[إبراهيم الزبيدي]

أحبتي أعضاء منتدى شعبيات - الأخت الجازي ^_^
أضع بين أيديكم الخاطرة التي فازت بالمركز الأول في المسابقة الوطنية ( الماضي بأقلام الحاضر ) والتي رعتها قرية زايد الأثرية بالتعاون مع قرية ذي عين الأثرية
وقد حالفني الحظ بالفوز بالمركز الأول ولله الحمد ..

وهذا نص المشاركة الفائزة : ( قررتُ أن أتسلق قمة )
بقلم : إبراهيم أحمد سعد الزبيدي


أوراقٌ تتساقط وصفحات تُطوى وشمسٌ توشكُ على المغيب وليل يَدلجُ سوادهُ بهدوء يرتقب مولد فجر جديد
ذلك قطار الحياة السريع يودعُ محطة لاستقبال أخرى وركابهُ في حالة استنفارٍ مستمر فقادم من هنا وراحل من هناك وزمن الرحلة يُحصي ثواني العمر دون توقف أو حتى استراحةً لبرهةٍ
وفي طابور الانتظار لمحطة جديدة نعيد فحص أجزاء ذلك الشريط لنتذكر بعض تفاصيل الماضي
إنها صفحة التأريخ تزداد بريقاً ولمعاناً مع مرور السنين وتعظمُ قيمتها كلما ازداد تراكم بقايا غبار الأمس عليها
في خيالنا يبدو الماضي نسمات حياةٍ نتنفسها كلما أيقضنا الشوق والحنين أو لفحتنا الحياة بلهيب شقاءها فنطيرُ معه بجناح الأصالة والبساطة والنقاء لنذيب تلك الصخور المتراكمة على صدر حاضرنا المتسارع
وفي واقعنا تصبح الصورة أكثر قربا لتلامس مشاعرنا برقةٍ فنجدهُ في كلّ مكان حولنا ينبضُ تارة ويبوحُ أخرى وفي ثالثة يعاودُ صياغةَ أفكارنا ورابعة يشاركنا صنع ابتسامةً لغدٍ مشرق , إنّه اليد الوفية تحملك حينما تشعرُ بأنّك تفتقد قدميك وتزداد قربا منك كلما أحسْستُ بغربة ذاتك
ذلك الماضي النقي بصفاء ثغره الباسم الذي لازال يشدو لحن الأمل والتفاؤل على إيقاع نشازٍ من ضجيج اليوم المرهق
في حياة الذكريات تتوحدُ الميول والأذواق , ومع أنفاسِ الماضي تحلو الرحلة وتتلاشى كل الحواجز والمسميات لنتصفح بعين الاحتياج ونقرأ بلسان الحنين والشوق لذلك البريق الأصيل والنغمة المتفردة
عندما نقلّبُ ذاكرة الأمس فأننا نقررُ منح رئتنا أوكسجين نقي خالي من الشوائب والأتربة لتغترفُ من فراتِ الأجداد والآباء ما تتشربه الأنفس قبل العقول وتستنشقه المشاعر والأرواح بعبق النبل وترف النقاء , فسطورهُ تحكي أسطورةً نسجتها أناملٌ متحررة وأفكارٌ أرست قواعدَ الإبداع وقوانين الإتقان بنسج فريد مزجَ بين خليط التجارب والعادات البّكر وترجمان الذات المصدرة لثروة الأخلاق فيُحاك ذاك الرداء السامق بجذورٍ ارتوت بمعين الأبجدية وخلايا الإتقان
أحاولُ استذكار الماضي لوصل حلقات أفكاري المتناثرة , ومرافقة مشاهد غابت لتُبقِي لنا كنوزاً تتوارثها الأجيال بحقيقة الصورة المتجردة من برواز الدعاية وألوان التأثير , وواقع المجد الذي عنونته تلك النماذج اللامعة بمداد الذهب ومحبرة القيمة والثراء
( قررتُ أن أتسلق قمة ) فجهزت كلّ أدواتي ومعداتي ورسمت للبداية خيال وللنهاية أمل ولكن عندما عاينت خارطة الطريق وجدتني بين الرغبة والرهبة استجمع كلّ طاقات الوجدان والطموح لأخطو عتبات ذلك البناء الشامخ فأيقنت بسمو الرحلة وصعوبة المهمة , فكلّما صعدت مرحلة حملني الشوق لأخرى فلامستُ أنهاراً تفيض عذوبة وعطاءاً , فعَجلتُ بالارتماء تحت ظلالها وعجزتُ وصف عنانها , فكانت كحديث النفس نتسامرهُ بالليالي المقمرة ونرويه لأطفالنا وأحفادنا وتتسابق عليه الصدور لتحمله شمعةً تبقى لتضيء وتضيء لتحرك في النفس جذوة الفخر بالأصل والإصرار على مواصلة السير وحمل ذلك الوِرث العظيم ماضي وحاضر ومستقبل .

[شيخه المرضي]

ألف مبرووك
وتساهل

خاطره مميزه

[الجازي]

أولاً فكرة المسابقة التي نظمتها قرية زايد الأثرية جميلة جداً ..
تشجيع للأقلام الأدبية ودعوة محببة للغوص في أهمية الماضي وتراثه ..
كما نبارك لك فوزك وحمل ذلك الوِرث الجميل في مسيرتك الأدبية ..

دعواتي دائماً ..

[عنود]

مليئة بعبق النبل وترف النقاء

سجل اعجابي
مبارك لك

[نورة العجمي]

هذا النص إنّه اليد الوفية التي تحملك حيثما تشعرُ
بوجودنا وماضينا الاصيل الذي نفتخر به

اجدت التعبير يا ابراهيم
وتستاهل الفوز

[منتهى القريش]

أخي إبراهيم

خاطرة رائعة تستحق أن تكون في القمة ..
مبارك لك الفوز بالمركز الأول ..
وهو فوز لنا جميعاً لأنك واحد من أسرة شعبيات الخير ..

ودي واحترامي ..