدار حكم لاحق في جواز الزواج من زوجات الابناء المتبنين قبل أن يلغى التبني بالصورة التي تلغي انتساب الابناء لآبائهم الحقيقيين. والهم في الآية الثانية هم جنسي كما هو معلوم لكنه جاء في إطار ايحائي للمشهد. الخلاصة أن استعراض الجنس أو الحديث عن المشاعر الخاصة كما يحس بها الذكر أو الأنثى مقبول إن جاء لتوضيح غاية لاحقة، أو تفسير لشعور في دخائل النفس الانسانية وبصورة يُكتفى فيها بالتلميح دون التصريح المباشر. هناك فرق بين العمل الفني والمجلة الخليعة.. العمل الفني مشغول بأعلى ما في الانسان، والمجلة الخليعة لا يشغلها هذا الجزء كثيرا.. لكن قد يعمد الفنان إلى تصوير تمادي الانسان في غرائزه دفعا له إلى مزيد تفكير وبحث وتحليل في عقله.. وبعضهم يوفق في ذلك، وبعضهم يقدم مزيدا من البذاءة لا يحتاجها الوجود الانساني، هو مكتف بما فيه. شكري لك متصل. . . لماذا نحمّل الأدب دلالات تؤدي إلى تمييز أو تفوق أدب المرأة على أدب الرجل أو العكس؟ يعني أنه بعض النقاد يجب ان يتجه التركيز على مكامن الابداع في النص ولا يقسم البعض للابداع حسب جنس قائله الى ابداع الرجل وابداع المرأة أي لانفرّق بين نتاج الرجل والمرأة , يقولون أن الكاتبه الأديبه في السعودية مثلاً زهرة تنبت من وسط الأرض المحترقة لأن التميز لدى القلم النسائي محدود في اسماء معدودة , فلماذا لا يجدون التشجيع بدلاً من تصنيف الأدب بين الرجل والمرأه لأظهار الفروقات الفرديه حتى في الكتابة وهذا يؤدي إلى تحطيمه لا إلى تشجيعها ؟ الأخت القاصة عنود: الأصل هو التركيز على النص كما تفضلتَ تماما.. لكن يجب أن لا ننسى أن معرفتنا بالمبدع (المؤثرات في ابداعه تحديدا) تساهم في شرح الكثير من مقاصد الابداع الذي يقدمه، ومن هذا المنطلق وحده أتفهم قضية الابداع بين الرجل والمرأة حين تعقد المقارنات في هذا المجال، ما عدا ذلك فكما سبق أن أوضحت فإن الهم الإنساني واحد عند الطرفين، والتشجيع مستحق لهما معا خصوصا في ظل ضعف الإبداع عموما عندنا مقارنة بالعالم من حولنا. وما زلت بانتظار عملك القادم.. . . اخر تعديل كان بواسطة » عبدالواحد اليحيائي في يوم » 28-02-2006 عند الساعة » 09:58. |
28-02-2006, 23:55 | #59 |
أديـب و شــاعــر
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
"عبدالواحد اليحيائي" أستاذي (وإن شئتَ؛ فأخي) ألفُ "أهلاً" بوجودكَ وبروحكَ وبصدفةٍ ألقتْ بِشتاتي هنا البارحة، وما يلي. كنتُ أعبرُ وألفَ هاجسٍ من هنا، سريعاً، ألوي على بعضِ شيءٍ يليق بمنتصف ليلٍ بلا جسد! (كما هِجْنٍ في نزِقِ درهمةٍ عابثة!) (... (كنتُ صوبَ وسن!) بالفصيح: لمحتُ اسمكَ فتوقفت. سجّلت، نسختُ الموضوع، أصبحتُ عضواً، جئت، لألثمُ جبينَ وعيٍ أنتَ فيه أقبّل أزمنةَ الرقيّ وأمضي في فألِ وجودك. .. ذلك، سيّدي، ضوءُ "ارتمائي" إلى ساحةِ هذا الحوارِ المضيء، سأقرأ. أعرفُ أن فيما أنتَ فيهِ مساراتُ معرفةٍٍ وعمقٍ لا حدود لها. . في ذروةِ بهجة، أنا، والله في امتدادِ أخيلةٍ سادرةٍ في الفألِ، وصوبَ حلمٍ في مجيء. ،، لكَ من التقدير والاحترام الكثير، الكثير. ومن الحبّ أكثر مما تعرف، أكثر من كلل رأسٍ أو قصورِ عبارة. سلمتَ وبقيت. .. أخوك عبدالرحمن .. |
01-03-2006, 13:22 | #60 |
كــاتـب
|
رد : للفكر / للفلسفة نكهة أخرى مع عبدالواحد اليحيائي
. . هل هناك انفصال بين المدارس النقديه ومفكريها.. ومبدعي القصه والروايه بسبب عجزهم عن احتواء فحوى تلك المدارس وفكرها لأي سبب كان؟ أم ان الترابط في العلاقة بينهما لازال وثيقا؟ الاستاذ حامد.. لا انفصام، لكن تحدث المشكلة حين يتقدم الناقد بفكره صعبة التنفيذ.. ولأضرب لك مثلا: يكتب ناقد ما فكرة عن الشعر كما يراه ويؤمن به، ثم لا يجد تطبيقات في شعر الشعراء لأفكاره (التقدمية).. ثم يحاول هو أن يكتب شعره الخاص الذي يجسد ما يؤمن به من أفكار.. وهنا يفاجئ الجمهور بهزال الفكرة الكبيرة كما يقترحها الناقد حين تتحول إلى تطبيق عملي.. أتذكر أن ناقدنا المعروف سعد البازعي كتب بعض الشعر قديما لكن لم يقبل شعره أحد.. وأدونيس ناقدا غيره شاعرا.. هو في نقده أجمل من شعره لأنه يستشهد بشعر الاخرين لا بشعره هو.. وكذلك الأمر مع العقاد الناقد وإن أسعفه شعر عبدالرحمن شكري كثيرا لتوضيح مذهبه الأدبي الشعري. مشكلة المبدع مع الناقد (وقد يكون هو نفسه ناقدا) هي أن الابداع ينطلق بداية خاليا من كل قاعدة أو قيد.. ثم يأتي الناقد بقواعده وقيوده دون أن يدرك أحيانا أنه بأزاء ابداع مختلف يحمل معه قاعدته الجديدة.. وهنا يقع اللبس والاشكال. . . |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|