مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 20-10-2009, 19:54   #1
تركي عبد الله
شـاعر
 

حبيبتي [ ريــم ]....... مع التحيّـة

حبيبتي ..

دعيني أُخبرك عن رواية كتبها نيكولاس سباركس تسمّى : "رسالة في زجاجة" ..! ولأنني أعرف تماماً رأيكِ في قراءة الروايات- وفي بقيّة هواياتي بطيبعة الحال- لهذا لن أعكر مزاجكِ و أطلب منكِ قراءةُ الرواية ..ولكن اسمحي لي بأن أحكي لك القليل عنها ..

بطلة الرواية هي صحفية تبحث عن تلك الخبطة الصحفية التي تخرجها من الهامش إلى صدر صفحة الجريدة، وساقتها الصدف وهي تمشي على الشاطئ ان وجدت قارورة زجاجيّة بداخلها رسالة ملفوفة بعناية فائقة، كانت الرسالة مكتوبة بآلة طابعة قديمة من عاشق إسمه ُ : جاريت ، إلى فتاته : كاثرين ...التي هجرته ، كانت الرسالة مليئة بالمشاعر والاحاسيس والشوق والذكريات والحب.. والكثير الكثير من الدموع..كتبها وألقى بها في البحر .. لعلها أن تصل إلى يدي حبيبتة كاثرين في معجزةٍ لا تتحقق دائماً ..

حبيبتي ...
لا تهمني نهاية القصة بقدر ما يهمني سؤالٌ واحد : هل يحتاج جاريت إلى زجاجة يبث بها مشاعره وهو في مجتمع لا يمانعه أبداً من أن يفترش الارض ويضرب بيده عليها ،ويغرقها دموعاً وبكاءً، بشرط أن لا يعيق المارة ..؟
ماذا لو كان السيد جاريت موجوداً هنا بيننا ، ياترى في أي مصحة نفسيّة ٍ سيكون ..

حبيبتي ..
أعلم بأنهم قد اخبروك بأن الرجال لا يبكون ..
حسناً ..إنهم يبكون !
بل إنهم يعشقون البكاء
ويتوقون إليه، ويحتاجونه بقدر إحتياجهم للهواء والماء ..
أُنظري إلى الأوجهِ من حولك (أو شوفي يسار الصفحة)
قسماتنا التي تبلّدت وتجمّدت .. تتوق إلى دموع تجري عليها وتعطيها القليل من الدفئ.. ولكن تأبى الناس وتأبى النفس.. وتأبى العين .. وحتى دلال القهوة في المجلس تنفض عنها الغبار وترفع مقبضها إحتجاجاً على بكائك..
إنهم يحتجون على بكائك حتى وانت في المقبرة مودعاً أقرب الأقربين إليك.. فكيف بماهو دون ذلك ..!

لهذا نحنُ ندفع لمن يبكي نيابةً عنّا :
مزعل فرحان، خالد عبد الرحمن ،عزازي ، محمد عبده ،
وبالطبع سيّد البكاء :عبـادي الجوهر ..

(ولا تزعلين لو نفترق .. قلبك خلي .. وقلبي أناا ..قلبي انا الي بيحترق)

حبيبتي ..
سنفترق عاجلاً أم آجلاً ، ثقي بأن عبادي لم يكن يلقي الكلام عبثاً ، ولم يكن يغنّي لأناس من المريخ !
إنهم : نحن ..
سنفترق .. وسأسمع هذه الأغنيه ألف مرّة
وسأكتشف ألف مرّةٍ -حينها- كم كنت أحمــق ..

لهذا سأكتب لكِ هنا كل ضحكة / دمعـة / جنون /رجفة برد /ترنيمة لم أستطع أن أبح لكِ بها في وقتها ...
وسألف كلماتي بعناية ورفق، وسأبثها عبر الاثير لعل أن يأتي ذلك اليوم الذي تصل به كلماتي إلى يديك في معجزةٍ لا تتحقق دائماً ..


حبيبتي [ ريـم ]...

تقبلي أُولى [ قواريري ]..

تركي عبد الله غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس