14-10-2009, 22:31 | #1 |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
حالة ..!
. . . . . نصف الحزن أنت .. ونصفه الآخر غيابك ..! قلت دائما إن ( كان ) ناقصة .. وكأنها لا تتم إلا بالحديث المستمرعنها ...! كنا .. عصفورين على غصنٍ محمومٍ بالرقص .. يصطادنا الوقت المتربّص بنا .. وتسافر بجناحينا القصائد والغيوم ... فافترقنا ..كما تتفرّق الظلال .. كما يتفرّق الأموات .. وكما تتفرّق أوراق الغصن الواحد بواحة الخريف ... واليوم تنقصين كثير من النساء .. قليلك يكفيهنّ كي أعود الشاعر الأخير .. وكثيرك يأخذهنّ بعيدًا عني اقتداءً بك ...! لاأعرف كيف نقدر على النسيان حينما نضعف به ... ولا كيف نضعف بالحنين حينما نقوى به .. ولا حتى كيف نمرّر الأيام بعيدًا عنا .. ونغمض عيوننا في نقطة الضوء فقط لندعي الظلام ... . . تكسّرتُ كالموجِ فوق بريقِ العيونِ التي دسّتِ الملحَ في دمعتي .. ثم سالت بكحل الغياب ...! مررت بها ذات ثوب من الحزن .. كانت على شاشة الذنب ..تضحك من ( كرمشاتِ ) الثياب ... صدفةً .. شهقةً .. ربما صفحةٌ ..صعقةٌ ... جئت هذا المكانِ القصيَّ .. ألمُّ لها ما تساقطَ من تمراتِ القصيدة .. كانت تهزُّ بجذع الكلام .. فيسقط عنها الحجاب ...! لهفةٌ.. ليس إلا عذاب ...! - - - تكسّرتُ كالصوتِ في صمتِها .. صوتُها غادرَ الحيّ إذ كنتُ ( زمّارَه ) في مساء الجنونْ ... كنتُ أوَّلَ هذي العيونْ ...! أتدلّى على البحر .. يأخذني بردُها للتسكّعِِ في شارعٍ لايكونْ ...! أسوّحُ في ليلها كل صوتي ..أعيد تلاوتها في زوايا السكون ...! وأعلم وحدي حكاية قلبي بها كلما شاكستْها الهواجسُ أو سوّفتْها الظنونْ ...! أموتُ على ذمَّةَ الشكِّ .. أغضبُ .. أزبدُ .. أرجفُ .. أبكي طويلاً .. طويلاً .. ولكنني .. لاأخونْ ..! . . . هو الباب .. إما خرجتِ إليَّ .. وإما دخلتُ عليكِ .. لدى الباب لافرق بين الخروج وبين الدخولْ ...! ورائي : صغارٌ .. كبارٌ .. نساءٌ رجالٌ .. ورائي تمامًا تمامًا فصولْ : بفصلِ القصيدة نمتُ ( التكوّرَ ) مابين نهديك .. ثم خرجت على الناس طفل البتول ...! بفصلِِ الحقيقة ..كنتُّ أقص عليك حكاية سيجارتي .. كيف كانتْ تمرُّ على شفتيك تترك أحمرَها قُبلةٌ لمساءٍ خجول ...! بفصلِ ( التنوّم) كنتِ القريبَ الذي لايجيءُ ... وكنتُ الغريبَ الذي لايفيءُ ... وكنّا اشتهاء الفضولْ ... بفصلِ ( التفرّق ) لاشيء إلا الترهّلَ .. لاشيء إلا السؤال الذي لا نجيبُ عليهِ الظلالَ التي رافقت سيرنا .. قبلنا .. بعدنا ... تحتنا بينما نحنُ لا نستطيع إليها الوصولْ ..! اكتوبر 2009م |
14-10-2009, 23:14 | #2 |
النجدية
|
رد : حالة ..!
نصف الحزن أنت .. ونصفه الآخر غيابك ..! قلت دائما إن ( كان ) ناقصة .. وكأنها لا تتم إلا بالحديث المستمرعنها ...! . . تكسّرتُ كالموجِ فوق بريقِ العيونِ التي دسّتِ الملحَ في دمعتي .. ثم سالت بكحل الغياب ...! جئت هذا المكانِ القصيَّ .. ألمُّ لها ما تساقطَ من تمراتِ القصيدة .. كانت تهزُّ بجذع الكلام .. فيسقط عنها الحجاب ...! لهفةٌ.. ليس إلا عذاب ...! . . . تنحني الحروف أحتراما وتقديرا أمام هذا المجدد المبتكر الوافي للشعر .. يخيّل لي إن الشعر مخبأ في في خلايا دم الشاعر .. يضخ الأكسجين والغذاء الروحي من خلال دهشة لغته إلى رصيدنا المعرفي وينقّيها من الرواسب التي علقت بنا قبله .. لتحفل بها جميع الأنسجة وخلايا الذائقة .. حريّ بنا أن نربّي ذائقتنا على هكذا لغة .. صور .. المستمدة من ثقافة الشاعر والخيال الشاسع الممتد الأطراف .. ونحتفظ بعظمة هذه النصوص في أرشيف الذاكرة .. إبراهيم الوافي .. سـ نستسقي كثيرا لـ يبقى حرفك الغيم .. |
15-10-2009, 09:44 | #3 |
.
|
رد : حالة ..!
. إبراهيم الوافي قد يكون التجلي والوضوح بين أن أكتب ردي هذا أو أقف على أعتاب المتصفح لأهم بالفرار حداً فاصلاً بين العتمةٍ والنور ! حداً فاصلاً بين أن أنصف هذا الكلام أو أتركه لتنصفه السنين القادمه ! أبو الحيان التوحيدي أحرق كل مؤلفاته ! فقط لأن مجالس الأدباء تجاهلته . وبعد سنين وسنين أصبحوا يبحثون لو على ورقه مهترئه فيها بقايا من حروق . الوافي هل وقوفي هنا طويلاً يغفر لي ذنبي العظيم الذي أقترفته بحق الأدب ! هل متابعتي لأسمك منذ هذه اللحظه يخرج صك الغفران بسرعه من ثنايا روحك الساميه ! الوافي لقد أقترفت أعظم ذنب في حياتي بعدم قرائتي لك !! ليغفر لي الأدب ياوريث الرمل . ولتغفر لي أنت متى شئت فلن أستجدي الغفران بسرعه لأني مذنبه جداً . إبراهيم الوافي كنت ومازلت تواقه جداً لفك طلاسم المفردات المبهمه والتي يترائى للمار عليها بأنها مجرد عبارات غير مفهومه إلا لمن يعشق التبضع في محلات الألماس الحر ليكون هو النحات والمتبصر في بلوراتها ودقائقها . أسلوبك الكتابي ( وانا اقل شئناً من أن أعلق عليه او أثني عليه ) فأنت مُنصف من قبل الكل إلا مني لأني لم أقرئك وهذا ذنبي الشنيع .. اسلوبك يالوافي هو الحذاقه الفكريه إن صح التعبير والرقي الفكري الفاضح الذي يجعل الكثير يتقصى عن كتاباتك ويبحث عنها طويلاً . فالمفرده نفسها مشبعه أدبياً .. مكتنزه لفظياً .. راقيه بمعناها .. في هذا النص أمامي .. كتل من أدب ورقي ثقافي وصل حد السماء .. حتى أنهمر مطراً يحيي كل ميت في أرض جدباء باتت لا تتطرح إلا كل ضار لايغني ولايسمن من جوع . أحسست وأنا أقرأ بأني تشبعت فكرياً وأمتلئت روحياً .. نص غارق بالإبداع ومليء بالزخم الأدبي الهائل .. فكرته الغياب و( كان ) ومفهومها السليم في مخيلتك الراقيه .. والديباجه التي يلتحف بها النص هي قصة مريم العذراء لتتمدد على أطراف النص وتتقاطر كلمات وتلميحات من هنا وهناك . دس المفاهيم بعضها ببعض وإغراق المعنى بالمعنى الآخر ليتجلى الصبح ويتفتق عبر شقوق الليل البهيم .. هذا هو مايثري الذائقه التي أنعدمت إلا عند من رحم ربي ابراهيم الوافي لو تركت الحريه لكيبوردي لما انتهيت ولمللتم مني لذلك سأ كتفي ياانيق المفاهيم وسأنتظر منك الغفران عن ذنبي وصدقني منذ هذه اللحظه سجلني من ضمن قائمة متابعيك وأن كنت الآخيره . متابعتك وبكل فخر رسيس |
16-10-2009, 03:31 | #4 |
|
رد : حالة ..!
اهلا بحضورك وحضور الشعر الفصيح المعاصر .. ذاكرتنا الشعرية مع الشاعر مع ابراهيم الوافي .. شاعر وشعر مع مرتبة الشرف .. تستحق ان تكون علامة مسجلّة بأسمه وأسمه فقط .. أرويت الذائقة ياشاعرنا المبدع .. ترتقي الذائقة مع قراءتك .. سلمت للشعر .. وسلمت لنا .. وجودك يضيف لنا الكثير .. ادامك الله وادام ابداعك .. |
17-10-2009, 00:25 | #5 |
عضو شعبيات
|
رد : حالة ..!
الظلالَ التي رافقت سيرنا .. قبلنا .. بعدنا ... تحتنا بينما نحنُ لا نستطيع إليها الوصولْ ..! , ضيّعتنا دروب وصولها حتى صرنا نبكي يا إبراهيم نبكي .. نبكي .. نبكي ولا نخون ! إبراهيم الوافي : الشّاعر الذي كلما مرّ اسمه على عينيّ آمنتُ بالشّعر . |
17-10-2009, 09:55 | #6 |
شـــاعرة
|
رد : حالة ..!
نصف الحزن أنت .. ونصفه الآخر غيابك ..! قلت دائما إن ( كان ) ناقصة .. وكأنها لا تتم إلا بالحديث المستمرعنها ...! كنا .. عصفورين على غصنٍ محمومٍ بالرقص .. يصطادنا الوقت المتربّص بنا .. وتسافر بجناحينا القصائد والغيوم ... فافترقنا ..كما تتفرّق الظلال .. كما يتفرّق الأموات .. وكما تتفرّق أوراق الغصن الواحد بواحة الخريف ... واليوم تنقصين كثير من النساء .. قليلك يكفيهنّ كي أعود الشاعر الأخير .. وكثيرك يأخذهنّ بعيدًا عني اقتداءً بك ...! لاأعرف كيف نقدر على النسيان حينما نضعف به ... ولا كيف نضعف بالحنين حينما نقوى به .. ولا حتى كيف نمرّر الأيام بعيدًا عنا .. ونغمض عيوننا في نقطة الضوء فقط لندعي الظلام ... مرورا من المقدمة إلى نهاية القصيدة الشعرية نقف عاجزين ومكتوفين الأيدي عن ايجاد كلمات تعادل رفاهية هذا النص الملجم حفظك الله ياشاعرنا المبدع |
17-10-2009, 11:25 | #7 |
قلم متميز
|
رد : حالة ..!
. . . وافيٌ لحرفكَ .. أشكركَ أن كنتُ هنا . |
17-10-2009, 18:12 | #8 |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : حالة ..!
إقتباس: يانجدية .. ولأنَّ للضوء شمسا واحدة ..كنتُ هنا بين يديكِ نجمةً ... غاية القصيدة يا أخت البياض ذوق بشوشٌ ينثر حولها الثناءَ والنبل الوافر .. فتكبر به وتتميز بظلاله .. ولعلّ هذا تحديدًا ماعليه هذه الـ ( حالة ) هنا .. بعفوية أخ قديم .. وقلب شاعر يرقد فيه طفلٌ منذ زمن الياسمين والليمون ، تخلّلني الفرح كثيرا يا أختاه حين قرأتُ ردة فعلك عليه .. وقد ارتقت كثيرا كثيرا بشعورها الصادق عبر لغة فارهة اتسمت بروعة البناء ، وصدق الشعور معا وهي معادلة لايتقنها إلا الجميلين فينا .. شكرًا من القلب والله على هذه الفرحة الطفولية التي تسكنني |
17-10-2009, 18:27 | #9 |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : حالة ..!
إقتباس: رسيس .. الأخت النبيلة التي تجيد جمع النجوم في سلّة الثناء، وتخرج بها على الناس بيضاء كأول الصباح ... يا أخت السطور إنْ هي إلا وشاية الصوت ونميمة الضوء ومتّسع النبلاء ...كنتِ هنا أكثر من ( حاتمية كريمة ) .. حين يكون الأثر غاية مواربة ... تعرفين ..؟! حين تنقر العصافير الخبز من رأس الشاعر ...يبقى حضور أمثالك .. مزيدًا من التشبّث بالبقاء حين لاعذر لنا بالاستمرار إلا ما تكتبونه ( بياضًا ) فنتّخذه حجّةً حينما لانرتّب الفوضى ، ولا نتعشّم الغناء ..هكذا يا سيدتي تماما .. تثقب الشمس سقف السماء .. فنتأرجح كثيرا .. بين أن نرسم الظل الطويل متوثبا للصباح وبين أن نرسمه منهكا في المساء ..! كلا الظلين طويل لكنَّ الأول يمضي إلى الفناء ، والثاني بدأهُ بالفعل ..! شكرا والله يا سيدتي على كل هذا الانهمار النبيل |
22-10-2009, 20:52 | #10 |
عضو شعبيات
|
رد : حالة ..!
بفصل الصحو .. أنت يا وافي حالة شعر لا تتكرر انطويت على قلبي ولبسنا أصوات الغائبين بعد أن قرأنا هذا: تكسّرتُ كالصوتِ في صمتِها .. صوتُها غادرَ الحيّ.. |
07-11-2009, 20:31 | #11 |
قلم متميز
|
رد : حالة ..!
القدير / إبراهيم الوافي ما أشد فطام من يقرأ أحرفك المارون هنا أثق أنهم سيستوطنون بين سطور هذا المتصفح حرفا يستحق وربي الإجلال |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|