مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-08-2006, 15:37   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

حكايا الصباح والمساء..

.
.
- عليك أن تجذب ألاماكن والشخصيات إلى النص، جذبها يخلق لك مجالا أوسع للمناورة والحوار في قصة قصيرة، حتى القراء يحبون أن تشغلهم بأماكن لم يروها من قبل، وشخصيات تبرز لهم أنفسهم كما لا يحبون أن يعرفوها.

كيف أجذبها؟!
لم أسأل صديقي الذي كان يوضح لي رأيه في مجموعة من القصص القصيرة التي وضعتها بين يديه طالبا رأيه، لم أسأله لأن الجذب مهمتي وليس مهمته، جذب المكان بمعنى أن تنقل مكه إلى لوس انجلوس، وجذب الأشخاص بمعنى أن تجعل أمرأة تشبه المطربة هيفاء وهبي حزينة لفوات سنة ركعتي الفجر. ربما..

لعله يقصد أيضا، أن النص القصير قائم على المفارقة بين البداية والنهاية، وأحيانا بين المتوقع والحاصل فعلا، وربما بين علامة التعجب وعلامة التساؤل ثم التوقف عند نقطة أخيرة لا تفيد لم التعجب، ولا تجيب على التساؤل. النص القصير قد يكون حيرة أخرى وتفكير مختلف. يؤدي إلى تفكير غير مختلف.

- والمسؤولية التي تحدث عنها عبدالرحمن منيف؟
هي مسؤولية لازمة، ما دمت تقرأ فلا بد أن تتحمل مسؤولية ما..
لكن الكلام على حجم هذه المسؤولية التي يحدثها نص في ذاتك، قد توجد بضآلة شديدة فكأنها غير موجودة، وقد توجد لتكون دافعا إلى قول أو فعل ما، وقد توجد لتنساها بعد ثوان أو دقائق أو أيام أو سنوات دون أن تخلق فعلا ما يتجاوز هذا التذكر، مسؤوليتك هنا في التذكر فقط، تشيكوف أثر في لينين وتذكره هذا الأخير يوم قاد ثورته، وكان عبدالناصر يفخر دائما بقصة الحكيم عودة الروح رغم أن الحكيم لم يستفزه هذا الفخر كثيرا حين أصدر عودة الوعي بعد وفاة عبدالناصر وتحديدا عام 1972م.

- وعلى ذكر النهايات في القصص القصيرة، نسيت أقول لك: سألني صاحبنا في قضية يرى أنها (مش واضحة)، قال: كيف يعمل المؤمن بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار فيدخلها، أو يعمل بعمل أهل النار ثم يختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها، هو يرى أن لا عدل في ذلك؟

طيب لا تشغلني بهذه القضية، لكن خذ له الفصل الذي عقده ابن القيم رحمه الله على القضاء والقدر في الفوائد، ارى أن هذا الفصل وحده مختصر جيد لكتابه شفاء الغليل في مسائل القضاء والقدر والتعليل. واقعا أخذ صديقي الكتاب لا لينشغل بالقضاء والقدر لكن ليبحث عن جملة في الفوائد هي كل ما بقيت له من محفوظه من الكتاب، قلت له: تجدها في جمل ابن القيم القصيرة، وقد كان.. وإن كان قد غيرها بعض الشيء، واعتبرته أنا من تصفيح النساخ في عقولهم.

- شفت تلك التي وضعت دهن العود على الجنز، اعجبتني واضحكتني، ليتك تبحث عن أمثالها من الجمل، هي تجعلنا نسرح ونفكر ونتخيل ونضحك، هي في مكانها، لكن الاخرى ليست في مكانها: دهن العود حين يوضع مع أكفان الموتى، هم يضعون السدر يا صديقي.

ربما يضعون السدر، لكن هنا متقاعد يفكر بما عنده لا بما يجب أن يصنع أو بما تعارف عليه الناس.

أخيرا اشتكى من آلام القولون وانصرف كعادته: ضاحكا.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس