[بدر الحافي]

اذا اردت معرفة الحقيقة... لابد من لمسها


المصور: حبيبي ناظر فيني وأنت تلون ماشي عشان تطلع صورتك زينه بالجريدة.
الطفل: صحيح صورتي بتطلع بالجريدة ( يبتسم بكل براءة فرحا بظهوره بالجريدة ).
المصور: ايه راح تطلع بالجريدة بس اسمع الكلام.. ناظر فيني وابتسم ويدك خليها ماسكه التلوين.
.......
هذا مختزنته ذاكرتي من الماضي كنت أنا وهذا الطفل مرشحين للتصوير ولكن تم استبعادي من قبل المصور لأنه يقول ابتسامتي حزينة أيامها لم أكن افهم ماذا تعني ابتسامة حزينة كان همي هو التصوير والظهور بالجريدة والحمد لله أن لم تستغل براءة طفولتي للظهور بالجريدة لأنني اعلم الآن ماذا يعني الظهور بالجريدة.
من أبشع الجرائم التي تقع في شهر رمضان خاصة وبقيت الاشهر عامة هي استغلال ابتسامة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وتوظيفها في قالب إعلاني يطلب ممن يقرا الإعلان التبرع بما تجود به نفسه ثم حين يتم تحصل قيمة الابتسامة من ذوي القلوب الرحيمة تتبخر هذه الأموال ولا تصرف على من تم استغلال ابتسامتهم ولرفع سوء الظن دعونا نقول يصرف لهم فتات والبقية لـ ( أسماء مشفرة بالتأكيد ).
لماذا نربي الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة على تقبل الأموال وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى اسفاك كرامته حتى يصل لمرحلة لا يملك فيها كرامة ويتقبل من كل احد ما تجود به نفسه.
اعتقد الإجابة ليس لها دخل فيما يتم الترويج عنه بخصوص تامين اللوازم والحاجيات التي تعين هذا الطفل وإنما للأسف تذهب لأمور شخصية لمن يشرف أو يقف من بعيد على هذه الجريمة البشعة.
لو كان الأمر فيه مصداقية من قبل الذين يشرفون على هذه الألاعيب لأعلنوا عن قيمة هذه التبرعات بمستندات رسمية ثم كيفية صرفها.
والمصيبة أن هذه الإعلانات التي تسلب براءة ابتسامة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وتسبب لمن كبروا منهم الحرج لان المجتمع حين يرى مثل هذه الإعلانات يعمم على جميع ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم أناس لا يستطيعون العيش إلا على مثل هذه التبرعات.
ولعل السبب الأعظم هو عدم الاهتمام من قبل الدولة المعنية برعاية هذا الطفل بتوفير كل ما هو يعين على اجتناب سفك الكرامة وعزة النفس لدى ذوي الاحتياجات الخاصة لان لو كان موفر له كل شي يجنبه سوء استغلاله إعلاميا لما تمت هذه الجريمة.
يجب أن يأخذ ذوي الاحتياجات الخاصة حقه المشروع التي نصت عليه قوانين الدولة المعنية بدون استغلاله أو استغلال ظروفه لتحقيق أهداف غير شريفة.
نحن نعلم أن التكاتف والتعاضد سمة المسلمين ولكن هذا إذا كان لا يوجد قانون يغني المسلم المحتاج عن سؤال الحاجة أما إذا كان يوجد قانون يكفل له حقه بهذه الحياة فجب حينها رفض المساعدة مهما كان فيها من فائدة.
الواجب علينا نحن مساعدة هولا الأطفال الذين يتم استغلالهم وتحت نظر المسئولين للأسف يجب أن نتكلم ونرفض تلك الأساليب الرخيصة للوصول للمبتغى الذي يردونه.
يمكن الموافقة على هذا الاستغلال حين تعلن الدولة التي يطبق فيها ما ذكر أنفا بأنها غير ملزمة برعاية هذه الفئة.هذا الحال ليس معنية بدولة دون غيرها فكل الدول تطبق مثل هذا الاستغلال ولكن قد تختلف طريقة تطبيقه وأساليبه.

لدي سؤال بإجابته؟؟؟


ما الفرق بين هذا الاستغلال والتسول الممقوت؟!
بالتأكيد لا يوجد فرق سوى أن هذا الاستغلال برعاية المسئولين أما التسول فلا راعي له وفوق هذا المسئولين أنفسهم يوجهون للمجتمع بين الفينة والأخر تنبيهات مفاده عدم التبرع لهولا المستولين لأنهم يتاجرون بالأطفال لكسب عطف المتبرع ومن ثم حين الحصول على ما جاد به المتبرع لا يعطي للطفل شي وربما لرفع سوء الظن يعطي لهم فتات والبقية لـ ( أسماء غير مشفرة بالتأكيد ).
انظروا لا فرق بين التسول و هذا الاستغلال...

( منقول )