من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > فكرٌ ورأي
تحديث هذه الصفحة الإسلاميون ومؤسسات المجتمع المدني - قراءة في المجتمع السعودي
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18-09-2005, 10:26   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

الإسلاميون ومؤسسات المجتمع المدني - قراءة في المجتمع السعودي

.
.
كتب: صلاح عبد الله التميمي

مقدمة:

بادئ ذي بدء أحب أن أوضح قبل الدخول في الموضوع أن كاتبه عاش- و ما يزال - في رحم التيار الإسلامي أو ما أصطلح على تسميته بجيل الصحوة ، و أن هذا المقال ليس نقدا لأي أحد و ليس جلدا للذات ، و إنما محاولة رصد و تشخيص لقضية هامة جدا و محاولة تقييم لخلل لا يسأل عنه أحد بعينه .

ثمة نقطة أخرى: أن ما يذكر من تقويم و تصويب و نقد هو وجهة نظر شخصية للكاتب و ليس ملزما لأحد ، كما أن الكاتب قد يكون له وجهات نظر تفصيلية في جل القضايا و الأمثلة التي سيطرحها لكن ليس مجالها هذه العجالة و يمكن أن تطرح في مواضيع و حوارات مستقلة.
و من المهم هنا التذكير بأن الحصول على المعلومة الدقيقة أمر في غاية الصعوبة في مجتمع محافظ كمجتمعنا السعودي الذي يفتقد كثيرا للإحصائيات و استطلاعات الرأي و لذا فقد حاولت - ما أمكنني ذلك - رصد الظواهر البادية للعيان ، و هذه ولا شك ستكون غير منفكة عن زاوية نظري الخاصة التي قد أختلف فيها مع الآخرين.

أخيرا ... أرجو أن ينصب التركيز على فكرة و جوهر المقال لا على تفاصيله ... فالأمثلة التفصيلية قضايا قابلة لوجهات النظر إذا ما نظر إليها كحالات متفردة ... لكن حين تنظم كسلسلة فإن الصورة تبدو واضحة أكثر ...

و إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله ....

العنوان ..قراءة تفكيكية

الإسلاميون من هم؟ في رأيي المتواضع أن الإسلامي هو كل من هو من أهل القبلة ... لكن سنضطر للتحديد هنا حيث سنجاري الثقافة السائدة لنطلقها على جمهور المتدينين!! وحين نقول جمهور المتدينين فإني أعني بهم الشريحة الغالبة الأعم و لا يقصد بها هنا النخب أو الرموز.

أما مؤسسات المجتمع المدني فأقصد بها هنا كل مؤسسة أو منظومة ذات تأثير مباشر على المجتمع برمته أو على شريحة كبيرة من أفراده.
ثم لماذا المجتمع السعودي تحديدا؟ أولا: لأني من رحم هذا المجتمع فسيكون لقراءته بعض الواقعية ، ثانيا: أحسب أن هذا المجتمع ينفرد بخصائص أهمها:

1- أن الدولة تعلن الإسلام كهوية و مشروعية بقاء.
2- أن نسبة التدين (في المصطلح العام) عالية نسبيا إذا ما قيس المجتمع بغيره من المجتمعات.
3- عدم وجود تنظيمات رسمية و معلنة داخل هذا المجتمع مثل النقابات المهنية أو الأحزاب السياسية.


المتدينون ... التيارات الثلاثة

من يسبر غور التدين في المجتمع السعودي لا يفوته أن يلحظ ثلاث اتجاهات بارزة (و هذا لا ينفي وجود غيرها)

1- تيار يميل إلى الأخذ بظاهر النصوص مع انغلاق على الذات و عدم إمكانية اللقاء مع الآخر في منتصف الطريق. و إعطاء المسائل العلمية التفصيلية أولوية كبرى.

2- تيار ميزته الظاهرة توسيع دائرة الفهم للإسلام و الاستعداد للمناورة و الانفتاح على الجميع. و الاستعداد للعمل تحت أي مظلة و مهما كانت الظروف. مع عدم إعطاء القضايا العلمية التفصيلية أولوية. و يفضلون عوضا عن ذلك الانشغال بالقضايا الكلية.

3- تيار يتميز بقبول قسط يسير من المناورة و الانفتاح مع سقف سلفي يحد كثيرا من الفاعلية و من وجهة نظري أن هذا هو التيار الأعرض في المجتمع السعودي. و عليه مدار الرصد و البحث.

تقاطع الهوية×الوطنية

لعل من أول الإشكاليات لدى الإسلاميين في المجتمع السعودي ذاك الفهم المغلوط لموضوع الهوية ، إذ صورت على أنها إلغاء لكل الخصوصيات و منها الوطنية ، لسنا هنا في معرض تفصيل الموضوع و لكن المتأمل لأطروحات الإسلاميين في المملكة لا يفوته إلغاء المفهوم الوطني في جل -إن لم نقل كل - الاطروحات فلا يكاد يعزف على هذا الوتر مطلقا ، إذ يتصور الكثير منهم أن هذه الخصوصية هي شكل من أشكال الجاهلية والإقليمية و التمييز بين المسلمين ، و رغم أن دلالات الأفعال و التصرفات تصب في خانة الاعتزاز الوطني من مثل قصر الاحترام على المواطن غالبا و الشعور بالعزة بالانتماء للوطن ، و ربما التعالي على الآخرين أحيانا، إلا أن التيار الأعرض في الإسلاميين يرفض الحديث و الخطاب بصبغة وطنية.

التعليم

ظل التعليم بكافة مستوياته مجالا رحبا للإسلاميين ، و رغم ملاحظاتهم عليه إلا أنه استطاع المحافظة على استيعاب الجهد الأكبر من الإسلاميين ، و من وجهة نظري فإن هذا يعود لأمور منها:

1- أن التعليم و التربية بطبيعتهما أقل النشاطات حاجة لاستدعاء إشكالية المصالح و المفاسد و خاصة في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي.

2- عطفا على نقطة رقم 1 فإنه يظل المجال الخصب للعمل لذوي التأهيل الذاتي و الإداري و الدعوي المتدني و هم الكثرة في المجتمع بكافة تياراته.

3- أن مناهج التعليم في المملكة يمكن تصنيفها كإسلامية محافظة ، لذا فلن يكون هناك أي إشكال لدى المعلم أو المربي مثل الإشكاليات التي قد يواجه بها المربون في تركيا مثلا.

لكن و باستحضار ما سبق: هل ساهم الإسلاميون في محاولة صياغة مناهج تعليمية مناسبة ؟ و هل ساهم حضورهم الكثيف في النسق التعليمي في رفع كفاءة التعليم؟ أتصور أن الإجابة من الواقع بالنفي و أعزو ذلك إلى أن الإسلاميين اتخذوا التعليم وسيلة لزيادة أعداد الشباب المتدين ، و ليس غاية لبناء الوطن ثم الأمة بمحاولة تغيير وجه التعليم من التلقين إلى الفهم و من الخمول إلى الإبداع.

ثمة وجه آخر لحضور الإسلاميين في العملية التعليمية ألا وهو مساهماتهم البارزة في إنشاء مدارس التعليم الخاص ، و رغم أن الكثير من مواطني المملكة يلحقون أبنائهم بهذه المدارس ثقة في القائمين عليها فقط لا بمستواها الأكاديمي ، إلا أنه يمكن للراصد أن يستنتج أن هذه المدارس لم تساهم في إنتاج كوادر وطنية فعالة تتميز في تأهيلها عن المدارس الحكومية و كان دور هذه المدارس في الغالب زيادة دور الرقابة و الوصاية على النشء تحت راية إيثار السلامة!!.

الهيئات الخيرية

رغم أن هذه الهيئات أنشأت أساسا لجمع الصدقات و الزكوات و توزيعها على المحتاجين ، و بالرغم أنه من المفترض أن تكون مجالا خصبا للعمل الإسلامي فإن التيار الإسلامي كان سلبيا في الغالب إزاء هذه كثير من هذه الهيئات ، و ذلك بسبب وجودها تحت العباءة الرسمية و بالتالي - و كما أسلفنا - فإن الكثير منهم كان و لا يزال ينظر بريبة إلى هذه الهيئات و ذلك أدى إلى النكوص و الابتعاد كحل أسلم. لكن لا بد من الاعتراف أن الإسلاميين استحدثوا بدائل - في جلها جهود فردية غير منظمة - و لأن هذه البدائل تفتقد المظلة الرسمية التي تسهل حركتها و فاعليتها فقد كان دورها سد الحاجة للحد الأدنى ، لبعض الأسر دون تأثير يذكر.

النوادي الرياضية

كانت علاقة الإسلاميين بالنوادي منبتة أصلا بسبب سيادة ثقافة بروتوكولات حكماء صهيون و تثقيف جيل الإسلاميين الناشئ على أن هذه النوادي يراد منها الإفساد فقط و أنها لا يمكن أن تحمل أية رسالة ، و رغم أن الرياضيين -كغيرهم- شملهم مد التدين و رغم بروز بعض الاجتهادات للإسلاميين في بعض النوادي الرياضية الكبيرة إلا أن التجافي ساد العلاقة بين الإسلاميين و المجال الرياضي بشكل عام.

الإعلام - الصحافة

منذ بروز تيار الصحوة في المجتمع السعودي و هناك زخم كبير في موضوع ماسونية الصحف و أن جل الصحافة السعودية صحافة هدم لا بناء و أنها إنما أسست من قبل من لا يريدون بالأمة خيرا و أن الصحافة تهدف لإشغال المجتمع بالفن و الرياضة ، و لا يعوز المراقب أن يلاحظ سيادة الموقف السلبي للإسلاميين من الصحافة و اعني به تحديدا جمع سقطات و هنات الصحافة لتكريس مفهوم الدور الهدام لهذه الصحافة ، و غالبا ما يصنف من يجمع أكبر عدد من هذه الملفات السلبية بأنه ذا وعي بما يراد بأمته.

الإعلام - التلفزيون

لقد كان لعلماء الدعوة النجدية موقف سلبي من التلفزيون في بداياته في الثمانينات الهجرية ، هذا الموقف ألقى بظلال قاتمة حول موقف جيل الصحوة من التلفزيون، و صنف التلفزيون - كالصحافة تماما - على أنه ذو أهداف غير شريفة و رغم أن التلفزيون السعودي يصنف أنه من أكثر التلفزيونات محافظة و رغم وجود مساحة من القوانين تحكم عملية البث و تضع سقفها بناء على طبيعة المجتمع و خصوصياته إلا أن علاقة الشك و الريبة و بالتالي السلبية لا تزال تحكم نظرة الإسلاميين لهذا المجال الرحب حتى اليوم.

القضاء

يمكن القول أن الإسلاميين يسيطرون على الجهاز القضائي في المملكة ، و ذلك عطفا على كونه قضاء شرعيا يعتمد الشريعة كقانون ، و يرى بعض المحللين أن هذه السيطرة أسبغت على هذا النظام قدسية جعلته فوق النقد رغم ظهور عواره في كثير من الجوانب و رغم أن التقاضي بجملته عملية أشبه ما تكون بالفوضى و ذلك بسبب عدم وجود مواد مكتوبة و محررة و أنظمة يمكن للمتقاضي السير وفقها للوصول إلى حقه. و العجيب في الأمر أنه في كثير من الحالات التي حاولت رصدها بنفسي كعينات عشوائية يخرج كلا المتقاضيين من القضية و هو غير راض أو مقتنع!! بقي هل ساهم الإسلاميون في رفع كفاءة النظام القضائي في المملكة؟ الواقع المشاهد يجيب بالنفي على هذا السؤال ... و ربما أعتبر بعض الشانئين للإسلاميين فشلهم في تحديث النظام القضائي- الذي يسيطرون عليه تماما - و تطوير أنظمته ، و إعادة هيكلته ، اعتبر مثلا حيا لكيفية إدارة الإسلاميين لمؤسسات المجتمع المدني!!

هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يمكن اعتبار الهيئات جهازا إسلاميا خالصا ، لكن و من باب الإنصاف الحديث عن قلة الكفاءات المؤهلة في هذا الجهاز و لذا فلا يمكننا تحميل الإسلاميين وحدهم مسئولية وضع الجهاز و علاقته بالمجتمع و محدودية فاعليته و تأثيره ، لكن في رأيي القاصر أن الجهاز ساهم في الرقابة السلبية فقط دون التفكير بمشاريع وقائية أو إيجابية ، و حيث أنه استقر في خلد الكثير من المواطنين أنهم يرغمون على ما لم يقتنعوا به بدون إعطاء الفرصة للمناقشة أو الحوار ، فإذا ما أضيف لذلك الكثير من التصرفات التي تنقصها الحكمة من بعض أفراد الهيئة و ضعف تأهيلهم و كفاءتهم ، كل ذلك ساهم في تأزم العلاقة بين الهيئات و أفراد المجتمع ، لتتحول هذه الأزمة إلى شهادة فشل أخرى بجانب النظام القضائي.

الاقتصاد - البنوك

كانت بدايات البنوك في المملكة مستقاة من النظام المصرفي الغربي القائم على الربا ، و من هنا تركز في حس الإسلاميين في المجتمع السعودي أن هذه البنوك هي بؤر ربوية تحارب الله و رسوله ، و بذا كان الموقف التلقائي هو التحذير من هذه البنوك و التعامل معها و العمل بها ، و رغم وجود العديد من أصحاب رؤوس المال ممن يمكن تصنيفهم كإسلاميين أو على الأقل تحت تأثير الإسلاميين ، إلا أنه يمكن ملاحظة أن التيار الإسلامي لم يطرح أي إستراتيجية لتغيير النظام المصرفي و اكتفى بالشجب و التحذير ، كما أنه لم يطرح من قبل هذا التيار بديلا فاعلا متكاملا يحل محل البنوك الربوية في الدورة الاقتصادية و أحب أن أوضح أنه من وجهة نظري أن البنوك التي بدأت الاستثمار متوائما مع الشريعة (كالبنك الأهلي و البنك البريطاني حديثا) انطلقت من إدراك أهمية استجلاب رؤوس الأموال لدى الإسلاميين و لم تكن بمباشرة من التيار الإسلامي نفسه.

و الغريب أنه رغم الأرصدة المرتفعة للبنوك المحلية ، برغم استخدام كافة المنابر للتحذير منها و رغم أن أحد هذه البنوك طرح للاكتتاب العام و أستخدم الإسلاميون كافة الوسائل من خطب و فتاوى و منشورات لتحذير الناس من شراء الأسهم إلا أن المبلغ المكتتب غطي بأكثر من ثلاث مرات ... رغم كل ذلك لم يراجع الإسلاميون حساباتهم و علاقتهم المأزومة مع البنوك حتى اليوم.

الاقتصاد - الشركات المساهمة

اتخذ الإسلاميون نفس الموقف من الشركات المساهمة بدعوى أنها تستثمر في البنوك الربوية ، و اللافت للنظر أنه رغم الموقف العلني إلا أن الكثير من الإسلاميين استثمروا في أسهم هذه الشركات ، كما أن كثيرا منهم يعملون فيها ، و رغم أن بعض العلماء المعتبرين رجحوا حل هذه الشركات فلا يزال الموقف العلني مأزوما ...دون التفكير بطرح بديل تنموي لهذا النوع من النشاطات.

الاقتصاد - التجارة

يمكن و بسهولة ملاحظة أن الإسلاميين في المجتمع السعودي كانوا يفضلون العمل التجاري الذي لا تعتوره الشبهات - من وجهة نظرهم - و بالتالي يصرفون النظر عن أنشطة تجارية هامة ذات تأثير مباشر على هيكلية المجتمع و نشاطاته مثل صناعة السياحة و الترفيه ، و بذا لا يفوت المراقب أن يلحظ تركز تجارة الإسلاميين على بيع العود و العسل و المواد الغذائية و بعض الألبسة و خاصة الرجالية منها و العقارات بشروط مأسلمة.

الجمعيات النسائية

يقودنا موضوع علاقة الإسلاميين بالجمعيات النسائية إلى الحديث و لو بإيجاز عن موقفهم من قضية المرأة عموما في المجتمع السعودي ، و يتلخص هذا الموقف بأنه رغم إدراك الإسلاميون أن هناك خلطا كبيرا و شرعنة للعادات و أن هذا ليس هو الوضع الإسلامي المنشود للمرأة ، رغم ذلك شاب نظراتهم الشك و الريبة لكل من يتطرق لهذا الموضوع و كانت نغمة الاتهام و الإدانة لجل من حاول تصحيح الوضع و بالطبع كانت الجمعيات النسائية أول من تلقى تلك السهام ، رغم كونها مشرعة الأبواب لكافة ألوان الطيف!!

الإسلاميون وقضايا المجتمع والتنمية

يعج المجتمع السعودي بالكثير من الإشكاليات الملحة التي شغلت الناس و لا تزال ، مثل السعودة و البطالة ، القبول في الجامعات ، قضايا المزارعين و مديونياتهم ، قضايا التنمية و خطط التنمية الخمسية ، الموازنة العامة للدولة صعودا و هبوطا ، أسعار النفط ، الأمن و الفوضى المرورية و زيادة نسبة الحوادث ، زيادة أسعار المحروقات ، و رغم أن هذه القضايا تمس المواطن بشكل مباشر إلا أنه يمكننا القول بوضوح أنها مغيبة تماما في الخطاب الإسلامي بكافة منابره و لعل مما يدفع للعجب أن هذه القضايا كثيرا ما شغلت مجالس الإسلاميين كشريحة من المجتمع لكنها تغيب تماما في الخطاب الإسلامي المباشر .

هل حدث تغير في موقف الإسلاميين من هذه المؤسسات ؟!!


يؤكد كثير من المراقبين للتيار الإسلامي في المجتمع السعودي أن هذا التيار يعيش تحولات كبرى و من ضمنها إعادة النظر في كثير من مواقفه و خاصة في فترة ما بعد حرب الخليج الثانية ، و يستدلون لذلك باتساع دائرة الانفتاح وسط هذا التيار و اتساع دائرة الاهتمام و التنظير بقضية المقاصد العامة للشريعة و المصالح و المفاسد ، و مساهمتهم في بعض المؤسسات و الأنشطة التي كانت وضعت في دائرة المنع و التحريم أو الشبهات على الأقل ، و إن كنت أعتقد أن هناك تقدما كبيرا بحمد الله ، لكن - من وجهة نظر بحتة - لم يكن هذا التقدم نتيجة دراسات نشأت من رحم معاناة أو بسبب رصد ظواهر جدت أو رصد نتائج مناهج سالفة بل هي - في الأغلب - ردة فعل - عنيفة أحيانا - بسبب الضيق المتزايد لأفق العمل الإسلامي بأنساقه الكلاسيكية القديمة ، و ما لم يكن هناك حركة جادة فاعلة في النقد الذاتي بطريقة التغذية المرتدة التي تبلور هذا النقد لمحاولة إصلاح المنظومة ككل ، أقول تظل هذه الاجتهادات المبعثرة صيحة في واد قد تقدم الكثير ، لكنها تطيل الأمد مع تضحية قد تكون غالية التكلفة في كثير من الأحيان (...) مع استمرار فقدان الفرصة تلو الأخرى دون مبرر.

الإشكالية والحل

مما سبق يمكن وصف علاقة الإسلاميين إما بأنها مأزومة أو قليلة الفاعلية و التأثير و هنا سأحاول طرح بعض نوافذ حلول ممكنة مع التأكيد على أنها اجتهاد فردي قابل للأخذ و الرد :

1- لا بد من تحرير موضوع الهوية×الوطنية ، و في نظري أن الأمر ميسور جدا إذا نظر للموضوع نظرة الجزء من الكل ، و أن تنمية و تطوير الجزء (الوطن) سيعود قطعا بالفائدة على الكل(الأمة).

2- إن ثمة قضايا مهمة نفعها جماعي و شامل و يمكن تصنيفها أنها بلا هوية بل هي هم وطني مشترك كقضايا التنمية و البطالة و الأمن ... الخ و لا أعتقد أنه مسلك جيد أن تساهم كل ألوان الطيف في مناقشة هذه القضايا و يشذ عنها الإسلاميون فقط و خاصة إذا نظرنا من زاوية المقاصد الشرعية و المنافع العامة فيتأكد وجوب حضورها بفاعلية في الخطاب الإسلامي.

3- هناك مؤسسات مدنية اتخذ منها مواقف مسبقة قد لا يدعمها الواقع المعاش ، فلا أرى أي مبرر للنكوص و التخلي عن المصالح التي يمكن تحصيلها من خلال تلك المؤسسات و إهمال تأثيرها في المجتمع، و إذا كان لابد من وجود هذه المؤسسات و هي ذات تأثير كبير في حياة الناس ، فالنتيجة التلقائية أنه لابد من تفعيلها من قبل الإسلاميين أو سيقوم غيرهم بنفس الدور.

4- بعض المؤسسات التي تحتمل الشبه الشرعية ، لماذا لا ينظر إليها بزاوية المصالح الممكنة و دفع ما يمكن من المفاسد؟ ألا ترون أن التيار الإسلامي يتعامل مع كثير من هذه القضايا بنظرة الخير المطلق أو الشر المطلق ، رغم أن الغالبية العظمى تشبعت بتنظير قضية المصلحة و المفسدة ، لكن لا أدري لماذا النكوص على الأعقاب حال ظهور قضية تحتاج إلى البت تكتنفها مصالح و مفاسد متماهية الحدود؟

5- هناك حاجة ماسة لإعادة صياغة أهداف التيار الإسلامي و خاصة في تلك المؤسسات التي يكاد يسيطر عليها الإسلاميون سيطرة تامة مثل الهيئات و القضاء و التعليم إلى حد ما ، و من وجهة نظري أن الأهداف لا بد أن تشمل و بوضوح الارتقاء بالمستوى المهني لهذه المؤسسات و محاولة مواءمتها مع النسق العام لمؤسسات المجتمع المدني ككل.

6- أعتقد أن التيار الإسلامي بحاجة إلى صياغة أهدافه العامة الكلية و من أهم ما أعتقد أنه يحتاج إلى مراجعة و مطارحة و مصارحة و شفافية دور الوصاية على المجتمع و مؤسساته و التي حيدت دور هذا التيار إلى الرقابة غير الراشدة في كثير من الأحيان دون التفكير بإيجابية فاعلة تنتج نماذج و مشاريع تساهم في رفعة الوطن و تقدمه.

7- أخيرا ... هل آن الأوان لاندماج الإسلاميين في المجتمع و إلغاء مفاهيم سيطرت كثيرا على مساحة واسعة من الشعور الإسلامي من مثل الغربة ، النخبوية ، الوثوقية ، العزلة الشعورية ، و هل من عزيمة لمراجعة هذه المفاهيم و تقييمها في عصر الانفتاح و التكتلات السياسية و الاقتصادية العظمى التي تسطر موقفا واحدا من كل التيارات ذات الهوية الواحدة في مجتمعنا ذي الهوية الإسلامية؟!

.................................................. .......انتهى
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 18-09-2005, 10:37   #2
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : الإسلاميون ومؤسسات المجتمع المدني - قراءة في المجتمع السعودي

.
.
نشر هذا الموضوع بداية في احدى جرائدنا الوطنية (جريدة الوطن)، ثم نشره الصديق العزيز في منتدى الوسطية، وعلق عليه هناك مجموعة من المثقفين السعوديين:

www.wasatyah.com/vb/showthread.php3?threadid=974
.
.
والتالي هو تعليقي عليه:

.
.
بداية احب أن أعلن موافقتي على ما كتبه الصديق صلاح التميمي فـ(الإسلاميون السعوديون) في أزمة حقيقية، وهي أزمة قديمة، وما يحدث اليوم ويعرفه ويشعر به كل مثقف سعودي لا يتجاوز مقولتنا الشعبية (قال رقع يا بو مرقع، قال ذا شي ما ينترقع) بمعنى أن الخرق قد اتسع على الراقع، وأصبحنا جميعا كمواطنين في هذا البلد الطيب نحتاج أن نقف مع أنفسنا وقفة مصارحة.

ولأني اتفقت معه بداية في وجود أزمة فلا بد أن اتجه في الحوار إلى نقطة أخرى نتساءل عبرها عن أسباب هذه الأزمة وهي في نظري القاصر تنحصر في مجموعة من الأطر العامة:

أولا الجغرافيا: فنحن في المملكة العربية السعودية نحترم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعوته الإصلاحية، وهذه الدعوة الإصلاحية خرجت من نجد، من صحرائها، وجفافها، من حرها العنيف، ومن بردها القارص..الأمر الذي انعكس على أبنائها جفاء وغلظة، وترافق ذلك مع ظروف عالمية واقتصادية حالت دائما دون الاتصال المباشر بين نجد ومن وما حولها من الحواضر الإسلامية العريقة في الشام ومصر والعراق والإحساء والحجاز واليمن، وهذا الانعزال فرض نفسه على أشياء كثيرة ومن ضمن ذلك قضايا الثقافة، فالفكر هو ما يقدمه محمد بن عبد الوهاب عن مدرسة احمد بن حنبل وابن تيمية رحمهم الله، والثقافة هي ما يقدمه المشايخ المستندون إلى أعمدة المساجد إلى اليوم، والأسلوب هو التلقين المباشر، والحفظ الآلي للمتون والأسانيد، وما سوى ذلك فلا يصل، وهو مُتهم إن وصل، فما عندنا صحيح غير قابل للخطأ أبدا، وما يأتينا من الغير خطأ غير قابل للصحة دائما…ومن هنا بدأت إشكالية ثقافتنا الإسلامية القابعة على ذاتها في تكرار واجترار، مقارنة بثقافة إسلامية شرب منها غيرنا وكانت في تطور وتقدم ومتابعة لمجريات العصر وحركة التاريخ، وهذا الفصام الذي لم نتخلص منه إلا في سنوات متأخرة نسبيا كان له دوره العقيم في تفكيرنا الديني، وكان له تأثيره الكبير أيضا على العقلية التي كانت ومازالت للأسف الشديد لا تقبل الحوار مع الآخر أنفة وعصبية جاهلية لأنه باكستاني أو مصري أو هندي، واحتكارا للحقيقة المطلقة بزعمها فيمن نعرف من المشايخ، وتقديسا للرجال قبل مراجعة ما قدموه من فكر للأمة، وعرضه على موازين الصواب والخطأ بحثا عن مصلحة مرجوة للدين والأمة والوطن.


ثانيا التاريخ: لم يكن لوسط الجزيرة نصيب في صنع التاريخ منذ انتقال علي رضوان الله عليه إلى الكوفة حتى بدأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوته الإصلاحية في نجد، تعلم الشيخ رحمه الله في مكة والمدينة، وزار الأحساء، ودخل العراق..ويروي الناس خلافه مع بعض علماء العراق وطرده منه، وهي رواية ضعيفة تشبه الحديث عن رحلة له رحمه الله إلى مصر والشام، ثم يحدثنا التاريخ عن عودته إلى العيينه ثم الدرعية مبشرا بدعوته الإصلاحية في مجتمع أوشك على عبادة الأصنام والقبور، وأوشك أن يعود إلى جاهليته الأولى، وأن بقي له من أمور الإسلام كلمة (لا إله إلا الله..)..وأنه كي ينشر دعوته افترض مجتمعا جاهليا هو من خالف منهجه في الدعوة، ومجتمعا إسلاميا يمثله هو واصحابه، ثم شرع في نظام يشبه نظام الهجرة إلى المدينة زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم..ثم بدأت بعد ذلك حروب الفتح والجهاد كما اسماها الشيخ رحمه الله وتلاميذه.

وانتقل الشيخ إلى رحمة ربه، وبقيت عقلية الجهاد في سبيل الله في نجد، وانتفت الحاجة إلى الجهاد في مراحل كثيرة، لكن شاء الله أن يرتبط الجهاد بالمطامح السياسية، وأن تختلط مصالح الدين بمطامع الدنيا، وأن يتحول من يقاتل حمية الى مجاهد، ومن يقاتل طمعا في المال إلى مجاهد، ومن يقاتل رغبة في رضا السلطان إلى مجاهد، وكل ذلك باسم الله، وطمعا في جنته، ورغبة فيما عنده من الحور العين، والزرابي المبثوثة، والفرش المرفوعة، ثم تحول الناس في نجد إلى قانون الفردية بعد إنتهاء زمن الفتح...وبقيت في القلوب وفي التراث العقلي قضية إن لم تكن معي فأنت ضدي، وبقي ذلك ارثا يتداولونه جيلا بعد جيل..وبقي العنف في الخطاب الديني مستمدا سلطته من الخطاب السياسي، وتحولت جفوة الصحراء، وحروب الدعوة الأولى الى مسلك إنساني ينفي الآخر فكرا وشعورا، بعد أن عجز عن قهره عقلا وجسدا، وتأصل تبعا لذلك مفهوم العنف في الخصومة...لكن بإسم الله، وبدعوى مباركته....


ثالثا القيادة الدينية: كان الشيخ محمدا رحمه الله حاد الطبع، جاد الخصومة، عنيف الدعوة، يتضح ذلك جليا في مراسلاته، ويتضح اكثر في اعتماده مبدأ الجهاد لنشر الدعوة في نجد، جهاد المسلم للمسلم، أو ما يشبه قتال المرتدين زمن الصديق رضي الله عنه، ولست هنا بصدد توضيح مشروعية الفعل وبيان الفرق بين الرجلين والجيلين والحدثين، لكن حديثي عن تلك الحدة التي بقيت في أدبيات الدعوة وفي ممارساتها إلى يومنا هذا، كان الشيخ رحمه الله مجبولا على الغلظة في الخطاب لسبب آخر هو عنف ما قوبل به من الطرف الآخر في الشام والعراق والأحساء، بل وما قيل عن محاولات اغتياله في العيينة، وتأليب والي الاحساء (ابن عريعر) عليه، فكانت ردة فعل الشيخ الغليظة مما يتفق مع جبلته، وظروفه، وقسوة الزمن عليه، وإيمانه بحاجة الدعوة إلى عنف في مراحلها الأولى، لكن حين تغيرت القيادة بقيت الغلظة مع زوال أسبابها، فكانت داء آخر توارثه الجيل التالي من المتدينين دون مبرر ولا وعي ولا بصيرة.

وأمر آخر له علاقة بأزمة القيادة عند المتدينين في تلك الفترة، ذاك هو الخلط بين القيادة الدينية والقيادة السياسية بعد وفاة الشيخ رحمه الله، وإن كان للقيادة السياسية مبرراتها في توارث السلطة لحفظ الاستقرار، وتأمين السبل، وحفظ البلاد والعباد ….الخ ، فإن الأمر لم يكن بهذا الوضوح، ولم يستطع أحد عبر التاريخ أن يقدم مبررا واحدا لتوارث القيادة الدينية من الأب إلى أبنائه وأحفاده من بعده، العلم الشرعي تعلم، وموهبة واجتهاد، وعبر التاريخ الإسلامي ندر أن يرث أبناء العالم علمه، حتى كانت السابقة الغريبة التي بدأت في نجد وبقيت إلى اليوم، ونتج عنها الكثير من الخلل في بنية التفكير الديني، فأنت عالم بالوراثة الجسدية، ولك أن تتصدر للعلم مع وجود من هو افقه منك وأعلم، ونشأ فقه مؤهله هو إبن من أنت، فقه يكتسب شرعيته من الآباء والأجداد لا الثقافة والدراية والموهبة والتحصيل والاجتهاد، الجغرافيا، والتاريخ، وخلل في القيادة الدينية تجلى في الحدة الغليظة، ثم توارث للقيادة بمؤهل جسدي فقط، ثم دارت الأيام دورتها حتى وصلنا إلى زمن (الرويبضات) المتنفذة بإسم الدين في أكثر من موقع.

رابعا الذوات المقدسة: جاء في القرآن الكريم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا، ولا يغتب بعضكم بعض، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، واتقوا الله، إن الله تواب رحيم)..وللعلماء في تفسير معنى الغيبة شروح ومصطلحات، لكن أيا من هذه الشروح والمصطلحات لم يشر إلى أن من معاني الغيبة وجود طبقة من الناس منزهة عن النقد تحت مفهوم العصمة أو العدالة، نعم، للجميع حق التوقير والاحترام، وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، لكن شاء الناس وشاء الفكر الجامد وحماية لجموده وانعزاليته أن يتبنى مقولة (أن لحوم العلماء مسمومة) وشاءت لهم أهواء وعصبيات فكرية أن يعلنوا سرا وجهرا عن ذوات مقدسة لا تمس ولا يقال لها أخطأتِ (واستيقنتها قلوبهم)، وأهملوا مبدءا من أعظم مبادئ علم الحديث اسمه: الجرح والتعديل.

والخوف من التخطئة أنتج تلك العقلية المريضة التي تبرر الأخطاء بحجة التأويل والتفسير وتوضيح مرادات المشايخ، والخوف من التخطئة أدى إلى تبني فكرة رفض الآخر مرة أخرى حين يختلف مع رأي الشيخ وفهمه (ولا أقول اجتهاده) مهما كان مقام هذا الآخر علما وفقها وصلاحا، والخوف من التخطئة أدى إلى التقليل من إنجازات الآخرين لأن أتباع المشايخ لم يستوعبوا إنجازا يقوم به من يصيب ويخطئ في مواجهة فشل إثر فشل يبوء به من كل شأنه صواب متصل لا ينقطع.

تقديس الأشخاص عطل الإصلاح المرجو من الفكر الديني في مرافق الحياة المختلفة ضمن المؤسسات المدنية في المملكة، لأن الذوات المقدسة كانت قاصرة الفكر فيما يتعلق بالإصلاح الإداري والثقافي بل والاجتماعي أيضا، ثم حال الإيمان بقداسة هذه الذوات دون استيراد الفكر الأكثر قدرة على الاضطلاع بحل مشكلات هذا المجتمع الملتصق واقعا بالفكر الإسلامي، أي فكر أولئك الذين يؤمنون بأن الحل يكمن بداية في قبول معادلة الصواب والخطأ في الفكر الإنساني بعيدا عن عبادة الأشخاص والذوات المقدسة.

خامسا سمات الأفكار: رفض الجديد هو السمة البارزة في الفكر الذي قدمته الطبقة التي ورثت التدين بصورة تقليدية كما ورثت نصيبها من متاع الدنيا في عالم المطامع والمصالح والمطامح، وهم في هذا الرفض يستندون إلى حديث ورد عن عائشة رضوان الله عليها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد..) وبالتالي فقد تحول كل جديد وفق فهمهم لهذا النص إلى بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وزعموا أن الخير كل الخير فيما اختاره القدماء لأنفسهم، وأن الشر كل الشر فيما استحدثه الناس بعد ذلك ..ونسوا أو تناسوا أو شاء لهم الجهل والرغبة في التصدر وضوح النص في الدلالة على العبادات وما نصت عليه الشريعة من قضايا المعاملات، وأنه قد جاء عنه عليه السلام في حديث آخر في حادثة تأبير النخل الشهيرة قوله: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)…وهذا مبدأ عام فيما لم تتناوله النصوص الشرعية بالحرمة أو الكراهة بمعنى أن الأصل فيه هو الحل وفق مصالح الدنيا والدين، والفرد والمجتمع، والحاكم والمحكوم…، لكن ذلك لم يكن رأي أولئك الذين اختلفوا مع الملك عبدالعزيز رحمه الله لأنه أذن بدخول الهاتف والسيارة والبريد إلى المملكة الناشئة حينها، ولم يكن رأيهم حين عقد المعاهدات الدولية مع الدول الكافرة، ولم يكن رأيهم حين رفض طيب الله ثراه التفرقة بين أبناء الوطن الواحد بدواعي الاختلافات العرقية أو المذهبية أو الفكرية فكان ما كان مما سجله التاريخ ونعف عن ذكره لأنه ماض لا مصلحة لأحد في تذكره والتعقيب عليه اليوم، لكننا نذكر الواقعة فقط لبيان أن فلتات من ذلك المنطق الرافض للجديد فكرا في الذهن، والجديد واقعا على الأرض، والجديد فلسفة حياة وأسلوب عمل بقي في عقول طبقة من الناس، ونتج عن ذلك فكر مضاد يقاوم التجديد، بل ويخافه في كل صور الحياة، ولم تكن مؤسسات المجتمع المدني في معزل عن هذه الحرب وتلك المقاومة.

وعشق الذات سمة أخرى من سمات هذا الفكر المغالي في نرجسيته وفق معادلة غريبة: يؤمنون (ونؤمن معهم) بأن الإسلام هو الدين الصالح لكل زمان ومكان، لكنهم يؤمنون أن الفكر الذي يمثلونه ويقدمونه للناس (ولا اقول يقدمون اطروحاته) هو خير تمثيل للأسلام، بل هو الإسلام الحقيقي، وبالتالي فإن هذا الفكر بزعمهم يحمل من سمات الإسلام: الخلود والصلاح لكل زمان ومكان، وبالتالي فإن على الأمة وفي الأرض كلها أن تؤمن بهذا الفكر في مجالات العقيدة والعمل، وإلا فهي على خطر عظيم، وزيغ بين لا تهاون فيه، ولا يجب السكوت عليه، وكان من نتائج هذا الفكرة ، أن شكك بعض الحمقى من هؤلاء في جهاد الروس في أفغانستان لأن الأفغان أحناف ولديهم خلل في العقيدة الصحيحة بزعمه، وشكك آخرون في الجهاد في البوسنة والهرسك أيام المقاتل والمذابح والاغتصابات بحجة أن النساء في البوسنة لا يغطين وجوههن!!، ثم مازالت الأمور تتفاقم بهذه السطحية والسماجة حتى وردت إلى الأذهان الكليلة فكرة أن الجهاد يكون بالزواج من الفتيات البوسنيات وهدايتهن إلى العقيدة الصحيحة..!!!، هذه النرجسية فرضت على أصحابها إيمانا بما عندهم من فكر، ورغبة في تعميمه عبر الزمان والمكان، فتعثر ذلك دائما بخطل اختيار المكان، وغباء اختيار الزمان….في الداخل والخارج، ووقع التناقض الدائم بين السياسة الشرعية والسياسة الدنيوية، والفكر الديني والمجتمع المدني:

تَناقُضٌ ما لنا إِلا السُكوتُ لَهُ=وَأَن نَعوذَ بِمَولانا مِنَ النارِ
والتعلق بالظاهر من السلوكيات، من الملاحظات على هذا الفكر، والإشارة إلى العام من العبارات من سماته، الإسلام هو الحل، والأيمان هو الطريق، وكلنا يؤمن بذلك، لكن طول اللحية، وتقصير الثوب، والسواك (وهي من سنن الفطرة وسنن النبوة) لا يحل مشكلة عامة، ولم يقل أحد من الناس أن في هذه المظاهر الفردية حلا لمشاكل المجتمع المدني، وعبارة: اصبر جزاك الله خير، إن طال أمدها، لا تعفي احدا من الملامة إن قصر في عمله، والإيمان الذي في القلب لا يمكن أن تحل به قضايا الواقع الشائكة بدون إعمال للفكر والجوارح بجهد واقعي، وهذه بدهيات يحزنني أن أتحدث عنها في هذا السياق، لكني إنما أتحدث عنها لأنها توشك أن تحول حملة هذا الفكر العبثي إلى غثاء إنساني في المجتمع، وتوشك أن تحول المجتمع المؤمن بها إلى صوفية غبية تنتظر مدد السماء لحل المشكلات بعيدا عن الوسيلة الوحيدة لاستمطار ذاك المدد (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون)…وسنن الفطرة ليست من اساليب العلم الإداري أو العمل الثقافي والمنهجي المنظم في شيء، وإصلاح مؤسسات المجتمع المدني وتطوير بناها الإدارية والعلمية لا يكون بنشر كتب العقيدة الصحيحة كما نؤمن بها بين العاملين من أبنائها، وهنا خلل في التفكير نتج عنه خلل في الأساليب والتدبير.

سادسا مصادر التلقي: القرآن والسنة والإجماع والرأي والقياس هي مصادر الشريعة العامة كما حددها العلماء رضوان الله عليهم، لكن القرآن له شروح، وأحاديث السنة من قول أو فعل أو تقرير تجمع الصحيح بالحسن بالضعيف والموضوع، والإجماع يحتاج الى بحث وتفصيل، والرأي والقياس يحتاجان إلى عقول مفكرة مجتهدة عالمة تجيد البحث والاستنباط والمقارنة، لكن حصر هذا كله في كتب بذاتها ثم الشك فيما عداها من صور المعرفة الدينية والعقلية أو النظر إليه بغير الريبة التي لا ترى إلا العيوب خلق كثير من اللبس والقصور في العقلية الدينية في البيئة المنغلقة على نفسها أصلا جغرافيا وتاريخيا وشعوريا.

في القرآن هناك ابن كثير رحمه الله وتفسيره، وفي العقيدة هناك الأصول الثلاثة والتوحيد لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله مع شرحه المسمى فتح المجيد مع نفي ما سواها من كتب العقيدة التي لا تتناسب مع رؤية الشيخ رحمه الله، وفي الفقه كان التركيز على الروض المربع، وشرحه زاد المستنقع، من فقه الحنابلة، وهناك التراث الذي خلفه ابن تيمية رحمه الله في فتاويه المصرية أو الفتاوي التي جمعها ابن قاسم رحمه الله، وفي علم الحديث هناك الصحاح مع التشكيك في شروحات ابن حجر لمخالفتها للعقيدة (وأبن حجر اشعري)، وكذا التشكيك في شرح صحيح مسلم للنووي (وهذا أيضا اشعري)…، أما الفلسفة والمنطق وعلم الكلام فلا يوجد شيء…لأن هذه العلوم تدور بزعمهم بين الكفر وإضاعة الوقت فيما لا ينفع….!!، وهناك مجموع الفكر الثقافي الذي قدمه ابن القيم رحمه الله، وفي التاريخ يعود إلينا ابن كثير مرة اخرى باسطا الرؤية الحنبلية للأحداث التاريخية (وما سبق هو أمثله فقط)، وتزامن هذا كله مع تحجيم الفكر الآخر ومنعه بل والسعي للقضاء عليه لا بالمنطق والحجة والدليل بل بالمنع والقهر والكبت، منع الفكر المعارض الذي قدمته الفرق الإسلامية الأخرى أولا، ثم قلة الاهتمام بالفكر الإنساني العام عبر الأجيال ثانيا

غلبة هذه المصادر في التلقي ساهم في تأصيل النظرة الفكرية الأحادية للأحداث والأفكار والأشياء، والقياس بالمنطق الفكري الواحد، وخلق قلة الوعي، وأضعف حجية العقلية المتدينة في مواجهة المجتمع المدني المتطلع للثقافة الإنسانية من جميع زواياها، والمتعطش للفكر المتحرك بقوة بعيدا عن الجمود الذي خلّفه شعوريا غلبة الحس الاحادي في التلقي على نفوس الإسلاميين السعوديين، فكان الخلل في التدبير بعد الهزال في التفكير مرة أخرى.

سابعا مع الناس: الحديث عن إسلامية المجتمع السعودي من نوافل الكلام، هو إسلامي في جذوره، وفي طريقة تفكيره، وفي تفسيره للأحداث وتبريره لها، وبالتأكيد فليس حديثي عن شذوذ ينتهي إلى انحراف في طرفين: الخروج والتكفير أو الابتذال والانحراف، بل ينصب حديثي هنا عن عامة الناس ممن يصلي في المساجد ويراقب الله في بيته وشارعه ومدرسته وقريته ووطنه ما وسعه ذلك (ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها)..لكن ما بال ثقة هذا الفرد المنتمي لهذا المجتمع الإسلامي قد تناقصت في أولئك الذين يسمعون أنفسهم بـ(الملتزمين) ويطلق عليهم الآخرون مسمى (الإسلاميين)؟!!

كان لضعف الثقة أسبابه فمن ذلك:

- التمايز في المظهر: كان الأعرابي يأتي من البادية ويسأل الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، ايكم محمدا؟!! لأنه كان يشبه قومه في لبسه وهيئته، وما عرفه عليه السلام من لم يره من الأنصار مقدمه المدينة مع الصديق رضوان الله عليه، حتى احتاجوا عليهم رضوان الله برهانا يعرفونه به ويفرقون به بينه وبين صاحبه، لكن المتدينين الجدد يفضلون التمايز على الناس في مظاهرهم، فلا بد من هيئة خاصة قريبة من السنة بزعمهم وقد علمنا سنته عليه الصلاة والسلام في عدم التمايز وحبه للطيب، وطريقة خاصة في الكلام وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن التفيهق والتقعر، ولا بد من بعض التعالي بيانا لعزة الدين بزعمهم، وما كان أحد اشد رغبة في إعزاز الدين من محمد صلى الله عليه وسلم وما تكبر على الناس ولا تعالى عليهم، وهذا التمايز وما ذكرته بعض صوره اوجد حاجزا خفيا بين هذه الطبقة من الناس والعامة من أفراد المجتمع.

- ضعف الوعي بأحوال الناس: ومن لا يشارك الناس في أفراحهم وأحزانهم كيف له أن يعرف ما يشكون منه؟!! ومن لم يجالس الفقراء كيف يستطيع أن يتحسس آلامهم؟!! ومن لم يدخل السجون كيف له أن يحلل أسباب الانحراف الأخلاقي في المجتمع؟!! ومن لم يقرأ الإحصائيات الإجتماعية، ويتابع قضايا إنحراف الأحداث والكبار كيف يمكنه أن يدرك ما يفعله الفراغ وضعف ذات اليد بالشباب ذكورا وإناثا؟!!، ومن لا يفهم في السياسة العامة والخاصة لأنه مشغول بفقه الحيض والنفاس كيف له أن يكوّن رأيا لنفسه فضلا عن أن ينقله للناس؟!!، ومن لا يفهم في قضايا البنوك، وطرق تعاملها، وحاجة الناس الماسة للتعامل من خلالها، كيف يمكنه ان يشرح اضرار الربا للآخرين بطريقة يفهمونها بعيدا عن التعميمات الشرعية؟!! كيف تستطيع أن تقنعني بشيء وأنت اصلا لا تفهمه؟!!

- التعميم المطلق: لم يقدم الإسلاميون في المملكة حلا تفصيليا لقضية معاصرة بل اختاروا التعميم دائما، في مشاكل الإقتصاد والإجتماع قالوا: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، لكن الله خلق الأسباب وجعل المسببات طريقا لها، وفي السياسة الدولية تخبطوا بين مصالح الدنيا ومطالب الدين ونسو أن حفظ دنيا الناس من مصالح الدين، وكثرت شكاوى الناس من الخطب التي لا تؤخر ولا تقدم، ولا تناقش الناس في قضاياهم ومشاكلهم اليومية، حتى صار حضور الجُمُعات طلبا للأجر والمثوبة من الله بعيدا عن توقع زيادة المعرفة من كلام يقال، أو علم ينتفع به، وصار التكرار بل والاجترار سمة لبعض فئات الإسلاميين في المجتمع دون تقديم حلول منطقية تنفع الأفراد في دنياهم وأخراهم، وازدادت تبعا لذلك شقة البعد بين عامة الناس وبين من كانوا يرجون منفعته من الإسلاميين.

- أفغانستان، الكويت، امريكا: وهنا سبب خارجي ساهم في ضعف ثقة افراد المجتمع بالأكثر (التزاما) من اخوانهم، ففي أفغانستان وبعد طول التأييد من المجتمع السعودي بكل فئاته، تقاتل المنتصرون على (كعكة السلطة) وأضاعوا نصرهم الذي حققوه ، وما يحصل الآن استمرار لذاك الصراع الكريه، وفي الكويت كان تأييد الإسلاميين في الخارج لما فعله طاغية العراق باعث على التفكير في نفوس أفراد المجتمع وإن لم يشغل (لسوء الحظ) الإسلاميون كما ينبغي لهم لتصحيح المسار، أما ما يجري الآن من حوادث وقلة مبالاة الناس برأي هذه الفئة من الإسلاميين بما يجري بين امريكا وحلفائها وخصومها فقد ذكرنا بقول الشاعر :

وَيُقضى الأَمرُ حينَ تَغيبُ تَيمٌ=وَلا يُستَأمِرونَ وَهُم شُهودُ
هذا التمايز عن الناس في المظهر، وقلة الوعي بأحوال المجتمع والناس، وصيغ التعميم الجاهزة، ومواقف الإسلاميين في الخارج، وخيبات الأمل المتتالية من هذه المواقف اضعف قدرة الإسلاميين على النهوض بمؤسسات المجتمع المدني بل وشكك الآخرين في قدرتهم على الإضطلاع بهذه المهمة.

تلك بعض الأطر العامة التي تبين لنا أسباب ضعف قدرة الإسلاميين على العمل بفاعلية ضمن مؤسسات المجتمع المدني، بين الجغرافيا والتاريخ والإنسان والعوامل الداخلية والخارجية.

لكن هل تغير شيء في معادلة الإسلاميين في المملكة وخارجها؟!!

لا يمكن تغيير الجغرافيا، وبالتأكيد فإننا لا نستطيع العبث بالتاريخ، لكن يمكن للإنسان دائما أن يفكر ويتعلم ويعمل و…..يتطور، والتطور وليد التجارب: تجربة فاشلة يفكر فيها عقل إنساني ليطورها إلى تجربة ناجحة بعد تجنب اسباب الفشل ودواعيه، وتجربة اخرى ناجحة يجتهد فيها عقل إنساني ليجعلها اكثر نجاحا وقدرة وإبداعا.

على الإسلاميين في كل مكان أن يرصدوا التجارب، ويبدعوا في التطوير بين الفشل والنجاح، يستوي في ذلك العمل في إطار مؤسسات المجتمع المدني أو حتى في إطار العمل الفردي الخاص، او إطار الهم الاممي العام، وما لم يقبل الإسلاميون بفكرة إمكانية أن يكونوا مخطئين فلن يصيبوا على المدى البعيد ابدا، ومالم يستوعبوا بعقولهم وقلوبهم الرأي الآخر ويحاولوا الاستفادة منه قدر الطاقة والمتاح فمن العبث التفكير في إقناع هذا الآخر بوجهة نظرهم وإلزامه بالعمل من خلال رؤاهم ومنطلقاتهم وإن كان ذلك بسم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم…..(لا أكراه في الدين) ولا إلزام على العقل، ولا إجحاف بحقوق الناس في ان يكونوا كما خلقهم الله احرارا بلا وصاية ولا فرض رأي مقبولا كان أو غير مقبول.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-09-2005, 04:21   #3
بدر الحافي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ بدر الحافي
 

رد : الإسلاميون ومؤسسات المجتمع المدني - قراءة في المجتمع السعودي

مع احترامي للكل اعتبر هذا اللي طرح مجرد حشو كلام الغرض منه استعراض لعضلات المعرفة والادراك...
شخصيا لا احبذ الطرح لان الاخرون يفعلون ويجب ان نقتدي بهم؟
لا المسالة حين نحدد ونجزئ الغير مجزئ اصلا لاعتبرات وهمية غير مرتكزة على حقائق باينة يمكن من خلالها اقناع ان المجتمع مجز لفئات على حسب الاهواء...

راي قد تتفق معه وقد يكون العكس لذا الاختلاف بالراي لا يفسد للود قضية...

التوقيع:

مقطع من ( الحياة قبرا يتسع..!! )
للكاتبة / غادة عبد الله الخضير

بدر الحافي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 29-09-2005, 11:37   #4
نهر
خيال وزوايا معبد
 

رد : الإسلاميون ومؤسسات المجتمع المدني - قراءة في المجتمع السعودي

مرحى:

هناك كتاب قيم اسمه(آراء في فقه التخلف) ل خلدون بن حسن النقيب

اذكر انه كان يباع في المكتبات السعوديه ان لم يتم سحبه ..

فيه بحوث عميقه عن المجتمعات العربيه والشخصيه الخليجيه والفروقات الاثنيه والثقافيه الموجوده لدى كل فئه من فئات المجتمع العربي بشكل عام والخليجي على نهج الخصوص.

.
.
هناك نقطه اخرى : لا يوجد اصلا في السعوديه مؤسسات للمجتمع المدني...
.
.

والاسلاميين هم تيار فكري موجود بقوه في السعوديه مثله مثل باقي التيارات الفكريه الاخرى وهو التيار الاقوى بغض النظر عن جهل الناس به او بأهدافه .

... ولا يمكن ان تسمح الدوله على الاقل في الوقت الحاضر بقيام مجتمع مدني يمكن مؤسساته من ممارسة ضغوطها على الدوله واستخلاص الحقوق بشكل مباشر دون وساطات وخضوع.

ولعل قضية الادباء والاكاديميين السعوديين امثال :على الدميني ومتروك الفالح لا زالت قائمه ولم يمض عليهم الحكم بالسجن لفترات متفاوته بين الثلاث والعشر سنوات الا اشهر قليله رغم انه لا يوجد تهمه او قضيه .فقط لمطالبتهم بقيام مملكه دستوريه.
..
ما اردت طرحه بالفعل :
انه لو اردنا ان نصنف او نعرف العوائق في مجتمعنا فلا بد ان نعود الى استئصال ثقافة التخلف وتأصيل معنى المجتمع المدني لدى الناس وهذه قضيه اخرى حبذا لو تناولها كاتب الموضوع لنبدأ من الصفر الى المنتهى .

التوقيع:
وماتت ساعة الصدفه دقايق تنتحر بالدور*وقام الشوق يلعبي مثل عينٍ ورا اهدابك

-حامد الشمراني-
نهر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 07-10-2005, 14:42   #5
سلطان الحجّاج
شاعر متمرد
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان الحجّاج
 

رد : الإسلاميون ومؤسسات المجتمع المدني - قراءة في المجتمع السعودي

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نهر
والاسلاميين هم تيار فكري موجود بقوه في السعوديه مثله مثل باقي التيارات الفكريه الاخرى وهو التيار الاقوى بغض النظر عن جهل الناس به او بأهدافه .
.
عزيزي .. نهر .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أما قبل ../

فلن ادخل للموضوع لنه نقاش لا طائل ورائه مع احترامي للإخوه هنا ..


ولكن .. استهجنت ردك .. لا أعلم حقيقةً هل انت تعي ماقلت أم لا ..



سأسألك سؤال واتمنى إجابتك ../



عزيزي / هل أنت مسلم ..؟


إن كانت نعم ونحسبك كذلك والله حسيبك / إذن أنت إسلامي ..

دع مايدور حوله الموضوع فكما قلت هو كمثل ( من ينفخ في قربة مشقوقه )

انت مسلم فإذن انت إسلامي ..
.
.
.
فإن كان صفوة الخلق محمد عليه الصلاة والسلام قائد الإسلام والمسلمين ..

فلماذا تسمي الإسلام تيار...فكري../؟

وهو شرع الله جل وعلا .. !!!!


وان كان تيار وسلّمت بما تقول .. وافترضنا أنه تيار فكري( جدلاً ) فهل انت منسحب من هذا التيار..؟!

ثم لماذا تقول موجود في بلاد الحرمين بقوه ..!؟

واليست مهبط الوحي ومبدأ الرساله الإسلاميه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يفترض بك الفخر لا أن تقول ان تيار فكري..!؟ لأنه من الله جل وعلا ليس من الخلق



صدقني أخي / الدخول في مثل هذه الأمور لا يزيدك شيء ..


.
.
.
صدقني قد قرأت الموضوع باكمله ولكن لم اخرج بفائده تذكر ..!!



فقط أهالني ردك واحببت ان انبهك فقط لاغير



شكرا لك وعليك /


وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال




اخوك الفقير الى عفوا ربه

التوقيع:
.
.

سلطان الحجّاج غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 21-10-2005, 15:01   #6
نهر
خيال وزوايا معبد
 

رد : الإسلاميون ومؤسسات المجتمع المدني - قراءة في المجتمع السعودي

مرحى اخي المتمرد:

كل المذاهب والاديان والعقائد الصحيحه والباطله هي فكر يخاطب عقل الانسان ولبه وليس قدمه او اذنه ام تراك لم تسمع بالفكر الاسلامي المستمد من تعاليم الاسلام وبالتالي انسحب على ذلك الفكر الكثير من الاداب والتعاليم فاذا كنت مستمسكا باداب الاسلام واخلاقياته يقال ان فلان يتمتع بفكر اسلامي صحيح وهكذا.وذلك لا يعني تحوير معنى الدين الى حركه لها احكام ورؤى وضعيه فالامر ابسط مما تتصور في هذه المسأله.

ثانيآ دعك من مسميات مهبط الوحي فمهبط الوحي هو مكه والمدينه وليس الجنوب والشمال والشرق والغرب وهذه كلها مسميات الغرض منها دعايات لبقاء الدول فكل دوله عربيه تقريبا تسمي حكامها بأئمة المسلمين في تعميم على كل البلدان الاسلاميه.

ثالثا انا رجل مسلم نعم ولكني لا انتمي للتيارات الاسلاميه الموجوده في السعوديه التي في ظاهرها تحمل الدين وفي باطنها لها اغراض سلطويه ومشاركة الحكومه في السلطه وهذا شيء معروف في كل بلدان العربيه الاسلاميه ولو ترك للتيارات الاسلاميه حكم الخيار لظهر الخلاف بينهم ايضا فليسوا كلهم على قلب رجل واحد فالصحوه لها علماؤها واتباعها والتبليغ كذلك والقاعده والجاميه والاخوان المسلمون وحركة الاخوان والسروريون هذه كلها حركات وتيارات اسلاميه مو جوده في السعوديه للعلم فقط حتى تعلم ما اردت الاشارة اليه في ردي السابق.

مع امنياتي لك بالتوفيق
وكل عام وانتم بخير

التوقيع:
وماتت ساعة الصدفه دقايق تنتحر بالدور*وقام الشوق يلعبي مثل عينٍ ورا اهدابك

-حامد الشمراني-
نهر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع