الموضوع: رع ـشة خلخال ـي
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-11-2011, 16:01   #17
قرّة العَينْ
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ قرّة العَينْ
 

شاعرٌ ضل سبيله بين البلاغة والبلاهة!

. . .
. .
.


عربيد.. زنديق.. صعلوك.. هكذا فضّل ابن أبيه أن يوصف نفسه فيما أطلق عليه "أشعاراً"، وهي أقرب ما تكون الى رصٍ لكلماتٍ ساذجة في ترتيب بدائي مبتذل يفتقر في معظم الأحيان إلى روح الشعر الأصيل وإلى أناقةِ الحرف التي تاهت حتماً أمام إصرار هذا " الشاعر" في الإفراط بالجرأة المتكلّفة إلى حد الفظاظة والوقاحة عادةً.

إفسحوا الطريق، وتأهبوا لتلقي نماذجاً فيها يسطّر "الشاعرُ" دلائل الخيبات والانتكاسات الأدبية التي أوقع نفسه بها وجرّ متابعيه إليها.. فتارةً تهوى كلماته في قاع الإسفاف منقطع النظير حينما يتفرد بالقذف والشتم من خلال ألفاظٍ نابية سوقية تعكس بلا أدنى شك المفهوم الخاطئ لغرض الهجاء لدى الشاعر، وتثبت قطعاً انحدار مستواه الأخلاقي للأسف الشديد. وتارةً أخرى يترنح الشاعر هوساً بإثبات ذاته المتعالية بكل فوقية وغطرسة زائفة، ليس بذكر أفعال شخصية تؤيد ذلك ولكن باستصغار من حوله وتحجيمهم، لأنه بكل بساطة لا يملك رصيداً كافياً من الأفعال المشرّفة التي تستحق الذكر، فيلجأ للهجوم على الآخرين بكل بذاءة ممكنة سداً لهذه الثغرة في شخصيته الناقصة وتعويضاً لشعوره بالضعف.
كثيرة هي الأبيات التي لا ترتقي إلى مستوى الذائقة الشعرية في قصائد هذا الشاعر، وهي ليست إلا مرتع لعبث الشاعر ورداءة أفكاره وانحراف مشاعره، ويكفي أن تلقي نظرة سريعة عليها في موقعه الرسمي لتكتشف ذلك، فما من شيء يستحق التمعن والثناء عليه، ولن يستوقفك سوى هرطقته وجموح خياله المَرَضي وانتقاصه للشاعرية، وسيبرز هذا الجانب جلياً في العناوين التي اختارها لتكون انعكاسا فاضحاً للمحتوى الرخيص والبالي، لعل آخرها (شكراً لأبناء الكـ...) التي تُعد يقيناً إشارة واضحة للمخزون اللغوي المشوّه والمهترئ لدى الشاعر.

ومن المؤسف حقاً أن هناك زمرة من الغاويين قد استساغوا بشكل مريب ما جاء به الشاعر والذي اعتبرُه شخصياً وكثيرون دخيلاً على الشعر والأدب، بل ومن الطريف أن أحدهم يعتبره "مدرسة" قائمة بذاتها ولم نعهد على مر التاريخ أن تكون المدارس الأدبية ذات أهداف واهية، سطحية، وعديمة القيمة والجدوى! ولكن صدقت المقولة: لكل ساقط لاقط.

إن الشعر مجالٌ غني بالقيم والعطاء الفكري والعاطفي الهادف والراقي، وليس من الإنصاف أبداً أن يتسلل له مثل هذا "الصعلوك" – وفقاً لما وصف به نفسه – ليعيث به فساداً ويتمادى في ذلك. وإن النتاج "اللا أدبي" لهذا الشاعر ومعظم ما دونّه بقلمه الشحيح على مستوى الفكر والعاطفة لا يصلح سوى لمشروع دراسة نفسية متأنية لشخصه فهو بلا شك مصدر الهام للباحثين الاجتماعيين والنفسيين الذين سيستوقفهم انحرافه الخلقي، وتناقضاته الشخصية، فضلاً عن حالات الانفصام وجنون العظمة التي يمر بها بين الفينة والأخرى.

فيا من تدعي الشعر وقد ضللت سبيلك، إن كنت لا تميّز بَعد بين "البلاغة" الأدبية و"البلاهة" فإنه من الأولى أن تراجع ما أنت مقدم عليه لئلا تعيد أخطاء الماضي وترمي بنفسك مجدداً في مرمى الانتقاد الذي قد لا يرضيك!


. . .

التوقيع:
[.. قرّة العَينْ ..]
قرّة العَينْ غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس