من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ممرات للضوء
تحديث هذه الصفحة اليحيائي للإقتصادية: الفن عمل تحريضي..
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-04-2007, 13:18   #1
كائن سردي
عضو شعبيات
 

اليحيائي للإقتصادية: الفن عمل تحريضي..

بعد صدور كتابه (مراجعات الماشي) عبد الواحد اليحيائي لـ "الاقتصادية":
المثقف لا يملك عصا سحرية يغير بها الواقع.. ولكنه يملك أنماط التغيير!


حوار هيثم السيد - 30/03/1428هـ:

قراءته الصامتة للثقافة باعتبارها نصاً جعلته برى الكثير من تفاصيلها وربما أتاحت له تلك الثقافة ذاتها أن يستوعب مشاهد أكثر قرباً من الحياة والكتابة ، حيث يلعب الأديب دور البطولة في قصص تبتكر ذاتها ولا تحتاج إلا لمن يلتقطها ويعكسها في واقع متخيل لا يقل صدقاً عن الواقع.. هكذا بدا لنا عبد الواحد اليحيائي قاصاً لحكاية ثقافية وفكرية أيضاً ، نلتقي به بعد نجاح تجربته (مراجعات الماشي) ليتحدث عنها وعن رؤى متنوعة في المشهد الأدبي والسردي .


*لنبدأ من إصدارك الأخير (مراجعات الماشي) وبالتحديد من حيث قلت إن بالك قد انشغل بشيء ما بعد صدوره ، ما الصورة التي تتراءى لك الآن؟

أفكر حاليا في الجانب الآخر من النظرية، النظرية التي تسجل الواقع عبر حكاية أو حكايات، كما تعلم الفكرة المطروحة في مقالة تقدم الواقع كما هو، وأحيانا تقدم هذا الواقع بطريقة فظة، أو بطريقة تحتاج إلى مثال من واقع الناس. القصة القصيرة تفعل ذلك حين ترصد الشعور أو الموقف أو الحادثة في ثوان سريعة، والرواية تقدم ذلك عبر أحداث تتشابك وشخصيات قد تتعدد. تقديم الفكرة الفلسفية من خلال الحوادث المتعاقبة أو الرصد السريع بإمكانه أن يرسخ بعض الأفكار التي يرغب المثقف في إيصالها إلى مجتمعه. جميل أن نثير الأسئلة، وجميل أيضا أن نحمل القارئ مسؤولية ما: باتجاه الكون كله، أو باتجاه مجتمعه، أو باتجاه نفسه، أو باتجاه الآخر. موقف باتجاه التغيير الإيجابي كما أؤمن به في المجتمع، وهو موقف يتفاوت حسب قوة العمل وأيضا قدرة المتلقي على التغيير ورغبته فيه.

*كيف تفسر الانزياح الذي قد ينزع إليه كاتب ما نحو التلامس مع واقعية العالم المحضة بعيداُ عن عالمه الأدبي – حيث يمكنه فعل ذلك أيضاً - ؟ ألا يمكن اعتبار ذلك خيبة أمل إبداعية ؟

الكاتب جزء من هذا العالم، وهو أيضا ابن بيئته، وفرد في مجتمعه، وهو يكتب لهذا المجتمع الذي يعيش فيه، وهو بالتالي يمثل واقع الناس وهمومهم، وأيضا أحلامهم وأمانيهم، ومن مهامه أن يوصل رسالته إلى هذا المجتمع بالطريقة التي يعتقد أنها الأنسب. وأنسب تعني شيئين: وسيلته التي يرغب في أن يصل من خلالها إلى الناس وتمكنه هو من هذه الوسيلة بين الإبداع والمباشرة، وأيضا قدرة أولئك الذين يرغب في أن تصلهم رسالته - على الوجه القريب من الكمال - على تلقي هذه الرسالة. الفن عموما عمل تحريضي، يجب أن يكون المتلقي بعده غيره قبله، وتفاوت درجة الفن في تحريضيته هو الفارق بين مبدع وآخر، وبالتأكيد لن يكون محرضا بقوة حتى يكون جميلا بصورة أو أخرى. قد يكون التلامس مع الواقعية المحضة خيبة أمل، لكن فيمن ولمن؟ في الذات المبدعة، أو في المتلقي، أو الوسط الذي تمارس فيه العملية الإبداعية.

*إذا تداخلنا مع الحياة بوصفها قصة، فأي دور يمكن أن نكون فيها، وإلى أي مدى يمكننا أن تصنع حدثاً درامياً ضمنها؟

الحياة قصص بلا شك، قصص تمتد عبر تاريخ الإنسان كله بين ماضيه وحاضره ومستقبله، وعلى الإنسان في الحياة، وضمن هذه القصة أن يكون دافعا إلى التغيير عبر عمليتي الإبداع والنقد، وواقعا فكلنا نفعل ذلك، لكن الناس يتفاوتون في قدرتهم على خلق هذا التغيير باختلاف مواهبهم وقدراتهم وبيئاتهم أيضا. كاتب القصة (الروائي) هو من يلتقط من الحياة ما يعتقد أنه يمثل له فكرة معينة ينبغي تسليط الضوء عليها ليحملنا نحن المتلقين مسؤولية ما تجاه هذه الفكرة، وهو قد يعبر عن هذه الفكرة من خلال رصد لتجربة فرد، أو تجربة جيل، أو حتى تجربة أجيال متعاقبة. هو رصد قد يكون للتاريخ: أي رصد لمشاعر الناس وعواطفهم وأحلامهم وآمالهم في مرحلة ما، ثم إسقاط هذه المرحلة على المعاصرين أو حتى على القادمين من الناس فيما قد يعرف بالسيرة الذاتية الروائية أو الاجتماعية التاريخية أو غير ذلك من المصطلحات التصنيفية، هي ليست نقلا للتاريخ أو الذات كما هو أو هي، المبدع يصنع علاقاته وأشخاصه، لكنه يتحدث دوما عن هم إنساني وعلاقة بالآخر أيا كان ذلك الآخر.

*استقراء المشهد السردي يكشف عن زخم كتابي مهول لا يخضع غالباً للمعيارية الفنية فهل يمهد ذلك لانحسار الظاهرة في ظل ضعف بنيتها الجوهرية، ولا سيما بعد ظهور نماذج باهتة أدبيا؟

في النهاية لا يصح إلا الصحيح، العمل القوي فنيا هو الذي سيبقى في السوق، الجمهور حكم صارم، قد تنطلي بعض الأعمال الضعيفة على جيل من الأجيال، لكن تتابع المعرفة والفهم والوعي كفيل بالإبقاء على الأعمال الأقوى، لتصدر مائة رواية شهريا، لا بأس، عسى أن تخرج من بين هذه المائة عمل واحد جدير بالخلود بمقوماته الفنية والثقافية، ولتذهب السرديات الباقية إلى منافي النسيان مع كامل النقد الذي أبرزها تبعا لمؤثرات مختلفة بين المجاملة أو الرغبة والرهبة.

* كيف تنظر إلى الرواية بمفهومها الحديث بين استغلال الأدب اجتماعياً، وبين تسويق الثقافة جماهيرياً بشكلٍ أو بآخر؟

التسويق للثقافة هو من مهام المثقفين أيا كان موقعهم على خريطة العمل الثقافي، والرواية بمفهومها الحديث وسيلة تسويق لفكر عبر رصد لحدث أو أحداث، ونقل لعلاقات ووشائج بين العائشين في هذه الأحداث، ثم ربط كله بمتلق يعايش هذا كله. هل يضيرنا في شيء أن تستغل الرواية لتحريك واقع اجتماعي راكد؟ وهل هناك ما يدعو إلى القلق من تسويق الثقافة إلى الجماهير خصوصا حين تكون هذه الجماهير متعطشة للثقافة التي تقدمها رواية؟ ظللنا سنوات نعاني من ثقافة بالكاد يقرأها الناس لأنها إما خرجت عليهم في قوالب الأمر والنهي: افعل ولا تفعل، أو في قالب الموعظة المترعة بالوصاية والفوقية. الآن هناك رواية تعقد نوعا من الصداقة مع الجمهور، وهي رواية تسعى إلى تغيير الكثير من الأفكار والصور النمطية في المجتمع، وهي رواية تسوق جماهيريا، نعم، لكن ذلك لا يتعارض مع الثقافة، بل لعله جانب يعمل للثقافة أيضا.

*هل ترى أن جماعة السرد نجحت في تكوين الشخصية الاعتبارية التي كانت هدفاً معلناُ لها خلال السنوات الماضية؟ وهل ننتظر أن تخرج قريباً بأسلوب مختلف في برامجها واستراتيجيتها؟

أحدثك عن جماعة السرد بالرياض كوني أحد أعضائها، فواقعا مازلنا نسعى إلى أن تكون للجماعة شخصيتها الاعتبارية، ولن يكون للجماعة شخصية اعتبارية إلا بما يشبه الاستقلال عن هيمنة المؤسسات الثقافية الرسمية، عليها هي كجماعة من المثقفين السرديين أن تختار أنشطتها، وأن تدعو إلى فعالياتها، وأن تحتفل بالمنشور السردي الثقافي عالميا وعربيا ومحليا، إبداعا ونقدا. وما لم يتحقق للجماعة هذا الاستقلال فلن تفوز بشخصية اعتبارية أبدا. ولا مفر من الأسلوب المختلف في البرامج والاستراتيجيات عند التعامل مع المبدع، والربط بين هذا المبدع وقارئه، والبحث عن أساليب متطورة لتنمية هذه الروابط عبر التعريف بالمبدعين، وتقديم إبداعاتهم للمتلقين بطريقة تبرز كل صور الجمال، بل وحتى تلك الأقل جمالا، في ذلك رقي بالمبدع والمتلقي معا، وأيضا رقي بالعملية الثقافية كلها عبر فهم أكبر للآخر مبدعا كان أو ناقدا أو قارئا.

*تحدثت ذات مرة عن إمكانية التعاطي مع المنتج السردي الكلاسيكي بطرق تجعل منه اختلافاً مثيراُ ، هل توضح شيئا عن هذا الجانب وكيف يمكن تطبيقه على أجناس أدبية أخرى كالشعر مثلا؟

هو منتج، بمعنى أنه قد ظهر إلى السوق الثقافي إن كان قد تم نشره، وبالتالي فمن الصعب تغييره، لكن التغيير سهل من جانب القارئ أو المتلقي عموما، تغيير ثقافة القارئ ومنحه فرصة أكبر لتأمل الإبداع وتأويله وفهمه وفق قواعد الفن وأصوله من شأنه أن يرتقي بالمنتج السردي أو الشعري، أحيانا يجب أن نقبل حتى التأويلات الخارجة عن أصول الفن وقواعده، ولا أشك أن هذا الخروج هو أحد وسائلنا الأكثر حيوية للوصول إلى إبداع مختلف، التفكير والتأويل من داخل القاعدة الفنية العامة نثرا وشعرا أو من خارجها أيضا من شأنه أن يخلق الكثير من الاختلاف المثير، ومن شأن هذا الاختلاف أن يأتي بجماليات إبداعية مختلفة. لكن إن لم ينشر السارد إبداعه ففي الإبداع الإنساني والتطور المعرفي والتجريبي، والمنافسة بين ما نقدمه وما يقدمه العالم من حولنا مامن شأنه أن يخلق المزيد من الأساليب الفنية وأيضا من شأن هذا التطور الجاري بقوة حاليا أن يخلق المزيد من الموضوعات الموشاة بالهم الإنساني عموما، أو لنقل نظرة الإنسان لما ومن حوله.

*لنعد إلى ثنائية الأديب المفكر ومسألة مناقشة الحياة بواقعها وقضاياها المطلقة، هل غاب دور المثقف في هذا الشأن؟ كيف ترى مطالبته بذلك وهو المهمش واقعياً؟

لا، ما غاب ولا يمكن أن يغيب، قد يهمش المثقف، ولكن الثقافة لا تهمش أبدا ما بقي هناك إنسان أكثر وعيا من آخر فهناك قدر من الثقافة ينبغي تحصيله. الغالب على المثقف (المفكر) أنه لا يقدم حلولا لسبب بسيط هو أنه لا يملك الوسيلة لتقديم هذه الحلول، لكنه يقدم المشكلة: يبرزها، يشرحها، يفضحها، يضحكنا منها، يبكينا. حين يقرأه القادرون على تقديم الحلول لأنهم يملكون السلطة اللازمة للتغير يتحركون بهذا الاتجاه، وحين يتحرك هؤلاء يتغير المجتمع كله. إذن هي هنا أيضا صلة بين المثقف والقارئ، المثقف (وقد يكون خاليا من السلطة) والقارئ ( وقد يكون مالكا للسلطة) والتغيير باتجاه الأفضل هو النتيجة المطلوبة، بلا تهميش للثقافة ولا تكاسل من المثقف (مفكرا ومبدعا وناقدا وقارئا).

*الواجب نحو الواقع يقودني إلى سؤال نحو ما ألمس من شعورك الدائم بواجب تجاه الثقافة ذاتها ، كيف يمكنك أن تسهم بمشروع في هذا الجانب؟

مشروعي هو التفكير والبحث والحوار ثم نشر هذا كله والتعقيب عليه لاحقا، المثقف لا يملك عصا سحرية يغير بها واقع الناس، ولكنه بالتأكيد يملك على المدى البعيد أن يجعلنا نغير أساليبنا في التفكير، ويخلق أنماطا جديدة من هذا التفكير، أنماط تجعلنا نقبل الآخر، وبالتالي نقبل النقد والاختلاف، ثم التغيير باتجاه الأجمل في مجتمعنا ووطننا، وكما ذكرت لك بداية: في النهاية لا يبقى إلا الصحيح ولا يكتب الخلود إلا لما ينفع الناس.

نص الحوار:
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=74179
.

كائن سردي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع