الموضوع: أحاديث...
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 23-08-2005, 11:18   #12
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : أحاديث...

.
.
الاخلاق في السرد القصصي بين المبدع والناقد والقارئ (نص التزام نموذجا) -
كلمة القيتها على جماعة السرد بالنادي الأدبي بالرياض:

التزام.. قصة قصيرة:
http://fm.jsad.net/showthread.php?t=59359

نص الكلمة:

.
.

ما هي الصلة بين الفن والأخلاق؟
وهل الفنان واعظ اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي؟
وهل رسالة الفن مرتبطة بأخلاقيات المجتمع؟
وما الذي يحكم على نص ما بالأخلاقية أو اللاأخلاقية؟
وما هي مواصفات هذا الأخلاقي؟
اهو سلوك الفنان نفسه، أو هي تأثيرات النص على المتلقي؟
أو درجة وعي المتلقي وثقافته وعلمه بمقاصد الفنان؟
.
.
الأخلاق ليست مقياسا لجودة العمل الفني،
لكن لا قيمة لأي عمل فني لا يرتقي بالأخلاق في حس الإنسان.
.
.
لا يفرقون بين الحرية والفوضى عامدين، لأنهم لا يحبون أن يلتزموا بالتبعات، ولا يرغبون في تحمل المسؤوليات.
.
.
إليك أرحنا عازب الشعر بعدما=تمهل في روض المعاني العجائب
غرائب لاقت في فنائك أنسها=من المجد، فهي الآن غير غرائب
أبو تمام يريد أن يقول لنا أن المعنى الجميل يعاني الغربة حتى تلتقطه أو تراه أو تلمسه حواس متلق واع.
.
.
إذا آمن الفنان بالقاعدة مات الإبداع..
وإذا لم يؤمن بها الناقد مات الفن.
.
.
الفن الجميل مهارة..
ولا مجال للحديث عن مهارة بدون قاعدة..
لكن ما شأن الإبداع الجميل الأول..؟!!
لنقل أنه القاعدة الجديدة لمهارة جديدة.
.
.
نخطئ حين نصادر الحرية باسم الحرية..
وحين نقتل الإنسان باسم الإنسانية..
ذاك حين نصادر رأي الآخر بدعوى حمايته.
.
.
الناقد مشغول بالجمال لا القبح..
لكنه يتأمل القبيح ويتساءل:
لم هو قبيح أولا..؟
وكيف نحوله إلى جميل ثانيا..؟
والسؤال الأصعب: هل ذلك ممكن وكيف..؟
.
.
الشعر.. لنشعر به ونطرب..
والقصة.. ليكون لنا موقف ثم درب..
في الشعر خلاصة، وفي القصة تفصيل..
" والإذن تعشق قبل العين أحيانا "
.
.
المشكل أنه حتى في خضم حديثنا عن الحرية موافقين أو معترضين..
لا نستطيع أن ننسى دور ذاك الـ(غيرنا): الرقيب.
.
.
الفنان مشغول بالوسيلة..
والفيلسوف تشغله الغاية.
.
.
المثقفون يصنعون قيمة لمن لا قيمة له..
والجهلة يحطون من قيمة كل من (وما) له قيمة.
.
.
الفن عموما عمل تهييجي، وتحريك الناس نحو الأفضل والأكمل من مهام الفنان العظيم، ومن السخف أن نطلب من الفنان أن يضع قيدا على عقله حين يبدع لننتهي إلى فن مات قبل ان يولد، والذين يطلبون من الفنان أن يراعي مشاعر الناس وعواطفهم فيما يقول ويكتب، بل وقبل أن يقول، يطلبون منه في الواقع أن يتحول إلى راقصة تهتز لترضى عنها الجماهير، ومهمة الفنان في الحياة اكبر من ذلك بكثير.
.
.
من مهام الفنان أن يحول الكلمات إلى (غوايات) ..
.
.
رسالة الفن هي الإمتاع والإفادة..
والفنان ليس بمصلح إجتماعي أو باحث أخلاقي إلا أن يشاء هو ذلك.

وحين ينظر الناقد إلى عمل الفنان فهو يحاسبه وفق القوانين والقواعد والأصول الفنية.. لا الأخلاقية.
النقد الأخلاقي ليست مهمة الناقد الفني..
بل هي مهمة المصلح أو الوالي أو القاضي.. الخ.
.
.
على الكاتب المبدع أن يقول ويكتب بحرية ..
وعلى الناقد أن ينظر في كلامه وفق مقاييس الفن المتداولة في زمنه..
وعلى الوالي أن يحاسبه إن شاء وفق معايير الأخلاق..
وعلى المجتمع بوعيه وثقافته أن يقرر الخطأ والصواب حماية لنفسه ولأفراده.
.
.
يجب التفرقة بين الناقد الفني..
والناقد الأخلاقي.

الناقد الفني يركز على العمل وبواعثه أكثر من تركيزه على تأثيراته..
والناقد الأخلاقي مشغول بالتأثيرات أكثر من العمل وبواعثه لأنه مسكون بهم اصلاحي وأخلاقي..
هل الناقد الفني المشغول بقضية الأخلاق هو المطلوب..
ربما..
لكن على أن يتذكر أن الإبداع يضاد الحرية في كثير من الأحيان.

القضية هنا ليست قضية الصواب والخطأ..
بقدر ما هي قضية التخصص والاتجاه.

هناك ناقد فني مشغول بالفن فقط وفق قواعده واصوله وضوابطه..
وهذا الناقد غير ملزم بالاخلاق في العمل الفني..
بمعنى أن صحة العمل الفني عنده غير مشروطة بأخلاقيات العمل أو أخلاقيات الفنان الخاصة.

هل نحرم عليه أن ينتقد العمل أخلاقيا؟!!
بالتأكيد لن نفعل ذلك، ولن نستطيعه حتى لو أردناه..
لكننا نقول له: هنا نقدك أخلاقي وليس فني..
يمكنه أن يشتم المبدع، يرجمه، يكفره..
لكنه لا يستطيع أن يلغي سمة الجمال في الفن الذي يقدمه هذا المبدع إن كان جميلا..
كما لا يستطيع أن يزيده جمالا إن كان قبيحا رغم أخلاقيته.

النقد الأخلاقي له علاقته بالمجتمع ودينه وثقافته وروءاه وآماله وأحلامه..
هو متصل بالفرد والدولة والحريات الممنوحة من قبل المجتمع عموما.
.
.
وسيبقى الصراع قائما بين المبدع الحر..
والناقد الفني القادر على استكناه الجمال وفصله عن الأخلاق..
والمجتمع الذي يقيم نفسه وصيا على أخلاقيات الأفراد وسلوكياتهم وفق معادلات الدين أو الحزب أو المبدأ..
هذا الصراع هو ما تنشأ عنه بعض سنن التدافع التي يتحرك معها الفن إجمالا نحو الأفضل..

صراع قوامه الحوار بين المختلفين..
ونتاجه الجدة في كل شيء..
في الفن نفسه.. وعلى الأفراد.. ثم المجتمع كله..
وهو صراع يجب أن يبقى ويستمر.
.
.
إيماني هو أن لا حرية بغير مسؤولية وتبعات..
وحديثي دائما كان عن حرية مسؤولة لا تنقلب إلى فوضى..
ودعوتي هي فن جميل يحدث عقول الناس وقلوبهم لا غرائزهم والأجزاء السفلى من أجسامهم..

لكن..
ذلك لا يعني أن المقياس الديني أو الأخلاقي مقياس فني..
قد أختلف مع الفنان أخلاقيا..
وأقول له: ما كتبته لا يمثل ثقافية عالية، أو ثقافة مهمة..
وقد يرجمه غيري ويكفره ويقيم عليهما دعوى قضائية..
وفي دول أخرى قد يطرد من الحزب..
وقد تنقص رتبه المدنية..
وقد.. وقد.. وقد..
لكن ذلك لا يغير شيئا من القيمة الفنية للفن الذي قدمه..
هو فن جميل مادام محافظا على سمات فن الكتابة الأدبية كما نعرفها..
الأخلاقية والتأثير موضوع مختلف..

هل يصلي الفنان أو لا يصلي ؟!!
هل يكذب أو لا يفعل؟!!
هل يسرق البيض من بيت جارته أو يكتفي بمغازلة الدجاجة؟!!
ذاك لا يعنيني ولا دلاله له على النص الذي اقرأه منه.. وله.

وهذه معضلة قديمة..
أنت تستطيع ان تنتقد الدكتور طه حسين على كتابه الشعر الجاهلي وتستعين بمن انتقدوه كذلك..
لكنك ابدا لا تستطيع أن تقول لي أن الدكتور رحمه الله لم يكن يحسن الكتابة الفنية.
ويستطيع غيرك أن ينتقد بعض ملامح الفكر الإلحادي في أدب نزار وأمل دنقل مثلا.. لكنه ابدا لن يستطيع أن ينفي الشاعرية عن الشاعرين الكبيرين.

في الأدب العربي عندنا: الف ليلة وليلة..
وكما تفضلت فهناك الكثير المعيب اخلاقيا في شعر أبي نواس..
ولعلنا نتحدث أبعد من ذلك عن صور ماجنة عند امرئ القيس..
أما الروايات الحديثة فيكفيك أن تقرأ علوان في سقف كفايته..
أو حتى عبده خال في طينه..
ويمكنك بالتأكيد أن تختلف مع هؤلاء في الفكر الأخلاقي الذي تمثله هذه الأعمال..
وقد تؤمن بأثر مدمر على الشباب المراهق بعد قراءتها..

لكنك ببساطه لا تستطيع أن تلغي الف ليلة وليلة..
ولن تمحو ديوان ابي نواس وامرئ القيس..
ولعلك ستعجز إن حاولت إقناع علوان بعدم طباعة الرواية مرة أخرى..
وبعد ذلك فلن تستطيع أبدا أن تنفي الخلق الفني في هذه الأعمال كلها..
وهذا ما قلته دائما وأكرره هنا.

الناقد الفني ينظر إلى العمل وفق قواعد الفن والمقاييس الخاصة بالعمل الفني نفسه..
هو لن يقول لنا أنه عمل جيد.. لأن كاتبه مثلا هو حسان بن ثابت أو كعب بن زهير وهؤلاء صحابة..
وأن هذا العمل سيء لأن كاتبه هو المتنبي وهو منحرف العقيدة..
هذا نقد سيء ولا قيمة له، ومن شأنه أن لا يلد إلا الكتبة وشعراء المنظومات التعليمية وغيرهم.
.
.
النشر ليست قضية الناقد أو المبدع..
بل قضية المجتمع وثقافته وأفكاره..
قضية المسموح والممنوع داخل هذا المجتمع ومنظومته الأخلاقية..
هو قضية بين الكاتب حين يقرر النشر والمجتمع (اخلاقيا كان أو غير أخلاقي) حين يتقبل المنشور أو يرفضه.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست مهمة ناقد الفن حين ينقد النصوص أو يناقش الإبداع أيا كان نوعه..
لكنها قد تكون مهمته حين يصبح .. الرقيب..
وللرقيب ثقافته، وفكره، ومدرسته، واصدقاؤه وخصومه..
وتلك اشكالية مرهقة حقا..
.
.
على الرقيب أن ينتبه إلى:
الخيط الرفيع بين الحرية والفوضى..
والجمال الفني والقبح الاخلاقي..
والثقافي والعبثي.

والمشكلة أن الرقباء يتفاوتون في فهم الحرية..
والمبدعون يتفاوتون في فهم الجمال..
والنقاد يتفاوتون في تقدير هذا كله بين الجميل في ذاته والقبيح في تأثيره، أو القبيح في ذاته والحسن في تأثيره..

هل نكسر قلم الرقيب..
أو نقطع يد الفنان ؟!!
ومتى نصل إلى مجتمع لا نحتاج فيه الرقيب ثقة بأن لا حاجة لوصاية على إنسان؟!!
وهل نستطيع أن نفعل ذلك إقتداء بغيرنا..؟
وهل هذا الـ(غير) في واقعه يصح كقدوة حسنة لنا ؟

حتى نصل إلى ذلك: الكسر والقطع..
سأكتب أن نقد الفنون شيء لا صلة له بالاخلاق..
وسأقول: أن حماية الأخلاق من واجبات المجتمع..
وسيلتفت إلى صديقه الفنان قائلا: أكتب ما يوحيه لك فنك..
ودعني أكتب ما تمليه علي رؤيتي الفنية..
وسأختلف معك وأتفق..
ثم ليحاسبني ويحاسبك المجتمع وفق دينه وقيمه وأفكاره..
ولنتحمل جميعا الحرية كما هي بمسؤلياتها وتبعاتها..
وعسى أن يستفيد الناس من هذا الصراع كله..
جمالا..
ومتعة..
وتجديدا دائما.
.
.
والفنان ليس واعظ إجتماعي..
ولا مصلح أخلاقي.

لكن من مهام الفن أن يرتقي بالذوق العام..
ومن شأن الرقي بالذوق العام أن يرتقي بالأخلاق.. غالبا.

وهنا سؤال متطرف..
بأيهما تكون خسارتنا أكثر ؟

بفنان حر يلد إبداعا عظيما..
أو بأخلاق لا تبث إلا السكون في المجتمع.

شخصيا أفضل أن يكون لنا فنان مشاغب على أن لا يكون لدينا مشاغبين على الإطلاق..
ألذ بالصراع..
ويعجبني الاختلاف.

هل نلغي الف ليلة وليلة..
ومعلقة امرئ القيس..
وشكوكيات المعري ؟!!

هل نوقف ترجمة أزهار الشر لبودلير..
وموت الله لهاردي ؟
هل نحذف طين عبده خال.. وغيرها روايات كثيرة.. لأنها حوت مشاهد جنسية ؟
.
.
النشر حق عام من حقوق الإنسان..
والاطلاع حق يمارسه بوصاية.. (الصغير حتى يكبر، والنائم حتى يفيق..)
لكن ماهي الوصاية المقترحة ..
ومن الذي يقررها..؟
هنا تختلف المرجعيات.. باختلاف (الاناسين) وزمانهم ومكانهم..
وعلى الفن إن اردناه محلقا أن لا يبالي باختلافات الناس..
وعلى الناقد أن يلتفت للفن وحده..
وعلى الواعظ أن يبالي بمؤثرات الفن على الاخلاق.
.
.
يقول الماركسيون:
من كل حسب طاقته.. ولكل حسب حاجته..
ولنا أن نقول:
من الفنان حسب موهبته وقدرته..
ومن الناقد حسب ثقافته وعلمه بالمقاييس الفنية..
ومن رجل الأخلاق قدرته على تمييز النافع والضار بالفرد والمجتمع.
.
.
النشر حق من حقوق الجميع..
والقراءة (التلقي عموما) كذلك..

من حق الكاتب أن ينشر ما يشاء..
ووفق ما يرى من منظور الفن أو الأخلاق أو هما معا..
ومن حق القارئ أيضا أن يقرأ ما يشاء،
لكن..
وفق مقاييسه هو لا مقاييس الكاتب إعتبارا لجودة العمل الفني أو أخلاقيته.

ليكتب من شاء عما ومن شاء وبالطريقة التي يشاء..
ذاك حقه وتلك حريته..
لكن ليس من حقه أن يمارس الإقصاء مع القارئ حين يختلف معه هذا القارئ.

قد يوجد القالب الفكري الذي يلائم الإثنين معا..
وقد لا يوجد..
حين يوجد.. فلا بأس باتفاق..
وحين لا يوجد فلا حرج في خلاف.

ليقل الكاتب رأيه..
ثم ليقل القارئ رأيه..
ثم ليصطرعا بالفكر وحده..
ولتكن الغلبة للحقيقة وحدها..
وللفكر وحده..
وللإنسان.
.
.
هل من دور للرقيب ؟!!
نعم..
لأن المبدع والمتلقي لا يعيشان في فراغ يتيح لهما أن يفعلا ما يشاءان..
بل هما في مجتمع.. وفي دولة.. وضمن نظام.. ومحاطان بإطار أخلاقي..
وهما أيضا ضمن سياسة عامة.

لا يمكن تحويل قطار عن مساره بكسر القضبان..
ولا يمكن خرق سفينة في وسط البحر لأن في أسفلها داعية حرية..
ولن يصبح رسم خليع بديلا عن الموناليزا..
ولن يتحول بائع غرائز ضمن أدب مكشوف إلى شكسبير.

ولنا أن نقول باسم الفن أن الحرية حق للفنان..
وباسم النقد أن الفن معياره الفن..
وباسم المجتمع أن على الفن أن يكون رقيا بالذوق والاخلاق..

وبلا حرية مبدعة، ولا نقد منهجي، ولا ذوق أخلاقي..
لن يكون هناك مجتمع سليم..
هي أقانيم ثلاثة لا تنفصل في حس مجتمع..
ولا ينبغي أن تنفصل في حس فنان مرتبط بقضايا مجتمعه ووطنه وأمته.

الحديث عن الغرائز حق مشروع للجميع، ولم نختلف على هذا..
لكن الكلام على الغاية من هذا الحديث:
هل هو لتوضيح مسلك إنساني، أو تفسير لحالة ضعف بشري، أو لبيان دور الغرائز في مسيرة الحياة..
أو هو لا ستثارة هذه الغرائز بين كاتب يكتب وقد وضع يده على اعضائه التناسلية، وقارئ يقرأ وقد وضع عقله بين فخذيه ؟!!

في القرآن الكريم حديث عن التي قالت هيت لك، وتلك التي أحصنت فرجها، وذاك الذي قضى منها وطرا، وتلك التي خانت زوجها، لكن في سياق يخاطب عقل الإنسان بأشرف الألفاظ المتداولة زمن النزول، ولتوضيح فكرة لا يمكن الوصول إليها بغير الإشارة العارضة لشيء أو شخص لغاية تتجاوز الأشياء والأشخاص إلى الأفكار، وفي الأدب الحديث كلام كثير عن الجنس: بين ديستوفسكي، وهاردي، وباموق وغيرهم لكنه الكلام الذي يغوص في النفس الإنسانية سابرا ومحللا ودارسا، الكلام الذي بحذفه من النص يختل النص كله، وليس الكلام الزائد الذي يكتبه الكاتب حين يفشل في تسويق نفسه بغير إظهار عورته للناس.

لنجرب فنضع في مكان واحد في هذا الجسد صورة لامراة عارية تماما.. وعمل فني آخر لبيكاسو او دافنشي او ماتيس او سيزان او ما شئت من الناس.. ثم لنتابع القراءات والتعليقات.. ما أشك أن متابعي الصورة العارية سيكونون أكثر بكثير، لأن مخاطبة الغريزة لا تطلب من الإنسان أكثر من أن ينشغل بعضوه التناسلي، ومخاطبة العقل تتطلب قدرا كبيرا من الوعي والتفكير (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).

عندنا قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي وبصوت أم كلثوم..
وعندنا أشياء على شاكلة لولاكي لعلي حميدة أو السح دح امبو لعدوية..
الاولى مازالت تُغنى، ومازال الطلب عليها قائما لا يكل ولا يمل بعد رحيل كل اركان الأغنية..
أما الثانية والثالثة فهي في مزبلة الفن وإلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ..

في النهاية لا يصح إلا الصحيح..
ولا يبقى إلا ما ينفع الناس.

نقول ذلك دون أن نحجر على حرية أحد فليكتب..
أو وصاية على عقل أحد فليقرأ..
لكن لا مناص من أن نفكر قارئين وكاتبين فيما ينفعنا وينفع الناس.
.
.
عن نص التزام:

لنحرر المصطلح..
ما هي الاخلاق؟!!
هل هي الرذيلة والفضيلة..
هل هي الشر والخير..
هل هي ما يدخلنا الجنة أو النار..
هل هي قيمة ثابتة في كل مجتمع وبيئة انسانية؟!!

المحذور في (إلتزام) جنسي..
ماذا لو كان ديني، بمعنى أنه لو كان نصا يفهم منه البعض أنه تحريض على ترك الصلاة..
وماذا لو كان حديثا عن شخصية عامة يعرفها المجتمع بالاسم..
الن تختلف المقاييس والمحاذير؟!!

النص (إلتزام) عند البعض أخلاقي ان نظرنا إليه كعمل محذر..
وقد يكون عمل غير أخلاقي عند البعض حين ينظرون إليه كعمل محفز..
القارئ هو من يعطي النص قيمته الاخلاقية في الغالب..
زاوية الرؤية هي من يحدد الاخلاق أحيانا..
لكن زاوية الرؤية لا تستطيع أن تحدد فنية النص..
عند الناقد.. إلتزام.. هو نص .. وكفى.
.
.
قد أنقل لكم المشكلة في نص..
لكني لا افسرها..
ولا أقدم لكم الحلول..
وظيفتي الابداع وليس الاصلاح الاجتماعي.
.
.
أبدع فأنشر..
وأتحمل مسؤولية النشر..
ونقدكم فنيا وأخلاقيا ضمن تحملي للمسؤولية..
لكن يشغلني الاول مبدعا ولا يشغلني الثاني.
.
.
أشكركم.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس