07-10-2002, 17:45
|
#1 |
|
مترجمة لغة المطر
|
المتآمرون على خزينة الشعر العربي وحملة الدعاية للفش فاش !
[c] عندما درسنا بعض أصول التجهيل النظامي فيما يسمى مادة الأدب والنصوص خُيّل لنا أن لاشاعر إلا جرير، ذلك أن نخبة المؤلفين المعاصرين الذين مروا بعصور الأدب العربي كلها وشعراء العربية كلهم ، وتصفحوا المذاهب النقدية لم يرق لهم إلا أوهنها ( المعياري - الانطباعي ) الذي يفتقر للأصول والقواعد والإلمام بالحركة الأدبية ، فراحوا ينتسخون الآراء الانطباعية القاصرة والتي تقوم على الوحدانية وتهميش الآخر ، بوعي أو بدونه ، ورغم اختصاصهم بالأدب والنقد وقضاياهما إلا أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء جعل المناهج المتسلسلة - لتغطي عصور الأدب العربي تعطي للنشء صورة موضوعية ومتصالحة مع الواقع الأدبي الذي لايمكن بأسوأ تدهوراته أن يطلق الأحكام ، فوضعت المناهج وضمنت آراء قديمة تصدق على عصر وتجف في آخر دون تحديث مقارن ، لماذا ؟! لأن الأسهل أن تقول : فلان أشعر الناس ! خصوصا إن لم تجد من يطالبك بالإثبات ! فكان عندهم أشعر الشعراء جرير لأنه قال أمدح بيت قالته العرب : ألستم خير من ركب المطايا *** وأندى العالمين بطون راح وتناسوا قول حسان بن ثابت في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم : خلقت مبرأ من كل عيب *** كأنك قد خلقت كما تشاء وتراءى لهم أنه لامجال لمجاملة المتنبي - مثلا - والقول بأنه مدح سيف الدولة بشيء يستحق الذكر ، فهل يقارِن مثلُ هذا المنهج القائم على الحكم المطلق العملاقَ جريرا بهذا القزم عندما هذى في إحدى حمّياته : فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسك بعض دم الغزال أو قوله : وقفت ومافي الموت شك لواقف *** كأنك في جفن الردى وهو نائم ولم يكن لديهم أغزل من جرير عندما قال : إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ضاربين الصفح عن قول عنترة العبسي : وعشقت تقبيل السيوف لأنها *** لمعت كبارق ثغرك المتبسم وقول ابن زيدون : أضحى التنائي بديلا عن تدانينا *** وناب عن طيب لقيانا تجافينا ولديهم أن جريرا قال أفخر بيت قالته العرب : أحلامنا تزن الجبال رزانة *** ويفوق جاهلنا فعال الجهّل ولكي تبدو المسائل مقننة قيل بل الفرزدق الذي رتق الفتق فقال : أحلامنا تزن الجبال رزانة *** وتخالنا جنا إذا ما نجهل وكأن لم يؤرخ الأدب لعمرو بن كلثوم قوله : بأنا نورد الرايات بيضا *** ونصدرهن حمرا قد روينا ونشرب إن وردنا الماء صفوا *** ويشرب غيرنا كدرا وطينا وكأن التاريخ الأدبي صم عن قول أبي الطيب : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم وجاهل مده في جهله ضحكي *** حتى أتته يد فراسة وفم إذا نظرت نيوب الليث بارزة *** فلا تظنّنّ أن الليث يبتسم سيذكر الجمع ممن ضم مجلسنا *** بأنني خير من تسعى به قدم فالخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم *** ويكره الله ماتأتون والكرم ماأبعد العيب والنقصان عن شرفي *** أنا الثريا وذان الشيب والهرم واستكمالا لحلقات المسلسلة لقّنت الأجيال بأن جريرا قال أهجى بيت قالته العرب : فغض الطرف إنك من نمير *** فلا كعبا بلغت ولا كلابا وماذا يكون هذا البيت عند كاريكاتير ابن الرومي : يقتّر عيسى على نفسه *** فليس بباقٍ ولا خالد ولو يستطيع لتقتيره *** تنفس من منخر واحد أو كاريكاتير المتنبي في هجاء كافور : أُريك الرضا لو أخفت النفس خافيا *** وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا أميْناً وإخلافاً وغدراً وخسةً *** وجبناً أشخصاً لٌحت لي أم مخازيا تظن ابتساماتي رجاءً وغبطةً *** وما أنا إلا ضاحك من رجائيا وتعجبني رجلاك في النعل أنني *** رأيتك ذانعلٍ إذا كنت حافيا وأنك لاتدري ألونك أسود *** من الجهل أم قد صار أبيض صافيا ويذكرني تخييط كعبك شقه *** ومشيك في ثوبٍ من الزيت عاريا ولولا فضول الناس جئتك مادحا *** بما كنت في سرّي به لك هاجيا فإن كنت لاخيراً أفدت فإنني *** أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة *** ليُضحك ربات الحداد البواكيا وكي يتربع جرير على القمة فقد درسنا يوما أنه قال أرثى بيت قالته العرب : لولا الحياء لهاجني استعبار *** ولزرت قبرك والحبيب يزار ولم يتساءلوا : - وما المانع من الاستعبار فالرسول صلى الله عليه وسلم بكى ودمعت عيناه ، وما المانع من زيارة القبر وجرير رجل ، مم الخجل ؟! ولم يروا أن نكرة من العرب قال يرثي امرأة في قصيدة يكفي تفوق أحد أبياتها على بيت جرير للتدليل على عقم المعياروالانطباع : رماني الدهر بالأرزاء حتى *** فؤادي في غشاءٍ من نبال فصرت إذا أصابتني سهام *** تكسرت النصال على النصال وهان فما أبالي بالرزايا *** لأني ماانتفعت بأن أبالي وهذا أول الناعين طُرّاً *** لأول ميتةٍ في ذا الجلال كأن الموت لم يفجع بنفسٍ *** ولم يخطر لمخلوقٍ ببال صلاة الله خالقنا حنوط *** على الوجه المكفّن بالجمال على المدفون قبل الترب صونا *** وقبل اللحد في كرم الخلال أطاب النفس أنك مت موتا *** تمنته البواقي والخوالي أسائل عنك بعدك كل مجدٍ *** وما عهدي بمجدٍ عنك خالي يمر بقبرك العافي فيبكي *** ويشغله البكاء عن السؤال وما أهداك للجدوى عليه *** لو أنك تقدرين على فعال بعيشك هل سلوتِ ؟ فإن قلبي *** وإن جانبت أرضك غير سالي ولو كان النساء كمن فقدنا *** لفضّلت النساء على الرجال مشى الأمراء حوليها حفاة *** كأن المرو(1) من زفّ الرئال (2) وأفجع من فقدنا من وجدنا *** قبيل الفقد مفقود المثال يدفن بعضنا بعضا وتمشي *** أواخرنا على هام الأوالي ( 1 ) المرو : حجارة بيضاء براقة وغليظة . (2) زف الرئال : ريش صغار النعام . * ليس بيني وبين جرير ثأر أوعداوة بل على العكس أكن كل التقدير لشاعريته وإن لم يشعر بذلك أو يعنيه ، لكني أشعر بالمرارة والألم إزاء ثراء الأدب العربي وكنوزه التي يهمّشها ( الفش فاشيون ) على مر العصور قاصدين أو جاهلين ! * إن كانت قمة الأدب لاتتسع إلا لجرير ، فأين يقف باقي العمالقة ؟! وإذا كانت تلك الأبيات المنتقاة لجرير من أحد نقاد عصره الانطباعيين هي أفضل مافي العربية فما المصير المقترح لروائع الشعر العربي في كل عصوره ؟! * وأخيرا إذا كان فريق من المتخصصين الضالعين في المسألة الأدبية يروجون لمثل هذه المبادئ فهل يلام الجهلة من الشلليين (الفشفاشيين ) ؟! بالطبع لانلومهم فالأسهل أن يطلقوا الأحكام ويطالبوا - إمعانا في الجهل - بمعاملة أحكامهم معاملة القرآن المنزل ،ليس اللوم، لكن دورا ما ينتظرنا ، فهل نضطلع به ؟! [/c] اخر تعديل كان بواسطة » قهر يزيد في يوم » 17-10-2002 عند الساعة » 03:50. |
|
|
|
07-10-2002, 17:47
|
#2 |
|
شـــاعــر
|
زميلتي العزيزه / الأديبه القديره / قهر يزيد / أم آسر .. لن اجاريك بالكلام ولن اضيف الا اليسير مما اعلم ، واعلم انك تعلميه .. سيدتي ... ايضاً روج لجرير بأنه شاعر عفيف ومتدين وقد قرأت له في النقائض ما ينافي ذلك بالكلية .... اذا انا اتسائل معك ياسيدتي لماذا ؟! وما مصلحة من هم يعيشون في زمننا هذا ويتقلدون المناصب التعليميه من مواصلة طمس الحقائق وبيانها على غير حقيقتها ... احب جرير ولكني لا اتبع من يريد ان يؤلهه على الشعر .. فالشعر من وجهة نظري ليس لأحد ... لا لدولة ولا لمنطقة ولا لقبيلة ولا لعائلة ولا لشخص بعينه دوناً عن سائر الخلق وقد يأتي من لا تاريخ له في الشعر ويكتب مالم يكتبه السابقون ويعجز عنه اللاحقون ... وكنت قد سمعت ياسيدتي ( وليتك تفيديني وانت صاحبة علم لا يستهان به ) ان احد الشعراء في زمن اجهله كان في مجلس احد الامراء واحضرت مائدة الطعام ودنا الأمير وحده ، ثم طلب من الحضور ان يدنوا بعد ان فرغ الأمير من طعامه فرفض هذا الشاعر ان يدنو ، فقال له الأمير : ( قم واخرج فو الله لن يذكر لك التاريخ اسماً بعد اليوم ) .. يقال ان هذا الشاعر لم يخلد له الا قصيدة واحدة تعد من عيون الشعر العربي وهي موجوده ( كمخطوطه ) في احد المتحاف الأوربيه ) .. فمثل هذا الشاعر الا يدعونا للتساؤل عن الكثير من تراثنا الموفقود او لنقل المغيب ؟!!! تحياتي لك سيدتي .. وارجو ان لا يطول غيابك يا أم آسر فحضورك يعني انتعاش هذا القسم الذي ينازع منذ فترة ليست بالقريبه .. على أمل ان تعود زميلتنا جمر الآهات ان شاء الله .. تحياتي مرةً أخرى .. اخر تعديل كان بواسطة » محمد علي العمري في يوم » 07-10-2002 عند الساعة » 18:02. |
|
|
|
|
07-10-2002, 18:47
|
#3 |
|
عضو شعبيات
|
اختي الفاضله : قهر يزيد .. تحيه ود واحترام للموضوع الرائع الذي اتحفتينا به .. وكما هو واضح من اسمي بأني اعشق المتنبي حد النخاع ، ولست وحدي في ذلك بلا شك . ذكرني هذا الموضوع بكتب الا دب التي تدرس في مدارسنا للمرحله الثانويه .. وبتأليف مجموعه من الباحثين ـ كما هو مدون على اغلفه الكتب ـ ومعظمهم ان لم يكونوا جميعهم .. من ارض الكنانه .. مصر الحبيبه . وبالتالي نجد جميع الشعراء وجميع النماذج الشعريه هي لشعراء من مصر !! احمد رامي ..شوقي ..ناجي ..وخلافه ، ولا نجد للشعراء السعوديين الا بعض النماذج الهزيله ... والقصيده الوحيده لشاعر عملاق بحجم ( محمد حسن فقي ) كانت قصيده ( مكه ) التي يقول في مطلعها .......... ........ مكتي انتي لا جلال على الارض يداني جلالها او يفوق ............ ووضعت هذه القصيده في ميزان النقد واظهروا فيها المؤلفين عشرات العيوب ونقاط الضعف .. ولم نجد ايه قصيده لشاعر مصري يتم نقدها !! فيخرج الطالب السعودي وقد اقتنع ان شوقي اميرا للشعراء .. وان محمد فقي ما هو الا شاعر ضعيف !! والا هل من المنطق ان شاعر بحجم غازي القصيبي لا يوجد له اي بيت شعر في مناهجنا !! انا لم اخرج عن الموضوع الذي طرحتيه على طاوله النقاش ....ولكن الوضع مشابه !! وما حدث لجرير من تلميع على حساب اخرين ....يحدث في مناهجنا الان ..تلميع لشعراء مصر ...وتهميش لما سواهم !! بالطبع تاريخنا مشوه ..وناقص ..ومخطوطاتنا الا صليه توجد في متاحف الاخرين !! هل تصدقين ان معرض المملكه بين الامس واليوم الذي اقيم قبل سنوات طويله في امريكا ..تم اخذ معضم معروضاته بطريقه الايجار من امراءه امريكيه !! الامريكيه تملك من تراثنا مالا نملكه نحن !! وقد ذكرت الباحثه الدكتوره ( هند باغفار ) في كتابها ( تراث الجزيره ) انه في احد السنوات تم ترميم احد اشهر المتاحف البريطانيه فسقط من سقفها مئات الاسطوانات التي تؤرخ نشأت الغناء في السعوديه والجزيره العربيه !!! كم انت بأس يا تراثنا ....زيفوك ( الفشفاشيون ) ..ونهلوا منك المستشرقون... وتركونا نتصارع على من اشعر جرير ..الفرزدق..الحطيئه .. المتنبي . اسمحي لي ان احتفظ اختي قهر يزيد بصوره من الموضوع والى الامام وفقك الله . |
|
|
|
|
08-10-2002, 03:54
|
#4 |
|
مترجمة لغة المطر
|
أخي القدير وشاعرنا الجميل محمد العمري : ممتنة لجميل مبادرتك وكريم تواصلك على تقصيري الذي أرجو أن تزول أسبابه .. عن سؤالك : وعلى أن هذه الرواية شكك فيها بعض المعاصرين / ربما كان الشاعر ابن زريق ( محمد البغدادي ) ، والخليفة أحد خلفاء بني أمية في الأندلس وقد ندم الخليفة - ولات حين مندم - وزاره صبيحة الواقعة إلا أنه كان قد قضى قهرا حيث خرج تاركا عروسه من بغداد إلى الأندلس طلبا للرزق ( بمدح الخلفاء ) !!! كان مما قال ابن زريق في قصيدته الوحيدة : لاتعذليه فإن العذل يولعه *** قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه قد كان مضطلعا بالخطب يحمله *** فضيّقت بخطوب الدهر أضلعه أستودع الله في بغداد لي قمرا *** في الكرخ من مطلع الأزرار مطلعه ودعته وبودي لو يودعني *** صفو الحياة وأني لاأودعه وكم تشبث بي عند الرحيل ضحى *** وأدمعي مستهلات وأدمعه كل التقدير لمداخلتك الضافية وواعي تلقيك دمت بعز ومجد |
|
|
|
|
09-10-2002, 15:28
|
#5 |
|
مترجمة لغة المطر
|
أخي القدير الفاضل المتنبي ومن لا يعشق العم المعجز المتنبي ؟! شجون تحديث المناهج لم ولن تنتهي ، فمناهجنا أقرب للعصر الحجري فيما يبدو ! أين مناهج النقد عن الدكتور الغذامي الذي يعترف بفضله على النقد العربي كل قطر عربي وهنا !!!!!!! وكم شخصا عرف شاعرا سعوديا اسمه : حسين عجيان العروي ؟! أما الانتقائية والجاهلية الأدبية التي قابل بها البعض إرث المتنبي فلعلها كانت بسبب ما ترك المتنبي من شعره الذي ظنه ذلك البعض هجاء خالدا لمصروأهلها ، وقد ناقشه طه حسين فأنصف المتنبي في كتابه ( مع المتنبي ) .. مثل هذه الأبيات الموجعة : إني نزلت بكذابين ضيفهم *** عن القرى وعن الترحال محدود جود الرجال من الأيدي وجودهم *** من اللسان فلا كانوا ولا الجود مايقبض الموت نفسا من نفوسهم *** إلا وفي يده من نتنها عود من كل رخو وكاء البطن منفتق *** لافي الرجال ولا النسوان معدود أكلما اغتال عبد السوء سيّده *** أو خانه فله في مصر تمهيد نامت نواطير مصر عن ثعالبها *** وقد بشمن وما تفنى العناقيد وقوله : وماذا بمصر من المضحكات *** ولكنه ضحك كالبكا أخي القدير المتنبي سعدت بقراءتك الواعية وتلقيك الراقي وألف شكر على مداخلتك المهتمة .. تحياتي اللائقة |
|
|
|
 |
| عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|
|
