مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-02-2005, 23:35   #98
فوزي المطرفي
فـعـل مــاضي!
 

رد : فوزي المطرفي .. بين زرقة الأسئلة وبياض الأجوبــــة !












حدائق الياسمين / الجازي


حضور ٌ يفتح نافذة الحكايات.. المليئة بالمواويل .!.. طابت أيامك بالفرح والغناء الوردي .!



*
\
/
\
/
*


سُئل نزار قباني عن الوزن والقافيه في الشعر .. بأنه هل بالأمكان الغاؤهما ؟



فقال" كنت دائماً أشبّه القافيه بالإشاره الحمراء .. التي تفاجىء السائق , وتضطره إلى تخفيف السرعه , أو التوقف النهائي .. بحيث يعود محرك السيارة إلى نقطة الصفر .. بعد أن كان في ذروة اشتعاله وأندفاع .. ومثل هذه الوقفه المباغته وغير المتوقعه , تؤثر بغير شك على حركة السيارة .. وأعصاب السائق .. وسلامة المسافرين .. ( ويكمل نزار ) بأن هذا لايعني أننا نطال بإسقاط القافية أو الغائها .. وإنما نرى أن تكون القافية موقفاً أختيارياً .. فمن أراد أن يتوقف عندها .. فله ذلك .. ومن أراد أن لايتوقف .. فبإمكانه أن يواصل رحلته .. ولن يأخذهُ أحدٌ إلى السجن ..
المهم أن يكون ثمة " تعويض موسيقي " للفراغ الناشيء عن الغاء الوزن والقافيه .. فأذا أستطاع الشاعر أن يقدم هذا البديل الموسيقي .. فسوف نصغي إليه بكل خشوع واحترام .. كل مانطلبه منه أن يقنعنا بأنه يغني بصوره جيده بصرف النظر عن الطريقه التي يغني بها "

السؤال .. مارأيك .. بــ رد نزار .. من زاوية نقدية .. تؤيد أم تعترض مع الشرح بالتفصيل الممل .. .. ؟






التعويض الموسيقي الذي يتحدث عنه نزار .. بحيث يجعلنا نترنم مع القصيدة .. وننصت جيداً للغناء الأجد .. هو من أقوى عناصر الشعر .. ولقد عرّف بعضهم الشعر بأنه موسيقى ذات أفكار .!.. أيضاً .. يقول ابن رشيق : " الغناء حلة الشعر , إن لم يلبسها طويت " .!

هذا يعني أن اللغة قد تحرك الساكن من المشاعر ؛ حتى لو لم تكن على وزن ٍ وقافية .." جاء عبد الله بن حسّان بن ثابت وهو يبكي طويلاً , فسأله أبوه : ما أصابك ؟!.. قال : لسعني طائر , قال : صفه لي , فأجابه : كأن على كتفيه برده .!.. فما كان من حسان بن ثابت إلاّ أن قال أمام كلام ابنه " شعر ٌ ورب الكعبة .!

أي أن هناك حس ٌ داخلي يسكن الكلمات .. ويتجاوز الوزن والقافية كما قيل .!.. وقد ذكرت في معرض ردي على الأخت الغالية / نجدية .. أنه قد يمر في الحديث العابر بعض جمل ٍ نشعر تجاهها بنفس ما نشعر به تجاه الشعر .!..أيضاً .. هناك الكثير من الكتابات البعيدة عن الوزن والقافية .. تختزل دواوين الشعر في نثرها .!.. تأملي هذه المقطوعة التي مررت عليها ذات قراءة .. والمعنونة بـ لسان حال " رأيتُ رضيعاً ينام على ظهر أمه بدلاً من حضنها, سألتها السبب.؟..فابتسم الفقر على شفتيها ولسان الحال قال : كي لا يُذَكِره مرأى الصدر بالحليب ".!..القصص تترى يا جازي .. القصص تترى ..!

طيب .. وبعد ما قد تم ذكره .. هل كل موزون ٍ ومقفّى خالٍ من العاطفة .. شعر ؟!.. الإجابة من وجهة نظري : لا .. وبالثلاثة .. لسبب بسيط وهو أنه لو جاز تسمية كل موزون ومقفى خالٍ من العاطفة .. بالشعر .. لكان النظم البارد في الشعر التعليمي ــ كما يسمّى ــ .. الذي تسرد فيه الأفكار سرداً تقريرياً غير ممتزج بالوجدان .. يدخل في الشعر .!.. الذي يختلف جذرياً عن ما نراه ونؤمن به .! .. قيل أن تعريف الشعر في البداية .. هو الكلام الموزون والمقفى فقط .. بعد ذلك .. أضافوا .. الدال على معنى .. ثم أتبعوه .. الخارج من العاطفة .. وكأن الشعر يتمرد على كل تعريف .!


يقول أحمد شوقي :


والشعر ما لم يكن ذكرى وعاطفة

.............. أو حكمة فـ هو تقطيع وأوزان ُ .!



*

أريد توضيح أمر ٍ يخصني .. وقد ذكرته سابقاً " أنا كـ متلقي أبحث عن الإبداع .. أبحث عن ما يأخذني للشعور بالنشوة .!.. وحينما أجده .. وأقول عنه " شعر ٌ ورب الكعبة " .. لا أقصد ما تم تناقله من تعريف الشعر .!.. بقدر ما أقصد المضمون والموسيقى الساحرة .!.. وهي التي أجدها في كلا النوعين الشعر والنثر .!.. باعتبارهما وعائين للبوح .!.. مسألة جواز تسمية منثور بالشعر أراها قضيّة أخرى .!.. جعلت من الباحثين أن ينقبوا عن " المعاني الشعريّة في النثر ".!


*

هي جوهرُ نثرُ فإنْ ألَّفته
.......................... بالشعر صار قلائداً وعقوداً


أبو تمام







معروف أن الشاعر لديه (فن الخلق ) كما توجهه مشاعره وأحاسيسه الطبيعيه ..الأقرب إلى العفويه ..
والذي يتعارض مع الأختلاق .. الا ترى أن هنالك تعارض بين فطرة الشاعر وأفتعال الكتابه في الصحافه .. ؟


قد أجبت على ما يشبه هذا السؤال في معرض ردي على الغالي / تأبط شعرا .. بين مسألة الصناعة والإلهام .. ومن أجل الاستدراك لماهية السؤال أقول : الشاعر .. مرآة لما حوله .. قد يكتب عن أي شيء ٍ يمر به أو يتأثر به .!.. وفي حال الصحافة .. قد نكتب بنفس شعور التأثر .. مع ملاحظة .. أن الكتابة في الصحافة موضوعية بحتة .. فيصلها .. طريقة التناول والتعبير .!




هنالك من يرى بأن الشعر حالة ملحة , والبعض الاخر يرون أن الشعر ليس سوى ترف .. كيف ترى ذلك ؟


لو كان ترفاً بالفعل .. لما كنت مقلاً في الكتابة .!









أين تجد إلهامك بين هؤلاء .. الطفل .. المرأة .. الوطن .. .. الظلم .. العدل .. الحزن .. الفرح .. ؟
و بعد الإجابة .. نحتاج توضيح لــ كل كلمة منها بــ تعريف خاص بــ النسبة لك .. ؟


مسألة الإلهام متعلقة ٌ بالحياة .!.. قد يعبث بها طفل .. وقد تثيرها امرأة .. وقد .. وقد .. وقد تتعلق بوطن ٍ نسهر على شرفات ضوئه أناء الليل وأطراف النهار .!.. الإلهام .. كأنه الشرارة التي تأتي على حطب ٍ جاف ..!.. يؤمل فيها الشاعر .. أن تكون النار برداً وسلاما .!


الطفل : ربيع الفصول الأربعة .!

المرأة : ابتسامتها حزن ٌ .. وحزنها أحلى من الابتسامة .!

" تحية لاجمل التكشيره اللي تفتن الضحكة .!

الوطن : انتماء .. بدونه قد نفقد آخر ثلاثة حروف .. ونموت عطشاً .!

الظلم : " ظلمات ٌ يوم القيامة "!

العدل : أساس الحياة

الحزن : طهارة ٌ روحيّة .!

الفرح : بشارة الصابرين .!




سؤال أخير ..

في رد سابق .. أشرت أن من أبكاك .. هو صدام حسين ..

هل ترى فيه عروبتنا التي تغتال أمام أعيننا .. ؟

أم تذكرت المقابر الجماعيه .. والأسلحه الكيماويه التي أبادت وقضت على سلالات من البشر لاحول ولا قوة لهم في عهده .. ؟


لفترة ٍ مضت .. كنت أسير على وصية ٍ كتبتها أحلام مستغانمي .. كان في مجملها : " أن من يشاهد طالع هذه الأمة قد يصاب بذبحة ٍ صدريّة " .. ومن غير حول ٍ ولا قوة .. .. فاجأني التلفاز .. بمن لا حول لهم ولا قوة .!



*

ألف تحيّة مشرقة كـ حرفك .!



1حتر1111111111ما111111111111111تي

التوقيع:
ما أشدَّ فِطام الكبير!
مالك بن دينار


:
:
الموقع الشخصيّ

.

اخر تعديل كان بواسطة » فوزي المطرفي في يوم » 09-02-2005 عند الساعة » 23:44.
فوزي المطرفي غير متواجد حالياً