من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
ياهيني كحل بين الارماش (الكاتـب : نمرالعتيبي - - الوقت: 15:36 - التاريخ: 21-06-2024)           »          هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > أوزان وأشجان > حصاد
تحديث هذه الصفحة عائدٌ من النهر ...!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-08-2005, 13:29   #31
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( 17 )

كانت الساعة قد تجاوزت الكلام ..حين وقفت على عتبات الوجود ببكاء أخرس و بدون اتصال ..!
ساعتها كتبتُ نصًّا شعريَّا بقلب مفتوح ..!
ورسالتين عانستين في ظل تزاوج الحنين ، لامرأة كلما امتدَّ بها العمر تزايد عدد القطارات التي لاتفوتها ..!
لم يكن البارحة غيرك قادر على أن يحمل مؤونة مواساتي .. حين لايفعل أكثر من أن يكون معي ..!
لكنني كنتُ خائفًا عليكِ من الرنين الساهر .. وخائفا على قلبي من امرأة غيرك ...!
ولهذا استكنت أخيرا لنظرية الفقدْ ، حين أكتبك عوضا عن فاتن ويجتمع الموت والحياة قلبين في جوف رجل واحد ..!
لن تفهمي أن وجعي بك لايحتمله إلا قلبٌ يحملك ..!
فإن قتلتيه بالعادية والغياب والتهميش والبحث عن الآمن الأجدى كي أشفى منك وتتبرئي من تهمة القصائد المنتحلة سأموت وجعًا وسيكتشف التاريخ أنني لم أكنْ أحمل قلبًا كما يدعي النساء المعجبات ..!
آآآآه .. أيتها الأنثى التائبة عن ذنوب قصائدي ..
من قال إن للغيابِ نافذة ستطلين منها على عصافير هواجسي التي تبكي ..فيظن الجميع أنها تغرِّد طربا ...!

السلام على امرأةٍ حدَّثتني : ( السماء تنادي
عليكَ اعتنِ بي لنا ..)
والمسافةُ سورانِ
والدرب فاتورة الخوفِ والأصدقاءْ
حينما تتهاوى النجومُ على رقصاتِ النساءْ
يكتبُ الليلُ ذنبي
جفَّ حبري بقلبي
طوَّقتني الحكاياتُ .. إذْحوَّمتْ شائعاتُ الفضاءْ ..!
كلُّ ذنبٍ قضاءْ
كلُّ ذئْبٍ أفاءْ
هكذا تتسلَّى البدايات صبحًا جريحًا وتمضي
النهايات مغدورةَ الكبرياءْ..!


أكاد أختنق ياسيدتي ...!
لاتغلقي الكلام في وجهي .. فإني مسحور بالأقفال فيدي شهابي وقلبي شيطان يسترق النبض وأسناني تعض الهواء ...!
وتاريخي كجبل مسحوق ..!
قولي لي حين تكونين أول من آمن من النساء بشريعة الشعر وعقاب الشعراء ..!!
كيف ألمُّ ماتساقط من وجعي ؟!
وكيف أندِّد بالموت وأستنكر موت ( فاتن ) وأشجب الرحيل نيابة عن البشر ..حين يكون البقاء من جنس الأجل ..!
بل قولي لي كيف تبدُّل الأنثى ملابسها الداخلية دون أن تتعرى لضوء الغرفة ؟!
كنتُ كطفل في يومه المدرسي الأول حين أحدثك عن هواجسي عنك ... في الوقت الذي تدثرت فيه برسائلي إليك حينما انشقت السماء وضرب الحرف بعصاه فانفجرت عيون السطور ينابيع وأنهارا أروت ظمأ اللهفة عن لفحات المحال حين تهبُّ من جهة الارتباك والخوف واختلاف الزمان والمكان ..!

لن أقول لك أحبك ، كي لاتمنحيني مجددا خاتم الجنون واللهفة والانشطار بين الواقع والممكن والمحال والحلم والسكينة والقلق ..!
لكنني سأقول أحبك أكثر كلما قلت إنني لاأحبك ..!

حرام نزاحم الشارع ونملا حزننا سكَّان
غصون أحلامنا مالتْ على سور احتمالاتي

كأنَّ أيامنا غيمة .وعهدي بالشجر عطشان
شِرب لكن جفاف الوقت من بعض ابتهالاتي

خبزنا البرد والذكرى سوى في مخبز الأشجان
شبعتي من بداياتي و جوَّعتي نهاياتي





يتبع


التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 19-08-2005, 22:14   #32
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( 18 )


لااااا تغيبي ياسيدة الفرح
فالغياب ..مدينةٌ حزينة ..
أو هو نافذة فتاة أنيقة محرّم عليها فتحها ..
بل الغياب يا سيدتي شوقٌ بقدمين مشلولتين ..
وإن تجاوزنا حزننا به بلغنا خوفنا منه حين يشبه رجالاً مشبوهين في شوارع خائفة ...!
حين قلتِ لي ...
لاتسأل الشوارع القريبة عن رائحة عطري الراحل معي ... كنتُ حينها أجمع من صوتك أنفاس الاحتمالات البريئة ، وأترك وردة بيضاء على طاولتي لأسابيع ذابلة ..حينما اكتفيتُ دائما برائحة انتظارك وربيع نغمات هاتفي حينما اختصّك بالأجمل منها ...
( حبّيتك تنسيت النوم ...)
هكذا قلت لهاتفي آخر وعد منك بالعودة إليه .. لن تعود الليلة وان انتظرتها مضاء بمعاودتي التأكد من أنك متوثّب لصوتها .... !
حينما نثرتُ احتمالي الأكبر في الليل ..لم أكن أعلم أنكِ ستجيئينني ضحىً بارتباك ظل شجرة ... وقلق يجعلني أنقمُ مني إن أحسنتُ الظنَ فيه .. وإن أسيئه سأموت منه ..!

مسا بنت المسا .. أنثى .. وصوت افلهفته مبحوح
وقلب يحاور أيامي .. ويشغلني عن أحلامي

مسا قلبك .. يناديني .. وانا في شرفته مذبوح
أفكّر فآخرةْ حبّي .. واناظر حسرة أيامي

مساك انتي .. مسا ( الحارة ) مسا شبّاكك المفتوح
اذا ناظرته بعيني أخاف تخونك أوهامي ..!

مساكْ .. بربكة الساعة .. وصوتي لاتمثّل روح
تخلَّق داخل أنفاسك .. وتكبر لحظة الهامي ...

أحبك .. إيه انا لحالي قدرت أقولها وابوح
أخاف هناك من صوتي ..صداه أكبر من اسهامي

تقوليلي ( كثير اشتقت ) ؟ واقول أكثر من المسموحْ
أفتّش في شوارعنا ..عن أجمل بنت قدامي ..!




لا تغيبي ...
أو فاتركي لي دقائق كهذه التي قاطعتني الكتابة هنا ... لا تقولين فيها إلا أحبّك .. ولا تستمعين فيها إلا لصوتي ..حينما يتلبّسك فأستنشق حينها حائك العابرة بين كلماتٍ تتحمّس للآخرين وفاء لنبلها العظيم .. ..
لاتغيبي .. أو فامنحيني وعدًا لاينام عنه الليل .. ولا يمنعني الدوام الصباحي في آخره متعة السهر انتظارًا لمجيئك كقافية شهيّة لقصيدة لاتكتمل إلا بك ..!

مساءٌ جاء بك من بوابة الغياب ياسيدتي ..!

( يتبع


)

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 20-08-2005, 00:47   #33
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( 19 )




كم الساعة الآن ؟!
لا أتساءلُ إلا لأجلك ... ولا أتوق للإجابة إلا منك ..!
الحادية عشر والنصف ذروة الأصدقاء ..ومرابع الأحاديث العائلية .. كيف تنشغلين الآن بمن يشغلك عني حين عليك الانشغال بي ؟

أنتظرك الآن .. من ضوء الهاتف .. أو من ثقب ذاكرتي .. من صفحات النت .. ومن وفاء وعودك معي ..!
لا أريد أن يرحل الليل قبل أن أتلو عليك ( وصية ) مسائك :

مسا .. صوتي ..
صدى موتي .. مسا ك انتي ....!
متى كنتي ..؟
يد الشاعر .. وديوانه
مدى تفكيره بشعره .. ونسيانه لعنوانه ..!
أمانة يا أول السهرة .. تظلّي لآخر السهرة ..
تعبت أجمع لك الفكرةْ
تعبت أكتبك وانتي غير ..
مساء الخير ...
لا .. .. أكبر ..
مساء الخير والنعمة
مساء أخضر ..
مساء أوقاتنا الـ ( طعمة )
ونوم الطير ...
على شيحة تدلَّى غصنها في بيت جيراني ..
مسا ( هاتف معك ) ثاني ..
مسا التخيير...!
بين انك تشوفيني ..و ما اشوفك
مسا التعكير ...
كيف اغتالني خوفك ... وانا أعمى
حياكَ اسمى
حياكَ اسمى
مساءَ الخير
لا .. .. أكبر .. مسا أكبر
أخاف يخونني التعبير ..!



يتبع

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 21-08-2005, 12:47   #34
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!



( 20 )



( كلوب ساندويتش ) ..قهوة بنكهة ... البنات ..!
وردهة بابٍ حزين ...
ذاك عِشاءُ من لاعَشاء له ..!
أيتها الشاغلة لي عنكِ بكلمات لايتقنها غيرك .. و لاتراوغ بطهارتها غيري ...!
كيف لم يحدّثني شارعنا عن الزيارات المسائية الساحرة .. ؟!
كيف لم يحدثني عن رقص الشجر ... وحرص ( عمّال النظافة ) على تنظيف الشارع بجماعات كثيفة وملفتة ...!
كيفَ وأنا من أكثر المنتمين إليه انتظارًا لامرأة كانت هنا على مرمى حقيقةٍ ورؤيا ..
يتلبَّسها حياءً تتكيَّفُ معه أهواء الشعراء وأمنياتهم ..؟!

لاتنازعيني الصمتَ فيَّ الآن ياسيدة الفرح ...
فالبكاء المُرْهق .. أنبل كثيرا من الضحك الساديّ ...!
والفرحة بك لاتتتصادم مع تقديري للمقوّمات الإنسانية الخاصة التي نسجتِ بحرصك عليها سيرة حياتك الواثقة بعيدا عن عبث الشعراء وفي مأمنٍ من هواجس اللوم والمواقف المغضوب عليها ..!



حتى الطريق ...
اللي ابتدا فيه االكلام ...
عيا معي قبل الظلام ...
اني أمرْ ...
لو انتظرْ
في مدخل الحارة واشوف الناس حولي يعرفون ...!
إن القمر نصف الشهرْ ..
وان القهر ..
لا صرتْ ما تقوى السهر ..!!
أبقى أردّد بس : ياااليتك تجينْ
ماني حزينْ ...
لو تبعدين ..!
ودي اشوفك بس ليتك تعرفين ..!
إني أخافْ ...
من زحمة الشارع .. أخافْ
من صوتك المبحوح .. لاقرّب شويْ
يعتب عليّ
يغضب .. وانا حتى غَضَبْك إن صار ..
ماهو في يدي ..
ودي اشوفك بس لو وردة على غصن الحنين
قلبي أمين
عيني طويلة .. قصّرتها ربكة الشارع
وشكّ الواقفينْ
واللي خلقك أحلى .. وأحلى .. اشرب القهوة .. وانتي تناظرينْ
لكن أخاف
إنك إذا جيتي نموتْ
ونورّث الوقت السكوتْ
جايز تجين .. لو بس حتى تدركين
إني أنا والليل ..
في ذمة تعبنا من عناوين البيوتْ ..!




لاينام العشّاق ومناديلهم معرّضة للبلل ...
ولا يشرب الشاعر نخب قصيدته إلا ساهرًا ...
أكادُ أتوسّد هاتفي .. أضبط ساعته رجاءَ أن توقظني ، دون أن أخبرها بأنني سوف استيقظ قبلها على يديك ...!
أكره أن يشاركني الوقت سؤالنا عنك .. تماما كما أكره أن أجيبه إلا بحضورك ..!
ولهذا تحمّلت مؤونة انتظارك وحدي ..!
اذهبي الآن .. ونامي بعيدًا عن وجع الشعراء وغضب الظهيرة وشوقي الكبير لتنفس صوتك ...!


نامي على فرشة غلاك وتعالي
بعد الغروب .. نقول وشلون كنّا

مافيه غيرك مع مرور الليالي
يقدر يسولف للعصافير عنّا



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-08-2005, 01:06   #35
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!






( 21 )

المساء بعينين غائرتين .. ورجرجة مجداف في نهر يضج بحفلات الأسماك الصغيرة ..
المساء ملاءة الشمس .. عباءة ( مخصّرة ) للوجد ..
نكتب فقط فضيحةً للحزن .. ونميمة بالصبر .. واستهلاكا للحبر أو الروح أو ( الحنييين الفيروزي ) ..
مسَّني الضرُّ منذ اتخذتُ القصيدة أنثى ..!
لايموتُ التاريخ وإن شلَّت أطرافه فأوراق الخريف لاتعود إلى الغصن .. ولا يعنيها أي رصيف (تدوِّخها ) عليه الريح .. وأي قدم تركلها .. فتتشرد حبيباتها بكاء في فضاء المواسم ..!
كلما فتحتُ الصفحة ياسيدتي وانتظرت ( الـــ...وارد ) اكتشفت أن ( وا ) لي تسألني عن ألف قبلها مضمومة وهاء في آخرها مهمومة فقدتهما ذات عتاب هكذا ( أواه )... بينما الــ (رد ) لايجيء..!
أن أكتب للريح كي تحمل السحاب حيث تشاء .. ثم حينما ينهمر المطر استجابة لأسرار المدن المخنوقة بالعطش .. فيحملونني مؤونة الانكفاء والبلل..فهذا يعني أن حذائي رث منذ الزمن الفاتني ، وأن الأنثى التي تنتظرني تحمل على صدرها تميمة الفقد وحكاية الحلم الذي يموت في رحم يومه ، ويولد لينثر الحزن في فضاءات النجوم ..!
المساء شمعة تسألني عن صاحبة الكرسي الشاغر ..؟!
تثيرين في وجهي غبار التململ لتستعدي للإجابة المطمئنة ..!
من سيحبني مثلك ياسيدتي .. ؟!
من سيزرع في شفتي حديقة سكّر مقروء فأكتبه خلسة عن عادة الحزن التي تكتبني ..!
أبحث عنك منذ مدّت لي الدنيا لسانها وانتظرت وثيقة الانتصار لتطلق عليّ رصاصة الزحمة ، والرحيل المؤدب ..!
أبحث عنك ( أرخبيلاً) عذبا ترسو فيه سفينتي بعد جفاف بحر النداء وتوسيع أفق الحب .. لكنني لم أكن أعلم أنني حين أجدك سأواجه طوفانًا علي ّ أن أرمم سفينتي و أحمل فيها من كل حرفين اثنين ..!
مالذي عليَّ أن أقوله لك أنثى تعلك اللسان ..!
مالذي علي أن أقوله لك ( غجريةً ) تقيم في جزيرتي حين يرغمها قومها على الرحيل ..!؟
مالذي علي أن أقوله لك ( أمًّا ) تنفخ بنفحاتها الملائكية على وجهي حينما يسعلني التبغ وأشرق بها ..!؟
بربك .. ألستِ كثيرة رغمًا عن ذكرياتي ؟!


لم يكن كافيًا أن نكونَ معًا
كان صوتكِ ذاك الذي يتربَّى الغرورُ على
وقعِه غيرَ ما تظهرينْ
كان حزنًا مبينْ
وخوفًا من الريحِ حين تميدُ بنا ساعةً من ضلال ..!
لم يكن كافيًا أن نكونَ معا حين تأوي العصافيرُ في الصيفِ
باحثةً عن ظلالْ
قاتلٌ أن تكونَ فتاتي جراحًا أقلِّبها
مثلَ مسبحةٍ في أصابعِ وقتي
قاتلٌ أن أقولَ لها أنت أنفاسُ موتي
وفتنةُ صوتي
وقِبلةُ بيتي
قاتلٌ أن تكونَ فتاتي انتحالْ

***

أيها الليلُ طلْ .. لم يكنْ كافيًا أن نكونَ معًا كالغريبينِ
لايسألانِ الطريقَ الرجوعْ
صوتُ أقدامِنا خائفٌ ويدانا خضوعْ
أي حبٍ سينمو مع الياسمينِ الأثيرِ
وكيف تعرِّش أوراقُه
فوق هذي الضلوعْ ؟!
قاتل أن نكونَ معًا ثم لايجِدُ الحب في نبضنا
حين يسكرُ أهلُ الهوى
غير كأسِ الدموعْ ..!

***

لم يكنْ كافيًا أن نكونَ معًا
تحملينَ براحتكِ الطيبَ وشْمَ الجراحِ التي غلّفتها
الهدايا ..
تحملينَ بكاءَ الصبايا ..!
غناءَ القرى في مواسمَ صيفيةٍ للذين يجيؤونها
يحملونَ غُثاءَ التواريخِ ، أغنيةً طوَّحت بالنخيلِ
تفرُّ اليماماتُ منها
ويختبئُ الظلُّ عنها ببرْد الزوايا ..!
لم يكن كافيا أن نكونَ معًا ...!
فلنبادرْ هنا كصديقينِ ..
بتُّ أعضُّ النواجذَ
كي لاتغيبي
وكي لا أرى فتنةً غيرَ قلبك يستقبلُ الضوءَ
فوق شغافِ المرايا
لم يكن كافيًا أن أكونَ أنا ...!
أنتِ أنثى بلا ساحلٍ غرَّبتها المواجعُ واستلهمتْها الحروبُ
وقلبي تمرَّغ بينَ النساءِ .. وما عادَ في وسعهِ
غير حزنِ النهاياتِ أو تمتماتِ المزايا ..!


( توقيع )

قلوبنا منّا .. أماني وتخمين
وأشعارنا كل مــ.. نتفرّد كتابه
صبِّي على وجهي سكينتك تطمين
مهما اختلفنا برضنا بنتشابَه


يتبع



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-08-2005, 13:24   #36
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( 22 )

الظهيرةُ أم تصلّي وتمسح العرق عن جبين الوقت ، أظل وحدي أهذي وأعطس في وجه الأحلام ...
آخرةُ الشاعر دنيا لاتفنى وثقب ثالث في أنف الصبر ..
مدٌّ من الشجن وسفينة لاتسير بمشيئة الموج وأنواء الليالي المدبرة ...
أيها الماثل الآن بينك وبيني ترتدي ثياب الأمس في عرس الغد ، ووله الغد فوق حطام مرايا الأمس ... عانق سكونك ليلة وتسلّق القمر ، لايبقى الورق على الشجر ولا يعود إليه حينما يتلبّس الأرض خريفا لم يبدأ بعد ، وربيعا في قائمة انتظار مالا ينتظر ...!
لاتولد الشمس من النار وإن أحرقنا وهجها ... ولا نتدثَّر بالظلال الا بردًا وسلاما ...
وحدي أحمل في خبيئتي زمن القصائد المعلقة في سطور التفاصيل ... ووحدي بها أقطف شوك الرمان وانتظار الأبواب المغلقة ...
كنت أعلم أن حضوري غاية احتياجك ، وغيابك حاجة غايتك ..، لكنني لن أشعل الضوء الغريب إلا في المدن التي تعرف شاعرها حين تغرِّبه اختلاجات الألم وتزوير الرؤية وحضانة التغييب ، لأكون بصدق آخر المنتمين للشعر في عصر يعتد بموت الشاعر حين يحيا الأدعياء ...!
...
ليس للشمس إلا امتنان النهار ...
وحينما تجوع الحكايات سنأكل الصبر وننتظر زمانًا لايجيء ولا ينتظر ... وحدها النوافذ المغلقة تلعق الضباب والنور معا ...
ولهذا أيضا تجيئين في زمن الذاهبين لتقطفي مني ورق الوقت وتواقيع السفر ...!
الأسماء علّة أوزان النبيل ، والحريّة صفقة لن تكون رشوة حينما لاتؤذي الشتاء وهي تمنح التاريخ لساعد يحمل لواءه
غربة الضوء انتهاك حرمة الأفق ، وارتكاب جناية تأخير ماحقه التقديم ..!
لخطواتك حول بابي رنين الوعي ، وصهيل الحرف الواثق ...
تمامًا كآخر المساءات الحنونة .. يقبل الغد بقماااش أبيض نااصع ... فأخاف لو أنه الكفن ...!!
من بوابة الغياب .. من تحت جلد الصيف ، ومقررات الإجازة ، أعود بحقيبة مكتنزة بالرؤى ، بلغة مضغوطة حد ساعة امتحان ... برؤيا لا تستشهد بالرؤية ، بمفاجآت حركية لغوية .. أنتظرك أكثر انتماء لهيئتك ...!
أنتظرك عرّافة متمرّسة ، وتقنية لغوية بارعة .. تلصقين السماء بالأرض نتيجة التباين الفني واختراق المألوف من اللغة .. فتتحد في فجائية عذبة كل الصور المتخيلة بالصور المحسوسة في عملية تزاوج أنيق يتكئ على توظيف الطبيعة ، نعم بكل غرور شهي عدتُ أجمع قش الساعة لأبني لك عش الوقت ...
أقرض أطراف صفحات الكتب بحثًا عن مفردة ليست في متداول الشعراء ..!
لاشيء .. لاشيء
بانتظار امرأة تسكن العش معي ..!
تعيد الكتب المقروضة إلى رفوفها وترقص .. ترقص حتى تطير فراشات المكان لغة
تشبهها ومفردات لاتكون إلا لها ..!
القلوب قبل الذنوب ياسيدتي ، والقصيدة أبقى مدَّخرا ..!
لم تكن السماء زرقاء حين أغوانا البحر بالنزول .. !
فالتأني نميمة الملل ، ووشاية السواد ..!
لم يكن للانتظار إلا لقاؤك ...!
فالمدارات صومعة الفقد حين يخزُّ الضوء امرأة تلفَّعت بالسهاد ، والهذيان الآسر شمس صفراء وراء بيت طيني ونخلة في كراسة طفل ، لم يعيها حينها إلا مربيته المستحيلة ...
القصيدة يا سيدة الغد ليل يخبز البرد في أفران الجوعى ، حين تَزوَّدْنا حد الكفاية بالنجوى ، والشجر المكتبي عتاب سرِّي وابتذال محمود ، والتفرُّد إشاعة الحقيقة والاعتذارات حيث المساء الذي لاينام وحيث بقايا الخريف الأخضر وبلقيس التي لاتجيء بعرشها رغم رسائل الهدهد التي يلقيها من نافذتها كل صباح ...!
كل هذه انباء عاجلة لا تكون مع التأجيل ..
يتعثر الزمن ياسيدتي إن هرولنا خارج تواريخه ، فالمطر لايجيء فجأة ، والقمر لايغيب فجأة وإن لم يستأذن العشاق ...
أنت . .نعم أنت أيتها النخلة .. هل ينحني النخيل إلا حينما يموت ..؟!
أتنفسك لأحيا فألقاك نخلة طفولة ومشهد أعياد الأطفال الذين ينتظرون الصباح على ممرات القرى الحنونة ..
هنااااك .. من المدن التي استولت عليها الهواجس ، وخالجتها الظنون انتصبت نخلة على مفرق القلب ..!
أوهى من عصا ضرير ياسيدتي .. وأكبر من ذنب لايغتفر ، وأصبر من بحر على الملح ...!
لايحملني النساء في حقائبهنَّ اليدوية لينفقنني مع الأنوثة في مجالس الرقص .. جميعهن يتسوَّقن في أضلعي ليشترين الغناء لأعيادهنَّ والبكاء لأطفالهنّ ...!
لاتزدحم في ساعتي المواعيد .. ولاتتقاطع الكلمات في هاتفي ..!
حين كنت صغيرا .. كنت مثلك تماما أرى النخل يسمو .. عن الأعشاب .. تصوَّري ذات رياح انكسار سري قلت :




كيف لم أنتبِهْ
أنَّ للريحِ ساقينِ للنخلِ ذاكرةً متعَبَه
حينَ كنتُ صغيرًا
سألتُ أبي كيفَ ينمو النخيلُ ارتفاعًا
ويشرعُ للريحِ أبوابَه بينما الأرض من تحته مُعْشِبةْ
كيف لم أنتبه ..!!؟
حين قاسَ المسافةَ بين الظلالِ وبيني
وبينَ النخيلِ وبينيْ
وأطبق بالصمتِ يضربُ مسحاه في الأرضِ
حتى تشظَّتْ ظلالُ النخيلِ
وقرَّ بعينيهِ وهْمُ الشبةْ ..!


مثلك ياسيدتي .. يسألون الاستعلامات عن رقم هاتف رجل أنفه معلق في السماء ..!
أسقى فسائل النخيل صغيرًا وعرف أن كناري القرى تبني أعشاشها الحنونة في منابت العذوق ..!
مثلك ياسيدتي .. أعرف كيف تدهس النخلة الضوء حين تصعد السماء ..!
مثلك أعرف أن نشوة الكبرياء أعزَّ حذرا ..!
ولهذا لا أقيسها بغيرها من الأشجار حين مدَّت يدها لجدي فقطف منها البيوت والأطفال ومواقد الشتاء ..!
لا أقيسها بغيرها من الأسرار حين حفظت سرَّ أبي ولم تشِ بي عند إخوتي ..!
قدمي ثقيلة من تعب غيابك البارحة عني أيتها الصادقة التي حملت مؤونة حزني على بوابة غدها الزاخر بالمدهش مني ..!
إياك أن تفكّري في الغياب مجددا أيتها الحنونة ...!
فالغياب نافذة لاتقبل الريح ..
سفينة بلا عودة
ومدينة بلا حياة
ومحارة تختنق بالملح ..!
الغياب ياصديقتي نبي بلا رسالة .. وجوع بلا فقراء ...!
ليس إلا نميمة الهواجس وازدحام الطيوف ...!
هذا الغياب سوق الذكريات التي ترابي بحكاياتنا كتاجرٍ يهودي يرهن قلوبنا ..!
الغياب ...آآآآه
لا أحد مثلي الآن يستنشق غبار الساعة ...!
يحدث الأرصفة التي ينبت فيها الغبار ...
ينسى أسماء أصدقائه ..!
لايفرق بين معجون الحلاقة ومعجون الأسنان..!
يشرب نصف سيجارة ثم يلقي بها ليستبدلها بأخرى ...!
يخبئ في محفظة هواجسه انتظارًا لرسالة هاتفية أو نغمة خاصة لاتستمر طويلا ..!
يتحلّى بالشعر ..!
يرسم خارطة مضللة ..!
يقضم أظافر الوقت .. ويتعاطى الصحف الفاشلة ..!
يلعب ( البالوت ) فيغضب صاحبه ..!
يتسلَّى بأفلام ( الكارتون ) ... والأحلام المدبلجة ..
لا أحد مثلي ياسيدتي ...!
يعرف الآن أنَّ أنفه في السماء وقلبه في الدرك الأسفل من الحزن ..!
يعرف أنه يحمل ذاكرة بقدم واحدة ، وكتاب ممقوتْ ..!
طوبى لقلبك حينما تدركين أنني أنا وأنك مرفئي الأشهى ..!




ربما آن لنا الصمتُ أخيرًا ..!

التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-08-2005, 17:03   #37
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( 23 )

غانية هي الساعات الأولى من وجع الانتظار .. ترقص على أنغام الناي المسافر بالماء ، والمختبئ في غابات القصب .. غانية ياصديقتي ..كأنها تميمةٌ في رقبة طفل بدوي كلما حاول نزعها نذرته أمه للموت ..!
( الرحيل خيار المواسم والعصافير لاخيار العاشقين ..
المرأة التي لاتدافع عن صغار أحلامها لا تكفيها قصائد الشعراء العشاق الذين لا يتبعهم الغاوون ولا ينتصرون بعدما ظُلموا ...! )
حين تقرئين قولي لم تكن النجوم في سماء واحدة ...!
فالنساء محطات بلا عناوين ، والضفاف التي لايصلها مد النهر لن تستقبل الأغصان الذابلة فضلا عن المفردات العائمة منذ التفاحة الأولى ..!
لايزال المطر في رحم الغيم ، ولا تزال النوافذ المغلقة خائفة من سحنات الغرباء الذي يتجولون على الأرصفة المضاءة ، فالقصص المشردة لاتفزعها الريح ، لكنها تخاف على صغارها من غناء السيارات الفارهة وعبث المدن الموبوءة ..!
أي فقير سيحمل الخبز الساخن لأطفاله الجياع ومخابز الروح مغلقة حتى إشراق آسر ...!
ثمة مسافة بين أن نحب وأن لانعترف بالحب ، بين أن نلقي الحبل على الغارق .. أو أن نترك الموج على القارب ، فالملوحة ليست ذنب البحر ولا عقوبة الرمال العطشى ..!
الغجر ملاحم الرحيل وأشلاء المدن الممزقة أثوابها ...، لا أجيد الرقص حين تدق طبولهم تماما كما لا يجيدون الابتذال والتخلي عن مشيئة الريح حين تكون السفينة بلا أشرعة ، والبحارة منهكون من مسيرة ألف عام مما يقطعون ..!
وحدي سأشرع النوافذ المغلقة منذ عصر العصافير ، وسأفتح الممرات للحفاة العراة الذين يتطاولون بالأشجان وسأزرع على جبين الشمس وردة من حنين وشجرٍ يتكاثر كقبائل النمل التي تدخر مؤونة العناء للبرد والأوسمة المغضوب عليها...!
لن أكون ( وريث الرمل ) ولا آخر المنتمين للبوح حين لا أدافع عن ( هزتي ) وأجعل من المفردات التي قد تبدو كالقنديل الكفيف فراشات لايحرقها الوهج حين نستدل بها على صباح السكارى والمنبوذين في الشوارع المتقيئة ..!
الصديد لايسكن جذور النخيل .. لكنه قد يختلط بمياه المستنقعات في الشوارع العابثة فتتوالد تحت أظافره الحكايا المشبوهة حين تؤثر بها عوامل ( النت والترضية ) وتتحول المدينة كلها إلى امرأة عارية تهدَّلت أثداؤها ونبتت على جفونها أعشاب السهر ...!

قولي لي ماذ سأقطف من أشجار الحزن غير ثمرة البكاء ..
وهل لكتاب الذكريات غير القصائد المخدوعة ؟!!
الشعراء مغلوبون على صبرهم ، والقصيدة أشد ولاءً ..
لم أكتب يوما قصيدة لا تنتمي إلي ولهذا لن أكتب الآن قصيدة تنتمي ، إلى شاعرٍ يمضغ الوقت ويعضُّ على قصائده ندما ..!
لا شيء قابلٌ لليقين فما خفي كان أشقى ..وماكان فينا لم يكن حينها إلا لينتمي لقبيلة النقاء كما تتغافل الشجون المبتذلة .. فالعيون الضاحكة للإضاءة تضاجع أعمدتها آخر الليل وتحدثها عن قصيدة كانت تمر على مرمى من نداء ...!
يطول الظل حينما يبتعد الضوء ..
هكذا يتمدَّد الجرح بامتداد خارطة الزمن المسكون بالذكريات منذ مطلع الشعر !
حين كان المكان يعج بالسجائر ، كانت المدن النظيفة تأمر أهلها بالنوم المبكر ، ليستقبلهم الصباح بلا تثاؤب ..!
قلت من قبل : الأيام .. أسراب الوجع في هجرتها الحزينة ..
بينما الذكريات ( صغارها ) التي تئن من جرأة السفر على طفولتها ..!
محاصر بالنهايات ياسيدتي.. فالقصيدة التي وصلت بها سقف الدهشة ، لم تصل بي إلى سقف السماء حيث النجمة التي يتقطَّر من شفتيها الضوء ، ويتندى على جبينها الحضور .. ! لا أدري أينا أضاع صاحبه ..!
لكنني حتما .. لاأضيع شيئا حينما تكونين معي ..!

عمتِ صدقًا



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 27-08-2005, 22:15   #38
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( 24 )

كُتِبَ ولم يصل ..! ( 1 )

وجهك لايتلو الشعر صامتًا .. حين داهمتني به قلت ربما كان الشعر كالماء بلا لون أو طعم أو رائحة .. لم أكن أعلم أن السماء التي تتسلقها العيون ..يتندى جبينها عرقا فيتساقط مطرا ولم أكن أعلم أن دهشتي الأذكى منديلٌ ورقي أجفف به عرق السطر وحمى اللحظة ..
لم تكن اللغة حينها قابلة لمرور سيبويه وتلامذته من شارع ( الحوار ) فكانت الكلمات انفجارًا محكيًّا غريبا يجمع الشهقة بالابتسامة والشجر بغناء العصافير ..!
الشعر مولودٌ مترف محاطٌ برعاية العيون وانتباهة الآخر .. لكنني فوجئت به يلد على يديك كطائرة ورقية تقلع حيثما تشاء الريح ..!
الظهيرة انكفاءة الظل وانحساره .. لكنها تتمدد بشفتيك سحابة خريفية شفيفة تثير الشجن ، وتنثر قطراتها في البحر المالح فلا هي تعذبه ولا تحجب عنه ضوء الشمس ..!
لم تكن الأول الذي تحمل رسالته البريدية قصيدة محاطة بالتطوِّس المنكسر في مجلس الحب .. ولم تكن أول الماثلين لعين امرأة حلمها ثابت وفرعها في البكاء ..
لكنك كنتَ أوَّل المترفين بالشعر في مجلس بنت المستكفي التي خالفت عادتها ولم تعطِ قبلتها لمن يشتهيها ..!
القصيدة التي تخالف سكون وجهك وحماقة نظارتك ليست كتلك التي تمرَّغت في مستنقع الألوان وتشظَّت في مرآتي التي كسرتها ذات ليلة أسطورية ..
ولهذا كنتُ أضحك يومها بشكل مختلف حتى كادت ترفضني الذكرى ، حين دفعني الصمت الأنثوي لتقليب صفحة كانت مترفةً بي ..

حسنا ..وهذه لن تصلك أيضًا ..!



لبابكِ ما يجعل الطارقينَ عليه احتلامًا
وما يجعل المقبلين عليه انفصامًا
وما يجعل الريحَ ( دائخةً ) حوله لاترد السلام على سائليها
ولا تنتظرْ ..!
لأيامكِ البيض ( ركعاتُ أمي ) صيامُ أبي
والعيون التي تسجن الكحل رهن السمرْ ..!
لقلبكِ زائرة خانها
وجهها فاستتابت زمانًا ..
وعادت تعض الضجَرْ ...!
لحِلْمكِ سيِّدة أشرعت حقدها واستفاءتْ خيانتها
للمواقفِ واستنهضَتْ نزعات البشرْ ..!

***

ومن غيركِ الآنَ سيدة خصرها ناحل
ويداها عطاء
أنفها في السماء
إذا ما مشت يتطوَّس فيها المكانُ ،
وإن وقفت أقرأته النقاء !
ومن غيركِ الآن مملكة الزاهدين
بضوء الحياةِ
وإن أسلموا روحهم للضياء ..!
تململتُ قلَّبتُ أوراق ذاكرتي ...
ورسمتُ النساء نجوما تضيء
وأشعلتُ قنديل حرفي لهنَّ ..
فكنَّ بظلك محض افتراء..!
أنا آخر المنتمين إلى الشعرِ
وجهي كقارورة الفجرِ
كالذكريات التي لا تمرُّ على البالِ
كالواقفين بظلِّ المساجدِ
يستقبلون المصلِّين بالموتِ
ظنا بأن الصلاةَ محنَّطة للحى
وبأن السواكَ عقيدتهم والطريق الوحيد
المؤدي لجنة ربي
إذن
فأنا آخر الأتقياء ..!
أحبك مغرورة حين تبكين
محمومة حين تأوينَ
مذبوحة حين تمضينَ
لكنني لا أرى فيك غير يقين النداء !


***

كعصفورةٍ أنتِ ..
مغرورةً بالهروبِ ..تمدينَ للريحِ أجنحةً
من ضلوعي وتبكين من سجن حلمي الطري
كعصفورةٍ غرَّدت بالحروف التي ضاجعت دفتري ..!
وقفتُ لها الريحَ .. أطلقت فيها السحابَ الذي لايؤوب
وحدَّثتُ عنها النوارس والبحر
والعابرين الطريق المؤدي إلى محشري ..!
كعصفورةٍ أنتِ ...كل الفراش يخاف انتفاضة ريشك للغيمِ
كل الغصون تحب احتضانكِ
كل البساتينِ تسقيك من أنهري !


***


لاسبيل لعينيكِ إلا انكسار المحبينَ
إلا انتفاضة أيامهم واحتلام الحنينْ
لا سبيل سوى الياسمينْ
والرياح التى جدَّرتْ وجه خاتمتي
واستحلتُ بها قطعةً من بكاء وساديَّةً من أنينْ ..!
لا سبيل إليكِ سوى أن أكون البعيد القريب
المحب الذي يتشهَّى الغرورَ ويرقم في الماء أسماء
كل النساء .. ويترك أقدام أنثاه تخطو على الماء
سيدةً للمساء يعرِّي بها فتنة الحالمينْ ..!
لا سبيل لعينيكِ إلا أنا والإياب المبينْ ..!




تبًّا لهذا الشوق حينما لايسافر بك إليّ ، ولايوصلني لك حيث أنت ..!!





التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 28-08-2005, 12:40   #39
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!

( 25 )

لا أعرف كيف يجيء الفعل ( كان ) ناقصًا عند أجدادنا العرب حينما يكون الماضي مكتملا
فيتناقص بالحديث عنه ..!
الزمن الذي أحدثك فيه لن تكوني فيه أنتِ حينما تنقصينني فيه ..!
ولن أكون فيه أنا حينما لاتكونين معي ..!
إنه زمن ( الأليسة والعجرمة ) ياسيدتي ..!

أخذَتْ مقعدًا
واستحالتْ على الرقصِ
قلتُ :
لعلَّ المدينةَ لاتعرِفُ الغرباءَ
الذينَ يزورونها
في الظلامْ
قالَ لي شاعرٌ :
ربما ..
بينما الانَ
تعرفُ من أينَ يؤكلُ كتْفَ الزحامْ ..!
أخذَتْ مقعَدًا
واستحالتْ على الرقصِ
فوقَ ضلوعي
وتحتَ ضلوعي
نصَبْتُ شراعي على حاجبيْها
وأبحَرْتُ في ضفّتيْها
دفعْتُ الرياحَ إلى البحرِ
لكنها انتصبتْ
واستحالتْ رخامْ ..!
قالَ لي شاعرٌ :
ربَّما ..
بينما تعرفُ الآنَ
من أينَ يؤكلُ كتْفُ السلامْ ..!
أخذتْ مقعدًا
واستحالت على الرقصِ ...
قلتُ :
يا لحظةً
أمطرتها الحكاياتُ
واسْتنبَتَتْها القصائدُ
من لي بتلكَ المدينةِ
حين يغافلُها غرباءُ الظلامْ ؟!!
أخذتْ مقعدًا واستحالتْ
على الرقصِ ...
.....
يا شاعرًاً أطعمَتْهُ
المطاراتُ ضوضاءَها
قمْ نغنِّي لعصفورِ نافذةٍ لاينامْ ..
قالَ لي .. :
ربما كانَ ذلكَ
من قبلِ أن يعرفَ الصمتُ
من أين يؤكلَ كتفُ الكلامْ ...!!!!


الشكّ أول النهار وآخر الرقيا من الحب الذي احتكرته القصيدة وخافت عليها من عبث الشعراء
والشعراء مطلع القصيدة التي لاتولد إلا من رحم امرأة فارعة القلب وناحلة الخدر وسيدة السطر ..!
كيف صار لزمنك ياسيدتي نبوءة الفقد وتميمة الاحتواء ...!
كيف لم يكن صوتك الحزين ( أنا وبقاياك ) والخروج من الرمل ساعة الدخول غناء الفصول الهاربة واحتواء المساء هذيان طفل لم ينم ...!
كيف لم يكن لصيف الرياض الحارق أن يفرش شمسه للإقرار الأعذب في سيرة إبراهيم ( يكفي لمثلي أن يحبك ياصديقة ) ..!
يا الله ..! ما أنا وكيف ..!!
التفاصيل الصغيرة أشبه بصوت الثواني في مساءات الوحدة والصمت والإصغاء لدبيب الليل على ذاكرة يغرق الشعر فيها منذ عصر القلوب المثقوبة بالسهام الطفولية ..!
كيف ترتهن اللغة لشهوة الغضب وافتعال الخطيئة حين تكون الروح بانتظار ورقٍ أخضرٍ لم تلونه قطرات الدماء المدفوعة ثمنا لقطفه من أغصان الأيام ..!
جراحكِ أوهى ...!
هكذا نتشاطر البوح والقصائد الملقاة في النهر ، هكذا نقف على ربوة معشبة نتأمل العشاق يحملون صوتي وضحكة عينيك ، أو كركرات ضحكاتك يتذاكرون موتي وضعفي حين أسمعك القصيدة تحت تأثير المهدئات وأرتال الوجع المتكوم على وسادتك ..!
كل الحروف قصاصات ورقية أفرزتها مصانع القلق وإعمال الدقائق الفارغة لن يستطيع أحدنا قذفها في وجه الريح ، ساعة إملاق ، ولن يكون بمقدورها أن تحجب الشمس عن ظلال ستارتك التي أشرعت قلبها لأول الحروف المعطَّرة قبل أن تنقلب عليها ...!
ليس من بين أغصان الأيام وردة لاتهدى وحزنا لاتمتد ظلاله حتى حدود النهر ياسيدة العتاب الحنون
لاوهج الأمكنة ولا وله الراحلين عنها ولا حنين الأقمار والبدور ، والقصائد السائغة ما يعبث بعقائد العشاق ويؤرجح مواعيدهم ...!
تعب الأنامل من الطرق على شغف الاعتذار ومواصلة البوح أشبه بالسفن التي لاتطلق اشرعتها حين تهب المشيئة فينهك البحارة قبل الوصول إلى مرافئ الريح ..!
وحدنا نصبغ الشمس بألوان أجسادنا حين نستجدي الليل مخبأ لأحلام الظهيرة ... ونجعل من سقيفة الوجع ظلالًا لرابعة القرارْ ..!






التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 28-08-2005, 17:26   #40
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : عائدٌ من النهر ...!

ابراهيم الوافي

حفنة من الأمل تسري في نفوسنا حين نجد هذا الحب الكبير

كلماتك كلها احساس و رقه

من يدخل هذا المتصفح لا يستطيع أن يخرج ابداً

دام إبداعك

وسدد الله خطاك

التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 29-08-2005, 08:13   #41
نورة العجمي
شـــاعرة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نورة العجمي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!



ابراهيم الوافي

دعنا نتشاطر معك البوح أكثر مع القصائد الملقاة في النهر

قلماً يجود الابداع
ولعلك تجود علينا بأكثر

كل شيء يستحق التوقف مرات ومرات
حتى أصبحنا جزءاً من هذا النص


مداد انت يابراهيم



التوقيع: https://www.instagram.com/p/_VLOGDoF...en-by=noouf_mt
انستجرام كاتبتنا
نوف الثنيان (@noouf_mt) • Instagram photos and videos



noouf_mt


نوف الثنيان
قاصّة / كاتبة ..الكتابة سفر الذات منها إليها لايرافقها إلاّ من يؤمن بها ويُدرك أن للنبض-هُنا-حُبّا وغصوناً تعرّش سلاما www.twitter.com/Noouf_M
نورة العجمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 01-09-2005, 10:30   #42
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عنود
ابراهيم الوافي

حفنة من الأمل تسري في نفوسنا حين نجد هذا الحب الكبير

كلماتك كلها احساس و رقه

من يدخل هذا المتصفح لا يستطيع أن يخرج ابداً

دام إبداعك

وسدد الله خطاك

أيتها النبيلة
حق لهذه الصفحات أن تتطوّس طالما كانت مزارا للأنقياء

دام بياضك ياسيدتي



التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 01-09-2005, 15:39   #43
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــوره العجمي


ابراهيم الوافي

دعنا نتشاطر معك البوح أكثر مع القصائد الملقاة في النهر

قلماً يجود الابداع
ولعلك تجود علينا بأكثر

كل شيء يستحق التوقف مرات ومرات
حتى أصبحنا جزءاً من هذا النص


مداد انت يابراهيم


أجنحة بلا ريش يانورة ..
وطيران عكس عقرب الشمس .. هل تختفي الظلال في الليل لسوادها ؟!
أم لتتزوَّد به لنهار الغد .. كل الأضوء الليلية مستنسخة من الشمس ، إلا ظل شاعرٍ
يكتب مايمليه عليه حزنه ، ويبقى ما بقيَ احتراق شمعته ..!


دمتِ بيضاء يانورة ..





التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 01-09-2005, 16:04   #44
إبراهيم الوافي
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ إبراهيم الوافي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!


( الأخيرة )

أيتها الأنثى التي يتطبب بروحها الموجوعون ويكتب الشعراء على وزن ضحكتها ويتناقل الرواة أفكارها ويشتاقها الشوق حين يتزلَّف العابثون بالشوق الوصولي ...
لم يكن تاريخنا زمنيا لنساوم بأيام خاوية منا ونترك الأحداث تتشرَّد فوق أرصفة الاغتراب ، ولم يكن لنا الحق في أن نحدد مصير أمة من المشاعر المتواطئة مع اليأس راحة ومع جماعات الأذى الثائرة في حلم مدينتنا المستحيلة ، لنقول إننا أمة متمدِّنة صنَّعت الشجن وتستعد لتصديره إلى بلاد لم تكتشف بعد وأزمنة لاتتقبلنا بزينا الشعري ، ولا تقف احترامًا لموسيقانا الصاخبة ...
مشكلتي أنك مشكلتي ياسيدتي ... لكن مشكلتنا معا أننا لانستثمر الريح ولا نرابي بالمطر ولاندّخر مؤونة البكاء ...
أسهل السفر بلوغ نقطة الوقوف انتظارا ... وأصعبه مطاردة من وصل حين لايتقي تبعات الانتظار وتمرير الوقت بالحكايات المشابهة وانتحال القصائد والترويج للغياب ...!
مالم تدركيه أن الزمن لايتكرر وإن لم نحفل به يوما حين يحتفل بنا على طريقته وحين يمنحنا وقتا مضاعفا يتسع لتاريخنا المدجَّن حد التضخم ، أعلم أن لا سبيل إلا الهروب مع أول الشفق حتى يستيقظ النهار مجددا .. وبعد أن يكون الليل قد فرغ من حكايات النجوم التي يستدلُّ بها المسافر وحيدًا حين يمنح هواجسه لذاكرته ويستقبل الطريق من بوابة النجوم والمقارنات الموظفة والمحسومة سلفا ...
هل تفاجئك هذه القوالب اللغوية المجفَّفة بعد أن سالت على جبينك الحروف عذوبة ...؟!
أعلم هذا حين أعجز عن استبدالها ...فأنا شاعر جاف قبل أن يسيل قلمي كوثرا على يديك مقتديا بدمعي ...، وقبل أن تتضخَّم عواطفي بك ويقوى سلطانها وتتسع مملكتها وتستولي على خزائن العقل وتستبدلها بما يتواءم مع أناقتك وزرقة البحر في كلماتك ...
لا أعرف كيف يستهلكني هذا الضحى حين تراوغني غيومه ، إنه يحاول أن يسرقني من شوق مبحوحٍ لعينك التي يولد الشعراء اليتامى من ضحكاتها ، ويستدل النجم بها على التائهين الذي يتهافتون عزَّة عن سؤاله ..!
إنه ضحى يشبه قصيدة لم أكتبها بعد حين لم تأذني لي بكتابتها ، ولم تمنحيني شهقتي التي تورق في أذنيك برتقالةً خضراء ..وقصيدة بمساحة قدرتك على تلقينها لملائكة الشعر وشياطيني ..!
أقسم لا أكتبك فيه همًّا ..حين كنتِ له حلما ، لكنني عصفور تمتزج فيه رعشة البلل وخشية تربص الصياد به فيحمل خوفه بجناحيه ويطيرُ بلا وجهةٍ ، فيظلل المارَّة ويبشِّر بالغيم ويطلق بكاءه غناءً ، وخوفه تحليقًا ..!
أكملتُ نصف قصيدة ..حين أكملتُ مئة من أ قرانها .. ولا تزالين قصيدتي المستحيلة التي لن أكتبها بعد اليوم ...!
لأن القصائد لاتجيد لعبة الاختباء ، والأنثى التي لاتكون أنتِ لاتستطيع تحقيق قانون الاستحالة ... حين تقرأ لي ما يجعلك امرأة مستحيلة ، وما يجعلني أول الشعراء الذين يكتبون حين يذنبون ويُبعدون حين يجهدون ، ويقترفون حين يعترفون ويعتذرون حين لايُعْذرون.. ويموتون حتى لايولدوا ..!

إنه باختصار ضحى كفل الشوق حين لم تكفليه واحتملني حين لم تحتمليه وبنى لهذه الكلمات سقفا قبل أن يخدعها الغيم بمراوغاته ...!
تتقلَّب الدقائق على جمر انتظارٍ لم تمسسه نارا ...
الصمت لغة الكلام حين يكون آخره البكاء .. والقصيدة التي تنتظرها لا تعتذر إليَّ قبل أن تعذرها ، دون أن تسأل المساء عن ظلِّي الغائب فيه ولا عن ظلها الذي آثر البقاء معي حتى آخر قصيدة ...!
لا أنكر أنَّني هجستُ بها لأجل القصيدة ..وحين هجستُ بالقصيدة لأجلها ، كانت الأيام أكبر من نداء والجراح أكبر من نص ، ولهذا تنفيني حيث تبقيني وتُبكيني لكي تبقى الوحيدة القادرة على تجفيف دموعي واحتوائي ...!
الفقد أشد قسوة ، حين يكون البقاء رهين التجارب الفاشلة وتعطيل أدوات العشق ، وتقنين الشجن واحترام النوايا وترويج الهدوء في المناطق القلقة والأنثى التي لانخاف عليها لانستمطر غيومها ولا نأمن للريح حين تسكننا دقائقها ...
صدقيني لا أعرف كيف يعشق من لايبالي وكيف يهدأ القَلِق بمجرد إدراكه بقلقه ،أو كيف يكتفي من كان مثلي بقصيدةٍ أنثى حين تكون الأنثى قصيدة ...!

أعرف أن مد كف الغرام ضرب من الاستحالة حين تكون اليد مشلولة ، والأمس تاريخ مشبوه ، لكنني أدرك أن النجوم معلقة في السماء ، حين يسهر الشعراء لوحدتهم ، ويغريهم الليل بتفريغ الانتظار من لوعته وإعادة الطمأنينة معلَّبة أو مؤبنة إلى مدينة الأنوثة المستحيلة .. ومغادرتها دون الالتفات إلا لنداء شفيف من آخر الذكرى ...!
لا أعرف كيف يمكن لشاعرٍ مثلي يكتب بأطراف قصائده النساء والنجوم والسماء والكؤوس المعدة لحفلات تتسع للجميع .... أن يقف على حدود الأرض ثم يصرخ لاظل إلا ظلك ..!
أيتها المرأة الكثيرة ... الكثيرة لاتظني أن التاريخ اختزال مطلق ، فالدقيقة في حضورك عام في حضور الآخرين ، والخطوة الأخيرة في مدينتك تتشبَّث فيها صغار التفاصيل الجائعة دائما لقصيدة لم تعودي تحتفلين بها ...!
من الدلال أن تقولي .. لم تعد لي ، ومن الـ ( ض ) ـلال والشقاء أن أغالط ذاتي وأعتسف عاطفة لاتكون ...
كنتُ أقول بي مس منك .. وتقولين ( الشعراء يقولون مالا يفعلون ) .. ( هل كنتَ تفعل هذا مع تلك النائمة الآن في ظلال النسيان ؟
كنتُ أردد عليك القصائد والأغنيات ... فتهدئين تحت تخدير الشعر وافتعال الغناء ...ثم حين يتسلل في مسامات وجعك تزدادين حنقا على الشاعر ..! :

( تعبت أكتب فصيح وقلت .. تعال اكتب لها محكي
لعل أيامنا ترجع : ( أنا مقدر لــ عبد الله )

يمر الليل ..لاأبكي .. ولا أضحك ولا أشكي
كأنَّ الله جمع فيني ( جميع هموم خلق الله )

ألا ياسالفة شعري .. وشعري لوقدر يبكي
بكى من قسوة إحساسي .. وفوَّض شقوتي لله )


أيتها الأنثى التي تتوسَّد الريح ، وتبتكر الغياب ..!
نصف شاعر يجعل من سيدة الشمس قصيدة حين يكتبها ، لكنها وحدها تقتل ألف شاعر في غيابها ..!
لا تنطلي حيل الصبر على عاشق يملأ السماء بوحا ، ويربك الأمكنة والمواقع ، ولا يتهجَّم البكاء على أولي النسيان وإن كانوا من المطلوبين في محاكم العشق المفقودة ...!
تعبت السحابة من السفر ياسيدتي وأنت تتوسِّدين الريح حين تتنقَّلين بها غير عائبة بطقوسها وأنوائها حين بدت بيضاء أول الشمس ، وقبل أن تقلِّبها ريحك كيف تشاء ، فتلبس السواد حدادا وتمطر في أرض لا يعرفها الرشيد ..!
تنشطر اللحظة الآن إلى شطرين ، شطر يؤمن بما تريدين حين لاتكونين إلا فتنة لاتنتمي إليه وحده...
وشطر آخر يرفض الوقوف في منطقة وسطى لايقبل بها العشاق......

يحضر الغد من بين فواصل الاحتمالات ، ووتترقَّب الشمس يوما لاتؤازره الغيوم حين يبني من الظلال متكأ لزمن لاتؤمن به القصائد ...

أيتها المرأة التي لاتؤمن بها الهواجس إلا من وراء حب ...لا يُفسدُ قبلة الملائكة إلا بصاق الشياطين ، ولهذا ظل الإنسان بينهما أقرب من الخطيئة وأعذب من النقاء ، ما أجمل أن تكوني إنسانة تنتمي للملائكة حين نحبها لأجلها ، ونترك وراءنا تاريخًا يخلد في صفحته الأخيرة أزمنة لايراهن عليها إلا من كانَ بقلبٍ من صمتٍ ووجعٍ من قصيدة ، على غلافه الأخير جاء الشاعر سطرا حين جاءت الأنثى قصيدة :


الآن أسندُ جبهتي
فلقد كتبتُ إليكِ :
( إن الشمسَ نادتني
وراء البحرِ
والأطفالُ يلتفُّون
بالّلعِبِ الطفوليِّ الحزينْ ..
مازال نصفُ الكوبِ منتظرًا ...
كأنَّ الليلَ لايأتي
ولا تخطو الدقائقُ
باتجاهِ الشوقِ ...:
تحتفلينَ بالألوانِ والكلماتِ
ِوالقلقِ الدفينْ ..
....
الآن أسندُ جبهتي ...
فلقَدْ كتبتُ إليكِ متَّكأً
ونافذةً
وبحرًا نرجسيَّ الماءِ ،
عطرًا ظلَّ منتظرًالأنثى
وجْهُها قدرٌ
وعيناها حنينْ ..!


لايبلغ مثلي السكينة إلا مشلولا أو مقتولا أو هاربًا من حصار الاحتمالات المرفوضة ، ولا يبلغ مثلك الرضا إلا حين يكون شاعرها زمنًا بلامقابل ومتسوُّلاً يأكل من خشاش البوح وفضلات الأغاني ، فتمنحيه بمشيئتكِ ما يجعله يكتب للريح والشجر والمطر عن أنثى تحتلم السحروالبياض معا وتستحم بالملح والمطر في آن واحدٍ وتحترف الصدق حين يكون الهاجس مجبولا على التكذيب .. وتخرج للناس حسناء من غير سوء ، لكنه لن يستطيع بمشيئته أن يقرئ الحب للصغار الذين ينتظرون شاعرًا يختطُّ بأنوائه المدن والرسائل والحياة المترامية الأحداث ...
قد يكون الاحتمال الأخير أولى حين تؤدي الطرق كلها إلى ذكرى ، وتفتعل الأماكن جرائم العشاق الذين يوقظون الليل من غفوته كلما داهمهم النعاس ...

حفظك الله للغياب .. ولانبلاج النوايا واختراع السحر ..!








التوقيع:


أنا لم أصفعِ الهواء..
كنتُ أصفّقُ فقط ..!
https://twitter.com/#!/ialwafi



إبراهيم الوافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 01-09-2005, 18:08   #45
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : عائدٌ من النهر ...!



حاتمية الوافي .. تحتّم علينا أنتظار مايتبع .. والطمع بالمزيد ..

لن نتواطىء معك ونسمح لــ هذا الحزن أن ينهي البوح عن رحلة العائد من النهر ..

ســــــــــــ أعود حتماً للتعليق عن هذا الأبداع ..

دمت بخير ..


التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع