الموضوع: كـذب ..!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 04-03-2012, 16:19   #1
يعرُب
 

كـذب ..!

كذب ..!

دعنا نتفق على أن كل ما سوف أقوله لك مجرد كذب لا يحمل الحقيقة ولا حتى جزءا منها ، هي أقاويل سوف أسردها عليك وبعدها إن أردت أن تصدقني فهذا أمر يعنيك ولا يعنيني ..

كنت أعيش في حياة أخرى غير هذه التي أنا فيها الآن ، ملك من ملوك الفرنجة ، أسكن في قصر والبلاد تأتمر بأمري ، إلا سيدة واحدة كانت تخالفني في كل ما أقول ولا أستطيع أن افعل لها أي شيء ، تمنحني جسدها بغير رضا منها أما عقلها يرفض كل شيء أقوم به ، عشت معها فترة حكمي كـ جارية ولم أمسها قط ..
- سألتها أكثر من مرةّ هل تحملين الكره بين ضلوعك ؟
لا تعترف بشيء ، غير أنها ترغب بالمكوث ولا تتحدث ، دائما تتأمل في كل أعمالي وتصرفاتي ، من عيونها أعرف وقت استنكارها فقط ، وعين الرضا لا تمنحني إياها .

بعض الأسئلة سخيفة يا صديقي لا تدل على شيء غير أن صاحبها أحمق ، وهي تلك الأسئلة التي تستطيع أن تقيس عليها مئة سؤال وسؤال مشابه ، فالعدل يا عزيزي مصطلح متغير بحسب الحالة والتي تقف عند الزمان والمكان ونوعيتها ، فعدل الدولة بين مواطنيها ليس مثل عدل الأب في منزله ، أو عدل المدرس بين طلابه ، ولا ينكر عدل الله أو مستفسرا عنه إلا شخص جاهل ، لا يدرك كيف تسير الحياة ، فان منحني الله الصحة وسلبها منك ، وأعطى غيري المال فهذا عدله بيننا بالكيفية التي هو يراها ، تعالى الله عمّا يصفون .

دعني أكون معك صادق هذه المرة ، جدتي رحمة الله عليها حينما أتى لها المندوب البريطاني يطلب منها بيع أرض كانت خلف سوق الحميدية بدمشق رفضت طلبه ، وكي تتجنب الضغط عليها من أجل بيعها ، قامت وتبرعت بها لمؤسسة صليبية لعمل مقبرة هناك ، وأول سيدة تدفن فيها كانت عجوز بولندية تدعى " جوليانا " كان ذلك في ثاني يوم بعد زيارة المندوب البريطاني ، سألتها ..
- لماذا كان ذلك ؟
قالت إن الأرض تحمل النفط في بطنها ، ونحن لا نستطيع أن نستخرجه في ذلك الوقت ، فقطعت عليهم الطريقة ، ذكاء جدتي مميّز ، أما جدي فله ذكرى تحمل سرّ منعه من دخول قصر عابدين بأمر من الخديوي ، إلى الآن ونحن لا نعرف سبب ذلك المنع .


يا صديقي ..
في زمن الملك كتب " محمد جلال كشك " كتابه الأول واسمه " السعوديون والحل السلمي " وبأمر من الملك تم تعميم الكتاب على جميع الدوائر والمرافق الحكومية على نفقت الحكومة وحينما كتب الثاني واسمه " السعوديون والحل الإسلامي " به تم جرّ الأول من كل مكان .

ورحلة المستشرق " علي باي العباسي " للجزيرة ممتعة ، كان أحد أهدافها من بعد حجة قام بها ، هو معرفة طبائع شعوب المنطقة من خلال الاختلاط بهم عن قرب ، قابل عجوز بين الخميسين فتزوجها على مذهب الأحناف من غير وليّ وبشهود ، وفي اعتقادي أنه ما فعل ذلك إلا من كبت يعانيه ، يُقال أنه أسلم من أجل هذه الزيارة فقط وهذا ما يُسمى بالحل المؤقت ، ولست على علم ، هل مات على إسلام أم كفر ؟.

