مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-12-2007, 15:23   #1
مسفر الدوسري
شـــاعر وصحفي
 

كل عام وإنتِ..لديّ!

تحتفل الناس في العيد بما لديهم من نِعَم يشكرون الله عليها،
وأنا كذلك،أحتفل بما لدي ..أنتِ!
في هذا العيد اوزّع الحلوى والعيديات على الصغار بمناسبة عيونك، وما تمنحني من فضاء يتسع لومضة برق،وأغنية عشق!
أمر في الشوارع حاملا الكثير من القصائد الصغيرة في وصفك، لأوزعها على النساء والأطفال المتسكعين عند إشارات المرور بانتظار بعض نقود من العابرين.
أحتفل بما لدي من صوتك، أجمع بعضا منه وأغلّفه بقطع صغيرة من "السولوفان" وأعطيه للحمام المنتظر عيديته خلف شباكي هذا الصباح !
أحتفل بما لدي من مواعيدك المؤجلة.. والتي تثري أوقاتي تلهفا وخيالات وشعرا،كل موعد مؤجل معك،طريق لا ينتهي من تصور المتعة المنتظرة،والمخبأة في صندوق الغيب،أظل أُفرغ ما في الصندوق من حاجيات كثيرة بحثا عنها،وكثيرا ما تشغلني متعة البحث عما أبحث عنه أصلا!
أحتفل بك.. بقلبك المليء شفافية ونقاء وطيبه وماء! قلبك ينابيع صافية.. تورق الأغصان اليابسة حولها..وتدب الحياة في الكلمات الميتة حين تطعم ماءها،قلبك الندي ،المشبع برائحة الزعفران.
عيد سعيد وجميل ورائع.. فأنتِ لدي،بل أنا لديك.. حارس لخزائن سحرك وجمالك،نذرت العمر معك لإطعام العصافير التي تحط على رموش عينيك شتاء بحثا عن الدفء،ولقراءة فاتحة الصباح على الزنابق المستوطنة سكر فمك،لتتوزع الحروف بين شفتيك شذى يصب في المسامع شهوة الحقول البكر.
أجمل الايام ..أيامك،
وأجمل الأعياد عيد أنت فيه لدي!
قبلك لم يكن العيد جافا،ولا عاديا، ولا باردا كما يتصورون،
قبلك لم تتوقف أغاني العيد عن الشدو،ولم تتوقف الثياب الجديدة عن الإبتهاج،ولم يمتنع الاطفال عن الفرح!
تنبأتك قبل أن ألتقيك،وكان ذلك كافيا للفرح،وشافيا لليأس.
رتبت لك مفارش القلب،وشذبت لك عشب الطريق الذي ستمرين منه،بسطت سجادة صغيرة ووضعت عليها فناجين الشاي ،وبعض الكعك المحلى، وباقة ورد تحت شجرة كبيرة وارفة ظننت أنها ستعجبك.
رتبت مواعيدا مع أعذب النسائم لتمر حين تجيئين،واتفقت معها على أن يبدو الامر صدفة بحتة!
أقنعت القمر أن يكتمل - حتى وإن كان في أول الشهر - أن جئت مساء ،واتفقت مع الشمس على درجة الضوء ودرجة الدفء إن جئت نهارا!
إهتممت بأصغر التفاصيل،قمت بعمل "بروفات" كثيرة مع حبيبات عابرات قبلك،لأضمن أن لا أخطاء محتملة حين تجيئين !
كان العمر قبلك ممتعا .. بك،أما العمر معك فهو أعظم عيدية يمنحها لي الله.
تأخرتِ قليلا،لا بل كثيرا..ولكن لايهم،لقد جئت أخيرا..والأجمل من ذلك أنك جئت لا كما حلمت،بل أشهى،ولا كما توقعت بل كما لم أتوقع،لذا كنت مدهشة.
جئتِ وأفسدتِ كل مارتبته لقدومك، جئت معك نهاراتك الخاصة،ومساءاتك التي لم تخلق إلا لك،وبالنسائم التي تحمل توقيع عطرك،كنت سأفجئك بالعشب ،وإذ بك تفاجئيني بالربيع.كنت سأجعل لقياك عيدا،فجعلت عمري أعيادا!
كل عيد وأنتِ بخير
كل عيد وأنتِ.. لدي.

مسفر الدوسري غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس