[فوزي المطرفي]

.


غثاء السيل

حسنًا يا غزّة الإسلام. ما هي الطريقة المناسبة لأقول إنّي موجوعٌ وحزينٌ وجبان في وقتٍ واحد؟! كيف لي أن أقول: ألفنا الشجب والاستنكار والتنديد، حتى لكأنها باتت مهنةً وحرفة! حسنًا يا غزّة الإسلام. أستطيع أن أقول مثل قول الآخرين: يجب وقف إطلاق النار فورًا، وعلى إسرائيل أن تحترم معاهدات السلام الدولية! أستطيع أن أقول: إسرائيل بهذا الهجوم الوحشيّ، تمارس إبادة جديدة ومجزرة تتبع صبرا وشاتيلا. أستطيع القنوت والدعاء بخشوعٍ وإنابة علّ الله ينصر المستضعفين الذي أصبحوا بين حصارٍ وقصفٍ وتدمير. أستطيع البكاء بوجلٍ وخوف، والاعتصام والتظاهر، وفعل ردةٍ فعلٍ لا تتجاوز القول وما ذكر أعلاه. فهل انتصرت؟! عدد القتلى -وأنا أكتب الحزن الآن- ثلاث مئة قتيلٍ وألف وست مئة جريح. أي أنّه مع كل تفاعلٍ صوتيّ (يستهجن - يستنكر - يدين - يدعو - يناشد - يبتهل، ...الخ) هناك قتيلٌ أو جريح أو مشرّد، وبشكلٍ متوالٍ بشريّ! ولا حول ولا قوّة إلا بالله. حسنًا يا غزّة الإسلام. وكلّ جوارحنا تبكي ألمًا، وتعتصر وجعًا، وتموت بطريقةٍ مشلولة بائسة، أمام ترديد قولٍ مكرور وبارد جدًا، ليس له من الأمر شيئًا. إن الهوان الذي استسلمنا له وبات يقاسمنا ملذات الحياة ورغائبها، حبّبنا في الجبن والانكماش واعتياد الطرق السلمية لوقف العدوان الصهيونيّ أو محاولة تهدئته بقرارات دبلوماسية. فكلّ الخطب والأشعار والمسيرات والتنديدات، هي صيحة مدوّية وكبيرة لكنها في وادٍ فسيح، حيث لا أثر مسموع! حسنًا يا غزّة الإسلام. ليحفظ التاريخ هذه المجزرة مع بقية المجازر الأخرى، ولتشهد الأيام أن أكثر من مليار مسلم، ما زال يكتب ويستنكر ويجتمع، في حين أن العُصيبة (تصغير عصابة) تناقش الحلول عمليًا، وبشكلٍ تطبيقيّ صارم! وصدق رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه إذ قال: يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل: يا رسول الله فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم و ينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا و كراهيتكم الموت.

.

[فوزي المطرفي]

.


الشاعر الإنسانيّ

الموتُ لا يفتأ الزيارة بعد الزيارة، ونحن بين لقاءٍ وفراق؛ نعيش في هذه الحياة المسنونة على ذلك. وبشّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة، قالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. حين يكون الفقد آخذًا بمجامع القلب والشرايين، تكون الفجيعة أكبر من كلّ تأبين يحاول المرء فيه أن يبوح بكلماتٍ تحمل معنىً يصف هول الألم، في رحيل الشاعر الإنسانيّ: فيصل بن منصور الرياحيّ البقميّ. ذلك الرجل الذي تحوم ذكراه الآن؛ كأنها سحابة ربّانية تحمل رفدها وخيرها إلى كلّ بلاد الأرض. ساعات معدودة كريمة أخذت تمدّ أواصر العلاقة بيننا، بالحديث عن أفانين كثيرة ارتبطت ـ بشكلٍ خاصّ ـ بالشعر والشعراء وبرامج المسابقات الشعرية، ولم أكن لأنسى، تداخل جواله ـ الكريم ـ بيننا بدعوةٍ لأمسية أو محاورة شعر، لا يكاد يقول فيها إلا حبًا وكرامةً إن كان في الوقت فسحة نافذة. أتذكّر جيّدًا إخلاصه وحرصه على رؤية المنتدى الإلكترونيّ للبقوم، بين كلّ حديثٍ وقهوة، وكيف هي أحلامه في توزيع كتابه الخاصّ بنسب قبيلته ومآثرها وحدودها على نطاق واسع، وترحيبه بالتواصل الدائم مع الجميع، بإنسانيةٍ مكشوفةِ الملامح، صادقة اللهجة، رخيّة هادئة كالنسيم العليل. أراني الساعة أقلب ديوانه المزمع صدوره عبر مجلة مقناص الرائدة، بطريقةٍ احتفالية مبهجة، وكيف هي القصائد الوطنيات تفيض وتنسكب، والقصائد الاجتماعية تروح وتجيء، ونوادر الغزل العفيف تمتد وتسري، بين صفحات الكتاب الأنيق وعيون الأحبة الراضية. أراني الساعة، حزينًا جدًا، ومبتهلٌ جدًا، وأدعو الله بقلبٍ منيب: اللهمّ يا من وسعت رحمتك السماوات والأرض، أرحمه وأغفر له، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. اللهمّ أغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم أطعمه من الجنة واسقه من الجنة واره مكانه من الجنة وقل له أدخل من أي باب تشاء. اللهمّ ألطف بعبادك، فيما جرت به المقادير؛ فإنّك على كلّ شيءٍ قدير. سبحانك!

تذكرة:

وما نحنُ إلاّ مثلهم غير أنّنا
أقمنا قليلاً بعدهم وتقدّموا

.

[فوزي المطرفي]

.


الشاعر المهرّج

حين يتكرر حضور الشاعر على أكثر من منبر شعبيّ (جمهوريّ)، سواءً كان ذلك محليًا أو خليجيًا، وهو يعيد الإنشاد والتكرار لقصائده الغزلية والاجتماعية والهجائية، تحت وابل التصفيق الحار حتى احمرار الأكف، والصراخ المرتفع حتى جفاف الحناجر. أقول: حين يكرر الشاعر مثل هذا الحضور يدور في خلدي أمرٌ عابر التفكير، مفاده: لو استخلصنا النخبة الحاضرة من بيئات مئات الجماهير، الذين يبحثون عن الإبداع ويريدون الاستماع إلى نتاج شعريّ جميل لهذا الشاعر أو ذاك، هل يتكرر حضورهم كما يتكرر حضور الشاعر في إعادة قصائده ـ باستثناء قصيدة المناسبة المتجدّدة ـ على منابر مختلفة وفي أوقات متقاربة جدًا؟
إن إعلان الشاعر فهد عافت (في أمسيته القديمة الرائدة التي أقيمت في مركز الأمير سلمان بالرياض آنذاك)، تعليق أمر الحضور لأي أمسية شعرية أخرى لمدةٍ لا تقل عن خمس سنوات أمر حكيم وعقلانيّ، يدل على نباهةٍ وفراسة عميقة، تستطيع أن تفرّق، أو تستطيع أن تقول: هنالك فرق بين صالات الأمسيات الشعرية وأماكن السيرك العالميّ الجوّال!
وبصراحةٍ تراعي الحال، أنا لا أريد للشعراء الشعبيين الآن، إعلانَ مثل هذا الالتزام الثقيل، والذي يختبر الصبر ويثقل كاهله، خاصّةً أمام شاشات الشعر الفضائية المغرية، حدّ إسالة اللعاب المنبريّ! بيد أن التقنين في الظهور مطلبٌ مهمّ للشاعر، فالقليل النافع خير من الزبد الذي يذهب جفاءً دون فائدة.



لقطة خارجيّة:

يقف باتزانٍ على خشبةٍ متحركة!
يتمدد ليزرع الذهول.
يتقلص ليحصد الدهشة.
يتجه مع التصفيق أينما بلغ مداه؛ وكأنه نبات تبّاع الضوء !
«يبكي ويضحك. لا حزناً ولا فرحاً».
يكرر نفسه.. دون مللٍ أو كلل.
يستمر العرض.. ويبقى السؤال:
من أحق بالمهرج منه؟!


.

[فوزي المطرفي]

.


الراعي والرعيّة

بعد أن تفاقمت الأخطاء الطبية كأنها الورم العصيّ، والتي غالبًا ما تكون لأسباب التشخيص الخاطئ، الممكن تداركه بسهولةٍ تحتاج فقط الانتباه. ظهر في وسائل الإعلام المقروءة ما يلي: خاطبت وزارة التربية والتعليم إداراتها في جميع المناطق لمتابعة المقاصف المدرسية والأغذية والمشروبات التي تعرض فيها للتأكد من عدم وجود الحليب والشوكولاته الملوثة ضمن المعروضات في المقاصف. ويأتي ذلك تمشيا مع تحذيرات هيئة الغذاء والدواء من بعض أنواع الحليب والشوكولاته والتي سبق أن حذرت من وجود تلك العبوات الغذائية الملوثة ( حليب ماركة نسفيتا) بعبوات مختلفة وصناعة صينية، كذلك حلوى بسكويت رقائق شوكولاته بالحليب ماركة أبولو . هذا بالإضافة إلى الإعلان السابق عن سحب حلمات الرضاعة من السوق المحلية بعد أن بينت التحاليل وجود عينات من صنع شركة بايجون (pigeon) اليابانية مصنوع من مادة البولي أيزوبرين (poly isoprene) وكذلك حلمات من صنع شركة ميلكو (milco) الصينية وهي مصنوعة من مادة البولي فينيل كلورايد (وهو خلاف المكتوب على عبوتها أنها مصنوعة من مادة السليكون) وقد تجاوزت نسبة هجرة المواد البلاستيكية منهما للمادة الغذائية الحد المسموح به وهو (60ملجم/ كلجم).
حسنًا، نعلم جميعًا أنّه لولا الخطأ ما عُرف الطريق الناجع للصواب. لكن، حينما يتكرر الخطأ ويتمطى بصلبه، ما بين موادٍ غذائيةٍ وطبيّةٍ، يستهلكها حتى الأطفال الرضّع؛ فهذا دليلٌ على أن آلية المتابعة الدقيقة، باتت في وضعٍ حرجٍ جدًا. وما ذلك إلا لأسباب وعوامل، تحتاج الحازم ذا الثقة. وليت شعري هل يعلم مدير الإدارة العامّة لمكافحة الغش التجاري، أنّ معشر العامّة باتوا يعيشون بين مطرقة البضاعة الفاسدة وسندان الإهمال والتسيّب؟ وهل يعلم وكيل الوزارة لشؤون المستهلك، أن الناس البسطاء مع تكرار المعضلة لا يملكون من الأمر إلا أن يخضعوا للتجارب جائعين؟ وهل يعلم وزير التجارة والصناعة، أن رسولنا الكريم يقول في الحديث الصحيح: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته؟!



.

[فوزي المطرفي]

.


رائد التجديد

زارني حظٌ فاخرٌ جدًا وأنيق، بلقاء الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، في منتدى شعبيات على الشبكة العنكبوتية قبل أيامٍ مضت. وتجربة البدر بلا شكّ قدّمت لكل باحثٍ في حلك الدجى عن الشعر والأدب، مجنًا نورانيًا؛ كلما أضاء لهم مشوا فيه! وهي أنموذج حقيقيّ لمن أراد قراءة مراحل الشعر وتطوره في المملكة على وجه الخصوص، وفي الخليج العربيّ عمومًا. وحيث ان المكان ـ آنذاك ـ فاض وانسكب بأسئلة الأحبة الأعضاء والمتابعين والزوار ـ وبشكلٍ قياسي جدًا ـ رأيت اختصار الحضور على سؤالٍ مركّزٍ ـ جال في النّفْسِ مجالَ النَفَسِ ـ أرى في إجابة البدر (رائد التجديد ومهندس الكلمة) عليه شهادة للتاريخ.. ولا ينبئك مثل خبير. نصّ السؤال كان كالتالي: ـ سمو الأمير: كيف ترى الصحافة الشعبية طيلة هذه السنوات التي تحطم بعضها على بعض؟ أجاب مشكورًا: الصحافة الشعبية مثل شخص يكلم نفسه. وهي ليست ملومة وحدها على ذلك. لقد حاولت كثيرا أن تغري الذين خارج مجالها (مجال الشعر المحكي) للخوض في حديث نافع يخدم الشعر بكل أنواعه ولكنها وجدت من العنت و الغرور والفوقية ما جعلها تفضل العودة للحديث مع نفسها. لدينا في المملكة أدباء ونقاد و أساتذة يعتقدون أن الكلام في الشعر المحكي نوع من المهانة لهم للأسف. ولو أن تعالي وعدم اهتمام نقادنا و أساتذتنا في المملكة في دراسة ونقد الشعر المحكي والاهتمام الجاد فيه كان سيفقده الكثير من قيمته لكان ذلك مدعاة للحزن والأسى، ولكن من حسن الطالع أن النقد والدراسة تأتي بعد النص سواء كان شعرا أو غيره لا قبله .. وأن النقد والدراسة بحاجة للتجربة الجديدة البكر أكثر من حاجة تلك التجربة لها!


فاصلة:
فَلَم أَرَ قَبلي مَن مَشى البَحرُ نَحوَهُ
وَلا رَجُلاً قامَت تُعانِقُهُ الأُسدُ



.

[الجازي]

من روعة الكثير مما قرأناه ..
يحتار الفكر من أيهما نبدأ ..

لي عودة إن شاء الله ..

[نورة العجمي]

كل هذه المقالات ابداعات من صيد الخاطر
قرأت جزء منها وسآعود للبقية للاستمتاع
انت تعرف اننا لانمل ابدا حروفك ونطالب بالمزيد من الحضور والحروف
كحال روايتك اقتراب التي قرآتها واستمتعت بها وكنت فخوره بأخي وزميلي فوزي وأنا أقرأها
والمس ابداعات الخيال والجمال المترامي الاطراف

دمت لنا أخاً عزيراً وكاتباً مبدعاً يشار له بالبنان

[الشَمَّاء]

.

.
كثافةُ / فكر ...
وشعورٌ يحيّرُ بكَ إليهِ
ومبضعٌ واعِي ..لمكامنِ الألم
.
متابعين .

[مها ال عمران]

اخي الكريم فوزي المطرفي
هنا بصدق يجد الابداع من يبحث عنه
وكان لابد لي من التنقل السريع رغم ان العين لم تشبع والفوائد لم يقنع بهذا المرور العابر
لاكن لي عودة ان شاء المولى لكي انتقل وانتقل بين تلك المقالات والسطور الملتهبة بالفكر الواعي
لاقراء مدد تلك النصوص التي حملت مراءة الصدق بين طياتها
اخي الكريم انار الله قلبك

[مها العيسى]

مـرآة الحقيقـة .. والقـامـة الرفيـة
فـوزي المطـرفي

كُنـا مـن قبـل نتنفـس بِرئة مثقـوبة
حتـى شـاءاللـه لنـا بِـأنت
لِتجمعـنا وكـل أوجـاعنـا .. فتتنفسنـا نقـاء
وعتـق
مـن براثـن الحقـائق المــرة ؟!

" لـي عـودة لِـأستسقـي مـن فيض فكـرك الخصـب"

دمت قـلم مـن نـور

هـمـس

[عائشة الثبيتي]

لخارطة الطريق هنا
بوادر من سلام ... وسطية وإعتدال
نظرة محفوفة بعدل وحب إرتقاء
حق لمن مر هنااااا
أي يعيده الحنين
أخي الفاضل / لكلمة الصدق بريق ينفذ إلى القلوب وبلا عناااااء

[فوزي المطرفي]

يلعن...؟

حين الدخول إلى حصة الوطنية، رأيت تجمهر الطلاب على طالبٍ ينشد بعض الأبيات بملامح متذمرةٍ ضاحكة، وبطريقة ينتابها خجل الجرأة المنقبضة. قلت له بعد أن ران السكوت، وبإلحاح ساعدني فيه الطلاب: هيّا أعد ما كنت تنشد، فقال بعد أخذ الأمان:

اسرح مع الجهمه وانا ضايق البال
للمدرسة يا لعن ابو مـن يجيهـا

ان غبت جاني شايبي ماسك عقال
ويقول دايـم ضربتـك تحتريهـا

قبل أن أفكر في تصحيحه، عنّت في داخلي فكرة الكتابة عن ظاهرة اللعن في الشعر الشعبيّ، ومدى تأثيرها على المشاهدين (صغارًا وكبارًا ) خاصةً مع تضخم وسائل التقنية الفضائية في هذا العصر المفتوح. ومن باب نسبة الفضل لأهله؛ كانت هذه المقدمة. اللعن كمصطلح مجرّد، لفظٌ ورادٌ في أكثر فنون الكتابة وأنواعها، وفي تواتره وحضوره المكرس في نماذج شعرية كثيرة على مرّ التاريخ ـ سواءً جاءت بحلّة الفصيح أو النبطي ـ خروجٌ صارخٌ يحتاج التأمل والبحث في حيثيات الحالة التي تستدعى ذلك، والسياق الذي يتوسع ويضيق بحسب الموقف العارض. والذي يظهر لي من استقراء نماذج عدّة في الجانب الفصيح، انحصار أكثر الأسباب نتيجة ضيّق الحال وعذاب الفقر وتقلّب الأيام، أو نتيجة تسلط أسافل الناس وبطشهم وجبروتهم، أو نتيجة ما يتبع ويفيض من انقسامات الأمّة حين الفتن وتعدد المذاهب!
في الجانب الشعبيّ العاميّ، وحين المحاولة في استحضار الذاكرة أو الاستعانة بذاكرة المخلص جوجل.. أراني أجد تضخمًا رهيبًا في مسألة اللعن متبوع الأب والجد (وهذه تكاد تكون حصرية)، في قصائد الغزل (حائط المبكى) التي يصل فيها الشاعر من خلال محاولة التعبير عن صدق الحالة الشعورية إلى مصطلح اللعن. فمنهم من يقتصر على لعنٍ واحدٍ بسيط، ومنهم من يوظف لعنًا متعدد المآرب والغايات، ومنهم من يضحي بقائمة عائلية طويلة، في سبيل حرقة الحب وآلام الوجد والهوى. رصد هذه الفكرة وعرض بعض الأمثلة، ليس من باب المحاكمة الشرعية، أو الاجتهاد في إصدار فتوى توضّح ما هو واضح دينيًا من النهي عن مثل هذا اللفظ وهذا السياق، وإنّما هو تبيان فقر شيطان الشعر حين يسري في عروق القصيدة؛ دونما نموٍ يجعل الأبيات قادرةً على الحركة ولو لخطوات بسيطة! يقول أحدهم - والشواهد أكثر من أن يحاط بها - لحظة حماس الموقف:

من شفتها وحالي يا أبو فهيد كحيان
يلعن أبـو هالحـال وأمـه وجـده

ويقول آخر:
يلعن ابو رجـلٍ يذلـه هـوى بنـت
إذا تخلـى لاجلهـا عـن طبـاعـه


ويقول ثالث:
يلعن ابو منهو يحبك ويبغيك
ويلعن بعد منهو على الحب ينصاك

؛

... والقائمة تطول والأسباب تتعدّد واللعن واحد!

[فوزي المطرفي]

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الجازي من روعة الكثير مما قرأناه .. يحتار الفكر من أيهما نبدأ .. لي عودة إن شاء الله ..

أهلاً الجازي:

في كلّ حضورٍ منك فائدة مضمونة, حيث المدارك الواسعة في القراءة والتعليق.

*

دمتِ بخير.


.

[فوزي المطرفي]

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نورة العجمي كل هذه المقالات ابداعات من صيد الخاطر قرأت جزء منها وسآعود للبقية للاستمتاع انت تعرف اننا لانمل ابدا حروفك ونطالب بالمزيد من الحضور والحروف كحال روايتك اقتراب التي قرآتها واستمتعت بها وكنت فخوره بأخي وزميلي فوزي وأنا أقرأها والمس ابداعات الخيال والجمال المترامي الاطراف دمت لنا أخاً عزيراً وكاتباً مبدعاً يشار له بالبنان

أهلاً بالقديرة نوره:

حرصك يغمرني بالامتنان ورأيك محل تقدير وبهجة.

*

دمتِ بخير.

.