05-12-2007, 06:51 | #1 |
كاتـب
|
فـ جزاؤه الموتُ خنقا
سأخبركم لماذا فعلت ذلك ، أرجوكم لا تحكموا قبل أن تكملوا قراءة كل حرف ، والغوص أبعد من ظاهره ، كيلا تظلموا أنفسكم ، أما أنا لا أخشى من ظلمكم لي ، والذي أراه ماثلا منذ الوهلة الأولى لاعترافاتي ومع ذلك عذرتكم ، وأكملت الحديث دون أن أنهر أحدكم ، أو أبرر له قيامي بتلك الأفعال، أخشى عليكم من مغبة تلبسكم بحرفي و وقوعكم رهن جريمة قد ترتكبونها في حق أنفسكم ، لذلك أشفقت عليكم وأكملت . منذ زمن وأنا أفكر كيف سأخلق البداية ، و إلى أين ستمضي بي؟ هل سيشفع لي حسن نيتي أمامكم . توقف . .توقف ، لا تحدّق بي هكذا ؟. انتظر سأكمل سأكـ.. لحظة فقط أشعل هذه السيجارة و أخبركم أو. .و. .و..ففف أعلم أني أطلت عليكم ولكنكم انتظرتم أشياء تافهة وشخوصا عاديين زمنا طويلا ألا يمكنكم أن تنتظروا حتى أشعل سيجارة..!! هكذا هو الإنسان ، عجول حينما لا يتعلق الأمر به شخصيا لا يهم ، سأتحمل أنانيتكم ، وأعلم أنكم ستندمون على تأففكم من الانتظار، مجرد شخص أراد أن يخبركم بسبب إقدامه على القيام بأفعاله تلك آه . . آه . . ، أشعر بتوعّك بسيط ، اعتدت عليه ، سأستلقي قليلا . المرض في بداياته يأتي مخيف ومربك ، ولكن بعد أن يتكرر أكثر من مرة يصبح أمر اعتياديا ، يحتاج إلى أن نتفهم سبب غضبه ، ونعمل على ترويضه ، لذا لا أريدكم أن تصابوا بذعر. أشعر بتحسن الآن ، لن أخفي عنكم شيئا . حينما رأيته ، أصبت بذعر شديد، كاد أن يغمى علي ، شعرت بلوثة جنون تكاد تصيبني ، و بتعرق شديد يبللني من أعلاي لأخمصي ، قبل شهرين واريته الثرى ، وها هو الآن أمامي وكأنه لم يرحل ! كيف ذلك ؟ هل يعقل لميت أن يبعث مرة أخرى ؟ لا لا لا . أطبقت على رقبته بكلتا يدي ، قبل أن يتفوه بكلمة ، و صرخت به : مت. . مت ، عد إلى حفرتك أيها البائس ، و أخذت أنشج بحرقة ، ويداي تعتصر رقبته بقوة ، ولكن ارتسامة الحزن في عينيه ، كادت تقتلني بدلا منه . بكل تذللي همست له ، أرجوك أن تسامحني ، الحاجة أقوى من اعتبارات الصداقة العظيمة التي كانت تجمعنا ، و أخذت أضغط بكل قواي على رقبته ، أردفت . . أعلم أني قتلتك مرتين ، و أهِمّ بخيانة ثالثة الآن ، ولكن أنت تعلم ما كنت لأقدم على ذلك لولا أن جميع الطرق سدت في وجهي ، ولا مناص من الغدر بك ، لأحيى . كان يجب أن تموت لأعيش ، لو عمرا قصيرا خارج أسوار الفاقة والديون المتراكمة على كاهلي ، كلنا منهوبون في هذه البقعة ، إذا لم نصعد على أكتاف بعضنا ونضحي بأقرب الناس إلينا لا يمكن لنا أن نحيى حياة كريمة ، أرجوك دع عنك ملامتي أرجوك ، ، فكل عبارات العزاء وعبارات الصبر ، لن تحيل الجوع شبعا والخوف أمنا ، أعلم أنك أنت الوحيد الذي وقف بجواري عندما تفرق الجمع عني . عندما مرض والدي كنت أول من عرض خدماته ، وتكفل بمصاريف علاجه التي كنتَ في أمَسِّ الحاجة إليها ، ومع ذلك تنازلتَ عنها طواعية لأجل رجل عاجز ، لم تكن ترجو من وراء ذلك أكثر من وفاء لعِشرة جمعت بيننا ، وحتى عندما أخبرتك بأنهم طردوني من عملي بسبب الغياب ، كنت أول من أمدني بالمال ، و أكثر من ذلك سعيت لي في عمل آخر . وبعد أن قتلتك قهرا بمحاولتي الدنيئة في التقرب من زوجتك ، تلك المرأة العفيفة ، وأنا في حالة سكر شديد ، عندما اغتنمت لحظة خروجك من منزلك و طرقت الباب عليها أسألها عنك و ألمّح لها بوقاحة عن السبب الأساسي لحضوري و أخبرها برغبتي بها ، وجدتك تغفر لي ، بعد أن عنفتني بكلمات ، جعلَتْني بدلا أن أرعوي ، أتميّز غيظا ، و أقع في رجولتك شتما وتقريعا . و آخرها جعلتك تكفلني في مبلغ كبير ، وحنثت بك ، وجرجرتك في المحاكم ، و بعد كل ذلك اتهمتك بالسذاجة والغباء ، وأن أمثالك خلقوا ليُفعل بهم مثل الذي فعلتُ معك.! أنت تعلم أن كل شيء أصبح مرهونا، بالنقود و تعلم أن أسعار السلع أصبحت مخيفة جدا ، وحتى التراب كذلك – خاصة لأمثالي – ناهيك عن كوني أب لستة ملاعين أخشى عليهم تقلبات الزمن، فلو لم أكن كما رأيتني لما استطعت أن أعيلهم. عندنا أخبروني بموتك وأنت عائد من جلستك الأخيرة في المحكمة والتي ألزموك فيها بالدفع أو السجن ؛ ترحمت عليك، و أكملت حياتي دون حتى أن أقوم بواجب العزاء مع أهلك فيك.، بل شربت نخب رحيلك وحدي و أنا أضحك من حادث بسيط أودى بحياتك.! غير ذلك يكفي أنني حرثت لك طريقا إلى الجنة شبه مضمون ، فأنت مِتَّ مظلوما وتحمل من المكافآت ما قد يجعلك تلج إليها دون حساب. أردت أن أخبركم ، بأن زمناً كهذا لا يستحق رجالا من أمثال صديقي ، زمن المصالح والخيانات والذل ، لا يجب أن يكون فيه رجل حقيق بهذه الكلمة، لذا كرهته وكرهت قوته ونبله الذَيْن عرّوا خستي وضعفي ونذالتي ، فعمدت إلى قتله. و ها أنا قتلته للمرة الثالثة كي أواري سوءتي ، و إن عاد أيضا بوجهه الحزين ذلك ، سأقتله ! فعصر النبلاء – يا من تجمهرتم حولي - انقضى مع آخر الفوارس ، وهذا زمن لا رجال فيه..! |
05-12-2007, 17:47 | #2 |
|
رد : فـ جزاؤه الموتُ خنقا
لي عودة تليق .. بـ قلم عبدالإله الأنصاري .. |
13-12-2007, 22:32 | #3 | |
كاتبه
|
رد : فـ جزاؤه الموتُ خنقا
|
|
04-01-2008, 08:38 | #4 |
كاتـب
|
رد : فـ جزاؤه الموتُ خنقا
يكفي أنك جئت ، ذاك فيض كرم مودتي ، |
04-01-2008, 08:41 | #5 | ||
كاتـب
|
رد : فـ جزاؤه الموتُ خنقا
إقتباس:
شكرا لكل الأمكنة التي جمعتني بكِ ، ولكِ |
||
06-01-2008, 05:02 | #6 |
بقـايا حُلـم
|
رد : فـ جزاؤه الموتُ خنقا
ماذا فعلت بنا ؟ دهشة لا تنتهي من حروفك وفكرك واحساسك سجل اعجاب بلا حد ولن نصل |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|