الموضوع: صمت .. العذارى !!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 17-12-2004, 17:34   #1
يعرُب
 

صمت .. العذارى !!



يتيمة .. حسناء تأتزر بقليل ..
من غليظ البرادع ممزقة ..
تستر أنصاف متفرقة بسيطة من جسدها
عن أنظار السابلة


تترحل بين الأحياء عند المزابل
تتوقف .. تلتقط بقايا الطعام
لا تملك دموعا لا تملك ابتسامة
فقدت كل شيء فقط تقتات لكي تعيش
لكي تبقى مع الكائنات


الساعة هي الساعات والأيام عندها سواء
تعاني برد ليالي الشتاء تحترق بنهار أيام الصيف
تعيش في الشواظ منذ خلقت

ومن فوق مياه النهر وعلى الجسر الذي يربط
بين الضفتين .. أشعلت سيجارتي
أدفئ جسدي .. اجتاز همي
نحو ذكرياتي .. أسير حافي القدمين ..


جميلة وحزينة .. أحيانا تكون مضحكة
تتضارب آهاتي بين العودة والانطلاق
احسم الجدل .. الآن أنا أنا
وكل شيء حولي هو ميلاد اليوم
لن أفكر بالبارحة ولن اشغل نفسي بالغد

نظرت أسفل الجسر .. تلك هي الفتاة

أشعلت نارا ستحترق بها

تراقب النار وهي تشتعل .. حركتها شبه معدومة
نظراتها تتابع لهبا يختفي
في آخر الصعود .. يرتفع إلى السماء
ربما تفكر أين يقصد
هل ستحترق به طفلة ؟؟
هل ستشتعل به غابة ؟؟

اجتزت نحوها
وقفت .. النار بيني وبينها
لم تبال بوجودي ولم تتظاهر بعدم جودي

ترمي قطع الحطب سعير النار يشتد
امتدت السنة اللهب عاليا
سخونة الهواء تلامس وجهي تكاد تحرقه

اشتد البرد من حولي اخترق عظامي
أطرافي ترتجف برودتها تزداد
رطوبة اشعر بها في اليدين نبضات قلبي تتسارع
لا أستطيع مواصلة الوقوف ..

جلست على صخرة بعد أن عرفت أنها اجتاحتني


نظرت لذلك الجمال المتسخ ..

الأفكار تسرح بي والتخيلات ترسم ملامحها النهائية أمامي
سأحتاج إلى جهد كبير لإخراج ذلك الجسم من
أوساخ سنين التصقت به .. جراح سنين أدمته .. ألام سنين أبكته

صامتة نظراتها على النار لا ترتفع ولا تتحرك في أي اتجاه آخر
وأنا نظراتي تتفرسها بشدة

وهي على هذه الحالة
رفعت رأسها واتجهت به نحوي
رأيت لهب النار تعكسه الدمعة التي تلعب في عيونها
رأيت حكاية حزن أليمة تغرق في تلك الدموع

لم تسقط بعد
تقاوم خروجها

نظرات فقط كان حديثها معي ربما فقدت القدرة على الكلام
هي لا تتحدث مع احد من وقت طويل
حديثها معي طال من خلال ما ترسله عبر
نظراتها الثابتة نحوي
حدثتني بالكثير عن ماض اليم
وعن مستقبل مجهول تخشاه

تعلمت منها كيف أبادلها الحديث بنفس الطريقة
التي تخاطبني بها
نظراتي لها تقول
لن أزيد من مأساتك
سأدعك وارحل وأنت على حالك

لن أخرجكِ إلى عالم جديد
فيه كل شيء ممتع ولكنها متعة تزول بمجرد الانتهاء منها
متعة لحظية مؤقتة يأتي بعدها الم تعذيب الضمير
هم قاتل لا تدركه إلا بعد الانتهاء

في وحل الرذيلة يمكنكِ أن تحصلي على كل شيء تريدينه
كل شيء تتمنينه ستزول أمامكِ العقبات وستقصر المسافات
ولكن آخر الطريق ستجدين نفسك مازلتِ في الطريق
لأنه ليس له آخر ليس هناك نهاية
لابد من الاستمرار في الانغماس والهبوط
حتى هنا أيضا ليس هناك نهاية بقدر ما تعطين ستحصلين
على متعة اكبر يصاحبها هم وقلق اكبر

قد تتمنين أن تعودي إلى هنا والى هذا الحال
قليل من الطعام يكفيك وبضع قطرات ترويك


سأتركك وارحل
ربما يأتي اليوم الذي تجدين فيه ذاك الشخص
الذي يخرجك إلى متعة حقيقية
غير زائلة
عندها يمكنك أن تخرجي من صمتك






يعرُب

التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية




اخر تعديل كان بواسطة » أوزان وأشجان في يوم » 17-12-2004 عند الساعة » 22:38.
يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس