من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > فكرٌ ورأي
تحديث هذه الصفحة كتاب.... في قطر
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-06-2008, 13:35   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

كتاب.... في قطر

.
.
مركز (أبو سمرة) هو منفذ دخول قطر عن طريق البر للقادم من المملكة العربية السعودية، وهو منفذ جميل جدا: مريح وواسع، ومنظم بطريقة تسعد المواطن في خليجنا العربي فضلا عن المواطن في دولة (قطر) العزيزة.

أنهيت إجراءات الجوازات مع ابتسامة التمني بسلامة الوصول من الموظفة، ثم توجهت إلى منطقة الجمارك للتفتيش، فتحت صندوق السيارة ليدور بعد دقائق هذا الحوار:

- ما الذي يحويه هذا (الكرتون)؟
- كتاب، هو كتابي، أقصد أنه من مؤلفاتي.

قام بفتح (الكرتون) وتأمل الكتاب قليلا ثم قال: وكم (وحده) عندك من (هالدفتر)؟

- حوالي (تسعين) نسخة.
- هي لاستخدامك الشخصي أو للبيع؟
- لا والله، هي بالصدفة في السيارة، كان المفروض أن يتم توزيعها في مدينتي الصغيرة، لكن لظرف طارئ حضرت إلى دولة قطر، ونسيت (الكرتون) في السيارة.
- عن أيش (هالدفتر)؟
- قصص، قصص قصيرة.
- نظام الدولة يمنع إدخال الكتب، آسف، سأحيله إلى الإعلام، وسيتأخر.
- لا، لا داعي لمراجعة الدولة ونظامها لأجل (دفتر) أتركه عندك وسأعود غدا لآخذه من هنا.
- لا بأس لكن أنتظر سأكتب لك وصل خاص.

وأخذ كرتون (الدفاتر) بوجه صارم، وخشيت أن أعترض حتى لا يعطلني (النظام) ساعات إضافية، ورضيت من الغنيمة بأن يحفظ (الدفاتر) لديه حتى الغد. كان انطباعي أني في مواجهة حالة (تخلف)، وكان عتبي على (النظام) كبيرا. لكني تابعت الحوار مع ممثل النظام:

- عفوا هلي يمكن أن احتفظ (بخمس) نسخ من (الدفتر) لأصدقائي في قطر؟
- لا، نظام الدولة ما يسمح.
- نظام الدولة؟!!
- نعم.

تركني وانصرف، وكنت مستاءً من ممثل الدولة والنظام في هذا الموقع.

الدولة في قطر الجميلة أنفقت الملايين على هذا المركز الحدودي، وهذه المراكز البرية تحديدا هي واجهة الداخل إلى البلد، لكن وضع موظف غير مؤهل في مكان حساس جدا للتعامل مع الناس والكتب أمر حيوي جدا. هذا الموظف الذي أفترض أنه يؤدي عمله كما بلّغه (النظام) لم يفتح الكتاب، بل هو لا يفرق بين الكتاب و (الدفتر)، وحين قلت له انه كتاب قصص قصيرة بدا لي واضحا أنه لم يعرف معنى كلمة (قصص قصيرة)، وحين أخذ الكتاب إلى زملائه لم يقل له أحدهم أن الكتاب عادي جدا، ويوجد في داخل قطر ألوف العناوين التي تفوقه في شكله ومعناه. لم يفعلوا ذلك، بل أرشدوه إلى نموذج الحجب، ونصحوه بالتعامل بصرامة مع هذه المخالفة المنكرة للنظام في دولة قطر. ولأنه يحب النظام، ويحب الدولة، وهو غيور على دينه ووطنه قرر أن يمنع الكتاب الموسوم بـ(روتين – صور قصصية) من دخول الدولة.

في المساء شاءت لي الأقدار أن التقي بالوجه الجميل لمدينة الدوحة، المدينة التي تحولت إلى ورشة عمل وبناء وجهاد في سبيل التطور والرقي، وتحدثت مع بعض مثقفيها الذين أشادوا بالدور الكبير الذي يقوم به الجميع للرقي ليس بالبنيان فقط بل بالإنسان القطري أيضاً عبر الرقي بعقله إما بمنح حرية التفكير والتعبير والعمل هامشا اكبر أو عبر مجالات التدريب العلمي والفني والإداري. وحين تحدث الأصدقاء في قطر عن الحرية ابتسمت، بل أعترف أني ضحكت.

قلت لمحدثي: يا عزيزي أتفق معك فهذا ما أراه والمسه الآن، لكن هناك مشكلة صغيرة، لقد وضعتم في المكان الأكثر حساسية ما يتعارض مع كل دعاوى الحرية التي تحاول إقناعي بها الآن. حين طلب التفصيل أخرجت له (وصل) الممنوعات التي اكتشفها لدي (النظام) على الحدود القطرية. وكنت كمن سكب كأساً من الماء شديد البرودة على رأس المثقف الذي كان يحدثني بحماس بالغ عن الحرية في وطنه الذي نحبه جميعا، وكان رد فعله أني لو أتصلت به من المركز لدخل الكتاب. أجبته: ذاك أسوأ، كيف لكتاب أن يحتاج جواز دخول مستقل ووساطة؟

ليس الموقف بحد ذاته هو الغريب، فقد تعرضت لهذا الموقف أكثر من مرة، كان آخرها قبل سنوات في مركز حدودي آخر، حين كان الرقيب يسأل: أين طبع هذا، في بيروت أو في الرياض؟ قلت له يمكنك قراءته وستعرف بنفسك. لم يشغل نفسه بالقراءة أبدا. بل إن كان من بيروت فهو ممنوع، وإن كان من الرياض فهو مسموح. لكن الغريب هذه المرة أنه جاء في زمن الفضائيات والشبكة العنكبوتية (الانترنت) والجوال وتقنيات (البلووتوث) والقادم أكثر في مواجهة الرقيب. الغريب أن المثقف الخليجي مازال يحتاج مكاناً في سيارته أو حقيبته أو (شنطة) زوجته وابنته يخبئ به كتبه حتى تتوارى عن عين موظف الجمارك الذي لا يعرف الفرق بين الدفتر والكتاب، وبين الشعر والنثر وبين الكتاب والمخدرات.

إلى متى سنبقى في دول مجلس التعاون الخليجي نتعامل مع الكتاب أو (الدفتر) كسلعة مخيفة، سلعة تستدعي أن يجند (النظام) أجهزة وزارة الداخلية والإعلام لصده ومنعه والحد من قدرته على تنوير العقول وتوضيح المفاهيم وشرح الأفكار في مقال، أو قصة قصيرة، أو مسرحية، أو قصيدة، أو نقد أو ما شاءت لنا صور التعبير الفني والعلمي والإداري؟

إلى متى يبقى موظف الجمارك المسؤول عن الكتاب ومراقبته في دولنا الجميلة لا يعرف الفرق بين كتاب ودفتر، ولا يحسن تمييز فكرة مكتوبة من أخرى، ولماذا يصر (النظام) على وضع هذا الموظف في منفذ حدودي يمر عبره مواطن يحمل كتاباً يصادره من لا يفهمه ثم ينتهي الأمر بسمة (متخلف أو جاهل) تطال مجتمعاً بأكمله بجريرة خطأ فردي، من موظف لا يفقه، ومسؤول وضع هذا الموظف في مكان خاطئ، وأيضا مواطن أو زائر دفعه تصرف سيء إلى التعميم؟

دولة قطر أنفقت المليارات من الدولارات ضمن عملية تطوير رائعة يعرفها كل من يرى الدوحة بشكلها الحديث، وكل من يشاهد ألوف الشاحنات التي تجول في كل مكان ضمن ورشة عمل كبيرة، ويعرفها كل من يلتقي بالمثقف القطري الحقيقي ويتحدث معه ويستمع إلى طموحاته وآماله وأحلامه لدولته القادمة. لكن كل هذا الجمال يضيع في ثوان قليلة على يد رقيب لا يفقه يتم وضعه في المكان الخطأ، ويتعامل مع (كتاب) بالطريقة الأسوأ.

بعد أكثر من عشرين عاما من زيارتي الأولى لدولة قطر عدت محملا بالكثير من الجمال، لكن شيئا واحدا أفسد علي فرحتي وهو الشعور أن حرية التفكير والتعبير ما زالت دون المستوى هناك، ودليلي هو الرقيب ووصل استلام (الدفتر) الذي عادت معي نسخه.

في مجال حقوق الإنسان في أن يفكر بعيدا عن الرقيب، مازال هناك الكثير مما يجب عمله، ليس في دولة قطر العزيزة وحدها بل في دول مجلس التعاون الخليجي كلها.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-06-2008, 05:22   #2
بدر الزياد
كاتب وصحفي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ بدر الزياد
 

رد : كتاب.... في قطر

أعتقد أنّه لو قرأ الكتاب لقال لك: من تقصد؟ ولماذا فعل البطل كذا وكذا !!

أستاذنا عبدالواحد
هنا مربط الفرس
هنا سبب تأخرنا وتخلفنا!

حين أهملنا قيمة الكتاب وجرّم الكُتّاب وسجن المثقفون أتت الكارثة وحلّت بنا لعنة التخلف!!
تعلم ويعلم الجميع أن أوروبا ماكانت لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم لو لم تعي أهمية الكتاب ونقل العلوم والمعارف من العرب والمسلمين في أوج عصورهم , ويأتي ذلك في الوقت الذي سمحنا لزرياب (وما أكثر زرياب في زماننا) بالجلوس في دواوين وجهاء القوم وتصدّر مجالسنا!!

لا أردي ما أقول وما أنا إلا عربي مثلكـ

اسأل الله لي ولك التوفيق وأن يحقيق الله آمال المثقفين والمبدعين في بلدنا هذا وبلدان العرب والمسلمين عامة ..

التوقيع:


حقيقة لو وعاها الجاهلون لما تنافسوا في معانيها ولا احتربوا/

ماقيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب ,,
بدر الزياد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 23-06-2008, 20:57   #3
وليد اللهيب
قلم متميز
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ وليد اللهيب
 

رد : كتاب.... في قطر


يالله ..الى هذه الدرجه وصلنا
الى هذه الدرجه وصلنا من التخلف


استاذي عبدالواحد
والله انها مصيبه كبيره







لاادري مااقول ولكن

كثر الله امثالك

وليد اللهيب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-06-2008, 02:46   #4
سعيد المري
عسـ طرقي ـاااس / شــاعر
 

رد : كتاب.... في قطر

عزيزي عبدالواحد تشرفنا بزيارتك لبلدك الثاني قطر وبالنسبه لتصرف المفتش فـ هو تصرف فردي لايمس قطر ولاحريتها بصله .. وبالنسبه لرفضه دخول كمية الكتب كامله فهو لأن لاتكون للبيع وهذا مايعتبر تهريباً على الضرائب الجمركيه (بالنسبه للبضائع بصفه عامه) اي انه رفضها بسبب آخر غير المحتوى ، ولكن وللأمانه لوكنت مكانه وقدّر الله ورفضت حتى العدد اللي كنت بتهديه لأصدقائك فلن أرفض قبل ان ارى الكتاب ومحتواه فإما أن اعطيك السبب المقنع أو أوافق على دخولها ..

عموماً شدّني العنوان وحبيت اشارككم الحوار . تحيااتي لشخصك

التوقيع:
.
.

يمكن تلاقي من يراعيك فالناس
واجد .. ولكنك تعرفين فرقي

لشوفتك عيني كما عين عساس
ولمتابعك رجلي كما رجل طرقي



عسـ طرقي ـااس

سعيد المري

lk_bs@hotmail.com
سعيد المري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع