من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة تلك حكايتي
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-03-2007, 13:32   #1
سلطان
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان
 

تلك حكايتي









ها أنا ذا أعود إليكم بتوجس , أجر خلفي أذيال هزيمة كبرى , ألملم ما تبقى من ذكرى إنسان , أعزف على أحزاني و أهاتي مقاطع الخضوع , الإيقان , الاستسلام للهزيمة الكبرى .


ها أنا ذا أعود من وراء البحار , وعند غروب الشمس , في ذلك الأفق المنتهي في البدايات , عندما يلتقي بسطح البحر الملوث بدماء سوداء . يتراءى لك مركبتي البائدة . التي يرفرف على ساريتها الذليلة علم أبيض ملطخ بالخزي والعار.


أنا نجم غارق في مستنقع العادات والتقاليد المحكمة الأصفاد , أنا رجلً اُغرق من أناس متوجسين مرتابين , أنا رجلً غارق بالعطش والأنهار التي تخلب الألباب تجري من حولي . هل من سبيل إليها ؟ !

الخرافة والهوان تعانقت مع أسياد قريتي , ونحروا كل ما هو جميل بسكاكين ذوي القربى . أنسج في خيالي خيوطا بيضاء وسوداء تحاكي الماضي , الحاضر , المستقبل ..... آن لها أن تلتقي ! .


تلك هي كلمات تفوه بها رجل يبلغ من العمر إحدى و ثلاثون عاماً بعد غربة دامت سبعا وعشرين عاماً . للأسف لم يكن يصغي إليه أحد ممن كان يجالسه . هكذا نحن عندما لا يعجبنا حديثّ ما نحدق بالأثاث والشموع ولا نصغي وإن لزم الأمر أخرسناه كأن الإصغاء جريمة يعاقب عليها .



تلك هي حكايتي



ـ 1 ـ


تفضل يا سيدي فنجان القهوة الذي طلبته , حدق السيد أحمد بعينيها الساحرتين الواسعتين , لم يحدث , من قبل , أن رأى جمالاً بهذه الصورة , الشمس تغرب , موسيقى كلاسيكية تملأ المكان , سكارى يتعاركون , حياته الماضية تمر أمامه , لم يجد بها ما وجده الآن , المرأة هناك تختلف عن هنا , نظر إلى الأفق وجد أضواء ممتزجة من عدة ألوان لعلها ترمز إلى الخراب الذي هدم مدينة الأولى , هل يعيد الحب والتسامح بنائها من جديد ؟ نظر إلى الأسفل تذكر الخضوع الذي كان يأسره فيما مضى .

مازال يحدجها , إنها حمقاء , بل بلهاء ... بلهاء . .. بلهاء ..لماذا لم تصفعه؟ أو تستنجد بمن حولها ليوسعوه ضرباً على النظر إليها , أعتقد بل أجزم أنه هكذا كان يفعل معه في السابق إذا أسترق النظر إلى أمراة , أم أن الثقة بالنفس ألزمتها الهدوء .


قالت له :
ـ ما بك سيدي؟ هل تشكوا أمراً ؟
ـ آسف لقد دخلت البستان بغير إذن!
ـ لا بأس سيدي
ـ أزورك
ـ أنت تبالغ

شكرها على الفنجان , تبسما , توردت وجنتاها , صاح بها صاحب الحانة رحلت النادلة مسرعة
إلى صاحب الحانة . لعن صاحب الحانة في خياله وسب نسبة إلى ثلاثين جدا , رشف عدة مرات من فنجان القهوة وهو متوتر.
كان ينظر متأملاً بالمارة أمام باب الحانة , لعله يقارن بين هذا الباب وباب أحد المحلات في ماضية , فهو يتوقع دخول الشرطة عليه في لحظة. أو أن المارة ينظرون إلية باستحقار , ولو حانت لأحدهم الفرصة ِلقتله لقتله. فهم ابتدعوا أن من خالفهم الدين قتلوه .. وقد يتطور الأمر إلى من يفعل معصية سيقتل حتماً .

ضبطه صديقة الفرنسي لينون , عجوز يبلغ من العمر عتيا, وهو يغازل النادلة قائلاً :
هكذا أنت لم تتغير منذ أن عرفتك !
ـ أواه منك أواه ـ لا تتأوه . سأغير مجرى الحديث , بالأمس وعدتني بأن تحكي لي حنينك إلى طفولتك البائسة ومغامراتك في الأحياء قبل أن تهاجر إلى فرنسا هرباً من واقعك الأليم وتغير من نمطك وعاداتك واتجاهاتك وميولك السابقة إلى الأحسن..

ـ لا بأس ...سأحكي لك


أنا يا أيها العجوز الغابر , من بلاد شرق أوسطية , صحراء هي , جبلية هي , سهلية هي , بالكاد لا تعرف سلوكيات محددة لم يقطن بهذا البلاد .

يا سيدي هنا في أوربا يطلق على من يسكن الجبال ( جفسين ) ومن يسكن السهول منشرحين لكن هناك في أرض البترول ذو الرائحة النتنة لا فرق بين من يقطن الجبال أو السهول جميعهم روضتهم طبيعة الصحراء القاسية تحت طباع متقاربة ينزرع بها الخوف من كل ما هو جديد في هذا العالم .
هل تعلم أن الراديو منع وحورب عندما عرف طريقة إلي بلدي قبل أكثر من نصف قرن ؟
ـأنت تبالغ !
ـ ورب العباد لم أقل غير الحقيقة
ـ إذاً لماذا منع ؟
ـ هم يقولون عنه هذا شيء جديد ولا نعرفه إذاً فهو حرام .
ـ حرام .. قل كلاماً يصدقه العقل
ـ طوبى لك أيها العجوز , نعم أنا معهم في جزء وجزء لا ... إذا بث هذا الجهاز كلام فحشا فهو حرام و إذا بث كلاماً موزوناً فهو ليس بحرام .أما أن يحرم ككل فهذا أمراً لا يدخل العقل .
ـ غريبة طباعكم... أنت هارب من بلدك إلى هنا تبحث عن الحرية .
قطب السيد أحمد حاجبيه وقال: ( أخي أنا لم آت إلي فرنسا وأنا مؤمن بكل ما بها بل بجزء بسيط هو الحرية الفردية , أيها العجوز عندكم فساد في الأرض لو نزلت به عقوبة لعمت الأرض )
قال العجوز ( باستدراك كمن فوجئ بشيء جديد ) :
ـ إذاً أنت تختلف ببعض الأمور معهم
ـ نعم ... لكن دعني أوضح لك بعض الأمور .


نحن قبل اكتشاف البترول , كنا نعيش البساطة , والألفة , يعيش الرجل لقوت يومه فما أن يأتي الليل حتى يهجع وينام صافي الذهن أساريره منشرحة . لا يفكر بقذف عالم أو تغيير الحكم في مسألة شرعية بحجة أن العقل في هذا الزمن لا يقبلها .


فما إن أكتشف البترول أصبحنا أناسا مترفين . لم نكن نقدر ما وهبه الله لنا من نعمة فانغمسنا في ملذات الحياة هنا بداية الضياع فنحن بين مخضعين قابعين على الأكل دون أن نحرك الشباب للنهضة في رقي البلد ودعم الصناعة , وبين أناس شبعوا وأخذوا يفكرون بالأمة الإسلامية كاملة .. دعونا ننصر هؤلاء ... قبح الله هؤلاء .. وبين من خدعهم زيف سحري يوهمهم أن عقولهم نيرة , تقبل ما يقبله العقل , وترفض مالا يقبله العقل , فهم وهبتهم عقولهم الرزينة أن يقولوا عن إحكام القران الذي وجدة له أكثر من ألف وأربعمائة عام والذي وحفظ من جيل لجيل أنه غير صحيح أو أن أحكامه نزلت لزمن ومكان معين عجبا الم يعلموا أن الله قال إنا نحن نزلنا الذكر
وإنا له لحافظون . ومن هذا المنطق بدأت المشاكل .

صاح لينون ( بخبث ) :
ـ حدثني عنك أنت يا صاحبي ... لا أريد معرفة طبيعة بلدك .. فقد وضحت لي في السابق أن والدك نبذك من أجل أن من حوله قالوا له كيف يأتيك ابن وأنت بهذا العمر..فرماك أنت ووالدتك في العراء .

ـ حسناً لكن لكل شيء بداية وتلك هي بدايتي التي يجب أن تعرفها .. لكن ألا تعلم أن الوقت حان للنوم ..فيبدوا أن صاحب الحانة توماس تضايق منا ونام على كرسيه فهو ينتظر بفارغ الصبر خروجنا حتى يغلق الحانة .. دعني أكمل لك بالغد بداية حياتي وتعاستها ..
ـ تصبح على خير
ـ نوماً سعيداً يا صاحبي الفرنسي


يتبع هنا على شكل ردود

سلطان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 22-03-2007, 23:40   #2
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : تلك حكايتي

إقتباس:
ها أنا ذا أعود من وراء البحار , وعند غروب الشمس , في ذلك الأفق المنتهي في البدايات , عندما يلتقي بسطح البحر الملوث بدماء سوداء . يتراءى لك مركبتي البائدة . التي يرفرف على ساريتها الذليلة علم أبيض ملطخ بالخزي والعار.
الرهيب
فاجأني مستوى القصة الرائع بقدر فرحتي بانضمامك لقسم المبدعين في قافلتنا
انت مكسب لهذا القسم فلا تتردد في نشر جديدك لنا
كانت قصة وجدت فيها الصور وادخال المعلومه في اطار سرد ممتع

سجلني من متابعينك
اختك عنود

التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 01:51   #3
سلطان
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان
 

رد : تلك حكايتي

2
بعد أن خرج السيد أحمد من الحانة , كانت الليلة مقمرة وطقسها معتدل , هام في طرقات المدينة1 , يجوس كالمجنون في هذه الطرقات , يحاكي أيامه الماضية .

هل التجربة والتغيير يمنحان الإنسان عدم الشعور بالذنب , هذه هي حكايات الليل الموحشة ، لم يعد لها قداسة تحمي بكارتها .. هل هي الظالمة أو المظلومة ؟ هل هي الساترة أم الفاضحة ؟ فيها الحسن والخبيث , وما بين هؤلاء تفرض العلاقات البشرية القذرة سيطرتها .

وصل إلى شقته , في ذلك الحي القديم , الشوارع ضيقة , يباع العهر فيها ,الجريمة تكاد تخطف الأرواح البريئة , دلف الباب , دخل الشقة , أمامه مباشرة بوسط الصالة صورة معلقة على الحائط , مرسوم فيها أطفال عراة حفاة . أسفل منها طاولة يوجد فوقها بعض كتب الفلسفة وأوراق متناثرة فيها العديد من كتاباته الأدبية , الأثاث متباعد , شعر بانقباض في صدره , كل ما في هذه المدينة جميل , إلا هذه الشقة , فهي تبدو له كمدينة مهجورة .

أمتزج واقعة بخيالة , ليعيده إلى السنيين الماضية , ليرسم تباعد الأثاث عن بعضه نموذجاً عن تباعد الناس هناك عن بعضها البعض . الطمع , الجشع ، الأنانية ، الشك ، الريبة ، الحسد هي ابرز صفاتهم .

جلس على كرسيه المتحركة في وسط الصالة , يتحرك هذا الكرسي إلى الأمام والخلف ، عيناه الجميلتان تحاكي النوم , هل تتوسل إليه أم النوم يتوسل إليها , في أحدى حركات الكرسي المتحرك الأمامية مد يده ليلتقط الأوراق التي فوق الطاولة ... قلب الأوراق بين يديه , لقد زادت هذه الأوراق من أوجاعه وألآمــه , هذه الأوراق من كتاباته , وهي خواطر أدبية .... وجد بها خاطرة تحكي بعضاً من ماضية بسبع حكايات ..

الحكاية الأولى : ( النجم الغارق )
ثلاثة نبكــــي
أنا والماضي
والمستقبل
فقريتي تعانق الأوهــــــــــام
والخرافة والهــــوان
هــاهــم أربــــاب القبيلــــــة
ينحرون الفضيلــــة
بسكاكين الرذيلــــة .......
************
الحكاية الثانية : ( طلاسم القطيعة )
قريتـــــــي ها أنت تحترقين
فكيف تفرحين ؟
وتضحكيــــن !!!!
جعلوا منك يــا قريتـــــي
هـــرمة حزينــــــة
بعد ما كنتي كأنصـــاف الشهــور
بالوصاية نسفــــــــوا جســـــور
عبور النــــور
والعطــــور ......
************
الحكاية الثالثة : ( عقوق الشمس )
]زرعوا أشجار النصائح
في حقول الفضائح ....
كسوا الزجـــاج بالســـواد
وأقاموا المآتم في الأعيـــــــاد ...
أسكنوا الأمل
قصر أبي جهل
وألبسوه تاج الكسل
واحتفلوا
بنجم شرق قد أفل
************
الحكاية الرابعة : ( لذة المشهد )
يمارسون البغـــاء
في ليــــل الخطايا
وعنـــد الصبــــاح
تقتــــل البغايـــــا
وتكســــر المرايـــــــا
لترى الوجوه مكســــرة
والأجســــــــــاد مبعثــــرة ......
************
الحكاية الخامسة : (رقصة الشيطان)
يسابقون الريح بلا سيقـــــان
يهربون من الشيطــــان
إلـــى الشيطـــان .....
رأوا أن القصيــــــــدة
فضت بكارتها العتيــــــــدة
وباعت الشيــخ العليـــــل
وخانت أوزان الخليــــل
************
الحكاية السادسة : ( محكمة )
يلعقون أطـــراف الأموات
في المقابر المهجورة
شفاف هو الإطـــــار
ســـوداء هي الصورة .....
نصبوا المشانق على الأمـــــواج
وشنقوا أبن رشــــد والحلاج ....
رائــــحة الدمـــاء
في كل مكــــــــان
يقاتلون الدخـــــان
من خــــارج الأوطان
ليوقفوا الزمـــــــان
************
الحكاية السابعة : ( معركة الشموع )
نبكي التاريخ في صلواتـنا
ونطلب المعين
ونعلم علم اليقين
بأن تحريك الحجارة
اتهام برفض قانـون المغارة
نطارد بقايا شمس هاربة
في مدن الملح
وأطياف أزقـتها المهجـــورة
وسنكتـشف خارطة البحــــــــــــار
لنخوض معركة التغيير
بأسلحة الحب والتسامح
************
( سبات )
أبحرت في بحـــــر الظلمــــات
أغمضت عيناي
وقرأت سبع حكايات
بكـــــــاء وعــويــــل وآهــــــــــات
قالوا أنى هذا قل هو من عند أنفسكم
*************************




تسلل النوم أليه وهو يقرأ خواطرة فوق كرسيه المتحركة . أفاق في الصباح على صوت انكسار مزهرية فيها وروود ذابلة . لقد سبب هذه الضجة سيدة في العشرينات من العمر كانت تلتقط بقايا الزجاج المتساقط على الأرض . فهذه السيدة تنظف الشقة في كل صباح بعد أتفاق مع السيد أحمد بمبلغً زهيد .



عندما أراد العودة إلى النوم راء شيئاً جميلاً في جاكلين( اسمها ) عندما كانت تلتقط الزجاج , هذا الشيء يطل ويختفي , يتلاعب بأحاسيسه الدفينة ليبحر في الماضي , هل يدنوا من التفاح ليقطفه من البستان , فهو خبيث كالرجال الملاعين . فكان يسألها عن أحوالها وأحوال أجدادها إلى سبعين جد حتى تضايقت من أسئلة السقيمة . فلقد كان الهدف من ذلك هو أن يراى التفاح بوضوح عندما ترفع رأسها إلى الأعلى لتجيبه عن الأسئلة .


قالت له (بذهول) :
ـ ما بك تثرثر اليوم على غير العادة !!
ـ أنه القلق والتفاح إذا حان وقت قطافه !!!
ضحكت وهو تقول :
ـ هل النساء عندكم هكذا يمرحن ويلهن بكل حرية مع الرجال الغرباء
ـ بل هن مكرمات عزيزات في بيوتهن الرجال وجدوا لخدمهن والرضوخ عند أقدامهن في أوقات المساء .
ـ لا يخرجن
ـ بل يخرجن ولكن مستترات
ـ من ماذا ؟
ـ من الرجال الملاعين في ذلك الماضي
ـ أنه كبت
ـ بل هو دين أتفق مع العادات الجميلة بحفظ المرأة كجوهرة ثمينة !! لكن للأسف هناك من يقول : أن الفكر والحرية والعقل يبدأ من تحرير المرأة , مع أني لا أفهم المقصود من تحرير المراة التي وهبوا أقلامهم لشؤونها .!!

هل الديموقراطية تبدأ من نزع الحجاب ؟؟ سؤال محير وجذاب بنفس الوقت

هناك في المكان القابع في أماكن النفط الكريهة الرائحة , منحوا أقلامهم وعقولهم للمرأة المسكينة , على ألنقيض الأخر أنا أؤمن أنه في المذاهب السنية الأربعة اختلاف في كيفية الحجاب هل هو تغطية الوجه أم كشفه فقط . لكن ليست بالطريقة إلتي يدعوا بها دعاة الحرية في بلادي

ـ لم أفهم

ـ حتى أنا لم افهم ماذا يردون , لكن هناك من أجبرهم على التوغل , وهم بعض الدعاة الغير ملمين بعلمهم الشرعي ، فهو يدعون كل أمراة تلبس حجاب وتخرج عيناها من فتحات صغيرة بأنها عاهرة فاسقة , أنا لم أجد سبباً لهذا الوصف . أليس في الاختلاف رحمة فهم يجعلون هذا ألاختلاف أمرا يجر إلى الفسق الفجور .

هذا الوصف أوجد طريقاً ليدخل منه دعاة الحرية بسخرية

ـ لكم عادات ولنا عادات
ـ بل هو شرع الله
قالت ( باستدراك كمن يريد الهرب )
ـ حان وقت انصرافي !!!
ـ وداعاً . أغلقي الباب جيداً


خرج السيد احمد متوجهاً إلى حانة توماس , في الطريق شاهد أناس تتعارك على لقمة العيش , لم يعني لهذا الأمر شيء إلا حادثة حدثت في الماضي عندما يشاهد إلا لاف الشباب يحملون ملفات خضراء حول إحدى المؤسسات , فهم يتعاركون على من يصل أولاً , لكن هل من يصل أولاً يحصل له ما يتمناه أم الواسطة تجير المصلحة لقريبة صاحب المؤسسة . عجباً .. عجباً . فتزاحمهم لا يقدم لهم إلا التعب و التباغض فيما بينهم .

وصل الحانة , تلقفه صديقة لينون بلعنات الغاضب لأجل أنه لم يكمل له قصته
قال السيد أحمد وهو يضحك :
ـ حسناً سأتحدث عن حياتي الخاصة
قال لينون ( بخبث )
ـ منذ ولادتك
ـ حسناً .... حسناً ..... حسناً ..أيها اللعين !!!


يا سيدي أنا ..... يتبع هنا

__________
1 ـ مدينة شربورغ تقع شمال غرب فرنسا وهي تقع على راس يشرف على القنال الانجليزي وتبعد عن باريس العاصمة 700 كم

سلطان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 01:55   #4
سلطان
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان
 

رد : تلك حكايتي

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عنود مشاهدة المشاركة


الرهيب
فاجأني مستوى القصة الرائع بقدر فرحتي بانضمامك لقسم المبدعين في قافلتنا
انت مكسب لهذا القسم فلا تتردد في نشر جديدك لنا
كانت قصة وجدت فيها الصور وادخال المعلومه في اطار سرد ممتع

سجلني من متابعينك
اختك عنود
يسعدني تواجدك

ويشرفني متابعتك

أخوك الرهيب

سلطان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 24-03-2007, 20:02   #5
سلطان
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ سلطان
 

رد : تلك حكايتي

3

أنا يا سيدي أبلغ من العمر أحدى وثلاثين عاماً , عشت سبعا وعشرين عاماً منها في غربة أجبرت عليها في بلدي , فلم يهنا لي عيش إلا عندما هاجرت إلى فرنسا منذ أربع سنوات وهي أجمل سنوات عمري عرفت معنى أن يكون الإنسان إنسانا , وعرفت أن النظرة الدنيوية هي من اختراعنا نحن وليس موجودة خارج نطاقنا الكئيب المتخم بسوء الظن والنبذ لكل الأعراق الجنسية الأخرى , ? عرفت أن للحرية الفكرية والتعبير عما في نفسك دون خوف ممن حولك معني غير المعنى الذي أجبرت عليه . هذا حرام وهذا عيب وهذا ليس من العادات التي أصبحت من الدين ووجد لها دليل وان عصيت أدلتهم فأنت كافر وجب قتلك .

أبكي ... ابكي ... أبكي ....!!!
ومعي تبكي أمعائي من شدة الجوع بالكاد أجد ما يسد جوعي أنا وأمي من مزابل المدينة الغارقة في الترف .

قال لنيون ( باستغراب) :

ـ كيف تقتات من المزابل وأبيك من الطبقة الأرستقراطية في بلدك
ـ بكل بساطة أبي رمى بأمي وأنا معها دون شفقة في العراء وأصبحنا تحت رحمة المجتمع المنزوعة منه الشفقة والرحمة
ـ لا تحمل عباد الله أمراً اقترفه أبيك
ـ بل هم المذنبون وأبي البريء !

قال (بدهشة علت محياه ) :
ـ لم أفهم !
قال السيد أحمد :
ـ سأوضح لك ألأمر , هل من يجلس في حانة توماس أناس سواسية كأسنان المشط أم مختلفون كأصابع اليد ?
ـ بكل تأكيد مختلفون
ـ تلك مقولة قديمة آن لها أن تندثر , بل هي مقولة الأكابر إذا فرضوها على الفقراء وصدقها الجميع فيما بعد
ـ أنت مجنون
ـ لا تستغرب من حديثي , يا سيدي الأخلاق والقيم والعطف والأمانة والمساواة مخرجات من الزمن الماضي لا يمكن أن تعمل مع وجود المال في هذا الزمن . إذا الناس سواسية فهم مذنبون لعدم رفع الظلم الواقع علي من أبي , وكذلك لم أجد من هم حولي أي أهتمام يذكر , فهؤلاء لم يكلفوا أنفسهم بمد الخبز اليابس لي , فهم فضلوا رمية بالمزابل لكي يتلذذوا بمشاهدتي ? وأنا ألتقط هذا الخبز من المزابل .

كانت تستمع إلى حديثنا باهتمام النادلة ( ? تدعى ماري ) .. قاطعتني ماري قائلة :

ـ أنت تلوم المجتمع ولم تذكر لماذا رمى أبوك أمك ?

قال لينون ( بخبث ) :

ـ أرجوا ألا يزعجك السؤال
ـ يا إلهي , لا ! لا ! لا ! لم يزعجني !
ـ كفاك كذب , أنت قد قطع لي عهداً بأن تحكي لي قصتك مع أبيك , وكل حديثك في الأمس واليوم يدور حول المجتمع هناك .

ضحكت ماري وهي تقول : (( من الأمس وأنا أنتظر بفارغ الصبر أن تكمل لينون بقية قصتك , وقد وجدتك هذا اليوم تتلاعب بلينون . قلت في خلجاتي أساعد هذا العجوز الخرف حتى ينتزع منك الحقيقة التي هي بنفس الوقت قد أثارت فضولي !!))

قلت لهما : سأحكي لكما لما رمي أبي بأمي !! ثمة أمران يدعمان كلامي بأن المسئول على معاناة أمي هو المجتمع . فالمجتمع أوجد لأبي بيئة خصبة للظلم !!

قالت ماري : وما الأمران !!

ـ الأول: هو ما قام به بعض المحسوبين على دور رعاية الأيتام من ذكر أن لديهم أمراة صغيرة بالسن ? يتيمة ? ذات حسن ودلال أمام أحدى التجار والأعيان , وأنه ما على هذه الشخصية المرموقة التقدم لهم لخطبتها مع أن عمرة جاوز السبعين تحت ذريعة وجدنا لها زوجاً وقد حانت لها الفرصة كي تندمج مع العالم الخارجي !! وهذا هو أهم أعمالنا الجليلة كأن اليتم جريمة يجب أن يندثر بغير رجعة .

قال لينون : والثاني

قلت : هو أنه عندما علم والدي أن أمي قد حبلت بي , ثار وضرب أمي محاولة منه لقتل الجنين حتى لا ينسب له لكن مشيئة الله أقوى من مشيئته إذ لم يسقط ما في بطنها .

فكيف ينسب من كانت أمة من عائلة فقيرة وهو من الأغنياء , كأنه يقول : أللعنة علي إذا تزوجت بك وأنا لا أعرف هل أنتي يتميه أم لقيطة , وهل هذا أبني !!!! كيف يواجه طبقته أن هم علموا بأمر زواجه من الطبقات الدنيا من المجتمع حتماً سيغضون عليه فهو خالف عادت القبيلة أو العائلة .

فرمانا في العراء فلم يعطف علينا المجتمع بل أنه تركننا دون إيواء لنا فكم مضت أيام وليالي دون أن نتذوق الطعام , كيف يساعدون أم تتجول في الطرقات ومعها أبنها ألذي لا يعرف من أبية أذن هي زانية !! لا أعرف من أين أتت النظرة السوداوية لهم .

لم أراء بحياتي كلها إصغاء لحديثي يشوبه بعض الحنان الذي يبرق من عيناها الواسعتان ليفجر بداخلي كل معاني الحب والحنان مثل إصغاء ماري لحديثي , كم وددت لو أبحرنا بعيداً عن العالم , لكن أيامي التعيسة لم تنتهي حتى الآن ... إذ صاح بها توماس صاحب الحانة بصوته القبيحة أن عليها أن تقدم الطلبات لا أن تستمع إلا المجانين .

قال لينون ( لتوماس ) ملاطفاً له :
ـ هذه هي قوانين الحياة أن نحرم الناس من حقهم في التحاور أنك عربي نابذ للديموقراطية !!
قال توماس ( بتهكم ) :
ـ أسال العربي !!!!
قلت له ( بذهول ) :
وكيف تصف شبعاً لم تذهب إليه أبداً
ـ لا يحتاج ? فأنتم من الشعوب المتأخرة
ـ أحسنت القول بل نحن شعوب قمعية ندعي الديموقراطية في العلن والديكتاتورية في الخفاء

قال لينون ( مغيرا مجرى الحديث بيني وبين توماس ):

ـ أتركنا من حدثك عن الدول وحدثنا عن مجتمعك

حسناً أنا يا سيدي رجلً نحر من ذوي القربى , بل من وضع السكين على رقبتي هو المجتمع , فلم تخرج الدماء حتى أعلم أن هذه الحياة زالت عن جسدي , فخرجت عوضاً عنها صلة الأرحام عن قاموسها المعروف , فأصبح رضا الوالدين مرهون برضا الحماة , ورضا الناس عنك كذلك مرهون برضا شيخ الحي عنك , فشيخ الحي عندنا هو الجالب لك الحظ , هل تعلم أن رضاه يجلب لك السمعة الطيبة والزوجة والوظيفة والصدقات , فأنت أتسع الناس إذا غضب عليك .

فأنت منبوذ ....منبوذ ....منبوذ من العالم بأسرة , أتذكر قصة جاراً لنا في نفس الحي يكبرني بعدة عشرة سنة وأنا في وقتها كنت في العاشرة من عمري , وجدته و أنا أصطف بكل مهانة خلف أناس يبدو على مظهرهم البؤس أمام شباك أحدى الجمعيات الخيرية ذات البناء المتهالك , ويعتقد هؤلاء البؤساء أنه هو المنقذ لهم في نظرهم .

كنت قد ذهبت إليها من أجل أن أجد لقمة عيش عندهم أسد بها حاجتي أنا وأمي , فأمعائي تتضور جوعاً منذ ثلاثة أيام. هذا الجار الفقير حكم عليه شيخ الحي بأنه فاسق ولم يزكه عندما طلبت منه الخيرية تزكية من شيخ الحي حتى يمنح قرض زواج .

وأن كنت أجزم أنه هو الشخص الوحيد المحتاج لهذا القرض في قائمة طويلة قرأتها في ذلك اليوم لمن منحوا قروضاً للزواج , لم أجد سببا واحداً يستدعي حصولهم على القرض اعتقد أن خالتهم متزوجة من شخص ذا مكانه عندهم , أو أن أباهم من الأعيان , أو جارتهم صفية هي من توسط لهم , وفي الأخير لم يمنح صاحبنا القرض بل طرد لأن صاحب المكتب قال له :

ـ أنت لم يزكيك شيخ حيك فأنت إذاً شخص مغضوب عليه ولذا القرض محرماً عليك

ـ وأنا قلت (في خيالي):

أنا وهو لم يكن عندنا جارة كصفية حتى ينمحه هو قرض زواج وأنا أمنح رغيف خبز الذي منعت منه بحجة أن أبناء جلدتي لا يدعمون الخيرية .


ما أسرع الوقت فقد مر الوقت وأنا أتحدث مع العجوز لينون , قلت له حان وقت ذهابي دعني أكمل لك في الغـد بقية القصة , تأفف العجوز الخرف من مماطلتي في الحديث .

قلت له:

لا تتأفف فأنا قد غلبني النعاس , وفي الحقيقة لم يغلبني النعاس بل أن ماري قد أشارت لي بيدها بأنها تريد أن تتجول معي بعد إغلاق الحانة في طرقات مدينة شربورغ

................... يتبع

سلطان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع