الموضوع: تذاكر الحنين !
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 06-10-2008, 08:07   #1
ريما العلي
اِمْرَأةٌ لا يُكَرِّرُهَا القَدَرْ !
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ ريما العلي
 

تذاكر الحنين !




.
.

مُدن الآخرين مزدحمة ،
ونحن لن نملك بيتاً ..
كُفّ يد السؤال ،
اقضم رغيف وحدتك ..

في البيت المقابل شجارٌ ، يتراءى لك حفلةً صاخبة ..
في السيّارة القريبة رجلٌ ينفث دخان تنهيدته ، وتظنّه يقبّل حبيبته ..
في الكرسي بناصية الشارع طفلٌ يستند إلى ظلّه ، وتراه يغفو على صدر أمّه !
كلِّ الناس وحيدة ،
كلِّ الناس بائسةٌ ويائسةٌ ومحبطة !
وحدنا نملك خريطة العودة إلى مدن البياض ..
نرسم بيتاً ..
نتّخذُ أصدقاءَ ..
ونعيش الحياة كما نريد !


* * *


صباحكَ مدينةٌ جمعتنا ..
شمسٌ حدّقت بكلينا ..
صباحكَ الهواء الزاجل نُحمّله أنفاسنا ..
الأماكن ذاتها تحملها ذكرياتنا ..
الإشارات المرورية نتزاحمُ أمامها ..
المشاعر المارّة تتزاحم فينا !

صباحكَ سماء مدينتكَ الكريمة جدّاً ،
وصباحي طيورها الّتي نامت مع صوتك ..
واستيقظت الآن !
وسادتك الّتي لم تزل دافئةً بعد أنفاسك ..
وداعتك الّتي صحت باكراً ،
وجنونك الّذي لم يصحُ بعد !

صباحي غمزة الهزيمة في تذاكر السفر ..
وغمّازة الحنين في مطارات الرجوع !
رحلة الإياب ..
وصوتك المسافر بي حين يعلو : يا مجنونة ..
وينخفض عند : أحبّك !

صباحي حبّك ..
حين من زوّادة العمر تنفد الصباحات !








ريـ.. ما:
مررت شارعاً يعرفك ،
ويتعرّف علي لأوّل مرّة !
لوّحت لأماكنَ تألفك ..
ودّعت مدينتك ،
وحملتكَ معي !








التوقيع:
ضرورة الكتابة عنك ،
هربٌ من حماقة الكتابة إليك !
.

ريما العلي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس