23-07-2003, 18:01 | #31 |
|
رساله قصيره .. من جبران الى مي .. عزيزتي الانسه ميّ .. إني باعث اليك بأول نسخه بلغت يدي من كتاب " المواكب " (1) الذي صدر اليوم , وهو كما تجدينه , حلم لم يزل نصفه ضباباً , والنصف الاخر يكاد يكون جسماً محبوباً , فإن استحسنت فيه شيئا تحوّل هو إلى حقيقه حسنه , وأن لم تستحسني فيه شيئاً عاد إلى الضباب بجملته . وألف تحيه وسلام إلى روحك الطيبه والله يحفظك ويحرسك . (1) المواكب من القصائد القليله التي اتبع جبران في نظمها الوزن والقافيه وقد ذيّلها بمجموعه من الرسوم معبراً عن خطراته الفلسفيه في كل من الشعر والرسم , ونشرت عام 1919م ونقدتها مي في مجلة الهلال المصريه . |
26-07-2003, 18:03 | #32 |
..
|
الجازي ولكن الحق يقال قرات الموضوع كاملا دون تخطي اي حرف من حرفه على غير عادة!!! تحياتي لك |
28-07-2003, 03:07 | #33 |
شـــاعرة
|
صباحك خير ونور وسعاده إني باعث اليك بأول نسخه بلغت يدي من كتاب " المواكب " (1) الذي صدر اليوم , وهو كما تجدينه , حلم لم يزل نصفه ضباباً , والنصف الاخر يكاد يكون جسماً محبوباً , فإن استحسنت فيه شيئا تحوّل هو إلى حقيقه حسنه , وأن لم تستحسني فيه شيئاً عاد إلى الضباب بجملته . الجازي ألم أقل لك أنه ساحر!!!!! تحياتي |
30-07-2003, 02:23 | #34 |
شـــــاعــــــر
|
جئت هنا للقراءة حاولت ان لايكون لوجودي ضجيجا فهنا مكتبه كتب تزخر بالمعرفه امناء يرشدونك الى بغيتك من الثقافة الادبية الرائعة والفن الرفيع زوايا للقراءة الصامتة بجوار نوافذ تطل على مسطحات خضراء والمطر ينهمر وبعضهم يسير بمضلته مسرعا كان الجو باردا هنا رغم قساوته في الخارج حالما رغم واقعيته الشديدة الوطئة اكرر آسف ان كان لحروفي ضجيا فلم اقصد الازعاج .... فقط القراءة تحياتي واعجابي |
30-07-2003, 14:32 | #35 |
|
عزيزتي الآنسه ميّ رجعت اليوم من سفره مستطيله إلي البريّه فوجت رسائلك الثلاث والمقال الجميل الذي تفضلت بنشره في جريدة المحروسه.. ولقد انصرفت عن كل ماوجدته بانتظاري في هذا المكتب , لأصرف نهاري مصغياًَ إلى حديثك الذي يتمايل بين العذوبه والتعنيف - أقول التعنيف لأني وجدت في رسالتك الثانيه بعض الملاحظات التي لو سمحت لنفسي الفرحه أن تتألم لتألمت منها . ولكن كيف اسمح لنفسي النظر إلى شبه سحابه في سماء صافيه مرصعه بالنجوم ؟ وكيف أحوّل عيني عن شجره مزهره إلى ظل من اغصانها ؟ وكيف لاأقبل وخزه صغيره من يد عطره مفعمه بالجواهر ؟ إن حديثنا الذي انقذناه من سكوت خمسة أعوام لا ولن يتحول إلى عتاب أو مناظره , فأنا أقبل كل ماتقولينه لأعتقادي بأنه يجمل بنا وسبعه الآف ميل تفصلنا الأ نضيف فتراً واحداً الى هذه المسافه الشاسعه , بل أن نحاول تقصيرها بما وضعه الله فينا من الميل إلى الجميل والشوق إلى المنبع والعطش الخالد .. يكفينا ياصديقتي مافي هذه الأيام وهذه الليالي من الأوجاع والتشويش والمصاعب , وعندي أن فكرة تستطيع الوقوف أمام المجرد المطلق لاتزعجها جاءت في كتاب أو ملاحظه أتت في رساله ,إذاً فلنضع خلافاتنا , وأكثرها لفظيه - في صندوق من ذهب ولنرمي بها إلى بحر من الأبتسامات.. ماأجمل رسائلك ياميّ وما أشهاها , فهي كنهر من الرحيق يتدفق من الأعالي ويسير مترنماً في وادي أحلامي , بل هي كقيثارة اورفيوس (1) تقرّب البعيد وتبعد القريب , وتحول بارتعاشاتها السحريه الحجاره إلى شعلات متقده والاغصان اليابسه إلى اجنحه مضطربه , إن يوماً يجيئني منك برساله لهو من الأيام بمقام القمه من الجبل , فما عسى أن أقول في يوم يجيئني بثلاث رسائل !؟ ذلك يوم أتنحى فيه عن سبل الزمن لأصرفه متجولاً...... وبما اجيب على سؤالاتك ؟ وكيف استطيع متابعة الحديث وفي النفس مالا يسيل مع الحبر , فما بقي صامتاً ليس بالغير مفهوم لديك . تقولين في رسالتك الأولى (( لو كنت انا في نيويورك لكنت زرت مكتبك الفنّي في هذه الأيام )) أفلم تزوري مكتبي قط ؟ أليس وراء اثواب الذكرى الظاهره جسد خفي للذكرى ؟ إنما مكتبي هيكلي وصديقي ومتحفي وجنتيي وجحيمي .. هو غاب تنادي فيه الحياة للحياة ,, وهو صحراء خاليه أقف في وسطها فلا أرى سوى بحر من رمال وبحر من أثير , أن مكتبي ياصديقتي هو منزل بدون جدران وبدون سقف , في مكتبي اشياء كثيره احبها واحافظ عليها , انا مولّع بالآثار القديمه وفي زوايا المكتب مجموعه صغيره من طرائف الاجيال وبعض نفائسها كتماثيل والواح مصريه ويونانيه ورمانيه وزجاج فينيقي وخزف فارسي وكتب قديمه العهد ورسوم ايطاليه والآت موسيقيه تتكلم وهي صامته , أحب الاثار القديمه واشغف بها لأنها من اثمار الفكره البشريه السائره بالف قدم من الظلام نحو النور - تلك الفكره الخالده التي تغوص بالفن الى اعماق البحار وتصعد به الى المجرّه . أما قولك (( ماأسعدك أنت القانع بفنك )) فقد جعلتني أفكر طويلاً , لاياميّ لست بقانع ولا انا بسعيد , في نفسي شيء لايعرف القناعه ولكنه ليس كالطمع, ولا يدري مالسعاده غير أنه لايشابه التعاسه . في اعماقي خفقان دائم وألم مستمر ولكنني لااريد ابدال هذا ولا تغيير ذاك - ومن كان هذا شأنه فهو لايعرف السعاده ولا يدري ماهي القناعه , ولكنه لايشكو لأن في الشكوى ضربا من الراحه وشكلاً من التفوق . مي اخبريني هل أنت سعيده وقانعه بمواهبك العظيمه ؟ اكاد اسمعك هامسه " لست بقانعه ولا أنا بسعيده " ان القناعه هي الأكتفاء و الأكتفاء محدود زانت غير محدوده .. ماذا اقول عن جوي المعنوي !؟ لقد تبدلت حياتي من الهدوء الى الضجيج , كم مره هربت من هذه المدينه الهائمه الى مكان قصيّ لأتخلص من اشباح الناس ومن اشباح نفسي ايضاً. سوف يجيء يوم اهرب فيه الى الشرق . ان شوقي الى وطني يكاد يذيبني , ولولا هذا القفص الذي حبكت قضبانه بيدي - لاعتليت متن اول سفينه سائره شرقاً, ولكن أي رجل يستطيع أن يترك بناءٍ صرف عمره بنحت حجارته وصفّها ؟ حتى ولو كان ذلك البناء سجناًله فهو لايستطيع ولا يريد ان يتخلص منه في يوم واحد . ان استحسانك " المواكب "جعلها عزيزه علي , اما قولك بأنك ستظهرين ابياتها فمنّة احني امامها رأسي ,غير انني اشعربأن حافظتك خليقه بقصائد اسمى وأبلغ وانبل من كل ماجاء في المواكب, بل ومن كل ماكتبته واكتبه , ولست بمبالغ بانك اول صبيه شرقيه مشت بقدم ثابته ورأس مرفوع , وملامح منفرجه كأنها في بيت ابيها .. ألا فأخبريني كيف عرفت كل ماتعرفين وفي اي عالم جمعت خزائن نفسك , وفي اي عصر عاشت روحك قبل مجيئها لبنان , أن في النبوغ سراً اعمق من سر الحياة .. احمد الله ياميّ على انقضاء الأزمه عندكم , ولقد كنت اقرأ اخبار تلك المظاهرات فأتخيلك هائبه فأهاب , مضطربه فاأضطرب .. ها قد غمر المساء هذا المكتب بوشاحه فلم أعد أرى ماتخطه يدي , والف تحيه لك والف سلام عليك والله يحفظك ويحرسك دائماً صديقك المخلص جبران خليل جبران |
02-08-2003, 15:25 | #36 | ||||||||
النجدية
|
إقتباس:
إقتباس:
حب جبران لها جعلها توأم روحه الذي يعد رأيها من الأولويات والمسلّمات التي يؤمن بها ...! إقتباس:
إقتباس:
إقتباس:
عمد جبران الى الكشف عن فيض شوقه وتعرية مشاعره وضعف ارادته في مقاومة فرحته العارمه أمام رسائلها ..! حب جامح خاض امواجه حتى الغرق ..! إقتباس:
فلسفة جبران المعهوده ..! المعانآة والألم والقلق احياناً يخلق الفن والأدب والشعر والأبداع كما ظهر في شخصية جبران ..! إقتباس:
إقتباس:
يخاطب ميّ كأنه يخاطب نفسه بكل عفويه وبدون تكلف وبكل صدق وبساطه ..! رسائل في كل مره نتمعن بها وكأننا نقرُأها من جديد .. نصوص تعتبر من الدرر الأدبيه التي يندر ماتجمع بين الصدق والأبداع في التعبير عن المشاعر ...!! وبأنتظار مزيد من العطاء والرسائل الأدبيه ... |
||||||||
02-08-2003, 18:06 | #37 |
سيـــف الســـيــف
|
[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] ارواح هامت عشق مع طول الايام=يضمها وجدٍ تجدد عذابه تدفابها غربه .. وتحيابها احلام=وفيها اللقاء ميت على اول شبابه ويحكي بها الواقع ولو كله الام=حرف.. وغرام .. وشوق.. والبعد اذابه ارواح ناجت بعضها عشق واهيام =في ساعةٍ ماهيب وقت إستجابه [/poet] الاخت/ الجازي موضوع جميل .. طرح راقي اعجبني لدرجة الذهول ماقرأته هنا .. لن ابالغ اذا قلت اني تذكرت روايات الف ليله وليله وعذري عن هذا العبث الشعري الذي سبق تعليقي ... ولكن لو كنت اعتقد اني سوف اعطي او ارتقي بالشعر لسمو هذا العشق لما تأخرت في إن اكمل هذا العبث( قصيده) ولكن..!! خشيت ان اخدش جمال احاسيس وروعة تلك الرسائل!! اعتذاري..!! لروح جــ مــي ــبران مـــ جبران ــي والتي احس انهما مازالا يمارسان عشقهما ولو كان فقط (هيام ارواح)!!! شكرا لهذا الطرح الرائع .. والفكر الراقي.. تحياتي لك |
02-08-2003, 23:13 | #38 |
|
الوالد العزيز عبدالرحمن اليحي .. أسعدني جداً حضورك وأسعدني أكثر أطلاعك والأكثر من هذا وذاك أن الموضوع حاز على أعجابك .. اتمنى أن اختياري دائماً يرضي اهتمامك .. ممتنه لتواجدك .. تحياتي لك .. |
03-08-2003, 00:10 | #39 |
|
نوره ... جبران متعدد المواهب مفكر وأديب وشاعر وفيلسوف.. ويستطيع أن يوفّق بينهم .. لأنه كاتب مؤلف عبقري ..ويدين للفضل الي ماري هاسكل التي اكتشفت نبوغه قبل جميع الناس , وشملته برعايتها بالتشجيع ودراسة الرسم والمساعده المعنويه والماديه والمساعده في ترجمة كتبه العربيه الى الأنجليزيه..ومن شدة أخلاصه لرسالته الأدبيه في التأليف .. قرأ مره فصلاً من كتاب " النبي " على زائريه , فيه فقرات عن الزواج , فأخذ بعضهم يسأله عن سبب إحجامه عن الزواج فأجابهم مبتسماً : لو تزوجت , وأنصرفت عن زوجتي أياماً , لأنهماكي في الرسم والشعر , لأدى ذلك إلى متاعب جمه , فقلما تتحمل امرأه تحب زوجها مثل هذه الحاله طويلاً " ولم تكتف احى الزائران بهذا الجواب فصارحته بهذا السؤال , " ألم تحب أبداً في حياتك ؟" فما كان منه إلا أن نهض من مكانه , وتغيرت ملامحه , وأخذ يخاطب السائله بصوت متهدج قائلاٍ : سأسر لك بأمر تجهلينه .. إن أقوى الناس على وجه الأرض فيما يتعلق بالمسائل العاطفيه هم المبتكرون والفنانون , أمثال الرسامين والشعراء والنحاتين والموسيقيين , وهكذا كانت الحال منذ الخليقه , ويعتقد هؤلاء الفنانون والمبتكرون أن العاطفه تتمثل فيها الجمال والعظمه , وقد كانت جميله منذ القدم , ولكنها على الدوام حييه وخجوله " تقول سكرتيرته برباره يونغ التي لازمته سبع سنوات " كان حيياً فوق كل حياء , خجولاٍ فوق كل خجل , كتوماًفوق كل كتمان , حتى أنه يتردد في مقابلة الناس احياناً , ويتردد في مخاطبة الجماهير , ويتردد حتى في وضع سماعة التلفون على أذنه , كان حييا كتوما لأن الطبيعه ألقت به في أحضان عالم ليس هو منه " كان وديعاً يعزي الحزانى , ويعاملهن برقه , ويغفر لمن يسيء إليه , فقد حدث مره أنه غبن في تركه من التركات , وحاولت بعض النساء أن تسلبه مبلغاً كبيراً من المال , وكان لابد من رفع دعوى عليها , ولكن إحداهن شهرت في وجهه كتابه " النبي " فقال لبرباره سكرتيرته " كيف أجروؤ على أن أطالب أولئك النسوه أمام القاضي , وأنا مؤلف كتاب النبي !؟ " وهذا لأكبر دليل على أنسانيته ونظرته المحترمه للمرأه عموماً , فلا عجب لو أسميناه ساحر لأنه سحر قلوبنا بعذب كلماته المنزّهه عن غايات أخرى غير الحب العفيف الصادق , تواصل روحي وحب عذري تغلب الشفافيه الروحيه بينهما ,حتى يقال ان في السنوات الأخيره حبّه لميّ تحول الى حب يشبه الحب الأبوي الطافح بالعذوبه والحنان , ولغه لايجيدها الا هو فكان لايسمي الأشياء والمشاعر بأسمائها انما كان يرمز لها , وأذا باح لها بسر الحب في أحدى رسائله يرجوها أن تطعم رسائله النار وأستمر كذلك حتى نهاية حياته .. |
03-08-2003, 08:11 | #40 |
|
الوالد العزيز ابو نوت .. يشرفني مرورك وأطلاعك , وأسعدني أعجابك بالموضوع .. لفت نظري المدخل وأسلوبك الرائع في التعبير عن اعجابك بالموضوع .. يبدوا أني سأطمع بنص أدبي تهدينا آياه في مواسم .. تحياتي واحترامي لك .. |
03-08-2003, 10:30 | #41 |
|
الغاليه نجديه.. لاأخفى اعجابي بالأستمتاع بتحليل النص الذي يضفي عليه التماعاً شاعرياً , وتصوير دقيق لنفسيات أبطال قصة هذا العشق.. والذي يعتمد على العطاء المطلق والحب اللا محدود .. تسعدني جداً مداخلاتك .. وأشكرك من القلب عليها ..وعلى أمل التواصل مجدداً مع رسائل أخرى..فالموضوع لم ينتهي بعد .. تحياتي لك .. |
03-08-2003, 10:31 | #42 |
|
الأخ عكاشه .. تشرفت بالمساحه التي تركتها هنا .. وبالمساهمه الأبداعيه التي أضافت لي الكثير .. وحضور في كامل الأناقه اللفظية المفرطة. أسعدني اهتمامك واعجابك وتفاعلك مع الموضوع .. وأسعدني أكثر أنه استطاع أن يستفز قريحتك الشعريه وأهدائنا أبيات كُتله من الأحاسيس وخفقات تتمتم تكاد تنطق من فرط العذوبه ورقة المشاعر .. شكراً لعكاشه الشاعر والذي لايثبت فقط التفوق الشعري فحسب بل يملك ثقافه غزيره وتمكّن من تطويع موهبته كيف مايشاء .. تحياتي واحترامي .. |
08-08-2003, 14:53 | #43 |
|
ومن أجمل الرسائل التي يفصح جبران عن مشاعره الى ميّ .. عزيزتي الآنسه مي .. منذ كتبت اليك حتى الآن وانتِ في خاطري . ولقد صرفت الساعات الطوال مفكراً بكِ مخاطباً اياكِ مستجوباً خفاياك مستقصياً اسرارك. والعجيب انني شعرت مرّات عديده بوجود ذاتك الأثيريه في هذا المكتب ترقب تحركاتي وتكلمني وتحاورني وتبدي رأيها في مآتّي وأعمالي . انتِ بالطبع تستغربين هذا الكلام , وانا استغرب حاجتي وأضطراري الى كتابته اليكِ . وحبذا لو كان بامكاني معرفة ذلك السّر الخفي الكائن وراء هذا الأضطرار وهذه الحاجه الماســــّه . فقد قلت لي مره " ألا أن بين العقول مساجلةً وبين الأفكار تبادلاً قد لايتناوله الإدراك الحسّي ولكن من ذا الذي يستطيع نفيه بتاتاً من بين ابناء الوطن الواحد ؟". ان في هذه الفقره الجميله حقيقه اوليه كنت فيما مضى اعرفها بالقياس العقلي , اما الآن فأني اعرفها بالأختبار النفسي .. ففي الآونه الأخيره قد تحقق لي وجود رابطه معنويه دقيقه قويه غريبه تختلف بطبيعتها ومزاياها وتأثيرها عن كل رابطه اخرى , فهي أشدّ وأصلب وأبقى بما لايقاس من الروابط الدمويه والجنينيه حتى والأخلاقيه وليس بين خيوط هذه الرابطه خيط غزلته مقاصد الماضي أو رغائب الحاضر أو أماني المستقبل , فقد تكون موجوده بين اثنين لم يجمعهما الماضي ولا يجمعهما الحاضر _ وقد لايجمعهما المستقبل . وفي هذه الرابطه ياميّ , في هذه العاطفه النفسيه , في هذا التفاهم الخفي , احلامٌ اغرب وأعجب من كل مايتمايل في القلب البشري احلام طيّ احلام طيّ احلام . وفي هذا التفاهم" ياميّ " اغنيه عميقه هادئه نسمعها في سكينة الليل فتنتقل بنا الى ماوراء الليل , الى ماوراء النهار , الى ماوراء الزمن , الى ماوراء البديه . وفي هذه العاطفه يا" مي " غصات أليمه لاتزول ولكنها عزيزة لدينا ولو أستطعنا لما ابدلناها بكل مانعرفه ونتخيله من الملذات والأمجاد . لقد حاولتُ في ماتقدم ابلاغكِ ما لا ولن يبلغك اياه الاّ مايشابهه نفسك . فإن كنتُ قد أبنت سراً معروفاً لديك كنتُ من اولئك الذين قد حبتهم الحياة واوقفتهم امام العرش الأبيض . وأن كُنت قد ابنت امراً خاصاً بي وحدي فلكِ ان تطعمي النار هذه الرساله . استعطفك ياصديقتي ان تكتبي إليّ , واستعطفك ان تكتبي اليّ بالروح المطلقه المجرّده المجنّحه التي تعلو فوق سبل البشر . أنت وأنا نعلم الشيء الكثير عن البشر , وعن تلك الميول التي تقربهم الى بعضهم البعض , وتلك العوامل التي التي تبعد بعضهم عن البعض , فهلاّ تنحّينا ولو ساعةً واحده عن تلك السبل المطروقه ووقفنا محدّقين ولو مره واحده بما وراء الليل , بما وراء النهار , بما وراء الزمن , بما وراء الأبديه؟ والله يحفظك يا " مي ّ " ويحرسك دائماً صديقك المخلص جبران خليل جبران |
12-08-2003, 20:56 | #44 |
عضو شعبيات
|
موضوع شيق وامتعني غاية الامتاع شكرا لصاحبة الموضوع ولكل من ادلى بدلوه هنا |
13-08-2003, 14:59 | #45 |
شـــاعرة
|
مساء الحب والحلم والخيال
((منذ كتبت اليك حتى الآن وانتِ في خاطري . ولقد صرفت الساعات الطوال مفكراً بكِ مخاطباً اياكِ مستجوباً خفاياك مستقصياً اسرارك. والعجيب انني شعرت مرّات عديده بوجود ذاتك الأثيريه في هذا المكتب ترقب تحركاتي وتكلمني وتحاورني وتبدي رأيها في مآتّي وأعمالي . انتِ بالطبع تستغربين هذا الكلام , وانا استغرب حاجتي وأضطراري الى كتابته اليكِ . وحبذا لو كان بامكاني معرفة ذلك السّر الخفي الكائن وراء هذا الأضطرار وهذه الحاجه الماســــّه لقد حاولتُ في ماتقدم ابلاغكِ ما لا ولن يبلغك اياه الاّ مايشابهه نفسك . فإن كنتُ قد أبنت سراً معروفاً لديك كنتُ من اولئك الذين قد حبتهم الحياة واوقفتهم امام العرش الأبيض . وأن كُنت قد ابنت امراً خاصاً بي وحدي فلكِ ان تطعمي النار هذه الرساله . )) الحب على الرغم من كونه جميل ورائع الا انه احيانا يتحول الى عذابات ومتاهات كثيرة تدخل دهاليز مظلمة فبعضها تؤدي الى طريق مسدود وبعضها الاخر يؤدي الى استقرار وسعادة ماأتعس أن ان يكون الحب في طريق مسدود برغم الحزن مازال السماااء تمطر كلمات عذبه تعّلم وسيتعّلم منها الكثير من المتذوقين والذين يشعرون بمشاعر المحبين الجازي امتعتيني بهذه الحروف المتناثره على شاطئك المسحور جمالاً وروعه تحياتي |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|