الموضوع: نُدُوبُ قَلْبْ
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 21-08-2004, 22:27   #9
فهد العيسى
الهــاجـس
 

رد : نُدُوبُ قَلْبْ


الشاعري سطَّام

ها قد نصنتُ على حديثك مع الغجرية,و ما هو إلاَّ الفضول ...
فوجدته حديثاً درامياً حتى وقعت مني البُرده!
و لأني سأسامرك ليلتي هذه من غرة شهري هذا على قدح الهموم
فتمتلىء من عصر الكرورم أعنابا !فقالوا إن القدح ماكان فارغاً و الكأسُ ما كان ممتلئاً
كـ "الجارية" التي علمتني العصر في أزمنة المائدة ! كانت مورقة كأوراق العنب ...
و كلما يا صاحِ البلاط حرمتني من عصرها تخمّر العنبُ بملاحاة الشمس الحارّة لخبوءتها ,فتخمر العنب
و تضوّع (العنبرُ) فنادى منادي الهجس فأخبر فقام يتبع عبير النسمات !
و ما يدريك ما قد تفعله الجاريةُ الحسناءُ بخلفاء أميّة و العباس ؟!
حتى يزهدُ الخليفة بخلافة الموصل و بغداد و الشام و حتى ينجب منها ( نمراً )يُمزّقُ بُردة الخلافة بأسنانه...
هكذا يُحكم باللحظ و و الحاجب و العين و الشفتان كما يحكم الآبق بالنطع و السيَّاف ..
لنعد حيث أنتَ لا أنا ! فأنتَ المعنيُّ وحدك بهذه المداخلة و المسامرة ..
فيا نعم النديم وجدناك قد شبهت نفسك في مطلع القصيدة بالفراشات
و ما عهدنا قولاً أرقُّ من هذا ؟فما بالُ النمر و الفهد و الليث و الجوارح حتى شبهتَ نفسك بالفراشات؟

إقتباس:
هكذا..
أستوي
عالقا كالفراشات
في ليل مجدولها
لا أشي سوى عدمي
لا أرى سواها
هكذا ..
دون وجه
أصير وأهوى
كنرد..
:
تشبيهٌ جميل و رقيق و لكنه تهميشٌ حد إلغاء الذات !


:

:

:

إقتباس:
(1)

لم اعد أرى سواكِ
عالم يمتد من حدود قلبي
الى .. عينيك الناعستين
مجنونا .. ربما..
أوليس العشق ضرب
من .. الجنون
وانقلاب ضد تقاليد السكون
.....

إقتباس:
لم اعد ارى سواكِ
أغاني دم شريد

.....

إقتباس:
لم اعد ارى سواكِ
فلا تسألي من انتِ
انتِ .. العيد المحال

بعد ما تقدم من تهميش النفس لماذا نصرُّ على محاباة من لا يسأم لنا؟و ما هو وجه الترابط بين سالية
و بين مغرم لا تهدأ نفسه من الصد ؟

إقتباس:
وأنتِ من .. اعتذرت للصهيل
لتنفجر في .. الرحيل
عُدتَ الآن يا صاحب المقام تشبهُ نفسك (بالخيل) .فتشبه نداءك لها بالصهيل
و هي من رفضت الصهيل !بعد أن كنتَ في العام المنصرم (عالقاً كالفراشة) ؟!
و في السِفر الثاني من سِفر غجرية سطَّام قد أسكرتني هذه الكلمات فطابت لي المشاهدة :


إقتباس:
لم اعد ارى سواكِ
أوراق بلون الغسق
ويراع .. ثمل من بقايا مداد
يتعثر في عتبة السحر
من سهر وأرق
عليه مسحة من حداد
تنتابه ارتعاشة
كرشة مطر
....
و في المقال القادم يطيبًُ لي تحيتك فقد سبقتَ غيرك في هذا و ما أبعدك تعبيرك في هذه الكلمات:
إقتباس:
لم اعد ارى سواكِ
موجة يتجدد نبضها
كلما ارتمت على الصخر
وابتلعتها أرحاء
تطحن الزبد والحصى
ونعجن فتات الرمل
في صحاف المد والجزر
في تشبيهك بجسد الإنسان لموج البحر و تشبيهك بالصخر لجسد غانية فاترة تطحنون كفِتات الرمل أو حبّه!
و هذ مناسبا لي !
....

و باقِ النثرية أجمل من بدايتها.لقد جسدتَ في أكثر من موطن ضعف المشتاق و إنسياقه وراء حالة (ذكر و أنثى)
و نعتها بالغجرية حتى لو وصفتَ شعرها دون أصلها و فصلها.فالأصل في المعنى هو الطبع!!إذ تصفها :
إقتباس:
لإمرأة .. عارية تجتاحها العواصف
تسدل جدائلها الغجرية
لا أعلم يا صاحِ الهوى ! لمَ نتغنى نحنُ معشر العُشَّاق بالغجريات و نتلذذ بوصف حالتهن التلقائية بالثناء
و تركنا من قصائدنا الأميرات الشاهقات ؟!
ترَ من الأقرب لهوى النفس ؟أهي البخيلة أم المعطاءه ؟ فاللغجرية أنباءٌ و خطبٌ يتوافق مع هوى الشاعر
أمّا شديدة التحفظ فهي غير ملهمة لشاعرٍ يتفننُ في وصف السيقان !


أطربني حديثك فطاب لي الهوى .....
و حيثُ تكون جاريتي سأكون !!!

عليك سلام الله و عفوك عما لا يروق لك.فلستُ ناقداً و لا هذا بنقد إنما مسامرة على قارعة أم جندب ....

الهاجس!

فهد العيسى غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس