27-11-2006, 19:58 | #1 |
أديـب و شــاعــر
|
صَبَـا
كالبرق في بصري وفي سمعي كما الرعدِ=تهوي بوابلها على أشلائِيَ الجُرْدِ فيقـولُ طقـسٌ حاضـرٌ: "ها أنذا=في جانبيكَ أسَـوِّي حفلـةَ الـوَردِ" يروحُ، يأتـي، مَوْجَـةً فـي مَوْجَـةٍ=يقومُ، يقعـدُ، لا يُعمـي ولا يَهْدي وتقـولُ هادئـةَ الفـؤادِ: "ألا تعـي=ما كنتَ فيهِ وما قد كـان فـي نَجدِ أمْ هالَـكَ الألـقُ البعيـدُ فُجَـاءَةً=فأقَمْتَ ترجو أن تحُطّ إلـى البُعـدِ؟" : لا يا ربيعَ الوقـتِ، إنّـي مُتعَـبٌ=والوقتُ يتلو علـيّ قصيدةَ الفقْـدِ وَتروحُ في وَجَعِ الحـروفِ سحائبـي=ويَسِيلُ ماطرُها نحو الـذي أُبْدِي أَهَـبُ الشـوارعَ ساعـةً فتسوقنـي=صوباً يمزِّقُ مـا أُريدُ وما عندي للناسِ حفلتهم ولـي مـا أصطفـي=ولبوحِ سيدتي ما اشتبّ في الوعدِ ولمـا يقاسمنـي الطريـقَ حـدائـقٌ=ودبيبُ ذكرى الماثلينَ إلى الوجدِ يا أهلَ روحي لا يـروحُ بـي النَّـوى=عنكـمْ، فمـا أنتـم به بعدي؟ إذا استـدارَ الكـونُ صوبـاً آخـراً=يمَّمْتُ وجهـي شطركـمْ وحدي يا أيهـا الوطـنُ الجميـلُ قصائـدي=تلتمُّ فيكَ كمـا ألتـمّ في جِلْدِي صَبَاكَ بردي في لهيبِ مواجعـي=وبِدِفءِ شمسِكَ مُتّقـايَ مـن البَرْدِ شعر: عبدالرحمن بن سعد المشوِّح الولايات المتحدة، 1993 __________________________________ [صَـبَـا: بفتح الصادِ والباء: ريحٌ شرقية ناعمة على شيءٍ من البرودة. وتقترنُ كثيراً بِنجد (صَـبَـا نجد) في الشعر العربي، مثل ما وردَ في قصائد الشعراء الأوائل مثل: مالك بن الريب، قيس بن الملوّح، الصمّة بن عبدالله القشيري، جميل بثينة، كُثيّر عزّة، ابن الدمينة، ذو الرمة، يزيد بن الطثريّة، أبو تمام، ديك الجنّ الحمصيّ، ابن الرومي، المتنبي، أبو فراس الحمداني، الشريف الرضي، الأبيوردي، ابن خفاجة الأندلسي، ابن الفارض، وغيرهم.] |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|