18-11-2005, 08:14 | #76 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
أيتها الأصيلة .. ومازلتُ موعودًا بأصدقاء من ورق الوقت وحميمية الظلال .. يقال ان قتل الفكر بالكسل والأهمال جريمة اشد من قتل الجسد ذلك أنه يرد الانسان مجرد كائن حيواني دون هوية وانسان بسيط هش سهل الانكسار غالباً ماينهار مالم يقم على قاعدة ثقافية وعلمية صلبة تحميه / وكذلك الشعوب / تنهار هي ايضاً اذا لم يكن الهيكل الحديدي في داخلها لامن حولها / في عقولها لافي عضلاتها ماهي وجة نظر اخي واستاذي الفاضل ابراهيم الوافي في ذلك ؟ تماما أختي الفاضلة .. فالتعليم مثلا في جميع المجتمعات يشكّل بنية البنية التحتية ، على كل المستويات في عصر تكنولوجي ..لاتكفي الفارسَ فيه قوّتُه البدنية لخلق مقاتل عظيم ..حينما تكون الحرب الحالية حربا سياسية و تقنية واقتصادية ، وحين يكون التعليم وحده القادر على صناعة وطن حين يحمل في جيناته السياسي والاقتصادي والعالم التقني الخ من العناصر الإنسانية القادرة على تشكيل مجتمعٍ متكامل في عصر لايقبل بغير التكامل في الحياة .. ناهيك من أن الحياة العصرية الآن لاتعتمد على الطبيعة وحدها في كسب الرزق بل على ما أحدثه الإنسان فيها من مصادر لكسبه .. حتى على مستوى الأعمال الحرفية اليدوية .. كالزراعة أو صيد الأسماك أو غيرها باتت بحاجة ماسة لأدوات ( تكنولوجية أو ميكانيكية ) للقيام بها .. وهذه الأدوات لاتتوفر صناعتها إلا بارتقاء المستوى المعرفي للمجتمع بصورة عامة . يقول الفيلسوف الالماني ( فردريك نيتشه) عن الالم والانسان ( ان الانسان اعظم المخلوقات شعوراً بالالم ) وتعرب الشاعرة ( ليلى العفيفة ) عن الحزن في قلبها فتقول تربع الحزن في قلبي فذبت كما 00 ذاب الرصاص إذ اصلي بنيران نرى الآن كثير من القصائد يخيم عليها الحزن والألم / وقد يرجع الى طابع الظروف التي نعيشها ونتعايش معها من حولنا / وكأن باب الفرح اغلق نافذته الى الابد هل ترى من وجة نظرك ان القصيدة ذات الطابع الحزين هي الاقرب الى نفس القارئ ؟ وايهما اقرب الى نفس الوافي من القصائد ذات الطابع الحزين ؟ ام تعتمد على الحالة التي يكون عليها ؟ أيتها الفاضلة .. كنتُ قد أسهبتُ في معرض ردي لصديقنا الأستاذ صالح العبد الكريم عن مسوّغات الحزن الآني وحيثياته ..حين تعرّضت لمفهوم الجيل الذي نحن فيه الآن .. وأشرتُ إلى أننا نعدُّ ( جيل مابعد الانكسار ) ذلك الجيل الذي تم تعليبه وتصديره لواقعه ... ولهذا يشعر هذا الجيل بنزعة وجودية للحزن .. ربما لأنه أكبر المظاهر الإنسانية التصاقا بالذات في عصر لايستطيع خلق السعادة أو الطمأنينة ..حينما تخضع السعادة ذاتها لسيطرة النظام العالمي وأعني به النظام الرأس مالي الذي حول الإنسان برمته إلى آلة تتجه لخدمته مطلقا وتتخذ قيمتها الوجودية من اعتناقها إياه .. أي بالمال أيضا تبحث عن سعادتها .. وقد تجيء هذه السعادة أحيانا مخضبة بدم الفقراء الآخرين ..وطالما أن الشعر يحمل دائما العاطفة الصادقة تلك التي يبحث عنها المتلقي المغلوب على حزنه فلا أصدق من أن يكون الحزن ذاته شعورًا جمعيّا .. يجتمع فيه المتلقي بالشاعر فيلقاه صادقا بحزنه وببثه إياه معا .. أما عنّي فلم ولن أكتب يوما نصا لاينتمي إليّ ...! افلاطون نجده لايحصر حديثه عن الحب في المرأة فقط بل يجعله متسعاً لكل عاطفة إنسانية تصل في النهاية الى الكمال والمثاليات الروحية في حين يقول ( بيدال ) ان فكرة الحب النبيل عند العرب كانت اثراً افلاطونياً هل تتفق مع بيدال ؟ وبماذا تتعارض معه ؟ وماهي الفكرة التي يمكن ان يضيفها شاعرنا واديبنا الوافي ؟ هنا .. يجب أن نتحدث عن مفهوم المرأة .. كمظهر للـ أنثى التي تشكل النصف الثاني تماما من حياة الإنسان أولا .. فنقول .. أليست السماء أنثى ، والشمس أنثى ، والأرض أنثى ، والسحابة أنثى ؟! .. هذا التأنيث العظيم للكون يدفعنا دائما إلى الوقوف أمام الأنثى ( الشجرة ) ذات الأوراق والأغصان المتشابكة ، وقفة تدبّر وتأمل .. قد تقفها الأنثى كثيرا فلا تحتفل بها قرينتها حين تنتظر وقفة الذكر وحده ليتأملها .. وهذا ماجعلها على مدى التاريخ تبحث عن مرآتها في عينيه ، والرجل ذاته لم يجد في جمال الكائنات ماهو أجمل منها ولهذا شغلته دائما فشغلها معه بها .. هذا عن المفهوم الضيق للحب حين يتخلق منه مفهوم أوسع وأشمل لعلاقة الحب التي تربط بين رجل وامرأة بصورة خاصة .. أما عن مفهوم الحب بشكل عام وأوسع وأعني به تلك النزعة الوجدانية تجاه آخر أيّا كان فتنعكس تأثيراتها على كافة الحواس عليه ، ..فهو بلا شك مدعاة لخلق أفقٍ نتشارك جميعًا في صناعة هوائه بأنفاسنا .. وحسبنا أن ننظر للدين الإسلامي ( وهو الرسالة العالمية الوحيدة من بين كل الرسالات السماوية ) لنتيقّن من أنه حينما قام على حب الله .. ومن ثم حب مخلوقاته إنما استهدفَ استعمارًا نموذجيا من قبل الإنسان للأرض ... د / خيرية السقاف .. استنطقتنا التواريخ واستشهدنا بحنوّها واحتوائها لجيل بأسرة لتكون قبّعة الوقت التي تستجمع الضوء لتشكل ظلّا ساعة سطوته وتسلطه علينا ... يا الله ياشروق .. إنها امرأة كزرقة البحر معطاءة حدَّ سكون الليل وسخيَّة حد تجوّل الروح في مدينة الصدق والصدّيقين حين يكون الحديث عن هذه الانسانة الراقية ادباً / وعلماً والتي حملت هموم الكثير / فكانت القلب الذي ينبض لااسعاد كل من حولها / والتي طالما اسعدتنا بفكرها / فكانت اماً للجميع / جامعة الاحتواء التي لاحدود لها شكراً شروق / شكراً للوافي الذي جمعنا بحروف هذه المدرسة الرائعة الا وهي د_ خيرية السقاف وشكرا للرائعين من الأصدقاء والصادقين من الأنقياء أختي الفاضلة . |
|
18-11-2005, 16:39 | #77 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
صديقي النبيل .. عبد الرحمن الربيع .. لمثلك تضرب المواعيد وتتوقف القطارات لا تتأخرُ عن ركبٍ ، وإن استعجل مجيئك ..فأهلا بك من قبل ومن بعد ... اديبنا الرائع ابراهيم الوافي لم اعرفه ولم اقرأ له الا من خلال النت او من خلال منتدى مواسم بشكل خاص وشعبيات بشكل عام ولا دري هل التقصير مني او من الاعلام .. والسؤال هنا لماذا هذا التقصير الاعلامي الكبير في ابراز ادبائنا امثالك وامثال الكثير والكثير الذين في اعتقادي اتجهوا للنت لتعويض هذا التقصير .. ليس تمامًا ياصديقي ، على اعتبار أن الانفتاح على الشبكة لم يتجاوز حتى في بداياته التي استمرت ضئيلة ومتقطعة ست سنوات على الأكثر في حين أن إصداري للمجموعة الشعرية الثانية كان في عام 97م ، وتواجدي في الصحافة سبق هذا التاريخ بكثير بل حتى تناول تجربتي الشعرية من قبل بعض النقاد جاء قبل 9 سنوات أو يزيد ،هذا على مستوى الشعر أما على مستوى الكتابة المقالية فأنا أحرر زاوية أسبوعية منذ حوالي سبع سنوات مما يعني أنني جئت للشبكة ذات الطابع الافتراضي من ساحة الواقع ، وليس العكس .. على أنني أدين لهذه الشبكة بالكثير الكثير من الانتشار والأصدقاء والعلاقات المتنوعة والتي اختصرت كثيرا المسافة الزمنية بيني وبين مجموعة من القراء بعضهم أو جلهم كان الذي بيني وبينهم تواصل نصي بحت ، وذلك بسبب الطبيعة التفاعلية للشبكة ، ولعل انفتاحي هنا في شعبيات على أصدقاء جدد أزيد بهم عدد الأنقياء الذين مررتُ بهم في رحلتي مع الكتابة من الأمور المهمة جدا في مسيرتي .. وحسبي ياصديقي أن تكون أحدهم . وهناك سؤال آخر بالنسبة للشعر التفعيلة فانا اجد الكثير من الاشكالات من ناحية التسمية ومن ناحية الاهمية وايضا من ناحية شروطه وضوابطه.. بالنسبة للتسمية فهناك من يسمي شعر التفعيلة بالشعر العمودي وهناك من يسمي الشعر المقفى بالعمودي فهماهو الاصح برايك ؟ وبالنسبة للاهمية ولا يخفى على الجميع اهميته التاريخية والادبية منذ ولادته الى يومنا الحاضر فهل تحدثنا عن ذلك ؟ اما بالنسبة للشروط والضوابط التي يتميز بها شعر التفعيلة من اوزان وعروض فهناك من يعتقد عكس ذلك بسبب تسميته الشعر الحر اتمنى ان توضح لنا هذه المفارقة وبشكل مبسط ؟ ياصديقي الحبيب .. استطراد الحديث أحيانا يجعلني أعرّج على أمور مختلفة .. وقد سبق لي الحديث عن شعر التفعيلة بإسهاب في معرض إجابتي على أسئلة الصديق بركات الشمري .. وجاء فيه : ( أخي الحبيب .. قصيدة التفعيلة بشكل خاص نعني بها .. تلك القصيدة التي أعيد ترتيب تفعيلات البيت الواحد فيها بتنويع موسيقي يتعامل مع النص كوحدة موسيقية كاملة .. لامع البيت الواحد كوزن موسيقي متتابع .. منطلقا في هذا من ضرورة إدخال الإيقاع أو الموسيقى دائرة التأثير الفني للنص .. ويشبه في هذا الأغنية ذات المقاطع المختلفة في الألحان ، أما بالنسبة لتجربة قصيدة التفعيلة في الشعر المحكي بشكل عام ، يخيّل لي أن مدرسة الشاعر بدر بن عبد المحسن قد وطّنتها كثيرا في الذائقة الاجتماعية وساهمت بشكل مثير في تسريبها شجيةً مثيرة عبر قصائد شعرية خالدة قدمها الغناء في أوّل الأمر بصورة متماهية جدا مع تنويعها الموسيقي إيقاعيّا من خلال الأغنيات ذات المقاطع المتعددة و ( الكوبليهات ) المختلفة الألحان .. ثم بعد ذلك انتقلت منه من الغناء لمنابر الأمسيات ولقيت حضورا طاغيا عن طريق شعراء كثر اعتنقوا هذا التوجه وأجادوا كثيرا فيه ... وأضفت : ( ..أنواع الشعر المعاصر ثلاثة .. شعر عمودي ونعني به الشعر البيتي .. ذو الأبيات المتّسقة إيقاعيا .. ثم شعر التفعيلة وهو خلق قوالب موسيقية من خلال نثر تفعيلات البيت الواحد على النص بكامله .. وأخيرًا قصيدة النثر ..تلك التي تهتم بشحن اللغة شعريا وتغفل الموسيقى تماما ... شعر التفعيلة ياصديقي ..تحتاج لشاعر متمرّس في كتابة القصيدة الكلاسيكية .. وبأذن موسيقية شفيفة وقادرة على خلق قوالب موسيقية جديدة ومتنوعة .. وبشكل عام هي مرحلة متطورة موسيقيا .. وتحتاج تماما لشاعرٍ يجرّب فيها كثيرا حتى يبلغ صوتا موسيقيا شهيّا من خلال إعادة ترتيب التفعيلات .. وهي كما أعلم قليلا ببحور شعرية ثمانية .. صالحة للتطبيق لكنها عاجزة عن خلق شاعر تفعيلة مميز من خلال إدراكها فقط مالم يمتلك حسًا موسيقيا قادرًا على خلق موسيقاه الشعرية الخاصة . ) واخيرا وليس آخر ساظل واقفا في مكاني ولن ابرح المكان حتى تتاح لي الفرصة بمزيد من الاسئلة .. ولك وللاخت نجدية كل الشكر والتقدير على هذا المتصفح النيّر ... ولكم اطيب التحايا . كنتَ كثيرا بنبلك هنا يا صديقي .. كثير جدا .. فشكرا لقلبك |
|
18-11-2005, 16:59 | #78 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
قلبُكِ البحر .. وماملكتْ سنينُكِ أيتها الفاضلة .. فالظلالُ خدعة الأماكن .. وسفينة بصدرٍ مخروق .. وغرقى لايلتهمهم البحر إلا نكاية بالجفاف .. أسوأحالات الغرق الموت بالبللِ .. حينما قلتُ : هما اثنانِ ياصاحبيْ سكنا لجّة من ألَقْ .. طفا واحدٌ فاستدلُّوا على آخرٍ سألوه لماذا تبلّلتَ بالماء مادمتَ تنوي الغرقْ ..! قلتُ لظلي .. شاعر عند باب الحقيقة يكذب أو شاعر مستحيل أيهم انا ؟؟؟ وكلاهما في النار فقال : أنت لمن يقرأك قلتُ ربما ولكن بعد ان آخذ كتابيه ، وانا رجل شمالي مشلولة ويميني مغلولة فبأيهما سأستلمه قال لم كل هذا ؟ قلتُ : لانكَ أنا حينما تكتبني وأنت حينما أقرؤك هذا التمازج جعلني كجلد ناشب بشجر شوكي شدوا عنه صاحبه ! فإن كنتَ انا وصدقتُ .. فقد اوجعكَ وجعي واوجعني أكثر ان اوجعك ، وان كنت انت ... فلقد اوجعك كذبي حينما صدّقتَ .. صدقي الكاذب ، نحن معا لعبنا لعبة خطيرة أيها الظل . فقال : هل تستمع لكل من صفقوا لك ؟ قلتُ : لا يصفق لي الا من ينتشي بوجعي لكنك تتوجّع بنشوتي ولهذا ابتسم في وجوه اولئك بحزن وابكي في وجهك بسعادة هل تفهمني ؟ قال : فوق ما تتصور ..! قلتُ : حسبي هذا إذا تعرفين .. أيتها الفاضلة .. يبدو الظل بالنسبة إليَّ نصفي الآخر .. ذاك الذي لم يتخلله الضوء ..حين أقف في دائرته .. ذنبُهُ في أخطائي.وقوعُ الضوء عليّ .. وحجّته بمرافقتي إحساسي بالضوء ...! هل تستطيعين تخيّل ظلٍ لايتبع صاحبه ؟! هذه التعبية المطلقة مالذي تعنيه حينما تخامر ظلالنا دّكنةٌ غامضة ! أليست الأوْلَى بالمناجاة .. وتبادل الذكرى حين تكون قطعةً من غموضنا ؟! أما عن الموت .. فالموت ذاته عند الشاعر ذاكرة للنسيان.. شيخُ تلفع بالسواد متجها للزوال.. حين يبشر بالعودة إلى الطين... الموت ساعة صغيرة على معصم فتاة مشلول...! عمود رخاميُ في ميدان المزدحمين.. علّقت عليه ساعة ضخمة لا تتكرر.. أجراسها..! ثقبُ في طبقة الشجون ينفذ عبره بخار المواقف والتواريخ والأحداث.. فلا يتكثف السحاب، ولا تحمله الرياح بمشيئتها حتى وإن أذن لها الرشيد..! الموت عود كبريت هاجع لا يشتعل وحده.. إلا حينما يأكل الذئب من الأمم القاصية..! إنه لحظة أفول مذهولة.. ولفظة ذهول مأهولة بنوم القلوب واستراحة الدم من رحلات الفصول الأربعة! بكاء من بعدنا عليهم حينما يشبهوننا آخر الطريق..! ليس بين الشاعر والشاعر إلا الموت.. وليس بين الموت والموت إلا ما يدركه الشاعر..! لهذا فقط مات طرفة بن العبد مبكّراً.. وعمّر لائمه طويلا.. ولهذا فقط كلما هيأنا للموت ذاكرة حيّة.. اعاد (موت) الشاعر لذاكرتنا الحياة..! ولعل ما أومأ لي بفلسفة هذه الظاهرة وأعني بها الموت .. هو كونها موضوع رسالتي الأكاديمية .. فقد كانت بعنوان ( الموت في الشعر العربي الحديث / السياب نموذجا تطبيقيا ) ، والحقيقة أنها كانت تجربة مثيرة جدا على المستوى الشخصي والنفسي يومها ، فالموت عند الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب يتمرحل بصورة مذهلة ومثيرة حين يجيء في البدايات رومانتيكيا متماهيا مع أقرانه أو من سبقوه بفترة قصيرة من أمثال الشابي وعلي محمود طه وآخرين ، لكنه في الفترة التموزية الأهم في شعره يتبدل إلى موت آخر موت تنبعث في أعقابه الحياة من خلال الأساطير والرموز الإغريقية التي عج به شعره في تلك الفترة ( وأعني بها الفترة التموزية ) والتي شهدت النصوص الأكثر خلودا في الشعر العربي الحديث ، ثم بعد ذلك المرحلة الثالثة وهي مرحلة المرض والموت الحقيقي وتختلف كثيرا عن البعد الرومانتيكي للبدايات حينما يكون الموت مخلصا من قيود الحياة وأعبائها ، وكذلك تختلف من جهة أخرى عن الموت الذي تنبعث بعده الحياة .. لقد كان موتا حقيقيا يستشعره في كل لحظة في حقنة الطبيب وينتظر خروجه عليه من ثقب في الجدار ..! مع التعرض أيضا إلى ظاهرة الموت المبكر الذي داهم شعراء عرب اشتهروا بولعهم الشعري بالموت على مر العصور التاريخية .... والحقيقة أنني كنت متحمسا جدا لإصدارها في كتاب ، لم يكتب له الظهور لظروف متنوعة وقتها ، ولعلني في زحمة الكتابات والقصائد لأأفكر مجددا في طباعتها ، حينما أحاول ( إن أمكنني هذا قريبا ) أن أستكمل هذا المبحث الثري والمشوق جدا في مبحثٍ أكاديميٍّ وشيك .. يااا نجديّة ... والله لاقيمة هنا إلا لما تثيرون .. ولاحضور إلا ماتتركونه في مجلسي الأثير هذا ..حين منحني نبلكم الكبير إشاعة الكلام الكثيف فيه .. فشكرا لقلوبكم من قبل ومن بعد .. ولاحرمني الله وعي أختي وسماء خُلقِها ... وعلوّ شأنها .. |
|
18-11-2005, 21:21 | #79 |
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
. الشاعر الحقيقي .. هو رسول الجمال والسلام .. ابراهيم الوافي يشرح صدره .. ويبسط فكره وأدبه وشعره .. شكراً لـ كل هذا الكرم .. س1 نلمس في كتاباتك الشعرية والنثرية اتصالا وثيقا بالشعراء الأوائل في مسيرة الشعر العربي .. بالتضمين حينا .. وبالاقتباس حينا .. وبتقمص شخصياتهم في أحايين أخرى .. مع ثروة ثقافية تاريخية تدرك التاريخ وتحسن توظيفه بصورة تفوق العظة والعبرة ..كما لمسنا في نص ( تمام الثانية عشرة بكاء بتفويت بغداد ) والذي نشرته في معرض إجابتك على الأخت نورة العجمي .. علاقة إبراهيم بالتراث العربي القديم ، وأجداده الشعراء القدامى .. هل نطمع بأن يحدثنا إبراهيم قليلا عنها ؟ س2 رواية ثلاثة رابعهم قلبهم .. أول ما يلفت انتباهنا فيها اسم البطل فيها ( إبراهيم ) هل في هذا إشارة إلى انحرافها من الرواية إلى السيرة الشخصية ؟ س3 في قصائدك .. / كتاباتك تجعل القارىء في حيرة من قاموسك اللغوي .. هل تتعمد إثارة الصورة الشعرية لتصل بها إلى مراحل الإيحاء الحي ؟ س4 ما رأيك في القضايا المثارة حول منع نشر كتب شعريه او روايات بـ سبب الوقوع في المحذور وتجاوز الخطوط الحمراء تزامناً مع عصر الأنفتاح وأنتشار القنوات الفضائيه التي لايوجد يد طولى أو رقابة تمارس التحكم المباشر عليها وأقربها المسلسلات المكسيكيه التي تعرض على قنواتنا العربيه وفي مجتمعاتنا المنغلقه ويتشرّب منها بعض من ابناء وبنات جيلنا كل القيم الـ غير مقبوله في مجتمعنا والتي تجسّد الحب والخوض في علاقات شائبه بأسم الحب وتبسيط أشكالها ؟!! الا ترى أن هنالك خلل أو تناقضا .. ؟ لنفترض أن بعض الكتب تسيء للدين او محرضه سياسياً ولكن من المعروف أن العمل الأبداعي لايجب أن ترسم حوله الحدود .. ماذا يجب أن نمنع ؟ ، ومن مؤهل لـ يحدد هذا الممنوع ؟ تحية وأحترام .. . |
19-11-2005, 11:02 | #80 |
شـــاعرة بحريـنــية
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
احاول لملمه حرف لك من تاريخ موده لا ينتهي.. وتعود ذاكرتي إلى كلمتين( أخ قلبي , وبســ كم).. لذا سأكتفي بتلك الكلمات فهي سخية أكثر مما قد أنثره هنا. وبما اني أعلم أنك لن تتصوف وستجعلني أعبر عبر مجهر روح إبراهيم بكل سخاء سأنثر بعض الاسئلة هنا روائي..قاص..شاعر.. كاتب..ناقد كل تلك الجنسيات الروحية تقمصت أبراهيم بعمق. 1*فكيف كانت البداية؟ 2*وكيف تشكل لك الوعي النقدي ؟ 3*وما الذي دفق لك كل تلك الأحاسيس الادبية لتغلل بك فتثمر على كل هيئة ممكنه من الجنسيات الادبية؟ 4*وكم أصبع كنت تبلغ حينما مارست حقوق طبع المشاعر على الورق؟ 5*ولأي من الاجناس الأدبية تنتمي؟ 6 *بعض كتاباتك نزارية الحب والسياسة رغم ذلك هنالك دمغة روحية وتفرد مختلف تماما..فكيف لك أن تفسر ذلك؟ 7*هل ترى أن للإبداع حدوداً ..أي مجرد ضبط لحرية الكلمات حتى لا تتجاوز الخطوط الدينية أو الاجتماعية؟ 8*كتابة الالوان على اللوحات كانت موهبة ربانية منّ عليك بها الخالق فلما أغلفت عن هذا الجانب وانت تعلم ان كساد الموهبة بعدم الممارسة.. هل غنت الكتابة الحبرية إبراهيم عن الفن التعبيري ؟ 9*الشعر النثر بدأ بالتسرب إلى الكثير من الشعراء..فهل لك أن تصرح لنا عن بعض النماذج الجيده لكتاب هذا النوع من الأدب؟ وماهي معاير كتابة القصيدة النثرية؟ منحك الواهب عز وجل دم شاعر نقي ..فحين نقرأ إبراهيم نحس بتبادل روحي غريب ..نشعر بلسعة الكلمات دون الحاجة لوجود مجهر للتنقية. 10*فكيف كان امتنانك للخالق عز وجل؟ 11*وهل لك كتابات روحية بحتة فقط للرب؟ وان كان لقلمك نصيب بذلك أود لو تضع نص روحي هنا؟ |
19-11-2005, 19:48 | #81 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
أخت البياض وصديقة النور .. ولا نزال تحت غيمة ..! ما تعني لك هذه الأسماء من القامات شعرية الممتدة في فضاءات الابداع الشعري العربي بدر بن عبدالمحسن شاعر قصيدة التفعيلة المحكية الأول .. ورائدُ مدرسة ( سيّابيّة ) فيها ... كلما نسيته .. تذكَّرته مردّدًا : ( والله الجفا برد وقل الوفا برد والموعد المهجور .. ماينبت الورد ياحبي المغرور ياللي دفاك شعور رد القمر للنور .. وباقي العمر في وعْد ..! ) محمد مهدي الجواهري به بقيت القصيدة الكلاسيكية .. لمئة عام أخرى عبد الوهاب البياتي حينما كنتُ أبحث في ظاهرة الموت في الشعر العربي الحديث .. عرفتُ من خلاله .. أنَّ للموت في الشعر أنواع كثيرة .. أوجعها وأشدها بؤسا الموت السياسي ...! محمود درويش أنت حجّتنا عند شعراء النثر كلما سخروا من موسيقانا بدر شاكر السياب أقسم .. لو لقيته حيّا لقبّلتُ جبينه امتنانا ..! أين يجد ابراهيم الوافي الهامه ؟ و ما هو دور الملهمات في نبضه و إنتاجه؟ يااااله من سؤال أيتها البيضاء .. إنه يدفعني للتشفِّي بالريح وهي تحملني بالونة من نشوة وغرور مغرور ! يااا أخت الطيب .. .. النوافذ مخصصة للهواء ! كلٌّ يغني على ليلاه .. و( ليلاى ) أغنيتي ..! ليلى التي لاتعبأ كثيرا بأحاديث النساء عن شاعر يكتب امرأة غيرها علمت قبلهنّ أنها كل النساء وأنها مثوبة الصبر ... إنها أيتها النقية الخاتمة التي جاءت رحمة بالفراق العظيم ، من هناك من مدينة الملائكة ودعاء الأمهات واستراحة التعب ..! حينما يأتي الذي أخشى عليكْ رعشةً تحقنُ صمتي عنفوانا حينما يغفو الهوى في راحتيكْ وأنا أهربُ من عينيكِ .. أغْتال الحنانا فهو الشعر الذي يعصر قلبي ويحيلُ النورَ في عيني دخانا .. *** قدرٌ .. أن تسكني قلبي وقلبي ملؤه حزنٌ وأحلامٌ ثكالى لاتضيئي فوق عينيك السؤالا فأنا أعلم أني ملك عينيكِ .. ولكنَّ المحالا أن يجفَّ الحرفُ في شفتي وفي قلبي تدفَّقَ نبْعُهُ عذبًا وسالا *** قابعٌ وحدي .. وأوراقي مبعثرةٌ كثيرةْ بينما عيني تستجدي الصغيرة والكبيرة والسكون البكر من حولي شراعٌ مبحرٌ يتندَّى الليل فيهِ .. مثل عنقودٍ من الحلُمِ المسوَّم بين أوسمة الحكايا وندوب الحائط المرصوف أطياف الصبايا والهوى العذريُّ عطرٌ .. واشتهاءاتٌ سبايا (ذلك الشعر الذي يعصر قلبي ويحيل النورَ في عيني دخانا ) *** اهدئي .. نامي فما في الكونِ ما يصغي لهمسي فأنا أعلم أني فارسٌ .. ما بين أنفاسي ونفسي لن تري في غرفتي إلا اضطرابي رعشتي تبْغي وصمتي واكتئابي لا تقولي إنه شيطانُ شعرٍ ذلك الشيطانُ لايغري حبوري لاتقولي إنه شيطانُ شعرٍ ذلك الشيطانُ لا يثري حضوري لا يغني بين أضلاعي ولا ينبض قلبا لا ينادي ألف محزونٍ .. و لايحمل حبا لا تقولي إنه شيطان شعرٍ ذلك الشيطان لا يغري شعوري حينما يأتي الذي أخشى عليك اتركيني لمكاني وامنحي عيني المكانا لن تري شيئًا سوانا لن تريني أبذر الحب .. وأستسقي الحنانا إنه الشعر الذي يعصر قلبي ويحيل النورَ في عيني دخانا ..!! من خدم الأدب العربي أكثر أدباء المهجر أم أدباء الداخل؟ الأدب يقاس في المراحل أو العصور الأدبية .. والحقيقة أن آلية العصر فرضت هذا التقسيم سياسيا .. والا لاعتبرنا الشعراء الأندلسيين مثلا مهجريين تبعا لاختلاف البيئة .. هذا من حيث وحدة المكان أما من حيث الهم الشعري .. فلا شك أن شعراء المهجر أضافوا أبعاد إبداعية ربما نتجت عن تغير الحياة والشعور بالهم القومي بمنأى عن وطأته مما أتاح لهم فرصة التنظير الإبداعي .. ولعل ..كتاب ( الغربال ) لميخائيل نعيمة نموذجا حيا لهذا التنظير .. لكنني في كل الأحوال لاأميل إلى التعميم مع وجود التفاوت الإبداعي في التجارب الشعرية المتعددة في المهجر والداخل .. تنقلت بين كثيرا من المنتديات قبل إنشاء المعاصر إلى أن تمت دعوتك إلى موقع شعبيات وسبق أن قلت في أحد ردودك في هذا اللقاء ان الأخوان هنا في شعبيات مثلا يبذلون جهودًا مضاعفة على كل المستويات ، وهو موقع حميم جدا أثق في تألقه دائما ربما لأنني على ثقة تامة بحسن إدارته بشكل حميم ومتوازن جدا بصراحه ماتقييمك الشخصي لمستوى الموقع بالنسبة للمنتديات الأخرى ومشاركات اعضاءه سواء على مستوى الشعر او الأدب ؟ أولا لعلها فرصة مناسبة جدا أن أكرر الشكر والتقدير للقائمين على هذا الموقع الحميم الذي يحظى بعناية ورعاية واعية جدا .. وأشيد بالفعل بقامات شعرية ثريّة يضمها هذا المكان .. وإذا كان في طابعه العام يتجه نحو الأدب الشعبي أو الشعر المحكي ..فإن منتدى مواسم تحديدًا بات منبرًا ثقافيا هاما في مسيرة الأدب على شبكة الانترنت .. ولعلني أجدها فرصة مناسبة لدعوتكم جميعا لمتابعة حلقة الأسبوع القادم من البرنامج التلفزيوني آفاق ثقافية حين أتعرض من خلاله لأدب الشبكة الالكترونية بشكل عام .. إذا إجمالا .. يشعر المقيم هنا أو السائح بمادة إبداعية ذات قيمة عالية بالفعل .. والموقع يتصاعد كثيرا بكم يانورة .. لاحرمكم الله تألقه ولاحرمه حرصكم المؤثر فيه . |
|
20-11-2005, 09:54 | #82 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
أيها البهي .. أصدقك الخبر ..سأتعامل مع هذا الطرح على أنه لصديقي حسن آل مسفر .. لأنه من الصعب أن أتعامل مع ظلال .. أو مع ماوراء حجاب .. لاسيما والطرح بالفعل يثير إشكالات كثيرة ذات مساس جوهري بالساحة الشعرية أو بعض رموزها .. والحقيقة أنني مندهش من تحفظك أو تحفظ هذا الصديق على هويّته حينما يعكس في طرحه أبعادًا موضوعية ذات صلة بتجربتي الشعرية ..ناهيك عن عمقها وانعكاس عملية متابعة مميزة للساحة من خلالها ... لابأس ياصديقي .. سأقف هنا مع الناقل ..حينما لانتناقل إلا مانؤمن به ..! اشتملت المداخلة هنا كم هو واضح على ثلاثة محاور أساسية ولا أقول أسئلة بصدق .. لأنها اعتمدت على إثارة القضية والإحاطة بها وطرحها من أجل توسيع دائرتها .. .. ولعل محورها الأول يمكن تلخيصه بالتالي : (تكريس الشعر الشعبي في مرحلة ما بعد حرب تحرير الكويت ، حتى ظننا أن كل مواطن أصبح شاعر ، وطبعاً لم يكن هذا مجرد حالة ثقافية تلقائية ) ... ياصديقي .. لاتزال الذاكرة العربية شعرية بطبعها كما أشرتَ أنت .. ولا زال الشاعر يمارس دوره القديم كوزارة إعلام للقبيلة ..يؤرخ أمجادها .. ويتذاكر مواقفها .. يقوم بدور الواعظ والمرشد والمحفّز .. الخ من الأدوار التراثية التي ظل الشاعر العربي يقوم به منذ وقوف امرئ القيس على الطلل .. ولهذا وحده يتفاعل المواطن العادي عند الحدث .. ولايجد ملجأ له إلا الشعر .. وهنا لايمكن نسف كل نتاج المرحلة بسبب حيثيات ومسوّغات تكوينه .. كما أننا لايمكن أن نعتبره حالة ثقافية .. لكننا حتما سنخرج منه بما هو أهم من كل ذلك وأعني به تغلغل الشعر في الذات العربية كوسيلة فاعلة للتعبير والتأثير معا ... أما فيما يتعلق بالمحور الثاني .. وأعني به واقع الساحة الشعرية فلعلي بصدق .. لاأخفي انزعاجي الكبير من مصطلح ( رياض الحميدين ) حينما يكون الصديق الشاعر سعد الحميدين خير من يتعامل مع النص الشعري بعيدًا عن الشللية التي تنخر منابرنا الثقافية الأخرى .. وإذاكنتُ واحدا ممن عُرفوا بصحيفة الرياض كما أشرت .. فأصدقك القول كنت على تواصل مع ملحق الصحيفة لمدة سبع سنوات لم أتعرف ـ هاتفيا أو مواجهة ـ مع الصديق الشاعر سعد الحميدين إلا بعد انقضائها .. فالشاعر سعد الحميدين من الرواد الذين فتحوا قلوبهم ومنابرهم لأبنائهم .. ولن أكون وأقراني أولهم حينما لم يكن شيخنا الصغير سلطان القحطاني آخرهم .. وحسبي أن أضيف أن الشاعر سلطان القحطاني حصل على المركز الثالث في جائزة الشعر العربي لعام 2001م وهوطالب في المرحلة الثانوية .. وبالطبع بدعم وترشيح الصديق سعد الحميدين وأنا أعلم يقينا أنه حينها لم تكن تربطه بسلطان أدنى علاقة أو أدنى معرفة .. أما عن المرحلة ككل .. فقد كنتُ قد أسهبتُ كثيرا في الحديث عنها في أطروحات سابقة ومتنوعة عبر هذا الحوار .. لكنني أود تصحيح معلومة خاصة لدى صديقنا الذي حمّلك وزر الطرح هنا فحمّلني مؤونة الإجابة عليك تتعلق بتصنيف تجربتي ضمن شعراء قصيدة النثر .. على الرغم من أنني لم أكتب قصيدة نثر واحدة في حياتي .. إلا إن كان يعتبر أن قصيدة التفعيلة ذات الإيقاع الموسيقي الواضح وإن اختلف عن البحور الخليلية قصيدة نثر ...! ومع هذا قالحقيقة من الصعب جدا تصور الأمر حينما لم يخطر لي على بال تقييم تجربة زمنية أنتمي إليها ، فضلا عن عدم نبوءتي بقدرتي على السفر إلى الغد ، تعجّ الساحة بالعديد من الشعراء المميزين ، فإن كنت أحدهم فهذا نبل منك وحسن ظن بأخيك ، ولعلني أكون كما تصفني ، حين لاأستطيع ولا أجرؤ على تقييم تجارب أقراني .. 3 - غياب النقد الحقيقي هل يشكل قضية لشعراء المرحلة ؟ ما من شك أن النقد الآني واحدا من أهم ظواهر الأزمة التي يمر بها الشعر العربي المعاصر ، وقراءة النصوص أو تحليلها باتت مغايرة تماما لما كانت عليه لقد صارت عملية إبداعية موازية للعمل الإبداعي ذاته .. فالقصيدة المعاصرة قصيدة ( معقدة نفسيا ) تتنازعها تهويمات وإيحاءات قد تصل إلى هوامش النص ذاته ، فطباعة النص ( أعني شكله على الصفحة ) من حيث عدد التفعيلات أو وتوزيعها .. أو تقسيم الحروف ، أو القراءة الصوتية .. أو ما شاكل ذلك ، هذا كله يستلزم على القارئ الفاحص الالتفات إليه وإدخاله ضمن قنوات النص ، بخلاف الاستعداد الدائم للربط بين الظواهر كلها وفق رؤية فنية خاصة تتكئ على موت المؤلف ... والواضح ان كثرة ما ينتج من شعر هذه الأيام الى درجة تتطلب من الناقد جهداً كبيراً لمتابعته من أهم مظاهر أزمة الشعر المعاصر لاسيما متى ما اعترفنا بأن الإنتاج الرديء يطغى بشكل كبير على الشعر الحقيقي، وحينها فقط سندرك صعوبة عمل الناقد غير المتأني الذي يضطر غالباً الى الاكتفاء بما يتحصّل عليه من قصائد لشعراء عن طريق إهداءات أو ما شاكل ذلك مما يقع بين يديه مصادفة، ومما يؤسف له أننا نادرا ما نجد بين نقادنا من يسعى بنفسه الى متابعة الإنتاج الشعري الحديث متابعة جادة خالصة لوجه الشعر..! وبالنظر إلى الساحة النقدية سنلحظ بوضوح قلة في عدد المتخصصين في نقد الشعر الحديث وفق منهج أو رؤية نقدية علمية واضحة ومحددة، فنقادنا يمكن تصنيفهم الى مجموعتين: الأولى تضم الأساتذة الجامعيين الذين وقع بعضهم في (نقص) المرونة الكافية والإطلالة الحقيقية على المشهد الشعري الراهن كما أن البعض منهم غالباً ما يعتبرون ممارستهم النقدية عملاً ثانوياً لا يطمحون من خلاله الى اكثر من نشر مقال، أو اصدار كتاب يعززون به وضعهم الأكاديمي (كما يرى ذلك الشاعر نزار بريك في كتابه صوت الجوهر). أما المجموعة الثانية فتضم النقاد الذين يمكن تسميتهم بالهواة، وهؤلاء وإن كانوا أكثر متابعة للحياة الشعرية من الأكاديميين واسلم ذوقاً منهم إلا أنهم غالباً ما تعوزهم الأدوات النقدية والرؤيا المنهجية فتأتي نقودهم على الأغلب قاصرة عن استنتاج الرؤى العامة للأفق الشعري..! ولابد أيضاً الى الإشارة لعقدة الرواد التي تخيم على أذهان كثير من النقاد، ناهيك عن خصوصية أشعار العقدين الأخيرين التي تعد أرضاً بكراً للدراسات النقدية ويحتاج هذا الشعر الى ناقد جاد وصبور يتمتع ببصيرة نفاذة وذوق جمالي عال.. يقول الشاعر نزار بريك حول هذا: (يستنكف النقاد المحدثون عن الخوض في غمار شعر العقدين الأخيرين عادة ويميلون الى استجرار ما قيل في حقل شعر الرواد الذي أصبح ممهداً بالدراسات الكثيرة التي تناولته..) (صوت الجوهر ص19). انتهت الاسئلة تقبل خالص مودتي وخالص تقديري لأمانة النقل أيها الصديق |
|
20-11-2005, 23:20 | #83 |
شـــاعــره
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
مازلت متابعة / وحريصة كل الحرص / على التزود من زاد الثقافة والادب وهذا ماجعلني اعود مرة آخرى بدأ البحث في الاونة الاخيرة عن طريق منظمة ( اليونسكو) بما يختص بالتعليم أو بناء ثقافة أو بناء مجتمع ثقافي / عن طريق الملتقيات التي تقام على هذا الاساس والتي كان اخرها في هذا اليوم والذي نوقش فيه فكرة ( كتاب في جريدة ) 00 كخطوة جديدة غير مسبوقة 00 _ الى اي مدى ترى تطبيق هذه الفكرة وتعاون المؤوسسات الاعلامية مع ذلك خصوصاً وانك احد الكتاب في هذا المجال على مدار السنوات التي قضيتها في هذا العالم ( عالم الصحافة ) كل الشكر / والتقدير والاحترام على كل ماكتب اعلاه / من قلم لايأتي إلا بماهو مميز / في ساحة الادب والفكر دمت بخير اختك/ المهرة |
21-11-2005, 13:12 | #84 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
جئتِ بالماء الأنقى ياشروق فجعلتني نهرًا سائغًا للشاربين ..! وحدك من يدرك على أي بحر يريدون هذا الصريع يا توأم وفاء وعلى أي جنب ينحرون السطورْ ... عدتُ مجددا أيها الرائع .. لأقول : 1- كيف تتداخل الكلمة بالصورة الشعرية عند إبراهيم الوافي ؟ وهل تحس بأسبقية أحدهما؟ يا شروق ..كنتُ مؤمنا مطلقا على أنَّ الضوء أسرع من الصوت ..حتى في الشعر .. تأطير المعنى بالصورة ( سر ) الشعر دائما .. والمفردة المطلقة لن تكون مؤثرة كالمفردة المحاطة بالصورة .. لنأخذ مثلا مفردة ( كبرياء ) .. مفردة جميلة وشفيفة .. حينما نستعيض عنها وصفا بصورة فنقول مثلا ( رجل بأنف في السماء ) عوضا عن قولنا : ( رجلٌ بكبرياء ) أرأيتِ كم هي أجمل وأبلغ .. هذا التقعيد الذاتي للغة الكتابية من شأنه أن يجعل من عملية مزج الكلمة بالصورة عمل تلقائي فلا نحس بأسبقية أحدهما ... 2- هل يحس الوافي برغبة للبرهنة والاستدلال والتعليل وهو يكتب القصيدة؟ مسألة كتابة القصيدة بوجهيها ..قضية نسبية .. فالنص الفكري أو الفلسفي .. تتم التهيئة له حتى تلتصق دائرة الرؤية والرؤيا ، فيظهر كالطفح على الوجه ..فتتوارى عن الناس لبرهة ريثما تغسل وجهك بالكتابة .. في حين تظل القصيدة الوجدانية وأعني بها نتاج ( المشاعر / الأحاسيس ) أنثى باذخة العطر لا تنتظر كثيرا لتكون حديث اللحظة ولغة المكان .. ولعل النصوص الأخيرة بالنسبة لي تكشف هذه الظاهرة بصورة مدهشة ..حين تأتي في طي رسالة .. أو إطار لحظة آنية .. ومع هذا لاأؤمن كثيرا بمثل هذه التصنيفات للنص 3 - المثقف المعاصر إنسان منفعل لا مندهش . فقلما نجد الإنسان المندهش الذي عُرف في أدب القرن الثامن عشر . كيف استطاع الوافي في هذا العصر أن يكون جمهور يجمع بينهما؟ تعرفين ياشروق .. والله لاأطمع إلا بالرضا عن الذات لدرجة أنني أشعركثيرا بأنني ذاك الذي يتذكر في النسيان أنه انتزع صفحة من كتابٍ ضخم .. ليشرعها للريح ثم يمشط الأرصفة باحثا عن كلمة سواء سقطت منها وركلها أحد المارة بقدميه ..! أو ذاك الذي ينسى أن يتذكر حين يقول لامرأة تهزُّ جذع القلب فيتساقط حبا شهيًّا : ( أنتِ المرأة الوحيدة التي يختارها الشعر لتكون رسولته للقلوب ) ثم يقرئها نصا لاذنب له فيه إلا أنه كان كاتبه فقط ..!! أو هو ثالث يكذب على مرآته فيعيد قراءة التاريخ .. من آخر السطر هكذا .. عام / شهر / يوم ثم يبتسم ظنًّا منه أنه احتال على آنيّته وعاش في زمن تفلَّت من قبضة يديه ..! يااااااااشروق أنت تغريني بالمزيد من السفر مني إليي ..! 4-الزمن كمفهوم هل يفاجئ القصيدة عند الوافي . بمعنى : هل تشعر به أم تتصوره؟ وأين يكون جسد الوافي حين يكتب القصيدة؟ لابأس ياشروق سأمضي منك إليك فأتساءل .. كيف تكون الساعة .. ذات قيمة زمنية واحدة .. وهي تدور في ساحة حائط كبيرة .. وساعة صغيرة ناعمة على معصم فتاة ذابل من الانتظار ؟! الوقتُ ثوب المعيشة ..! يتداول العامة ( ظلم ) الوقت .. قسوته عليهم ... ثم ينكرون أن علاقتهم به لم تكن طيبة أو حميمة ..! الوقتُ مأجورٌ لحركاتنا .. سكناتنا .. نومنا في العراء كي نحرس الأفق .. أو فوق وسادة معطّرة .. وامرأة من رخام الأيام ...! مشكلتنا مع الوقت أنه مأجور ونحن .. نحن وحدنا من ندفع له الأجر !! ومع هذا ياشروق فهو الغد الذي آثرت أن أترك له النبوءة والفعل معا نعم ..نعم يشغلني الغد كثيرا .. الغد الذي لاأحلم كثيرا بالتواجد فيه بقدر ما أحلم أن يتذكَّرني حين يتلهَّى الأصدقاء بوجعي .. لا أخفيك يا شروق .. لا أحلم بالتغيير حينما أقول دائما إنني نخلة غرسها الأجداد في رمالهم .. يتنقلون حولها بحثا عن الكلأ والعشب ..لكنهم غالبا ما يركنون إلى ظلها النحيل متى ما أجهدهم السفر . الغد ياشروق مفردة قادرة على إعادة ذاكرتنا .. مفردة باذخة الفتنة تعشقها قبل أن تصغي لصوتها ، أو خطوات حذائها الأنيق ، لكنها حتما مراوغة من الصعب أن تجيء بما يشتهي الشجن ..! كم يشغلني هذا .. ؟! فأنا لا أكتب المفردة التي تكتفي بذاتها وإن كنت أحلم بها .. نعم أرى أن غدا ..غدا فقط هو الوحيد القادر على تدوين تاريخه ، مهما أغرتنا النبوءات ، لذلك لا أجزم له ولا أتوارى عنه .. أنا أقف ببابه رجلا أبكم توحي إشاراته بالرجاء لا بالأمر ، ولهذا أيضا جعلتُ ما بعد إن في مهب مشيئته دائما ... 5- كل فتاة بأبيها معجبة .. إلى أي حد وصل إعجاب وفاء بأبيها ؟ ياشروق .. وفاء ابنة شاعر وابنة ( ناقدة أيضا .كما تعلمين ) .. ولهذا قالت يوما : ( صعدتُ إلى جبل الأمنيات وأخذت أمنيتي .. أمنيتي أن أصبحَ شاعـ (ـر)ة ..مثل أبي .. ) تعرفين ؟ دائرتي الصغيرة التي تحيط بي لاتشبهني كثيرا حينما أحلم ، لكنني منكفئ على احتلامي ... ووفاء التي أحبها ستكون شاعرة يوما وتتخاطفها القلوب والأفئدة .. وسيتساقط الشعراء تحت قدميها ..! شكرا لبياضك مطلقا ياشروق |
|
21-11-2005, 18:11 | #85 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
صديقي ثامر الشعيفان .. مساؤكَ أنت أيها البهي .. أولا : اقتصار الحديث عن الشعر الشعبي .. أمر غير وارد على الإطلاق حينما نعلم يقينا أن التوثيق والتداول الشفوي لهذا الشعر ذو أثر واضحٍ جدّا في إخراجه من دائرة التقعيد والتنظير الخاص به ، وأدخاله بالتالي دائرة التقعيد والتنظير الخاصة بالشعر الفصيح عن طريق القياس .. وعليه فإن أدوات ناقد الفصحى ( المنهجية ) لازمة تمامًا لناقد الشعر المحكي أو الشعبي ، إذا أراد أن ينظّر له بشكل توثيقي ، أما البعد البدائي للنقد ( كهذا جيد وهذا رديء ) ، فهذه واردة تماما في النص الشعبي ، لكنه لايأخذ هنا صفة الناقد بل صفة ( المثمّن ) كما وردت المفردة (نصّا) في كتاب أهل الكسرة للباحث عبد الرحيم الأحمدي ، ولهذا كل البحوث النقدية المؤثرة جدا في مسيرة الشعر الشعبي كتبها أكاديميون مختصون بالنقد بشكل عام .. ولهذا يبدو أن هناك خلط بين الناقد المنهجي والناقد الصحفي بطريقة أدّت إلى اللبس لديك في عملية الحضور النقدي ، مع إغفالك إلى أنّ الكلام هنا عما يجب أن يكون لاعلى ماهو كائن .. بمعنى آخر وصول غير مؤهلين لمراتب صحفية منحتهم فرصة النقد ليس قاعدة بل شذوذ على القاعدة .. أما الفرق بين الشاعر والناقد .. فالشاعر مبدع للجمال والناقد مكتشفٌ له .. حتى العيوب التي يكشفها الناقد في النص إنما هي في الأصل عيوب أدت إلى عدم اكتمال الجمال .. لكنها لاتنقص أبدًا من شأن صاحب الجمال أو منشئه .. هذا هو الفرق الحقيقي بين الناقد والشاعر في الأدب المعاصر .. بالنسبة للصحافة أعتقد تمامًا أن خيارك الثالث هو الأقرب .. والحقيقة أنني لاأستطيع وضع أسس معينة أو مقومات للصحفي الناجح ، فلم أعمل صحفيا يوما ولم أتعامل إلا مع أصدقاء تجمعني بهم الكتابة ، حينما أجهل كثيرا سر تميزهم ، و مقوماتهم الصحفية ، فأنا كاتب زاوية في الصحيفة أو شاعر ينشر نصوصه فيها وأتعامل معها عن طريق الفاكس سابقا والإيميل حاليا .. و عن نقدي لقصيدة الشاعر سيف السيف فإن كان لابد من تصنيفه أو تعريفه .. فلم يكن في مجمله إلا قراءة نوعية للنص أخذت من الأكاديميين أدواتهم المعرفية المنهجية ( بالتخصص العلمي ) ..ومن (الذبيانييين كما أسميتَهم ) روحهم العفويّة وفقًا للتداول العفوي كسِمَةٍ للقصيدة المحكية .. أهلا بعودتكَ دائما ياصديقي.. |
|
21-11-2005, 21:44 | #86 |
النجدية
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
الشاعر / الأديب إبراهيم الوافي .. أجمل الحوارات تلك التي تتوالد أسئلتها نتيجة ثراء الضيف واتساع أفقه ... وربما هذا مادعاني للعودة مجددا لأشيد برقيِّ ضيفنا واتساع أفقه .. وفي الوقت ذاته أقف متسائلة : إذا كنا نعلم يقينا اتساع أفق ( الشجن ) عند شاعرنا الوافي ..مما نتج عنه تلك القصائد والرسائل والمقطوعات الرائعة والمؤثرة في مسيرتنا الأدبية المعاصرة ، فلنا أن نتساءل عن الجوانب المعرفية الأخرى التي تجاوزت الشعر ..لثراء ثقافي .. في الوقت الذي يكتب الوافي بكثافة نادرة .. من أين لك كل هذا يا إبراهيم ( ماشاء الله تبارك الله )؟ وكيف جمعت بين الكتابة الأدبية والقراءات المتعددة التي عكستها لنا ثقافتك العالية عبر هذا الحوار .. ؟ جزيل الشكر للوافي إبراهيم .. |
22-11-2005, 05:45 | #87 |
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
. جمعية الثقافه والفنون المعنيه أنها مؤسسة فكرية ثقافية تعنى بالأدب والثقافة والتراث في بلادنا تهتم بـ إقامة معارض فنيه تقام على مدار العام على حساب خدمة الشعراء والشاعرات في أمسيات تنشّط من عمل الجمعية في هذا المجال .. وأحتواء المتميزين في المنتديات والنوادي الأدبيه من ناحيه .. وفي نفس الوقت تساعد على أبراز وتقديم هؤلاء الشعراء إلى الأعلام وللجمهور .. بالدعاية والإعلان لها ولهم .. خاصة أن الأندية الأدبية التي تحتفظ بـ مطبوعات الأدباء والشعراءفي خزائنها لا تخرج منها للقارىء إلا اليسير على هيئة إهداءات للخاصة فقط فلا هي منحتها للجميع ولا هي أرسلتها للمكتبات للبيع.حتى يستطيع المثقفون شراءها وكأنهم بذلك يحققون مقولة الشعراء يولدون بعد موتهم الاّ ترى أن هذا دور جمعية الثقافة والفنون وأنها مقصّرة جدا في هذا المجال .. ؟ وماذا ينقصنا لـ نقدم مهرجان كل سنة ونخصصه للشعراء أسوة بمهرجان هلا فبراير .. ؟ مايحمله فكر الوافي من النتاج الأدبي والشعري ما يعطى قلمه هيبة الشيخ الأديب .. ولـ هذا كان السؤال .. تحية طيبة .. . |
22-11-2005, 06:03 | #88 |
شاعر
|
. يا سلام ! مقابله راقيه الى ما لا نهاية ! مازلت أتابع بكل متعة .. تحية لائقة بهكذا أدب ! . |
22-11-2005, 14:28 | #89 |
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
عدنا من جديد وفي جعبتي الكثير من الأسئله لو سألنا ابراهيم الوافي كما هو معروف عن الشاعر العشماوي على حرصه على تراثنا الأدبي العربي والإسلامي سليماً من أي تشويه أوتغريب , ولكنه في المقابل يعيب عليه النقاد جريه الحثيث وراء المادةبحيث لا يحضر لمقابلة أو لأمسية شعرية إلا بمقابل مادي وهذا التصرف بعيد كل البعد عن الأديب الحقيقي الذي يقدم أدبه وفنه للأجيال , وما دام أنه يصنف نفسه انه صاحب قضية وطنيه وعربيه فكان يفترض منه تكريس مفهوم رسالته بأية طريقة كانت إلا أن يغتصب أذن المتلقي بحفنة دراهم كما يقال عن الشاعر فهد عافت أنه لايقبل أي مقابلة صحفيه له الاّ بمقابل مادي قدره خمسة الآف ريال مارأي إبراهيم الوافي في هذا المبدأ من أي شاعر ؟ ماهي اهم محطات رحلتك الأدبية ؟ حدثنا عن ميولك الرياضيه ولماذا ؟ هل الانترنت تساعد على ابراز الشاعر اكثر من المجلات والجرائد؟ لمن تقرأ من كتاب ومشاركات في موقع شعبيات وبصراحه من لفت نظرك وخاصة ممن يجيدون شعر التفعيله ؟ بيت من الشعر تردده دائما ؟ لكــ التحيه والأحترام |
23-11-2005, 11:57 | #90 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
كثيرة أنت أيتها النبيلة .. ما أسعدنا بوعيك واطلاعك ونقاء روحك .. لاحرمني الله بشاشة أرواحكم .. س1 نلمس في كتاباتك الشعرية والنثرية اتصالا وثيقا بالشعراء الأوائل في مسيرة الشعر العربي .. بالتضمين حينا .. وبالاقتباس حينا .. وبتقمص شخصياتهم في أحايين أخرى .. مع ثروة ثقافية تاريخية تدرك التاريخ وتحسن توظيفه بصورة تفوق العظة والعبرة ..كما لمسنا في نص ( تمام الثانية عشرة بكاء بتفويت بغداد ) والذي نشرته في معرض إجابتك على الأخت نورة العجمي .. علاقة إبراهيم بالتراث العربي القديم ، وأجداده الشعراء القدامى .. هل نطمع بأن يحدثنا إبراهيم قليلا عنها ؟ أولا إئذني لي بنشر هذا النص الذي نشر قبل عامين في صحيفة الوطن وأثار حينها ( سخَطًا ) كبيرا عليّ .. ربما لأنه جاء بما يشي بالانقلاب على الموروث الشعري الكثيف في مجموعتي الشعرية الثالثة سقط سهوا النص كان بعنوان ( شعراء لايدخلون الجنة ) وجاء فيه : ( 1 ) امرؤ القيس قائدنا للصهيل وللطير تفزعه خطوات الكلامْ مات من الف عام أو يزيد قليلا لايهم القصائد هذا ..! ما يهم القصائد أن الذي كان يرهبها ماتَ منسلخًا فامتشقتُ أنا صوته ثم جئتُ إليكم أسائلكم : كيف لي أن أسدِّدَ فاتورة الهاتف الليلكي ؟! القصيدة إيقاعها لمسات الأنامل في هاتفي ما همها أيُّها ؟! : ( الطويل .. المديد .. البسيط الذي يبسط الحزن تحتي أو وافر العزم . حتى الذي يتداركني إن وقعتُ ) فما همُّها أيها ؟ ... وصباح الخميس البنوك تسرِّحُ كل الجياعِ بشبَّاكها منذ بدء النهارْ كي يروا فقرنا العاطفي ..!! فلا يطلبون المزيد من الفقر والحزن والانتظارْ ..!! ( 2 ) قيلَ إنَّ الفرزدقَ يختطُّ علمَ اللغةْ وجريرٌ ينادي على نعجةٍ ضائعةْ بينما أشتهي أن أراها لأسمعها قصتي حين أحببتُ ( سولا ) وقبلتها أربعا كي تقولاَ بأني كتبتُ القصيدةَ حينَ التقى البرزخانِ أنا والتفاتتها اليانعةْ .. ( 3 ) حينما يصبح المتنبي ضميرًا وبشَّار فعلٌ مضارعْ سأعبر وحدي المواجع أغني لعينيك أنشودةً كانتظارِ المطرْ وأزرعُ ما بين ( أذْني ) و ( كتْفي ) جهازًا يبلِّغني أن حرب البسوس انتهتْ وأن المدينةَ حبلى بحزنِ الشوارعْ ..! ( 4 ) ظلَّ شوقي يعاقرُ كأساتِه ثم يدعو لربِّ السماء بأن لايعيد له الصومَ إلا قليلا وسيدتي نذرت أن تصوم عن الشعر إلا قليلا حين فاتحتها بخطوبتها لكتابي الذي سوف يصدر بعد لقائي بها لم تحدثني عن أكاذيب شوقي وتطبيله لفراعنةٍ ظلموا يسكرونْ .. ولا استشهدت بحكايا جميل وقيس وكل الذين قرأنا خرافاتهم في المتونْ ولكنها همست بحياءٍ شديدٍ ستهديه لي ..! فابتسمتُ وأومأت ... قالت : سأمضي به في ممرات كليَّتي وأركلُ بالكعبِ حتى الفراغَ وأقرأ لي ما تيسَّر من تمتمات الجنونْ ..!! 29أغسطس 2002م .. ولهذا سأتحدث بتفصيل كثيف عن علاقتي بالموروث بشكل عام وسأبدأ الحديث حيث ( سقط سهوا.. مجموعتي الشعرية الثالثة .. التي كشفت عن علاقتي الوثيقة بالموروث الشعري ) حيث اعتمد على استلهام التراث وتوظيف شخصياته الشعرية خاصة ( .. فـ (سقط سهوا ) هو تعمد سهو السقوط، هكذا أخاله حين حاولت من خلاله اقتحام ذاكرتنا العربية الشعرية البحتة واستنجدت بها لمعالجة قضايانا العربية المعاصرة.. واستشراف مستقبلها.. فناديت من خلاله أجدادي بدءا بامرئ القيس وانتهاء بالسياب لمشاركتي وجع القصيدة الماثلة على شكل مقبرة تتمدد بين فمي وذاكرتي.. هو تعمد سهو السقوط.. او سقوط السهو حين انطلق من التاريخ اليه، به ، ومعه يناغيه تارة ويستفزه تارات أخرى ، ليتجاوز في مجمله العظة والعبرة الى المفاعلة والمشاركة.. هنا فقط يكون السقوط سهوا هو السهو عمدا.. وهو ذاته (ما سقط سهوا) وآمل أن أكون قد حققت جزءاً من هذا الطموح في تلك المجموعة .. وعلي أن أقول أختي الجازي أنه حين طرقت القصيدة نافذتي.. كانت عبارة عن صوت حاد جر بلسانه السابلة فقد عشت دائما أدعي أنني واحد من الذين يجيدون الإنصات..! في الجامعة كان استاذ علم اللغة يقول لنا حين كنا طلابا يزيد عددهم على الخمسين طالبا ان اللغة حين تنبتها رمال الصحراء المفجوعة بعطشها والمنكفئة على ذاتها لابد وأن يتجاوز احتفالنا بها قطفها وانتظار غيرها وطالما لا نملك عملية الغرس في تلك الرمال علينا ان نشتلها ونوسع دائرتها. هكذا ياسيدتي استيقظت على صوت الحادي في قريتي ثم استيقظت مرة أخرى على صوت أستاذي في مدرج الجامعة.. وبينهما كانت القصيدة.. وكنت المفتون بها بذاكرة تستحضر الظاهرة شعريا بصوت الحادي في مسارب القرية المفقودة ، وتتضمخ صوت ذلك الاستاذ القدير ممزوجا بنشيج أجهزة التكييف في مدرج الجامعة ، في الوقت الذي كانت فيه ذاكرتي شفافة جدا ولا يمكن ان تحتمل حالة الاصطدام ببوابة المدينة النحاسية..وكان فيما تسقطه قوافل أجدادنا.. قيمة لا يمكن أن يفسرها أو يستشعرها إلا عبث طفل اختلس من حجرته الدراسية قطعة من الطباشير ليكتب على سور مقبرة عتيقة قول جدنا المتنبي: (يامن يعز علينا ان نفارقهم.. وجداننا كل شيء بعدكم عدم) .. هكذا كانت الرؤية فيما يتعلق باستلهام التراث ، لم يكن استسلاما له وإنما كان توظيفا له ومغامرة به لاستنزاف آخر معطياته والتمكن من أدواته لمواجهته بثقة وعلى هذا الأساس الفني جاء مايشي بالانقلاب عليه من خلال نص ( شعراء لايدخلون الجنة ) وهو ليس انقلابا أو اجتثاثا بقدر ماهو امتداد مختلف لعملية التغلغل في الموروث والانكشاف العصري به عليه ، ولولا هذه الرحلة الطويلة مع التراث وسبر أغواره ومداخله لما تولَّدت لدي الجرأة على مواجهته بعجزه الكامل عن معالجة أبسط القضايا والتفاصيل في حياتنا اليومية ، لالأنه قاصر بذاته ولكن لأننا لانستطيع التعايش مع زمنه الذي استطاع أن يؤثر فيه بصورة حملته إلينا .. إنني لا أسفه أجدادنا ولا أسقطهم من الذاكرة كما يبدو( أو كما اتهمني البعض بهذا .. بناء على النص أعلاه ) لكنني أحاول جاهدا أن نختط نحن جيل اليوم مدينتنا الشعرية الخاصة بلا وصاية أو وراثة معلبة ، إنني لايمكن أن أوقف سيارتي ( على سبيل المثال ) في مناخ ناقة جدي ، ولا يمكنني أن أنام في العراء أعد النجوم حين بلغت النوم في غرفة خاصة وتحت جهاز تكييف ، ولا أستطيع وأنا من يتقاضى راتبا شهريا أن أقول لأحد ما ( أغثني يا فداك أبي وأمي /// بسيبٍ منك إنك ذو امتياحِ ) هذا فقط ما أفعله وأجزم أن جدي المتنبي الذي مات قبل أن يعلم كم أحبه وكم استقيت منه ، وبه أعذب المعاني العامة لن يغضب مني بل سيشد على ساعدي ويشجعني لو علم بأمري .. هذا فقط ما أفعله أيتها النبيلة ، لا أنقلب على التراث لكنني أختط تراثا جديدا وسأكون نائما في قبري راضيا مطمئنا جدا حين ينقلب عليه أحد أحفادي بعد الف عام من الآن فيسفّه كل من قال : ( يقول إبراهيم ) حين يتجادلون في زمن غير هذا الزمن .... ! هل أطلت عليك ؟ لعلني فعلتُ هذا عامدًا فما أسعدني بقارئة متابعة ومتميزة مثلك . س2 رواية ثلاثة رابعهم قلبهم .. أول ما يلفت انتباهنا فيها اسم البطل فيها ( إبراهيم ) هل في هذا إشارة إلى انحرافها من الرواية إلى السيرة الشخصية ؟ علي أن أعترف لك بسر خاص .. أنا أعيش الآن حالة تردد مباشر في طباعتها ورقيا بل إنني أقوم بين الحين والآخر بمراجعة دقيقة جدا غيرت الكثير من معالم النص المنشور عبر الشبكة حين اتكأ على السرد الماضوي بطريقة حكاياتية قد لاتتوافق مع منهجية الرواية ، وقد كنت دائما أرى أن النص الروائي بحاجة فائقة إلى مراجعات مستمرة جدا تزيد كثيرا عن مراجعاتنا للنص الشعري ، أما قصة نشرها على الشبكة فالأمر لايخلو من الطرافة فلم يكن هناك تخطيط أو حتى تفكير في كتابة عمل روائي ، كنت أرغب في نشر سلسلة معينة تشبه المذكرات ولعل من تابع العمل من بدايته عبر الشبكة يذكر أنه كان بعنوان ( حينما كنت صغيرا ) وبهذا مايشي بما أقول لكن مع تتابع الحلقات وتفاعل القراء انطباعيا معه تحول إلى عمل شبه روائي على الشبكة وها أنا أحاول جاهدًا أن أحوله إلى عمل روائي من خلال إعادة هيكلة كثير من المواقف فيه ولهذا لن أتعجَّل مطلقا في إصداره ورقيا، أما فيما يتعلق بالسيرة الذاتية فلعل الاعتراف بفكرة نشوئه يكشف هذا بوضوح ، لاسيما في بداياته لحاجتي الماسة لتوظيف الذاكرة في ترتيب المواقف الزمنية ، لكنني من خلال مراجعته أحاول جاهدا فصله بطريقة فنية لاحدثية ليأخذ صيغة العمل الروائي الناضج ، ومتى مافعلت هذا قمت بإصدارها .. إذًا باختصار كبير .. نعم كان اختيار الاسم مقصودا لأنها في الأصل كانت عبارة عن مذكّرات خاصة ... س3 في قصائدك .. / كتاباتك تجعل القارىء في حيرة من قاموسك اللغوي .. هل تتعمد إثارة الصورة الشعرية لتصل بها إلى مراحل الإيحاء الحي ؟ مازلتُ مؤمنا تماماأختي الفاضلة أن تحويل القالب لصورة استدراج فني لأكثر من حاسة لدى المتلقي .. أهمها إدخاله حيز التخيّل من خلال مشاكسته بصورة مرسومة في الهواء عليه محاولة تأطيرها حسيًّا كما أشرت في معرض حديثي حول هذا الأمر للأخت شروق س4 ما رأيك في القضايا المثارة حول منع نشر كتب شعريه او روايات بـ سبب الوقوع في المحذور وتجاوز الخطوط الحمراء تزامناً مع عصر الأنفتاح وأنتشار القنوات الفضائيه التي لايوجد يد طولى أو رقابة تمارس التحكم المباشر عليها وأقربها المسلسلات المكسيكيه التي تعرض على قنواتنا العربيه وفي مجتمعاتنا المنغلقه ويتشرّب منها بعض من ابناء وبنات جيلنا كل القيم الـ غير مقبوله في مجتمعنا والتي تجسّد الحب والخوض في علاقات شائبه بأسم الحب وتبسيط أشكالها ؟!! الا ترى أن هنالك خلل أو تناقضا .. ؟ لنفترض أن بعض الكتب تسيء للدين او محرضه سياسياً ولكن من المعروف أن العمل الأبداعي لايجب أن ترسم حوله الحدود .. ماذا يجب أن نمنع ؟ ، ومن مؤهل لـ يحدد هذا الممنوع ؟ تماما .. أيتها النبيلة .. إشاعة الفوضى الأخلاقية عبر القنوات أمر مرفوض حتما .. وكذلك تعقيد ما ( تطوله ) أيدينا بهذه الصورة المنغلقة أيضا أمر مرفوض .. نحن كمجتمع لم يعتد بعد على الحريّة المطلقة .. لكنه في الوقت ذاته بلغ مرحلة ثقافية متطورة جدا .. وأكثر ما نحتاجه الآن هو التأهيل الكامل لمن يقوم بدور الرقابة على المطبوعات ... أيتها الفاضلة .. ما أسعدني حقّا بمداخلاتكم الثريّة شكرا لقلوبكم |
|
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 3 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 3 | |
أدوات الموضوع | |
|
|
|