[عائشة الثبيتي]

في حياة كل منا نقطة توقف
مرغمين نقف عندها
ورغما عنا أيضا نغادرها وقد تناثر بعضنا لنعجز عن لملمة شتاتنا
نرحل ويبقى شيئا منا عالقا بتلك الأماكن
كذكرى يشدنا إليها الحنين في كل ذات ضيق ..

[عائشة الثبيتي]

لنعد لنقطة البداية ونتحدث
عن تلك اللحظة التي ابتعت فيها تذاكر الهجرة لترحل ودون وداع
عن قناعتك التامة أن فارق العمر والمستوى التعليمي يبني حاجزا واضح لا يمكن تجاوزه
عن إيمانك أن العاطفة أقل من أن تبني حياة صالحة

اذكر حينها أني قاسمتك أن يوم رحيلك سيكون أول أيام العزاء وقد فعلت

[عائشة الثبيتي]

مضت أيام العزاء وأشهر الحداد التي قاسمتك عليها

كان من السهل تجاوز الحداد بعد أربعة اشهر وعشرا ،
ولكن بقي الحداد يسكن روحي خلسة
ليرافقني في كل ذات سكون .

[عائشة الثبيتي]

حتى الكتابة عن الألم يغير مذاق الأشياء التي اعتدنا عليها
عذرا لكوب القهوة الذي اعتدت مرافقته فبات اليوم لا يحتمل مذاقه.

[عائشة الثبيتي]

أتذكر جيدا
في فترة الحداد أني سمعت عبارة الجنون كثيرا جدا
وعبارة طيش وصغر سن
وقليل من ابتسم ابتسامة عطف وربما شفقة ومضى..

[عائشة الثبيتي]

استوطنت بلدا لا تعرفك
لا تتقن ترجمة ما تملك
أرضا لا تشبهك أبدا
فبقيت غريبا بقية عمرك

[عائشة الثبيتي]

لم تغادر الحياة مبكرا
لكنك تأخرت كثيرا في اتخاذك القرار
وفشلت أيضا في إيضاح عاطفتك بطريقة توجب الاحترام

[عائشة الثبيتي]

وحين رحلت بقيت قصتك معلقة ببن صمتي وكرههم
بين ضعفك وغيابي
فعاد الحداد عنوة بظلاله ليسكب في مقل الانتظار العمى .

[عائشة الثبيتي]

اكثر ما يؤلمنا أن نجد ذواتنا في مكان لا يليق بنا
ولا يعطينا ما نستحق من الفرص لنعيش كما ينبغي
أن نجدنا على هوامش حياة قاتلنا كثيرا كي تبقى.

[عائشة الثبيتي]

في ليلتين متتابعة زمنا و هدفا رأيت وجهين للحياة مختلفين
الأولى: زففت فيها لتلك الطاولة كعروس لأجلس في مكان أعد لي مسبقا ولترافقني اثنتين كوصيفتين ما يكاد يقع نظري على شيء إلا وكان بين يدي ، ولأني بسيطة جدا ضايقني هذا كثيرا فهمست في أذن الداعية أن رفقا بي ولطفا.

الليلة الثانية : حين دخولي سكنتني الغربة أقصى ما فعل أنها استدارت لتبتسم وتقدم الترحيب ثم تغادرني لأقف حائرة كل الأماكن مزدحمة طاولة واحدة في المؤخرة بها خادمة آسيوية فجئت إليها مبتسمة لأطلب رفقتها على تلك الطاولة اكتفت بالإيماء وشغلت انا باختيار المقعد المناسب رافقتها قرابة ساعة في عينيها يسكن خوف منعني حتى من الكلام ، أتذكر أني احتجت مسكن للصداع فلم أجد ماء حينها

وبعد أن غادرتهم أرسلت للداعية في الليلة الأولى شكرا كنت لطيفة معي جدا

لربما يرينا الله تناقضات الحياة لنعيد ونصحح الكثير فينا

[عائشة الثبيتي]

أكثر الناس اتقانا للغياب وغالبا يكون رحيلهم هو أخر حلولهم
هم أولئك اللذين نفذ صبرهم في محاولاتهم الصادقة للبقاء
الذين أنفقوا حلمهم وتحملهم في ترميم جراحهم منا
وفي إعادة صياغة قراراتنا بطريقة لا تؤذي أحد
الذين أعادوا برمجة أوقاتهم بطربقة تريحنا وتعينهم على تحمل مسؤولياتهم المتشعبة
ليجدوا أنهم قد نسوا أنفسهم لاجلنا

[عائشة الثبيتي]

بعض الأماكن قد تشعر بنا دون حديث
في كل مرة نأتي إليها نجد أن ذات الطاولة التي نحب تلوح لنا تنتظرنا
وحين نجلس نشعر بها وكأنها تحتضن أوجاعنا وتربت بعمق على اكتاف احتمالنا نمتن كثيرا لمثل هذه الأماكن

[عائشة الثبيتي]

حين أنتهي من كتابة أول كتاب لي
سيكون لهذا المقهى ولتلك الطاولة بصمة لا يمكن لروحي نسيانها

[عائشة الثبيتي]

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عائشة الثبيتي

المقارنة
مرايا ترينا أحيانا بوضوح حقائق لم نكن نبصرها
هي في النهاية ترياق لاستعادة الذات حين تذوب في أحدهم
تفرز ألف سؤال سام
تفتح أبواب الألم بطريقة لا يمكن مقاومتها
تصبح مشاعرنا مدن بلا أسوار
يغزوها الحزن ليغير ملامحها
وربما يفنيها .

لكننا نحتاجها وبعمق.

أولى خطوات التغيير التي بدأتها
الكفة الرابحة تحدد قراري

[عائشة الثبيتي]

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عائشة الثبيتي

كنت صادقة معك حين صرخت بوجهك
لا تثق كثيرا بعاطفتي ومشاعري
لا تحاربني بها فلن ابقى في موضع المتأمل لنزفي
لست من هذا النوع
مهما أحببنا إلا ما يأتي يوم ويفجر الوجع المتراكم كل جميل..

خطوتي الثانية