الموضوع: شخصيات
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 15-12-2006, 01:02   #5
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : شخصيات



فدوى طوقان

سيده الشعر العربي المعاصر*‏



حياتها :‏
‏ ‏
ولدت فدوى طوقان في نابلس في العام 1917لأسرة عريقة ‏وغنية وذات نفوذ اقتصادي وسياسي الأمر الذي فرض على ‏الأسرة قيما وسلوكيات تعتبر مشاركة المرأة في الحياة العامة ‏أمراً غير مستحب، وهو ما منعها من استكمال تعلميها واضطرها ‏للخروج من المدرسة في وقت مبكر جدا، والاعتماد على نفسها ‏في تثقيف ذاتها وكسر الشرنقة التي حيكت حولها بسبب الأعراف ‏والتقاليد.
شكلت علاقتها مع شقيها الشاعر الراحل ابراهيم طوقان علامة ‏فارقة في حياتها، وهو ما ادخلها الى فضاءات الشعر وحررها من ‏حياة عادية كان يمكن ان تعيشها كغيرها من فتيات نابلس. ومع ‏هذا ظل عالم فدوى ضيقا صغيرا ومحصورا حيث لم تخرج الى ‏الحياة العامة ولم تشارك فيها سوى بنشر قصائدها في الصحف ‏المصرية
والعراقية واللبنانية والأردنية وهو ما لفت الأنظار اليها ومهد ‏الطريق امامها لدخول الحياة الأدبية النشطة في ثلاثينيات القرن ‏العشرين ومطلع الأربعينيات.‏

اسهم موت شقيقها ابراهيم ثم والدها وبعدها نكبة العام 48في ‏خروج الشرنقة من بوتقتها وجعلها تشارك عن بعد في الحياة ‏السياسية في الخمسينات ولكن هذا النشاط لم يصل درجة الالتزام ‏والانتماء الحزبي وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية ‏كتعبير عن رفض استحقاقات وتداعيات نكبة الشعب الفلسطيني.
غرقت الشاعرة فدوى في الفلسفة الوجودية بشكل خاص والمدار ‏الغربية بشكل عام، وقد فتحت رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات ‏من القرن الماضي، والتي دامت سنتين، أمامها آفاقًا معرفية ‏وجمالية وإنسانية، وجعلتها على تماس مع منجزات الحضارة ‏الأوروبيّة.
تعتبر فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي ‏خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا ‏سهلاً غير مفتعل، وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي ‏القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان ‏بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد، مع ميل للسردية والمباشرة. كما ‏يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة، تختلط فيه الشكوى ‏بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.‏

استحوذت مكانة المرأة حيزا كبيرا في شعرها حيث عكس ‏علاقتها بذاتها وبذوات الآخرين وجعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين ‏الشاعرات العربيات، خاصة انها كسرت الصورة النمطية ‏التقليدية لمشاعر المرأة الشرقية وابتعدت بها عن كونها مجرد ‏متلق لتدفعها الى ممارسة الفعل واخذ المبادرة انطلاقا من داخل ‏مشهد مهشم ومهزوم. ويشكل الحب عندها اقصى قوة للمرأة ومن ‏خلاله تمارس كل ما حرمت منه تحت كل مسمى. الحب ليس قوة ‏سلبية لكنه يصدر عن سلبية ولهذا فهو طوق نجاة. هكذا تراه.
أصدرت الشاعرة فدوى على مدى 50عاما، ثمانية دواوين ‏شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر العام ‏‏1952، (وجدتها)، (أعطنا حباً)، (أمام الباب المغلق)، (الليل ‏والفرسان)، (على قمة الدنيا وحيدًا)، (تموز والشيء الآخر) ‏و(اللحن الأخير) الصادر العام 2000، عدا عن كتابيّ سيرتها ‏الذاتية (رحلة صعبة - رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب). وقد ‏حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة ، ومن ‏ابرزها وسام فلسطين، وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية ‏في بلدان وأقطار متعددة.‏ جائزة رابطة الكتاب الأردنيين 1983، وجائزة سلطان العويس 1987، وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا، ووسام فلسطين، وجائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري 1994.[1] وجائزة كافاتيس الدولية للشعر عام 1996.



الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس