27-06-2008, 16:02 | #1 |
شــاعر
|
000 الورقةُ الوَاحِدَةُ وَالثَلاثُونْ 000
الورقةُ الوَاحِدَةُ وَالثَلاثُونْ.. (رسالة أدبية) ابنَةَ أمي وأبي: الآن وبعد أن سَقَطت الورقة الواحدة والثلاثون من عمري، ويعد أن امتلأ وِعَاءُ حياتي من التجارب المقيتة، وقفت على جُرْف التساؤل، وأخذت الذكريات تَحْدُوا رَكْبَهَا نَحْوي، وكل ناقةٍ من نوقِ هذا الركب أرى من فوق سنامها أيامي العِجَاف، ولياليّ المدبرات بفرحها وحزنها. ما أشد حنيني إلى الرجوع إلى الطفولة، وما أقسى سجن الكِبَر، فلو كانت الدنيا تؤخذ بالأمنيات، لتمنيت أن أبقى صغيراً، لتمنيت أن أعدو في شوارع طفولتي البريئة كما أريد ، لا حسيب، ولا رقيب يرقبني بعينٍ تحاول اصطياد الذنب من طفلٍ لا يعرف من الذنب غير اسمه. أين تلك الطفلة التي كنت أدفعها بعربتها الصغيرة في مساحات منزلنا المتواضع ؟ والتي طال ما حَمَلتُهَا فوق أكتافي النحيلة ، وأخذت أجري بها في محيط المنزل الأليف، أين تلك الطفلة التي ينفلق السرور على شفاهنا حين يَعُجُّ بالمكان ضَجِيجُهَا وَلَعِبُهَا. ما أرحبَ تلك الطفولة وما أزهى أمانيها، وما أبها حُلَلَ البراءة عند الصغيرين وقتها، أطفال مهما حَقَن المجتمع عقولهم بالحقد والكُرْه ، إلا أن قلب الطفولة لا يقبل حَقْنَاً بغير المودة والرحمة. ما بالنا ضَجِرنا من الحياة، وسَئِمْنَا مُجَارَاتَ الأحداثِ المغيظة،هل هو ضعف مِنَّا أم حسرة على مرحلةٍ من عُمْرِنَا ؟! إنصرمت وانتهى دَورُهَا القصير، تساؤلٌ لا جَوَابَ عليه إلا بمحاولة إغلاق دفاتر الماضي السقيمة ماجد سليمان |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|