- ماذا لو شغلت نفسي بفكرة هل أسلم من أجل دخول الأماكن المقدسة ؟
دائما نجد الكثير يربطون بين الحروف وصاحبها ويعزون ذلك إما لخلل في الشخصية أو حالة مرضية تعتريه ، بينما الواجب الفصل وأخذ الأمر كما هو ظاهر بدون الخوض في تفاصيل وضع الكاتب والحالة التي هو فيها .

- هل من العدل أن أموت مسلما وأدخل الجنة وغيري كافر ويدخل النار ؟
يقول الله " ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها "
اعتقد أن في تلك الآية الجواب الشافي لكل نفس مريضة .

دعني اكذب عليك هذه المرّة يا صديقي ..
أتذكر أني قمت مع بعض الأصدقاء بتجربة عدّ أصابع القدمين فأجد أن عدّها من اليمين لا يتساوى مع عدّها من اليسار ، قد تقول أن الأمر شبه معجزة أو أن في ذلك سرّ ،لكن هذا هو الواقع ، اعمل تجربة بنفسك وسوف تكتشف الفرق بين الجهتين .

لو أن بداية الخلق كانت تحمل إصبعًا واحدًا، يعني أن يكون مجموع أصابعك مجتمعة للأقدام والأيدي " أربعة " في كل طرف فقط أصبع واحد ، سوف نجد أن أي زيادة في العدد تعتبر تشويه خلقي تحتاج إلي قطع من أجل أن تكون في وضعها الطبيعي .

- هل يتمتع ذكر الضفدع بممارسة الجنس ؟
لأنك لو شاهدت طريقته في ذلك سوف تضع هذا السؤال بشكل مغاير ، لماذا هو لا يتحرك ولماذا هي لا تنتفض ، اعتقد أن الكائن الوحيد الذي يستخدم فمه " التقبيل " أثناء الممارسة هو الإنسان .

كثيرا ما سمعت لفظ " الصرّافة " عند كبار السن ، يقصدون به " الصراف الآلي " ، أتعجب من هذا الاستخدام الغريب ، فـ اكتشفت أن الأمر يتعدى خطأ في اللفظ ، بل هو اعتقاد ويقين بأنه ليس من اللائق استخدام لفظ " الصراف " لان التّدخيل لا يكون إلا في أنثى ، هي ثقافة النزاهة والارتقاء نحو الأعلى دون النزول للرذيلة.

لا أعرف يا عزيزي بماذا اختم لك حاولت أن أبحث عن كذبة أنا أصدقها ، لكني اكتشفت أن لك مقدسات ، مساسي بها يجعلك تنادي بـ " هذا فراق بيني وبينك " في الوقت الذي تسمح لنفسك بالمساس بمقدسات الآخرين ، بكل بساطة سوف يزعجك سؤال كهذا :
- لو اكتشفت أن لـ أمك عشيق ماذا سيكون تصرفك ؟

اعتقد أن ذهولك يقف عند الاكتشاف ، ويعجز عقلك عن التفكير بحل ، والحيرة تقتلك ، هل لأنها خانت أباك أم جعلك ذلك تدخل في حالة شك ؟ ، لعلك لا تكون ابن ذلك الرجل الذي تحمل اسمه ، لا نعلم من هم آباؤنا؟ ، ما نعلمه أننا نحمل أسماء رجال خلف اسامينا مباشرة ، وتبقى هذه الأسرار تدفن مع أمهاتنا .

قابلتها في سوق الجمعة ، تلبس الجنز وجزء من بطنها يغريك بالنظر له، يلامس الهواء مباشرة ولا يختبئ خلف قطع القماش ، وحينما بدأت بجملة " أنتم الفرس " ، وضعت يدها على فمي وقالت رسولك يقول عن سلمان الفارس " لو كان الإيمان في الثريا لناله رجال من هؤلاء " .... ورحلت


التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس